المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان فـضـفـضـة سـلـفـيـة



إلى حب الله
09-06-2011, 12:18 AM
فضفضة سلفية !!..

يقولون أن الطيب الأصيل : لا يخرج منه إلا طيبا ً!!!..
ويضربون مثالا ًلذلك بالنخلة التي يقذفها الناس بالحجارة : فتساقط رطبا ً!
----
--------------

موقف ٌ قبل البدء ..
فيه من الفوائد ما رأيت معه عدم قصرها بتحديدها .. ولكل قاريءٍ فهمه !!..
------

لي زميلٌ شابٌ في العمل يكبرني بقليل .. كثيرا ًما كان يُعلق على لحيتي بالدعابة
أو على كتابتي لو رآني أكتب : بأني (زعيم الجهاديين) أو (كبير الإرهابيين) !!!..
ولكني أعرف أنه من داخله طيب ويُحبني ويُحب الدين ويُصلي ..
له شاشة كمبيوتر كبيرة : تكاد تخفي عنا رأسه من خلفها : في حجرته المفتوحة
دوما ً.. ناداني في أحد الأيام لاستشارة في العمل .. فأخبرته أني سآتيه حين فراغي !
وبالفعل أتيته .. ولكن كان مقدمي عليه مفاجأة ًله للأسف : فلم يلحظني بسبب
شاشته الكبيرة !!..
وساعتها : وجدت على جهازه مشهدا ًجنسيا ًصريحا ً للأسف !!!!..
تألمت بشدة .. ولكني تمالكت نفسي وملامحي والسبب :
حتى لا يلحظ مَن بجواري في مكتبه شيء أولا ً..! وثانيا ً: حتى لا أ ُضاعف من
شعوره بالألم !!!..
-----
اصطنعت أن الأمر لا يعنيني البتة وانصرفت إلى حجرتي ...
جاءني بعد قرابة نصف الساعة .. واصطنع حوارا ًمعي ومع مهندس ٍآخر معي :
ما كان ليتبسط ويتنازل ليتكلم معه : لولا ما حدث يومها !!..
وتعمد في وسط حديثه : أن يذكر (حوادث خطف الشابات في مصر واغتصابهن) !
يُريد أن يوحي لي بأن ذلك : هو ذاك ما رأيت !!..
فشعرت بتفاهة حُجته ولسان حالي يقول :
(( أنا عديتها بقا !!.. فما فيش داعي للخلبصة المفقوسة دي !! ))
فتجاهلت للمرة الثانية التعرض أو الاستطراد معه في تلك النقطة وتلك الذكرى :
وكأن شيئا ًلم يحدث !!.. وذلك :
لأني قد اتخذت قراري بالفعل بستره .. عسى الله أن يسترني في الدنيا والآخرة !!..
-----
تعجب من ردة فعلي هذه (وأنا رمز التدين والإلتزام في المكتب) !!!..
وكدت أضحك عندما تخيلت للحظة : في ماذا يكون قد فكّر ؟!!!..
أراه توقع مني فضحه على رؤوس الأشهاد !!.. أو صراخا ًفيه أو عراكا ً!!!..
ولكن ... ليس هكذا المسلم ..!
-----
مضى يومان .. كنت أدخل فيهما عليه وأخرج : فكان عجبه يزداد
ويزداد !!.. ولاحظت تغير حاله إلى الأفضل والحمد لله ..
وفي آخر اليومين وأنا عنده في حاجة : أخبرني أن زوجته اقترب موعد
ولادتها وهي مريضة : تبيت معظم أيامها خارج البيت ...!
ففهمت ما رمى إليه من مغزى ...!
-----
ثم في ساعة تفكير ٍبعدها وكنت جالسا ًأتأمل .. تساءلت .....
هل لو كنت أنا مكانه (كسلفي أو ملتزم) : هل كان فعل معي ما فعلته معه ؟!..
-----------
----------------

1...
من أكثر المشاعر ثـقلا ًعلى نفسي : الشعور بالظلم !!..
ومن أكثر المشاهد تأثيرا ًعليّ :
أن ترى مجموعة ًظالمة ًقد انبرت لضرب فردٍ واحد ٍمن كل جانبٍ بالعصيّ ..
وعندما يهمّ ذلك المظلوم بالتقاط حجر ٍللدفاع عن نفسه :

يتوقف الزمان والمكان فجأة ..!
وتأتيه كاميرات التصوير من كل جانب لتصور :
ذلك المفتري الجبار !!!..
---------

2...
من الفخر أن يتسمى المسلم باسم : المسلم !!..
ولكن لكثرة الباطل من حوله : لزم لتسميته : التوجيه والتبيان !!..
فصار من الحق والشجاعة : أن تعلن أن إسلامك هو :
التزامك بالقرآن والسنة : بفهم النبي وصحبه وسلف الأمة !!!..
-----
كان كل ذلك في الماضي : فخرا ًوشجاعة !!..
فآآآهٍ .. آآه ٍمن أ ُناس ٍ: صارت السلفية في أعينهم اليوم :
هي ذلك المفتري الجبار !!!..
---------

3...
وجدت مَن يُريد للأسف سحب بساط السبق والريادة من السلفيين :
في حمايتهم لهذا الدين والذب عنه بإذن ربهم : دينيا ًوفكريا ً!!!!..

أقول : أكثر مَن واجه المذاهب الفكرية الهدامة : يجب أن تكون (وبكل بساطةٍ) فرقة ٌ:
تسمو بمنهجها عن صفات تلك الفرق الهدامة جميعا ًوإلا : ففاقد الشيء لا يُعطيه !

ذكرتني تلك الدعوى المتهافتة بطرفةٍ كنت قد قرأتها على النت منذ فترة بعنوان :
شيعي ٌيدعو نصرانيا ًويهوديا ًإلى التشيع !!!..

حيث تقول مع بعض التصرف اليسير :

تقابل يهودي ونصراني وشيعي على غير موعد في إحدى النوادي الماسونية ..
عند ذلك انتهز الشيعي الفرصة لدعوتهما إلى التشيّع !!..
فالتفت إلى النصراني : وبدأ يشككه في دينه وينتقد عقيدته قائلاً :
أنتم تزعمون أن المسيح صُلِب ليُخلص الناس من خطيئة آدم لما أكل من الشجرة !
والله يقول : " ولا تزر وازرة ٌوزر أخرى " !!..
فأجابه النصراني : وأنتم فعلتم أشد من ذلك !!.. فها أنتم تضربون أنفسكم وأطفالكم
بالسكاكين والسلاسل حتى يسيل الدم : تلومون أنفسكم وتعاقبونها لأن أجدادكم
خذلوا الحسين ولم ينصروه !!.. فما الفرق بيننا ؟!..

فقال الشيعي : لكنكم غلوتم في المسيح وقلتم هو ابن الله وثالث ثلاثة !!..
النصراني : وكذلك فعلتم أنتم مع الحسين !!.. فغلوتم فيه وفي الأئمة : حتى زعمتم
أنهم كانوا قبل خلق العالم أنواراً !!.. وأنهم يعلمون ما كان وما يكون وما لم يكن : لو
كان كيف يكون !!!.. وأنهم يعلمون متى يموتون ! وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم !!..

فقال الشيعي : على كل حال .. أنا أدعوك إلى عدم عبادة المسيح وألا تسموا أولادكم
عبد المسيح على الأقل !!.. فإن المسيح عبد ٌمن عباد الله !!..
النصراني : وأنتم ..! ألستم تدّعون أن علي قال : أنا وجه الله !!.. أنا جنب الله !!.. أنا
الأول !!.. أنا الآخر !!.. وتسمون أولادكم : عبد الحسن وعبد الحسين : مع أنهم أيضاً
عباد لله ؟!..

فقال الشيعي : ولكنكم ترجون من المسيح ما لا ترجون من الله !.. فتدعونه وتستغيثون
به من دون الله !!.. وتعظمون قبور القديسين والرهبان !!..
النصراني : وأنتم تدعون غير الله أيضا ًفتقولون يا علي !!!... يا حسين !!!... ولا أدري :
متى تدعون ربكم ؟!!!..
وتطوفون حول قبور أئمتكم !!!.. وتستغيثون بهم من دون الله !!!.. وتنذرون لهم بإلقاء
الأموال الطائلة عند قبورهم !!.. بل إنكم تزعمون أن مَن زار قبر الحسين يوم عرفة :
كتب الله له ألف ألف حجة مع القائم (أي إمامهم القائم) !!.. وتقولون أن قبر أمير
المؤمنين : يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء !!..

فقال الشيعي وقد نفد صبره : أنتم أطريتم المسيح وغلوتم فيه حتى عبدتموه !!..
النصراني : وأنتم أطريتم الحسين والأئمة وتجاوزتم الحد في تعظيمهم : حتى فضلتموهم
على الأنبياء !!.. وقلتم بأن لهم مقاماً عظيماً : لا يبلغه ملك ٌمقرب !!.. ولا نبيٌ مرسل !
وقلتم بعصمتهم عن الخطأ والسهو !!.. وأنهم يعلمون كل شيء في السموات وفى الأرض !
وأن علومهم : كعلوم القرآن !!.. فيكون المسيح عندنا : كالأئمة عندكم !!!..

الشيعي وقد بدأ يغضب : كتابكم أيها النصارى محرف !!!.. ومتضمن للزيادة والنقصان !
النصراني : وأنتم معشر الشيعة بأنفسكم : زعمتم أن قرآنكم محرف !!.. وأنه زاد فيه
الصحابة ونقصوا منه !!.. وأنه لا توجد نسخة كاملة صحيحة : إلا التي يحتفظ بها إمامكم
المهدي ذو الخمس سنوات في السرداب منذ ألف عام ٍينتظر الخروج !!.. فالمسلمين على
هذا في نظركم : ضائعون بدون كتاب كامل صحيح منذ أكثر من 1400سنة !!..

الشيعي وقد سكن مستسلما ً: المهم .. هل ستصبح مسلماً موالياً وتتشيّع ؟!!..
النصراني : أنا لا أعتقد أن هذا هو الإسلام الذي دخل فيه الصغير والكبير : والعالم
والمتعلم : من أبناء جلدتي !!.. لأني لا أرى جديدا ًعندكم !!.. بل عندكم من التناقضات :
أكثر مما عندنا !!..
-----
فالتفت الشيعي إلى اليهودي .. ودار بينهما الحوار التالي :

الشيعي : أنتم تكذبون وتلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون !!..
اليهودي : وأنتم تقولون : لا دين لمَن لا تقية له !.. فتسعة أعشار دينكم في الكذب !..

