المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان "إفصاح خاطف" عن بعض ما ظهر لي بشأن اصل البشر والكائنات شبه البشرية.



عبدالله الشهري
09-26-2011, 02:51 AM
أشكل على كثيرٍ من المؤمنين بالخلق الخاص ما يخرجه علم الإحاثة كل فترة وحين من أدلة على وجود كائنات "شبه بشريه"، بعضها أصل لإنسان اليوم، هكذا يقولون، وبعضها يوازي انحدار سلالته ولكن يلتقون معه في "جد أعلى"، وبغض النظر عن رأيي التفصيلي في الموضوع - إذ لو شرعت في شيء من التفصيل لرأيت من الواجب عليّ الإكمال إلى آخر لحظة ، ولست لهذا الآن - فإني أشير إشارة لخلاصة جزء يسير مما تحصل لدي في مشوار التأمل والتحليل لنظرية أصل الإنسان. هذه الخلاصة على شكل نقاط موجزة:

* قرأت كتب دارون و بعض أمهات كتب الإحاثة والتطور التجريبية قراءة فاحصة عميقة طويلة - وقد اجتمع عندي ملاحظات حرجة أدعو الله أن ييسر تقييدها في المنتدى بما يليق - ثم قرأت آيات الخلق وتأملتها قدر ما وسعني التأمل: لغةً وعقلاً ونقلاً، فتحصل لدي - وإن كانت هذه بديهة بسيطة عند كثير من المؤمنين طبعاً - أن الإنسان الذي هو نحن خُلق خلقاً خاصاً بالفعل وأنه لا مجال لتأويل الآيات، رغم أني اجتهدت أن أوجد تأويلاً سائغاً، بما يخالف هذا الذي ذكرته....أقول: لا مجال إطلاقاً للتأويل إلا بمخالفة مقصود القرآن، لمن فقه لغة التنزيل وأعطاها حقها.

* وجدت في القرآن العظيم ما يحتمل دلالة مباشرة وصريحة على وجود هذه الكائنات "شبه البشريه" - فيكون القرآن بنصّه على خلق الإنسان خلقاً مباشراً وبدلالته على وجود أجناس من الكائنات تشابه البشر قد جمع بين الأقوال وقضى على كثير من القلق تجاه التضاد المتوهم بين القرآن والكشوف - وذلك في قوله تعالى (إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين). وظاهر الآية معناه "كما أنشأكم من آبائكم اللذين سبقوكم" ، وهو تفسير لبعض العلماء، ولكن الأرجح عندي، وهو اختيار الطبري رحمه الله، هو أن حرف "من" في الآية للبدلية، فيكون المعنى "أنشأكم بدلاً من قوم سبقوكم"، لأن الخطاب لجنس البشر وليس للمخاطبين وقت التنزيل.

* لا أخفيكم أني فوجئت حينها بقول - في الحقيقة ليس بقوله وإنما بدقة ووضوح رأيه - الإمام الطبري رحمه الله :"وأما قوله : ( إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء ) ، فإنه يقول : إن يشأ ربك ، يا محمد ، الذي خلق خلقه لغير حاجة منه إليهم وإلى طاعتهم إياه ( يذهبكم ) ، يقول : يهلك خلقه هؤلاء الذين خلقهم من ولد آدم ( ويستخلف من بعدكم ما يشاء ) ، يقول : ويأت بخلق غيركم وأمم سواكم ، يخلفونكم في الأرض " من بعدكم " ، يعني : من بعد فنائكم وهلاككم ( كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين ) ، كما أحدثكم وابتدعكم من بعد خلق آخرين كانوا قبلكم . ومعنى " من " في هذا الموضع التعقيب ، كما يقال في الكلام : " أعطيتك من دينارك ثوبا " ، بمعنى : مكان الدينار ثوبا ، لا أن الثوب من الدينار بعض ، كذلك الذين خوطبوا بقوله : ( كما أنشأكم ) ، لم يرد بإخبارهم هذا الخبر أنهم أنشئوا من أصلاب قوم آخرين ، ولكن معنى ذلك ما ذكرنا من أنهم أنشئوا مكان خلق خلف قوم آخرين قد هلكوا قبلهم".[1]

* يُلاحظ أن وصف هؤلاء المتقدمين على بني آدم بأنهم "قوم"، وهذا فيه إشارة ضمنية إلى مجانستهم للبشر في شيء من الخلقة والطباع والاجتماع، لا مجانستهم ومضارعتهم فيما كرمهم الله به من الخلق في أحسن تقويم، ومن حملهم في البر والبحر، وتكليفهم الأمانة...الخ ، والله أعلم.

* ختاماً، معنى البدلية الكائن في الآية، هو المعنى الذي يحمل في طياته سرّ الجواب عن ما يسمى بــ" الحلقة المفقودة"، أي تلك الوصلة التي تصل ظهور الإنسان المفاجيء - هكذا صرّح بعض التطوريين تعبيراً عن حيرتهم - بما سبقه من كائنات شبه بشريه من عائلة الــ "هومينيد"، كما يحلو لأولئك القوم. والذي أقصده هو أن معنى "التبديل" مضاد لمعنى "التطور" المتصل السلس، فمن هنا كان حقاً وفعلاً من المشروع ومن الطبيعي أن يعجب الجميع، تطوريين وغيرهم ، من وجود الـــ missing link ، وهذا ببساطة لأن العملية لم تكن في يوم من الأيام تطور يترقى وإنما عملية إبدال أو تبديل، كما يخبرنا القرآن [2].

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
[1] تفسير الطبري [جــ 9 / ص565] ، بتحقيق التركي.
[2] لما كان الأمر في حقيقته عملية تبديل، الأمر الذي لا يترك أثراً لسلسلة التطور المفترضة، لجأ بعض التطوريين لافتراض كون أصل البشر من خارج الأرض - طبعاً ليس من الله ولا انه أُهبط من الجنة - جاؤوا محمولين على ظهر كويكب اصطدم بالأرض، وعلى ظهر هذا الكويكب "بذرة" الجنس البشري التي نبتت في الأرض ونمت...ثم إذا هم بشر ينتشرون...العجيب في هذا الافتراض أن بعضه يوافق ظاهر القرآن (والله أنبتكم من الأرض نباتا).

متروي
09-26-2011, 03:11 AM
بارك الله فيك شيخنا الكريم
لكن لو أننا في عصرنا هذا بلا حضارة و لا كتابة و لم تظهر الحضارة إلا بعد 10000 سنة من يومنا هذا و بدأوا في الحفر و التنقيب فهل سيعتبرون القرود نوعا من البشر لو إنقرضت و لم يعد لها وجود في زمنهم و هل سيعتبرون البشر نوعا واحدا و ماذا لو عثروا على هيكل لبشر ممن يتجاوز طوله المترين و النصف و هم في عصرنا هذا من العمالقة القليلين الموجودين بيننا ؟؟
فرأيي البسيط و لكم التعليق شيخنا الفاضل أن العينات التي يبني عليها علماء الإنسان عليها تحليلاتهم و استنتاجاتهم قليلة جدا لا تكفي
لوضع تصور حقيقي عن الأزمنة السابقة ..
و مالذي يمنع وجود قردة مستقيمة القامة أو حتى تستعمل العصي و الحجارة و أذكر أنني شاهدت وثائقيا عن بعض القردة المعاصرة تستعمل العصي في قطف الثمار ؟؟

عبدالله الشهري
09-26-2011, 03:19 AM
نعم، أخي متروي بارك الله فيك، لا يمتنع عقلاً بل ولا طبعاً ما ذكرت، ولكنّي ناقشت المسألة بهذه الطريقة و لسان حالي: مهما يكن من أمر، ومهما بلغ بنا التنزّل مع المخالف، فإنه ليس لدينا مشكلة نحن بالذات معاشر المسلمين، لأن القرآن يحل الإشكال ويضع الأمور في نصابها.

التواضع سيصون العالم
09-26-2011, 06:40 AM
ما شاء الله
زادك الله علما اخي عبد الله
موضوعك دقيق جدا وينم عن بحث عميق في مسألة أصل الإنسان
أتمنى أن تتحفنا بموضوع شامل كامل عن رأيك التفصيلي قريبا

مجدي
09-26-2011, 07:43 AM
أخي عبد الله موضوع هل مان قوم يعمرون الأرض قبل آدم عليه السلام مذكورة أيضا في تفسير العلماء لقوله تعالى:"قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء"ومدار قولهم أن الملائكة علمت ذلك من فعل قوم قبل آدم .
ثم ما ذكره الأخ متروي أمر صحيح
مع حاجة هذا التفسير الى قرائن أقوى مما ذكره من يؤيد هذا التفسير ,لأنه وجه ليس قويا في تفسير الآية ,وكون قوم سبقونا في عمارة الأرض مذكور في كتب التفسير وكتب التاريخ .

أبو عثمان
09-26-2011, 12:32 PM
فائدة جليلة , نشكر الشيخ عبدالله عليها

إلى حب الله
09-26-2011, 02:28 PM
كما يقولون الاختلاف لا يفسد للود قضية شيخنا وأستاذنا عبد الله ..... :):

وأرى والله أعلم أن المعنى الذي ذكرته نقلا ًعن الطبري : هو مستبعد :

أولا ً:
لأن الاستبدال لكي يكون متماشيا ًمع المعنى التحذيري : يكون بالمثل أي :
يستبدل قوما ًآخرين : عقلاء : يتحملون الأمانة وحرية الاختيار والتفكير والكفر والإيمان !..
سواء كانوا هم الذين كانوا قبلنا وفق ما اخترته أنت مجتهدا ًعن الطبري : أو كانوا الذين
سيأتون بعد هؤلاء المعاندين كما أخبر الله عز وجل !!..
وأرى من كلامك أخي وأستاذي ترجيحك لكون هؤلاء الأقوام الذين كانوا قبلنا :
كانوا أشباه بشر !!..

ثانيا ً:
وهي نقطة أخرى أخي الحبيب وأستاذي عبد الله وهي :
كيف تقول وتجزم بالخلق الخاص للإنسان :
في حين لو صح معنى الآية المذكورة كما ذهبت والطبري : فهي تثبت أننا (أي البشر) :
ذرية ًمن هؤلاء الخلق السابقين عن الإنسان ؟!!!..
يقول عز وجل :
" إن يشأ يُذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء : كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين "
الأنعام 133 ..
فكيف نجمع بين الخلق الخاص لآدم عليه السلام والذي مر بأطوار :
الماء والتراب والطين والصلصال والحمأ المسنون وسواه الله بيده :
وبين كونه من ذرية قوم ٍآخرين ؟!..

