noname
09-30-2011, 10:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
دائما ما يتحفنا الملحدون بشعاراتهم البراقة واسماهيم الرنانة
والتي يدور بعضها حول العقل والتفكير
فتجد البعض يسمي نفسه بالعقلاني و بالمفكر حتى انك تجد بعضهم يسمي معرفه الشخصي بعبد العلم
ولا اعلم ماسبب انتشار هذه الشعارات بين الملحدين ربما هي عقدة نقص تجاه العقل يحاول ان يتغلب عليها بهذه الشعارات الجوفاء
دعنا من موضوع التسمية
لنرى موقع العقل من الاعراب في الالحاد
اولا العقل كمادة:-
1- عند الماديين العقل مجرد شيء مادي ليس له اي وجود خارج الجمجمة ويتسنى لهم ان يطلقوه على الدماغ او العكس
لذا نرى أن أحد الفلاسفة الماديين المعروفين وهو "كارل فخت"ة
Karl Vogt
يقول: "إن المخ يفرز الفكر بيعين الطريقة التي يفرز الكبد الصفراء والكلية البول"[1].
يقول الاستاذ ابو مريم حفظه الله في هذا الصدد
والعجيب أننا نجد فى هذا العصر الحديث من لا يدرك حقائق كان القدماء ينظرون إليها وكأنها أقرب إلى البديهيات؛ يقول رسل : ((ليس وراء نشأة الإنسان غاية أو تدبير، إن نشأته وحياته و آماله وعواطفه وعقائده، ومخاوفه ، ليست إلا نتيجة لاجتماع ذرات جسمه عن طريق المصادفة)) .
فى القرن التاسع عشر وفى ذروة الموجة الإلحادية العارمة التى اجتاحت العالم على إثر الثورة على الكنيسة والتى مثلت فى أذهان السطحيين منهم سلطة الدين بل وجود الله تعالى- ترددت فى أوساط الماديين عبارات من قبيل إن ((علم وظائف الأعضاء سيوسع فى المستقبل شيئا من عالم المادة وقوانينها إلى أن يصبح مساويا فى امتداده نطاق المعرفة والشعور والعمل ))(3 ) لقد تصور عباد العلم فى ذلك العصر أن بإمكان العلم أن يبرر لهم العقل ماديا لينضم بذلك إلى نظرياتهم فى النشوء والارتقاء، وتكتمل صورتها، ويصح لهم ساعتها أن يقولوا وبكل ثقة: إن المادة هى كل شىء وأن الإنسان مادى نشأ من انفعالات تحكمها الصدفة والانتروبى فى نظام مغلق .
لقد انتظر هؤلاء من القرن العشرين أن يجيب على تلك التساؤلات حول علاقة العقل بالمادة ، انتظروا أن يفسر لهم العقل كيميائيا كما تفسر الوظائف الفسيولوجية ، وقد كان هذا القرن بلا شك حافلا بكثير من الاكتشافات لكنها لم تكن فى صالح تلك النظرة الإلحادية بل كانت فى اتجاه آخر معاكس تماما بدأه السير تشارلز شرنجتون مؤسس فسيولوجيا الأعصاب الحديثة، ونتيجة بحوثه المكثفة فى مجال الدماغ والجهاز العصبى والدماغ خلص إلى ما يلى :
(( هكذا ظهر فرق جذرى بين الحياة والعقل؛ فالحياة هى مسألة كيميائية وفيزيائية أما العقل فهو يستعصى على الكيمياء والفيزياء)) ويقصد بالحياة الإشارة إلى التغذية الذاتية والأيض والنمو فهو يقول عن هذه الظواهر إنها تتم بواسطة قوانين الفيزياء والكيمياء، ويمكن تفسيرها بلغة هذين العلمين أما أنشطة العقل فهى تتجاوز آليات الفيزياء والكيمياء .
ويوافق على ذلك السير جون أليكس المتخصص فى مجال الأعصاب فيقول: (( التجارب التى تتم على الوعى تختلف فى نوعها كل الاختلاف عما يحدث فى آلية الأعصاب ومع ذلك فإن ما يحدث فى آلية الأعصاب شرط ضرورى للتجربة وإن كان هذا شرطا غير كاف ))( ) و من التجارب البارزة في هذا المجال ما قام به عالم الأعصاب ( بنفليد ) من أبحاث نشرها في كتابه the mystery of mind حيث سجل ملاحظاته من خلال تجربته على دماغ الإنسان بواسطة التنبيه الكهربائي، فقرر أنه ((ليس في قشرة الدماغ أي مكان يستطيع التنبه الكهربائي فيه أن يجعل المريض يعتقد، أو يقرر شيئا.