الشيعي : ولكنكم قلتم إن الله فقير ونحن أغنياء !!.. ووصفتم الله بالجهل وبالتعب !..
اليهودي : وأنتم تنسبون البداء إلى الله !!.. فتدعون أنه يقضي أمراً : ثم يبدو له خطأ ما
فعل وقضى : فيُغيره !!.. فما الفرق بيننا ؟!..

الشيعي : ولكنكم تبغضون جبريل وتقولون هو عدونا من الملائكة !!..
اليهودي : وأنتم كذلك تقولون إن جبريل خائن !!.. وأنه أخطأ !!.. وأنه نزل على
محمد بالوحي : في حين كان عليه أن يتنزل على عليّ !!.. ولهذا تقولون :
" خان الأمين : وصدها عن حيدره " !!.. وتقولون أيضاً : " تاه الأمين " !!..

الشيعي : ولكنكم تتهمون مريم وتقولون عليها بهتاناً عظيماً !!..
اليهودي : وأنتم تقدحون في عِرض نبيكم ! وتنسبون الزنا لعائشة زوجته ! وتقولون
أنها جمعت أربعين ديناراً من خيانة !!..

الشيعي : أنتم تحتقرون الناس بقولكم : إن السرقة من غير اليهودي : لا تعد سرقة !!..
وأن الزنا بغير اليهود : لا عقاب عليه !!.. وإن باقي الشعوب : كالأنعام المُسخرة لكم !
اليهودي : وأنتم تقولون إن الناصبي (أي السني) : حلال الدم !!.. وكل شيء يملكه :
حلال !!.. وتقولون إن الناس كلهم : أولاد زنا أو أولاد بغايا : ما عدا شيعتكم !!..

الشيعي : المهم ... هل ستدخل في ديننا ؟!!!..
اليهودي : ههههه ...! دينكم هذا من صنعنا معاشر اليهود !!..
أفنسيتم عبد الله بن سبأ ؟!!!..
-----
أقول ...
هذا مثالٌ واحد فقط على أن كل فرقة باطلة من فرق الإسلام : لا تستطيع عقلا ً
الرد على أي ٍمن الأديان الأخرى ردا ًكاملا ً: فضلا ًعن بقية المذاهب الهدامة !!!..
ولو أراد التفصيل مَن أراد بضرب المثل : فليطلب !!..
-----

4...
ووجدت مَن يلوم السلفيين أنهم هم (وحدهم) الذين على الحق !!..
أقول ..
وهل عـُلم في زمن ٍمن الأزمان : أن الحق يكون اثنين وثلاثة وأربعة !!!..
أقول ..
وهل يستقيم عقلا ًأن نـُعدد النور الذي أفرده الله في قرآنه في حين عدد الظلمات !
وما ذنب أهل الحق أن كانوا على الحق !!!..
وما ذنب السلفيين أن انتهجوا منهج القرآن والسنة بفهم النبي وصحبه وسلف الأمة ؟!
وهب أن الحق كان في غيرهم ..
ألن يأت آتٍ لهؤلاء : فيقول لهم نفس هذه القولة : لماذا تقولون أن الحق معكم ؟!!..
إذن ..
فالعبرة ليست في اعتراض المعترض !!!..
فكل مَن لم يوافقه الحق في الكثير أو القليل سيعترض !!!..
ولكن العبرة هي وضع اعتراضه محل الوزن والفحص والحُكم !!!..
وعند وزن كفتي الخير والشر : والحق والباطل : ترجح كفة الخير والحق بإذن الله ..
-----

5...
ووجدت مَن يتهم السلفيين بأنهم : لا مجال للعقل والتفكير عندهم !!!..
أقول ...
تهمة ٌ: لو أردنا فقط إيراد الأدلة على كذبها : لاحتجنا كتبا ًبعدد مَن كتبوا من
السلف والخلف رفعة ًلشأن العقل والتفكير في الدين ولكن : من بعد نصوص ربنا
المُحكمة وسنة نبينا الصحيحة !!!..

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : وهو علم من علماء تجديد الدين
والسلفية الحقة في عصره !!.. ورافع لواء محاربة التقليد والجمود !!.. وهو الذي
لاقى في سبيل ذلك من المحن ما لاقى حتى سُـجن !!.. يقول :

" أكمل الأمم علما ً: الـمُـقرّون بالطرق : الحسية .. والعقلية .. والخبرية !!..
فمَن كذب بطريق ٍمنها : فاته من العلوم : بحسب ما كذّبه من تلك الطرق " !!..
درء تعارض العقل والنقل (1/103) ..

وهي فقرة ٌغزيرة المعاني من كلامه رحمه الله !!.. فهذا ما يعيش السلفي وهو
يضعه نصب عينيه !!.. يحمل معناه بين جنبيه : كما يحمل عبارة شيخ الإسلام
أيضا ً:

" .... فإن الأدلة الشرعية : لا تقدح في جنس الأدلة العقلية " !!!..
درء تعارض العقل والنقل (1/82) ..

فمَن فهم الجمل والعبارات السابقة : يقف على حقيقة أكذوبة تعارض السلفية
مع العقل كما يُحب أن يتهمها به غيرها ممَن أنزلوا العقل بمنزلة ٍأعلى من النص
الصحيح قرآنا ًأو سنة !!!..
يقول شيخ الإسلام أيضا ًرحمه الله :

" اعلم أن أهل الحق : لا يطعنون في جنس الأدلة العقلية !!.. وإنما يطعنون : فيما
يدعي المعارض أنه : يخالف الكتاب والسنة (إذ لا يوجد عقلا ًما يخالف القرآن
والسنة) !!.. وليس في ذلك – ولله الحمد – دليل صحيح في نفس الأمر !!.. ولا
دليل مقبول عند عامة العقلاء !!.. ولا دليل لم يُـقدح فيه بالعقل " !!!..
درء تعارض العقل والنقل (1/112) ..
-----
أقول ...
ولم يكن شيخ الإسلام فقط هو حامل هذا الفكر قديما ًوحديثا ً!!!..
بل هو منهج الحق الذي تشربته قلوب وعقول السلف من القرآن !!.. إذ :
كيف بالدين القويم الذي يمتليء كتاب ربه بالحث على إعمال العقل وتحكيمه :
كيف به يُرمى بالتهم الجائرة ؟! أو يُرمى منهجه القويم منهج السلف الكرام بتلك
التهم !!!..

ولنأخذ في ذلك مثالا ً: من أشهر ما يلجأ إليه المشغبون أو الجاهلون عندما يُريدون
ضرب (العقل بالنقل) في زعمهم عند السلفيين !!!..
ألا وهي شبهة : عدم النظر في متن الآحاديث إطلاقا ًولكن : إلى سندها فقط !!!..
أقول :
وقد عرف راسخو القدم في علم الحديث أنه ما من حديث ٍشذ متنه دينا ًأو عقلا ً:
إلا وكان في سنده وحال رواتهبالفعل مثلمة ٌ!!!!..
وأما مَن يقول بعدم نظر العلماء إلى المتن : فهو جاهلٌ في فريته وفيما اعتقده !!!..

يقول الخطيب البغدادي رحمه الله في تلك المسألة :

" وإذا روى الثقة المأمون خبراً متصل الإسناد رُدّ بأمور :
أحدها : أن يُخالف موجبات العقول !!.. فيُعْلم بطلانه : لأن الشرع إنما يَرِدُ بمجوزات
العقول !!.. وأما بخلاف العقول : فلا !!..
والثاني : أن يُخالف نص الكتاب أو السنة المتواترة !!.. فيُعْلم أنه لا أصل له أو منسوخ !
والثالث : أن يُخالف الإجماع !!.. فيُسْتَدل على أنه منسوخ أو لا أصل له ! لأنه لا يجوز
أن يكون صحيحاً غير منسوخ : وتـُجمع الأمة على خلافه ...!
والرابع : أن ينفرد الواحد برواية ما يجب على كافة الخلق علمه !!.. فيدل ذلك على أنه
لا أصل له !.. لأنه لا يجوز أن يكون له أصل : وينفرد هو بعلمه من بين الخلق العظيم !
والخامس : أن ينفرد بما جَرَت العادة بأن ينقله أهل التواتر : فلا يقبل !!.. لأنه لا يجوز
أن ينفرد في مثل هذا بالرواية " !!..

أقول ...
وسُـئل ابن القيم أيضا ًرحمه الله :
" هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط ٍمن غير أن يُنْظر في سنده " ؟..
فأجاب قائلاً :

" إنما يَعْلم ذلك مَنْ تضلّع في معرفة السنن الصحيحة : واختلطت بلحمه ودمه (أي من
كثرة قراءته فيها ولها) وصار له فيها مَلكة !!.. وصار له اختصاص شديد بمعرفة السنن
والآثار .. ومعرفة سيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام وهَدْيه فيما يأمر به وينهى عنه :
ويُخبر عنه ويدعو إليه .. ويُحبّه ويكرهه ويشرعه للأمة : بحيث كأنه مخالط للرسول عليه
الصلاة والسلام : كواحد من أصحابه " ..

ثم ذكر ابن القيم أموراً كلّيّة يُستشف منها كون الحديث موضوعاً .. مثل :

1.. اشتماله على المجازفات التي لا يقول مثلها رسول الله ! كقوله في الحديث المكذوب :
" مَن قال لا إله إلا الله : خَلَق الله من تلك الكلمة طائراً : له سبعون ألف لسان ...إلخ "
2.. سماجة الحديث !!.. وكونه مما يُسْخر منه كحديث :
" لو كان الأرز رجلاً : لكان حليماً !!.. ما أكله جائع : إلا أشبعه " !!..
3.. مناقضته لما جاءت به السنة الصريحة : مناقضة بَيّنَةً !!.. كأحاديث في مدح مَن اسمه
محمد وأحمد !!..
4.. أن يَدَّعِيَ على النبي أنه فعل أمراً ظاهراً بمحضر من الصحابة كلهم : وأنهم اتفقوا على
كتمانه ولم ينقلوه !!.. كما يزعم أكذب الطوائف (يقصد الشيعة الروافض أخزاهم الله) :
أن رسول الله قال في حجة الوداع (أي على عليّ) : " هذا وَصِيّي وأخي والخليفة بعدي " !
5.. أن يكون الحديث باطلاً في نفسه كقولهم " إذا غضب الله تعالى أنزل الوحي بالفارسية " !
6.. أن يكون كلامه لا يشبه كلام الأنبياء : فضلاً عن كلام رسول الله عليه الصلاة والسلام !
7.. أن يكون الحديث أشبه بوصْف الأطباء والطرقية كقولهم : أكل السمك يوهن الجسد !
8.. مخالفة الحديث صريح القرآن !
9.. ركاكة ألفاظ الحديث وسماجتها !

أقول ...
وكلام ابن القيم بالأعلى لا يؤخذ على إطلاقه لمَن ليس له دراية واطلاع على الأحاديث !
وإنما يفهمه خير الفهم : مَن كثر اطلاعه ودرايته بالصحيح والضعيف والموضوع منها !!!..