ثالثا ً:
أعتقد أن معنى الآية بيانيا ًووفق ما جاء في مواضع أخرى في القرآن في الحديث عن الذرية :
لا يعني ما ذهب إليه الطبري والله أعلم !!.. بل هو ما ذهب إليه جمع المفسرين !!..
والخلافة المقصودة في الآية هي خلافة الإيمان والطاعة !!..
والتعبير بالذرية عن أجيال كثيرة وقرون طويلة من البشر : لا غبار عليه : ويحضرني مثله
الآن قوله عز وجل في سورة يس :
" وآية ٌلهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون .. وخلقنا لهم من مثله : ما يركبون .. وإن
نشأ : نغرقهم : فلا صريخ لهم ولا هم يُنقذون : إلا رحمة ًمنا ومتاعا ًإلى حين " !!..
يس 41 : 44 ..

ونقطة أخيرة أخي وأستاذي عبد الله الشهري بارك الله فيك لو تخبرني برأيك فيها :

من المدلول له أن الله تعالى قد خلق الأرض وما فيها أولا ً: قبل خلق الإنسان ونزوله
إليها للامتحان ..

والسؤال الأول :
ألا يشمل ذلك الخلق قبل الإنسان : خلق كل الكائنات الحية ؟!!..

والسؤال الثاني :
هل يمكن أن تكون تلك الكائنات الحية (والتي تملك عقلا ًواختيارا ًمحدودين) : وبما
ظهر فيها من الافتراس والقتل والصيد :
هو ما جعل الملائكة تتعجب من كون الإنسان ذلك الخليفة : سيأتي وسط كل هذا
التعدي وسفك الدماء الذي لم تعرفه الملائكة في غيره على ما يبدو ؟!!..
وإنما قاست حرية العقل والتفكير للخليفة القادم : على ما رأته من تلك الكائنات ؟!!..

هي مجرد خاطرة أخي وأستاذي الحبيب : أحببت أن أدلو بها معك هنا ..
ويسعدني إبداءك للرأي فيها ..

والله الموفق ..

نور الدين الدمشقي
09-26-2011, 05:50 PM
شكل على كثيرٍ من المؤمنين بالخلق الخاص ما يخرجه علم الإحاثة كل فترة وحين من أدلة على وجود كائنات "شبه بشريه"، بعضها أصل لإنسان اليوم، هكذا يقولون، وبعضها يوازي انحدار سلالته ولكن يلتقون معه في "جد أعلى"
نريد التفصيل بارك الله فيك...ما هو تعريف الكائنات الشبه بشرية وما الدليل عليها (طبعا لن نكتفي ب"هكذا يقولون")!
بارك الله فيك

عبدالله الشهري
09-26-2011, 11:16 PM
ما شاء الله
زادك الله علما اخي عبد الله
موضوعك دقيق جدا وينم عن بحث عميق في مسألة أصل الإنسان
أتمنى أن تتحفنا بموضوع شامل كامل عن رأيك التفصيلي قريبا
جزاك الله خيرا أخي وأسأل الله أن أصيب فيه الحق قدر ما وسعني.

عبدالله الشهري
09-26-2011, 11:34 PM
أخي عبد الله موضوع هل مان قوم يعمرون الأرض قبل آدم عليه السلام مذكورة أيضا في تفسير العلماء لقوله تعالى:"قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء"ومدار قولهم أن الملائكة علمت ذلك من فعل قوم قبل آدم .
ثم ما ذكره الأخ متروي أمر صحيح
مع حاجة هذا التفسير الى قرائن أقوى مما ذكره من يؤيد هذا التفسير ,لأنه وجه ليس قويا في تفسير الآية ,وكون قوم سبقونا في عمارة الأرض مذكور في كتب التفسير وكتب التاريخ .
نعم، صدقت أخي مجدي، وإني على خُبر بهذه الآية وما قيل فيها، ولكن الآية التي استدللت بها جاءت كالبيان للإجمال لما في آية الملائكة، وهي أصرح منها، مع ما فهمه واستنبطه الأئمة منها كالطبري بالإضافة إلى أبي حيان الأندلسي والإمام مكي بن ابي طالب ، وكلهم من أئمة التفسير ووالقراءات واللغة الكبار، وكون "من" للبدلية استعمال مشهور ليس بقليل ولا نادر عند العرب [انظر: مغني اللبيب بحاشية الدسوقي: جـــ 1 / ص 687-688]، والإصرار على الترجيح أو الإلزام يُلجأ إليه إذا لم تحتمل الآية هذا المعنى أو كان فيه تعارض صريح مع وجه آخر من المعنى الذي تحتمله، وهذا ليس موجوداً، وفي هذه الحالة الأولى ترك الآية على احتمال الوجهين ما دام لكل منهما مستند صحيح ولا تعارض بينهما، وهذا هو الحاصل: فكون الله قد أنشأنا من آباءنا صحيح وله وجهه، وكون الله قد خلقنا بدلاً من ذرية قوم قبل جنس بني آدم، أيضاً احتمال صحيح [انظر: البحر المحيط: جــ4 / ص228] لا مانع منه عقلاً ولا طبعاً ولا شرعاً.

عبدالله الشهري
09-26-2011, 11:36 PM
فائدة جليلة , نشكر الشيخ عبدالله عليها
جزاك الله خيرا وجعل عزتنا بالله وحده. أعجبني توقيعك جداً ولكني لا أدري على أصبتُ في فهمه، فهل يمكنك أن تشرح لي مراد بيجوفيتش؟

هشام بن الزبير
09-27-2011, 12:30 AM
هذه آية جديرة بالتأمل أستاذي الفاضل عبد الله, ووقوفك أمام كلام الطبري قد يكون بالفعل مفتاحا لردم هوة هذا الإشكال الذي يحير كثيرا من المؤمنين أنفسهم, فلعلك تعرض للمسألة بتفصيل أكبر حين يتاح لك ذلك إن شاء الله.

عبدالله الشهري
09-27-2011, 12:40 AM
حياك الله يا شيخ أبا حب الله فأنت ودود بطبعك معروف بحسن المعشر والأدب.


لأن الاستبدال لكي يكون متماشيا ًمع المعنى التحذيري : يكون بالمثل أي :
يستبدل قوما ًآخرين : عقلاء : يتحملون الأمانة وحرية الاختيار والتفكير والكفر والإيمان !..
لا يضر هذا بارك الله فيك، لأن الله أحكم وأعلم من أن يُفني خلقاً ثم يعيد إيجاد نفس ذلك الخلق، يوضح ذلك في موضع آخر قوله تعالى (والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم). والشاهد قوله (ثم لا يكونوا أمثالكم).


وأرى من كلامك أخي وأستاذي ترجيحك لكون هؤلاء الأقوام الذين كانوا قبلنا :
كانوا أشباه بشر !!..

نعم، ومرادي بأشباه بشر أعم مما يعنيه التطوريين، فإن كان ما يقولونه حقاً، فمرادي يشمل ذلك في هذه الحالة، وهذا غير ممتنع عقلاً ولا شرعاً أن يخلق الله نوعاً من الكائنات بتلك الصورة، أما عقلاً فواضح، وأما شرعاً فقد جاء ما يدل على ذلك، قال تعالى (سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون) فكما خلق الله من جنس البشر أزواجاً – والزوج يرد في اللغة ويراد به "النوع" كما يراد به الاثنان من الشيء – فكذلك خلق أنواعاً من غيرنا مما علمناه ومما لا نعلمه في الماضي أو المستقبل، سبحانه ربي ما أغناه وأعظمه. ومن القرائن على ما ذكرت قوله تعالى (قوم) وهي لا تطلق في لغة العرب على غير العاقل من الحيوان ولا على الجماد، فهم يشبهون البشر على الأقل في كون لديهم عقل أو إدراك، وإن لم يجانسوا البشر في باقي الصفات الآدمية كما نعرفها الآن.



كيف تقول وتجزم بالخلق الخاص للإنسان :
في حين لو صح معنى الآية المذكورة كما ذهبت والطبري : فهي تثبت أننا (أي البشر) :
ذرية ًمن هؤلاء الخلق السابقين عن الإنسان ؟!!!..
يقول عز وجل :
" إن يشأ يُذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء : كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين "
الأنعام 133 ..
فكيف نجمع بين الخلق الخاص لآدم عليه السلام والذي مر بأطوار :
الماء والتراب والطين والصلصال والحمأ المسنون وسواه الله بيده :
وبين كونه من ذرية قوم ٍآخرين ؟!..
أبداً أبا حب الله، لو أعدت قراءة كلامي جيداً لوجدت أن هذا خلاف مرادي ومراد الطبري رحمه الله تماماً وخلاف الوجه الصحيح الممكن استنباطه من الآية. كأنك خلطت بين وجهين مستقلين (وصحيحين) في تفسير الآية [انظر فضلاً تعليقي على مشاركة الأخ مجدي]. الذي اخترته منهما تبعاً للطبري وأبي حيان الأندلسي ومكي بن أبي طالب، هو أن "من" للبدلية أي تعويضية ، وأن الخطاب لعموم البشر كلهم [1]، قال أبو حيان عند قوله تعالى (وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين).....قال رحمه الله: "هذا فيه إظهار القدرة التامة والغنى المطلق ، والخطاب عام للخلق كلهم ، كما قال: (إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين)، فالمعنى إن يشأ إفناء هذا العالم واستخلاف ما يشاء من الخلق غيرهم فعل ، والإذهاب هنا الإهلاك ، إهلاك الاستئصال لا الإماتة ناساً بعد ناس ; لأن ذلك واقع فلا يعلق الواقع على (إن يشأ)". [ البحر المحيط: جــ 4 / ص228، ط. العلمية].
فالمعنى بناء على ماسبق: إن يشأ الله يستأصلكم يا بني آدم كلكم، ثم يخلق خلقاً آخر غيركم كما خلقكم بدلاً من ذرية خلق آخر كان قبلكم.



من المدلول له أن الله تعالى قد خلق الأرض وما فيها أولا ً: قبل خلق الإنسان ونزوله
إليها للامتحان ..

والسؤال الأول :
ألا يشمل ذلك الخلق قبل الإنسان : خلق كل الكائنات الحية ؟!!..