فالتيار الكهربائي يستطيع أن يجعل جزءا من الجسم يتحرك لكنه لا يستطيع أن يجعل الإنسان يريد أن يحرك هذا الجزء من جسمـه )).
ومن اسخف الامور التي يستدلون بها على مادية القول قولهم بما ان حبوب الهلوسة مادية وهي تؤثر على العقل فاذا العقل مادي
وردنا عليهم باختصار ان الدماغ شرط ضروري للتعقل ولكنه ليس شرط كافي
مثلا
عندي تلفاز توقف عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي فهل هذا يعني ان التيار الكهربائي هو السبب الوحيد لعمل التلفاز
هذا يعني ان الكهرباء شرط ضروري ولكنها ليست شرط كافي
فالكهرباء وحدها لا تنقل لك الصوت والصورة بل تحتاج لمعدات اخرى
الخلاصة نحن ننقاش عن كفاية الكتلة الموجودة على الرأس لعملية التعقل والملحد يناقش في ضروريتها
لا تعليق
وقد يقول بعضهم اننا ننفي مادية العقل بسبب جهلنا بتفسير ظاهرة الادراك
والحقيقة ان موقفنا ليس بسبب الجهل بل هذا ما يفرضه المنطق الصحيح
فنحن نعلم ان المادة لا يمكن ان تنتج معلومة فيجب ان يكون هناك معنى للمعلومة قبل وجودها
مثلا لنأخذ جريدة أو مجلة أو كتابًا فسنرى أن الكتاب يتألف من ورق وحبر ومن المعلومات الموجودة فيه. هنا يجب التمييز بين الورق والحبر وبين المعلومات التي يضمها الكتاب. فالحبر والورق عناصر مادية. ومصادرها مادية أيضا فالورق من السليلوز والحبر من مواد كيمياوية.
أما المعلومات المندرجة في الكتاب فهي ليست مادية ومصدرها هو ذهن الكاتب. وهو يسطر أفكاره إما على الطابعة أو يسجلها في الحاسبة الإلكترونية ثم يرسلها إلى المطبعة. ونستطيع أن نقول بأنه حتى الورق والحبر والمطبعة لم تظهر بشكلها المنظم القابل للاستعمال إلا بفعل نشاط الذهن الإنساني، فالعقل الإنساني هو الذي خطط لصناعة الورق والحبر والمطبعة وجعلها صالحة للقيام بهذه المهمة.
يقول العالم الألماني "البرفيسور الدكتور وورنر كيت
Prof. Dr. Werner Gitt"
مدير المعهد الفدرالي للفيزياء والتكنولوجيا ما يأتي حول هذا الموضوع:
(إن أي منظومة لتسجيل المعلومات ناتجة على الدوام من جهد ذهني. ويجب الانتباه إلى أن المادة لا تستطيع القيام بتسجيل أي معلومة ولا تطوير أي منظومة في هذا الصدد. وقد دلت جميع التجارب بأنه لكي تظهر معلومة للوجود فلا بد من وجود عقل يقوم بهذا بإرادته الحرة وبخاصية الإبداع فيه. وليس هناك أي قانون في الطبيعة ولا أي مرحلة فيزيائية أو أي ظاهرة مادية تستطيع تأمين وإخراج أي معلومة إلى الوجود. أي لا يوجد أي قانون في الطبيعة ولا أي مرحلة فيزيائية تستطيع خلق معلومات بشكل تلقائي أو آلي). 2
لذلك نجد نرى العالم التطوري "جورج وليامس
George C. Williams"
، وهو من أشهر المدافعين عن نظرية التطور يقول في مقالة له كتبها عام 1995م ما يأتي:
(لم يستطع علماء الأحياء من أنصار التطور إدراك أنهم يعملون في ساحتين مختلفتين، وهما ساحة المادة وساحة المعرفة. ولا يمكن أن تتوحد هاتان الساحتان في ساحة واحدة عن طريق "الإرجاع" أو "الاختزال". والجينات هي رزم صغيرة للمعلومات أكثر من كونها مواد صماء. وعندما نتكلم عن مفاهيم في علم الأحياء مثل الجينات وحوض الجينات فنحن نتكلم عن المعلومات المخزونة فيها وليس عن مادتها. وهذا يبين لنا أن هناك ساحتين مختلفتين هما ساحة العلم أو المعلومات المخزونة وساحة المادة. لذا يجب البحث بشكل مستقل عن مصادر هاتين الساحتين المختلفتين)[3[.
