إلى حب الله
09-06-2011, 12:18 AM
فضفضة سلفية !!..
يقولون أن الطيب الأصيل : لا يخرج منه إلا طيبا ً!!!..
ويضربون مثالا ًلذلك بالنخلة التي يقذفها الناس بالحجارة : فتساقط رطبا ً!
----
--------------
موقف ٌ قبل البدء ..
فيه من الفوائد ما رأيت معه عدم قصرها بتحديدها .. ولكل قاريءٍ فهمه !!..
------
لي زميلٌ شابٌ في العمل يكبرني بقليل .. كثيرا ًما كان يُعلق على لحيتي بالدعابة
أو على كتابتي لو رآني أكتب : بأني (زعيم الجهاديين) أو (كبير الإرهابيين) !!!..
ولكني أعرف أنه من داخله طيب ويُحبني ويُحب الدين ويُصلي ..
له شاشة كمبيوتر كبيرة : تكاد تخفي عنا رأسه من خلفها : في حجرته المفتوحة
دوما ً.. ناداني في أحد الأيام لاستشارة في العمل .. فأخبرته أني سآتيه حين فراغي !
وبالفعل أتيته .. ولكن كان مقدمي عليه مفاجأة ًله للأسف : فلم يلحظني بسبب
شاشته الكبيرة !!..
وساعتها : وجدت على جهازه مشهدا ًجنسيا ًصريحا ً للأسف !!!!..
تألمت بشدة .. ولكني تمالكت نفسي وملامحي والسبب :
حتى لا يلحظ مَن بجواري في مكتبه شيء أولا ً..! وثانيا ً: حتى لا أ ُضاعف من
شعوره بالألم !!!..
-----
اصطنعت أن الأمر لا يعنيني البتة وانصرفت إلى حجرتي ...
جاءني بعد قرابة نصف الساعة .. واصطنع حوارا ًمعي ومع مهندس ٍآخر معي :
ما كان ليتبسط ويتنازل ليتكلم معه : لولا ما حدث يومها !!..
وتعمد في وسط حديثه : أن يذكر (حوادث خطف الشابات في مصر واغتصابهن) !
يُريد أن يوحي لي بأن ذلك : هو ذاك ما رأيت !!..
فشعرت بتفاهة حُجته ولسان حالي يقول :
(( أنا عديتها بقا !!.. فما فيش داعي للخلبصة المفقوسة دي !! ))
فتجاهلت للمرة الثانية التعرض أو الاستطراد معه في تلك النقطة وتلك الذكرى :
وكأن شيئا ًلم يحدث !!.. وذلك :
لأني قد اتخذت قراري بالفعل بستره .. عسى الله أن يسترني في الدنيا والآخرة !!..
-----
تعجب من ردة فعلي هذه (وأنا رمز التدين والإلتزام في المكتب) !!!..
وكدت أضحك عندما تخيلت للحظة : في ماذا يكون قد فكّر ؟!!!..
أراه توقع مني فضحه على رؤوس الأشهاد !!.. أو صراخا ًفيه أو عراكا ً!!!..
ولكن ... ليس هكذا المسلم ..!
-----
مضى يومان .. كنت أدخل فيهما عليه وأخرج : فكان عجبه يزداد
ويزداد !!.. ولاحظت تغير حاله إلى الأفضل والحمد لله ..
وفي آخر اليومين وأنا عنده في حاجة : أخبرني أن زوجته اقترب موعد
ولادتها وهي مريضة : تبيت معظم أيامها خارج البيت ...!
ففهمت ما رمى إليه من مغزى ...!
-----
ثم في ساعة تفكير ٍبعدها وكنت جالسا ًأتأمل .. تساءلت .....
هل لو كنت أنا مكانه (كسلفي أو ملتزم) : هل كان فعل معي ما فعلته معه ؟!..
-----------
----------------
1...
من أكثر المشاعر ثـقلا ًعلى نفسي : الشعور بالظلم !!..
ومن أكثر المشاهد تأثيرا ًعليّ :
أن ترى مجموعة ًظالمة ًقد انبرت لضرب فردٍ واحد ٍمن كل جانبٍ بالعصيّ ..
وعندما يهمّ ذلك المظلوم بالتقاط حجر ٍللدفاع عن نفسه :
يتوقف الزمان والمكان فجأة ..!
وتأتيه كاميرات التصوير من كل جانب لتصور :
ذلك المفتري الجبار !!!..
---------
2...
من الفخر أن يتسمى المسلم باسم : المسلم !!..
ولكن لكثرة الباطل من حوله : لزم لتسميته : التوجيه والتبيان !!..
فصار من الحق والشجاعة : أن تعلن أن إسلامك هو :
التزامك بالقرآن والسنة : بفهم النبي وصحبه وسلف الأمة !!!..
-----
كان كل ذلك في الماضي : فخرا ًوشجاعة !!..
فآآآهٍ .. آآه ٍمن أ ُناس ٍ: صارت السلفية في أعينهم اليوم :
هي ذلك المفتري الجبار !!!..
---------
3...
وجدت مَن يُريد للأسف سحب بساط السبق والريادة من السلفيين :
في حمايتهم لهذا الدين والذب عنه بإذن ربهم : دينيا ًوفكريا ً!!!!..
أقول : أكثر مَن واجه المذاهب الفكرية الهدامة : يجب أن تكون (وبكل بساطةٍ) فرقة ٌ:
تسمو بمنهجها عن صفات تلك الفرق الهدامة جميعا ًوإلا : ففاقد الشيء لا يُعطيه !
ذكرتني تلك الدعوى المتهافتة بطرفةٍ كنت قد قرأتها على النت منذ فترة بعنوان :
شيعي ٌيدعو نصرانيا ًويهوديا ًإلى التشيع !!!..
حيث تقول مع بعض التصرف اليسير :
تقابل يهودي ونصراني وشيعي على غير موعد في إحدى النوادي الماسونية ..
عند ذلك انتهز الشيعي الفرصة لدعوتهما إلى التشيّع !!..
فالتفت إلى النصراني : وبدأ يشككه في دينه وينتقد عقيدته قائلاً :
أنتم تزعمون أن المسيح صُلِب ليُخلص الناس من خطيئة آدم لما أكل من الشجرة !
والله يقول : " ولا تزر وازرة ٌوزر أخرى " !!..
فأجابه النصراني : وأنتم فعلتم أشد من ذلك !!.. فها أنتم تضربون أنفسكم وأطفالكم
بالسكاكين والسلاسل حتى يسيل الدم : تلومون أنفسكم وتعاقبونها لأن أجدادكم
خذلوا الحسين ولم ينصروه !!.. فما الفرق بيننا ؟!..