والسؤال الثاني :
هل يمكن أن تكون تلك الكائنات الحية (والتي تملك عقلا ًواختيارا ًمحدودين) : وبما
ظهر فيها من الافتراس والقتل والصيد :
هو ما جعل الملائكة تتعجب من كون الإنسان ذلك الخليفة : سيأتي وسط كل هذا
التعدي وسفك الدماء الذي لم تعرفه الملائكة في غيره على ما يبدو ؟!!..
وإنما قاست حرية العقل والتفكير للخليفة القادم : على ما رأته من تلك الكائنات ؟!!..

ما ذكرته وجه ظاهر صحيح قال بنحوه جمع من العلماء، والجديد في قولك - وهو ماله صلة وطيدة بموضوعي وباختيار الطبري وجماعة - هو امتلاك تلك الكائنات شيء من الإدراك و التفكير في التصرف وتدبير الشؤون، وربما هيئة تشاكل مجمل هيئة الآدمي (الذي امتاز بأن أحسن الله خلقه [2] وصورته [3] وتقويمه [4] إلى غير ذلك من الكرامات)، ومنطوق الآية - كما تفضلت - أنه كثر إفسادهم وسفكهم للدماء، ولكن يُلاحظ أن التعبير بــ"سفك الدم" - وكذلك الإفساد - لا يرد ولم يرد من الشارع إلا في سياق الذم والاستنكار، ولا يُذم غير العاقل، فلزم أن يكون لديهم شيء من العقل ليكون للذم معنى وفائدة، والله أعلم.

= = = = = = = = = = = = = = = = = == = = = = = =
[1] مخاطبة العموم مع غياب بعض هذا العموم وقع في القرآن في مواضع، كما في خطابه تعالى لبني إسرائيل وقت التنزيل بجرائر آبائهم وهم قد فنوا، وبناء الأحكام والجزاء على ذلك.
[2] في الحديث :"...كما حسّنت خَلْقي فأحسن خُلُقي".
[3] (فأحسن صوركم)، الآية.
[4] سورة التين.

عبدالله الشهري
09-27-2011, 12:50 AM
نريد التفصيل بارك الله فيك...ما هو تعريف الكائنات الشبه بشرية وما الدليل عليها (طبعا لن نكتفي ب"هكذا يقولون")!
بارك الله فيك
وفيكم بارك وبكم نفع، لم أقل "هكذا يقولون" إلا لأن كشوفاتهم لم تثبت عندي، هي محتملة عقلاً وشرعاً أيضاً لا إشكال في ذلك، ولكنها كشوفات لم تتواتر - علمياً - على نسق يوجب العلم وينفي الشك، وإنما أوردت الآية وكلامي عليها من باب: فليُكن بعض هذا حقاً، فإن القرآن لا ينفي احتمال ذلك فحسب وإنما يوجد فيه ما يدل عليه، بشرط أن الإنسان نوع مستقل خلقه الله لم يتطور من تلك الكائنات ولا علاقة له بها وإن شابهت الإنسان في بعض صفاته، وهذا بالفعل ما يوحي به معنى الإبدال في "من" البدلية، فإن الإبدال إحداث و"تعويض" - كما حكى أبو حيان - لا امتداد وتطور لحالة سابقة، وهنا يكمن الجواب عن سر "الحلقة المفقودة" التي يبحثون عنها بكل ما أوتوا من قوة، ولكنها ستبقى مفقودة إلى يوم الدين، لأن القصة قصة تبديل لا تطور كما يتصورونه.

طارق منينة
09-27-2011, 12:54 AM
بارك الله فيك اخي عبد الرحمن الشهري
ولكن الا ترى ان الامام الطبري يقصد ان القوم الي من قبل آدم هم الجن
يقول الطبري

كما أحدثكم وابتدعكم من بعد خلق آخرين كانوا قبلكم
وقد تكلم العلماء عن الجن ، ممن سكنوا الأرض وكانوا قبل نزول الإنسان عليها والله اعلم.

عبدالله الشهري
09-27-2011, 12:58 AM
بارك الله فيك اخي عبد الرحمن الشهري
ولكن الا ترى ان الامام الطبري يقصد ان القوم الي من قبل آدم هم الجن
يقول الطبري
وقد تكلم العلماء عن الجن ، ممن سكنوا الأرض وكانوا قبل نزول الإنسان عليها والله اعلم.
جزاك الله خيرا أيها الفاضل، ويبدو أنك تذكرت أخي الدكتور الشيخ عبدالرحمن الشهري فكتبت اسمه.
ما ذكرته بعيد، فالعلماء قالوه احتمالاً من احتمالات، والآية لم تحدد، وكلام الطبري لا يوحي بذلك وهو ظاهر جداً.

طارق منينة
09-27-2011, 01:04 AM
نعم الاسمين متشابهين والفاضلين ايضا
واريد ان اضيف اضافة هنا لشيخ الاسلام ابن تيمية قرأتها منذ سنوات من مجموع الفتاوى وهي ان الله عز وجل اخبر الملائكة بداية عن احداث الارض وماسيكون فيها من سفك الدماء فقالوا له سبحانه أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء فأخبرهم سبحانه انه يعلم مالايعلمون من منافع الوجود البشري على الأرض على الرغم من الأحداث الدامية فيها
طبعا نص ابن تيمية لايحضرني الآن لكني فهمت منه أن قول الملائكة اتجعل فيها.. مقصدهم به الناس لأنهم كان يخبرهم عن البشر وهو الراجح عندي والله اعلم.

نور الدين الدمشقي
09-27-2011, 01:15 AM
بارك الله فيكم اخي الكريم.

إهلاك الاستئصال لا الإماتة ناساً بعد ناس ; لأن ذلك واقع فلا يعلق الواقع على (إن يشأ
هذا الكلام الذي نقلته قد يرد بأن يقال: انما المقصود الاماتة لهم الآن جميعا كما عم بعض الأمم العذاب...واستبدالهم بأناس آخرين. ما رأيكم؟
كذلك في قول الله سبحانه (وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم) وهو متعلق يذكر حديث:
عن أبي هريرة قال : لمَّا نـزلت (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) كان سلمان إلى جنب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم , فقالوا : يا رسول الله من هؤلاء القوم الذين إن تولينا استُبدلوا بنا ؟ , قال : فضرب النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم على منكب سلمان , فقال : (مِن هذا وَقَومِه , والذي نفسي بيده لَوْ أنَّ الدّينَ تَعَلَّقَ بالثُّرَيَّا لَنالَتْهُ رِجالٌ من أهْل فارِس) . (وللعلم فقط ضعف الحديث بعض اهل العلم كما قواه بعضهم (كالترمذي والألباني)...والمقطع الأخير في الصحيحين).

والظاهر من الحديث أنهم قوم من البشر في هذه الآية....ولعلها هذا يستدل به على فهم الآية التي تذكر.

وأخيرا انظر اخي الفاضل في سياق الآيات:
"{يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين {ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون} {ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون} {وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين}

فالسياق كذلك يدل على أن الاستبدال هو استبدال عذاب كما أهلك الله سبحانه من قبل القرى الظالمة....وهذا ما يجعل أميل عن قولك...والعلم عند الله

عبدالله الشهري
09-27-2011, 01:36 AM
بارك الله فيكم اخي الكريم.
هذا الكلام الذي نقلته قد يرد بأن يقال: انما المقصود الاماتة لهم الآن جميعا كما عم بعض الأمم العذاب...واستبدالهم بأناس آخرين. ما رأيكم؟
كذلك في قول الله سبحانه (وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم) وهو متعلق يذكر حديث:
عن أبي هريرة قال : لمَّا نـزلت (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) كان سلمان إلى جنب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم , فقالوا : يا رسول الله من هؤلاء القوم الذين إن تولينا استُبدلوا بنا ؟ , قال : فضرب النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم على منكب سلمان , فقال : (مِن هذا وَقَومِه , والذي نفسي بيده لَوْ أنَّ الدّينَ تَعَلَّقَ بالثُّرَيَّا لَنالَتْهُ رِجالٌ من أهْل فارِس) . (وللعلم فقط ضعف الحديث بعض اهل العلم كما قواه بعضهم (كالترمذي والألباني)...والمقطع الأخير في الصحيحين).
والظاهر من الحديث أنهم قوم من البشر في هذه الآية....ولعلها هذا يستدل به على فهم الآية التي تذكر.
احتمال بعيد، لأن عموم اللفظ يقدم على خصوص السبب حتى يرد ما يقصر الآية على السبب الخاص، وهي قاعدة أصولية عليها جمهور العلماء، والرسول صلى الله عليها وسلم قد عمل بهذه القاعدة فأصّلوها من فعله، ومن ذلك أنه دخل على علي ابن أبي طالب في القصة المعروفة فعاتبه بقوله تعالى (وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً)، وأظهر من ذلك احتجاج عمرو بن العاص رضي الله عنه بقوله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) مع أنه قد ورد فيها سبب خاص، وأقره النبي على ذلك.
فالخلاصة: أن هذا النظر فيه نظر.


وأخيرا انظر اخي الفاضل في سياق الآيات:
"{يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين {ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون} {ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون} {وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين}
فالسياق كذلك يدل على أن الاستبدال هو استبدال عذاب كما أهلك الله سبحانه من قبل القرى الظالمة....وهذا ما يجعل أميل عن قولك...والعلم عند الله
أيضاً فيه بُعد، لأن الواو في قوله تعالى (وربّك الغني) للاستئناف، والاستئناف يقطع السياق المتأخر عن المتقدم. والله أعلم.

عبدالله الشهري
09-27-2011, 01:53 AM
(وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين)
قوله تعالى (ما يشاء) صيغة عموم، وهو أسلوب مقصود - كما أومأ أبو حيان - لتقرير مطلق قدرة الله في أن يخلق ما يشاء من المخلوقات ذوات الهيئات التي لا تخطر على بال، نحو ما في قوله تعالى (على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون)، قال بعض المفسرين: "(فيما لا تعلمون): في أيٍّ خلق شئنا"، وقال القرطبي: في ما لاتعلمون من الهيئات والصور.

إلى حب الله
09-27-2011, 01:55 AM
حياك الله يا شيخ أبا حب الله فأنت ودود بطبعك معروف بحسن المعشر والأدب.