ولكن دل ذلك كله من كلام شيخ الاسلام ومروروا ًبالخطيب البغدادي وابن القيم وغيرهم
الكثير : على كذب كل مَن ادعى مخاصمة السلفية لإعمال العقل !!!..
وأما للاطلاع على تفاصيل ذلك (وفي مسألة السند والمتن خصوصا ً) فله مظانه عند أهل
العلم فليطلبها مَن يشاء !!!..
------

6...
وإن تعجب .. فتعجب لمَن يصف السلفيين بالتقليد !!!..
ثم يُحمّل على هذه التهمة تهما ًأخرى يستلزمها التقليد من التشدد بغير علم والتزمت
والتعصب .. إلخ إلخ إلخ : ثم لا يهدأ له بالا ًإذا احتك بأحد مرضى التقليد بغير علم :
حتى يُعمم كل تلك التهم على حاملي منهج السلف نفسهم كلهم ولا حول ولا قوة
إلا بالله العظيم !!!.. فكيف :::
وهذا القرآن (كتاب السلفية الأول) : ينعى على التقليد الأعمى من الأبناء للآياء
في الباطل والكفر !!.. اللهم فإن كان للحق : فنِعمَ هذا التقليد إذا عـُلم !!.. وأما
غير ذلك فلا !!!..

نعم .. قد ابتلى الله تعالى جماعاتٍ وأفرادا ًمن المسلمين بالتقليد الأعمى : حتى بعدما
يتبين لهم الحق والصواب والدليل !!!..

وهؤلاء من أكثر الناس أذى ًلأنفسهم !!.. ولأهليهم !!.. ومن أكثرهم تنفيرا ًللمسلمين !!..
وهم مَن عانى معهم كل عالم (وقد مرّ ما ذكرته من إشارة ٍلمحنة شيخ الإسلام معهم) ..
وسوف أتعرض لبعض أمثلتهم في العصر الحديث في مشاركتي الثانية بإذن الله تعالى ..

ونعم أيضا ً: هناك تقليد في الخير واتباع الدليل والصواب ولكن شرطه كما قلنا : أن يكون
على علم !.. فهذا من جنس اتباع الأبناء الصالحين لآبائهم .. سواء كانوا من الأنبياء
أو من غيرهم ..
ولعل هذا كله يتضح بالنقل التالي الذي سأنقله للفائدة ..

حيث يقول الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه :
الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام صـ 79 - 80 :

" نهي الأئمة عن التقليد :
ومن هنا جاءت أقوال الأئمة المجتهدين : تتتابع على النهي الأكيد عن التقليد لهم أو
لغيرهم !!..
1.. فقال أبو حنيفة رحمه الله تعالى : " لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا : ما لم يعلم من أين
أخذناه " !!.. " وفي رواية : " حرام على مَن لم يعرف دليلي : أن يفتي بكلامي !.. فإننا
بشر : نقول القول اليوم : ونرجع عنه غدا ً" !!..
2.. وقال مالك رحمه الله تعالى : " إنما أنا بشر أخطئ وأصيب !!.. فانظروا في رأيي ..
فكل ما وافق الكتاب والسنة : فخذوه !!.. وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة : فاتركوه " !
3.. وقال الشافعي رحمه الله تعالى : " أجمع المسلمون على أن مَن استبان له سنة عن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم (أي وعلم صحة نسبتها إليه) : لم يحل له أن يدعها لقول أحد "
وقال : " كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند أهل النقل
بخلاف ما قلت : فأنا راجع عنها في حياتي : وبعد موتي " !!.. وقال : " كل ما قلت : فكان
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خلاف قولي مما يصح : فحديث النبي أولى : فلا تقلدوني "
4... وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : " لا تقلدني !!.. ولا تقلد مالكا ًولا الشافعي ولا
الأوزاعي ولا الثوري : وخذ من حيث أخذوا " !!!..
(أقول : وهذا بالضبط ما فعله شيخ الإسلام مُجدد الدين والسلفية ابن تيمية : فلاقى ما لاقى)
واشتهر عنهم أنهم قالوا : " إذا صح الحديث : فهو مذهبي " !!.. إلى غير ذلك من الأقوال
المأثورة عنهم .. وقد ذكرت نخبة ًطيبة ًمنها في مقدمة كتابي :
" صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم " .. وفيما ذكرناه كفاية " ..
-----
-----------
يُـتبع إن شاء الله تعالى فيما بعد لضيق الوقت والانشغال بكتابات ٍأخرى ..
حيث نقاط الفضفضة لم تنته بعد .. حيث سأتعرض فيها لكيف تكون الإساءة للسلفية
عن طريق بعض المنتسبين إليها ؟.. وكيفية التغلب على ذلك من الجهتين : المُسيء
والمساء إليه .. وأيضا ًمَن وقعت عليه الإساءة : كيف يحمي نفسه ... ونقاطٍ أخرى ..

والله الموفق .. وهو الهادي إلى سواء السبيل ..

أبو القـاسم
09-06-2011, 12:35 AM
اللـه ..!

أبو القـاسم
09-06-2011, 01:46 AM
أشهد الله على حبك يا شيخ أبو الحب ..سدد الله قلمك الأغر

ابوبكر الجزائري
09-06-2011, 02:25 AM
النصراني : أنا لا أعتقد أن هذا هو الإسلام الذي دخل فيه الصغير والكبير : والعالم
والمتعلم : من أبناء جلدتي !!.. لأني لا أرى جديدا ًعندكم !!.. بل عندكم من التناقضات :
أكثر مما عندنا !!..


لعل النصراني نسي ان يخبره بتلك الفضيلة التي تتميز بها واليهودية والنصرانية على تشيع الروافض.
ان اليهود اذا سئلوا من خير الناس؟اجابوا:اصحاب موسى.
وان النصارى اذا سئلوا من خير الناس؟اجابوا:اصحاب عيسى .
وان الروافض اذا سئلوا من شر الناس؟اجابوا:اصحاب محمد.
فرجح بهذا ميزان اليهود والنصارى على ميزان الروافض.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
بيض الله وجهك ياابا حب كما ذببت عن اعراض اولياء الله المنتسبين للسلف، واخشى ان يسود الله وجه من يطعن فيهم ،فان من علامة اهل البدع الوقيعة في اهل الاثر ،
وقد جاء في بعض الاثار على ما فيها من مقال انه تبيض وجوه اهل السنة وتسود وجوه اهل البدعة عياذا بالله.

أمةُ الله
09-06-2011, 01:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا يا شيخ أبو حب ، وجعل ذلك في ميزان حسناتك يوم القيامة
كنت إحدى ضحايا المدعين أنهم سلفيين ، فقد نفروني من السلفية الحقة ، فبقيت بعيدة عنها مدة طويلة من حياتي ، وكنت أنصح من حولي بالإبتعاد عنهم ، بحجة أنهم لا يمثلون السلفية الحقة وأن الأشعريين أيضا سلفيين....شاء ربي أن أتعرف إلى سلفيين حقيقيين عبر موقع الألوكة -وذلك عن طريق القراءة لهم- جعلوني أغير نظرتي للسلفيين ، وأفكر في المنهج السلفي بموضوعية أكثر ، ثم البحث عن السلفيين الحقيقين في محيطي ، وللأسف لم أجد في من هم حولي ممن يحملون لواء السلفية من يسلك المنهج السلفي الحقيقي...أذكر أنني تألمت كثيرا لحظتها ودعوت الله بقلب صادق حزين أن يرسل لي من يساعدني ويأخذ بيدي فقد وجدتني في حيرة من أمري لا أريد أن أبقى أشعرية ولا أعرف كيف أصل إلى السلفية....سبحان الله مسير الأقدار حدثت أمور في حياتي وقتها جعلتني أتعرف على من كان له الفضل بعد ربي ليرني وبكل رفق ولين المنهج السلفي الحق ، كان يجيب عن جميع أسئلتي ويضيع وقته الثمين لكي يشرح لي ما أشكل علي فهمه ، سعدت بذلك كثيرا لأن ربي قد استجاب دعوتي ولله الحمد والمنة وأرسل لي من يساعدني ...
وعرفت أنه ليس كل من ادعى السلفية أنه سلفي ، ومن الخطأ الحكم على السلفية من أفراد ولو كثر عددهم ومن أشباه العلماء ولو ادعوا العلم، كما حزنت وتألمت أشد الألم عندما تذكرت من كنت أحاول اقناعهم بالأشعرية وبأن الأشاعرة من أهل السنة والجماعة-وهو ما كنت أعتقده وقتها- ، وندمت أشد الندم على الإتهامات التي كنت أتهم بها السلفية ، ولكن اتهاماتي كانت موجهة لمن يدعون السلفية وهم غير سلفيين في محيطي ...
من كان صادقا في طلب الحق فإن الله سييسر له أمره ، أما من سيطرت عليه العصبية ولم يكن همه إلا الإنتصار لنفسه فمصيره التيه والخذلان.
أسأل الله أن يرنا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ورينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه...
كما أسأله سبحانه أن يجازي عني خيرا من كان السبب في هدايتي ...بارك الله فيه وجزاه عني خير جزاء ورزقه الحسنى وزيادة...
اللهم آمين.

Maro
09-06-2011, 02:43 PM
الله الله يا أبا الحب
لن أعلق على الموضوع... فأنت تعرف تعليقى ورأيى مسبقاً بالتأكيد:emrose:

حسن المرسى
09-06-2011, 03:01 PM
تبارك الله .. نقاط مهمة للغاية .. تلمس قلب الواقع ..
بإنتظار المزيد ..

أمَة الرحمن
09-06-2011, 03:53 PM
مع أني لا أعتبر نفسي سلفية (بالمعنى الجماعي التقليدي)، لكني أؤمن أن من حق كل مظلوم أن يدافع عن نفسه. و ما أحسن و أصدق ما خطّته يداك، أستاذ أبو حب الله!

أبو القـاسم
09-06-2011, 03:55 PM
السلفية منهج قائم على الكتاب والسنة وليست جماعة ..

إلى حب الله
09-06-2011, 03:59 PM
جزى الله خيرا ًإخواني وأخواتي فردا ًفردا ً...
وسعدت بفضفضة الأخت أمة الله مريم : فمثل هذا الكلام الواقعي سيُفيد كثيرا ً
في إجلاء ما نود بيانه بالكلام .. والله المستعان ..

أمَة الرحمن
09-06-2011, 04:53 PM
السلفية منهج قائم على الكتاب والسنة وليست جماعة ..

لم أقصد هذا، أستاذي. و أرجو ألا يُفهم من كلامي أنني أنادي ببدعية الإنتساب إلى السلفية أو أن السلفيين ليسوا من خيرة أهل السنة و الجماعة أو أي شيءٍ من هذا السخف!