فقال الشيعي : لكنكم غلوتم في المسيح وقلتم هو ابن الله وثالث ثلاثة !!..
النصراني : وكذلك فعلتم أنتم مع الحسين !!.. فغلوتم فيه وفي الأئمة : حتى زعمتم
أنهم كانوا قبل خلق العالم أنواراً !!.. وأنهم يعلمون ما كان وما يكون وما لم يكن : لو
كان كيف يكون !!!.. وأنهم يعلمون متى يموتون ! وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم !!..
فقال الشيعي : على كل حال .. أنا أدعوك إلى عدم عبادة المسيح وألا تسموا أولادكم
عبد المسيح على الأقل !!.. فإن المسيح عبد ٌمن عباد الله !!..
النصراني : وأنتم ..! ألستم تدّعون أن علي قال : أنا وجه الله !!.. أنا جنب الله !!.. أنا
الأول !!.. أنا الآخر !!.. وتسمون أولادكم : عبد الحسن وعبد الحسين : مع أنهم أيضاً
عباد لله ؟!..
فقال الشيعي : ولكنكم ترجون من المسيح ما لا ترجون من الله !.. فتدعونه وتستغيثون
به من دون الله !!.. وتعظمون قبور القديسين والرهبان !!..
النصراني : وأنتم تدعون غير الله أيضا ًفتقولون يا علي !!!... يا حسين !!!... ولا أدري :
متى تدعون ربكم ؟!!!..
وتطوفون حول قبور أئمتكم !!!.. وتستغيثون بهم من دون الله !!!.. وتنذرون لهم بإلقاء
الأموال الطائلة عند قبورهم !!.. بل إنكم تزعمون أن مَن زار قبر الحسين يوم عرفة :
كتب الله له ألف ألف حجة مع القائم (أي إمامهم القائم) !!.. وتقولون أن قبر أمير
المؤمنين : يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء !!..
فقال الشيعي وقد نفد صبره : أنتم أطريتم المسيح وغلوتم فيه حتى عبدتموه !!..
النصراني : وأنتم أطريتم الحسين والأئمة وتجاوزتم الحد في تعظيمهم : حتى فضلتموهم
على الأنبياء !!.. وقلتم بأن لهم مقاماً عظيماً : لا يبلغه ملك ٌمقرب !!.. ولا نبيٌ مرسل !
وقلتم بعصمتهم عن الخطأ والسهو !!.. وأنهم يعلمون كل شيء في السموات وفى الأرض !
وأن علومهم : كعلوم القرآن !!.. فيكون المسيح عندنا : كالأئمة عندكم !!!..
الشيعي وقد بدأ يغضب : كتابكم أيها النصارى محرف !!!.. ومتضمن للزيادة والنقصان !
النصراني : وأنتم معشر الشيعة بأنفسكم : زعمتم أن قرآنكم محرف !!.. وأنه زاد فيه
الصحابة ونقصوا منه !!.. وأنه لا توجد نسخة كاملة صحيحة : إلا التي يحتفظ بها إمامكم
المهدي ذو الخمس سنوات في السرداب منذ ألف عام ٍينتظر الخروج !!.. فالمسلمين على
هذا في نظركم : ضائعون بدون كتاب كامل صحيح منذ أكثر من 1400سنة !!..
الشيعي وقد سكن مستسلما ً: المهم .. هل ستصبح مسلماً موالياً وتتشيّع ؟!!..
النصراني : أنا لا أعتقد أن هذا هو الإسلام الذي دخل فيه الصغير والكبير : والعالم
والمتعلم : من أبناء جلدتي !!.. لأني لا أرى جديدا ًعندكم !!.. بل عندكم من التناقضات :
أكثر مما عندنا !!..
-----
فالتفت الشيعي إلى اليهودي .. ودار بينهما الحوار التالي :
الشيعي : أنتم تكذبون وتلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون !!..
اليهودي : وأنتم تقولون : لا دين لمَن لا تقية له !.. فتسعة أعشار دينكم في الكذب !..
الشيعي : ولكنكم قلتم إن الله فقير ونحن أغنياء !!.. ووصفتم الله بالجهل وبالتعب !..
اليهودي : وأنتم تنسبون البداء إلى الله !!.. فتدعون أنه يقضي أمراً : ثم يبدو له خطأ ما
فعل وقضى : فيُغيره !!.. فما الفرق بيننا ؟!..
الشيعي : ولكنكم تبغضون جبريل وتقولون هو عدونا من الملائكة !!..
اليهودي : وأنتم كذلك تقولون إن جبريل خائن !!.. وأنه أخطأ !!.. وأنه نزل على
محمد بالوحي : في حين كان عليه أن يتنزل على عليّ !!.. ولهذا تقولون :
" خان الأمين : وصدها عن حيدره " !!.. وتقولون أيضاً : " تاه الأمين " !!..
الشيعي : ولكنكم تتهمون مريم وتقولون عليها بهتاناً عظيماً !!..
اليهودي : وأنتم تقدحون في عِرض نبيكم ! وتنسبون الزنا لعائشة زوجته ! وتقولون
أنها جمعت أربعين ديناراً من خيانة !!..
الشيعي : أنتم تحتقرون الناس بقولكم : إن السرقة من غير اليهودي : لا تعد سرقة !!..
وأن الزنا بغير اليهود : لا عقاب عليه !!.. وإن باقي الشعوب : كالأنعام المُسخرة لكم !
اليهودي : وأنتم تقولون إن الناصبي (أي السني) : حلال الدم !!.. وكل شيء يملكه :
حلال !!.. وتقولون إن الناس كلهم : أولاد زنا أو أولاد بغايا : ما عدا شيعتكم !!..
الشيعي : المهم ... هل ستدخل في ديننا ؟!!!..
اليهودي : ههههه ...! دينكم هذا من صنعنا معاشر اليهود !!..
أفنسيتم عبد الله بن سبأ ؟!!!..
-----
أقول ...
هذا مثالٌ واحد فقط على أن كل فرقة باطلة من فرق الإسلام : لا تستطيع عقلا ً
الرد على أي ٍمن الأديان الأخرى ردا ًكاملا ً: فضلا ًعن بقية المذاهب الهدامة !!!..
ولو أراد التفصيل مَن أراد بضرب المثل : فليطلب !!..
-----
4...
ووجدت مَن يلوم السلفيين أنهم هم (وحدهم) الذين على الحق !!..
أقول ..
وهل عـُلم في زمن ٍمن الأزمان : أن الحق يكون اثنين وثلاثة وأربعة !!!..
أقول ..
وهل يستقيم عقلا ًأن نـُعدد النور الذي أفرده الله في قرآنه في حين عدد الظلمات !