هذا من كرم أخلاقك أخي وأستاذي عبد الله بارك الله فيك ..
وهو مما يُحزنني أني لا أستطيع التواصل معك في هذا النقاش الجيد لأكثر من دقائق
من الآن للأسف : فعملي في مجال التصميم طوال اليوم على فترتين : وغيره من
الكتابات الأخرى والاستيقاظ باكرا ً: قد أرهقوني للذروة الليلة والحمد لله ..

وسأقتصر على بعض التعليقات البسيطة أخي التي قد جالت بعقلي الآن وتفكيري ..

1...
أنت قلت أخي الحبيب :


لا يضر هذا بارك الله فيك، لأن الله أحكم وأعلم من أن يُفني خلقاً ثم يعيد إيجاد نفس ذلك الخلق، يوضح ذلك في موضع آخر قوله تعالى (والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم). والشاهد قوله (ثم لا يكونوا أمثالكم).

وأقول أستاذي عبد الله :
المراد الظاهر عندي هنا في تلك الآية : هو مِثلية الانصياع لشرع الله ورسالته ..
فنحن كمسلمين مثلا ً: بشر : كما أن النصارى واليهود بشر .. ولكننا :
لسنا مثلهم بنص القرآن والسنة من ناحية الانصياع للشرع والإيمان ....... إلخ
وهذا يعود بي للآية الأولى التي عليها مدار المسألة أخي وهي قوله عز وجل :
" إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين "
أي :
كما خرجنا نحن أمة الإسلام مخالفين لغيرنا من الكافرين المحرفين المضيعين :
فلو فعلنا مثلهم : ما أسهل أن يستبدلنا الله تعالى بغيرنا استخلافا ًلرسالته الخاتمة :
حتى ولو من ذريتنا نحن انفسنا ولكنهم : ليسوا مثلنا في التضييع والكفر ....
هذا هو فهمي أستاذي حتى الآن ..

2...
وأنت قلت أخي الحبيب :


نعم، ومرادي بأشباه بشر أعم مما يعنيه التطوريين، فإن كان ما يقولونه حقاً، فمرادي يشمل ذلك في هذه الحالة،

وأقول :
يمكن تقسيم ما خرج به التطوريون علينا من أحافير وآثار إلى نوعين هنا ..
الأول : هي تراكيب مزورة أو مؤلفة أو ملفقة بين القرد والإنسان مثلا ً!!!..
الثاني : هي تراكيب لبشر فعلا ً: غالبا ًما يفوقونا قوة ًأو بسطة ًفي الجسم !
ولم يثبت بدليل ٍواحد عند علماء التطور أنهم كانوا أقل من البشر في العقل
في شيء !!.. ومثال لذلك إنسان النياندرتال كما يقولون ..

وأنت قلت أخي تعليقا ًعلى كلمة (قوم) في الآية :
" إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين "


ومن القرائن على ما ذكرت قوله تعالى (قوم) وهي لا تطلق في لغة العرب على غير العاقل من الحيوان ولا على الجماد، فهم يشبهون البشر على الأقل في كون لديهم عقل أو إدراك، وإن لم يجانسوا البشر في باقي الصفات الآدمية كما نعرفها الآن.

وأقول :
كون لديهم عقل أو إدراك أخي الحبيب عبد الله :
إما يُفهم بأنه يماثل عقل وإدراك الحيوان (والحيوان يعقل أمورا ًللحفاظ على
نفسه وجنسه وحياته ومصلحته .. إلخ) ..
وإما يُفهم بأنه يماثل عقل الإنسان وإن خالفه في باقي الصفات الآدمية كما
تقول أستاذنا ...
>>>
فلو كان ما لديهم هو من جنس ما لدى الحيوان : إذا ًفهم حيوان ٌصرف : ولا
فائدة من ربطهم بأصول الإنسان من قريب ٍولا بعيد !!.. إذ أن الحيوان يخالف
الإنسان بالفعل في العقل والإدراك وباقي الصفات الآدمية : حتى ولو تشابه
جسده (( فرضا ً)) بجسد الإنسان في قليل ٍأو كثير !!!..
>>>
ولو كان ما لديهم هو من جنس ما لدى الإنسان من عقل ٍوإدراك : فهنا تساؤل
أخي الحبيب وهو : ما وضع هذه الكائنات شرعا ً؟!!.. وما موقفها من باقي
الحيوانات التي ستصير ترابا ً؟!.. وما هي الحكمة من خلقها بعقل ٍوإدراك ٍمثل
الإنسان : في حين :
1)) لن يُخلق الإنسان منها أو يتطور !!!.. بل هو عندك خلقٌ خاص !!!..
2)) لن يتعلق بعقلها وإدراكها شيءٌ من الفوائد المنظورة في الأرض والله أعلم !

3...
وأنت قلت أخي وأستاذي نقلا ًعن أبي حيان :


قال رحمه الله: "[COLOR="#800000"]هذا فيه إظهار القدرة التامة والغنى المطلق ، والخطاب عام للخلق كلهم ، كما قال: (إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين)، فالمعنى إن يشأ إفناء هذا العالم واستخلاف ما يشاء من الخلق غيرهم فعل

أقول أستاذي الحبيب :
هذا أيضا ًيدور عندي حول تبديل بشر ٍببشر :
يحققون طاعة الله تعالى والانصياع التام له ولشرعه : ولكن لم يفعل الله هذا
لأنه على غير مراده من إظهار الإيمان والكفر من أمثالنا : وإلا : فالملائكة
خلقٌ طائعين بالفطرة لا يعصون الله ما أمرهم !!..
> فالمعنى الظاهر عندي هو تبديل بشر ببشر والله أعلم (ويأت بآخرين) ...
> والمعنى الآخر المحتمل عندك أن ذلك الخلق الآخر غير البشر : سواءٌ مَن
كانوا قبلنا فيما تـُرجـِح : أو الذين سيأتي بهم الله كما أتى بنا من ذرية قوم ٍ
آخرين !!!..

وأما ما أشرت أنت إليه أستاذي ختاما ًلهذه النقطة بقولك :


فالمعنى بناء على ماسبق: إن يشأ الله يستأصلكم يا بني آدم كلكم، ثم يخلق خلقاً آخر غيركم كما خلقكم بدلاً من ذرية خلق آخر كان قبلكم.

أقول :
والإشكال عندي لم يزل هو :
كيف يكون الله قد خلقنا من ذرية قوم ٍآخرين : في الوقت الذي نؤمن
فيه بالخلق الخاص لأبينا آدم عليه السلام ؟!!!..
واعذرني أخي الحبيب أني لم أفهم كلامك عن (من) البدلية للأسف في هذا
الموضع وبالمعنى الذي فهمت ...

4...
وأنت قلت أستاذي الكريم حفظك الله :


ومنطوق الآية - كما تفضلت - أنه كثر إفسادهم وسفكهم للدماء،

أقول :
وهذا وفق رأيي الذي ذكرت : لأنهم حيوانات !!..
وفي أي غابة ٍمن الغابات أو صحراء ٍمن الصحاري أو حتى في قاع المياه :
تجد القوي يأكل الضعيف وتجد الافتراس : شيئا ًاعتياديا ًكثيفا ًيوميا ً!!..
وربما هذا ما جعل الملائكة يصفونه بالفساد ويستعظمون فيه سفك الدماء
المرتبط بالموت ( وهو نفس ما سيشعر به الإنسان المسالم إذا نظر لمشهد
افتراس نمر أو مجموعة نمور ٍلغزال ٍمثلا ً: أو افتراس تمساح ٍلجاموس ونحوه :
ولو في التلفاز !!!) ..

وعليه أخي وأستاذي الحبيب وتعليقا ًعلى كلامك التالي :


ولكن يُلاحظ أن التعبير بــ"سفك الدم" - وكذلك الإفساد - لا يرد ولم يرد من الشارع إلا في سياق الذم والاستنكار، ولا يُذم غير العاقل، فلزم أن يكون لديهم شيء من العقل ليكون للذم معنى وفائدة، والله أعلم.

أقول :
أنت تتكلم هنا عن سفك الدماء في الشرع من الله عز وجل بالذم ..
وهذا يستلزم عقلانية المُكلف بالفعل حتى يوصف بالذم : سواء بحلية الدماء
أو حرمتها ..

وأما ما تحدثت أنا عنه في كلامي أستاذي الحبيب وقصدته هو :
ذم الملائكة لذلك الفعل (أي سفك الدماء) : كفعل ٍفيه إهلاك ٌلروح كائن
حي بهذه الصورة بل : عدته الملائكة فسادا ًبمجرد رؤيته :

والله تعالى أعلى وأعلم ..

وأعتذر إذا خرج كلامي مشوشا ًأخي بارك الله فيك وحفظك من كل سوء ..
فهو بسبب ما ذكرت ..

والله الموفق ..

أبو عثمان
09-27-2011, 03:42 AM
جزاك الله خيرا وجعل عزتنا بالله وحده. أعجبني توقيعك جداً ولكني لا أدري على أصبتُ في فهمه، فهل يمكنك أن تشرح لي مراد بيجوفيتش؟
تَمْ , تجده في صندوق الرسائل ,لا أريد ان اكون اول المشعبين للموضوع : ) .... السلام عليكم

معتزز
09-27-2011, 08:11 AM
طالب يسألك يامعلمي ويشكرك على رأيك واجتهادك وانسخ قولك التالي :
وجدت في القرآن العظيم ما يحتمل دلالة مباشرة وصريحة على وجود هذه الكائنات "شبه البشريه" - فيكون القرآن بنصّه على خلق الإنسان خلقاً مباشراً وبدلالته على وجود أجناس من الكائنات تشابه البشر قد جمع بين الأقوال وقضى على كثير من القلق تجاه التضاد المتوهم بين القرآن والكشوف - وذلك في قوله تعالى (إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين).


