المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مداخلاتي عن العلمانية والعلمانيين في المواقع تجميع لتسهيل الرجوع اليها



طارق منينة
10-03-2011, 11:19 PM
سأجعل هذا الرابط هو المرجع في مداخلاتي المتناثرة في المواقع المختلفة التي اكتب فيها، ولن اعرض هنا الا مااراه مناسبا للعرض ، وهو على العموم لتسهيل الرجوع اليه من موضع واحد او مكان واحد وسيكون هذا المكان هو منتدى التوحيد ويكون الرابط هو رابط التجميع.
ساحاول بقدر الامكان ان افصل المادة المعروضة عن سياقها المذكور فيه، الا اني سأعرض الرابط المقتبس منه المقطع المعين ،اسفل المقطع المعروض، لمن اراد ان يتابع اصل الموضوع وسبب كتابة المقطع.
لااخفيكم سبب امر فتح هذا الرابط فهو اولا سيوفر على بحث مرهق عن جمل مهمة كتبتها قبلا قد تنفع في سياق مادة بحث او كتاب او مقال.
اما ان يستفيد بها احد الاخوة فهذا شأن آخر ولااعرف هل مااكتبه كمداخلات ينفع للاستفادة ام لا ولكنه على كل حال امر قد قضي وكتب وأسأل الله ان ينفع به وان يلهمني رشدي.

طارق منينة
10-03-2011, 11:30 PM
علوم لابد منها للمنتصر للقرآن ، وكلام مهم عن اركون وهاشم صالح.
أظن أنه من اللازم أن يكون ،الذي ينتصر للقرآن، قد مر ، بمرحلة القراءة المعمقة -مثلا- لكتب الحوار مع النصارى والرد عليهم والإرث الكبير في هذا المجال بداية من رسالة الجاحظ في الرد على النصارى إلى الدفاع عن القرآن للدكتور بدوي ،مثلا،(ففي هذا الآخير رد على المستشرقين النصارى وغيرهم، مع معرفة بأفكارهم ومواقفهم المضللة تجاه القرآن) وكتب من اسلم من النصارى والكتب التي أُلفت في الأندلس ردا على نصراني او يهودي مثلا،(وهي كثيرة ومعروفة) وكذلك كتب الرد على الإستشراق وكل ماجد فيها(أي يتابع الجديد) وزيادة على ذلك أن يقرأ التاريخ الأوروبي على الأقل من موسوعة جامعة كقصة الحضارة لويل ديورانت فهي مهمة ، وتعتبر مقدمة لابد منها لفهم التطور في الفكر الأوروبي وكيف وصل القوم لما هم عليه اليوم من منهجيات ، وقصدي هنا هو الإطلاع على التاريخ الغربي وظروفه القديمة وذلك، ايضا، كان، وقت الإنتاج الرائع لحضارتنا الإسلامية، (كما عرضه ديورانت في موسوعته)فذلك مادة تاريخية وعلمية مهمة لأنها ستُسقط حجج كثيرة جدا يكررها العلمانيون كثيرا وكأنها حقائق وبديهيات!، وتعمل على إسقاط حجج منهجيات القصور المابعد حداثي بمجرد تذكرها(وإن افضل معين فكري حديث في هذه النقطة الأخيرة هي كتب الدكتور عماد الدين خليل خصوصا الأخيرة منها عن الحضارة الإسلامية)، ثم يدلف المنتصر للقرآن بعد ذلك أي بعد الإطلاع على أدبياتنا في الرد على الإستشراق والفلاسفة والمتفلسفة والمتصوفة المنحرفة كما في مجموع الفتاوي وغيرها من كتب شيخ الإسلام، ثم كتاب منهاج السنة له ايضا، للإطلاع على نشأة الفكر الشيعي وتوابعه وتناقضه وتهافته واصوله( ومنهجية اركون مثلا تلعب كثيرا على وتر الفرق والسيعة والسنة وتستعين بكتابات كوربان وماسينيون ومالم تقرأ ماسينيون وهنري كوربان وغيرهما لاتعرف ابعاد مايرمي إليه اركون بله قصوره!، ومصادره!
يدلف، بعد قراءة التاريخ الغربي ومواقيت ظهور نظرياته ومناهجه المختلفة ، يدلف إلى المنهجيات الحديثة للتعرف على مكامن الخلل فيها -ومقدماتها-وظروف نشأتها في المناخ المادي الغربي والصراعات التي ساهمت في إخراج كل منهجية منها ، بل والدافع لظهورها، كحل لمشكلة فكرية مأزومة، أو كمخرج لنظرية او منهجية ثبت فشلها وقصورها المنهجي.
القواعد العلمية والمباديء الضرورية والخبرة بمادة الردود القديمة كلها مفيدة جدا في أولا تثبيت المنتصر للقرآن وهو يقوم بتفكيك هذه المنهجيات من منبعها الرئيس بحيث اذا قرأها لم تهز له او فيه شعرة لو صح التعبير.
فليس المهم هو التسرع بالرد ولكن المهم هو التباطيء فيه حتى يظن المواجه للمنهجيات الحديثة أنه قادر فعلا على قراءة هذه المنهجيات وهو مطمئن إلى براهينه التي جرت في عروقه مجرى الدم ، فإذا ظن أنه قادر وعنده مبادئه التي لايمكن لأي منهجية علمانية مادية ايا كانت أن تهزه، فحينذاك يمكنه التوغل في القراءة والرد والإنتصار الكامل للقرآن مع مداومة ومعاودة القراءة من كتبنا وردودنا.
وليس قبل ذلك يكون الرد او الإطلاع الذي سُئل عنه .
وهذا يعني ان منهجية الدراسة في الجامعات الإسلامية الخاصة بمناهج المقارنات لابد أن تتدرج في عملية تهيئة المنتصر للقرآن بحيث تجعل ذهنية المنتصر لبراهين الإسلام عبارة عن طبقات من الوعي بالتاريخ القديم (كتاريخ الاستشراق الأول فالثاني مثلا ومناهجه عن القرآن والحديث والسيرة مثلا) ثم مايليه،ثم الذي يليه وهكذا بالتتابع، وبالردود القديمة ثم ماجاء بعدها.. وهكذا دواليك حتى يصل الطالب إلى الإلمام ولو البسيط بالمنهجيات الحديثة.. ثم يمكن للطالب بعد الإنتهاء من الدراسة أن يتعمق في كافة المواد التي درسها في كل مراحل دراسته، ويبني نفسه دائما ويدور في دائرة واسعة تبدأ من القرآن والتفاسير وأحاديث النبي وتمر ببعض كتب الحديث وشروحها ثم بعض كتب الردود او التأصيل ككتاب شفاء العليل لابن القيم ويرى كيف صنع ابن القيم-مثلا- مواجهة بين قدري وجبرى ومنه يتعلم مثلا طريقة الإلمام بفكر معين ومواجهته بفكر آخر، ثم يبطي قليلا ليقرأ في كتب الطريق إلى الله مثل طريق الهجرتين أو كتب ابن رجب الحنبلي أو ابن الجوزي حتى لايتحجر قلبه وهو يقرأ منهجيات القلوب المتحجرة، ثم يرجع لكتب في التاريخ او السيرة ..وهكذا دواليك، فيمتن منطلقاته ويتذكر ادواته ويرهف سمعه ووجدانه، ويطري عن قلبه، ويمتع عينيه وبصيرته بكتب الردود فاذا جاء دوره في الرد دخل معتركه وهو يعلم أن له رواد سابقون، وأنه رائد مثلهم، مع تواضع وفناء في الحق وبالحق مع شهود الأحداث والوقائع الفكرية وكلها مع ظروفها المختلفة..هنا يمكننا أن نقول وبعد ان مر بما ذكرنا، بضرورة الإطلاع على المناهج المعاصرة ، أما قبل ذلك فلاضرورة بل ولاحاجة لنا فيه، فهو أولا قبل القراءة!،أي المسلم أولا ، وتهيئته وهو أهم من القراءة للمنهجيات الحديثة، فمادام لم يمر بمراحل التربية العقلية والعقدية والنفسية فلاضرورة لإطلاعه على المنهجيات المتصدية للقرآن.
فماذكرته انا هنا هو مقدمات ضرورية للقراءة المعاصرة.
وبلامقدمات لايستطيع الإنسان أن يفهم إلا مجردات مع العلم أن المنهجيات الغربية القديمة والحديثة ليست أفكارا ذهنية مجردة وإنما هي نتاج لظروف معقدة، بل بالغة التعقيد، وقبلها كانت هناك مراحل تقدمتها وتصارعت فيها أفكار وعوالم مادية.. وهكذا على طول الخط، فالإطلاع على منهجية بدون الرجوع لسبب خروجها في ظرفها يحول بين القاريءو فهمها على ماهي عليه كما أن عملية نقدها قد لاتكون ناجعة بالشكل الكافي اذا فهمت بشكل تجريدي بدون سياقها الزمني والتاريخي والوقائعي والله تعالى أعلم.

كنت قد ذكرت ان الرجوع لكتبنا للنهل من علومها الشاملة الادراك للظواهر ، والتعرف على تحديداتها العلمية ونظرتها إلى المفاهيم المستحدثة من قبل المتكلمين والمتفلسفة والفلاسفة وخوضهم فيها بحيث بينوا لنا من خلال النقد العلمي ، الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر.
وذكرت فيما ذكرت ايضا الإشارة إلى الحوار الذي بلوره ابن القيم عن مفاهيم رجل قدري ورجل جبري لإظهار الناقص عنهما كما واظهار الخلل فيهما، وكذلك الرد على الافكار القديمة وثوابت المعارف العقلية البديهية الاسلامية التي هي اساس كل حركة فكرية في القيام بنقد علمي اسلامي متين، لأنها في غالبها مستخلصة من أصول وثوابت الإسلام.
وبمناسبة الاطلاع الدقيق على مذاهب العلمانيين او المذاهب المتعددة التي يستعملونها، خصوصا من يستخدم مناهج متعددة بصورة فوضوية كأركون، أُورد هنا كلام اركون عن قضية المجاز، القضية التي وسعها اركون بإستخدامه لأدواته المعرفية الغربية المختلفة، فأركون يذكر ان المعركة حول المجاز كانت حامية في القرون الوسطى، وقد جاء اركون ليثيرها من جديد ولكن (وضع لكن بين قوسين)بإضافات جديدة تبعا للمذاهب الكثيرة التي يستخدمها وكلها من انتاج أزمة العقل الغربي الحديث، أو مايسمى"أزمة الحداثة"أو ظرفها الحالي الذي قد ينتج ظرف آخر تحت ظروف جديدة، مذاهب أخرى تنقض او تبني عليها!، وغالبها ينقض!، يقول اركون:" ومن المعلوم أن هذا النقص لايزال مستمرا منذ أن كانت الصراعات القروسطية قد دارت حول قبول المجاز أو رفضه كليا فيما يخص كلام الله. كان ابن القيم الجوزية الذي مات عام(1350) قد كرس كتابا لهذه المناقشات بعنوان شديد الايحاء والدلالة:الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة. إن العنوان بحد ذاته يعبر بكل وضوح عن رهانات هذه المناقشة وعلاقتها بلاهوت الوحي"(الفكر الأصولي واستحالة التأصيل لاركون ص 61)
قلت ينقض او يبني او قد يكون الامر نقض وبناء كما فعل اركون بمذاهبه عن الدين وبتحويله وتوسعته واستخدامه لقضية المجاز الديني فقد نقد الفلسفات الوضعية مثل فلسفة دور كاييم في رفض الدين ليقول بأن الدين موجود لايمكن نفيه لأنه مجاز في النفس وخيال في الروح وشوق ابدي لمثل اعلى!، حتى لو كان ليس له وجود الا في الأذهان والنصوص والحضارات والاساطير!(هكذا يفكر اركون!)، فاخذ منه(اي من دوركهاييم والفلسفات الوضعية للقرن التاسع عشر) امور ورفض منه موقفه من الدين الذي اعتبره دوركاييم مرحلة انتهت، ونتيجة ازمة الحداثة تطورت امور ومذاهب قالت في النهاية: لا الدين موجود بوجود الروح البشري والابداع(!) فاتركوا له مساحة وحاولوا تغيير مسلماته ودوغمائياته!!!
قالت الدكتورة خديجة إيكر:"في رأيي المتواضع لابد من الاطلاع الواسع على أفكار أقطاب القراءات المعاصرة للقرآن الكريم حتى يكون من يرد عليها متمكنا من آليات الرد ، وليس سلاحه فقط حماسه وحبه لدين الله ،لأن هؤلاء لايفهمون هذه اللغة . فلابد من مخاطبتهم بلغتهم و بمصطلحاتهم التي يروجون لها و تقويضها من اساسها .أما أن نكون نحن في واد وهم في واد آخر فلاسبيل إلى إقناعهم خاصة أنهم لديهم حساسية من كل ما هو ديني" .