بل ما قصدته هو أنني شخصياً لا أحب أن أنتسب إلى أي مسمّى سوى أهل السنة و الجماعة، من دون الدخول في مصطلحات أخرى شائكة و معقدة كسلفية و اخوانية و غيرها. لأني أعتقد أنني سأكون غير صادقة مع نفسي و غيري لو تسمّيتُ بالسلفية - من ناحية التزامي بعقيدة السلف في ثوابت الإسلام - رغم أن أكثر قناعاتي الفكرية و المنهجية - في القضايا الإجتهادية مثلاً - تميل أكثر إلى جماعة الإخوان.

في النهاية هو مجرد اقتناع شخصي لا ألزم به أحداً. (وحسب ما أذكر، فهو ما ذهب إليه أيضاً الأخ فخر الدين المناظر و بيّنه - بتفصيلٍ أوضح - في بعض مشاركاته).

و حتى لا أكون سبباً في خروج الموضوع عن مساره، أحب أن أذكر حقيقة يتعامى عنها الكثيرون: و هي أن السلفية من أكثر الحركات الإسلامية التي تعرّضت للظلم و التجريح و سوء الفهم، و خاصة في السنوات الأخيرة. و لهذا فرحتُ بقراءة موضوع أخونا أبو حب الله. و أتمنى أن نقرأ في المستقبل مقالات شبيهة منصفة من اخوة غير سلفيين أيضاً.

د. هشام عزمي
09-06-2011, 04:58 PM
كلامك حلو يا بشمهندس .. قول كمان !

إلى حب الله
09-07-2011, 03:44 AM
7...
عندما يتخيل البعض : عدم خطأ العلماء ! فينتج عن ذلك إشكالات لفريقين ..

فريقٌ (مع) !!.. وهو الفريق الذي يُغالي في العلماء ويُدافع عنهم حتى في خطئهم !
وفريقٌ (ضد) !!.. وهو الفريق الذي يأخذ على المنهج أحكاما ًمن أخطاء العلماء !

والصواب أن للعالم الحق : نوعين من الخطأ ..
خطأ ٌ(خارجي) إذا صح التعبير : وهو ناتج عن خطأ الدليل الذي اعتمد عليه العالم !
وخطأ ٌ(داخلي) إذا صح التعبير : وهو ناتج عن خطأ رأي ٍمن العالم نفسه !!!..

فأما العالم الحق : فلا يجد غضاضة ًأبدا ًفي الاعتراف بخطأه : أيا ًكان نوعه !!!..
ذلك أنه يعلم أنه معروضٌ في يوم ٍمن الأيام أمام ربه !!!..

وأما العالم الذي يشوب قلبه ذرة هوىً أو عُجب ٍبالنفس :
فالاعتراف بالخطأ عنده ثقيل !!!..
والاعتراف بخطأ الدليل الذي اعتمد عليه : أهون عليه من الاعتراف بخطأ رأيه !!..
ذلك أن الخطأ الأول (خارجي) .. والخطأ الثاني (داخلي) !!!..
وربما استحى من ردة فعل طلابه أو محبيه ! أو أن يظهر أمامهم بمظهر المخطيء !!..

وأما عالم السوء : فذلك لم أتعرض بالحديث له أصلا ًحتى الآن !!..
-----
فإذا سألني أحدهم عن علامة ٍأعرف بها (يقينا ً) : إخلاص العالم لربه وللحق :
فلن أتردد لحظة ًفي القول بأنها فضيلة : الاعتراف بالخطأ !!!..
-----
فأما الخطأ الداخلي .. خطأ الرأي : فكثيرا ًما كان كبار علماء السلف يقولون :
كنت أرى كذا وكذا : وتبين لي الصواب في كذا !!!..
أو كنت أ ُفتي بكذا وكذا : والآن أ ُفتي بكذا وكذا !!!..

ولعل القاريء في كتب الفقه مثلا ً: قد يقف على ثلاثة آراءٍ لعالم ٍواحد ٍفي المسألة
الواحدة : على حسب اجتهاده فيها أو الوقت أو الظروف !!!..
فقد يكون آخر هذه الآراء ناسخ ٌلسابقيه : وذلك بترجيح ٍأو بتصريح العالم نفسه !
أو قد تكون الآراء كلها بغير ترجيح ٍ: فيؤخذ بها كاجتهاداتٍ في مواضعها !!!..

(وكان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لا يرى الإفتاء بقول ٍمخالف ٍللقول القديم رجوعا ً!
بل : كان يرى أن له قولين في المسألة !!.. وكان يقول : أن المفتي : لا يوصف بأنه
رجع عن قوله إلا : إذا صرح بالرجوع تصريحا ًظاهرا ً) ..
------
وأما من أمثلة التصريح بالتراجع عن الرأي ..
فمعنا إمام أهل السنة هنا : الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله يقول في طلاق السكران :

" كنت أقول بطلاق السكران (أي يقول بأنه يقع) حتى تبينته (أي درسته جيدا ً) :
فتبينت أنني إذا قلت بوقوع الطلاق : أتيت خصلتين (أي لو قلت بوقوعه ولم يكن
اجتهادي ذلك صحيحا ً: أكون قد أتيت ضررين) : حرمتها على زوجها الأول !!..
وأحللتها إلى زوجٍ آخر !!!!.. وإذا قلت بعدم الطلاق (وهذا هو الرأي الذي استقر
عليه) أتيت خصلةً واحدة (أي أكون قد وقعت في ضرر ٍواحدٍ بدلا ًمن ضررين إذا
أخطأت في اجتهادي هذا وهو) : أحللتها للزوج الأول (أي فقط) " !!!..

فرحم الله إمام أهل السنة على مراقبة النفس هذه في الفتوى أمام الله !!!..
وما قيل في الاعتراف بخطأ الرأي في الفتاوى الفقهية : يُقال أيضا ًفي الاعتراف بخطأ
الرأي في بعض طرق التصحيح والتضعيف عند بعض المُحدثين ..
-------
وأما بالنسبة لخطأ العالم تبعا ًلخطأ الدليل الذي اعتمد عليه ...
فله أنواع !!!..

فمنه ما هو غياب الدليل أصلا ًبالكلية !!!..
كأن يكون العالم لم يصله حديث ٌصريح من النبي في مسألة ٍما : فيضطر إلى أن
يجتهد : ثم يظهر له فيما بعد أن اجتهاده كان مخالفا ًلحديث النبي ..!
وقد مر بنا في المشاركة السابقة طائفة من أقوال الأئمة الأربعة في مثل ذلك !!..

ومنه ما يكون الدليل الذي اعتمد عليه : دليلٌ خاطيء .. كأن يعتمد في فتواه مثلا ً
على حديثٍ خاطيء منسوب ٍللنبي وهو لا يعلم بضعفه أو وضعه أو بطلانه !!!..

وإذا كان هذا يقع أحيانا ًلعلماء الحديث أنفسهم : لاختلاف ما يطلع الواحد منهم
مثلا ًعلى تراجم الرجال : فالخطأ من غير علماء الحديث واقع ٌلا محالة !!!..
ولعل المطلع على بعض أئمة الحديث أنفسهم : يلحظ ذلك في كتبهم ! حيث يعترف
أحدهم صراحة ًأنه كان قد صحح الحديث الفلاني : ثم تبين له أن الراوي فلان
مجروح !.. أو يُصرح بأنه كان يُضعف الحديث الفلاني لجهالة أحد الرواة : ثم وجد
له ترجمة ًفي كتاب كذا وكذا ....

وقد قرأت مثل ذلك مثلا ًفي كتب الشيخ الألباني رحمه الله .. فتجد أحاديثا ًكان
قد أوردها في السلسلة الصحيحة : ثم ينقلها للسلسلة الضعيفة ذاكرا ًالسبب !!..
والعكس بالعكس !!..
فرحم الله هذا الصنف من الرجال ومن تبعهم !!..
-----
وأما النوع الأخير من خطأ الدليل الذي يعتمد عليه العالم في رأيه أو فتواه : فهو
ما يُسمى بالدليل الناقص إذا جاز التعبير ..!
ومثل هذا تجده كثيرا ًفي بعض آراء العلماء الأكابر في غيرهم ..

فقد يكون هذا الغير : سيئا ًفي بداية حياته : ثم اعتدل وتاب : ولكن ما وصل
للعالم الكبير هو الجزء السيء من حياته !!.. فيذمه !!.. فيُخطيء في ذلك نتيجة
نقص الدليل الذي وصله !!!..

والعكس بالعكس .. فقد يكون ذلك الغير : جيدا ًفي بداية حياته (أو لم يظهر
زيغه بعد) : ويكتب كتاباتٍ ظاهرها الصلاح والعلم والاعتدال .. ثم يظهر
فساده فيما بعد !!.. ولكن لنقصان ما وصل العالم الكبير عنه : فيمتدحه بما
وصله عنه في أول حياته !!!..

ومثل هذه الأخطاء فضلا ًعن أن العاقل عليه أن يعذر فيها العلماء على نقص
ما وصلهم : فإن مَن اكتشف ذلك من العلماء أنفسهم : فهو يعترف به ولا
غضاضة !!!..
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الرسائل والمسائل (1/179) :
عن رأيه في أمثال الصوفي ابن عربي : والذي كان قد مدح كتاباته من قبل :

" وهؤلاء موهوا (من التمويه) على السالكين : التوحيد الذي أنزل الله تعالى به
الكتب !!.. وبعث به الرسل !!.. والإتحاد (أي اتحاد ذات الله بمخلوقاته : تعالى
الله عن ذلك) الذي سموه توحيدا ً! وحقيقته تعطيل الصانع !!.. وجحود الخالق !
وإنما كنت قديما ًممن يحسن الظن بابن عربي ويعظمه : لما رأيت في كتبه من الفوائد
مثل كلامه في كثير من الفتوحات والكنة والمحكم والمربوط والدرة الفاخرة ومطالع
النجوم ونحو ذلك !!.. ولم نكن بعد اطلعنا على حقيقة مقصوده !!.. ولم نطالع
الفصوص (وهو أشهر كتبه الباطلة الفاسدة) ونحو ذلك !!.. وكنا مع إخواننا في الله
نطلب الحق ونتبعه : ونكشف حقيقة الطريق !!.. فلما تبين الأمر : عرفنا مايجب
علينا " !!!..

فرحم الله كل مَن اعترف بخطأ ٍ!!.. أو تراجع عن رأيه للصواب !!!..

وهي سمات يشهد الله عز وجل أني لم أجدها في أعلام دين ٍولا مذهب ٍولا طائفة :
بقدر ما وجدتها في أهل السنة والجماعة من السلفيين من أمة الإسلام !!!..
ومَن يقل غير ذلك عليهم فهو والله من أكذب الكاذبين أو : من أجهل الجاهلين !

