المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسألة مهمة ومشكلة..نرجو المساعدة..



شموخ قلم
11-10-2005, 11:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

لدي مسألة أشكلت علي وأسأل الله عز وجل أن أجد الإجابة لديكم..

نص المسألة..

لاشك لدينا في أن التعلق بالأبراج محرم ..ويدخل في علم التنجيم ..ولكن السؤال..كيف يرد عن المحّاج الذي يرى أن هذا العلم ينقسم إلى قسمين..

1/قسم محرم وهو قسم النبوءات ..
2/قسم جائز وهو ما يتعلق بالاستدلال بالأبراج على الشخصية..
أي أن الاستعانة بالأبراج في تحليل الشخصية لا حرمة فيه..لأن ذلك يتم بالعلم والدراسة..!!

ويرى المحّاج أن هذا القسم يقاس على :
1/ صوم المسلم للأيام البيض فقد أثبت العلم أن للقمر تأثير على سوائل جسم الإنسان فإذا كان للقمر تأثير على جسم الإنسان بتسخير من الله..وحثنا الرسول على صيامه لعلة قد ظهرت...
فيقاس على نجم القمر بقية النجوم الأخرى..من حيث التأثير في شخص الإنسان..

2/ قولنا بتأثير النجوم في صفات الإنسان وشخصياته..كفعل الأولين وقولهم أن مواليد الشتاء صفاتهم كذا وكذا ومواليد الصيف صفاتهم كذا وكذا..وماقمنا به لا يعد بدعاً من القول فقد أخذنا قولهم وقمنا بدراسته..

وما الرد على من يحتج بقول ابن حزم.. ( ولدت بقرطبة في الجانب الشرقي في ربض منية المغيرة ، قبل طلوع الشمس آخر ليلة الأربعاء ، آخر يوم من رمضان سنة أربع وثمانين وثلاث مائة ، بطالع العقرب ، وهو اليوم السابع من نوفمبر . )

فذكره لبرج العقرب دليل على اهتمامه به..وبدراسة شخصيته نجد فيه العديد من صفات مواليد هذا البرج..

كيف يمكن الرد عليهم برد مؤصل من القرآن والسنة..يبين عدم جواز هذا الفعل؟؟
علماً بأنني بحثت في القول المفيد على كتاب التوحيد..
ولم أستطع أن أقول أن هذه المسألة تندرج تحت علم التأثير..فهم لا يعتقدون بأنها مؤثرة فاعلة بمعنى أنها تخلق الحوادث والشرور..
ولا يستدلون بحركاتها وتنقلاتها على علم الغيب..من حيث السعادة والشقاء..


ولكم منا جزيل الشكر..

أبو جهاد الأنصاري
11-10-2005, 10:36 PM
ويرى المحّاج أن هذا القسم يقاس على :
1/ صوم المسلم للأيام البيض هذا قياس فاسد ، وغير مكتمل الأركان فأين هو المقيس والمقيس عليه وأين هى علة الحكم المشتركة بينهما؟

ويرى المحّاج أن هذا القسم يقاس على :
1/ صوم المسلم للأيام البيض فقد أثبت العلم أن للقمر تأثير على سوائل جسم الإنسان فإذا كان للقمر تأثير على جسم الإنسان بتسخير من الله..وحثنا الرسول على صيامه لعلة قد ظهرت...
فيقاس على نجم القمر بقية النجوم الأخرى..من حيث التأثير في شخص الإنسان..هذا كلام بدون ضابط ولا رابط وخلط واضح ، ولا ينبنى عليه حكم شرعى.

فيقاس على نجم القمر بقية النجوم الأخرى..من حيث التأثير في شخص الإنسان..معنى كلامه هذا أن النجوم والكواكب هى التى تؤثر فى شخص الإنسان ، يعنى أنه مسير لا مخير ، ومجبر على أفعاله ، وهذا يتناقض تناقضاً شنيعاً مع الشرع.