فانه ينبغي ان نعلم مثلا ان قضية المجاز التي دار حولها النقاش في الماضي قد توسعت جدا حتى خرج المجاز القديم وقضاياه إلى مجاز جديد كليا،وقضايا من نوع جديد كليا، لارتباطها بتحولات غربية لأمور تجري في ارض الواقع (وكأن الأمر موضات تظهر لظهور تطور في علوم الأخلاق والجنسانية والحرية إلخ) أي إلى مجاز يحيل كل شيء إلى مجاز تخييلي مرتبط بأساطير ومخيال العالم القديم كله ، خصوصا مايسمى الشرق الأوسط القديم، كما يقول اركون.
فمن لايعرف أبعاد النقد العلماني- وقد ضربت مثلا بقضية المجاز- والمذاهب المستخدمة في توسعة دائرته بحيث يدخلون فيها المخيال الاسطوري القديم وكل اللاهوت القديم بوثنياته واساطيره وملاحمه الخيالية واحلامه وهلوساته، ويعكسون ذلك كله على القرآن بإعتبار انه مجاز يحمل مستويات هذا المخيال ورموزه المجازية، او بالأحرى، يُسقطون هذا المجاز ويصبونه صبا في القرآن بحيث ترى فيه مجازات وأوهام وخيالات القرون الماضية مع القول بأن المؤلف له ابداعه الخاص في صك نص مبدع!، وهنا يستعملون مذاهب أخرى إستُخدمت من قبل في مذاهب التلقي والرواية ويدخلونها تحت جماليات الرواية والملتقي.
ان بذرة التحويل البدائي القديم للحقيقة إلى المجاز في بعض المسائل القديمة، تحولت عند اركون وأمثاله إلى مقطع أمكن البدء منه-هكذا يقولون- لتوسعة الأمر بصورة اكثر ونفي ماعلق به من النظرة اللاهوتية، فحتى القدماء الذي خاضوا بالباطل في المجاز في امور ليس فيها مجاز، كانوا يؤمنون بالوحي والقرآن، أما اليوم فمن يستخدم الصراع القديم وبعض مصطلحاته فإنه يستخدمه في محالة للتبيس والايحاء، أولا، بأنه ينتمي إلى طائفة عقلانية متحررة، نوعا ما، من الإنغلاق، وثانيا، كمحاولة عملية لتوسعة مصطلح قديم والخروج به إلى فضاء معاصر ، اعتبر الدين مجاز وخيال ، يمكن اتاحة الفرصة له ليعيش في عالمه الخاص"رطوبة الخيال وعبق الاوهام (واللفظ لهاشم صالح في تعليقه على كلام اركون في الكتاب المشار اليه ص63)وكما اشار الدكتور محمد ابن زين العابدين رستم فان علم اللغة تطور وتوسع ولابد من دراسته في صورته النولدكية-نسبة الى نولدكه- بل ومن قبله، وفي صورة علم اللسانيات او الألسنيات وفي محاولات تطبيقها (القسري)المفرد او المتشابك مع مذاهب أخرى كما فعل اركون جنبا إلى جنب مع انتاج نولدكه ومذاهب علوم الانسان والمجتمع وعلم النفس التاريخي وغيره
هذا يعني كما قلت اننا بحاجة الى الرجوع للحوارات القديمة ومعرفة ابعادها ومعرفة حدودها وماطرأ في عصرنا من حدود اوسع، وهجوم عنيف استُخدم له كافة الأسلحة المعرفية، القاصرة في الحقيقة، مهما بلغت من تعدديتها وتخصصاتها، وتنوعها في كافة مجالاتها وتخومها.


http://www.tafsir.net/vb/tafsir27087/#post151118

طارق منينة
10-04-2011, 11:04 AM
نصر حامد ابو زيد ومحمد اركون وهاشم صالح
ان قراءتهم ضحلة لامكان لها من الإعراب في عالم الرسالات السماوية ولا وجود لها في النصوص المنزلة الرحمانية، فضلا عن ان أول خلل فيها هو انها لاتعطي اي اهتمام لما تقوله النصوص ولا لما اراده الكاتب للنص الأدبي او قصده ولالحقيقة قول القائل لما كتب ووضعه في كتاب أو لما كتبه ودونه، (بل تزعم تلك الأفكار الحديثة أن الكاتب (للرواية او النص الأدبي، لايدري بتركيبة ماكتب(تركيبة المعنى ومايحمله من مضامين داخلية) وكأنه كتب وهو نائم أو لايعلم مضمون لغة ومعنى او مغزى مايكتب (أو أن اللاشعور الجمعي هو الذي دفعه للكتابة وهو لايدري تماما مايكتب كما زعم مونتجمري واط (في الأدبيات الإستشراقية) عن النبي!)، اوكأن النبي لايدري بما أنزل عليه أو أن الثقافة التي لايعرف تطورها (الداخلي!)-زعموا-، وقد صنعت رموز واسماء حكاها بلامعرفة بأصولها الثقافية المنتجة مجتمعيا، ولايعرف سر تكونها-بحسب تصورهم المغلوط للتكون والتطور- وتعقد تشكلها في اللغة هي من كونت جُملا كتبها واسماء ذكرها وقصص حكاها،ولايدري -زعموا-أنها كلها تشكلت في الثقافة فهي منها ومن افرازاتها، لا من فوق!!-هكذا يوحون- وان ماكتبه ليس حقيقة أو لايحمل حقيقة حقيقية كما تصور هو!!!، يقولون ذلك بإعتبار انه هو الذي كتب القرآن بزعمهم!) ان اهم امر عند هؤلاء هو ان القاريء الحديث (أو مذهبه الحداثي) هو المتكلم وحده ، المفسر، المؤول، المفكك للمستويات (داخل اللغة وماتحمله من ثقافة ومعارف تشكلت مع التاريخ في رموز وعلامات(مجازية خيالية اسطورية) بحسب مناهجهم (اركون- ابو زيد على سبيل المثال)!) فالقاريء الحديث يعلم-بزعمه -خط سير هذه المعارف (الاسطورية!) وتعقد سيرها التاريخي،وانبثاقها المتدرج في الوعي والثقافة، وتشكلها في اللغة ومستوياتها داخل الكلمات والألفاظ اللغوية،ولذلك فإن القاريء من امثال نصر حامد ابو زيد يحكم(بسلطته التفسيرية المادية بحسب خاصية مذهبه!) بإلغاء مايُعرض عليه مما كُتبأو لاعيريه اهتماما بزعم ان المستوى اللغوي للكلمات يحمل خيالات متراكبة ليس الا!، فيعتبرها المابعد حداثي، اما انها لاتقول شيئا أو ماتقوله ظاهريا ليس بشيء!، او تعرض زيفا لفظيا على السطح او تشف الألفاظ عن امور اخرى يعرفها هؤلاء بزعمهم ومنهم فرويد وريكور وغيرهما (وقد عرضت النص عن ذلك في اقطاب العلمانية الأول)، يلغي المفسر الحديث، المنطلق من مذاهب اختزالية ،ظاهر الألفاظ وحقائقها ليثبت قوله هو (القول هنا بعمنى التأويل بحسب مذهبه) ويضع أفقه هو، ونظرته للغة والتاريخ والوحي والغيب ومايسميه الرمز والعلامة..إلخ، ولو كان في ذلك مخالفة للمكتوب وحقيقته، وارتباطه بقائله او كاتبه أو منزله، ولو ادى ذلك الى طمس وتحريف وتبديل وتغيير في المعاني والحقائق، وهي على كل حال نظرة هيمنة متعالية (أو سلطة بحسب تعبيرهم) أعرضت اولا عن المؤلفين لصالح القراء ، وعن الكتاب لصالح المتصفحين للكتب من قراء العالم والكون والنصوص (القراء الماديون الإختزاليون)بالنظرة السطحية العلمانية الجديدة ، وكأنه هذه النوعية الجديدة من القراء يقرؤون نصوصا صينية او يابانية، لاتعنيهم دلالاتها ولالغاتها، ولامعاني حروفها،ولا مصدر بيانها، فالمهم هو ان تدع القاريء الحديث يتكلم عنها كيفما شاء، ولو طبقنا مفهوم هذه القراءة التي هي (لكتاب) او(رواية)على الرؤية(بالبصر أو ماينوب عنه)الرؤية (لشخص أو عين أو ذات)كما لو اشار احدهم على رجل صيني صغير العينين قليل الحجم واللحم، بأنه يراه أشقر واسع العينين طويل القامة عريض المنكبين لغته الأصلية هي اللاتينية الفصحى ، غير عابيء بما يراه هو ظاهر حقيقة أمامه (رجل صيني ضيق العينين قصير القامة اسود الشعر..إلخ) بل غير عابي بمايقال له من علماء الأعراق والأجناس عن الصيني وصورته في التاريخ القديم والحديث!، ، ومالنا بهؤلاء من حاجة فالعوام تعرف الفروقات بالبديهة والضرورة بلاشقشقة كلام ولاتوغل في الوصف! ، ومع ذلك فمازال اصحاب القراءة المعاصرة يرون الرجل الصيني اشقر العينين والرجل الأسكندنافي من اقزام الاسكيمو!، ان المهم عندهم هي نظرهم وسلطتهم على كل شيء!(ويبدو انها مأخوذة من المركزية الأوروبية التي لاتبالي بشيء لكن انعكست على الثقافة وفي نظريات عابثة!)، المهم هو رؤية القاريء أو مايتخيله(نظره!) بصرف النظر عن ماهو موجود في(الخارج)!، لو صح التعبير.
سيقول لك احدهم ليس الأمر بهذه السذاجة فنحن نقرأ القرآن من خلال رؤية معاصرة تكشف مستوياته الداخلية-هكذا قال نصر ابو زيد وهو يقول ان سورة الجن تنفي وجود الجن، وذلك في كتابه النص، السلطة، الحقيقة، وتكلم هناك عن المستويات تحت السطح او خلف اللفظ!!!!) وتراكيبه المتراكمة من المعارف الاسطورية المتعددة وهذا هو معنى مفهوم القاريء وافقه المعاصر في قراءته للنص، ونقول لهم: من أي المذاهب وبأيها تقرؤون؟ فليست كل المذاهب تقرأ نفس القراءة ، وعلى ذلك يمكن لقاريء جديد في عصر تالي أن يقرأ النص المعين كما لو انه يقرؤه بنظارة تعكس النص بصورة مختلفة تماما في خيالات الناظر كما لو انه رأي الرجل الصيني من خلال النظارة الأحدث التي تعرض لا الصورة الحقيقية ولكن الخيال المضحك عنها! ، ،فيراه كأنه فيل: فيصيح: فيل، بل هو دبابة، بل ذبابة، بل إمرأة ثخينة، بل جبال الألب!، هو ليس صيني وإنما متصينن!..فيثبت قراءته المضحكة وكأنها هي الحقيقة وهكذا تخرج النظارات المدهشة علينا برجل صيني ليس له وجود الا في الأذهان المتخرصة او اللاهية الضاحكة!
انها خيالات القراء التابعة لنظرتهم للحياة وهناك نظرات نفسية(انظر نظرية فرويد ونظرته للبشرية الأولى واساطيره عنها!) ونظرات اجتماعية(علم الاجتماع الغربي وفيها مايهدم بعضها بعضا بصورة فاضحة جدا، ومنها الماركسية والمثالية والهيجلية ..إلخ)
ان مايفتن العلماني الذي يستعمل النظارات الجديدة في رؤية النص القرآني ، أعني، أي نص قرآني، هو انه يرى (من خلال منظاره الحداثي) حالة دنيوية عرضها القرآن كما في سورة التوبة أو الأنفال، أو الأحزاب (على سبيل المثال) عن الوضع النفسي او الإقتصادي للصحابة ، مثل ميل بعضهم للأنفال بصورة نبههم القرآن على دنيويتها المخالفة لما جاء به الإسلام، ودعاهم للتعالي عليها وعلى الدنيا لأن أمر حملة الإسلام أعظم شأنا من هذا، وبالفعل رباهم القرآن ورفع مستواهم النفسي والأخوي لتصير الدنيا خدمة للناس ويصير الإيثار من مهمات الحركة الشعورية والعقلية الواعية عند المؤمن الذي يقوم بفتح مجالات جديدة لإنتصار الإسلام وفائدة الأنام ليكون الاسلام، على ايديهم، رحمة للناس وخدمة للشعوب ويكون حملته في خدمة الانسان واخراجه للحرية والنور القرآني والإنساني.
بيد ان العلماني يحذف كل مايتعلق بالنص القرآني ويفصله عن ماذكرناه ثم يحيله الى تاريخ محسوس خال من اي دلالة نزلت لتصحيحه او تغييره او ما تقدمه وتأخر عنه و وماحدث فيه حقيقة،ومافيه من وعود تمت بالفعل بعد التنبيه عليها قبل ان تأخذ الأحداث صورتها النهائية ، ثم بعد هذه العملية القسرية يقوم بتحميله التفسير الحديث لمذهب من مذاهب الاختزال والأقصاء للحقيقة التي في النص.
يأتي العلماني المعاصر فيأخذ آخر ماأفرزته الحالة الغربية التي غرقت في مستنقع المادة حتى أذنيها بل حتى غرق أناس فيها من الغرق، يأخذ المنهج (أو نمط قراءة معينة)الذي يدرس وقائع التاريخ الإسلامي، خصوصا، الوقائع التي تكلم عنها القرآن معدلا ومصححا، او مقرا ومرقيا، أو مفسرا ومبينا،يأخذ العلماني الوقائع والأحداث وينظر إليها بمنظار نظريته الإختزالية، والإختزالية لدرجة الغثيان أو التعجب، التي تختزل الحدث فيما يراه منظاره التخييلي أو نظارته التي اشتراها من معارض الأفكار الكثيرة المنتشرة في الغرب(أفكار التخييل او التخرص اوتحويل المشهد) والتي تظهر نتيجة سرعة الأوضاع المتغيرة والتغير السريع جدا في البنيات الإجتماعية والذهنية والقانونية ، تساعدها تقنيات حديثة، فيعكس ماتعكسه هذه النظارة التي تختلف ، ليس ألوانها فقط ولادرجة انكسارات الضوء منها او عليها، او مافيها من تقنية تخييلية تحول المشاهد الى الوان عبثية مضحكة او مدهشة ملهية، وإنما تختلف الخيالات التي توحي بها (للعين وحاسة الخيال) بصورة تامة ومتعددة تجعلك تتحير أهذا هو مايُرى في الخارج من اعيان واحداث ومشاهد ومناظر!، ولاعجب فهناك نظارات حديثة في عالم التكنولوجيا تريك عكس ماترى وتظهر لك ماليس موجود اصلا امامك وتغير المشهد-او الصورة الحقيقية الواقعية المشاهدة والمحسوسة او الحدث الى مشاهد غريبة ليس لها صلة بما هو في الواقع اصلا،(لكن على الأقل فإنك تعرف ذلك بإنها لعبة او تلهية تزيف الأمور بقصد التسلية) وهذا هو ماتقوم به ايضا المذاهب المابعد حداثية (أو انماط القراءة الجديدة) بدون أن يشعر القاريء وبدون ان تبين درجة اختزاليتها للقاريء العادي.
ولإثبات مصداقيتها في الرؤية-العلمية!- تحاول أن تسحبك إلى بؤرة الحدث المادي وبعض مشاهده الموغلة في المادية او التي توحي بأنها كذلك(فتجعلها هي كل المشهد حتى لو جاءت كل المشاهد لتنازعها!) أو المشاهد التي فيها تاريخ واقتصاد وصراع ومعارك وامور حياتية واقعية فعلا ومنها بعض صور الصراع الدنيوي أو صور توحي مباشرة بالصراع على امور حياتية طبيعية او الاختلاف حول امر من امور السياسة او الحياة(كالأحداث في مكة ايام النبي او حدث يوم السقيفة بعد موت النبي مثلا).
واذا كان هناك تفسير معين لكلية الأحداث أو المشاهد فلايعجز المفسر العلماني من وضع تفسير (أو نمط قراءة)للوقائع او المشاهد بحسب رؤيته المعينة للاحداث والصور التاريخية او المشاهد التاريخية المعينة.
هنا لايختلف ، فقط، المنظار ودرجة حداثته المادية ونوعية مراياه الخيالية او التخييلية التي قد تظهر او يظهر لها في المشهد الأمامي بعض الحقيقة عن المشهد لكن ،ايضا، إنعكاساته في النظارة يختلف بإختلاف المشهد النهائي المعروض(تخييلا وتغييرا!!) امام ناظري المشاهد او المحلل الذي لايكون لابس او واضع النظارة(الشخص الناظر بالنظارة المعينة) الا جزء بسيط من المشهد الخارجي الحاكم على المشهد المعروض أمامه، أي أن المنظار(او المذهب المنظور به وليس المؤمن به!) المابعد حداثي للمشهد هو القائل والمفسر والمؤول والعاكس لما يراه(تخييليا!) ،من وقائع او مشاهد تاريخية، نازعا عنها، طبعا، كل مالايمت الى مايريد أن يراه هو، او يوحي به منظاره التخييلي ذو التقنية الخاصة (اذن فضلا عن انه هو القائل فهو المخيل!)، نعم يطمس ويلغي ويبدل كل مالايمت الى منظاره او تقنيته الخاصة للنظر، او تقنية منظاره الخاص الذي يحول المشاهد التاريخية الى امور لاتمت في الحقيقة بما كان من وقائع فضلا عن كلية المشهد العام بما فيه من وجود نبوة صادقة في المشهد (آمن بها عقلاء فتحوا العالم وصار لهم تلاميذ في العلوم المختلفة ومنها علوم التقنية التي صارت قاعدة الغرب العلمية التجريبية والعقلية في عالم العلوم التجريبية!!)وآيات متحققة، ووعود تتم، وآيات تـُسجل الوقائع مع كلية المشهد بمافيه من امور خارجية-الغيب الحقيقي بكلية حضوره المغير على الحقيقة للاوضاع المسجلة تاريخيا في القرآن، في نصوص لم ينكرها معارضيه، ومنهم من أسلم وهو يعرف حقيقة ماجرى- ولذلك قلت ان العلماني المابعد حداثي مثلا او ماقبله، يرى الرجل العربي -مثلا-من خلال منظاره رجل صيني(وهو مثال على كل حال!)، ويقنعه وجه مادي وملموس ومشاهد وبديهي، اي شبه بسيط بينهما،ان ماهو موجود امامه رجل ياباني او صيني وليس عربي!، وقد تزيد النظارة درجات تغيير المشهد بصورة مضحكة او مسلية فيرى الرجل الصيني على هيئة إمرأة مكتنزة او تخينة،او ربما يراه فيلا كما كتبت قبلا! ويمكن أن تجرب هذا بنفسك على سبيل المثال، بإستعمال بعض البرامج الموجودة في بعض اجهزة التلفون، وقد فعلها زميل لي، إذ التقط لي صورة ثم قام بتشويهها والتلاعب بها في تلفونه!، حتى ضحكنا وأضحكنا الآخرين، وهناك نظارات أُخرى مثيرة حقا، ولذلك ضربت بها المثال، وكذلك المذاهب الإجتزائية للحداثة ومابعدها، في نظرها الى السيرة ووقائعها، أو الآيات القرآنية وبعض الأحداث التي عرضتها، وعقبت عليها، فالعلماني لايفتأ يعكس ذلك كله في منظاره الخاص، مع بتر وحجب، وعزل وتغيير، وتحويل وتبديل، وتقنية ادهاش وتعجب، مع إغفال للحدث وطبيعته ومارآه منه المعاصرون له، خصوصا من انتقل من الكفر إلى الإسلام-في زمن نزول القرآن- وأقر أن مافي آيات القرآن من حقائق كلية تلف الحدث هو ماحدث فعلا، وان مااخبر به الله هو حقيقة تلبست الاحداث وعاينها الناس ،وللعلم فهؤلاء هم من قال عنهم المستشرق الألماني نولدكه أنهم عقلاء كانوا حول الرسول محمد وانهم هم من حملوا الإسلام بعد ذلك للعالم، ونص نولدكه هذا في كتابه تاريخ القرآن، شاهد ، حقيقة، ضد النظارات التخييلية المزيفة للوقائع والمشاهد، وحقيقة الأصحاب والأتباع، ومنها نظارة نولدكه نفسه ، النظارة العتيقة.
http://www.tafsir.net/vb/tafsir28401/#post159216