فأما مَن أخطأ منهم ولم يعرف أنه أخطأ : فندعو الله تعالى أن يتقبل منه اجتهاده ...
وأن يغفر له أخطءه وزلاته ... والله المستعان ..

إلى حب الله
09-07-2011, 04:54 PM
8...
يقولون لزوم العلم : العمل ..!

وأقول :
ولا عالم عندي بحق (ويُسمونه العالم الرباني) : إلا الذي يظهر علمه في نفسه والناس !
وليس كل حامل علم : يصح حُسن الظن به واتباعه بغير اطلاع ٍعلى واقعه !!..
وليس كل فصيح اللسان والبيان : عالم !!..
وليس كل قاريء ٍللقرآن مُجود ٍله : عالم !!..
وليس كل مَن صلى بالناس : عالم !!..
وليس كل مَن رفعه أقوام ٌ(سواءٌ كانوا من الشعب أو ولي الأمر) : عالم !!..

ولتبيان كل ذلك : نحتاج لأمثلة ٍكثيرة !!!..
ومَن ابتـُليَ برفع مَن ليس في حقه الرفع :فأسماه عالما ً!!.. فليُدقق وليُمحص في
الكلام التالي ... فمعرفة هذه الحقائق والله : فيها حفظ النفس والدين لمَن يعلم !!..

وخصوصا ًونحن في زمن ٍ: قل العلم فيه !!.. وزادت الوجوه في شتى صور الإعلام !
فجمعت الصالح والطالح !!.. وعز على مَن لم يملك بصيص علم ٍ: التفريق بينهما !!..
وخصوصا ًونحن في زمن ٍأيضا ً: يصدق فيه قول رسولنا صلى الله عليه وسلم :

" سيأتي على الناس : سنوات ٌخداعات !!.. يُصدق فيها الكاذب !!.. ويُكذب فيها
الصادق !!.. و يُؤتمن فيها الخائن !!.. ويُخون فيها الأمين !!.. وينطق فيها الرويبضة !
قيل : وما الرويبضة ؟!.. قال : الرجل التافه : يتكلم في أمر العامة " !!!..
رواه أحمد وابن ماجة وغيرهما وصححه الألباني ..
---------

9...
إنما العلم : العمل والخشية من الله !!.. يقول تعالى :
" إنما يخشى الله َمن عباده : العلماءُ " فاطر 28 ..

يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه الماتع صيد الخاطر صـ 188 :

- فصل : العلم بالعمل !!.. -

" لقيت مشايخ : أحوالهم مختلفة في مقاديرهم في العلم ..
وكان أنفعهم لي في صحبته : العامل منهم بعلمه : و إن كان غيره أعلم منه !!..
ولقيت جماعة ًمن علماء الحديث : يحفظون ويعرفون ولكنهم : كانوا يتسامحون
بغيبة ٍيُخرجونها مخرج جرح ٍوتعديل !!.. و يأخذون على قراءة الحديث أ ُجرة !!..
ويُسرعون بالجواب : لئلا ينكسر الجاه : وإن وقع خطأ !!..

ولقيت عبد الوهاب الأنماطي .. فكان على قانون السلف !!.. لم يُسمع في مجلسه
غيبة !!.. ولا كان يطلب أجراً على سماع الحديث !!!!!!.. وكنت إذا قرأت عليه
أحاديث الرقاق : بكى !!.. واتصل بكاؤه !!..

فكان ـ و أنا صغير السن حينئذ ـ : يعمل بكاؤه في قلبي : ويبني قواعد !!..
وكان على سمت المشايخ الذين سمعنا أوصافهم في النقل ..

ولقيت الشيخ أبا منصور الجواليقي .. فكان كثير الصمت !!.. شديد التحري فيما
يقول !!.. مُتقناً مُحققاً !!.. وربما سُـئل المسألة الظاهرة التي يُبادر بجوابها بعض
غلمانه (أي طلاب العلم الصغار لديه) : فيتوقف فيها : حتى يتيقن (أي من الجواب) !
وكان كثير الصوم والصمت !!..

فانتفعت برؤية هذين الرجلين : أكثر من انتفاعي بغيرهما !!..
ففهمت من هذه الحالة أن : الدليل بالفعل : أرشد من الدليل بالقول !!..

ورأيت مشايخ كانت لهم خلوات في انبساطٍ ومزاح ٍ: فراحوا عن القلوب : وبدد
تفريطهم : ما جمعوا من العلم !!.. فقل الانتفاع بهم في حياتهم ! و نـُسوا بعد مماتهم !
فلا يكاد أحد ٌ أن يلتفت إلى مصنفاتهم !!..

فالله الله في العلم بالعمل !!.. فإنه الأصل الأكبر !!..

والمسكين كل المسكين : مَن ضاع عمره في علم ٍ: لم يُعمل به !!.. ففاته لذات الدنيا !
وخيرات الآخرة ! فقدِم (أي أتى الله تعالى يوم القيامة) مُفلساً على قوة الحجة عليه " !
----
< ملحوظة : هناك تفصيلٌ فقهي لمسألة اتخاذ أجرة على تعليم القرآن والحديث ..
يُرجى مراجعتها في مظانها .. وربما تعرضت لها بالتفصيل قريبا ًبإذن الله > ..
---------

10...
كنت يوما ًأ ُشيع جنازة ًبسيطة ًإلى القبر .. وبعد الانتهاء من اللحد والدفن :
التمس أهل الميت أحدا ًيخطب فيهم مًوعظة ًلموافقة السنة .. فأخذ الكل يتلفت ..
والصراحة : اتجهت اكثر الأنظار إليّ (بسبب لحيتي طبعا ً) : رغم أنني غير معروفٍ
بينهم !!.. ولكني أبديت لهم بملامحي ساعتها : عدم استعدادي لهذا الخير المفاجيء
للأسف (فكنت ساعتها عائدا ًمرهقا ًمن العمل) ..

وهنا ...
تقدم للمهمة الشاب الذي يُعاون رجل الدفن !!.. فتعجب أهل الميت أن يكون مثله
يعرف أصلا ًالنطق بالعربية الفصحى !!.. ولكن أحد أقارب الميت أعطاه مالا ً:
فشرع الشاب ينطق وعظا ًوجمالا ً!!!..

والحقيقة :
ورغم أني ذهلت من قوة صوته !!.. ومن بديع كلماته وقوة ما حملته من عبرة ومن
تأثير : إلا أني لم أشعر بالوعظ يخترق قلبي !!!!..
ذلك أني أعلم علم اليقين أن هذا الشاب : لا يعرف نصف معاني الكلمات الفصحى
البليغة التي نطق بها !!!.. وإنما قام بحفظ هذه الموعظة حفظا ً: حتى يتحصل منها
على المال مثلما حدث له في ذلك الموقف يومها !!!!..

نعم ...
ربما أثرت كلماته أيما تأثير في قلوب وعقول المشيعين الذين يقفون بعيدا ًعن القبر
وعنه : ذلك أنهم يظنون أن شيخا ًزاهدا ًراسخا ًهو الذي يعظ !!!..
وسبحان مَن صرف الموعظة على لسان مَن لا نحتسب !!..

ولكن القريبون من القبر : كانوا على شاكلتي : لم يبد على أحدهم التأثر بما سمع !
------
الفائدة : ليس كل فصيح ٍبشيخ ٍأو داعية ٍأو عالم ٍأو خطيب ٍ: حتى تقف على حقيقة
دينه وحاله !!.. وعلى ظاهر علمه وخصاله !!..

وقد عُرف قديما ًجماعة ٌمن قصاص الوعظ بين الناس والعوام : ولا وزن لهم في الدين !
وإنما هو عملهم الذي منه يتكسبون في مجالس المسلمين !!.. وعـُرف جماعة ٌمن قراء
القرآن يحفظونه ويُجودونه : والقرآن من أفعالهم وأخلاقهم براء والعياذ بالله !!!..
------

وإذا كان شاب الدفن هذا (فصيحا ًبالتقليد والحفظ) وإن كان لا يفهم ما يقول !!!..
فهناك مَن ابتـُليَ بفصاحة اللسان ولكن معها للأسف : غياب حقائق التقوى والإيمان !
------

فقد ذكر الشيخ أحمد شاكر قصة ًغريبة ًعن والده الشيخ محمد شاكر وكيل الأزهر
السابق رحمهما الله تعالى : حيث قال فيها بتصرف :

" أن خطيباً مُفوها فصيحا ً: تم اختياره لإلقاء خطبة الجمعة : ليمتدح فيها الأمير
لموافقته على إرسال طه حسين (وكان أعمى البصر والبصيرة) لبعثةٍ في الخارج ..
فقام ذلك الخطيب المفوه للأسف على المنبر : فكان مما قاله في مدحه الزائف للأمير :

جاءه الأعمى (أي طه حسين) : فمــا عبس بوجههِ : وما تولى !!!..

فوقع بمدحه الأعمى ذلك في القدح والذم في رسول الله صلى الله عليه وسلم :
وكأنه من جهله وزيغه (وما أجهله) : عقد مقارنة ًبين موقف الأمير من طه حسين :
وموقف النبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم مكتوم الأعمى عندما لم يلتفت إليه
لانشغاله بدعوة أكابر مشركي مكة للإسلام !!!.. وهو الذي أنزل فيه الله عز وجل :
" عبس وتولى : أن جاءه الأعمى " !!!..

فلما صلى هذا الخطيب الزائغ بعماه رغم فصاحته بالناس صلاة الجمعة : قام الشيخ
محمد شاكر رحمه الله : وطالب الناس بإعادة الصلاة : لأنها لا تصح الصلاة خلف مثل
هذا الرجل شرعا ً: وقد خاض فيما خاض فيه في مقام النبي من الانتقاص !!..

يقول الشيخ أحمد شاكر (ابن الشيخ محمد شاكر) : ولم يدع الله لهذا المجرم جرمه في
الدنيا : قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى !!.. فأقسم بالله (أي أبوه الشيخ محمد) : أنه
رأى هذا الخطيب المفوه الذي كان ذا مكانة عند السلطان لتملقه : رآه بعد سنواتٍ :
مهيناً ذليلاً : خادماً على باب أحد مساجد القاهرة : يتلقى نعال المصلين ليحفظها " !!
وسبحان الله العظيم !!!..
-------

فالله الله إخواني في نظرتنا لمَن نسميهم علماء !.. فوالله سيحاسبنا الله تعالى عمّن اخترناه
لنأخذ عنه ديننا !!!..