انظر : أحمد أمين(مبادئ الفلسفة) صفحة 147 وكذلك انظر إلى مادة (الفلسفة المادية الحديثة Modern [1]Materialism) في دائرة المعارف البريطانية Encyclopaedia Britannica
[2] Werner Gitt,” In the Beginning Was Information”. CLV, Bielefeld, Germany, صفحة 107 و 141
[3]
George C.Willams,”The Third Culture:Beyond the Scientific Revolution”.(ed.John Brockman).New York,Simon & Schuster,1995 صفحة 42-4
2- مسألة الحرية والتخيير
كثيرا ما يقع المخالفون في هذه المغالطة وهي انتقاد خصومهم في اشياء موجودة في صميم مذهبهم
فعندما يقولون ان الدين يكبت الحرية في الحقيقة هم في اما يجهلون فكرهم او انهم يتجاهلون
فلا معنى للحرية في المادية وليست اختياراتك الا تفاعلات كيميائية لا تتحكم فيها انت بل هي ناتجة عن الظروف التي تقع عليك
فانت يا عزيزي ملحد ليس لانك كما تدعي
free thinker
بل لان الظروف التي تعرضت لها سوف تؤدي "حتما" الى ان تصبح ملحد و المؤمن نفس الشيء
طبعا هذا حسب الفكر المادي الالحادي
3- العقل والتطور
يقول الاستاذ عبد الله الشهري
قام الفيلسوف ألفن بلانتنجا alvin plantinga بتطوير برهان وضعهم في مأزق، وهو: إذا كان العقل قد طورته الطبيعة لتحقيق غاية البقاء أو الاستمرار للنوع البشري، فإن هذا يعني أن أحكام العقل الأخرى ثانوية أو لا وزن لها، مثل حكم كون الفكرة "حق" من عدمها، لأن هذه الميزة لم تكن غاية للتطور [1]. أي أن التطور أبكم أعمى لا يأبه لهذه الغاية، وبالتالي لا يمكن لأحد إطلاقاً أن يدّعي أنه يثق في أحكامه العقلية لأنها - كما تخوف من ذلك دارون نفسه - نتاج عقل تطوري من أجل بقاء النوع. وعلى الرغم من ذلك نجد اهتمام الناس بقيمة "الحق" في أحكامهم العقلية موجوداً وحاضراً بقوة، وفوق ذلك شعورهم الاضطراري بأنه يتوجب عليهم أن يثقوا في تميز عقولهم، وهذا عند الملحد والمؤمن على حد سواء.
فلا بد لكي نثق بأحكامنا العقلية التي نحكم بها على أنفسنا وعلى الناس والأشياء - لذلك ارتبك الملاحدة بخصوص أحكامهم وأفكارهم حول التطور نفسه أيثقون بها أم لا !! - أن يكون هناك كائن هو أصل كل حق [2]، وأيضاً أساس شعورنا [3] بأن عقولنا صالحة لإصدار أحكام صحيحة عن الأشياء، وإلا انفرط العقد بما فيه ووقعنا في هاوية لا قعر لها.
[1] قلتُ: حتى لو ادّعى مدّع أنه كان غاية للتطور لكان هذا أيضاً من تمام الحجة عليه، لأنه ادّعاء يشتمل على ركيزة من ركائز التصميم، ومن جهة أخرى هو ادّعاء يتضمن الخوض في بُعد ميتافيزيقي خالص، أي فوق طبيعي وهو مخالف لأصولهم المادية.
[2] من أسماء الله تعالى في القرآن "الحق".
[3] هناك فرق جوهري دقيق بين قولنا "شعورنا بأن أحكامنا أهل لاستحقاق الثقة" وقولنا "شعورنا بالثقة في أحكامنا"، فالحالة الأولى من الوعي أدق وأبلغ وأعمق، وهي حاضرة موجودة لا ينكرها إلا مجادل بالباطل.