إلى حب الله
10-04-2011, 01:52 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب طارق ..
كتاباتك تنفع من حيث لا تدري والله ..
وبالأمس فقط قمت في أحد الردود بالإحالة إلى سلسلتك عن الاستشراق : 19 و 20 و 21 :
عن خرافات الضالين طه حسين وتزيني عن السيرة النبوية ..

فاكتب ودع التصريف لله عز وجل حيث شاء ..

والله معك ..

طارق منينة
10-04-2011, 09:34 PM
جزاكم الله خيرا اخي أبو حب الله، وكلماتك مشجعة فعلا، وأنا ادعو كل الاخوة هنا والأخوات أن يقولوا كلمات تشجيع لأطفالهم فوالله ان هذه الكلمات لمفيدة دافعة للعمل مثيرة للطاقة التي داخل الإنسان منشطة للحركة والانسان حارث همام كما تعلمون ولاشك أن المثير يصنع الاستجابة او يحركها ومن لايشكر الناس لايشكر الله.
إذا اردتم ان تصنعوا من اطفالكم رجال المستقبل فقولوا لهم اقوالا مشجعة على الدوام كلما رأيتكم منهم امرا ولو قليلا من الذكاء او من عمل الخير او فعل ايجابي ما.
ذكرتني كلمات اخي الحبيب في الله أبو حب الله بهذه التربية النفسية التي اعلم بالخبرة انها مفيدة جدا.
والله من وراء القصد.

طارق منينة
10-05-2011, 01:25 AM
الجابري والعظم ونصر واركون
ان شغل العلمانيين الشاغل انما هو كما تعلمون تفسير كيف يعمل العقل العربي- الاسلامي(ومصدر تكوينه!).
وهم يصرحون ان الذي دعاهم الى نقد هذا العقل، هو مجموعة الهزائم التي المت بالأمة، خصوصا بعد هزيمة 67.
فالدكتور المهرطق صادق جلال العظم كتب بعد هزيمة 67 ليخبرنا ان الاسلام هو سبب الهزيمة(في كتبه نقد الفكر الديني على سبيل المثال لا الحصر)، وان تكوين العقل الاسلامي وجذوره القرآنية-الاسلامية هو سبب الهزيمة فهو عقل غير علمي.وان مصدر الهزائم المتعددة في الامة هو مصدر فكره الديني-الاساس، اي القرآن!
ادى هذا التفكير وهذه النتيجة، في النهاية، بالدكتور العظم الى ان كتب اخير عن "ذهنية" هذا العقل، فسماها" ذهنية التحريم"!
وكتب كتابيه" ذهنية التحريم" و" مابعد ذهنية التحريم" لاهانة هذه ال" ذهنية" ولايخفى عليك ان العظم في الكتابين اهان النبي واهان امهات المؤمنين باعتبار ان اهانة هذا العقل البدائي-يتصوره هكذا!- ومرمغته في بيت حريم وفضحه على الملأ بالتهكم والسخرية وبمنهج التهكم الغربي هو من اولى اولويات الفكر العلماني الذي استعان العظم بمنهجية تهكمه المشهورة-التي تهكمت على الكنيسة في القرن السادس عشر ومابعده- وذلك لصنع منهج تحقيري لاصول هذا العقل ولو في صورة عمل ادبي متفجر ومتعدد الابعاد بحسب تعبير العظم وهو رواية سلمان رشدي المشهورة التي دافع عنها العظم بكتابيه المشار اليهما هنا.
والعظم يسمي تهكمه هذا بالجراحة القاسية للعقل الاسلامي.
اخذ العظم جائزة غربية كبرى على اهانته لمصدر العقل العربي الاسلامي.
الجابري مدح العظم والعظم مدح الجابري، فهما داخل الدائرة العلمية!
نصر ابو زيد، ايضأ، ارجع مصدر العقلية الايديولوجية الاسلامية بعد القرآن والنص!، والفكر الديني، الى الامام الشافعي ايضا!، وان الشافعي انحاز للقرشية!، وتوجهها الايديولوجي!،وانه اي الشافعي لم يكن اول واحد حول العقل العربي الى عقل تابع(انظر كتاب الامام الشافعي ص21)
ومعروف هو منهج نصر او زيد في نقد العقل-النص- الخطاب!، وله كتاب بعنوان النص، السلطة، الحقيقة، والعنوان موحي فهو يعني (النص لا العقل حاكم ، والسلطة الدينية المستمدة من النص الذي بلوره الخيال الخلاق وظروف انتاج الوحي وتطوره عن الكهانة وغير ذلك بحسب ماذكر نصر في كتابه مفهوم النص ، هي الحاكمة المتحكمة والخطاب الديني الممتد من لحظة انبثاق النص الى لحظتنا الراهنة متحكم في الراهن ومصدره يمتد الى النصوص الدينية ومنها القرآن!
من هنا يحاول نصر ابو زيد اعلان الحرب على النص بأنه مانع من التقدم العقلي والتفكير في زمن التكفير
اعلان الحرب على العقل الديني الذي صنعه النص، هكذا هي اطروحة نقد الخطاب الديني عند نصر ابو زيد
محمد اركون ايضا تجد ان مادعاه الى نقد العقل الاسلامي واغلب كتبه تحمل على هذا العقل مع تصور هذا العقل وكأنه عقل مسيحي!،مادعاه الى نقده انما هو كما ذكر الهزائم التي حلت بالامة في الجزائر وغيرها من ايام الاستعمار الفرنسي
ماذا فعل اركون لنقد هذا العقل!؟
قال القرآن يعكس افكار المجتمعات القديمة، وبنيته اسطوريه خيالية تدهش الخيال لكنها غير علمية ويجب التحرر منها والتحرر الفكري قبل التحرر السياسي!، او بعده مباشرة لكن التحرر لابد منه، ومع ذلك يتناقض اركون فيقول ارجوكم افسحوا مجالا للدين، ثم يتناقض ويقول لكن ليس في الاكاديميات وانما في الكاتدرائيات والمساجد!
الجابري قال في المدخل الى القرآن ان منهجه في هذا الكتاب الاخير-كتبه في2006م- وملاحقه الثلاثة لايختلف عن منهجه في نقد العقل العربي
ثم في المدخل وملاحقه نجد الجابري يرجع تكوين العقل الاسلامي والعربي الى شظايا قديمة تجمعت في النص القرآني الكامل(اركون يسميه المدونة المغلقة) فهي مكونة الكون والتكوين القرآني!، وهي مع الافكار الهرمسية -والعقل الاسطوري عموما كما عرض ذلك في مواضع من كتبه الناقدة للعقل العربي- مكونة لطريقة تفكير العقل العربي!
يذكر الجابري-كما يذكر اركون ايضا- ان مادعاه لكتابة مدخل الى القرآن هو احداث سبتمبر المعروفة بينما كتبه السابقة كانت استجابة لظروف نكبة 67 (انظر المدخل ص 15)
الامر الواضح انه ونصر ابو زيد لايردان طبيعة هذا العقل الى تأسيس شافعي وانما الى ماقبل الشافعي..الى الكون والتكوين القرآني!
ومن هنا الهجوم العنيف او اللطيف على القرآن(نصر والجابري يهجمان بلطف وحيلة!، واركون والعظم يهجمان بعنف ورزيلة)
هذه هي كلية كلياتهم لا جزئية جزئياتهم
...........
لقد قدمت بالامس نوع من التوضيح عن مشاغل العقل العلماني ومقصده في دراسة العقل العربي او الاسلامي
لماذا ازيد على ماقدمته وانا ارى انه على الأقل الآن، كاف ي!.
مايهمني الآن هو ان اذكر(صورة من صور) الصراع الايديولوجي العلماني المختلف المشارب والمذاهب حول نقد العقل الاسلامي، مع تسميته مرة بالعقل العربي-تحاشيا- او العقل الإسلامي-تحديا-
يمكنك رصد هذا الصراع في تعليق هاشم صالح في هامش كتاب اركون (الفكر الأصولي واستحالة التأصيل) على كلام اركون في متن الكتاب ،شارحا موقف اركون من عمليات السطو التي سبقت عملياته هو
قبل ان اعرض نصي اركون وصالح احب ان اقول انني بايرادي هذين النصين مازالت حتى الآن اراوح في مجال عملياتي الكشفية التي بدأتها في كتابي اقطاب العلمانية الأول، عن تلاعبات العلمانيين او نقدهم المباشر وغير المباشر، فالأول يتحدى والآخر يتستر، إن تترسي في هذه الناحية امر مهم بالنسبة للقاريء العادي ،فالإطلاع على الأفكار العلمانية والمناقشات التي تدور حولها، فيها غالبا من الصعوبة على القاريء العادي، مافيها، واخيرا كنت اتكلم مع اختي اميمة في موضوع معين ، يخص الفكر العلماني،فقالت لي : انت لو اتكلمت بطريقتك دي في الإعلام لن يفهمك احد، وعليك ان تسهل وصول المعلومة بدون عوائق معقدة، تمنع وصول المعلومة التي تريدها، ومع اني اعلم انها مشاركة جيدة ، من بعيد، في كل النقاشات التي تدور في عالم السياسة وغيرها وانها متابعة جيدة للاحداث الا انها لم تدري انني سهلت هذه الامور في الاقطاب!، ولذلك فإلى أن اقوم بعمل نقدي عميق وواسع على ان اشرح للقاريء العادي ان هناك تلاعبات وتقسيم ادوار ولو بشكل غير شعوري، بين العلمانيين ، وان كان الدكتور العظم قال ان هناك وعي بهذا!
ولذلك فعرضي لنص اركون التالي يصب في نفس عملياتي الكشفية البسيطة التي تفيد القاريء العادي، هذا اقوله للمتابع، وان كان الملتقى هنا يحبذ العمق في الطرح، لكن مااورده لايخلو من هذا، مع مهمتي الاصلية التي عاهدت الله على ان اقول بها ،حتى الآن، اما الآتي فان شاء الله يدخل المرحلة الثانية -من النقد-على ان لاتشتكي منها اختي،واظنها ستعترض، لكن على الأقل ليس في المرحلة الحالية!
يقول اركون(أولا)
:" نلاحظ أنه حتى اليوم، فإن الكثيرين من المثقفين العرب ذوي الشهرة والصيت يرفضون أن يتخذوا المسائل الدينية الأكثر حساسية
كمادة للدراسة العلمية. وأقصد بها المسائل التي أدرسها هنا. والسبب هو أن بعضهم متأثر بالرفض العلمانوي لعلم اللاهوت المعتبر وكأنه شيء بال عفى عليه الزمن. وبالتالي فليست له صلاحية علمية ولايستحق الإهتمام في نظرهم. وأما بعضهم الآخر فيمارسون رفضا تكتيكيا لطرح هذه القضايا الحساسة، وذلك لكي لايورطوا أنفسهم أو ينقصوا شعبيتهم في أوساط الحركيين الشباب من مؤيدي القضية الأصولية(أو الإسلاموية""(الفكر الأصولي واستحالة التأصيل ص168)
اما تعليق الدكتور هاشم صالح على هذا الكلام في الهامش فيقول فيه:"إنه لشيء يدعو للدهشة والإستغراب أن يتنطح(!) أصحاب المشاريع(كمشروع نقد العقل العربي،(يقصد الجابري!!) أو غيره) لتجديد التراث والخروج من المأزق، دون أن يقولوا كلمة واحدة عن الشيء الأساسي!، أقصد عن نقد العقل الديني، أو تفكيك التراث الإسلامي من الداخل، أو تعرية الانغلاقات التراثية المزمنة... وبالتالي فهي مشاريع للتهدئة أو للتلهية ولاتؤدي إلى أي تحرير في العمق. وحده نقل العقل الإسلامي بالمعنى الجذري للكلمة سوف يؤدي إلى ذلك"
يقصد ان مشروع اركون لنقد العقل الاسلامي بإرجاعه إلى مصادر اسطورية غير علمية موجةدة في النصوص التي سماها مغلقة كالقرآن والسنة والسيرة ونصوص العلماء والفرق والمذاهب.
ويلاحظ ان اركون يعرف ان هناك تستر وتلاعبات لاتأتي بنتائج حاسمة في التحليل، وكلامه هنا يشبه كلام الدكتور فؤاد ذكريا، الذي اوردته في الفصل الأول من الاقطاب الاول.
ان المعركة حول كيفية خلخلة الحقائق الإسلامية الكبرى والمباديء الإسلامية الكبرى والثوابت الإسلامية الكبرى، ليست خفية بقدر ماهي ظاهرة، ولكن في الكتابات العلمانية المعقدة العرض والتركيب، وعملية الكشف تحتاج ابراز هذا أولا، لان هناك من ينكر هذا كله ،بإرجاع الأمر إلى انه اعمال فكر لتصحيح مسار الأمة وان الاستفادة منه ضرورية لوضع الأمة في مصاف الأمم المتقدمة... مع انها عمليات تخريبية كبرى.
ويأتينا البعض ليقول:"الأساتذة كالجابري والعروي وأركون يمتازون بتبريزهم في مجال الكليات"
نعم كليات مخيالاتهم المستعارة-عن طريق اسكنر بصري وسمعي وقلبي وعقلي- في محاولة لتحطيم ثوابت الاسلام وحقائق القرآن