فالله الله في تحرينا مَن من العلماء يلزم العلم : العمل ..! ومن منهم يلزم العلم : الخشية
من الله ! وعدم الاجتراء عليه باحتراف شاذ الفتاوى أو الركون إلى الظالمين !!!!..

ورُب عالم ٍقليل العلم : كثير العمل والخشية : وقد رفع بأتباعه وطلابه لأعالي الجنان !

وللحديث بقية .....

خير أمة
09-07-2011, 05:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله

سعدت بهذه الفضفضة زادك الله علم ونفع بك أخي الفاضل .

الحقيقة أن ما يدعو للهجوم على السلفيين هو قوة حججهم في اتباع القرآن والسنة على نهج سبيل المؤمنين الذين ذكرهم الله فلا يأخذون بقول إلا بتوخي مصدري النقل والعقل كما جاء في كتاب درء التعارض للشيخ أبن تيمية رحمه الله .

فعلاً السلفية ليست لقب إنما أفعال واقتداء والإسلام ليس بالقلب دون الجوارح .

ليس السلفيين هم من يسارعون للدفاع بل معارضيهم هم من يلجأون للتهجم وأحياناً لمحاولات إثبات أنهم على منهج الصحابة رضوان الله عليهم حتى يدخلوا تحت خيمة أهل السنة والجماعة وكم فشلوا ، (.......).

تابع جزاك الله الجنة وهدى بك الحيارى والضالين .


متابعة إشرافية
مراقب4

إلى حب الله
09-08-2011, 12:57 AM
11...
في الصالة الكبيرة لقطارات الحياة : اصطفت عشرات القطارات !!..
ملايين البشر يركبون في كل يوم !!!..
أعداد ٌمحدودة من الناس تصدروا لتوجيه هذه الجموع في كل لحظة !!..
كل مجموعة كانت تسأل عما تريد : وتستفسر عن القطار الذي يُحقق وجهتها !

كثيرٌ هم مَن سأل عن الطريق إلى الله !!!..
وكثيرٌ هي القطارات التي زعمت الوصول لذلك الطريق بالضبط من غير أن تحيد !

ولكن قليلٌ من الناس للأسف : من اهتم بالتحري عن صدق هذه القطارات جميعا ً!
فلا تراهم إلا وقد انفصلوا :
عن الذين ظنوا أنه كافيهم : أنهم قد ركبوا قطارا ً: يدعي الوجهة التي يريدون !!!..

فراح هؤلاء القلة ينظرون للأمام .. لمد البصر .. لمنتصف طريق القطارات ونهايته :
ليتأكدوا من صحة صدق وجهة القطار الذي سيركبونه وإلامَ يؤدي !!!..
فلما تأكدوا ..
ولما ارتاحت قلوبهم لهذا القطار .. ركبوا ..!
إنه القطار الذي سيُلحق الخلف بالسلف في الطريق إلى الله بإذنه !!!..
------

ركب هذا القطار أ ُناس عديدون ..
مشارب مختلفة : ولكن جمعهم حسن الاختيار : وطلب التوجه الصحيح إلى الله !!..

كان منهم الحليم .. ومنهم سريع الغضب !!..
ومنهم القوي : ومنهم الضعيف !!..
ومنهم المجتهد النشيط : ومنهم الكسول الخامل !!..
ومنهم البشوش الوجه : ومنهم المُقطب العابس !!..
ومنهم مَن ترتاح لطيب معشره واختلاطه : ومنهم مَن يضطرك للابتعاد عنه ابتعادا ً!
ومنهم الصبور .. ومنهم العجول !!..
ومنهم العالم : ومنهم الجاهل !!..
ومنهم واسع الأفق : ومنهم ضيقه !!..
ومنهم بعيد النظر : ومنهم مُعدمه !!..
ومنهم مَن ركب القطار من أوله .. ومنهم مَن تدارك نفسه فالتحق بمنتصفه أو آخره !
ومثل هذا ربما تدارك ما فاته !!.. وربما ركن إلى محله في القطار الذي آته !

ولكن على كل حال ٍ..
القطار يسير ........................!
----------

12...
من السلفيين مَن إذا ذهب لمكان ٍ: صبغ المكان بأكمله بصبغة الإسلام !!!..
ليس بالعنف والجبران !!.. ولكن : بالرفق والإفهام !!..

كقطر الماء الذي ينزل على الأرض الجدباء العطشى : فيخضر ما حوله !!..

فالطيب : لا يزداد في وجوده إلا : جمالا ً!!..
والقاصي : يستحي في وجوده إلا : قربا ًودنوا ًواستجابة ًللحق وإكراما ً!!!..

يفرض سمته والتزامه على الجلسات والحوارات : بغير سلطان !!!..
فسبحان مَن أودع للفطرة القوة : فتشق لسبيلها كل وجدان !!!..
-------

سيف الحق قوي ..! ولكن : من أين لنا باليد القوية التي تمسكه ؟!!!..

من السلفيين مَن لا يُدرك حقيقة انجذاب الناس إليه : بالفطرة !!!..
فتجده كسولا ًغافلا ًعن استغلال ذلك : في نشر فوح العطر والطيب من حوله !

فيا أخي انتبه يا رعاك الله :
فقد جاءك الناس يطلبون : فلا تبخل عليهم بفتح الزجاجة أثابك الله !!!..
------

إلى اليوم والناس تعرف مظاهر الفطرة بفطرتها !!!..
تعرف أن اللحية في الرجل فطرة : حتى ولو أنكروها في الظاهر !!!..
ولذلك تجدهم يلتفون حول مُطلقها : يُريدون الوقوف على ما يحمل ؟!!!..

هل يحمل خيرا ًبالفعل : فتصدُق فطرتهم : فيتبعوه ؟!!!..
أم أنه كما قيل يحمل شرا ًوجلفا ًوتعصبا ًُوجمودا ًوإرهابا ً: فيجتنبوه ؟!!!..
ولتتطلع فطرتهم بذلك الاجتناب لفترة ٍأخرى : مثالا ًآخرا ً: في زمان ٍآخر !!!..
------

يا اللـــــــــه !!..
كمّ من الأشخاص تحولوا إلى الإلتزام وحب منهج السلف : بجلسةٍ مع سلفي !
بل والله لا أكذب إذا قلت : بموقف ٍمع سلفي !!!..
بل والله لا أشطط إذا قلت : بعبارة ٍأو كلمة ٍمن سلفي !!..
بل والله لا أفتري إذا قلت : بابتسامةٍ من سلفي !!..
----------

13...
أعرف أخا ً: قد رزقه الله تعالى البشاشة الفطرية في وجهه : لا تفارقه إلا في
الغضب أو الحزن .. وأما غير ذلك : فهي سمته الذي عُرف به !!!..

فإذا قرن تلك البشاشة بالسلام على مَن يعرف ومَن لا يعرف : فكأنه يوزع
على الناس من حوله الزهور والرياحين التي تذكرهم بجمال هذا الدين !!..
-------

له اهتمام ٌغريب ٌبالفقراء خصوصا ًومتواضعي الحال من جامعي القمامة والعمال
والفراشين !!.. فإذا سألته في ذلك قال لك :
يا أخي .. أوليسوا بشرا ًلهم حقٌ في الشعور بالمكانة في المجتمع ؟!!!..
يا أخي .. أوليسوا مسلمين لهم حق الفرح بسلام إخوانهم عليهم ؟!!!..
يا أخي .. أوليسوا يُعانوا الفقر من جهة : والإرهاق البدني في العمل من جهة :
ويحتاجون من الحين للحين مَن يُذكرهم بالله !!.. ويرسم البسمة على شفاههم ؟!
-------

وأما الأغرب والأغرب !!!..
فهو حاله مع العصاة : مثل مُدخني السجائر مثلا ً !!!!..

يُسلم عليهم في الشارع تارة ً(ولا يعرفهم ولا يعرفونه) .. ولا يُعيرهم انتباها ًأخرى !
فإذا سألته في ذلك قال لك :
هو اجتهاد ٌمني أخي في النظر إلى حالهم وقسمات وجوههم !!!..

فمنهم مَن أشعر بحاجته إلى حسناتٍ : فأ ُسلم عليه حتى يرد عليّ السلام فيكسب !
ومنهم مَن أشعر أن حاجته إلى تجاهل الصالحين تأديبا ًوإصلاحا ًله : أوجب !
ومنهم مَن أشعر أن الدنيا والدخان قد أرهقا قلبه : وكادا أن يُحرقا نفسه !!!..
فأخاطب نفسي قائلا ً:
علّني أ ُذكره بالله بسلامي !.. أو أ ُذكره بالتوبة وأن الخير من حوله ما زال موجود !
-------

فإذا صاحبت ذلك الأخ يوما ًفي مشوار ٍأو حاجة : تجده قلما احتك ببشر ٍوسكت !
تجده يفتح موضوعا ًعاما ًمع سائق التاكسي : ينتهي بالسائق إلى حب الدين والإسلام !
وتجده يُثير موضوعا ًمع جاره في ساعات الانتظار : يستعرض له فيه جمال الإسلام !
وتجده يتصنع موضوعا ًمع زملائه في العمل : يُعرفهم فيه بشرائع الإسلام !!..
-------

فهذا سلفيٌ والله : يسعد القطار بحمل أمثاله بين جنبيه !!!..
لا تراه إلا وفاض خيره لغيره : حتى الذين في القطارات الأخرى : فينزلون إليه !!!..

لمثله يتوجه الناس والعوام : إذا ألمت بهم الملمات !!!..
يرون فيه طريقا ًداخل الطريق !!.. ويرون فيه قطارا ًيتوجه داخل القطار !!..

مثله قد ورث عن رسول الإسلام : صهر معادن الناس المختلفة في بوتقة الإسلام !
يعرف كيف يصل إلى مفاتيح مغاليق القلوب !!!.. فلكل قلب ٍمفتاح !!!..

يعرف أنه في الغالب لا يُعدم مسلم ٌنصيبا ًمن خير ٍفي قلبه : وعليه :
فوظيفته في الحياة استخراج ذلك الخير !!!..
ليس باللين وحده على الدوام ولكن : لكل حال ٍما يُناسبه ! ولكل مرض ٍما يفيد !
-------

وموعدنا في القادم مع : بعض أمثلة مَن يتعب منهم القطار ويعاني !!!..
نسأل الله تعالى لنا ولهم وللجميع الهداية ..

آميـــــن ..

سليلة الغرباء
09-08-2011, 10:01 AM
بارك الله فيك وفي قلمك وفكرك المنير أستاذنا الفاضل

إلى حب الله
10-05-2011, 02:31 AM
14...
هو العلم الشرعي الصحيح ......!

