المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتنة القرامطة وإلحادهم في الحرم



سليلة الغرباء
09-25-2011, 10:52 AM
فتنة القرمطة وإلحادهم في الحرم


وتغييبهم للحجر الأسود عن الكعبة الشريفة
إلى البحرين لمدة إثنتين وعشرين سنة(22سنة



الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد إن الذي يقلب صفحات التاريخ يرى عبرا وأي عبر لمن نظر فيها واعتبر وتأمل وتفكر حوادث عظـام وبلايا ورزايا جسام وما نزل بأمـة الإسلام، محـن وإحـن، وحروب وفتن، نكت غريبـة ووقائع عجيبة،انتقيتها ليسهل الإطلاع عليها، وعلى الله قصد السبيل وعليه التكلان، ولاحول ولا قوة إلاٌ بالله

ومن وعى التاريخ في صدره*** أضاف أعماراً إلى عُمْـره

هذه الحادثة المؤلمة التي ستقرؤها سطرها أئمة كبار محدثين وحفاظ أمثال الحافظ ابن الجوزي في منتظمه والحافظ الذهبي كما في السير وتاريخ الإسلام وابن كثير في البداية والنهاية والحافظ السيوطي في تاريخ الخلفاء وغيرهم وإليك تفاصيل هذه الحادثة:

في سنــة 317 ه وفي الأشهر الحرم، وفي أعظم المواسم موسم الحج المبارك، توافدت الركوب هناك، من كلٌ مكان وجانب وفج،-وقد سيّرالخليفة المقتدر بالله أبو الفضل ركب الحاج مع منصور الديلمي فوصلوا إلى مكة سالمين فما شعروا، إلاٌ بالقرمطي قد خرج عليهم، في جماعته-في سبعمائة راكب- يوم التروية،فانتهب أموالهم واستباح قتالهم، فقتل فـي رحاب مكة، وشعابها، وفي المسجد الحرام، وفي جوف الكعبة، من الحجاج خلقاً كثيراً،ولم يقف أحد منهم بعرفة ذلك اليوم وجلس أميرهم، أبو طاهر سليمان ابن أبي سعيد الحسين الجنابي ـ لعنه الله ـ على باب الكعبة، والرجال تصرع حوله، والسيوف تعمل في الناس، في المسجد الحرام، في الشهر الحرام، في يوم التروية، الذي هو من أشرف الأيام، وهو يقول: أنا الله وبالله، أنا أنا أخلق الخلق، وأفنيتهم أنا فكان الناس يفرون منهم فيتعلقون بأستار الكعبة، فلا يجدي ذلك عنهم شيئاً بل يقتلون، وهم كذلك، ويطوفون، فيقتلون في الطواف، وقد كان بعض أهل الحديث، يومئذ يطوف، فلما قضى طوافه، أخذته السيوف، فلمٌا وجب، أنشد وهو كذلك.

ترى المحبين صرعى في ديارهم * كفتية الكهف لايدرون كم لبثوا

فلمٌا قضى القرمطي -لعنه الله- وفعل، ما فعل بالحجيج، من الأفاعيل القبيحة قتل في المسجد أزيد من ألف ثم أمر أن تدفن القتلى في بئر زمزم، حتى ردمت ودفن كثيراً منهم، في أماكنهم من الحرم وفي المسجد الحرام، ويا حبذا تلك القتلة وتلك الضجعـة، وذلك المدفن والمكان، ومع هذا لم يغسلوا، ولم يكفنوا، ولم يصلٌ عليهم لأنهم محرمون، شهداء في نفس الأمر، وهدم قبـة زمزم، وأمر بقلع باب الكعبة، ونزع كسوتها عنها، وشققها بين أصحابه، وأمر رجلاً أن يصعد إلى ميزاب الكعبة، فيقتلعه، فسقط على أم رأسه،فمات إلى النار فعند ذلك انكفٌ الخبيث عن الميزاب ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود،-بعد أن ضربه بدبوس فكسره فجاءه رجل، فضربه-أي الخبيث- بمثقل في يده- أي بذلك الدبوس- وقال أين الطير الأبابيل ؟ أين الحجارة من سجيل ثم قلع الحجر الأسود، وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عندهم، اثنتين وعشرين،حتى ردوه في سنـــة339ه- فإنا لله وإنا إليه راجعون. وممن ساعدهم على هذا الفعل الشنيع الخليفة المهدي عبيد الله أبو محمد(ت 322هـ) أول من قام من الخلفاء الخوارج العبيدية الباطنية ببلاد المغرب الذين قلبوا الإسلام وأعلنوا بالرفض حيث كان هذا الشقي يكاتبهم ويحرضهم قاتله الله

