المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنبيه حقائق هامة عن الإرهاب والإرهابيين من كلام أكابر علماء الغرب (1)



خالد المرسي
09-22-2011, 02:15 AM
هذا كلام لأكابر علماء الاجتماع والسياسة الغربيين يؤكد أن الارهاب لا دين ولا وطن له وأنه ظاهرة إنسانية لا إسلامية تظهر حيثما وُجدت أسبابها الحتمية، ونحن قد سمعنا علماءنا يؤكدون هذا المعنى كثيرا ورأينا ما يدل عليه دلالة قاطعة من حوادث التاريخ القديم والحديث أن الارهاب ليس مختصا بأهل الاسلام لا في وقت سابق ولا حتى في هذا الوقت المعاصر الذي لو صح اختصاص الارهاب بأهل الاسلام لربما التُمس لهم العذر وقيل أنه رد فعل طبيعي في مقابل الارهاب الغربي الشنيع في بلاد الاسلام، ورغم ذلك سنجد من الاعترافات الآتية ما يدل أن الارهاب ليس مختصا بأهل الاسلام حتى في هذه الأوقات الحالية. وأعتقد أننا في حاجة ملحة لتسجيل مثل هذه الاعترافات والإستشهاد بها لأنها واردة من داخل المجتمعات الغربية وعلى لسان أكابر علماءهم ومفكريهم السياسيين وغيرهم ( وهم أدرى بواقع مجتمعاتهم وما يحدث فيها دون غيرهم ) ولأنه ربما لم يصدق بعض الناس هذه الاعترافات إذا وردت من علماء الاسلام بحجة أن المتهم في العادة ينفي التهمة عن نفسه.

فضروري جدا أن نحرص على معرفة الحقائق من طرقها العلمية الموضوعية التي لا تدع مجالا للشبهات.

كتب "جان بوديار( كاتب وفيلسوف وعالم اجتماع فرنسي) بعد شهر ونيف من حدث 11 سبتمبر 2001، مقالا في صحيفة اللومند بعنوان " روح الارهاب"، وهذا المقال أثار حوارًا ونقاشًا عاصفين في الأوساط الثقافية والسياسية الفرنسية. وطبعته الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن مشروع مكتبة الأسرة عام 2010 مع مقالين للكاتب في كتاب واحد بعنوان" روح الارهاب" ترجمة "بدر الدين عروكي".

و"جان بوديار" يرى في مقاله أن أي نظام يسعى للعولمة والهيمنة على العالم يكون قد خلق ضدَّه الارهابي بشكل آلي ولا علاقة لهذا بدين ولا استراتيجية، ومن فقراته في المقال قوله: " ليس ذلك إذن صدمة حضارات ولا صدمة أديان، كما أنه يتجاوز الإسلام وأمريكا اللذين نحاول تركيز الصراع بينهما كي ما نمنح أنفسنا وهم صراع مرئي وحلٍّ يتم بالقوة. إنها فعلاً خصومة أساسية، لكنها تشير عبر شبح أمريكا( التي ربما هي المركز الأساسي لكنها ليست تجسيد العولمة لوحدها) وعبر شبح الاسلام( الذي هو الآخر ليس تجسيد الإرهاب)، إلى العولمة المنتصرة في صراعها مع ذاتها"، ومن قوله أيضا:" إنها الحرب التي تلازم كل نظام عالمي، كل سيطرة مهيمنة – ولو كان الإسلام يسيطر على العالم لوقف الإرهاب ضد الإسلام . ذلك لأن العالم نفسه هو الذي يقاوم العولمة".

ولا يفوتنا هنا التنبيه على أنه الى الآن لا يوجد دليل واضح يدين " تنظيم القاعدة" في هذه الأحداث ، بل هناك كثير من المؤلفات والبحوث والدراسات تطعن في هذا الاتهام وكلها تستند إلى أدلة وبراهين بحيث تجعل القارئ أكثر اقتناعا بافتعال أمريكا لهذه الأحداث ويمكن مراجعة ما كتبه الدكتور مصطفى حلمي عن بعض هذه المؤلفات في خواطره على كتاب الاسلام بين الشرق والغرب لعلي عزت بيجوفتش).

ويقول "نسيم نيكولاس طالب": ( وهو الذي أطَّر نظرية سياسية تُسمى ب" البجعة السوداء" Black swan في كتابه" البجعة السوداء" والذي أصدر طبعته الأولى في عام 2007، قبل أن ينقحه ويكمله في طبعة ثانية عام 2010، وهذه النظرية من أهم وأحدث النظريات في تحليل السياسة الدولية وتلقى اهتمامًا واسعا في الأوساط السياسية العالمية يقول في كتابه سالف الذكر" عندما تبين للباحثين أن من ينفذون العمليات الانتحارية هم غير عقائديين، وغير متعلمين، وينتمون للطبقة الوسطى، كان من الصعب إدخال هذه المعلومة في الصورة التي لدينا عن الإرهابيين" والنص منقول من ملحق مجلة السياسة الدولية الصادرة عن مركز الأهرام للسياسة والدراسات الاستراتيجية عدد يوليو 2011.