http://www.tafsir.net/vb/tafsir21276/

طارق منينة
10-05-2011, 01:31 AM
منهجي في اقطاب العلمانية.. ولماذا؟
بمناسبة الطرح الفضائحي للعلمانية وهو الطرح الذي يمكن تسميته بالطرح السطحي(او طرح القشرة الخارجية!، مع لمعة كاشفة لأمور لازمة) فهو كما قمت به انا في الاقطاب مفيد للجماهير وانت تعلمي والاخوة جميعا ان قراءة كتاب فلسفي لايُحتمل!، ولذلك فإظهار الفكرة العلمانية المتسللة في شكلها البسيط افضل احيانا من بلوغ الغاية في التعقيد
وكمثال فاني يمكنني مثلا طرح قضية العامل الديني كما يسمونه ويدخلون فيه الاسلام والقرآن ، على الصورة المعقدة التي وردت في كتب الفلاسفة الغربيون والذين نقل عنهم اركون، صحيح ان اركون قام بمحاولة لفك التعقيد حتى يقدم طبخة متنوعة للمثقف العربي الا ان المعقد لم يزل عنه كثير تعقيده!، ولذلك فاني ببساطة هنا، وللتجربة، سأعرض قضية معقدة من اعقد ماعرضها اركون وحام حولها-بأسلحته المعرفية في مئات من صفحات كتبه!- وشعر بالانهيار تارة، والإخفاق احيانا، واحيانا بالزهو والتعاظم حتى على علماء الانسانيات والاستشراق في الغرب.
ماهي هذه المسألة التي تسمى ادخال العامل الديني في التاريخ؟
باختصار وبساطة كما قالت لي اختي!
لقد احتقر الفكر الغربي المنتصر في القرن التاسع عشر الدين وطرده من المجتمع وحرض عليه بقسوة عنيفة، هذا طبعا تبعا للنتائج التي جاءت بها نظريات كنظريات اوغست كونت وغيره(دوركهايم مثالا) عن ان مرحلة الدين قد انتهت!
لكن في القرن العشرين وخصوصا في نصفه الاخير او عقوده الاخيرة عاني الغرب جدا من ازمات لاطاقة له بها، وآخرها الازمة البنكية او الاقتصادية!
وعاد الدين الذي طُرد!
وظهرت نظريات تقول اسمحوا له بالحضور لكن بدون مراسيم وتراسيم وعليه ان يدخل من باب الاساطير والاسطرة والمؤسطرات !!
وحضر الدين في اشكال شتى
وتواجد الاسلام وضغط، كعامل جديد.. انتم تعلمون طاقته!
هنا جاء اركون وتبني نظرية او نظرة ارجاع الدين لكن كيف يكون ذلك واركون ذلك يحقره؟
اركون نفسه يقول انا لااحقره لكن اتيح له المجال!(ثم السؤال الأكبر: ماحدود هذا المجال!؟)
وكذب الرجل أو تناقض، شعر بذلك ام لم يشعر؟
لقد حمل حملة عنيفة على فلسفة وفلاسفة حذف العامل الديني، اي الذين حذفوا الدين وطردوه من المجتمع!، مع العلم انهم لم يلعبوا لعبة ذهنية!، وإنما خربوا مجتمعات وعقود بل وقرون!،ومع ذلك فالذي قال بترك مساحة له لانه خيال البشرية الملتحم بالواقع!، والقائل هو محمد اركون من الجانب الفكري العلماني العربي ومعه قلة عربية، هذا القائل دخل من الباب الخلفي غير متنكر!،قال للدين: انت!، نعم انت ايها الواقف هناك!، ممنوع من التعليم في الاكاديميات وممنوع من الاقتراب من الحكومات والمحكمات-اقصد القضاء- ممنوعة شريعتك من العمل والوجود في الحياة الواقعية والادارات التي تحكم حياة الناس وتسيرها!،وممنوع من ان تدافع عن نفسك في مواقع استراتيجية، وممنوع وممنوع... وفقط يمكنك ان تقوم بدورك في الكنائس والمساجد..ولاتتخطاها!!
وأعلم ايضا اننا سنحررك من عقائدك بتعليم الامة والامم انك دوغمائي انغلاقي حرفت وكتمت ودمرت وغيرت وصنفت وانت غارق قي الحقد على الطبقات والوثنيات والحضارات..سوف لايبقى منك الا قرآنا لاهو المصحف ولا هو المكتوب، انه قرآن لم يُكتشف بعد لانه الشفهي الذي لانعرف عنه شيء حتى الآن(فماذا يبقى اذن!!)
ملحوظة: ويأتي بعض من اهلنا ويقول اركون عالم مسلم يفتح باب الاجتهاد، وله باع في الكليات.. بل هو بارع فيها.. وان يريد مصلحة الاسلام والمسلمين.
ملحوظة اخرى لمن قرأ كتابي اقطاب العلمانية1، وهو كتاب بسيط، ففيه جمعت اركون مع من قطعوا مع الدين!، والسبب ماتقدم، لاأجد فرقا كبيرا بينهم وبين اركون فهو اولا يُدخل الدين والقرآن في الاسطورة، ويحقر كل مانتج عنه ويحذف نتائجه الايجابية كلها من التاريخ .. ثم يقول يجب عودة العامل الديني.. ثم يصفه بانه خيال في خيال!!
فلماذا اميز اركون عن العلمانيين ولااجد الا فرقا طفيفا قد لايفهمه القاريء العاديء-والفرق ناتج عن تطورات في ظروف المجتمع الغربي(والشرح يطول خصوصا عن تطورات المذاهب الحديثة جدا واسباب ظهورها، واركون متأثر حتى الثمالة بها!!!) وإن فهمه فشرح فكرة اركون مع بقية احجيته تظهر ان كلامه فيه-اي في عودة العامل الديني- لايعني شيئا كثيرا كما ان له مواضع كثيرة تناقض فكرته عنه اي عن هذا العامل الديني!وتوضيحا قلت ان عمق النقد لم يأتي بعد!، أقصد من جهتي!،ذلك ان الموقف المستعجل يحتاج ان يتعرف الجمهور المسلم على حيل العلمانيين وكيف يتسللون ومامقصدهم؟


http://www.tafsir.net/vb/tafsir21276/#post152870

طارق منينة
10-05-2011, 01:41 AM
الجابري والمرحلة المؤجلة والفرق مع اركون!
لم آتي بأي كلام لعلماء المسلمين في الرد على الجابري في سلسلة انهيار الاستشراق، بل عرضت في بحث سابق نشر في ملتقى اهل الحديث كلام فطاحل العلمانية في الجابري، بل ان الجابري نفسه وضع تقييمهم لمشروعه في كتابه التراث والحداثة(وهي وقائع الندوة التي نشرتها مجلة الوحدة عن" نقد العقل العربي في مشروع الجابري" وتجدها من ص 265 من كتابه التراث والحداثة) وهو نفسه من أخبرنا بان نقد العقل اللاهوتي يحتاج لتأجيل ، قد يستغرق الأمر قرن أو قرنين،(هكذا كانت الرهبة في نفس الجابري زمنا طويلا) وهذا يعني في شعور الجابري او لاشعوره انه ايقن انه من المستحيل الآن قول كل شيء!(فكلامه عن نفسه غالبا ، سيكون ترضيات كما فعل نصر ابو زيد والقمني وغيرهما)، وقد شعر الجابري،ربما لكثرة نقاده من العلمانيين وآخرهم طرابيشي انه لابد ان يُفصح عن المرحلة المؤجلة وقد دخلها ،وهو في غاية الرهبة، وفكر وقدر بانه يجب ان يستعين بالتفسير مع رفضه للمفسرين!، على الرغم من انهم يتهموننا ، أي اركون والعروي والجابري وغيرهم- بأن المفسرين دشنوا دوغمائية مغلقة وانهم حرفوا التاريخ وزوروا الوقائع..إلخ.(وعلى ذلك زعموا انه لايوثق برواياتهم وتأويلهم أو تفسيرهم او قراءتهم!)
ثم اني في سلسلة انهيار الاستشراق هذه عرضت ماقاله الجابري نفسه في القرآن وصلته-التي لفقها العلمانيون له- بالأساطير اليونانية وغيرها، والجابري اشار الى المؤثرات(المزعومة، طبعا) على القرآن في كتابه مدخل إلى القرآن .
وقد قرأت المدخل وملاحقه التفسيرية سطر سطر وكلمة كلمة حتى تيقنت ان الجابري لعب لعبته الأخيرة، او باصطلاحات اركون وغيره، "تلاعبات"!..انها اذن تلاعباته الأخيرة.
اما الرجوع لكلام الجابري نفسه فقد ذكرت في اكثر من موضع كلامه عن النقد اللاهوتي والمرحلة المؤجلة وغير ذلك.
والجابري على حق في ان مشروع اركون اكمل من مشروعه(أكمل أو اوسع من ناحية الأدوات والدائرة التي خاضها والمناهج المتعددة التي استعملها) بل ان اركون استخدم كل شيء وقع تحت يده لخلخلة الحقائق القرآنية وكأنه يحارب حربا لاهوادة فيها(بل هو نفسه عبر عن ذلك كما عبر هاشم صالح مترجم كتبه في اكثر من موضع ) اما الجابري فنظرا لانه اقتصر على بعض المناهج وبعضها تطور وتعدل، فإنه كان محدود الدائرة المعرقية(القديمة لو صح التعبير) بخلاف اركون فإنه راح يجند كل معارف الغرب الحديثة والحديثة جدا والمتنوعة جدا والمختلفة المجالات والتخصصات والتطورات والتعديلات مع تخرصات الاستشراق-التي استخدمها الجابري ايضا في كتابه مدخل إلى القرآن!- جند ذلك كله في سبيل تمرير ظرف مابعد الحداثة إلى قرآن الرحمن وكأنه يستعمل ازمات الغرب النفسية والفكرية والمادية والاجتماعية والأخلاقية والسياسية ويرميها كلها في وجه الحق نافخا بأقصى طاقته المحدودة ظنا انه يمكن ببعض أفواه يائسة بائسة ، تحرق نفسها في الحقيقة!، القضاء على حقائق هذا الدين العظيم الذي هو قيم على الأفكار والفلسفات والأديان والمعارف كلها.
http://www.tafsir.net/vb/tafsir21276/#post152870