2/ قولنا بتأثير النجوم في صفات الإنسان وشخصياته..كفعل الأولين وقولهم أن مواليد الشتاء صفاتهم كذا وكذا ومواليد الصيف صفاتهم كذا وكذا..وماقمنا به لا يعد بدعاً من القول فقد أخذنا قولهم وقمنا بدراسته..قياساً على كلامه من الممكن أيضاً أن نأخذ بسحر سحرة فرعون ونفعل مثلهم!؟

وما الرد على من يحتج بقول ابن حزم.. ( ولدت بقرطبة في الجانب الشرقي في ربض منية المغيرة ، قبل طلوع الشمس آخر ليلة الأربعاء ، آخر يوم من رمضان سنة أربع وثمانين وثلاث مائة ، بطالع العقرب ، وهو اليوم السابع من نوفمبر . )

فذكره لبرج العقرب دليل على اهتمامه بهلا يستدل من هذا الكلام على أى حكم شرعى. فمصادر الشرع القرآن والسنة ، وليس استطرادات العلماء وتعليقاتهم على الهامش.

قرآن الفجر
11-11-2005, 03:28 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
علم الفلك علم رصين يستند إلى الحقائق الثابتة والقواعد الراسخة في تعلمه، وكذلك علم الأرصاد الجوية ويشبهه في كثير من النواحي فهو علم صحيح راسخ لا يستند إلى الحدس أو التخمين، أما علم التنجيم إن صح لنا أن نسميه علماً ففيه الكثير من الملابسات الخاطئة، ويفتقر إلى القواعد والأسس الصحيحة، ويعتمد ممارسوه على تغليب الظن على القواعد، فالتنجيم هو دراسة تأثر أحداث على كوكب الأرض تأثراً بالشمس والقمر والكواكب, أما اصل كلمة تنجيم هي كلمة إغريقية والتي تفسيرها هو دراسة النجم وتعود هذه الدراسة إلى شعوب عاشت قبل 5000 سنة. ويخلط الكثير بين العلوم الثلاثة، ويظنون أن المعلومات الفلكية تأتي عن طريق الإيحاء من الجان، وهذا أمر يؤسف له.
وردت لفظه( البروج) مرتبطة بالسماء ثلاث مرات في القرآن الكريم على النحو التالي "وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ "
"تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا "
"وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ "
كما جاءت لفظة( البروج) بمعنى الحصن مرة واحدة في قوله:" أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ "
أهمية بروج السماء
البروج أو الكوكبات هي تجمعات للنجوم, وقد فصل القرآن الكريم فوائد النجوم في كونها علامات يهتدي بها في ظلمات البر والبحر, وزينة للسماء الدنيا, ورجوما للشياطين, ومصدرا من مصادر الرزق في السماء وجندا مسخرة للإمساك بأطراف السماء الدنيا لله تعالى من قوى الترابط والتماسك والتجاذب. وذلك على النحو التالي:
البروج كوسيلة الاهتداء في ظلمات البر والبحر: يقول ربنا تبارك وتعالى في محكم كتابه "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" ومن معاني هذه الآية الكريمة أن الخالق سبحانه وتعالى قد رتب النجوم في مجموعات من الكوكبات (البروج) يمكن بواسطتها تحديد الاتجاهات الأربع الأصلية كما هو الحال مع النجم القطبي المعروف باسم نجم القطبية أو نجم الجدي أو كوكبة الشمال. مما يعين على تحديد الجهات الأربع الأصلية على الأرض وفي صفحة السماء ويساعد على التوجه الصحيح في ظلمات البر والبحر, وفي تحديد القبلة, وفي تحديد غيرها من المواقع والاتجاهات.
البروج زينة السماء الدنيا: فالبروج مثل كل من النجوم والكواكب من خواص السماء الدنيا وزينتها لقول الحق تبارك وتعالى:" وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ "
وقوله سبحانه:"إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ "
وقوله عز من قائل:" فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ "
وقوله:" وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ"
والبروج والنجوم (المصابيح) والكواكب والأقمار هي من أهم الوسائل في إنارة ظلمة الليل بأضوائها الذاتية, والكواكب والأقمار بانعكاس أضواء النجوم عليها نورا, ولولا ذلك لأصبح ليل الأرض حالك السواد, قابضاً للأنفس.
البروج والنجوم والكواكب رجوماً للشياطين: وهي الشهب لقول الحق:" وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ . وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ . إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ "
وقوله:"إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ . وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ . لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ . دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ . إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ "
وقوله:"وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا "
والشهب عبارة عن أجسام صلبة تدخل الغلاف الغازي للأرض بسرعات كبيرة جدا تصل إلي40 كيلو متراً في الثانية فتحتك بجزيئات الغلاف الغازي احتكاكاً شديداً يؤدي إلى اشتعالها واحتراقها إما احتراقاً كاملاً أو جزئياً بحيث يتبقي عن احتراقها فضلات صلبة تعرف باسم النيازك لترتطم بالأرض بشدة بالغة.
ويروى عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قوله: "الملائكةُ تتحدَّثُ في العنان ـ والعَنانُ الغَمام ـ بالأمرِ يكونُ في الأرض، فتستمعُ الشياطين الكلمةَ فتقُرِّها في أذنِ الكاهنِ كما تُقرُّ القارورة، فيَزيدونَ معَها مائةَ كذبةٍ" . رواه البخاري .
فالشياطين في محاولاتهم استراق السمع في عملية من التجسس والتلصص على أخبار السماء الدنيا يلقون بشيء من ذلك إلى أعوانهم من الدجالين والمنجمين والكهان والعرافين من أجل إضلال بني أدم وصرفهم عن التوكل على رب العالمين قد حيل بينهم وبين استراق ذلك السمع بعد بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم, وبقيت الشهب وهي من مادة بروج ونجوم وكواكب السماء لهم بالمرصاد.
البروج والنجوم والكواكب كمصدر من مصادر الرزق في السماء: يقول ربنا تبارك وتعالى في محكم كتابه "وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ". وفسر بعض المفسرين هذه الآية الكريمة بأمر الرزق وتقدير الموعود, بأن الموعود به هو الجنة أو النار, والثواب أو العقاب, وفسرها البعض الآخر بأنه المطر, وفسر السماء بالسحاب, وهذا كله صحيح ولكن يأتي العلم التجريبي ليؤكد لنا أن كافة العناصر يخلقها ربنا في قلب النجوم, وأن الله تعالى ينزل منها إلى الأرض بقدر معلوم, فالبروج والنجوم والكواكب والشهب والنيازك من أهم مصادر الرزق على الأرض.
البروج بنجومها جند مسخرة للإمساك بأطراف السماء الدنيا: إن البروج بنجومها وباقي أجرامها, والأجرام بمواقعها وكتلها جند مسخرة من قبل الله للإمساك بأطراف السماء الدنيا, على الرغم من المسافات الشاسعة التي تفصلها, فهي مرتبطة مع بعضها بالاتزان الدقيق بين قوى الجاذبية والقوى الطاردة من تحركها بسرعات مذهلة في صفحة السماء, وفي حركات عديدة معقدة تشهد لله الخالق العظيم بطلاقة القدرة وبديع الصنعة من هنا تتضح بعض جوانب الأهمية الكبرى للبروج والتي نبهنا ربنا تبارك وتعالى إليها .
أما بالنسبة لصفات الإنسان وشخصيته .. فهذا غير صحيح. الفكرة هي حصر الأشخاص الذين وُلِدوا في نفس الفترة بغض النظر عن الأعوام ودراسة صفاتهم وشخصياتهم. والخروج بتلك النتائج التي كُتبت في كتب الأبراج، لذلك تأتي متناقضة وغير صحيحة. نجد مثلاً أصحاب البرج الواحد يتصفون بالكرم والبخل معاً أو الخير والشر. وهذا ينافي المنطق.
بالنسبة للأيام البيض.. لم يرد أي نص من القرآن والسنة يفيد بتأثير القمر على شخصية الإنسان. كل ما كُتب عن نسبة الماء في الجسم وحركتي المد والجزر هي اجتهادات ودراسات شخصية ومنفصلة. ولا أساس ديني لها.
بالنسبة لابن حزم.. كان العرب يستشهدون بالطوالع في كلامهم. بل كان البعض يزرع أرضه أو يبدأ الحصاد إعتماداً على هذه الطوالع. وقول ابن حزم لا يعني شيئاً.
كلمة أخيرة:
اجعلوا العلم من أجل أهدافكم فالمرء يدرك بالعلم ما لا يدركه بسواه، وأن ليس هناك معلم يستطيع أن يهبك العلم مثلما تهبه أنت لنفسك، فأنت خير معلم لذاتك، وبنفسك ترقى إلى سلَّم الإدراك. ويقيني أن كل إنسان يوطد العزم على أن يحصل على مبتغاه، المعرفة أو أي عرض من الدنيا فإنه سيبلغ لا محالة بالجد والاجتهاد والعمل الدؤوب والإخلاص والتفاني.