فبرغم أن الله تعالى هو العاصم وهو الكافي وهو الحامي من الزلل ..
إلا أنه عز وجل قد جعل لذلك سبلا ًوأسبابا ًيأخذ بها المسلم في حياته ..
وأما بالشرع وبالتأمل وبالتجربة ....
فلم نجد أفضل من العلم الشرعي الصحيح : لحماية المسلم من الخطأ ..
ولحماية المسلمين منه إذا أخطأ ...!

وهي خطوة أولى لحماية السلفية وحسن سيرتها !!.. ولحماية الآخرين
(منها) أيضا ًإذا صح التعبير !.. أو من متشدديها : كما يقول ويشتكي
منهم إخوانهم المسلمين ..

وإليكم مثالا ًواقعيا ًلأهمية العلم الشرعي في حماية الطرفين !!..

شابٌ ملتزم : يقرأ في بعض كتب الحديث : تحريم النبي للتصوير
للكائنات الحية بغير ضرورة : وخصوصا ًالتماثيل .. فيزور أحد أقاربه ..
فتدخل عليهم ابنة هذا القريب : وفي يدها عروسة صغيرة : تلعب بها ..
فيتحدث هذا الشاب مع والدها عن حرمة ذلك ... ويجزم في كلامه
أنه لا رأي إلا الذي قال وفقط !!.. ويتمسك بذلك ..

هنا ..
ذلك اعتداء في الفتوى وفي العلم ممَن لم يكتمل علمه بعد !!..
نعم ..
قد يكون علمك ناقصا ً.. وقد تكون تجهل مسألة ًما ولكن :
الخطأ كل الخطأ أن تجزم في هذا المجال وأنت تعلم أنك لا زلت
تطلب العلم : ولم تطلع على كل شيء بعد !!!..
فهناك كتب الأحاديث : وهناك كتب : لشرح الأحاديث والتعليق عليها !
فأين أنت منها ؟!!.. وخصوصا ًوقد قالوا : قد ضل مَن جعل الكتاب
فقط شيخه !.. فهذا إضرار ٌبالناس : ممَن لا يعترف بقدر نفسه في العلم ..

ويرد عليه ضرره : العلم أيضا ً!!..
فلو كان قريب هذا الشاب وهو والد هذه الطفلة الصغيرة : لو كان لديه
علما ًشرعيا ًكافيا ً: لكان رد على هذا الشاب ضرره وصحح له جهله
بالمسألة !!..
ولكان أخبره أيضا ًباستثناء رسول الله للأطفال من ذلك !!..
فها هي عائشة رضي الله عنها : تلعب بالعرائس مع صويحباتها : ولا
يعترض النبي !!.. وها هي أيضا ًتلعب بالحصان المجنح : تحاكي به
ما سمعته عن حصان سليمان عليه السلام : فلا يعترض عليها النبي
أيضا ًصلى الله عليه وسلم : لأنه يعلم غرضها من اللعب بهذه الأشياء
في هذا السن الصغير ..

إذا ً:
العلم الشرعي .. العلم الشرعي .. العلم الشرعي ..
هو السبب الذي يحمي به الله عز وجل السلفي من ضرر نفسه :
والإساءة بذلك إلى السلفية عموما ً!!.. وهو السبب الذي يحمي به الله
تعالى أيضا ًغيره منه : ومن أخطائه أو تشدده ..... إلخ ...

وخلاصة القول : جواب العيّ (أي الجهل) : السؤال !!!..
فإذا شككت في تشدد أحد الناس معك : فاسأل في المسألة عالما ًمحترما ً
مشهود ٌله بالعلم والإخلاص .. يوافق فعله قوله ..

وما قيل عن التشدد : يقال أيضا ًعن التميع في الدين ...
فديننا وسط ..
لا إفراط .. ولا تفريط ..
ولا غلو .. ولا تقصير ..
------------

15...
من أغرب الشخصيات السلفية التي تركب في قطار السلف : ويشقى
منها جيرانها للأسف :
هو ذلك الشخص الذي يرى نظافة القطار وطهارته : فيدخله ويرتدي
ملابس رواده وشعارهم : ثم هو لم يزل محتفظا ًبدنسه وقذارته بعد !

يحكي لي أحد زملاء العمل الذين تاب الله تعالى عليهم من شرب
السجائر : أنه كان يسكن مع مجموعة من الشباب يوما ًفي سكن العمل ..
ثم استدعت الظروف الاتصال بكهربائي لإصلاح عطب ما في الشقة ..
وبالفعل جاء الكهربائي ..
يقول لي زميلي :
ما شاء الله على منظره ..
رجل بلحية كبيرة : جعلني أستحيي أن أدخن السجائر أمامه : بعد أن
أخرجت علبة السجائر بالفعل وهممت أن ألتقط منها واحدة !!..
إذ على الفور : قررت أن أشربها خارج الشقة حياءً منه ومن منظره
الملتزم ..

يقول زميلي :
ففوجئت به يمشي ورائي يتبعني لخارج الشقة ..
فتيقنت أني على موعد مع جلسة تأنيب دعوية من الأخ ..
وإذ به يقول لي :
يا أخي .. ممكن سيجارة لو سمحت !!!!!!!!!!!!!!!!!...
------------

فقلت لزميلي أنا أيضا ً:

ذكرتني بموقف مشابه ..!
ففي إحدى سفرياتي للعمل في القاهرة .. وأثناء اقترابي من فتحة نزول
المترو .. لفت نظري ثلاثة رجال يقفون معا ً: أحدهم يرتدي لبس شيوخ
الأزهر الشهير من الجلباب والقفطان والعمامة .. وكان يتصاعد من بينهم
دخان سيجارة ...

فقلت في نفسي بحسن نيتي وأنا أقترب منهم للنزول : يقينا ًهذا الشيخ يعظ
أحد الشابين الآخرين عن التدخين .. بارك الله فيه .. هكذا يكون العمل بعد
العلم : بل : العمل مع العلم .. هكذا يكون العالم الرباني .. هكذا يكون العالم
الشيخ : داعية في كل مكان : ومع الناس جميعا ً.. هكذا وهكذا وهكذا ...
وما أفقت من غفلتي :
إلا بعد المرور بجوارهم تماما ً: لأرى أن السيجارة هي في يد هذا الشيخ
يشربها !!!!!!!!!!!!!!...
------------

والخلاصة ...
هناك صنفٌ من المسلمين بالفعل : لا يقيم وزنا ًلرسالته (المظهرية)
للناس من حوله !!!..
لا يعرف مدى قدر إلتزامه (الظاهري) في عيون المسلمين وغير المسلمين !

نعم ...
المظهر لا يعني حسن الخلق والصلاح على الدوام ولكن :
على الأقل هو (رمز ٌ) في عيون الناس : يجب أن يحترمه صاحبه !!!..
في أقواله .. وفي تصرفاته .. وفي عمله .. ومع والديه .. ومع زوجته ..
وحتى مع أولاده !!!..

كان الشيوخ الأجلاء يقولون لنا : (( ربّي لحيتك : تربيك )) !!!.. والمعنى :
أي إنك عندما تعفي لحيتك : ستستحي وأنت بهذه الهيئة من إتيان المنكرات
أو حتى المستقبحات أمام الناس على الأقل : وإن كان بالأحرى أمام الله
أولا ً!!!.. وبهذا : يحملك إلتزامك الظاهري بالتدريج إلى الإلتزام : حتى
يصل إلى باطنك : كما أسبغته على ظاهرك !!!..
-----------

ومن الجهة الأخرى أقول ..
وجب علينا نحن أيضا ً: ألا نعول كثيرا ًعلى مظاهر الإلتزام رغم أهميتها !
اللحية .. النقاب .. الإسدال .. تقصير الثوب .. الخمار .. السبحة .. إلخ
فوالله أعلم أناسا ًما أطلقوا لحيتهم : إلا لسرقة الناس وغشهم في البيع !!!!..
هذا كمثال ..
إذا ً..

هناك (مختلسون) يدخلون قطار السلف : طمعا ًفي استغلاله ليس إلا !!!!..

أعرف منهم شبابا ًما أطلقوا اللحية إلا طلبا ًللاستبعاد من الجيش !!!..
وأعرف منهم باعة ًفي الأسواق : أطلقوها حتى يخدعوا الناس بها !!!..
وأعرف أناسا ًأطلقوها أو لازموا السبحة في أيديهم : حتى يُظن بهم حسنا ً
(( رياء وطلب سمعة يعني )) !!..
وهكذا ...

والصواب ...
نعم .. هؤلاء كلهم مخطئون مجازون بغشهم وخداعهم ..
ونعم .. الأخ الكهربائي والأخ الأزهري : مخطئان هم وكل مَن كان مثلهم
لديه بلادة حس الحياء من الله ومن الناس !!!..
< وإلا لكان استتر بذنوبه بدلا ًمن الجهر بها وسط الناس !! >

وهم وأمثالهم والله : هم أول مَن جنى على حديث رسول الله صلى الله عليه
وسلم التالي : وجعله ضعيفا ًفي أعين الناس حيث يقول فيه ناصحا ً:

" أوصيك أن تستحي من الله تعالى : كما تستحي من الرجل الصالح من
قومك " !!.. صحيح الجامع الصغير للألباني (1/2541) ..

أقول :
كان الرجل الصالح في الماضي وبمظهره وأخلاقه وعلمه : يُذكر الناس
بالله بمجرد رؤيتهم له والله !!!.. كان الشاب الطائش أمامه يلتزم !!!...
ولربما تذكر العاصي بطلعته عليه التوبة !!.. ولربما أفاق الغافل !!!..
ولربما تذكر به الظالم المتكبر : الله عز وجل : فخشع !!!..

وأما اليوم ..
فعندما هان على فئةٍ مما حملوا ظاهر السلف : التورع عن إبداء السوء :
هان على الناس رؤيتهم وذكرهم ومحياهم !!!..
فأساءوا بذلك لعلماء الحق وصالحي الصدق للأسف ... سواء بعمد ٍأو
بسهو ٍأو بجهل : والله المستعان !!!..

يُـتبع بإذن الله تعالى ..

واسطة العقد
10-09-2011, 04:57 PM
مِثل هذا يستحق أن يُقرأ

أبي عبدالله الليبي
11-25-2011, 02:00 AM
هذا طيب يا أخانا الكاتب لكن إذا كنت تريد تحليت ما كتبت أكثر مما هو عليه فليكن هنالك تقديم لكتبتك من العلماء أو طلبت العلم الذين عرفوا بالمنهج الصحيح فهذا أسلم وأفضل.
* يقول ابن سيرين رحمه الله: أن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم. انتهى
وأسأل الله - تبارك وتعالى - أن يجعلك من الأئمة المهدين والعلماء الراسخين ويهديك إلى صراطه المستقيم، وأسأله تعالى أن يمن علي بالعلم النافع والعمل الصالح إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وهذا إذا أحببت مراسلتي أخي الفاضل: mohamed.aljed@ovi.com

إلى حب الله
11-25-2011, 03:09 PM
الأخ الكريم ...
جزاك الله خيرا ًعلى التعقيب المفيد ...
وبالفعل أ ُحب دوما ًالاستشهاد في كلامي بالقرآن والسنة وكلام العلماء ..
ولكن لما كانت هذه فضفضة صادقة ارتجالية في معظمها : فقد تركت ذلك
لظرفه أثناء الكتابة .. فربما وافق ذلك عندي متسعا ً.. وربما كتبته على عجل ..
وعلى العموم : كلامك في محله جزاك الله خيرا ً..


