المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إسقاط قناع الضمير المستقل عند الملاحدة وأن الأخلاق لا تحتاج إلى دين يهذبها



elserdap
11-11-2005, 10:10 PM
يدعي الملاحدة أن الضمير المستقل يكفي لكبح جماح الشهوات ... وأن الدين يقوم على معاقبة الظالم ومجازاة المحسن .. ويعتبرون أن الضمير المستقل للإنسان كفيل بذلك بدون ترهيب او ترغيب

الضمير المستقل هو الذي يكون الوازع الأخلاقي لديه ذاتي...

يقول علماء النفس أن الضمير المستقل في الجنس البشري لا تتعدى نسبته واحد على الألف بل وغالبية هذه النسبة يكون الضمير المستقل لديها بسبب دوافع إجتماعية .....

بل في أعظم الأبحاث والمراجع العلمية (allen&santrock )
يعتبرون العقاب هو المانع الوحيد للدوافع وحيل التوافق .....
بل ولا يذكر شيء بخصوص الضمير المستقل لأن نسبته لا يتم التعويل عليها في التشريعات ......

بل وفي أحد التعريفات الشهيرة للباعث incentive
يعتبرونه قوة بيولوجية نفسية داخل الفرد تستحثه على القيام بنشاط معين لإشباع أو إرضاء رغبة محدده كما أن هذه القوة تستمر في دفع الفرد وتوجيه سلوكه حتى يُشبع رغبته هذه ...
وطبعا القوة البيولوجية تشمل جميع أنواع الشهوات ....

والشهوة امام الدافع والحاجة والتوتر والحافز والمثير تتحول إلى فيضان كاسح .......

وأنا يمكنني القول أن القيود التي وضعها الإسلام على الشهوات والغرائز وشطحات وهلاوس الفكر الفاسد أشبه ما تكون بتهدئة ذلك الفيضان المدمر وتحويله إلى قنوات محكمة وترع منظمة ومواعيد معلومة وبهذه الوسيلة تتحول الصحاري إلى حقول زاهرة وترتقب منها الجني الحلو من الحبوب والفواكه كذلك الإسلام في تعامله مع الغزائز الإنسانية فإنه لا يحرقها ويحولها إلى صحاري جرداء قاحلة ولا يتركها على فيضانها وتدافعها المخيف بل ينظمها ويحول الإنطلاق الفوضوي إلى إنسياب دقيق رقيق فقد حرم الله الزنا وأحل الزواج ... حرم الربا وأحل البيع وهكذا ....

هذا على مستوى الأفراد أما على مستوى الأمم والمجتمعات .....

فإن الدول الدكتاتورية تضخم جانب السلبية في المجتمع لتضمن السيطرة الكاملة على كل تصرف من تصرفات الشعب محافِظة على سلطانها الدكتاتوري ...والدول الفردية الديموقراطية تبالغ في تضخيم جانب الإيجابية إلى درجة تبيح إستغلال الفرد القوي لغيره من الناس استغلالا ظالما كما تبيح ما يسمونه الحريات الشخصية إلى حد يثير الفوضى ... ولقد نَفَذ الإسلام إلى هذين الخيطين المتقابلين فصحح معيارهما بهمة فريدة تضع كل شيء في نصابه الحق فتبدو الأمور طبيعية منطقية لا عوج فيها ولا انحراف .....

هكذا كان لابد من دخول الدين في حياة الأفراد والأمم والمجتمعات

نقطة أخرى خطيرة تتعلق بما يستجد من أمور وما دخل الدين فيها بخصوص الأخلاق كالتهور في قيادة السيارات وشرب المخدرات وغيره مما لم يأتي فيه نص صريح ......

الدين الإسلامي وضع نصوصا مطلقة شمولية تحدد الإطار العام وتهذب الإتجاه الإنساني عموما في تعامله مع معطيات الحياة
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( لا ضرر ولا ضرار ..)
وقال في حديث آخر ( الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس ...)

إنها أُطر عامة تهذب حياة الناس وتبين لهم الطريق .....
لكن في المقابل لو تصورنا مجتمعا يقوم على المادية البحتة وعلى ما آلت إليه خبرات الناس فإنه الهلاك لا محالة ... وها هو اعتراف زوجة العالم الشهير كارل ساغان عندما قالت ما المانع من الإجهاض إذا كان قبل الشهر التاسع فهو لم يصر آدميا بعد وطبعا القذرة تشير إلى أن الإنسان في هذه المرحلة حيوان تبعا لنظريات التطور الحقيرة .....