اذا كان عقلك نتاج تطور عشوائي فكيف تثق في احكامه ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
دائما ما يتحفنا الملحدون بشعاراتهم البراقة واسماهيم الرنانة
والتي يدور بعضها حول العقل والتفكير
فتجد البعض يسمي نفسه بالعقلاني و بالمفكر حتى انك تجد بعضهم يسمي معرفه الشخصي بعبد العلم
ولا اعلم ماسبب انتشار هذه الشعارات بين الملحدين ربما هي عقدة نقص تجاه العقل يحاول ان يتغلب عليها بهذه الشعارات الجوفاء
دعنا من موضوع التسمية
لنرى موقع العقل من الاعراب في الالحاد
اولا العقل كمادة:-
1- عند الماديين العقل مجرد شيء مادي ليس له اي وجود خارج الجمجمة ويتسنى لهم ان يطلقوه على الدماغ او العكس
لذا نرى أن أحد الفلاسفة الماديين المعروفين وهو "كارل فخت"ة
Karl Vogt
يقول: "إن المخ يفرز الفكر بيعين الطريقة التي يفرز الكبد الصفراء والكلية البول"[1].
يقول الاستاذ ابو مريم حفظه الله في هذا الصدد
والعجيب أننا نجد فى هذا العصر الحديث من لا يدرك حقائق كان القدماء ينظرون إليها وكأنها أقرب إلى البديهيات؛ يقول رسل : ((ليس وراء نشأة الإنسان غاية أو تدبير، إن نشأته وحياته و آماله وعواطفه وعقائده، ومخاوفه ، ليست إلا نتيجة لاجتماع ذرات جسمه عن طريق المصادفة)) .
فى القرن التاسع عشر وفى ذروة الموجة الإلحادية العارمة التى اجتاحت العالم على إثر الثورة على الكنيسة والتى مثلت فى أذهان السطحيين منهم سلطة الدين بل وجود الله تعالى- ترددت فى أوساط الماديين عبارات من قبيل إن ((علم وظائف الأعضاء سيوسع فى المستقبل شيئا من عالم المادة وقوانينها إلى أن يصبح مساويا فى امتداده نطاق المعرفة والشعور والعمل ))(3 ) لقد تصور عباد العلم فى ذلك العصر أن بإمكان العلم أن يبرر لهم العقل ماديا لينضم بذلك إلى نظرياتهم فى النشوء والارتقاء، وتكتمل صورتها، ويصح لهم ساعتها أن يقولوا وبكل ثقة: إن المادة هى كل شىء وأن الإنسان مادى نشأ من انفعالات تحكمها الصدفة والانتروبى فى نظام مغلق .
لقد انتظر هؤلاء من القرن العشرين أن يجيب على تلك التساؤلات حول علاقة العقل بالمادة ، انتظروا أن يفسر لهم العقل كيميائيا كما تفسر الوظائف الفسيولوجية ، وقد كان هذا القرن بلا شك حافلا بكثير من الاكتشافات لكنها لم تكن فى صالح تلك النظرة الإلحادية بل كانت فى اتجاه آخر معاكس تماما بدأه السير تشارلز شرنجتون مؤسس فسيولوجيا الأعصاب الحديثة، ونتيجة بحوثه المكثفة فى مجال الدماغ والجهاز العصبى والدماغ خلص إلى ما يلى :
(( هكذا ظهر فرق جذرى بين الحياة والعقل؛ فالحياة هى مسألة كيميائية وفيزيائية أما العقل فهو يستعصى على الكيمياء والفيزياء)) ويقصد بالحياة الإشارة إلى التغذية الذاتية والأيض والنمو فهو يقول عن هذه الظواهر إنها تتم بواسطة قوانين الفيزياء والكيمياء، ويمكن تفسيرها بلغة هذين العلمين أما أنشطة العقل فهى تتجاوز آليات الفيزياء والكيمياء .
ويوافق على ذلك السير جون أليكس المتخصص فى مجال الأعصاب فيقول: (( التجارب التى تتم على الوعى تختلف فى نوعها كل الاختلاف عما يحدث فى آلية الأعصاب ومع ذلك فإن ما يحدث فى آلية الأعصاب شرط ضرورى للتجربة وإن كان هذا شرطا غير كاف ))( ) و من التجارب البارزة في هذا المجال ما قام به عالم الأعصاب ( بنفليد ) من أبحاث نشرها في كتابه the mystery of mind حيث سجل ملاحظاته من خلال تجربته على دماغ الإنسان بواسطة التنبيه الكهربائي، فقرر أنه ((ليس في قشرة الدماغ أي مكان يستطيع التنبه الكهربائي فيه أن يجعل المريض يعتقد، أو يقرر شيئا.