فلربما هذا التضاد هو الحرب بين الحق والباطل كما أني أرى بين الموضوع وهذه الآية علاقة (( أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار ))
والتبديل في قول الطبري رحمه الله ربما تبديل من أناس لأناس أخرى وربما كما ذكرت أستاذي الفاضل لأن الآية لم تحدد من هم بقوله سبحانه غير أنه ذكر الإستخلاف (( ويستخلف من بعدكم مايشاء )) فمن خليفة الله في الأرض غير الإنسان ؟
كما أن الله ذكر في القرآن الأسد * قسورة * والكلب والحمار ألا يذكر لنا مخلوقات شبيهة بنا بصراحة كما ذكر لنا البغال والحمير وهي الأقرب لنا من الحيوانات المذكورة في كتابه سبحانه ؟
ثم لو كانت هناك مخلوقات شبيهة بنا فما الحكمة من إنقراضها أليس بالأولى إبقاءها كي يعتبر الإنسان منهم أنه مُكرّم عنهم وهم أشبه الناس به وهم أقرب للعبرة من باقي المخلوقات ؟
مع أن الله ذكر لنا في كتابه قصص للعبرة ولم تُذكر إلا لأنها قمة في الأهمية فلما لاتبقى كي نعتبر بها ونراها بأعيننا ومن ثم نقول بقلب صادق : الحمد لله الذي فضّلنا على كثير ممن خلق تفضيلا
هذه تساؤلات كي أعلم منك أيها المعلم ومن ثم يتم الصلح مع مخالفينا ونطفئ نار الحرب المضرمة بيننا وجزيت الجنة ونسأل الله لك السداد التام

نور الدين الدمشقي
09-27-2011, 06:25 PM
أيضاً فيه بُعد، لأن الواو في قوله تعالى (وربّك الغني) للاستئناف، والاستئناف يقطع السياق المتأخر عن المتقدم. والله أعلم.
اخي الفاضل, واو الاستئناف تقطع متعلق الجملة بما قبلها من ناحية الاعراب, وليس المعنى أو السياق. مثال: "لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط, وكذلك نجزي الظالمين. فالواو الأخيرة للاستئناف فهي تفصل الجمل الاعرابية...لكنها لا تفصل المعنى أو السياق.

عبدالله الشهري
09-27-2011, 10:56 PM
اخي الفاضل, واو الاستئناف تقطع متعلق الجملة بما قبلها من ناحية الاعراب, وليس المعنى أو السياق. مثال: "لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط, وكذلك نجزي الظالمين. فالواو الأخيرة للاستئناف فهي تفصل الجمل الاعرابية...لكنها لا تفصل المعنى أو السياق.
ما ذكرته بارك الله فيك بخصوص الإعراب محل اتفاق، فلم أذكره. والصحيح أن الاستئناف لوظيفة معنوية لا إعرابية فقط، وهذا معروف في اللغة، فواو الاستئناف سواء دخلت على جملة اسمية أو فعلية فإنها تدخل لاستئناف معنى جديد، كما في قوله تعالى (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ)، فعلى قراءة الاستئناف بالواو في (والراسخون) تعرب الكلمة مبتدأ ويشرع في معنى مستقل عما سبقه، بل إن مما يُتعرف به على واو الاستئناف وافتراقها عن واو العطف تأمل مقدار المباينة في المعنى، وهذا أبلغ في تقرير الوظيفة المعنوية لواو الاستئناف، والمثال الذي ضربته أخي غير صحيح، فالواو فيه عاطفة وليست استئنافية، عطفت جملة فعلية على جملة فعلية [انظر: مغني اللبيب بحاشية الدسوقي: جـــ2 ، ص 767 - 768].
تنبيه: كثير من الناس يحمل معنى الاستئناف على ما استقر في اللغة العامية من كون المقصود المواصلة والاستمرار وهذا خطأ، فالاستئناف في الفصحى هو الابتداء والشروع في عمل أو شيء جديد أو مستقل.

عبدالله الشهري
09-27-2011, 11:00 PM
أخي الفاضل أبا حب الله أعانه الله على أمور دينه ودنياه، أعود فيما بعد إن شاء الله لأعلق ما عنّ لي.
الأخ الكريم حفيد أحسن الله إليه، فعلت خيرا، وأسديت معروفا.
الأخ المتوثب للتعلم معتزز وفقه الله، أمهلني بعض الوقت ولك التحية الطيبة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

أبو القـاسم
09-27-2011, 11:23 PM
الأستاذ الفاضل عبد الله الشهري ..سدده الله وحفظه..
بصرف النظر عما في الموضوع الكريم وتأملاتك العلمية التي أشكرك عليها بعامة, وإن كنت أهمس في أذن نفسي والجميع بالتحذير من تسلل دخان التأثير الناجم عن القراءة الغربية لخفاء مأخذه ,حتى لتجد في الآداب وكتب الفكر من ينعى على قوم تأثرهم بالمستشرقين ,فإذا شرع يقرر ,تبين لك أنه لم يسلم من ذلك! ,ولا أدعي أنك من هؤلاء ولا هؤلاء..لكن خذها تذكرة عابرة....فقد أعجبني أنك صرحت ببيان أن ما قلت: من باب "مهما يكن من أمر", وحينئذ لا ينبغي أن يناضَل عنه بطريقة مشعرة أنه الحق اللازب ..لكن أعقب على مسألة واو الاستئناف ..لأقول بأن الجملة الاستئنافية لا تقطع السياق بالضرورة....وما أكثر ما تأتي واو الاستئناف ويبقى السياق على حاله يدور حول ذات المعنى ..وإنما تجيء جملة الاستئناف لتفيد معنى بلاغيا يناسب المقام فيه: الشروع بجملة ,فقد يكون شروعا في موضوع جديد ,وقد يكون شروعا في تقرير جديد يفيد ذات الموضوع ويصب فيه دون الخروج عن المعنى الكلي أو المعاني الكلية التي يدور حولها السياق..ثم إن كونها استئنافية ليس أمرا لازما..بل يجوز أن تكون من باب عطف جملة اسمية على أختها .."ولكل درجات" جملة اسمية , "وربك الغني ذو الرحمة.."كذلك جملة اسمية ..ومقصودي هنا ليس الرد على ما جاء في مضمون المقال ..

عبدالله الشهري
09-28-2011, 06:34 AM
حياك الله يا أبا القاسم وأحيي فيكم الحرص على التوجيه والإرشاد، وهو في عمومه كلام طيب. وهذا الموضوع وإن حصل فيه نقاش مثلما رأيت فإنه يمحص ويقرب ويصحح ويفيد الجميع إن شاء الله. ولم ارتح لعبارتك (ليس مقصودي الرد...) بل أخي العزيز من حقك أن ترد على كل ما أكتب وأن تشرحه بمبضع النقد، فكما تجرأتُ وكتبت هذه التأملات لا نعدم من يتحفز لنقده بعلم منك أو من غيرك، وثق أني أتعلم من كل هذا وإن لم أقل لكل واحد أني تعلمت هذه أو تلك، وهذا كله من النصيحة و"المماراة المحمودة" التي فعلها حتى الصحابة رضوان الله عليهم [قصة ابن عباس مع الحر ابن قيس، البخاري].

طارق منينة
09-29-2011, 10:19 AM
السؤال: هل خلق الله البشر أولا أم الملائكة ؟ وإذا كان الملائكة ، فكيف عرفوا أن البشر سيفسدون في الأرض كما في سورة البقره آيه 30 ؟


الجواب :

الحمد لله

أولا :

لا شك أن خلق الملائكة كان سابقا على خلق آدم عليه السلام ، فقد أخبرنا الله تعالى في أكثر من موضع من كتابه العزيز أنه أعلم الملائكة بأنه سيخلق بشرا من طين ، ثم أمرهم بالسجود له حين يتم خلقه ، وذلك دليل ظاهر على أن الملائكة كانوا موجودين قبل خلق البشر .

يقول الله تعالى : ( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ ، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) ص/71-72

ثانيا :

وقد أخبر سبحانه وتعالى في سورة البقرة عن حواره مع الملائكة قبل خلق آدم ، وذلك دليل ظاهر أيضا على وجودهم قبل آدم عليه السلام .

قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ، قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) البقرة/30

ولكن كيف عرفت الملائكة أن الخليفة الجديد في الأرض سيفسد فيها ويسفك الدماء ؟

اختلف في ذلك أهل العلم على أقوال :

القول الأول : أنهم علموا ذلك بإعلام الله تعالى لهم ، وإن كان ذلك لم يذكر في السياق .

قاله ابن مسعود وابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة وابن زيد وابن قتيبة .

كما في "زاد المسير" لابن الجوزي (1/60)

وهو قول أكثر المفسرين كما قاله ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (7/382)

يقول ابن القيم رحمه الله : " وفي هذا دلالة على أن الله قد كان أعلمهم أن بني آدم سيفسدون في الأرض ، وإلا فكيف كانوا يقولون ما لا يعلمون ، والله تعالى يقول وقوله الحق ( لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعلمون ) ، والملائكة لا تقول ولا تعمل إلا بما تؤمر به لا غير ، قال الله تعالى ( ويفعلون ما يؤمرون ) " انتهى . "مفتاح دار السعادة" (1/12) .



القول الثاني : أنهم قاسوه على أحوال من سلف قبل آدم على الأرض ، وهم الجن ، فقد سبقوا الإنسان في الأرض وكانوا يفسدون فيها ويسفكون الدماء ، فعلمت الملائكة أن البشر سيكونون على حال من سبقهم .

روي نحو هذا عن ابن عباس وأبي العالية ومقاتل . انظر "زاد المسير" (1/61)

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " قول الملائكة : ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) يرجِّحُ أنهم خليفة لمن سبقهم ، وأنه كان على الأرض مخلوقات قبل ذلك تسفك الدماء وتفسد فيها ، فسألت الملائكة ربها عزّ وجلّ : ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) كما فعل من قبلهم " انتهى . "تفسير القرآن الكريم" (1/آية 30) .



القول الثالث : أنهم فهموا ذلك من الطبيعة البشرية .

وهو الذي يبدو من اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "منهاج السنة" (6/149)

يقول العلامة الطاهر ابن عاشور : " وإنما ظنوا هذا الظن بهذا المخلوق من جهة ما استشعروه من صفات هذا المخلوق المستخلف ، بإدراكهم النوراني لهيئة تكوينه الجسدية والعقلية والنطقية ، إما بوصف الله لهم هذا الخليفة ، أو برؤيتهم صورة تركيبه قبل نفخ الروح فيه وبعده ، والأظهر أنهم رأوه بعد نفخ الروح فيه ، فعلموا أنه تركيب يستطيع صاحبه أن يخرج عن الجبلة إلى الاكتساب ، وعن الامتثال الى العصيان ... ، ومجرد مشاهدة الملائكة لهذا المخلوق العجيب المراد جعله خليفة في الأرض كاف في إحاطتهم بما يشتمل عليه من عجائب الصفات .. "

قال : " وفي هذا ما يغنيك عما تكلف له بعض المفسرين من وجه اطلاع الملائكة على صفات الإنسان قبل بدوها منه .. " انتهى مختصرا من "التحرير والتنوير" (1/230) .