شموخ قلم
11-15-2005, 11:28 PM
أبو جهاد الأنصاري..

شكر الله لك وسدد خطاك..

دمت بخير..

شموخ قلم
11-15-2005, 11:34 PM
قرآن الفجر..

أسأل الله لكِ بكل حرف كتبته حسنات تتوالى ..وذنوباً تحط وتغفر..

ولكِ امتناني على كلمتك الأخيرة والتي لن توفي كلمات الشكر حقكِ علينا والله أسأل أن ينفعنا بها..

قرآن الفجر
11-15-2005, 11:42 PM
قرآن الفجر..
أسأل الله لكِ أخي بكل حرف كتبته حسنات تتوالى ..وذنوباً تحط وتغفر..
ولك امتناني على كلمتك الأخيرة والتي لن توفي كلمات الشكر حقك علينا والله أسأل أن ينفعنا بها..
اللهم آمين
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
الكلمة الأخيرة للدكتور العجيري
أختك قرآن الفجر

شموخ قلم
11-15-2005, 11:44 PM
وصلني هذا الرد من الأخ الفاضل..د/أبو بكر خليل..وهو رد جيد ومميز كتب الله لكاتبه الأجر والمثوبة..وأحببت أن أضعه هنا ليستفيد منه الأخوة الأفاضل..

و ليس هناك إشكال في تلك المسألة إن شاء الله و يسًًًًًًر و أعان :

فأولا : ما دام ذلك المحاجَ (يرى أن هذا العلم [ يعني : علم الأبراج ، كما ذكر ] ينقسم إلى قسمين..


1 / قسم محرم : وهو قسم النبوءات
....
فهم لا يعتقدون بأنها مؤثرة تخلق الحوادث والشرور....
ولا يستدلون بحركاتها وتنقلاتها على علم الغيب..من حيث السعادة والشقاء ) .

فهذا لا إشكال فيه ،

************************************************** *****


أما ثانيا : فقوله : (2 / قسم جائز : وهو ما يتعلق بالاستدلال بالأبراج على الشخصية..
أي أن الاستعانة بالأبراج في تحليل الشخصية لا حرمة فيه..لأن ذلك يتم بالعلم والدراسة..!! ) .