وما ذنب أهل الحق أن كانوا على الحق !!!..
وما ذنب السلفيين أن انتهجوا منهج القرآن والسنة بفهم النبي وصحبه وسلف الأمة ؟!
وهب أن الحق كان في غيرهم ..
ألن يأت آتٍ لهؤلاء : فيقول لهم نفس هذه القولة : لماذا تقولون أن الحق معكم ؟!!..
إذن ..
فالعبرة ليست في اعتراض المعترض !!!..
فكل مَن لم يوافقه الحق في الكثير أو القليل سيعترض !!!..
ولكن العبرة هي وضع اعتراضه محل الوزن والفحص والحُكم !!!..
وعند وزن كفتي الخير والشر : والحق والباطل : ترجح كفة الخير والحق بإذن الله ..
-----
5...
ووجدت مَن يتهم السلفيين بأنهم : لا مجال للعقل والتفكير عندهم !!!..
أقول ...
تهمة ٌ: لو أردنا فقط إيراد الأدلة على كذبها : لاحتجنا كتبا ًبعدد مَن كتبوا من
السلف والخلف رفعة ًلشأن العقل والتفكير في الدين ولكن : من بعد نصوص ربنا
المُحكمة وسنة نبينا الصحيحة !!!..
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : وهو علم من علماء تجديد الدين
والسلفية الحقة في عصره !!.. ورافع لواء محاربة التقليد والجمود !!.. وهو الذي
لاقى في سبيل ذلك من المحن ما لاقى حتى سُـجن !!.. يقول :
" أكمل الأمم علما ً: الـمُـقرّون بالطرق : الحسية .. والعقلية .. والخبرية !!..
فمَن كذب بطريق ٍمنها : فاته من العلوم : بحسب ما كذّبه من تلك الطرق " !!..
درء تعارض العقل والنقل (1/103) ..
وهي فقرة ٌغزيرة المعاني من كلامه رحمه الله !!.. فهذا ما يعيش السلفي وهو
يضعه نصب عينيه !!.. يحمل معناه بين جنبيه : كما يحمل عبارة شيخ الإسلام
أيضا ً:
" .... فإن الأدلة الشرعية : لا تقدح في جنس الأدلة العقلية " !!!..
درء تعارض العقل والنقل (1/82) ..
فمَن فهم الجمل والعبارات السابقة : يقف على حقيقة أكذوبة تعارض السلفية
مع العقل كما يُحب أن يتهمها به غيرها ممَن أنزلوا العقل بمنزلة ٍأعلى من النص
الصحيح قرآنا ًأو سنة !!!..
يقول شيخ الإسلام أيضا ًرحمه الله :
" اعلم أن أهل الحق : لا يطعنون في جنس الأدلة العقلية !!.. وإنما يطعنون : فيما
يدعي المعارض أنه : يخالف الكتاب والسنة (إذ لا يوجد عقلا ًما يخالف القرآن
والسنة) !!.. وليس في ذلك – ولله الحمد – دليل صحيح في نفس الأمر !!.. ولا
دليل مقبول عند عامة العقلاء !!.. ولا دليل لم يُـقدح فيه بالعقل " !!!..
درء تعارض العقل والنقل (1/112) ..
-----
أقول ...
ولم يكن شيخ الإسلام فقط هو حامل هذا الفكر قديما ًوحديثا ً!!!..
بل هو منهج الحق الذي تشربته قلوب وعقول السلف من القرآن !!.. إذ :
كيف بالدين القويم الذي يمتليء كتاب ربه بالحث على إعمال العقل وتحكيمه :
كيف به يُرمى بالتهم الجائرة ؟! أو يُرمى منهجه القويم منهج السلف الكرام بتلك
التهم !!!..
ولنأخذ في ذلك مثالا ً: من أشهر ما يلجأ إليه المشغبون أو الجاهلون عندما يُريدون
ضرب (العقل بالنقل) في زعمهم عند السلفيين !!!..
ألا وهي شبهة : عدم النظر في متن الآحاديث إطلاقا ًولكن : إلى سندها فقط !!!..
أقول :
وقد عرف راسخو القدم في علم الحديث أنه ما من حديث ٍشذ متنه دينا ًأو عقلا ً:
إلا وكان في سنده وحال رواتهبالفعل مثلمة ٌ!!!!..
وأما مَن يقول بعدم نظر العلماء إلى المتن : فهو جاهلٌ في فريته وفيما اعتقده !!!..
يقول الخطيب البغدادي رحمه الله في تلك المسألة :
" وإذا روى الثقة المأمون خبراً متصل الإسناد رُدّ بأمور :
أحدها : أن يُخالف موجبات العقول !!.. فيُعْلم بطلانه : لأن الشرع إنما يَرِدُ بمجوزات
العقول !!.. وأما بخلاف العقول : فلا !!..
والثاني : أن يُخالف نص الكتاب أو السنة المتواترة !!.. فيُعْلم أنه لا أصل له أو منسوخ !
والثالث : أن يُخالف الإجماع !!.. فيُسْتَدل على أنه منسوخ أو لا أصل له ! لأنه لا يجوز
أن يكون صحيحاً غير منسوخ : وتـُجمع الأمة على خلافه ...!
والرابع : أن ينفرد الواحد برواية ما يجب على كافة الخلق علمه !!.. فيدل ذلك على أنه
لا أصل له !.. لأنه لا يجوز أن يكون له أصل : وينفرد هو بعلمه من بين الخلق العظيم !
والخامس : أن ينفرد بما جَرَت العادة بأن ينقله أهل التواتر : فلا يقبل !!.. لأنه لا يجوز
أن ينفرد في مثل هذا بالرواية " !!..
أقول ...
وسُـئل ابن القيم أيضا ًرحمه الله :
" هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط ٍمن غير أن يُنْظر في سنده " ؟..
فأجاب قائلاً :
" إنما يَعْلم ذلك مَنْ تضلّع في معرفة السنن الصحيحة : واختلطت بلحمه ودمه (أي من
كثرة قراءته فيها ولها) وصار له فيها مَلكة !!.. وصار له اختصاص شديد بمعرفة السنن
والآثار .. ومعرفة سيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام وهَدْيه فيما يأمر به وينهى عنه :
ويُخبر عنه ويدعو إليه .. ويُحبّه ويكرهه ويشرعه للأمة : بحيث كأنه مخالط للرسول عليه
الصلاة والسلام : كواحد من أصحابه " ..