طارق منينة
10-05-2011, 01:51 AM
الجابري وعجالته
ان الجابري هو نفسه من قال ان ساعة او اوان النقد اللاهوتي لم يحن بعد ، وهذه الجملة قالها قبل كتابة المدخل الى القرآن بعقود او اعوام ، بيد أن طرابيشي حرضه اثناء نقده في مشروعه الخاص بنقد الجابري، حرضه ووسوس له، ولم يرد الجابري فيما اعلم على واحدة مما نقد طرابيشي الا انه فاجأ الجميع بالمدخل والتفسير الثلاثي!
ولم يقم فيه بنقد كنقد اركون المعتمد فيه وبصورة مباشرة وواضحة على قوانين مدرسة الحوليات الفرنسية وغيرها من العلوم الحديثة جدا مما افرزته قريحة الماديين الفرنسيين وغيرهم ، وبعضهم من اصدقاء اركون نفسه.
فقط وضع بعض صور نقدية حشرها في تفسير كأنه تفسير سلفي لكن داخل مسار الكون والتكوين الخاص بالجابري نفسه.
لقد قال الجابري يوما ان ساعة النقد اللاهوتي تحتاج لقرن او قرنين لكن الطرابيشي هيجه على جريمته الكبرى في حق القرآن وقد امهله الله ليكتب سلسلة العقل العلماني (المدخل وثلاثيته)المتأثر بالغرب من جهة المغرب!
وبعدها بقليل لم يدعه الله ليعيش، بل اخذته وقد اخرج كل مافي جعبته ولم يبق له شيء ليقوله، فكان الجابري آخر فم -الى الآن-يفوه بما يظن-بمشروعه الاخير المكتوب والمسطور- انه اخراج الامة للحداثة الغربية ولايتم له ذلك الا بالمساس بمصباح النور القرآني ولكن هيهات ويأبى الله الا أن يتم نوره.
http://www.tafsir.net/vb/tafsir26963/

طارق منينة
10-05-2011, 01:54 AM
يقدم العلماء(الغربيون) أحيانا مصالحهم على حساب الفوائد المتوخاة من البحث العلمي
ولقد اظهر ذلك كلود ليفي شتراوش بجرأة وجدارة ووضوح في الحوار الذي اجراه معه ديدييه إريبون في كتاب بعنوان من قريب ومن بعيد الدوائر الباردة ترجمة مازن م حمدان،دار كنعان سوريا الطبعة الثانية 2004م
فقد ابان عن الصراعات العميقة في الاكاديميات والتي تلفها المصالح القريبة والبعيدة وكيف انه هو نفسه أُوذي من ذلك.
ولاشك ان التوجهات الفكرية والمنهجية والعلمية تتأثر بهذه الصراعات والمناصب كما ظهر من كلام شتراوس
فهي حرب ابادة في الاكاديميات وفي عالم الافكار النظرية كما اشار شتراوس ص 163 من نفس الكتاب
ومما قاله شترواس عن فوكو وان كان خارج التعليق هو قوله:" وكأن فوكو كان يعرف مسبقا مايريد اثباته ثم يبحث فيما بعد عما يسند طرحه .ان هذا يزعجني من طرف مؤرخ أفكار"(ص104)
http://www.tafsir.net/vb/tafsir26639/

طارق منينة
10-05-2011, 01:59 AM
اساطير تمكنت من عقول حداثية
اساطير تمكنت من عقول حداثية ومابعد حداثية فحالت بينها وبين النظر لأبعد من حوليات فرنسا وانثربولوجيا امريكا وانسانيات والسنيات ولغويات اوروبا المادية التي لاترى وراء الحرف الا حبر اسود كسواد المادة التي يؤمنون بها ، وحقد اسود وغل من اغلال المادة العمياء التي تقود بحثهم نحو الكون والرسالة السماوية ولكن لطمس واختزال الحقيقة ، أما من علم الحرف ووضع الكلم وانطق الانسان وعلمه البيان فغائب عن اصوليات العلمانية الطائشة وفحولها المتجرئة
لقد راح اركون وراح نصر ابو زيد وراح الجابري وراح فؤاد زكريا وبقي حنفي يتأرجح وهاشم صالح يتلون وشاكر النابلسي ينافق ويتقرب وادونيس يتحرق ويُخرب ، وحجتك وحجتنا قائمة ماثلة امامهم لاتفارق اعينهم

طارق منينة
10-05-2011, 02:06 AM
نصر ابز زيد وطلبة من اندونيسيا
اذكر ان كثير ممن كان يدرس في ليدن-هولندا ،في مجال الدراسات الاسلامية ، منذ ثمان سنوات او اكثر،كان اكثرهم من اندونيسيا، وكانوا معظمهم على علاقة وقتذاك بنصر حامد ابو زيد ، والشيء المثير للريبة ان نصر ابو زيد كان هو الموجه والمشرف على اعمالهم ودراساتهم، وكان هناك بعض المصريين الذين اتوا من مصر (الأزهر-قسم انجليزي) للماجستير ثم الدكتوراة وبقي منهم الى الآن وبعد حصولهم على الدكتوراة بعضهم ولي صلة بهم من يومذاك ، ومع اني لم اكن طالبا او دارسا او اي شيء في ليدن الا للاطلاع فقط على كتب المكتبة والمجلات الجديدة التي كانت تاتي اليها، فقد كنت قريبا جدا من هؤلاء الطلبة
الشيء الذي اريد توصيله هنا تعليقا على مااظن انه طريق وصول الهرمنيوطيقافي الدراسات الاسلامية الى اندونيسيا هو اننا كنا نرى مدى تأثير الاستاذ المشرف صاحب جلب نظرية الهرمنيوطيقا الى العالم الاسلامي وتطبيقها على القرآن ومن وجهة نظر مادية جدلية كما قال في كتابه اشكاليات التأويل وآليات القراءة، هو اننا كنا نرى تأثيره الطاغي على الطلبة الاندونيس وتحريضه على ادخال النظرية في الحقل الاسلامي ماادى ببعض الطلبة الى الدخول من نفس مدخله وتحت تأثير توجيهاته.

http://www.tafsir.net/vb/tafsir26035

طارق منينة
10-06-2011, 09:58 PM
مصدر الحضارة الاسلامية
الحضارة الاسلامية هي نتاج العلم القرآني، نتاج القرآن، وآيات الله، وأوامر الله في النظر في الكون وتسخير العالم وتعميره.
المدنية الاسلامية او الحضارة الاسلامية هي التطبيق الواقعي لما شكله القرآن ودعا اليه.
فهي الأثر الاكبر لكل ماجاء به الرسول
أثر في القيم الحضارية والمباديء المدنية الاسلامية ، أثر في الحركة النفسية تجاه الكون والأسباب الكونية، بعد بيان وثنية تأليه الكواكب والأحجار والإنسان.
أثر في الحركة العلمية التي اطلقتها مفاتيح القرآن وفتحت عقلية المسلم عليها ، وكأنه يرى لأول مرة أن السموات والأرض مسخرة له، قبل ذلك-في الحضارات الوثنية والاديان المحرفة والافكار الفلسفية- كان الإنسان مسخر حتى لعبادة الحيوانات والاوثان والاحجار والكواكب، فرفعه القرآن ليكون خليفة في الارض كما خلق لاجل هذا ، ولعبادة الله وحده.
ان الحضارة اثر للفكرة او للاعتقاد، وكل فكرة او فلسفة تنتج حضارتها ،وحضارة الاسلام أثر لعقائد الاسلام ومبادئه العقدية والقيمية والعقلية والعلمية والايمانية.
فحضارة الاسلام هي جزء من نتاج الاسلام والاسلام اوسع من الحضارة وهو منتجها ومنشئهاhttp://majles.alukah.net/showpost.php?p=527281&postcount=2

طارق منينة
10-06-2011, 10:00 PM
فثالوث الاجرام(الطواغيت-والعلمانيين- والمستشرقين(من نصارى ويهود وغيرهم) يحارب معركة المعارك كما قال هاشم صالح عن معركة العلمانيين مع الاسلام.
اذا لتكن!
والغريب ان هاشم صالح هذا( الفيلسوف) قال في كتاب له ان مايحدث في العراق-اي قالها وقتذاك- هو مفيد في تحرير الامة من النصوص والمسلمات والثوابت القرآنية!
المغالطات ضخمة جدا.. ولذلك تحتاج لمن يواجهها..على الأقل لتصل البراهين والحقائق لمن يتأثر بتلبيساتهم الفظيعة!

طارق منينة
10-06-2011, 11:17 PM
الجابري وكتابه مدخل الى القرآن
الجابري لم يفعل في المدخل هذا الا ان ساق اتهامات المستشرقين المعروفة في موضوع التأثيرات المختلفة على القرآن!-جمعها الجابري كلها بسذاجة ، وعلى استعجال ملحوظ، في كتابه هذا، غير ان الذي زاده واضافه على نتف الاستشراق واتهاماتهم!، هو قوله، تبعا لبعض المذاهب الفلسفية الحديثة ، عن النص ،هو "أن يكون معاصرا لنا"! أي نؤوله بحسب نظرتنا المعاصرة ، أي النظرة المادية الغربية المهيمنة في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية وغيرها ، بيد أنك اذا ذهبت الى الاجزاء الثلاثة التابعة لمدخل الى القرآن للجابري لتتعرف منها على مفهوم ان يكون النص معاصرا لنا فانك سترى المقصد منثور في سياق تفسيري سلفي لاتكاد تصل الى المعاصرة المزعومة التي راهن الجابري عليها الا بعد تركيز في خطة البحث وطول تفكير في ماصرح به الجابري او اضمره بين السطور ،فتفسيره هذا يكاد يكون تفسيرا اسلاميا عاديا الا ماقام الجابري بدسه وحشره ووضعه بين صور من التفسير السلفي
ومعلوم ان طيب تيزيني قد قال (في مشروعه الضخم المعروف المسمى" مشروع رؤية جديدة للفكر العربي من بداياته(12 مجلد)"وخصوصا الجزء الرابع مقدمات أولية في الاسلام المحمدي الباكر" استغرق تاليف المشروع اكثر من عشر سنوات) قبل الجابري بتأثير الفكر اليوناني والفكر الهندي على القرآن و مااضافه الجابري هنا هو انه قدم امثلة ساذجة وبطريقة ظاهرة التلفيق على هذا التأثير المزعوم وهي الامثلة التي عرضتها في سلسلة انهيار الاستشراق.
لم يأتي الجابري بجديد من الاتهامات ولاحتى باتهامات معاصرة يمكن ان نقول ان الجابري تفرد بها اللهم الا اذا قلنا بانه تفرد بأمثلة سخيفة في عالم المقارنات الباهتة الباطلة.
واكاد اقول بان مشروع تيزيني في هذا المجال اوسع من مشروع الجابري لانه كتبه في تؤدة وعدم عجلة (اخرج به اسطورة غاية في البطلان عن النبي محمد واشتراكه في تنظيم سري!!!)في حين ان الجابري كان يسابق الزمن في اخراج نقده اللاهوتي الباهت لاثبات انه قادر على تقديم ولو دفعة اولى من سلسلة نقده اللاهوتي فاذا بنقده يبدو استشراقيا بحق-كما في مدخل الى القرآن- مع وروده في اطار وشكل سلفي مبطن باتهامات -ولو انها قليلة- لم يخرج طرحه عن موضوع التأثيرات والمقارنات الفاشلة التي فضحها الدكتور عبد الرحمن بدوي في كتابيه في الدفاع عن محمد-رسول الله-- والقرآن، وهي المقارنات الاستشراقية المعروفة التي اقاموها بالتزوير بين القرآن واليهودية والتلمود ، والمسيحية والقرآن فجاء الجابري ووسع المجال بامثلته القليلة المتسللة والتي تكاد تكون مدسوسة-منه طبعا- بلطف ودقة مكر في تفسيره(ال3 اجزاء) فقال بتأثير اليونانية على القرآن وصنع مقارنات غاية في التلفيق والبهت، وان كان طيب تيزيني قال بهذا التأثير قبله وايضا فعله تيزيني تبعا لبعض المستشرقين المحدثين
نعم، لم يفعل الجابري شيئا جديدا ليجعل القرآن "معاصرا لنا"(بحسب وصفه لا وصفنا طبعا) اي بوضعه تحت محك العلوم الفلسفية المادية التاريخية المعاصرة ، انما الامر هو كما يقول القائل تمخض الجبل فولد فأرا وبمقارنة عمله هذا الذي تشربت مقدمته" مدخل الى القرآن" بروح الاستشراق وصور اتهامات الاستشراق المكرورة،بمقارنة عمله هذا بعمل اركون نجد ان اركون تقدم في عملية النقد بجملة من الادوات المعاصرة العلمانية الواضحة والمحددة والتي عددها وهو يقوم بتحليل سورا وآيات قرآنية وافنى سنوات عمره في هذا النقد وإن جاء نقده كما وعد الله بدا متهافتا وهو لايعدو ان يكون عداوة فم متخرص متحرق لايستطيع ان يطفئ نور السموات والارض بجهل الكلمات وجهالة الافواه المرهقة
ولذلك قلت ان الجابري استعجل نقده للقرآن تحت وطئة وسوسة جورج طرابيشي فقد دفعته قوة نقد طرابيشي الى محاولة اثبات ذات تفتتت -وصارت هباء منثورا-تحت معاول نقد علمانية طرابيشية ونيران صديقة (نصرانية المنبت ، ماركسية المشرب، فريودية المنتهى المخرج!) فلقى حتفه وهو يحاول اثبات ذاته امام جورج(النصراني، الماركسي سابقا والفرويدي حاليا)!وصدق فيهم قول الحق القيوم " وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بماكانوا يكسبون"
صحيح ان الجابري حاول التلاعب بترتيب النزول ولكن اين المعاصرة العلمانية في ذلك إن كان نولدكه وغيره قد قاموا بذلك ايضا !!! ، وايضا فالجابري مقلد لهم ، والذي فعله هو انه حاول القيام بذلك تحت الحاح وسوسة التفسير المادي والتاريخي الذي حاول به وبصورة متسرعة اشد ضعفا من غيره ، ارجاع سبب التسميات القرآنية والافعال الرسولية والكلمات الربانية الموحية الى احتياجات وصراعات واوضاع وتطورات(ارضية مادية)!، وهذا هو هدفه الاكبر (معاصرة النص لنا!!؟؟)مع موضوع المقارنات الملفوفة!
انها نفس الفكرة المكرورة التي لاكها طيب تيزيني ثم نصر ابو زيد وكثير ممن عاصرهما من الاشباه والنظائر المعتمة.