فالتيار الكهربائي يستطيع أن يجعل جزءا من الجسم يتحرك لكنه لا يستطيع أن يجعل الإنسان يريد أن يحرك هذا الجزء من جسمـه )).
ومن اسخف الامور التي يستدلون بها على مادية القول قولهم بما ان حبوب الهلوسة مادية وهي تؤثر على العقل فاذا العقل مادي
وردنا عليهم باختصار ان الدماغ شرط ضروري للتعقل ولكنه ليس شرط كافي
مثلا
عندي تلفاز توقف عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي فهل هذا يعني ان التيار الكهربائي هو السبب الوحيد لعمل التلفاز
هذا يعني ان الكهرباء شرط ضروري ولكنها ليست شرط كافي
فالكهرباء وحدها لا تنقل لك الصوت والصورة بل تحتاج لمعدات اخرى
الخلاصة نحن ننقاش عن كفاية الكتلة الموجودة على الرأس لعملية التعقل والملحد يناقش في ضروريتها
لا تعليق
وقد يقول بعضهم اننا ننفي مادية العقل بسبب جهلنا بتفسير ظاهرة الادراك
والحقيقة ان موقفنا ليس بسبب الجهل بل هذا ما يفرضه المنطق الصحيح
فنحن نعلم ان المادة لا يمكن ان تنتج معلومة فيجب ان يكون هناك معنى للمعلومة قبل وجودها
مثلا لنأخذ جريدة أو مجلة أو كتابًا فسنرى أن الكتاب يتألف من ورق وحبر ومن المعلومات الموجودة فيه. هنا يجب التمييز بين الورق والحبر وبين المعلومات التي يضمها الكتاب. فالحبر والورق عناصر مادية. ومصادرها مادية أيضا فالورق من السليلوز والحبر من مواد كيمياوية.
أما المعلومات المندرجة في الكتاب فهي ليست مادية ومصدرها هو ذهن الكاتب. وهو يسطر أفكاره إما على الطابعة أو يسجلها في الحاسبة الإلكترونية ثم يرسلها إلى المطبعة. ونستطيع أن نقول بأنه حتى الورق والحبر والمطبعة لم تظهر بشكلها المنظم القابل للاستعمال إلا بفعل نشاط الذهن الإنساني، فالعقل الإنساني هو الذي خطط لصناعة الورق والحبر والمطبعة وجعلها صالحة للقيام بهذه المهمة.
يقول العالم الألماني "البرفيسور الدكتور وورنر كيت
Prof. Dr. Werner Gitt"
مدير المعهد الفدرالي للفيزياء والتكنولوجيا ما يأتي حول هذا الموضوع:
(إن أي منظومة لتسجيل المعلومات ناتجة على الدوام من جهد ذهني. ويجب الانتباه إلى أن المادة لا تستطيع القيام بتسجيل أي معلومة ولا تطوير أي منظومة في هذا الصدد. وقد دلت جميع التجارب بأنه لكي تظهر معلومة للوجود فلا بد من وجود عقل يقوم بهذا بإرادته الحرة وبخاصية الإبداع فيه. وليس هناك أي قانون في الطبيعة ولا أي مرحلة فيزيائية أو أي ظاهرة مادية تستطيع تأمين وإخراج أي معلومة إلى الوجود. أي لا يوجد أي قانون في الطبيعة ولا أي مرحلة فيزيائية تستطيع خلق معلومات بشكل تلقائي أو آلي). 2
لذلك نجد نرى العالم التطوري "جورج وليامس
George C. Williams"
، وهو من أشهر المدافعين عن نظرية التطور يقول في مقالة له كتبها عام 1995م ما يأتي:
(لم يستطع علماء الأحياء من أنصار التطور إدراك أنهم يعملون في ساحتين مختلفتين، وهما ساحة المادة وساحة المعرفة. ولا يمكن أن تتوحد هاتان الساحتان في ساحة واحدة عن طريق "الإرجاع" أو "الاختزال". والجينات هي رزم صغيرة للمعلومات أكثر من كونها مواد صماء. وعندما نتكلم عن مفاهيم في علم الأحياء مثل الجينات وحوض الجينات فنحن نتكلم عن المعلومات المخزونة فيها وليس عن مادتها. وهذا يبين لنا أن هناك ساحتين مختلفتين هما ساحة العلم أو المعلومات المخزونة وساحة المادة. لذا يجب البحث بشكل مستقل عن مصادر هاتين الساحتين المختلفتين)[3[.