خالد المرسي
09-22-2011, 02:17 AM
حقائق هامة عن الإرهاب والإرهابيين من كلام أكابر علماء الغرب (2)
أمريكا رائدة الإرهاب

يقول " جان بوديار" في كتابه الذي أتينا على ذكره في المقال الأول أثناء تحليله لغزو أمريكا العراق: أن أمريكا تستخدم مع الدول الأخرى أسلوب الإرهاب الوقائي ومعناه عندهم هو القبض على المجرم قبل أن يقوم بجرمه وقبل أن يثبت ما يدينه أصلا بل بمجرد التخييلات والأوهام ففي إحدى فقرات المقال يقول ما نص ترجمته" وهذا – يشير الى ما سبق من معنى الارهاب الوقائي – هو على وجه التدقيق سيناريو حرب العراق: القضاء على فعل الجريمة القادم في مهده ( استخدام صدام لأسلحة الدمار الشامل). والسؤال الذي يطرح نفسه بصورة لا تُقاوَم، هو: هل كانت الجريمة المفترضة سترتكب؟ لن نعرف شيئا عن ذلك أبدا مادام قد تم استدراكها.( صدام بلا أهمية. ) لكن ما يرتسم عبرها، هو تفكيك برمجة آلي لكل ما يمكن أن يحدث، شكلٌ من الوقاية على المستوى العالمي، لا من كل جريمة فحسب بل من كل حدث يمكن أن يشوش نظامًا عالميا يعتبر مهيمنا. إجتثاث الشر في كل أشكاله، اجتثاث العدو الذي لم يعد له وجود بوصفه كذلك ( يتم استئصاله لكل بساطة)، اجتثاث الموت تصير" صفر من الموتى " لا زمة للأمن العام. مبدأ حقيقيًا في التنظيف والتحذير و( منع الضلال)، ولكن دون توازن الارهاب. هذا الردع بلا حرب باردة، هذا الإرهاب بلا توازن، هذه الوقاية القاسية باسم الأمن سيصير استراتيجية كونية." وبالطبع فكلامه هذا كان إثر غزو العراق لأمريكا قبل أن يثبت أن العراق كانت خلوا من أي أسلحة وكانت أمريكا تعلم بذلك كما يقول كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المسئول عن التفتيش الدولي وملف العراق النووي، ويقول" جان بوديار" في فقرة أخرى :" ولكن ما هي حينئذ الاستراتيجية الأخيرة أو على الأقل النتيجة الموضوعية لهذا الابتزاز الوقائي؟ إنها ليست توقع الجريمة، وإقامة الخير، وتصحيح مسار العالم اللاعقلاني. حتى النفط والاعتبارات الجغرافية الاستراتيجية المباشرة ليست الأسباب الأخيرة. إن السبب النهائي هو إقامة النظام الأمني، تحييدٌ عامٌ للشعوب على قاعدة لا حدث نهائي. نهاية التاريخ بمعنى ما، ولكن لا تحت علامة الليبرالية المنتصرة على الإطلاق ولا الإنجاز الديمقراطي كما هو الأمر لدى فوكوياما – بل على قاعدة إرهاب وقائي يضع حدًا لكل حدث ممكن.".

ويقول علماء السياسة في تحليل وتفسير هذه العقلية الغربية أنه: بعد الحروب العالمية الثانية وما أملتها من ظروف سياسية معينة ظهر في أمريكا ميدان بحثي يُسمى ب " ميدان دراسات الشخصية القومية" وتولت هيئات بحثية متخصصة بالعمل في هذا الميدان وهدفه هو إعداد دراسات حول المقومات الرئيسية التي تميز الشعوب وتعبر عن الطابع العام لمجتمع ما، ونتجت عن هذه الدراسات إعتقادٌ بأن بعض الشعوب لها طابع عدواني أو ثقافة قومية عدوانية ، وهذا الطابع يشكّل في إعتقاد هذه الهيئات أنه " القوة الرئيسية المحركة للصراعات والحروب الدولية" وعلى ذلك يرى هذا الاتجاه ضرورة مواجهة تلك الأمم ومحاصرتها كوسيلة فعالة للحيلولة دون تفجر الحرب نفسها ، وبما أنه لا يمكن القول بوجود اتفاق دولي عام حول وصف بعض الشخصيات القومية بالميل إلى العدوان؛ فالأمر كله يتوقف على الاتجاه العقائدي أو السياسي أو القومي لمن يقوم بتصنيف الدول إلى مجموعات عدوانية وأخرى محبة للسلام" منقول بتصرف من دراسة بعناون "الاتجاهات المعاصرة في جدراسة الثقافة السياسية" للدكتور عبد السلام علي نوير" وفي هامش هذا الكلام يشير الدكتور لمراجع هامة فيقول" د . منير بدوي، تحليل الصراع الدولي، في: د. علي الدين هلال ود. محمود إسماعيل ( محررين)، اتجاهات حديثة في علم السياسة، القاهرة: اللجنة العلمية للعلوم السياسية والادارة العامة بالمجلس الأعلى للجامعات 1999،ص 384.

وفي هذا الصدد يعتبر" ويلسون" كتابات هنتجتون حول الإسلام وتهديده للغرب من أبرز الأمثلة في مجال تحليل الشخصية القومية أو السمات الاجتماعية لشعب ما. انظر : Wilson: op cit pp254-255"