طارق منينة
10-07-2011, 07:34 AM
علاء الاسواني والاثارة ومفاجئات روائية!
الاسواني كما القمني يورط نفسه في قضايا هو غير متأكد منها تماما، مثل حديثه الاخير عن مشكلة بين مسلمين واقباط في بلدة بأسوان، واتهامه للسلفيين عامة بتهم جائرة ظالمة، فالمشكلة ليست في انه يدين مسلمين تعدوا على كنيسة او بيت مسيحي وانما المشكلة هي في اطلاق الاحكام وتعميمها، بل وجعلها خاصة بالسلفيين لاتتعداهم، وحادثة قطع الاذن نسبها ليس حتى لرجل سلفي متعصب فيه تطرف، هذا لو كان الأمر كذلك، وكثيرون نفوه عن اي شخص سلفي، ولكن نسبها الاسواني، بكل تعدي ، وهكذا بإطلاق، للسلفيين!
مع ان السلفيون والمتحدثون بإسمهم -مثل الشحات ويرهامي على سبيل المثال-انكروا هذا وبينوا انه ليس من دينهم ولا من دأبهم ولا من شريعتهم ولكن الاسواني يورط نفسه ، وأقول هذه المرة، بجهل!
ولأني اعلم من اسلامي مصدر الإنحراف والشذوذ المؤدي الى اتباع الهوي والتطرف في الاحكام، فلااتردد، وبتتبع عروض الاسواني في رواياته، من القول ان انحرافاته النفسية تسوقه الى اجحاف وتطرف في الاحكام، ويمكنك تتبع مسار هذه النفس المتعالية في روايات الانحراف والتشويه المعروضة على العالم، لتشويه الطاهرات المسلمات(بإطلاق!!) لتعلم ان الشهوات تؤدي الى الانحراف في اصدار الاحكام، فالنفس المنحرفة ليس لها ميزان عادل،، وكمثال فاني اقول بأن انحراف النفس الاسوانية،وشذوذها ، المعبرة عن نفسها في روايتيه "شيكاغو" وعمارة يعقوبيان ، يبين لنا الى اي مدى تنجرف النفس مع خيالها المنحرف، وعن المسلمات، وهو يصورهن للعالم، في رواياته المترجمة والمأخوذ عليها، فيما بعد، جوائز من السفارات الاجنبية، هذا الانحراف وميل النفس لعرض العورات والشهوات ، على تلك الصورة، او المشاهد المرسومة في مشاهد، في الروايتان، ومنها عرض مشاهد روائية، في روايته" شيكاغو" عن مسلمة محجبة تدرس في امريكا، وهي تمارس العادة السرية، وبتفضيل مثير!،هكذا في الرواية، فضلا عن الجنس المباشر، هذا الإنعكاس على صورة روايات مفبركة، في حبكات علمانية الفكرة والصورة، تجعلنا نقول، بأن الاسواني يدفعه الهوي في الاحكام على المسلمين والمسلمات، الى ان يشوه صورتهم امام العالم كله، فعلى شيكاغو ، وعلى التضحية بالمسلمة المحجبة ، يقيم العلماني الاسواني قداسه الجنائزي، فيولول على احداث لم تحدث، ويبدو انه لايهمه منها الا الإثارة، كما لم يهمه من مشهد فبركه هو للمسلمة المحجبة مادام يقدم اثارة من النوع الصادم والمفاجيء وغير المتوقع، وكذلك يفاجيء الاسواني مشاهديه بما لم يتوقعوا منه، وهو عرض مثير، لايستوثق من احداثه ولايحجم عن اعمال خياله فيحكي ،حتى في الامور التي تحتاج توثيق،كأنه متأكد وكأنه يكتب رواية خيالية، لايهمه منها ، الا اثارة مشاهدها وفجائيتها وهو مذهب الاسواني، أي الاثارة والمفاجئة.
لقد غره انه شارك في احداث الثورة بالمقال الصحفي، وغره تعامله اليومي مع امثاله، ونسي أن طول العهد على الفلول ، واستمتاع بعضهم ببعض، هو مثل ماهو عليه واصحابه، فقد خاضوا كالذي خاضوا، واشتهوا كالذي اشتهى، وجعلوا رزقهم انهم يكذبون، حتى سقطوا في اعين الناس، وهكذا يسقط الساقطون.
لقد صفق الغربيون لحبكاته وشهواته وكشوفاته وعرضه للمسلمات والمحجبات ، على الصورة التي عرضتها شيكاغو، ومنحوه جوائز كبرى، فلاغرو ، فهو من سيحرر المسلمة العفيفة، المحجبة، من عقدة الكبت، او الانغلاق، او عدم التكشف والحياء، فالوصلة بين الشرق والغرب، انما هي عند العلماني، او الليبرالي، خيط دقيق، يمكن قطعه، او وصله، في عملية التحرير، الذي ازداد وقعها، على جثث، واعراض المسلمين، خدمة للاستعمار، الذي يحاولون ان يبدون من اشد مقاوميه، وهكذا يمكن رصد كلام القمني عن الصهيونية، بينما هو نفسه من جلب لنا نظريات صهيونية، عن النبي موسى ، بل والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد قال عن النبي في كتاب له انه مرر الافكار اليهودية في القرآن.
ان الاسواني يطلق الاحكام الجائرة ويرسم صورة غير صحيحة لعموم المسلمين والسلفيين، والمثير للتأمل هو ان الرجل لايعلم ان كثيرون ينتظرون امثال هذه المقاطع التصويرية التمثيلية ليقيموا الدنيا ولايقعدوها على الاسلام والمسلمين، في المحافل الدولية وفي الاعلام الغربي.

طارق منينة
10-11-2011, 06:10 PM
العقل الاسلامي
لقد اخطأ العقل اليوناني في كثير من افكاره الفلسفية والتجريبية وجاء المسلمون، بعد أن وضع لهم القرآن خطوط عامة، واضحة، عن الكون، وغايته، ومسارات فيه، وفائدة الانسان منه بتسخيره له، جاء المسلمون، بعد ان صنعهم القرآن، فصححوا بالعقل الذي هُدي بأصول قرآنية من أعلى درجات الهداية العلمية والعقلية والتجريبية، ماوفر عليهم زمنا علميا ضخما، فقدم هذا العقل، بعد القواعد الذي ازاحت عنه تصورات عقلية سابقة عليه، يونانية وغيرها، قدم حضارة علمية تجريبية رائعة، وهي التي ، وايضا، هدت العقل الغربي الى نفس القواعد والأسباب والطرق، وعليها رأينا النتائج العصرية وماقبلها، في عالم التقنية والإنتاج العلمي الصحيح في عالم المادة
ان للعقل اهمية كبرى في عالم المادة وعالم الانسان ولذلك نبه القرآن الى العقل واهميته، لكن الرسالة الربانية اختصرت عليه مسافات زمنية هائلة ووفرت عليه تخمينات في امور من الاهمية بمكان وعرفته مسار من اهم مسارات الكون الاعلى ونشاطات تجري فيه وعليها اقام المسلم حركته العقلية والنفسية تجاه الكون وهذا ماورثه الغرب من الاسلام وهو امر مهم جدا رفع الغرب الى ماهو عليه، او كان عنصرا هاما من ذلك وكان عليهم معرفة المصدر والمصدر هو المحمود ورسالته اي احمد، محمد، محمود، الذي حمده الرب تعالى لانه عاقل نظيف، قام برسالته على اكمل وجه واداها للبشرية كما أوحي بها اليه

طارق منينة
10-13-2011, 04:14 AM
تلاميذ في العلمانية التونسية(ألفة يوسف نموذجا)


ولهذا الاتّجاه روّاد أبرزهما الأستاذان الدّكتوران هشام جعيط وعبد المجيد الشرفي اللذان فتحا آفاق طلبتهما على الأدوات المعرفية المختلفة لتناول مسائل التاريخ والحضارة. وترسّخ هذا الاتّجاه بوجود عدد كبير من الطلبة أنجزوا وينجزون أطروحات تحت إشراف الأساتذة المذكورين بما أصبح يسمح بالحديث عن مدرسة تونسية لقراءة التراث الديني. وهي مدرسة تحظى بالمواكبة وبالاحترام في كثير من الجامعات والمراكز الثقافية العربية والغربية
ذكرت ألفة يوسف هذا الكلام في حوارها المتقدم مع موقع ايلاف الالكترونية، بتاريخ 28 ديسمبر 2010م
.
ومعلوم ان هشام جعيط الذي لي اطلاع كامل على افكاره كما للدكتور ابراهيم عوض رد طويل عليه ،اتهم الرسول اتهامات شنيعة جدا لم يسبقه اليها (مجتمعة) احدا، فقد اخذ من القس (تور اندري) فرضيته الفاسدة من ان المسيحية السورية وخصوصا فكر افرائيم السوري أثر على القرآن (الأولي) عن طريق وصوله إلى أسواق العرب قبل الإسلام وتأثر الرسول به عن طريقها، ومنها سوق كعاظ، فما كان من جعيط كما بينت في سلسلة "انهيار شرفات الاستشراق" الا أن أخذ فكرة :تأثير فكر افرائيم على الرسول ولكنه اقتطعها من الطريق الذي افترضه اندري(أي طريق سوريا-اسواق العرب- مكة) وراح جعيط يفترض ويفتري القول بأن الرسول بنفسه ذهب-قبل اعلان الإسلام- إلى مدرسة افرائيم ليتعلم بنفسه منها،أي اخترع طريق (مكة-سوريا).
ان فكرة تور اندري بدت غير مقبولة بصورة كاملة من جعيط ذلك انه وجد ان كثافة العلوم والمعلومات في القرآن لاتدل على أن هذه العلوم جاءت بصورة تامة متكاملة عن طريق سوق او اسواق!، وبدل أن يهدم جعيط فكرة تور اندري أحياها بأن حول الطريق التور اندري!، أي من سوريا إلى أسواق العرب إلى (من مكة إلى سوريا) ، أي ذهاب الرسول بنفسه قبل الإسلام إلى سوريا على فترات تطول اكثر مما تقصر وللتعلم فقط!!، ذلك ان ماورد في القرآن لايمكن ان يأتي بتأثير معلومات تختلط بأسواق!، فالقرآن منضبط انضباطا شديد ومعلوماته دقيقة وكثيفة ولايمكن أن يكون هذا عن طريق سوق ، وانما عن طريق دراسة ومدارسة بل وترجمة بزعم هشام جعيط طبعا(أبقى جعيط على مدرسة افرائيم من فرية تور اندري!)، ومعلوم أن الرسول لم يتعلم لا اللغة العربية ولا تعلم لغات في مكة ، ولكن جعيط اراد ان يوصل فريته إلى ابعد حد ، وهي في الحقيقة ابعد في الضلال من فكرة تور اندري، فقال جعيط لابد ان محمد(رسول الله) تعلم اللغات في مكة ولو من غلام!!!!
هنا يسقط جعيط وتسقط كلمات ألفة يوسف، وتسقط اكاديمياتهم التي لم يشرفني الله بالدراسة عليهم فيها فلله الحمد والمنة.
وعموما من هذه النصوص والمقابلات والحوارات يمكن ان نتعرف على ولاءات القوم والمؤثرات والانتماءات وميل القلب وغير ذلك، مع طبعا الكتابات الخاصة وكلها هي تجربة المؤلف المعين وعلاقاته مع النصوص والشخوص!