ولما رجع القرمطي إلى بلاده، ومعه الحجر الأسود، وتبعه أمير مكة، هو وأهل بيته، وجنده، وسأله وتشفع إليه، أن يردٌ الحجر الأسود، ليوضع فـي مكانه، وبذل له جميع ماعنده من الأموال، فلم يلتفت إليه، فقاتله أمير مكة، فقتله القرمطي، وقتل أكثر أهل بيته وأهل مكة وجنده، واستمر ذاهباً إلى بلاده، ومعه الحجر، وأموال الحجيج، وقد ألحد هذا اللعين في المسجد الحرام إلحاداً، لم يسبقه إليه أحد، ولا يلحقه فيه، وسيجازيه على ذلك الذي <<لايعذب عذابه أحد، ولا يوثق وثاقه أحد >> وإنما حمل هؤلاء على هذا الصنيع، أنهم كفار زنادقة، وقد كانوا ممالئين للفاطميين وقد أسر بعض أهل الحديث، فـي أيدي القرامطة، فمكث في أيديهم مدة، ثمٌ فرج الله عنه، وكان يحكي عنهم عجائب، من قلة عقولهم وعدم دينهم، وأن الذي أسره كان يستخدمه في أشق الخدمة، وأشدها، وكان يعربد عليه إذا سكر فقال لي ذات ليلة، وهو سكران: ما تقول في محمدكم ؟ فقلت لا أدري، فقال: كان سائساً ثم قال: ما تقول في أبي بكر؟ فقلت لا أدري، فقال: كان ضعيفاً مهيناً، وكان عمر فضاً غليظاً، وكان عثمان جاهلاً أحمق وكان علي ممخرق، ... فلما كان من الغد قال: لاتخبر بهذا الذي قلت لك أحداً .

نكـت و فوائد جليلـة

01- روى ابن الجوزي في منتظمه، عن بعضهم أنه قال: كنت في المسجد الحرام، يوم التروية، في مكان الطواف، فحمل على رجل كان إلى جانبي، فقتله القرمطي، ثم قال: ياحمير، ـ ورفع صوته بذلك ـ أليس قلتم في بيتكم هذا<< ومن دخله كان آمناً >> فأين الأمن ؟ قال: فقلت له: أسمع جوابك قال: نعم، قلت: إنما أراد الله فأمنوه، قال فثنى رأس فرسه وانصرف .

.02- وقد سأل بعضهم هاهنا سؤالاً فقال: قد أحلّ الله سبحانه بأصحاب الفـيل ـ وكانوا نصارى ـ ما ذكره في كتابه، ولم يفعلوا بمكة شيئاً مما فعله هؤلاء، ومعلوم أن القرامطة شر من اليهود والنصارى والمجوس، بل ومن عبدة الأصنام، وأنهم فعلوا بمكة، مالم يفعله أحد فهلاٌ عوجلوا بالعذاب والعقوبة، كما عوجل أصحاب الفيل ؟ وقد أجيب عن ذلك، بأن أصحاب الفيـل إنما عوقبوا، إظهاراً لشرف البيت، ولما يراد به من التشريف العظيم بإرسال النبي الكريم من البلد الذي فيه البيت الحرام، فلما أرادوا إهانة هذه البقعة، التي يراد تشريفها، وإرسال الرسول منها، أهلكهم سريعاً عاجلاً، ولم يكن شرائع مقررة، تدلٌ على فضله، فلو دخلوه وأخربوه لأنكرت القلوب فضله، وأما هؤلاء القرامطة فإنما فعلوا ما فعلوا، بعد تقرير الشرائع، وتمهيد القواعد والعلم بالضرورة من دين الله، بشرف مكة والكعبة، وكل مؤمن يعلم أن هؤلاء قد ألحدوا في الحرم إلحاداً بالغاً عظيماً، وأنهم الملحدين الكافرين، بما تبين من كتاب الله، وسنة رسوله، فلهذا، لم يحتج الحال على معاجلتهم بالعقوبة، بل أخرهم الرب تعالى، ليوم تشخص فيه الأبصار، والله سبحانه، يمهل، ويملي، ويستدرج، ثم يأخذ أخذ عزيز مقتدر.كما قال النبي صلى الله عليه وسلم،:<< إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ قوله تعالى : << ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون....>>وقال:<<لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد....>>