وأسأل الله - تبارك وتعالى - أن يجعلك من الأئمة المهدين والعلماء الراسخين ويهديك إلى صراطه المستقيم، وأسأله تعالى أن يمن علي بالعلم النافع والعمل الصالح إنه ولي ذلك والقادر عليه.


آميـــن ..
-----------

16...
بعض الإخوة هداهم الله : يحترف اصطياد أخطاء الآخرين وتهويلها !!..
لا يهمه في ذلك أن كان المُخطيء عالماً أو شيخا ًأو طالب علم أو عامي !!..
ونجده للخطأ الواحد (وخصوصا ًفي العقيدة التي يفرق فيها الحرف الواحد
أو الضمير) :
يُسارع لتعميم الحُكم على المخطيء بأنه أشعري - معتزلي - إباضي - خارجي إلخ
فهو يفرح في ذلك لذكائه أنه استطاع من وسط كلام المخطيء : أن يصطاد هذا
الخطأ لأنه سيُبرزه هو في صورة العالم المُطلع ...!

والوقوف على الخطأ والتنبيه عليه والتحذير منه : هو محمود بل وربما يصل للوجوب
في كثير حالاته !!..
ولكن المذموم هنا هو : حمل الأوصاف على المُخطيء بما ليس فيه !!!..

فربما كان هذا المُخطيء من أهل السنة والجماعة : جاهلا ًبهذه النقطة بعينها دون غيرها :
فيُعذر بجهله !!..

وربما كان هذا المخطيء من أهل السنة والجماعة : عاميا ًأو طالب علم ٍمبتديء :
فيُعذر بجهله أيضا ً!!!..
بل ربما هو لا يعرف أصلا ًما هو فكر الأشاعرة ولا المعتزلة ولا المرجئة والإباضية إلخ !

وربما كان هذا المُخطيء من أهل السنة والجماعة : قد أخطأ خطأ ًغير مقصود ٍبل : ربما جاء
هذا الخطأ في وسط كلام ٍطويل ٍيدل على صحة اعتقاده :
فبأي وجه ٍيُرمى الكلام الطويل :
ثم يُتمسَك بما يُناقضه مما وقع فيه قائله أو كاتبه بغير قصد ؟!!!..

ولهذا تجد غرائب الأحكام على الناس من مثل هذا الأخ الذي نذم !!..
بل قد تجد مثله وقد عمد إلى أئمة ٍراسخين في العلم والدين والعقائد : يُريد أن يتهمهم
بما تطفح كتبهم بعكسه : لخطأ ٍرآه : سواء وقع منهم هذا الخطأ عن غير قصد ٍبالفعل :
أم تخيله صاحبنا !!..

والسؤال الآن ..
لو أن هذا الأخ المذموم : له صاحب طالب علم : أو له شيخ حُجة في العلم ..
وهو يعرفهما منذ زمان .. ويعرف أنهما على درب أهل السنة والجماعة والسلف وأهل
الحديث والأثر ..
ثم صدر عن أي ٍمنهما خطأ : إما عن غير قصد .. وإما عن جهل ٍبمسألةٍ ما تحدث فيها
أحدهما باجتهاده فأخطأ : أو وافق كلامه فيها كلام إحدى الفرق الباطلة :
فهل سيُسارع هذا الأخ إلى إطلاق الأوصاف عليهما مُعمما ً: بالاعتزال أو الجهمية أو
الأشعرية أو المرجئة أو الإباضية أو الخوارج إلخ ؟!!..

أم أن معرفته السابقة بحالهما ومنهجهما الحق وفرقتهما الحق : سيمنعه من هاتيك اتهامات
وتشنيعات وتعميمات ؟!..

أقول :
ما أجمل ما أحببت من إخواني تصحيحهم لأخطائي : بكل أدب ٍوحلم ٍوهم يعلمون أنها
ما صدرت إلا عن جهل ٍبمسألة ٍبعينها (ومَن منا عالمٌ بكل شيء ؟!) أو عن خطأ ٍغير
مقصود كالسرعة في الكتابة أو قلة التركيز للانشغال أو الإرهاق أو غلبة النوم .. :):

وهذا لا يعني بالطبع حسن الظن على الدوام مع مَن كثرت أخطاؤه وتركزت في ميله
لأفكار فرقةٍ ضالة أو أكثر بعينها :
فمثله إن كان جاهلا ً: أُمر بالسكوت حتى يتعلم .. وإلا كان فضح باطله للناس ..
ومثله إن كان عالما ًمعتقدا ًلما يقول : كان حقا ًفضح باطله أيضا ًللناس للتحذير منه !

والله تعالى أعلى وأعلم ...
--------

17...
ممَن يشقى بهم قطار السلفية أيضا ًأقوام ٌ: استهانوا بتكفير العوام وغيرهم :
ممَن لم تقم عليهم الحُجة حتى أمام ربهم !!!..

فتجده يأتي للعامي البسيط الذي ورث شرك الدعاء لغير الله مثلا ًأبا ًعن جد ٍبجهل :
فيُكفره بعينه !!..
والصواب : أن يُخبره بكفر هذا الفعل أو الشرك من أجل كذا وكذا .. ويذكر له
أدلة هذه المسألة الفطرية من القرآن والسنة !!..
وهذا كان فعل النبي مع مَن قال قولة كفر أو اعتقدها من المسلمين عن جهل ٍمثلا ً!

ونجده يأتي لأحد المخدوعين بفكر ٍما باطل (سواء فكر ديني أو فلسفي أو علماني)
إلخ : فيُكفره هكذا بعينه : وأمام نفسه بل : وربما أمام الناس !!!..
وهذا والله وإن نفع الناس في شيء (وهو قليل بهذه الصورة الفجة) : إلا أنه لن ينفع
الواقع فيه في أغلب الأحيان !!.. بل ربما أخذته الحمية لنفسه وعناده : للاستمرار
على ما هو فيه وربما المزيد !!!..
فأين الدعوة هنا المأمور بها المسلم مع أمثاله ؟!!!..

ولقد شاهدت بنفسي في أحد سكن المغتربين شبابا ً: فيهم ذلك وفيهم ذاك !!..
فيهم شاب ٌمخدوع ٌبأكاذيب العلمانية والليبرالية : وتشويههم لشرع الإسلام ..
فجلس معه شاب ٌ: قسى عليه في الكلام والتوبيخ والوعظ : فما زاد الآخر إلا عنادا ً
وإعراضا ًحتى عن سماع المزيد أو ما يمت للدين بصلة !!..

ثم جاءه شابٌ آخر : مُطمئنٌ لما معه من الحق أنه دامغ .. هاديء الحوار عاقله ..
فجلس له الشاب المخدوع بالعلمانية وأنصت !!..
فما تركه الشاب الثاني هذا إلا وقد قال هذا المخدوع بنفسه أن مَن يعتقد بهذه
الأفكار على علم (يقصد العلمانية وفصل الدين إلخ) : فهو كافر !!!..
فوالله :
ما اختلف كلام الشاب الثاني الهاديء عن كلام الشاب الأول القاسي في شيء !!..
وإنما اختلف الأسلوب !!!..
ففي حين بدأ الأول بتكفير الشاب : جعل الثاني الشاب يصل لتكفير العلمانية بنفسه !!..

فسبحان الله العظيم !!!..

إذا ً...
ليست العبرة وليست المهارة في إلباس الناس الكفر على التعيين !!..
فمنهم الجاهل : ومنهم حديث الإسلام : ومنهم المُغيب : ومنهم مَن نشأ في بلد ٍمطموس
الشرع الإسلامي مُحارَبٌ فيه ومُشوه ... إلخ

وإنما المهارة هي تنزيل كل خطأٍ على درجته من صاحبه ..
والعلم بأن دعوة المخطيء أو الكافر أو المشرك لصحيح الدين بعد توضيحه له :
هي أجدى وأنفع من المسارعة بتكفيره بعينه وهو يجهل ..!

ففي حين قد يأت تكفيره بنتائج عكسية ومتزايدة في السوء ومحاربته لدين الله عن عناد :
ففي دعوته وهدايته ربما خيرٌ كثير ٌبل : وقد يصير داعيةً ينفع الله تعالى به في يومٍ من الأيام !

فاللهم ارزقنا القصد بين الشدة واللين مع مَن يستحق ..

واللهم لا تجعلنا عبيدا ً: إلا لك ..
ولا راجين : إلا لعطائك ..
ولا معاتبين : إلا لأنفسنا أولا ً..
ولا مُعظمين : إلا لذنوبنا ..
ولا مُستصغرين : إلا لأعمالنا ..

واجعلنا بإذنك هداة مهديين ..
ولا تجعلنا أبدا ًضالين مُضلين ..

آميـــن ..
والحمد لله رب العالمين ..

أبي عبدالله الليبي
11-26-2011, 01:07 PM
جزاك الله خيرا أخي أبو حب الله وأسأله تعالى أن يوفقك للدعوة إلى ما جاءت به الرسل عليهم السلام من توحيد الله عز وجل والنهي عن الشرك ووسائله قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن عبدوا واجتنبوا الطاغوت) وأيضا أسأله جلا في علاه أن يعينك على دعوة الناس " بعلم وبصيرة " إلى إجتماع هذه الأمة على أسس العقيدة الصحيحة والدعوة إلى الكتابة والسنة على فهم سلف الأمة وأسأل الله أن يبارك فيك.

زهراء الروح
11-27-2011, 10:14 PM
جميلة جداً , نفع الله بكم الإسلام و أهله "..
و جزاكم الله خيراً ..

muslim.pure
10-29-2014, 01:32 AM
للرفع
جزاك الله خيرا أخي أبو حب الله وأسأله تعالى أن يوفقك للدعوة إلى ما جاءت به الرسل عليهم السلام من توحيد الله عز وجل والنهي عن الشرك ووسائله قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن عبدوا واجتنبوا الطاغوت) وأيضا أسأله جلا في علاه أن يعينك على دعوة الناس " بعلم وبصيرة " إلى إجتماع هذه الأمة على أسس العقيدة الصحيحة والدعوة إلى الكتابة والسنة على فهم سلف الأمة وأسأل الله أن يبارك فيك.
الرجاء تصحيح الاية