http://www.tafsir.net/vb/tafsir28081/#post157057

طارق منينة
10-13-2011, 04:35 AM
ألفة يوسف العلمانية التونسية
في حوارها مع جريدة ايلاف الالكترونية، بتاريخ 28 ديسمبر 2010م
قالت ألفة يوسف

الجامعة التونسية هي المؤسسة التي منها تخرّج عديد الباحثات اللواتي يشتغلن في مجال تفكيك التراث الإسلاميّ... ولهذا الاتّجاه روّاد أبرزهما الأستاذان الدّكتوران هشام جعيط وعبد المجيد الشرفي اللذان فتحا آفاق طلبتهما على الأدوات المعرفية المختلفة لتناول مسائل التاريخ والحضارة. وترسّخ هذا الاتّجاه بوجود عدد كبير من الطلبة أنجزوا وينجزون أطروحات تحت إشراف الأساتذة المذكورين بما أصبح يسمح بالحديث عن مدرسة تونسية لقراءة التراث الديني. وهي مدرسة تحظى بالمواكبة وبالاحترام في كثير من الجامعات والمراكز الثقافية العربية والغربية. ولكنّها في الآن نفسه تجد احترازا كبيرا من المؤسّسات الدّينيّة في تونس باعتبارها مؤسسات تريد أن تحتكر الخطاب حول مسائل الدين تراثا وحضارة وطقوسا.
نفس الهجوم المكرور من العلمانيين ففي البداية يمدحون في اقطابهم المتصدرة الطابور ولأجل حماية الخط العلماني لاينسون عمل تغطية ارضية بالهجوم على المؤسسات الدينية الاسلامية او الخطاب الاسلامي بوجه عام، وهكذا فعلت ألفة يوسف كما في النص أعلاه
ومن هم روادها الذين تبجلهم وترفعهم؟ .. إنهم هشام جعيط والشرفي وأمثالهما.
ومعلوم ان جعيط رمى النبي بأنه تعلم في سوريا عن طريق الدراسة والترجمة الذاتية للغة السريانية وغيرها مما زعم هشام جعيط ان محمد(رسول الله) تعلمه على يد غلام سرياني عاش في مكة!، تعلم محمد -بزعم هشام جعيط ماأودعه لاحقا في القرآن المكي عن اليوم الآخر والحساب ومايحدث فيهما من أهوال!!!
ان مشكلة هشام جعيط اكبر من عدم تقديم دليل واحد يتيم على زعمه بذهاب النبي مرات ومرات الى سوريا للتعلم على يد لاهوتي مدرسة افرائيم السريانية!
ولو رحنا ندرس طبيعة لاهوت وافكار هذه المدرسة لرأيناها تؤمن بالثالوث مثلا ، وبمذهب من مذاهب تأليه المسيح وافكار الطبيعة الواحدة او الطبيعتين، فلماذا ياجعيط لم يظهر الثالوث في القرآن ولماذا قامت آيات الكتاب العزيز بالقدح في عقائد هذا اللاهوت المسيحي العام؟ هل لم يكن تأثير لاهوتي سوريا بالقدر الكبير وقد جلس محمد بزعم جعيط فترات طويلة وأُشرب قلبه وعقله أفكار هذه المدرسة بزعم الجعيطي التونسي!
هذا مالايجيبنا عليه جعيط ولو في سطر واحد من كتابيه في السيرة عن النبي خصوصا الجزء الثاني وهو كتاب "تاريخية الدعوة المحمدية"!
ان تسرع جعيط في صنع تلفيقية من تور اندري وخيال جعيط الاسطوري (المنسوج علمانيا)تسبب في انه غفل او اغفل حقيقة ان مدرسة افرائيم هي مدرسة ثالوثية او مؤلهة للمسيح فكيف ينتقي محمد لو جرينا على تخرص جعيط كيف ينتقي امورا ويترك امور فهل محمد(رسول الله) يجري على طريقة العلمانيين العرب في اخذ نتف من فرويد واندري وغيرهما في صنع اسطورة بعضها ماخوذ من نتف غربية وهكذا فعل القمني في قصة موسى ايضا وفعل العشماوي مثله واحمد عثمان وشفيق مقار بل واحمد سوسة كما بينت ذلك في كتابي اقطاب العلمانية الجزء الثاني
فهل ياألفة هذه هي الطريقة العلمية الرصينة لاساتذتكم التي تدافعين عنها في تناول التاريخ الاسلامي وتفكيك التراث؟
لا دليل واحد في اطروحة قطب من مدرستكم العريقة ايها الذكية( هشام جعيط، مثلا، ولادليل واحد يتيم له على أن النبي تعلم في سوريا في مدرسة لاهوتيةّّ)!، ولذلك قلت:
فهل هذه هي طبيعة التفكير الحر الذي تكلمتي عنه في حوارك مع ايلاف السائبة!
وتدافع ألفة يوسف عن اركون وهاشم صالح وامثالهما بقولها


أما من ناحية المتقبّل فدارسو التراث الإسلامي بالمراكز الغربية معرّضون أكثر من غيرهم لاتهامات بأنهم يخدمون "أجندات" سياسية غربية وبأنهم يريدون بتفكيك النصوص وبالدعوة إلى إعمال العقل خلخلة الإسلام من داخله. وينسى هؤلاء المتهمون طبعا (ولعلهم لا يعلمون) أن قراءة النصوص وإعمال النظر فيها من صلب التراث الإسلامي نفسه (المعتزلة-الرازي- ابن رشد إلخ). ولعل ما يساعدهم على هذا التجاهل أو النسيان ما تبثّه بعض وسائل الإعلام من نظريات مؤامرة وهمية في جلها ضد الإسلام والمسلمين، في حين أن المؤامرة الكبيرة ضد الإسلام هي تلك التي يشارك فيها المسلمون أنفسهم بجهلهم وتخلّفهم الفكري والاقتصادي والعلمي. وفي كل الأحوال فأنا اعتقد أن ما يقوم به هؤلاء الدارسون بالغرب هام جدا من المنظور الفكري والعلمي،
وعن مقصدها من تعددية المعنى في القرآن فإنها تكلمت عن الانفتاح التأويلي وهو كلام لايعدو ان يكون مستقى من كلام العلمانيين العرب الذين خاضوا مثلما خاضت في هذا المجال مثل اركون هاشم صالح نصر ابو زيد ومحمود طه كما ضربته مثالا في نص المقابلة التالي.


فالقرآن يتميّز بانفتاحه التأويلي وبتعدد مستوى قراءته ممّا وضّحه أحسن توضيح محمود طه عندما قدّم قراءة ثوريّة لمفهوم النسخ تعتبر آيات الفترة المكية الداعية إلى التسامح والودّ قابلة لأن تكون ناسخة لبعض الآيات المدنيّة وفق الأطر التاريخية التي تسمح بذلك. ومن وجوه الانفتاح التأويلي للقرآن تعدد معانيه الحاصل بالقوة وبالفعل. وقد حاولت توضيح أسس هذا التعدد لسانيا في كتاب "تعدّد المعنى في القرآن" (وهو أطروحة دكتورا الدولة)وحاولت توضيح بعض إمكاناته إجرائيّا في كتاب: "حيرة مسلمة".

واما البعد الروحاني الذي تكلم عنه اركون كثيرا وكثيرا جدا (وهو موضوع من افراز الفكر الغربي بعد مأزق مابعد الحداثة)فقد ذكرته ألفة ايضا وهي تخبرنا

ومع هذا كلّه تجد جلّ المسلمين يهملون البعد الروحاني للإسلام فأين الأخلاق؟ أين الاحترام؟ أين العلم؟ أين التمدّن؟ لقد قمت بفريضة الحج وفاجأني ما رأيته من أوجه سلوك غريبة في مكان من المفروض أن تحلّ فيه الرّحمة والسّكينة. إن لساني يكرّر مع الإمام محمد عبده: أخلاقهم ديننا. وقلبي يدعو لنفسي ولكل المسلمين أن تعود لنا قيمة قرآنية أساسية وهي قيمة السكينة. فلا يمكن للمؤمن المطمئنّ إلا أن يؤمن بقيم العدالة والمحبّة والمساواة.

وكما يدعو بعض العلمانيين مابعد الحداثيين الى لاهوت اسلامي يرفض العقائد والشريعة فان الفة تقول اجابة على السؤال التالي


- صنفت نفسك في إحدى المقابلات التلفزيونية كعلمانية دينية، لماذا هذا الاتجاه؟ وهل يصح القول بأن مجلة الأحوال الشخصية التونسية التي منحت المرأة التونسية حقوقا وحريات لا تحظى بها بقية النساء في العالم العربي مثل: مشاركة الأملاك ومنع تعدد الزوجات هي من نتائج هذا الاتجاه؟
كثيرون لم يفهموا ما المقصود بكلمة: علمانية دينية. ولذلك سببان: السبب الأول أن سوء طرح مفهوم العلمانية لا سيما في بعض وسائل الإعلام المروّجة للوهابية (صراحة أو ضمنيا) جعلت العلمانية مقابلة للتديّن في حين أنّ العلمانية ليست عكس التديّن، إنها لا تهتم بدين الأفراد وإنما تقوم سياسيا على فصل الدين عن الدولة. أما السبب الثاني لسوء الفهم فهو أن كثيرا من العلمانيين المتطرفين يسخرون من المتديّنين ومن طقوسهم. ولذلك شاع الفصل بين المفهومين.
آتي الآن إلى التوضيح، أنا أعتقد أن القرآن كتاب الله تعالى وهذا إيمان فرديّ لا ألزم به أحدا... أما اعتمادي لكلمة دينية في عبارة "علمانية دينية" فتذكير بوعي أساسي وهو أن المخيال الاجتماعي في البلدان الإسلامية مسكون بالدين وإن اختلفت نظرتنا له. وحتى اللادينيون لا يمكن أن يتعاملوا مع الإسلام تعاملا حياديا لأنهم نشأوا في بيئة للأديان فيها حضور كبير من حيث التمثّل. فالقصد من عبارة "علمانية دينية" أن علينا أن نعي بأن العلمانية الغربية في بيئة قطعت مع الكنيسة قطعا شبه تام (ولا أقول تام) لها خصائص مختلفة عن العلمانية التي نتصوّرها في بيئة ما تزال محكومة بالمخيال الديني.
وللمخيال الديني الذي تتكلم عنه نظرات علمانية اخذت من اصحابها مئات الصفحات
وهي تكرر نفس كلمات اركون عن الشريعة فتقول

لقد قلت مرّة في إحدى الندوات بتونس: إنه لا يوجد تشريع إلهي. وشبعت تهجّما وتكفيرا لأن الجماعة لم يكملوا باقي الجملة: إنه لا يوجد تشريع إلهي ولكن توجد تطبيقات بشرية للتشريع الإلهي

ومع ذلك تتكلم في نص الحوار مع ايلاف عن شريعة ومقاصد


اهتمّ بالمقاصد كثيرون أذكر منهم الشاطبي قديما وابن عاشور حديثا...وهي مدخل إلى الإسلام يخشاه اليوم كثيرون. ذلك أن مراعاة المصالح والكليات بما يضمن انسجام أحكام الشريعة مع بعضها البعض لا يهتمّ بالتفسير الحرفي وإنما يتخذ روح الشريعة منطلقا وأفقا.

ملاحظات على كتاب "حيرة مسلمة" لألفة يوسف، للكاتب ياسين بن علي
وهاهو نص مقابلة الفة يوسف مع ايلاف موثق
http://www.elaph.com/Web/Culture/2010/12/621139.html

في حوارها مع تونس الشروق(تحت عنوان( لقاء مع...الدكتورة ألفة يوسف ل»الشروق» التونسية: في « ناقصات عقل ودين» تجاوزت الطرح النسوي والأصولي-نور الدين بالطيب ، الشروق : 18 - 06 - 2005
قالت

ولا يمكن أن نلج الى الحداثة أو الى ما بعد الحداثة إلا إذا استطعنا أن نتعامل مع هذا التراث وأن ننظر فيه وأن نعرفه أولا ثم أن نقرأه مستعينين بالمناهج الحديثة عسى أن نتجاوز ما نجده اليوم من اشكاليات تبدو ممجوجة لكنها ما زالت تحكم واقعنا في علاقتنا بالتراث وفي علاقة التراث بالحداثة والمعاصرة.
وهو كلام مكرور تجده كثيرا وخصوصا في ادبيات العلمانيين المغاربة الكبار، وان كان يوجد عند غيرهم ايضا.
كذلك فهي تتكلم عن ماعبرت عنه بلفظ الأرضية التاريخية للنصوص وذلك في قولها مع الشروق تونس:

أما النفي المطلق للشريعة وأحكامها وهذا في الطرح الماركسي أو محاولة ايجاد أطروحة بمعنى النظر في الأرضية التاريخية لتفسير النصوص وهذا ما قمت به شخصيا في كتابي : «الإخبار عن المرأة في القرآن والسنة». التساؤل يمكن أن يكون للمقام الذي قيل فيه القرآن دور في جعل تلك الأحكام بذلك الشكل وهل يمكن أن نجتهد في قراءة جديدة للأحكام وهذا تقريبا الأساس الذي قام عليه كتاب الطاهر الحداد
وقد قلت سابقا ان عودة الروحانيات في الغرب او عودة الدين بتعبير اركون ايضا، هو مما كُتبت فيه مئات الصفحات من كتاب مابعد الحداثة العرب وبعضهم قال ان هذا يخص الغرب بالطبع لان الاسلام موجود بقوة في البلاد الاسلامية، وتكرر ألفة ماقالته في حوارها مع الشروق تكرره هنا ايضا بقولها

وهناك اليوم الغربي عودة الى الروحانيات بالمعنى العام للروحانيات بعيدا عن التطبيق الآلي لأحكام الشريعة وبعيدا عن مفهومي الحلال والحرام، الروحانيات بما تحمله من سمو وراحة نفسية ومحبة خصوصا ارتياح الإنسان مع نفسه هذا المنطلق هو الذي حكم قراءتي لأحاديث الرسول في «ناقصات عقل ودين».