03- ذكر عمر بن الحسين الخرقي ـ وكان من سادات الفقهاء والعباد، كثير الفضائل والعبادة ـ في مختصره في فقه الحنابلة في باب الحج قال: << ويأتي الحجر الأسود، ويقبله إن كان هناك .وإنما قال ذلك، لأن تصنيفه لهذا الكتاب، كان والحجر الأسود، قد أخذته القرامطة.وقد توفي رحمه الله قبل استرداد الحجر بخمس سنين إذ أن وفاته كانت سنة 334ه وأعيد الحجر سنة 339ه كما سيأتي.

04- ومن العلماء ممن قتلته القرامطة الشهيد الحافظ أبو الفضل محمد بن أبي الحسين بن محمد بن عثمان الهروي وكان من الثقات الأثبات الحفاظ المتقنين قتلوه يوم التروية رحمه الله وأكرم مثواه قال الحاكم: سمعت بكير بن أحمد الحداد بمكة يقول: كأني انظر إلى الحافظ محمد بن أبي الحسين وقد أخذته السيوف وهو متعلق بيديه جميعا بحلقتي الباب حتى سقط رأسه على عتبة الكعبة...)) وقتل معه أخوه المحدث أبو نصر أحمد.رحمهم الله

05ـ قال محمد بن الربيع بن سليمان: كنت بمكة سنة القرامطة فصعد رجل لقلع الميزاب وأنا أراه فعيل صبري وقلت: يا رب ما أحلمك، فسقط الرجل على دماغه فمات....ولم يفلح أبو طاهر القرمطي بعدها، وتقطع جسده بالجدري.

06- وفي سنة 339هفي شهر ذي القعدة في خلافة المطيع رد الحجر الأسود المكي إلى مكانه وكتب أخو أبي طاهر كتابا فيه: إنا أخذنا هذا الحجر، بأمر وقد رددنه بأمر من أمرنا بأخده، ليتم حج الناس ومناسكهم .07- كانت مدة مغايبته عنده ثنتين وعشرين سنة- 22- ففرح المسلمون - بإرجاعه- لذلك فرحاً شديداًً ولله الحمد والمنة.

08- لما أعيد الحجر إلى موضعه، جعل له طوق فضة يشدّ به، وزنه ثلاثة آلاف وسبعمائة وسبعة وستون درهما ونصف

09- قال محمد بن نافع الخزاعي:تأملت الحجر الأسود وهو مقلوع فإذا السواد في رأسه فقط وسائره أبيض وطوله قدر عظم الذراع. 10- ذكر غير واحد، أن القرامطة، لما أخذوه حملوه على عدة جمال، فعطبت تحته، واعترى أسنمتها القرح، ولمٌا ردوه، حمله قعود واحد، ولم يصبه أذىً.وفي تاريخ الخلفاء ص: 304 أنهم لما أخذوه هلك تحته أربعون جملاً من مكة إلى هجر، فلما أعيد حمل على قعود هزيل فسمن.)) إهـ

كأنك لم تسمع بأخبار من مضى*** ولم تدري في الباقين ما يصنع الدهر

فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم*** محاها مجال الريح بعدك والقبر

قيده ببناه أبو معاذ عبد الرحمن الإمام



هديتي لكم :

ياااااااااااااااااااااااااأهل السنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:


الشيـــــــــــــــــــعة .......................


http://www.youtube.com/watch?v=_BlFyAy0wjo&feature=player_embedded

سعادة
09-25-2011, 11:42 AM
01- روى ابن الجوزي في منتظمه، عن بعضهم أنه قال: كنت في المسجد الحرام، يوم التروية، في مكان الطواف، فحمل على رجل كان إلى جانبي، فقتله القرمطي، ثم قال: ياحمير، ـ ورفع صوته بذلك ـ أليس قلتم في بيتكم هذا<< ومن دخله كان آمناً >> فأين الأمن ؟ قال: فقلت له: أسمع جوابك قال: نعم، قلت: إنما أراد الله فأمنوه، قال فثنى رأس فرسه وانصرف .
عفوا اختي هلا شرحتي لنا فقد اشكل الامر علي.

هشام بن الزبير
09-25-2011, 01:58 PM
أستأذنك أختي الفاضلة سليلة الغرباء وبارك الله في موضوعك.
أختي سعادة:
إن الخبر في القرآن قد يأتي بمعنى الأمر, كمثل قوله تعالى: { الرجال قوامون على النساء } (النساء:43)، فهذا أمر في صورة الخبر. فالآية تأمر الرجال بالقيام على أمر النساء ورعاية حقوقهن.
ونظير ذلك الآية التي لم يفهم معناها القرمطي الملحد, فإنما معناها الأمر بتأمين من دخل الحرم, وقد روي هذا التفسير عن بن عباس وبن عمر.
وقريب من هذا المعنى قول الله تعالى: { أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين } (البقرة:114) فمعنى ذلك الأمر بإخافتهم وجهادهم لا الإخبار عن تلبسهم الدائم بحال الخوف عند دخولهم المساجد.
ولو لم يكن بين أيدينا إلا شواهد الواقع لعلمنا أن المراد من هذه الآيات ونحوها الأمر لا الإخبار, فإن القرآن أصدق الحديث ونحن نرى من يلحد في الحرم وينتهك حرمات المساجد, فتؤيد هذه الوقائع فهم السلف لهذه الآيات ولا تناقضه.

سعادة
09-26-2011, 08:18 AM
أستأذنك أختي الفاضلة سليلة الغرباء وبارك الله في موضوعك.
أختي سعادة:
إن الخبر في القرآن قد يأتي بمعنى الأمر, كمثل قوله تعالى: { الرجال قوامون على النساء } (النساء:43)، فهذا أمر في صورة الخبر. فالآية تأمر الرجال بالقيام على أمر النساء ورعاية حقوقهن.
ونظير ذلك الآية التي لم يفهم معناها القرمطي الملحد, فإنما معناها الأمر بتأمين من دخل الحرم, وقد روي هذا التفسير عن بن عباس وبن عمر.
وقريب من هذا المعنى قول الله تعالى: { أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين } (البقرة:114) فمعنى ذلك الأمر بإخافتهم وجهادهم لا الإخبار عن تلبسهم الدائم بحال الخوف عند دخولهم المساجد.
ولو لم يكن بين أيدينا إلا شواهد الواقع لعلمنا أن المراد من هذه الآيات ونحوها الأمر لا الإخبار, فإن القرآن أصدق الحديث ونحن نرى من يلحد في الحرم وينتهك حرمات المساجد, فتؤيد هذه الوقائع فهم السلف لهذه الآيات ولا تناقضه.
جزاكم الله خير ,معلومات قيمة ومهمة جدا

عَرَبِيّة
09-26-2011, 03:55 PM
بارك الله فيكم ونفّع بكم .

سليلة الغرباء
09-27-2011, 08:41 AM
بارك الله فيكم جميعا على التعقيب والتعليقات

وجزاك خيرا اخي هشام على توضيح ما ارادت الأخت سعادة فهمه

وعلى ما أفهم فهو تحد أحمق من القرمطي الأحمق الجاهل لله وقدرات رب العزة في إهلاكه فورا لحظة تعديه وهو لا يعلم أن الله قد اهلكه منذ مد يده وتعدى بهذا التعدي السافل ................