ثم ذكر ابن القيم أموراً كلّيّة يُستشف منها كون الحديث موضوعاً .. مثل :
1.. اشتماله على المجازفات التي لا يقول مثلها رسول الله ! كقوله في الحديث المكذوب :
" مَن قال لا إله إلا الله : خَلَق الله من تلك الكلمة طائراً : له سبعون ألف لسان ...إلخ "
2.. سماجة الحديث !!.. وكونه مما يُسْخر منه كحديث :
" لو كان الأرز رجلاً : لكان حليماً !!.. ما أكله جائع : إلا أشبعه " !!..
3.. مناقضته لما جاءت به السنة الصريحة : مناقضة بَيّنَةً !!.. كأحاديث في مدح مَن اسمه
محمد وأحمد !!..
4.. أن يَدَّعِيَ على النبي أنه فعل أمراً ظاهراً بمحضر من الصحابة كلهم : وأنهم اتفقوا على
كتمانه ولم ينقلوه !!.. كما يزعم أكذب الطوائف (يقصد الشيعة الروافض أخزاهم الله) :
أن رسول الله قال في حجة الوداع (أي على عليّ) : " هذا وَصِيّي وأخي والخليفة بعدي " !
5.. أن يكون الحديث باطلاً في نفسه كقولهم " إذا غضب الله تعالى أنزل الوحي بالفارسية " !
6.. أن يكون كلامه لا يشبه كلام الأنبياء : فضلاً عن كلام رسول الله عليه الصلاة والسلام !
7.. أن يكون الحديث أشبه بوصْف الأطباء والطرقية كقولهم : أكل السمك يوهن الجسد !
8.. مخالفة الحديث صريح القرآن !
9.. ركاكة ألفاظ الحديث وسماجتها !
أقول ...
وكلام ابن القيم بالأعلى لا يؤخذ على إطلاقه لمَن ليس له دراية واطلاع على الأحاديث !
وإنما يفهمه خير الفهم : مَن كثر اطلاعه ودرايته بالصحيح والضعيف والموضوع منها !!!..
ولكن دل ذلك كله من كلام شيخ الاسلام ومروروا ًبالخطيب البغدادي وابن القيم وغيرهم
الكثير : على كذب كل مَن ادعى مخاصمة السلفية لإعمال العقل !!!..
وأما للاطلاع على تفاصيل ذلك (وفي مسألة السند والمتن خصوصا ً) فله مظانه عند أهل
العلم فليطلبها مَن يشاء !!!..
------
6...
وإن تعجب .. فتعجب لمَن يصف السلفيين بالتقليد !!!..
ثم يُحمّل على هذه التهمة تهما ًأخرى يستلزمها التقليد من التشدد بغير علم والتزمت
والتعصب .. إلخ إلخ إلخ : ثم لا يهدأ له بالا ًإذا احتك بأحد مرضى التقليد بغير علم :
حتى يُعمم كل تلك التهم على حاملي منهج السلف نفسهم كلهم ولا حول ولا قوة
إلا بالله العظيم !!!.. فكيف :::
وهذا القرآن (كتاب السلفية الأول) : ينعى على التقليد الأعمى من الأبناء للآياء
في الباطل والكفر !!.. اللهم فإن كان للحق : فنِعمَ هذا التقليد إذا عـُلم !!.. وأما
غير ذلك فلا !!!..
نعم .. قد ابتلى الله تعالى جماعاتٍ وأفرادا ًمن المسلمين بالتقليد الأعمى : حتى بعدما
يتبين لهم الحق والصواب والدليل !!!..
وهؤلاء من أكثر الناس أذى ًلأنفسهم !!.. ولأهليهم !!.. ومن أكثرهم تنفيرا ًللمسلمين !!..
وهم مَن عانى معهم كل عالم (وقد مرّ ما ذكرته من إشارة ٍلمحنة شيخ الإسلام معهم) ..
وسوف أتعرض لبعض أمثلتهم في العصر الحديث في مشاركتي الثانية بإذن الله تعالى ..
ونعم أيضا ً: هناك تقليد في الخير واتباع الدليل والصواب ولكن شرطه كما قلنا : أن يكون
على علم !.. فهذا من جنس اتباع الأبناء الصالحين لآبائهم .. سواء كانوا من الأنبياء
أو من غيرهم ..
ولعل هذا كله يتضح بالنقل التالي الذي سأنقله للفائدة ..
حيث يقول الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه :
الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام صـ 79 - 80 :
" نهي الأئمة عن التقليد :
ومن هنا جاءت أقوال الأئمة المجتهدين : تتتابع على النهي الأكيد عن التقليد لهم أو
لغيرهم !!..
1.. فقال أبو حنيفة رحمه الله تعالى : " لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا : ما لم يعلم من أين
أخذناه " !!.. " وفي رواية : " حرام على مَن لم يعرف دليلي : أن يفتي بكلامي !.. فإننا
بشر : نقول القول اليوم : ونرجع عنه غدا ً" !!..
2.. وقال مالك رحمه الله تعالى : " إنما أنا بشر أخطئ وأصيب !!.. فانظروا في رأيي ..
فكل ما وافق الكتاب والسنة : فخذوه !!.. وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة : فاتركوه " !
3.. وقال الشافعي رحمه الله تعالى : " أجمع المسلمون على أن مَن استبان له سنة عن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم (أي وعلم صحة نسبتها إليه) : لم يحل له أن يدعها لقول أحد "
وقال : " كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند أهل النقل
بخلاف ما قلت : فأنا راجع عنها في حياتي : وبعد موتي " !!.. وقال : " كل ما قلت : فكان
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خلاف قولي مما يصح : فحديث النبي أولى : فلا تقلدوني "
4... وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : " لا تقلدني !!.. ولا تقلد مالكا ًولا الشافعي ولا
الأوزاعي ولا الثوري : وخذ من حيث أخذوا " !!!..
(أقول : وهذا بالضبط ما فعله شيخ الإسلام مُجدد الدين والسلفية ابن تيمية : فلاقى ما لاقى)
واشتهر عنهم أنهم قالوا : " إذا صح الحديث : فهو مذهبي " !!.. إلى غير ذلك من الأقوال
المأثورة عنهم .. وقد ذكرت نخبة ًطيبة ًمنها في مقدمة كتابي :
" صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم " .. وفيما ذكرناه كفاية " ..
-----
-----------
يُـتبع إن شاء الله تعالى فيما بعد لضيق الوقت والانشغال بكتابات ٍأخرى ..
حيث نقاط الفضفضة لم تنته بعد .. حيث سأتعرض فيها لكيف تكون الإساءة للسلفية
عن طريق بعض المنتسبين إليها ؟.. وكيفية التغلب على ذلك من الجهتين : المُسيء
والمساء إليه .. وأيضا ًمَن وقعت عليه الإساءة : كيف يحمي نفسه ... ونقاطٍ أخرى ..