انظر : أحمد أمين(مبادئ الفلسفة) صفحة 147 وكذلك انظر إلى مادة (الفلسفة المادية الحديثة Modern [1]Materialism) في دائرة المعارف البريطانية Encyclopaedia Britannica
[2] Werner Gitt,” In the Beginning Was Information”. CLV, Bielefeld, Germany, صفحة 107 و 141
[3]
George C.Willams,”The Third Culture:Beyond the Scientific Revolution”.(ed.John Brockman).New York,Simon & Schuster,1995 صفحة 42-4
2- مسألة الحرية والتخيير
كثيرا ما يقع المخالفون في هذه المغالطة وهي انتقاد خصومهم في اشياء موجودة في صميم مذهبهم
فعندما يقولون ان الدين يكبت الحرية في الحقيقة هم في اما يجهلون فكرهم او انهم يتجاهلون
فلا معنى للحرية في المادية وليست اختياراتك الا تفاعلات كيميائية لا تتحكم فيها انت بل هي ناتجة عن الظروف التي تقع عليك
فانت يا عزيزي ملحد ليس لانك كما تدعي
free thinker
بل لان الظروف التي تعرضت لها سوف تؤدي "حتما" الى ان تصبح ملحد و المؤمن نفس الشيء
طبعا هذا حسب الفكر المادي الالحادي
3- العقل والتطور
يقول الاستاذ عبد الله الشهري
قام الفيلسوف ألفن بلانتنجا alvin plantinga بتطوير برهان وضعهم في مأزق، وهو: إذا كان العقل قد طورته الطبيعة لتحقيق غاية البقاء أو الاستمرار للنوع البشري، فإن هذا يعني أن أحكام العقل الأخرى ثانوية أو لا وزن لها، مثل حكم كون الفكرة "حق" من عدمها، لأن هذه الميزة لم تكن غاية للتطور [1]. أي أن التطور أبكم أعمى لا يأبه لهذه الغاية، وبالتالي لا يمكن لأحد إطلاقاً أن يدّعي أنه يثق في أحكامه العقلية لأنها - كما تخوف من ذلك دارون نفسه - نتاج عقل تطوري من أجل بقاء النوع. وعلى الرغم من ذلك نجد اهتمام الناس بقيمة "الحق" في أحكامهم العقلية موجوداً وحاضراً بقوة، وفوق ذلك شعورهم الاضطراري بأنه يتوجب عليهم أن يثقوا في تميز عقولهم، وهذا عند الملحد والمؤمن على حد سواء.
فلا بد لكي نثق بأحكامنا العقلية التي نحكم بها على أنفسنا وعلى الناس والأشياء - لذلك ارتبك الملاحدة بخصوص أحكامهم وأفكارهم حول التطور نفسه أيثقون بها أم لا !! - أن يكون هناك كائن هو أصل كل حق [2]، وأيضاً أساس شعورنا [3] بأن عقولنا صالحة لإصدار أحكام صحيحة عن الأشياء، وإلا انفرط العقد بما فيه ووقعنا في هاوية لا قعر لها.
[1] قلتُ: حتى لو ادّعى مدّع أنه كان غاية للتطور لكان هذا أيضاً من تمام الحجة عليه، لأنه ادّعاء يشتمل على ركيزة من ركائز التصميم، ومن جهة أخرى هو ادّعاء يتضمن الخوض في بُعد ميتافيزيقي خالص، أي فوق طبيعي وهو مخالف لأصولهم المادية.
[2] من أسماء الله تعالى في القرآن "الحق".
[3] هناك فرق جوهري دقيق بين قولنا "شعورنا بأن أحكامنا أهل لاستحقاق الثقة" وقولنا "شعورنا بالثقة في أحكامنا"، فالحالة الأولى من الوعي أدق وأبلغ وأعمق، وهي حاضرة موجودة لا ينكرها إلا مجادل بالباطل.
اذا كان عقلك نتاج تطور عشوائي فكيف تثق في احكامه ؟