القول الرابع : أنهم فهموا من قوله تعالى ( خليفة ) أنه الذي يفصل بين الناس ما يقع بينهم من المظالم ، ويردعهم عن المحارم والمآثم ، قاله القرطبي "الجامع لأحكام القرآن" (1/302) .

والمعنى : أنه إذا كان هناك خليفة يحكم بين الناس في المظالم ، فإنه يلزم من ذلك أن هؤلاء الناس تقع منهم المظالم .



وأنت ترى أخي السائل أنها أقوال مختلفة ليس على أي منها نصوص صريحة من الكتاب والسنة ، إنما هي استنباطات لأهل العلم ، قد تصيب وقد تخطئ ، وإنما أراد الله تعالى أن نتعلم ما في هذه القصة من العبرة والعظة ، وما كرم الله تعالى به الإنسان حين خلق آدم فأسجد له الملائكة ، وما سوى ذلك من تفاصيل القصة ، لا يضر الجهل بها ، لذلك لم يأت الكتاب ببيانها ، والله تعالى أعلم بالصواب .



تنبيه : ليس في هذا السؤال من الملائكة المكرمين لرب العزة سبحانه ، عن خلق آدم وذريته اعتراض على الحكمة ، أو معارضة لله سبحانه ، فإنهم منزهون عن ذلك . قال ابن كثير رحمه الله : وقول الملائكة هذا ليس على وجه الاعتراض على الله ، ولا على وجه الحسد لبني آدم ، كما قد يتوهمه بعض المفسرين , وقد وصفهم الله تعالى بأنهم لا يسبقونه بالقول ، أي : لا يسألونه شيئاً لم يأذن لهم فيه , .. وإنما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك ؛ يقولون: يا ربنا ما الحكمة في خلق هؤلاء ، مع أن منهم من يفسد في الأرض ويسفك الدماء ؟!! فإن كان المراد عبادتك فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، أي نصلي لك ... ولا يصدر منا شيء من ذلك, وهلا وقع الاقتصار علينا ؟

قال الله تعالى مجيباً لهم عن هذا السؤال : {إني أعلم مالا تعلمون} أي : إني أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف ، على المفاسد التي ذكرتموها ، مالا تعلمون أنتم ؛ فإني جاعل فيهم الأنبياء ، وأرسل فيهم الرسل ، ويوجد منهم الصديقون والشهداء والصالحون والعباد والزهاد والأولياء والأبرار والمقربون والعلماء والعاملون والخاشعون والمحبون له تبارك وتعالى المتبعون رسله صلوات الله وسلامه عليهم .. ) تفسير ابن كثير (1/69) .

والله أعلم .http://www.islamqa.com/ar/ref/128573

أبوأمير الحمصي
03-12-2012, 12:51 PM
جميل جداً... بارك الله فيك,

monsof
03-13-2012, 06:45 PM
موضوع في غاية الاهمية القصوى منذ فترة طويلة و انا ادرس هاته النقطة بالذات و لم اجد اجابات مقنعة و ما زاد دهشتي هي ان جميع الكائنات الحية تتشابه و تتقارب جدا في ما بينها خاصة في ناحية السلوك و الغريزة و الوظائف الحيوية
ايضا دائما يدور في فكري لمذا القرد تشبه البشر في عديد من الامور خاصة السلوكية منها و طريقة التزاوج و ما الى ذلك
اخر النظريات و الدراسة تخبرنا ان القرود تستطيع التعلم و العزف و الرسم لكن بأساليب بسيطة اليس هذا امر محير
الحقيقة اخي اعجبت بموضوعك و اريد من الاخوة المسلمين الذين لهم دراسة كاملة بالنظرية التطويرية مناقشة هذا الموضوع باسلوب ديني و علمي
هل لي اخي صاحب الموضوع ان تقدم لنا دلائل علمية لتقرب لي فهمك و تصورك مع نصوص القران و شكرا لك

عبدالله الشهري
03-13-2012, 09:56 PM
اشكر جميع من عرج على الموضوع.
زميلي monsof لدي كلام كثير حول هذا الموضوع لم يكتمل في ذهني تماماً ولكن راجع البريد الخاص.

monsof
03-14-2012, 10:38 AM
اشكر جميع من عرج على الموضوع.
زميلي monsof لدي كلام كثير حول هذا الموضوع لم يكتمل في ذهني تماماً ولكن راجع البريد الخاص.

شكرا على ردك السريع و اهتمامك انتظر منك تكملت الموضوع بفارغ الصبر
متابع باهتمام

محمد احمد السلامى
03-15-2012, 07:13 AM
((وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً)) -------> التطور الجزئى فى القران.

عربي
03-15-2012, 11:06 AM
هذا الموضوع طرح من قبل من كثير من المثقفين و المفكرين ، وأظن أن عبدالصبور شاهين تطرق لشيء من هذا القبيل عن الفرق بين البشر و الآدميين ، ورد عليه زغلول النجار ، وأظن أن رد زغلول النجار هو الأرجح لأنه نبهه أن المستحاثات الموجودة لا توحي بشيء واضح المعالم لتشكل علما قطعيا ، بل مجرد فرضيات تتبدل وتتغير ، و خلص إلى عدم الاستعجال والقفز إلى تفسير القرآن طبقا لفرضيات ما تزال في طور الدراسة ....

وعليه أقول مرورها كما جاءت ، لا نجتهد بتفسير الدين طبقا لوجود مستحاثات هنا وهناك وتفسيرات متضاربة ، فعلى سبيل المثال أذكر أني شاهدت برنامج في اليوتيوب حول انسان النياتدرال وسبب انقراضه ( المفترض ) ذلك أنهم كانوا يرجحون ( أي العلماء ) أنهم كان يعتمد على الصيد وعلى اللحم في أكله ، فعندما جاء الانسان الحديث نافسه على مناطق الصيد ، وكون الانسان الحديث يستطيع أن يأكل من النبات حين تقل الفرائس و لا يستطيع النياتدرال سوى أكل اللحم لذلك انقرض النياتدرال ... طبعا هذا كلام فارغ ولكن حتى نعلم مدى التخبط في المسألة .

فالنياتدرال يصنف من القردة العليا التي لا تشكل فيتامين سي في أجسامها ، ولا أدري بم النياتدرال استثناء عن ذلك ، ثم بعد ذلك ظهرت دراسة تبين أن النياتدرال كان يطبخ الحبوب ويأكلها بدليل وجود بذرة في سن أحد المستحاثات ، يعني الموضوع كله تحزير في تحزير ولعب عيال ( بالمصري ) ، ولا يوجد علم حقيقي حتى نغير التفاسير طبقا لما استجد من علوم ... وإلا فأنا أستطيع أن أورد آيات أكثر تدل على التطور وليس فقط على وجود بشر قبل البشر .... لكن الموضوع كله لم يرق عن كونه فلسفة تفسيرية وليس حقائق علمية.

أذكركم أن ( أردي ) التي جعلوها منتصبة جاء من يشكك بكونها منتصبة ، فلا نفاجأ بعد فترة إن ظهرت دراسة تنقض كون ( لوسي ) أيضا منتصبة خصوصا أن لا عمود فقري ظاهر لها يدل على شكل s المنتصب ، ولن ينولنا سوى تغيير مفاهيم وتفسيرات الدين طبقا لمخرف أراد الشهرة والمال في فترة من الزمن ونحن من بلعنا الطعم .

إلى حب الله
03-15-2012, 12:58 PM
بارك الله فيك أخي عربي ...
كلامك موزون ٌكله ما شاء الله ...

بل أزيدك :
ليس النياندرتال فقط هو الخرافة بل : هو أحد كل خرافاتهم لإثبات إنسان ما قبل الإنسان !
وأمثال هذه الخرافات التي نشروها في العالم بالأكاذيب العلمية والإعلامية :
هي التي أوقعت في فخاخهم علماءً وشيوخا ًفذكروا التطور في كتاباتهم ..
سواء في مناطق متفرقة من كتبهم : أو خصوا الموضوع بكتاب منفرد مثل الدكتور عبد الصابور شاهين :
غفر الله للمجتهد المخلص منهم ...
والذي انخدع برؤية فارق ٍمزعوم بين الدين والعلم : فأراد رتقه ..

وأما تساؤل الزميل منصف ...
فأنماط الحياة المتشابهة بين الكائنات الحية ومنها الإنسان : تدل على الاشتراك العام في صفات الحياة ..
من أكل وشرب وتكاثر واحتيال للرزق ... إلخ
وأما تميز كل صنف بصفات وقدرات عن الآخرين : فهي تدل على أن الإنسان لم يجمع أكمل ما في الكل !
بل في النمل والنحل صفات : يفوقونه بها !!.. وكذلك كل كائن حي : له من الصفات والقدرات والعلوم
التي أوحاها الله له وهداه لها :
ما يفوق الإنسان فيها بمفردها ... " ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه : ثم هدى " !!!..

ولكن يبقى تفرد الإنسان بين مخلوقات الله عز وجل ...
" يا أيها الإنسان .. ما غرك بربك الكريم ؟!!.. الذي خلقك فسواك فعدلك :
في أي صورة ما شاء ركبك " !!!..

فالله تعالى هو الذي قضى بتفرد الإنسان بطول القامة واتزان المشية والعقل المفكر الواعي المُختار والقدرة
على التفكير والإبداع والاختراع في تدابير الحياة إلخ ...

وأما عن التشابه الكبير بين الشمبانزي أو القرود خاصة : وبين الإنسان :
فهو تشابه ظاهري : يُنبه الإنسان لقدرة الله تعالى التي سواه بها بدلا ًمن هذا التكوين الحيواني للقرود
وغيرهم : والتي عدل قامته بها ولم يتركه منحنيا ً: فاتسع إدراك بصره وأفقه وتفكيره وصار لا ينظر بثبات
فقط إلى الأمام بل : إلى الأعلى أيضا ًمستلهما ًحقائق الكون والسماء !!!..
فلولا تكريم الله تعالى له : لكان ركبه في أي صورة من هذه الحيوانات : ولا سيما أقربهم إليه للعبرة وهم
القرود !!!..
يقول عز وجل :
" ولقد كرمنا بني آدم .. وحملناهم في البر والبحر .. ورزقناهم من الطيبات .. وفضلناهم على كثير ممن
خلقنا : تفضيلا ً" !!!!...