والله الموفق .. وهو الهادي إلى سواء السبيل ..
يقولون أن الطيب الأصيل : لا يخرج منه إلا طيبا ً!!!..
ويضربون مثالا ًلذلك بالنخلة التي يقذفها الناس بالحجارة : فتساقط رطبا ً!
----
--------------
موقف ٌ قبل البدء ..
فيه من الفوائد ما رأيت معه عدم قصرها بتحديدها .. ولكل قاريءٍ فهمه !!..
------
لي زميلٌ شابٌ في العمل يكبرني بقليل .. كثيرا ًما كان يُعلق على لحيتي بالدعابة
أو على كتابتي لو رآني أكتب : بأني (زعيم الجهاديين) أو (كبير الإرهابيين) !!!..
ولكني أعرف أنه من داخله طيب ويُحبني ويُحب الدين ويُصلي ..
له شاشة كمبيوتر كبيرة : تكاد تخفي عنا رأسه من خلفها : في حجرته المفتوحة
دوما ً.. ناداني في أحد الأيام لاستشارة في العمل .. فأخبرته أني سآتيه حين فراغي !
وبالفعل أتيته .. ولكن كان مقدمي عليه مفاجأة ًله للأسف : فلم يلحظني بسبب
شاشته الكبيرة !!..
وساعتها : وجدت على جهازه مشهدا ًجنسيا ًصريحا ً للأسف !!!!..
تألمت بشدة .. ولكني تمالكت نفسي وملامحي والسبب :
حتى لا يلحظ مَن بجواري في مكتبه شيء أولا ً..! وثانيا ً: حتى لا أ ُضاعف من
شعوره بالألم !!!..
-----
اصطنعت أن الأمر لا يعنيني البتة وانصرفت إلى حجرتي ...
جاءني بعد قرابة نصف الساعة .. واصطنع حوارا ًمعي ومع مهندس ٍآخر معي :
ما كان ليتبسط ويتنازل ليتكلم معه : لولا ما حدث يومها !!..
وتعمد في وسط حديثه : أن يذكر (حوادث خطف الشابات في مصر واغتصابهن) !
يُريد أن يوحي لي بأن ذلك : هو ذاك ما رأيت !!..
فشعرت بتفاهة حُجته ولسان حالي يقول :
(( أنا عديتها بقا !!.. فما فيش داعي للخلبصة المفقوسة دي !! ))
فتجاهلت للمرة الثانية التعرض أو الاستطراد معه في تلك النقطة وتلك الذكرى :
وكأن شيئا ًلم يحدث !!.. وذلك :
لأني قد اتخذت قراري بالفعل بستره .. عسى الله أن يسترني في الدنيا والآخرة !!..
-----
تعجب من ردة فعلي هذه (وأنا رمز التدين والإلتزام في المكتب) !!!..
وكدت أضحك عندما تخيلت للحظة : في ماذا يكون قد فكّر ؟!!!..
أراه توقع مني فضحه على رؤوس الأشهاد !!.. أو صراخا ًفيه أو عراكا ً!!!..
ولكن ... ليس هكذا المسلم ..!
-----
مضى يومان .. كنت أدخل فيهما عليه وأخرج : فكان عجبه يزداد
ويزداد !!.. ولاحظت تغير حاله إلى الأفضل والحمد لله ..
وفي آخر اليومين وأنا عنده في حاجة : أخبرني أن زوجته اقترب موعد
ولادتها وهي مريضة : تبيت معظم أيامها خارج البيت ...!
ففهمت ما رمى إليه من مغزى ...!
-----
ثم في ساعة تفكير ٍبعدها وكنت جالسا ًأتأمل .. تساءلت .....
هل لو كنت أنا مكانه (كسلفي أو ملتزم) : هل كان فعل معي ما فعلته معه ؟!..
-----------
----------------
1...
من أكثر المشاعر ثـقلا ًعلى نفسي : الشعور بالظلم !!..
ومن أكثر المشاهد تأثيرا ًعليّ :
أن ترى مجموعة ًظالمة ًقد انبرت لضرب فردٍ واحد ٍمن كل جانبٍ بالعصيّ ..
وعندما يهمّ ذلك المظلوم بالتقاط حجر ٍللدفاع عن نفسه :
يتوقف الزمان والمكان فجأة ..!
وتأتيه كاميرات التصوير من كل جانب لتصور :
ذلك المفتري الجبار !!!..
---------
2...
من الفخر أن يتسمى المسلم باسم : المسلم !!..
ولكن لكثرة الباطل من حوله : لزم لتسميته : التوجيه والتبيان !!..
فصار من الحق والشجاعة : أن تعلن أن إسلامك هو :
التزامك بالقرآن والسنة : بفهم النبي وصحبه وسلف الأمة !!!..
-----
كان كل ذلك في الماضي : فخرا ًوشجاعة !!..
فآآآهٍ .. آآه ٍمن أ ُناس ٍ: صارت السلفية في أعينهم اليوم :
هي ذلك المفتري الجبار !!!..
---------
3...
وجدت مَن يُريد للأسف سحب بساط السبق والريادة من السلفيين :
في حمايتهم لهذا الدين والذب عنه بإذن ربهم : دينيا ًوفكريا ً!!!!..
أقول : أكثر مَن واجه المذاهب الفكرية الهدامة : يجب أن تكون (وبكل بساطةٍ) فرقة ٌ:
تسمو بمنهجها عن صفات تلك الفرق الهدامة جميعا ًوإلا : ففاقد الشيء لا يُعطيه !
ذكرتني تلك الدعوى المتهافتة بطرفةٍ كنت قد قرأتها على النت منذ فترة بعنوان :
شيعي ٌيدعو نصرانيا ًويهوديا ًإلى التشيع !!!..
حيث تقول مع بعض التصرف اليسير :
تقابل يهودي ونصراني وشيعي على غير موعد في إحدى النوادي الماسونية ..
عند ذلك انتهز الشيعي الفرصة لدعوتهما إلى التشيّع !!..
فالتفت إلى النصراني : وبدأ يشككه في دينه وينتقد عقيدته قائلاً :
أنتم تزعمون أن المسيح صُلِب ليُخلص الناس من خطيئة آدم لما أكل من الشجرة !
والله يقول : " ولا تزر وازرة ٌوزر أخرى " !!..
فأجابه النصراني : وأنتم فعلتم أشد من ذلك !!.. فها أنتم تضربون أنفسكم وأطفالكم
بالسكاكين والسلاسل حتى يسيل الدم : تلومون أنفسكم وتعاقبونها لأن أجدادكم
خذلوا الحسين ولم ينصروه !!.. فما الفرق بيننا ؟!..