إنها تتكلم بالمادية البحتة وبما آلت إليه خبرات الناس فتجيز قتل الأطفال والأجنة ... هكذا عندما يحكم العبث في حياة الناس { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (50) سورة المائدة ........

بل وليست الداروينية العنصرية منا ببعيد وهي التي جعلت الجنس الآري الألماني يدخل حربا عالمية يروح ضحيتها 55 مليون شخص بإسم العنصرية والجنس الأرقى ....

هكذا صار العالم عندما حكمت المادة في حياة الناس ... رعب وقلق وخوف وتوتر.... فقدنا الأمان عندما نفقدنا الدين وصدق الله {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} (82) سورة الأنعام............


ثم ما المانع من المقابل المادي لترك الشهوات ...؟؟؟؟؟؟ ما المانع من ذلك .....بل أليس هو عين العدل والرحمة ...!!!!!!
إن العقل لا يدل على استحالة ذلك . بل يدل على جوازه إذ ليس في ذلك إلا أن الذي خلقنا أول مرة ومكننا أن نتعنم نعيما محسوسا ونتألم ألما محسوسا قادر على أن يعيدنا بعد ان يفنينا كما بدأنا ..فإن الإعادة إنما هي خلق ثان ومن قدر على الخلق الأول قدر على الخلق الثاني وهذا معلوم بنفسه ليس من قبيل الممتنع .. ولكن الناس بآيات الله يجحدون .....!!!!!!!!!!


ففي غياب العقاب وفي غياب الجزاء يتحول الإنسان إلى الحياة البهيمية لا محالة ... وأذكرأن الشيخ محمد اسماعيل المقدم قال في أحد أشرطته أنه عندما كان يحاور إنجليزيا فقال له الشيخ لكن أليست هذه أفعال حيوانات قال ساعتها الإنجليزي أولسنا نحن حيوانات ..... إن الطابع المادي قد صهر العقول وبالبعد عن منبع الطهر والنقاء الديني يتحول الإنسان إلى حياة بهيمية لا محالة وهذا ما حذرنا منه الله سبحانه وتعالى حذرنا من حياة الأنعام ... وها هي أوربا وأمريكا تنكصان على أعقابهما وتتحولان إلى بيت دعارة كبير لممارسة جميع أنواع الشذوذ الجنسي والفكري .. وهذا عين ما حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لن تقوم الساعة إلا والناس يتهارجون كما تتهارج الحمر يمارسون الدناءة والحقارة كما الحمير في الطرقات لا يبالون بأحد فعليهم تقوم الساعة(ويبقى شرار الناس ؛ يتهارجون فيها تهارج الحمر ؛ فعليهم تقوم الساعة). والحديث في صحيح الإمام مسلم وخرجه الإمام الألباني في الصحيحة برقم 1780....( يتسافدون و يتهارجون : أي يجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير ، ولا يكترثون لذلك . والهرج : الجماع ؛ يقال هرج زوجته ؛ أي : جامعها )

أليس هذا هو عين ما صارت إليه اوربا وأمريكا الآن ..... أليس هذا عين ما يريدون أن يسحبوا العالم الإسلامي إليه ....!!!!!!

لن ينقذنا من هذا التيه والخوف والضياع الخلقي والفكري إلا العودة الراشدة إلى ما فيه صلاح دنيانا وآخرتنا وصدق الله {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} (82) سورة الأنعام

الفرصة الأخيرة
11-28-2005, 12:29 AM
جزاكم الله خيرًا

اخت مسلمة
11-29-2005, 12:29 AM
مقالك جميل اخي
بارك الله فيك , تعسوا هؤلاء الله خلق الخلق وهو اعلم بما يحميهم ومايضرهم
ومايكبحهم ومايطلقهم كوحوش ,
(( الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ))
تحياتي

عمر الأنصاري
03-31-2008, 05:46 PM
جزاك الله خيرا أستاذنا سرداب

راشد بن أحمد الراشد
07-02-2008, 11:18 AM
جزاك الله خيرا .

مهاجر
07-02-2008, 06:41 PM
جزاك الله خيرا

مسلمة84
07-03-2008, 01:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما مكان الفطرة من الموضوع؟
أليست الفطرة هي الهيئة التي خلق عليها الإنسان ،والتي لو استمر بها دون تغيير لآثر الحق على الباطل؟
كيف نجمع بين الأمرين؟
أفيدوني