والله الموفق ..

monsof
03-15-2012, 02:14 PM
بارك الله فيك أخي عربي ...
كلامك موزون ٌكله ما شاء الله ...

بل أزيدك :
ليس النياندرتال فقط هو الخرافة بل : هو أحد كل خرافاتهم لإثبات إنسان ما قبل الإنسان !
وأمثال هذه الخرافات التي نشروها في العالم بالأكاذيب العلمية والإعلامية :
هي التي أوقعت في فخاخهم علماءً وشيوخا ًفذكروا التطور في كتاباتهم ..
سواء في مناطق متفرقة من كتبهم : أو خصوا الموضوع بكتاب منفرد مثل الدكتور عبد الصابور شاهين :
غفر الله للمجتهد المخلص منهم ...
والذي انخدع برؤية فارق ٍمزعوم بين الدين والعلم : فأراد رتقه ..

وأما تساؤل الزميل منصف ...
فأنماط الحياة المتشابهة بين الكائنات الحية ومنها الإنسان : تدل على الاشتراك العام في صفات الحياة ..
من أكل وشرب وتكاثر واحتيال للرزق ... إلخ
وأما تميز كل صنف بصفات وقدرات عن الآخرين : فهي تدل على أن الإنسان لم يجمع أكمل ما في الكل !
بل في النمل والنحل صفات : يفوقونه بها !!.. وكذلك كل كائن حي : له من الصفات والقدرات والعلوم
التي أوحاها الله له وهداه لها :
ما يفوق الإنسان فيها بمفردها ... " ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه : ثم هدى " !!!..

ولكن يبقى تفرد الإنسان بين مخلوقات الله عز وجل ...
" يا أيها الإنسان .. ما غرك بربك الكريم ؟!!.. الذي خلقك فسواك فعدلك :
في أي صورة ما شاء ركبك " !!!..

فالله تعالى هو الذي قضى بتفرد الإنسان بطول القامة واتزان المشية والعقل المفكر الواعي المُختار والقدرة
على التفكير والإبداع والاختراع في تدابير الحياة إلخ ...

وأما عن التشابه الكبير بين الشمبانزي أو القرود خاصة : وبين الإنسان :
فهو تشابه ظاهري : يُنبه الإنسان لقدرة الله تعالى التي سواه بها بدلا ًمن هذا التكوين الحيواني للقرود
وغيرهم : والتي عدل قامته بها ولم يتركه منحنيا ً: فاتسع إدراك بصره وأفقه وتفكيره وصار لا ينظر بثبات
فقط إلى الأمام بل : إلى الأعلى أيضا ًمستلهما ًحقائق الكون والسماء !!!..
فلولا تكريم الله تعالى له : لكان ركبه في أي صورة من هذه الحيوانات : ولا سيما أقربهم إليه للعبرة وهم
القرود !!!..
يقول عز وجل :
" ولقد كرمنا بني آدم .. وحملناهم في البر والبحر .. ورزقناهم من الطيبات .. وفضلناهم على كثير ممن
خلقنا : تفضيلا ً" !!!!...

والله الموفق ..

شكرا لردك و اهتمامك اخي المحترم أبو حب الله، ارجو من صاحب الموضوع التكلمة لانه موضوع مميز و مشوق

عبدالله الشهري
03-15-2012, 02:53 PM
هذا الموضوع طرح من قبل من كثير من المثقفين و المفكرين ، وأظن أن عبدالصبور شاهين تطرق لشيء من هذا القبيل عن الفرق بين البشر و الآدميين ، ورد عليه زغلول النجار ، وأظن أن رد زغلول النجار هو الأرجح لأنه نبهه أن المستحاثات الموجودة لا توحي بشيء واضح المعالم لتشكل علما قطعيا ، بل مجرد فرضيات تتبدل وتتغير ، و خلص إلى عدم الاستعجال والقفز إلى تفسير القرآن طبقا لفرضيات ما تزال في طور الدراسة ....

وعليه أقول مرورها كما جاءت ، لا نجتهد بتفسير الدين طبقا لوجود مستحاثات هنا وهناك وتفسيرات متضاربة ، فعلى سبيل المثال أذكر أني شاهدت برنامج في اليوتيوب حول انسان النياتدرال وسبب انقراضه ( المفترض ) ذلك أنهم كانوا يرجحون ( أي العلماء ) أنهم كان يعتمد على الصيد وعلى اللحم في أكله ، فعندما جاء الانسان الحديث نافسه على مناطق الصيد ، وكون الانسان الحديث يستطيع أن يأكل من النبات حين تقل الفرائس و لا يستطيع النياتدرال سوى أكل اللحم لذلك انقرض النياتدرال ... طبعا هذا كلام فارغ ولكن حتى نعلم مدى التخبط في المسألة .

فالنياتدرال يصنف من القردة العليا التي لا تشكل فيتامين سي في أجسامها ، ولا أدري بم النياتدرال استثناء عن ذلك ، ثم بعد ذلك ظهرت دراسة تبين أن النياتدرال كان يطبخ الحبوب ويأكلها بدليل وجود بذرة في سن أحد المستحاثات ، يعني الموضوع كله تحزير في تحزير ولعب عيال ( بالمصري ) ، ولا يوجد علم حقيقي حتى نغير التفاسير طبقا لما استجد من علوم ... وإلا فأنا أستطيع أن أورد آيات أكثر تدل على التطور وليس فقط على وجود بشر قبل البشر .... لكن الموضوع كله لم يرق عن كونه فلسفة تفسيرية وليس حقائق علمية.

أذكركم أن ( أردي ) التي جعلوها منتصبة جاء من يشكك بكونها منتصبة ، فلا نفاجأ بعد فترة إن ظهرت دراسة تنقض كون ( لوسي ) أيضا منتصبة خصوصا أن لا عمود فقري ظاهر لها يدل على شكل s المنتصب ، ولن ينولنا سوى تغيير مفاهيم وتفسيرات الدين طبقا لمخرف أراد الشهرة والمال في فترة من الزمن ونحن من بلعنا الطعم .
اشكرك أخي عربي على هذه التنبيهات العامة وكلام الأخ أبي حب الله عندما قال:"كلامك موزون ٌكله ما شاء الله .." ينطبق على مشاركتك إذا كانت على هامش الموضوع أما إن كانت ردّاً أو تعقباً على موضوعي فكلامك - مع حفظ جناب التقدير لشخصك - تعوزه الدقة ويبدو أن موضوعي لم يُقرأ بتمعن أو لم يُفهم باعثه بشكل كاف.
لست بصدد إثبات توافق التطور مع القرآن ولا أنوي ذلك ولست بصدد محاولة أو تكلف ذلك، بل ولا حتى إثبات "بشر قبل بشر" فإن هذا تعبير تعوزه الدقه لم يرد فيما كتبته أعلاه. ما فعلته لم يخرج عن التفسير الذي تحتمله الآيات مدعماً بأقوال أئمة التفسير واللغة، ولعلك لحظت أني شديد البطء في موضوع كهذا لحساسيته الشديدة ولأهمية مراعاة قواعد التفسير على منهج أئمة السلف رحمهم الله. كان حديثي هنا عن نقطة محددة وعالجت فيها مسألة واحدة معينة وهي مبسوطة فيما سبق بما يغني عن إعادتها هنا ويسرني أن تكون هي موضع النقاش في ضوء المنهج العلمي الشرعي الذي رسمه أئمتنا رحمهم الله.
اقبل خالص عذري وشكري، والله الموفق.

elmorsy
03-15-2012, 04:03 PM
جزاك الله خيراً استاذى الكريم ..
بالفعل هو مجرد أجتهاد..لكن لا علاقة له بإثبات نظرية التطور او المحاولة إلى نسب الإنسان إلى غير الأصل الآدمى
بل هو محاولة لتفسير ظاهرة وجود كائنات وسيطة..هذا على حد ما فهمت من كلام السيد عبد الله الشهرى
فهل فهمى سليم استاذى الكريم ؟؟

عبدالله الشهري
03-15-2012, 05:33 PM
جزاك الله خيراً استاذى الكريم ..
بالفعل هو مجرد أجتهاد..لكن لا علاقة له بإثبات نظرية التطور او المحاولة إلى نسب الإنسان إلى غير الأصل الآدمى
بل هو محاولة لتفسير ظاهرة وجود كائنات وسيطة..هذا على حد ما فهمت من كلام السيد عبد الله الشهرى
فهل فهمى سليم استاذى الكريم ؟؟
سليم مائة بالمائة، ولو تأملنا قليلاً لوجدنا أن إساءة تفسير وجود هذه الكائنات الوسيطة - على فرض وجودها وفق تصور معين - هو في حد ذاته مما يؤسس بقوة للإيمان بوجود التطور، أو تطورٍ ما. أنا أزعم أني خالفتهم في جانب وأوافقهم في جانب. وافقتهم - بما ظهر لي من القرآن وأقوال المفسرين - في القول بأن وجود هذه الكائنات التي تُقارب الإنسان محتمل وغير ممتنع إطلاقاً ويوجد ما يمكن أن يشهد له في القرآن وخالفتهم في القول بأن هذه الكائنات ليست "حلقة وصل" وإنما "حلقة فصل" بين عهدهم وعهد بني آدم، وذلك بالاعتماد على معنى البدلية أو الاستبدال الكامن في دلالة الآية، فنحن بدل من أولئك ولسنا امتداداً لهم، يشهد لهذا قوله تعالى (والله أنبتكم من الأرض نباتا) والإنبات عملية مستقلة من اللحظة الأولى في أصل النشأة إلى اللحظة الأخيرة في مآلها، فيمكن أن نقول أن الله أنبت الجنس البشري من أرض هذا الكوكب بعد أن أهلك تلك الكائنات، ولا يُشترط في الإهلاك أن يكون كارثة طبيعية تستأصل ذلك النوع أو نحوه وإنما يجوز أن يكون عن طريق الإنقراض المتدرج مع مرور الأزمنة، وفي اللغة يُطلق الهلاك على الإنسان حتى لو مات ميتة عادية، كما يُقال: هلك فلان عن كذ وكذا، وقد قال الله تعالى (كل شيء هالك إلا وجهه) ولكل شيء طريقة معينة في المرور بالهلاك والانتهاء به، فالمعادن لها هلاك، والنبات له هلاك، والحيوان له هلاك، كل نظام عاقل أو غير عاقل يهلك بطريقةٍ ما...الحديث في هذا الموضوع لم يختمر - كما يقال - عندي على نحو مُرضي ولكني آمل أن ييسر الله إتمامه، والله تعالى أعلم.