فقال الشيعي : لكنكم غلوتم في المسيح وقلتم هو ابن الله وثالث ثلاثة !!..
النصراني : وكذلك فعلتم أنتم مع الحسين !!.. فغلوتم فيه وفي الأئمة : حتى زعمتم
أنهم كانوا قبل خلق العالم أنواراً !!.. وأنهم يعلمون ما كان وما يكون وما لم يكن : لو
كان كيف يكون !!!.. وأنهم يعلمون متى يموتون ! وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم !!..
فقال الشيعي : على كل حال .. أنا أدعوك إلى عدم عبادة المسيح وألا تسموا أولادكم
عبد المسيح على الأقل !!.. فإن المسيح عبد ٌمن عباد الله !!..
النصراني : وأنتم ..! ألستم تدّعون أن علي قال : أنا وجه الله !!.. أنا جنب الله !!.. أنا
الأول !!.. أنا الآخر !!.. وتسمون أولادكم : عبد الحسن وعبد الحسين : مع أنهم أيضاً
عباد لله ؟!..
فقال الشيعي : ولكنكم ترجون من المسيح ما لا ترجون من الله !.. فتدعونه وتستغيثون
به من دون الله !!.. وتعظمون قبور القديسين والرهبان !!..
النصراني : وأنتم تدعون غير الله أيضا ًفتقولون يا علي !!!... يا حسين !!!... ولا أدري :
متى تدعون ربكم ؟!!!..
وتطوفون حول قبور أئمتكم !!!.. وتستغيثون بهم من دون الله !!!.. وتنذرون لهم بإلقاء
الأموال الطائلة عند قبورهم !!.. بل إنكم تزعمون أن مَن زار قبر الحسين يوم عرفة :
كتب الله له ألف ألف حجة مع القائم (أي إمامهم القائم) !!.. وتقولون أن قبر أمير
المؤمنين : يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء !!..
فقال الشيعي وقد نفد صبره : أنتم أطريتم المسيح وغلوتم فيه حتى عبدتموه !!..
النصراني : وأنتم أطريتم الحسين والأئمة وتجاوزتم الحد في تعظيمهم : حتى فضلتموهم
على الأنبياء !!.. وقلتم بأن لهم مقاماً عظيماً : لا يبلغه ملك ٌمقرب !!.. ولا نبيٌ مرسل !
وقلتم بعصمتهم عن الخطأ والسهو !!.. وأنهم يعلمون كل شيء في السموات وفى الأرض !
وأن علومهم : كعلوم القرآن !!.. فيكون المسيح عندنا : كالأئمة عندكم !!!..
الشيعي وقد بدأ يغضب : كتابكم أيها النصارى محرف !!!.. ومتضمن للزيادة والنقصان !
النصراني : وأنتم معشر الشيعة بأنفسكم : زعمتم أن قرآنكم محرف !!.. وأنه زاد فيه
الصحابة ونقصوا منه !!.. وأنه لا توجد نسخة كاملة صحيحة : إلا التي يحتفظ بها إمامكم
المهدي ذو الخمس سنوات في السرداب منذ ألف عام ٍينتظر الخروج !!.. فالمسلمين على
هذا في نظركم : ضائعون بدون كتاب كامل صحيح منذ أكثر من 1400سنة !!..
الشيعي وقد سكن مستسلما ً: المهم .. هل ستصبح مسلماً موالياً وتتشيّع ؟!!..
النصراني : أنا لا أعتقد أن هذا هو الإسلام الذي دخل فيه الصغير والكبير : والعالم
والمتعلم : من أبناء جلدتي !!.. لأني لا أرى جديدا ًعندكم !!.. بل عندكم من التناقضات :
أكثر مما عندنا !!..
-----
فالتفت الشيعي إلى اليهودي .. ودار بينهما الحوار التالي :
الشيعي : أنتم تكذبون وتلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون !!..
اليهودي : وأنتم تقولون : لا دين لمَن لا تقية له !.. فتسعة أعشار دينكم في الكذب !..
الشيعي : ولكنكم قلتم إن الله فقير ونحن أغنياء !!.. ووصفتم الله بالجهل وبالتعب !..
اليهودي : وأنتم تنسبون البداء إلى الله !!.. فتدعون أنه يقضي أمراً : ثم يبدو له خطأ ما
فعل وقضى : فيُغيره !!.. فما الفرق بيننا ؟!..
الشيعي : ولكنكم تبغضون جبريل وتقولون هو عدونا من الملائكة !!..
اليهودي : وأنتم كذلك تقولون إن جبريل خائن !!.. وأنه أخطأ !!.. وأنه نزل على
محمد بالوحي : في حين كان عليه أن يتنزل على عليّ !!.. ولهذا تقولون :
" خان الأمين : وصدها عن حيدره " !!.. وتقولون أيضاً : " تاه الأمين " !!..
الشيعي : ولكنكم تتهمون مريم وتقولون عليها بهتاناً عظيماً !!..
اليهودي : وأنتم تقدحون في عِرض نبيكم ! وتنسبون الزنا لعائشة زوجته ! وتقولون
أنها جمعت أربعين ديناراً من خيانة !!..
الشيعي : أنتم تحتقرون الناس بقولكم : إن السرقة من غير اليهودي : لا تعد سرقة !!..
وأن الزنا بغير اليهود : لا عقاب عليه !!.. وإن باقي الشعوب : كالأنعام المُسخرة لكم !
اليهودي : وأنتم تقولون إن الناصبي (أي السني) : حلال الدم !!.. وكل شيء يملكه :
حلال !!.. وتقولون إن الناس كلهم : أولاد زنا أو أولاد بغايا : ما عدا شيعتكم !!..
الشيعي : المهم ... هل ستدخل في ديننا ؟!!!..
اليهودي : ههههه ...! دينكم هذا من صنعنا معاشر اليهود !!..
أفنسيتم عبد الله بن سبأ ؟!!!..
-----
أقول ...
هذا مثالٌ واحد فقط على أن كل فرقة باطلة من فرق الإسلام : لا تستطيع عقلا ً
الرد على أي ٍمن الأديان الأخرى ردا ًكاملا ً: فضلا ًعن بقية المذاهب الهدامة !!!..
ولو أراد التفصيل مَن أراد بضرب المثل : فليطلب !!..
-----
4...
ووجدت مَن يلوم السلفيين أنهم هم (وحدهم) الذين على الحق !!..
أقول ..
وهل عـُلم في زمن ٍمن الأزمان : أن الحق يكون اثنين وثلاثة وأربعة !!!..
أقول ..
وهل يستقيم عقلا ًأن نـُعدد النور الذي أفرده الله في قرآنه في حين عدد الظلمات !
وما ذنب أهل الحق أن كانوا على الحق !!!..