- 1 - و قبل النظر في حكم ذلك الاستدلال و تلك الاستعانة بالأبراج على تحليل الشخصية ينبغي النظر أولا في مسألة تأثير تلك الأبراج في تلك الشخصية ،
أي : * هل للأبراج تأثير – بتسخير من الله - في شخصية الإنسان ؟
- هذا محل بحث و موضع نظر ، و يحتاج إلى دليل على إثباته.
- و عليه، فاحتجاجهم و قولهم :قولنا بتأثير النجوم في صفات الإنسان وشخصياته..كفعل الأولين وقولهم أن مواليد الشتاء صفاتهم كذا وكذا ومواليد الصيف صفاتهم كذا وكذا..وماقمنا به لا يعد بدعاً من القول فقد أخذنا قولهم وقمنا بدراسته..) لا حجة لهم فيه إذ لم يثبت بدليل ، و لا نسلمه ، هذا من ناحية ،
- 2 – و من ناحية أخرى حجتهم تلك حجة داحضة حسا و مشاهدة ، و يبطلها الواقع المشهود ،
- فاختلاف الأفراد في الطباع و الصفات الشخصية و الخلقية – بضم الخاء – من ذوي " البرج " الواحد أمر محسوس و معلوم ، لا ينكره أحد ،
- و اختلاف الطباع و الصفات الشخصية مع وحدة " البرج " ينفي أي تأثير " للبرج " في تلك الصفات و الطباع ،
- فلو صح القول بذلك التأثير لتوحدت صفات و طباع كل الأفراد المولودين في " البرج " الواحد ، و هو ما لم يقع أبدا و قطعا ، فبطل ذلك القول بالتأثير.

- 3 – و أما قياسهم على صيام الأيام البيض : فلا وجه للقياس بأي حال ، لعدم وجود العلة الجامعة بينهما ، و المماري عليه الدليل ،

- 4 – كما اعتلوا بعلة لم يثبت بها نص ، و لم يقم عليها دليل ،
- فما قولهم و تعليلهم للصيام الوارد في الأحاديث التالية :
- ما رواه أصحاب السنن و صححه ابن خزيمة من حديث ابن مسعود " أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصوم ثلاثة أيام من غرة كل شهر " ،
- و ما روى أبو داود و النسائي من حديث حفصة " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام : الإثنين و الخميس و الإثنين من الجمعة الأخرى "،
- و ما أخرجه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ما يبالي من أي الشهر صام "
- ذكرهم ابن حجر في " الفتح " - ؟

- 5 – و أما تعللهم و تعلقهم بما نسب لابن حزم : فلا حجة لهم فيه لما احتجوا له ، فقوله : ( ولدت .....بطالع العقرب ...)
لا يستفاد منه اهتمامه به ، و إنما هو ذكر لزمن مولده .
- و " العقرب " – على ما ذكر المفسرون – أحد بروج السماء الإثنى عشر ، و هي منازل الكواكب و الشمس و القمر . يسير القمر في كل برج منها يومين و ثلث يوم ، فذلك ثمانية و عشرون يوما ، ثم يستسر ليلتين ، و تسير الشمس في كل برج منها شهرا . هذا ما ذكره القرطبي في تفسيره سورة " البروج " حكاية عن أبي عبيدة و يحيى بن سلام - على ما كان معروفا فى زمنهم .
- - فذكره ( طالع العقرب ) هو ذكر لزمن مولده مثل بقية ما ذكر . هذا على تقدير صحة النقل و العزو ، و إن كنت أشك فيه لذكر " نوفمبر " فهذا لم يكن معهودا لديهم ، و لعله لم يكن معروفا حينئذ أيضا ، و هذا لا يعنينا .

و أما قولهم : (وبدراسة شخصيته [ يعني ابن حزم ] نجد فيه العديد من صفات مواليد هذا البرج ) فقول متهافت ، و مقتضاه أن كل مواليد هذا البرج لهم صفات شخصية واحدة أو متماثلة ، و هذا لغو باطل ،
و لعل هذا هو مقصدهم من اختياره و ضربه مثلا لما يزعمون مما لا نعلم مرادهم منه .

*******************************
و على أي حال فقد بينّا بطلان القول بتأثير " الأبراج " في صفات و شخصية الإنسان ، وعليه فالقول بجوازه باطل ، و ما بني على باطل فهو باطل بلا ريب .
*و زعمهم هذا هو للتحايل لإشاعة الدجل و الخرافة ، فلا أحد من المخدوعين المهووسين بقراءة " الطالع " ومعرفة ما تشير إليه " الأبراج " يطالعها ليعرف منها صفاته الشخصية و طباعه – فهو أدرى بنفسه – و إنما يقصدونها كهانة و رجما بالغيب .