shahid
03-15-2012, 10:18 PM
الاخ الدكتور عبد الله الشهري مع احترامي الكبير لك : سؤال عن الكائنات الوسيطة هذه ، هل هي قبل آدم ام بعده ؟ فالذي نعرفه ان الله خلق آدم في اتم صورة وادخله الجنة ولبث فيها ما شاء الله حتى قضى فيها اجله ثم نزل الى الارض ، فمتى كان وسيطاً ؟ حين كان في الجنة ام بعدما نزل منها ؟ لا اعتقد انه يستقيم عقلا ان نتصور آدم وهو في الجنة التي هي سحر الجمال يتفيأ ظلالها وهو كائن وسيط شبيه بالشمبانزي او اقل !
ام ان المقصود امر آخر لم افهمه ؟
اتمنى التوضيح سددك الله وجنبك الزلل .

monsof
03-16-2012, 01:20 PM
الاخ الدكتور عبد الله الشهري مع احترامي الكبير لك : سؤال عن الكائنات الوسيطة هذه ، هل هي قبل آدم ام بعده ؟ فالذي نعرفه ان الله خلق آدم في اتم صورة وادخله الجنة ولبث فيها ما شاء الله حتى قضى فيها اجله ثم نزل الى الارض ، فمتى كان وسيطاً ؟ حين كان في الجنة ام بعدما نزل منها ؟ لا اعتقد انه يستقيم عقلا ان نتصور آدم وهو في الجنة التي هي سحر الجمال يتفيأ ظلالها وهو كائن وسيط شبيه بالشمبانزي او اقل !
ام ان المقصود امر آخر لم افهمه ؟
اتمنى التوضيح سددك الله وجنبك الزلل .



حسب ما فهمت من موضوع الأخ الدكتور عبد الله الشهري كانت هناك كائنات حية شبيهة بالانسان قبل خلق آدم و هاته الكائنات افسدت في الأرض فبدلها الله بخلق أخر وهو آدم و حسب فحوى الموضوع هاته الكائنات لم تهلك مباشرة بل على مراحل من الزمن و هذا ما يفسر بقايا هاته الكائنات الشبيهة بالانسان في المتحجرات او ما يسمى انسان النيتيدال او الانسان الغير العاقل
و هاته الكائنات شبيهة جدا بالقردة العليا او الشمبانزي
لكن اانا اطرح للاخ الدكتور سؤال مباشر هل هاته الكائنات البدائية قبل الانشان و سلالتها انقرضت الان ام تطورت منها القرود العليا والشمبنزي و شكرا جزيلا لك ?

لكن ما أريد أن افهمه من كلام الاخ الدكتور هل هاته الكائنات الآولية هي التي تطورت منها القرود الآن?

monsof
03-16-2012, 02:24 PM
اريد ان اضيف نقطة مهمة جدا كانت في السابق هي سبب خروجي من المسيحية و الدخول في عالم الاديني هي مسآلة خلق آدم في الكتب المقدسة حيث في العهد الجديد في كل من الكتب المقدسة لم تتكلم و تتحدث عن خلق آدم و هي مسآلة مهمة جدا و كأن الاناجيل تجاهلت هاته المسآلة و هي خلق آدم
بينما في بحثي وجدت ان الانجيل الوحيد الذي تكلم عن خلق ادم و هو انجيل برنابا الذي لا يعتد به في المسيحية و لا يعتبرونه انجيلا لان ذلك يخالف مصالح الكنيسة و الديانة المسيحية بصفة خاصة و خاصة ذكر اسم النبي محمد في هذا الانجيل و هذا ما جاء في إنجيل برنابا عن خلق آدم

لما خلق الله كتلة من التراب ، وتركها خمسا وعشرين ألف سنة ، علم الشيطان الذي كان بمثابة كاهن ورئيس للملائكة لما كان عليه من الإدراك العظيم أن الله سيأخذ من تلك الكتلة مائة وأربعة وأربعين ألفا موسومين بسمة النبوة ورسول الله الذي خلق الله روحه قبل كل شيء آخر بستين ألف سنة ، ولذلك غضب الشيطان فأغرى الملائكة قائلا : ( انظروا سيريد الله يوما ما أن نسجد لهذا التراب ، وعليه فتبصروا في أننا روح وأنه لا يليق أن نفعل ذلك ) ، من ثم قال الله يوما لما التأمت الملائكة كلهم ( ليسجد توا كل من اتخذني ربا لهذا التراب ، فسجد له الذين أحبوا الله ، أما الشيطان والذين كانوا على شاكلته فقالوا : ( يا رب أننا روح ولذلك ليس من العدل أن نسجد لهذه الطينة، ولما قال الشيطان ذلك أصبح هائلا ومخوف النظر، وأصبح إتباعه مقبوحين ، لأن الله أزال بسبب عصيانهم الجمال الذي جمًّلهم به لما خلقهم ، فلما رفع الملائكة الأطهار رؤوسهم رأوا شدة قبح الهولة التي تحول الشيطان إليها ، وخر أتباعه على وجوههم إلى الأرض خائفين ، حينئذ قال الشيطان : ( يا رب إنك جعلتني قبيحا ظلما ولكنني راض بذلك لأني أروم أن أبطل كل ما فعلت ) ، وقالت الشياطين الأخرى : ( لا تدعه ربا يا كوكب الصبح لأنك أنت الرب) حينئذ قال الله لأتباع الشيطان : ( توبوا واعترفوا بأنني أنا الله خالقكم ) أجابوا : ( إننا نتوب عن سجودنا لك لأنك غير عـادل ، ولكن الشيطـان عـادل وبريء وهـو ربنا ) حينئذ قـال الله : ( انصرفوا عني أيها الملاعين لأنه ليس عندي رحمة لكم وبصق الشيطان أثناء انصرافه على كتلة التراب ، فرفع جبريل ذلك البصاق مع شيء من التراب فكان للإنسان بسبب ذلك سرة في بطنه.
لما طرد الله الشيطان ، وطهر الملاك جبريل تلك الكتلة من التراب التي بصق عليها الشيطان ، خلق الله كل شيء حي من الحيوانات التي تطير ومن التي تدب وتسبح ، وزين العالم بكل ما فيه، ثم أعطى الله نفسه للإنسان وكانت الملائكة كلها ترنم : (اللهم ربنا تبارك اسمك القدوس) فلما انتصب آدم على قدميه رأى في الهـواء كتابة تتألق كالشمس نصها (( لا إله إلا الله ومحمد رسـول الله )) ، ففتح حينئذ آدم فاه وقال : (أشكرك أيها الرب إلهي لأنك تفضلت فخلقتني ، ولكن أضرع إليك أن تنبأني ما معنى هذه الكلمات (( محمد رسـول الله)) ، فأجاب الله : ( مرحبا بك يا عبدي آدم ، وإني أقول لك أنك أول إنسان خلقت ، وهذا الذي رأيته إنما هو ابنك الذي سيأتي إلى العالم بعد الآن بسنين عديدة ، وسيكون رسولي الذي لأجله خلقت كل الأشياء ، الذي متى جاء سيعطى نورا للعالم ، الذي كانت نفسه موضوعة في بهاء سماوي ستين ألف سنة قبل أن أخلق شيئا ) .
فقبّل الإنسان الأول بحنو أبوي هذه الكلمات ، ومسح عينيه وقال : ( بورك ذلك اليوم الذي سيأتي فيه إلى العالم ) وأقام الزوجين سيدي الجنة ، وقال لهما : ( أنظروا إني أعطيكما كل ثمر لتأكلا منه خلا التفاح والحنطة ) ثم قال : ( احذروا أن تأكلا شيئا من هذه الأثمار ، لأنكما تصيران نجسين ، فلا أسمح لكما بالبقاء هنا بل أطردكما ويحل بكما شقاء عظيم ) فتمثل الشيطان للمرأة ملاكا جميلا وقال لها : ( لماذا لا تأكلان من هذا التفاح وهذه الحنطة ؟ ) أجابت حواء : ( قال لنا إلهنا إنا إذا أكلنا منها صرنا نجسين ولذلك يطردنا من الجنة ) إذا كنت وعشيرك تعملان بنصيحتي فإنكما تأكلان من هذه الأثمار كما تأكلان من غيرها ، ولا تلبثا خاضعين لآخرين ، بل تعرفان الخير والشر كالله وتفعلان ما تريدان ، لأنكما تصيران ندين لله) (فأكلا منها ) حينئذ علم كلاهما أنهما كانا عريانين ، فلذلك استحيا وأخذا أوراق التين وصنعا ثوبا لسوأتهما ثم قال الله لآدم وحواء اللذين كانا ينتحبان : ( أخرجا من الجنة ، وجاهدا أبدانكما ولا يضعف رجاؤكما ، لأني أرسل ابنكما على كيفية يمكن بها لذريتكما أن ترفع سلطة الشيطان عن الجنس البشري ، لأني سأعطي رسولي الذي سيأتي كل شيء ، فاحتجب الله وطردهما الملاك ميخائيل من الفردوس ، فلما التفت آدم رأى مكتوبا فوق الباب : (( لا إله إلا الله محمد رسول الله )) فبكى عند ذلك وقال : ( أيها الابن عسى الله أن يريد أن تأتي سريعا وتخلصنا من هذا الشقاء)

عبدالله الشهري
03-16-2012, 02:37 PM
أعِدكم بالجواب المفصّل على مراحل بحول الله لاحقاً عندما انتهي من أسفاري وأعمالي الحالية، فموضوع كهذا حقّه أن أعامله معاملة جادّة متزنة قدر المستطاع.
وبالنسبة لك زميلي monsof واصل البحث وافتح قلبك للحق أياً كان...تصل.

monsof
03-16-2012, 03:16 PM
أعِدكم بالجواب المفصّل على مراحل بحول الله لاحقاً عندما انتهي من أسفاري وأعمالي الحالية، فموضوع كهذا حقّه أن أعامله معاملة جادّة متزنة قدر المستطاع.
وبالنسبة لك زميلي monsof واصل البحث وافتح قلبك للحق أياً كان...تصل.

شكرا جزيلا لك يا أخ عبد الله شهري نعم انا اجتهد بتحكيم العقل و التعمق في البحث و الموضوع و انا انتظر منك تتمت الموضوع بفارغ الصبر لآن في فكري بعض الآفكار التي استنتجتها بخصوص هذا الموضوع.