وما ذنب السلفيين أن انتهجوا منهج القرآن والسنة بفهم النبي وصحبه وسلف الأمة ؟!
وهب أن الحق كان في غيرهم ..
ألن يأت آتٍ لهؤلاء : فيقول لهم نفس هذه القولة : لماذا تقولون أن الحق معكم ؟!!..
إذن ..
فالعبرة ليست في اعتراض المعترض !!!..
فكل مَن لم يوافقه الحق في الكثير أو القليل سيعترض !!!..
ولكن العبرة هي وضع اعتراضه محل الوزن والفحص والحُكم !!!..
وعند وزن كفتي الخير والشر : والحق والباطل : ترجح كفة الخير والحق بإذن الله ..
-----
5...
ووجدت مَن يتهم السلفيين بأنهم : لا مجال للعقل والتفكير عندهم !!!..
أقول ...
تهمة ٌ: لو أردنا فقط إيراد الأدلة على كذبها : لاحتجنا كتبا ًبعدد مَن كتبوا من
السلف والخلف رفعة ًلشأن العقل والتفكير في الدين ولكن : من بعد نصوص ربنا
المُحكمة وسنة نبينا الصحيحة !!!..
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : وهو علم من علماء تجديد الدين
والسلفية الحقة في عصره !!.. ورافع لواء محاربة التقليد والجمود !!.. وهو الذي
لاقى في سبيل ذلك من المحن ما لاقى حتى سُـجن !!.. يقول :
" أكمل الأمم علما ً: الـمُـقرّون بالطرق : الحسية .. والعقلية .. والخبرية !!..
فمَن كذب بطريق ٍمنها : فاته من العلوم : بحسب ما كذّبه من تلك الطرق " !!..
درء تعارض العقل والنقل (1/103) ..
وهي فقرة ٌغزيرة المعاني من كلامه رحمه الله !!.. فهذا ما يعيش السلفي وهو
يضعه نصب عينيه !!.. يحمل معناه بين جنبيه : كما يحمل عبارة شيخ الإسلام
أيضا ً:
" .... فإن الأدلة الشرعية : لا تقدح في جنس الأدلة العقلية " !!!..
درء تعارض العقل والنقل (1/82) ..
فمَن فهم الجمل والعبارات السابقة : يقف على حقيقة أكذوبة تعارض السلفية
مع العقل كما يُحب أن يتهمها به غيرها ممَن أنزلوا العقل بمنزلة ٍأعلى من النص
الصحيح قرآنا ًأو سنة !!!..
يقول شيخ الإسلام أيضا ًرحمه الله :
" اعلم أن أهل الحق : لا يطعنون في جنس الأدلة العقلية !!.. وإنما يطعنون : فيما
يدعي المعارض أنه : يخالف الكتاب والسنة (إذ لا يوجد عقلا ًما يخالف القرآن
والسنة) !!.. وليس في ذلك – ولله الحمد – دليل صحيح في نفس الأمر !!.. ولا
دليل مقبول عند عامة العقلاء !!.. ولا دليل لم يُـقدح فيه بالعقل " !!!..
درء تعارض العقل والنقل (1/112) ..
-----
أقول ...
ولم يكن شيخ الإسلام فقط هو حامل هذا الفكر قديما ًوحديثا ً!!!..
بل هو منهج الحق الذي تشربته قلوب وعقول السلف من القرآن !!.. إذ :
كيف بالدين القويم الذي يمتليء كتاب ربه بالحث على إعمال العقل وتحكيمه :
كيف به يُرمى بالتهم الجائرة ؟! أو يُرمى منهجه القويم منهج السلف الكرام بتلك
التهم !!!..
ولنأخذ في ذلك مثالا ً: من أشهر ما يلجأ إليه المشغبون أو الجاهلون عندما يُريدون
ضرب (العقل بالنقل) في زعمهم عند السلفيين !!!..
ألا وهي شبهة : عدم النظر في متن الآحاديث إطلاقا ًولكن : إلى سندها فقط !!!..
أقول :
وقد عرف راسخو القدم في علم الحديث أنه ما من حديث ٍشذ متنه دينا ًأو عقلا ً:
إلا وكان في سنده وحال رواتهبالفعل مثلمة ٌ!!!!..
وأما مَن يقول بعدم نظر العلماء إلى المتن : فهو جاهلٌ في فريته وفيما اعتقده !!!..
يقول الخطيب البغدادي رحمه الله في تلك المسألة :
" وإذا روى الثقة المأمون خبراً متصل الإسناد رُدّ بأمور :
أحدها : أن يُخالف موجبات العقول !!.. فيُعْلم بطلانه : لأن الشرع إنما يَرِدُ بمجوزات
العقول !!.. وأما بخلاف العقول : فلا !!..
والثاني : أن يُخالف نص الكتاب أو السنة المتواترة !!.. فيُعْلم أنه لا أصل له أو منسوخ !
والثالث : أن يُخالف الإجماع !!.. فيُسْتَدل على أنه منسوخ أو لا أصل له ! لأنه لا يجوز
أن يكون صحيحاً غير منسوخ : وتـُجمع الأمة على خلافه ...!
والرابع : أن ينفرد الواحد برواية ما يجب على كافة الخلق علمه !!.. فيدل ذلك على أنه
لا أصل له !.. لأنه لا يجوز أن يكون له أصل : وينفرد هو بعلمه من بين الخلق العظيم !
والخامس : أن ينفرد بما جَرَت العادة بأن ينقله أهل التواتر : فلا يقبل !!.. لأنه لا يجوز
أن ينفرد في مثل هذا بالرواية " !!..
أقول ...
وسُـئل ابن القيم أيضا ًرحمه الله :
" هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط ٍمن غير أن يُنْظر في سنده " ؟..
فأجاب قائلاً :
" إنما يَعْلم ذلك مَنْ تضلّع في معرفة السنن الصحيحة : واختلطت بلحمه ودمه (أي من
كثرة قراءته فيها ولها) وصار له فيها مَلكة !!.. وصار له اختصاص شديد بمعرفة السنن
والآثار .. ومعرفة سيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام وهَدْيه فيما يأمر به وينهى عنه :
ويُخبر عنه ويدعو إليه .. ويُحبّه ويكرهه ويشرعه للأمة : بحيث كأنه مخالط للرسول عليه
الصلاة والسلام : كواحد من أصحابه " ..
ثم ذكر ابن القيم أموراً كلّيّة يُستشف منها كون الحديث موضوعاً .. مثل :
1.. اشتماله على المجازفات التي لا يقول مثلها رسول الله ! كقوله في الحديث المكذوب :
" مَن قال لا إله إلا الله : خَلَق الله من تلك الكلمة طائراً : له سبعون ألف لسان ...إلخ "
2.. سماجة الحديث !!.. وكونه مما يُسْخر منه كحديث :
" لو كان الأرز رجلاً : لكان حليماً !!.. ما أكله جائع : إلا أشبعه " !!..
3.. مناقضته لما جاءت به السنة الصريحة : مناقضة بَيّنَةً !!.. كأحاديث في مدح مَن اسمه
محمد وأحمد !!..
4.. أن يَدَّعِيَ على النبي أنه فعل أمراً ظاهراً بمحضر من الصحابة كلهم : وأنهم اتفقوا على
كتمانه ولم ينقلوه !!.. كما يزعم أكذب الطوائف (يقصد الشيعة الروافض أخزاهم الله) :
أن رسول الله قال في حجة الوداع (أي على عليّ) : " هذا وَصِيّي وأخي والخليفة بعدي " !
5.. أن يكون الحديث باطلاً في نفسه كقولهم " إذا غضب الله تعالى أنزل الوحي بالفارسية " !
6.. أن يكون كلامه لا يشبه كلام الأنبياء : فضلاً عن كلام رسول الله عليه الصلاة والسلام !
7.. أن يكون الحديث أشبه بوصْف الأطباء والطرقية كقولهم : أكل السمك يوهن الجسد !
8.. مخالفة الحديث صريح القرآن !
9.. ركاكة ألفاظ الحديث وسماجتها !
أقول ...
وكلام ابن القيم بالأعلى لا يؤخذ على إطلاقه لمَن ليس له دراية واطلاع على الأحاديث !
وإنما يفهمه خير الفهم : مَن كثر اطلاعه ودرايته بالصحيح والضعيف والموضوع منها !!!..
ولكن دل ذلك كله من كلام شيخ الاسلام ومروروا ًبالخطيب البغدادي وابن القيم وغيرهم
الكثير : على كذب كل مَن ادعى مخاصمة السلفية لإعمال العقل !!!..
وأما للاطلاع على تفاصيل ذلك (وفي مسألة السند والمتن خصوصا ً) فله مظانه عند أهل
العلم فليطلبها مَن يشاء !!!..
------
6...
وإن تعجب .. فتعجب لمَن يصف السلفيين بالتقليد !!!..
ثم يُحمّل على هذه التهمة تهما ًأخرى يستلزمها التقليد من التشدد بغير علم والتزمت
والتعصب .. إلخ إلخ إلخ : ثم لا يهدأ له بالا ًإذا احتك بأحد مرضى التقليد بغير علم :
حتى يُعمم كل تلك التهم على حاملي منهج السلف نفسهم كلهم ولا حول ولا قوة
إلا بالله العظيم !!!.. فكيف :::
وهذا القرآن (كتاب السلفية الأول) : ينعى على التقليد الأعمى من الأبناء للآياء
في الباطل والكفر !!.. اللهم فإن كان للحق : فنِعمَ هذا التقليد إذا عـُلم !!.. وأما
غير ذلك فلا !!!..
نعم .. قد ابتلى الله تعالى جماعاتٍ وأفرادا ًمن المسلمين بالتقليد الأعمى : حتى بعدما
يتبين لهم الحق والصواب والدليل !!!..
وهؤلاء من أكثر الناس أذى ًلأنفسهم !!.. ولأهليهم !!.. ومن أكثرهم تنفيرا ًللمسلمين !!..
وهم مَن عانى معهم كل عالم (وقد مرّ ما ذكرته من إشارة ٍلمحنة شيخ الإسلام معهم) ..
وسوف أتعرض لبعض أمثلتهم في العصر الحديث في مشاركتي الثانية بإذن الله تعالى ..
ونعم أيضا ً: هناك تقليد في الخير واتباع الدليل والصواب ولكن شرطه كما قلنا : أن يكون
على علم !.. فهذا من جنس اتباع الأبناء الصالحين لآبائهم .. سواء كانوا من الأنبياء
أو من غيرهم ..
ولعل هذا كله يتضح بالنقل التالي الذي سأنقله للفائدة ..
حيث يقول الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه :
الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام صـ 79 - 80 :
" نهي الأئمة عن التقليد :
ومن هنا جاءت أقوال الأئمة المجتهدين : تتتابع على النهي الأكيد عن التقليد لهم أو
لغيرهم !!..
1.. فقال أبو حنيفة رحمه الله تعالى : " لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا : ما لم يعلم من أين
أخذناه " !!.. " وفي رواية : " حرام على مَن لم يعرف دليلي : أن يفتي بكلامي !.. فإننا
بشر : نقول القول اليوم : ونرجع عنه غدا ً" !!..
2.. وقال مالك رحمه الله تعالى : " إنما أنا بشر أخطئ وأصيب !!.. فانظروا في رأيي ..
فكل ما وافق الكتاب والسنة : فخذوه !!.. وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة : فاتركوه " !
3.. وقال الشافعي رحمه الله تعالى : " أجمع المسلمون على أن مَن استبان له سنة عن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم (أي وعلم صحة نسبتها إليه) : لم يحل له أن يدعها لقول أحد "
وقال : " كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند أهل النقل
بخلاف ما قلت : فأنا راجع عنها في حياتي : وبعد موتي " !!.. وقال : " كل ما قلت : فكان
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خلاف قولي مما يصح : فحديث النبي أولى : فلا تقلدوني "
4... وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : " لا تقلدني !!.. ولا تقلد مالكا ًولا الشافعي ولا
الأوزاعي ولا الثوري : وخذ من حيث أخذوا " !!!..
(أقول : وهذا بالضبط ما فعله شيخ الإسلام مُجدد الدين والسلفية ابن تيمية : فلاقى ما لاقى)
واشتهر عنهم أنهم قالوا : " إذا صح الحديث : فهو مذهبي " !!.. إلى غير ذلك من الأقوال
المأثورة عنهم .. وقد ذكرت نخبة ًطيبة ًمنها في مقدمة كتابي :
" صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم " .. وفيما ذكرناه كفاية " ..
-----
-----------
يُـتبع إن شاء الله تعالى فيما بعد لضيق الوقت والانشغال بكتابات ٍأخرى ..
حيث نقاط الفضفضة لم تنته بعد .. حيث سأتعرض فيها لكيف تكون الإساءة للسلفية
عن طريق بعض المنتسبين إليها ؟.. وكيفية التغلب على ذلك من الجهتين : المُسيء
والمساء إليه .. وأيضا ًمَن وقعت عليه الإساءة : كيف يحمي نفسه ... ونقاطٍ أخرى ..
والله الموفق .. وهو الهادي إلى سواء السبيل ..