لكنها تعكس مشكلة غربية ناتجة عن الأزمة الحداثية التي عبر عنها ميشيل فوكو بموت الإنسان، تعكسها في مجتمعاتنا وكأنها تريد أن تُرجع روحانيا كنيسة مفتقدة في الغرب أو هندوسية استوردوها متناسية أن الإسلام هو كل لايتجزأ ، فيه الروحاني والمادي، الدنيوي والديني، العلمي والعملي، الشريعة والإجتهاد، الدين والدولة، الروح والمادة، النفس والجسد.. ونتيجة تناسيها هذا كله نجدها تحاول أن تُرجع الشريعة إلى ماأرجعته إليه الأدبيات الإستشراقية ومابعدها من أدبيات أي أنها من عمل الفقهاء وتطور البيئات وصنع أزمنة معينة في التاريخ الإسلامي أخذت من قوانين الحضارات أو فلسفات المدونات والذهنيات.
والعجيب انها في الحوار تتكلم عن المستشرقين وكأنها بعيدة عن مؤثراتهم الأكبر أثرا، فتقول

يبدو أن المستشرقين حاولوا بالنسبة للنص الديني وحتى النص الأدبي أن يقرأوا الحضارة العربية الإسلامية بالمقاييس الغربية وهذا هو المشكل نجد مثلا شارل بيلا وهو باحث معروف يقول أن الحظارة العربية لم تنتج أدبا وأن الأديب الوحيد هو الجاحظ
لقد سبقها إلى هذه الطريقة كبار العلمانيين العرب فهم قد اخذوا وتأثروا بزبدة عصارة المستشرقين ومع ذلك يتهمونهم في امور حتى يبدون امام الجمهور المسلم وكأنهم لم يتغربوا!
انها تعترف بوطأة الأوضاع فتقول!

هناك التشريعات الحديثة التي بدأت تساير الواقع في جميع البلدان، تونس هي الرائدة لكن نجد عددا من البلدان تحور قوانينها في اتجاه يؤدي الى مسايرة تطور الواقع. وهذا ليس اختيار بقدر ما هو استجابة لواقع الحداثة في العالم
http://www.tafsir.net/vb/tafsir27981/#post157037

طارق منينة
11-10-2011, 10:45 AM
بيير بورديو
(عالم اجتماع غربي ،من أدوات محمد اركون التي يستعملها ضد القرآن والإسلام والخطاب الإسلامي، أشرت اليه في اقطاب العلمانية في نقدي لأركون)
قرأت بورديو ولااتفق معه في امور تحليلية كثيرة، هي في الاصل من تصنيع مصانع(المعرفة) ومؤسسات وتبدلات العلوم الغربية التي ينتجها المجتمع نتيجة لظروفه الخاصة التي يمر بها في الغرب، وهي ظروف مادية بدرجة كبيرة في وقت يسيطر فيه السوق والاعلام وسرعة انتاج المعلومات الناقصة في الحقيقة بل سرعة اخراج نتائج كلية عن المجتمع البشري والاجتماع الانساني والحضارات وطبيعة الانسان بما لايتلائم مع هذا الاجتماع البشري العظيم وحقيقة الإنسان الكلية وغايته في الكون.

وكلنا يعلم ان حركة الافكار نشطة جدا في الغرب ككل شيء فيه الا ان كل فكرة جديدة ، تمثل موضة جديدة، غالبا ماتنقض ماتقدمها في الزمن من افكار او تصفها بالإختزالية والقصور، وكذلك يمكن قول ذلك في الفلسفات والنظريات والعلوم الإنسانية والإجتماعية.

ولاشك ان هناك بعض حقائق يمكن وضع اليد او العين او البصيرة عليها من تلك الافكار الاستهلاكية، وإن عظمت!، او الظرفية الخاصة، وإن زعمت الكونية، ذلك ان الروح مازال فيها بعض حياة والعقل مازال يقول بعض الحقيقة والحقيقة مازالت هي شغل الانسان مع وجود معيقاتها في فلسفة المادة والروح والجسد والمجتمع والجماعات والمؤسسات والاوضاع والنظريات والفلسفات.

ان كتب علم الاجتماع الغربية خصوصا نصف انتاج بورديو تقريبا تتكلم عن الهيمنة والجنسانية والدفاع عن الشذوذ الاخلاقي والجسدي بل انه يفلسف هذا الشذوذ ويدعو للمثلية بألطف مايكتب فيلسوف بل ويعاتب حركات المثلية وغيرها بانها تريد ان تأخذ كل حقوقها بقوة وسرعة وبلا تنظيم جيد! وغير ذلك فيطالبها بتنظيم افضل لاخذ حقوقها وتعميق مشروعيتها ومطالبها، وتعميم فلسفة اخلاقها ومنظومة قيمها!!!

اذا الرجل يراوح كثيرا في علم اجتماعه ومساره واطاره ويستخرج منه نتائج مع دراسته لقبائل الجزائر حتى انه استخلاص نتائج من تركيبة المباني(والبيوت من الداخل وموقع غرفة المعيشة وغرف النوم وموقع المرأة في البيت ومكانها الذي تعمل فيه!) على ماوصل اليه الفكر الاجتماعي الفلسفي الغربي في نظرته الاستعلائية وزيادة

اما بعض الحق الذي كشف عنه من سيطرة وهيمنة التلفزيون فهو يقوم به لا لنقد الهيمنة (بنموذجها التلفزيوني ومن وراءه!) وانما في المقام الاول لانه يريد ان يحرك المجتمع كله وادواته الى اللاهيمنة بكل صورها المابعد حداثية، انها المثالية المنحرفة التي تفكك المجتمعات إلى عبثية مطلقة.
ولقد فسر بورديو صور ميل المرأة الغربية الجنسي والفطري للرجل وزينتها له للهيمنة التي لايليق بها أن تخضع لها، عايز يعملها راجل بصرف النظر عن فطرتها وطبيعتها التي خلقها الله عليها!، وذلك في مثالية سلبية وكأنه يتكلم عن عالم خيالي لانظام فيه ولا سنن ولاحدود!!- وينزع عنها حتى ماهو مركوز في فطرتها من ميل لطيف للرجل ومايرمز الى ذلك بالاهتمام بزينة خاصة لها وله!
ان بورديو مثله فوكو قاموا بدراسات ميدانية في المدن والقرى في الداخل الغربي وفي الخارج ، ولهم نتائج يمكن النقاش حولها، لكن تضيع البحوث الميدانية في إطار الذي وضعوها فيه وهو ايطار الايديولوجيات الغربية ومركزيتها العتيقة والوضع المادي الذي تدور فيه وتنغلق داخله، فلا تصير كما هي نتائج تصب في البحث العلمي الرصين وانما تدخل في منظومة التفسير المادية الغربية ورغباتها الجديدة

طارق منينة
11-14-2011, 11:18 AM
ابن تيمية وموقفه من الغرانيق
من الملاحظ ان اغلب الكتابات الاسلامية الحديثة حول موضوع الغرانيق وسورة النجم ، وارتباطها بالوحي الذي تبرأ من اضافة كلمات الغرانيق للتو، من التلاوة ومن السماع ومن الفهم، بمجرد القاء الشيطان لها ، ناسخا وملغيا للباطل الدخيل الذي حاول الشيطان في لحظة دسه ، بل كذالك ، لايخفى عليكم، ارتباط المسألة كلها بالغيب الذي يرفضه العلمانيون، الذين يرجعون الامور لنوازع نفسية ودوافع بيئية وصراعات واقعية، مرة أخرى فإن كثير من الكتابات الاسلامية الحديثة (ليس كلها بالطبع) تحجب او تغفل موقف شيخ الاسلام بن تيمية والمرتبط اصلا بالموقف القديم لسلف الأمة والمفسرين القدماء.
اشتهرت حديثا ،ايضا!،مقالات محمد عبده والعلامة الالباني وكثير من علماء الامة عن هذه القضية.
حمسني موضوع في ملتقى اهل التفسير على البحث في مجموع الفتاوى عن موقف بن تيمية من المسألة (الغرانيق-الوحي- الالقاء- الفتنة-النسخ، الغيب، محاولا التحريف من شياطين اجن والانس) فجردت ساعة من الوقت وزيادة في البحث في ملفات الورد التي عندي كاملة لمجموع الفتاوى فتحصلت على الموقف كاملا والذي كنت قد عبرت عنه قبل البحث بالجملة التالية مع زيادات
:"ابن تيمية رحمه الله ذهب الى ان الشيطان القى بالآيات الملفقة وتلاها النبي الا ان الله تعالى اعلم رسوله ان الشيطان هو من القى بتلك الكلمات الخاطئة وانها مخالفة للقرآن وللسورة ذاتها(سورة النجم)، واذا كان ذلك كذلك فهل غفل ابن تيمية عن ان هذا المذهب يقدح في القرآن نفسه؟ ام انه علم ،رحمه الله ،ان القرآن مصون محفوظ وان الله حفظه بنسخ فوري لما القاه الشيطان، اثناء تلاوة النبي لسورة النجم، مع اعلان ان للشيطان نشاط وفتنة مستمرة حول القرآن، فاعلم الرسول صلى الله عليه وسلم، في نفس اللحظة التي القى الشيطان نفثاته وكلماته، ان الشيطان اراد ان يفسد المعنى والنظم القرآني ويلبس ويخلط ويحدث فتنة في تحريف القرآن(ومحاولته هي من أولى محاولات تحريف القرآن) وان الله احكم آياته وفضح محاولة الإدخال الإلقاء الشيطانية الفاشلة، وبهذا ، اي بحفظ القرآن،في نفس الوقت الذي قرأ فيه النبي سورة من اعظم آيات التوحيد ، في واقعة سجود من سجد من المشركين، لدى سماعهم كلمات الشيطان الدخيلة، هنا، وبهذا التحديد، الذي عرضته قديما كتب التفسير، يكون الامر مقبولا اسلاميا ولذلك لم يعترض ابن تيمية على موضوع القاء الشيطان، لأنه يعلم ان تربص الشيطان كان فعالا وان كان فاشلا دائما، وانما بين شيخ الاسلام ان ذلك الإلقاء انما هو من محاولات الشيطان لإفساد المعنى وان الله نسخ او الغى هذا الباطل على الفور، وهنا نقول بأن الغيب عامل مهم في الموضوع وهو مالم يفهمه العلمانيون ومن قبلهم، وعلى هذا فلا سبيل للمستشرقين للقدح في القرآن، ذلك ان ماالقاه الشيطان لم يستقر في القرآن، بل لم يُقرأ في أي صلاة من صلوات المسلمين، ولم يعلمها الرسول لأحد، وإنما كشفها الله للرسول في وقت محاولة الفتنة، وهذا يعني أن الشيطان يحاول التحريف من اول وقت، ومع أن ذلك يضعفه أن محاولة الشيطان هذه هي الوحيدة ماقد يؤكد ان الرواية غير مؤكدة وانها كما رفضها علماء كثر، الا انها قد تكون اشارة الى ان المحاولات الشيطانية في تحريف القرآن وادخال ماليس فيه عليه ، ستستمر،كما يفعل شياطين الاستشراق اليوم في طبع مصاحف فيها تحريف داخلي او مانراه من محاولات المستشرقين المستمرة من تحريف معاني القرآن "انتهت الجملة
بعد ذلك اضاف الشيخ مساعد الطيار اضافة بالغة الاهمية دعتني الى البحث عن شرح كلماتي من مجموع فتاوى شيخ الاسلام
قال الشيخ

أولاً : هل المشكلة في قصة الغرانيق استغلال المغرضين لها ؟
إنهم يشككون في المسلَّمات الثابتات، فكيف إذا وجدوا مثل هذا الرواية.
وأقصد أن الانطلاق من الدفاع عن القرآن لأجل أن الرافضة يستغلون كذا ، أو أن المستشرقين يستغلون كذا، فإن هذا يدل على ضعفنا في بيان الحق، وخوفنا من مثل هذه التُّهم.
ثانيًا : إن هذه القصة متقدمة، وهي منسوبة إلى جيل الصحابة والتابعين وأتباعهم، ثم كل من جاء بعدهم ممن قبِل هذه الرواية، ولم ير فيها أي شرخٍ للعصمة، وليس فيها أي مطعن على النبوة = فهل غفل كل هؤلاء الكرام عما تنبه له من جاء بعدهم؟!
ثالثًا: في آية الحج (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) = ما يؤيد العصمة عند من يرى وقوع هذه الحادثة، وهي قوله تعالى : ( فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته)، ومعنى ذلك أن ما وقع من الشيطان نفسه بتلبيسه على الكفار بقراءته ما قرأ ليظنوا أنه من النبي قد نسخه الله ، فلم يبق، وأحكم الله آياته.
ومما يدل على ذلك من الواقع أن كفار مكة لم يحفلوا بهذه الواقعة، وليس لها أي صدى عندهم، مما يدل على نسخ الله ما ألقى الشيطان، وإحكام آياته.
وهذا الفهم يدل على العصمة، حيث عصم الله وحيه مما ألقى الشيطان، فلم يبق منه شيء، ولم يتاثر وحي الله أبدًا، فحفظه بحفظه، والله أعلم.
هنا حفزتني هذه الكلمات لإختبار كلامي المتقدم(انظر اصل مداخلتي في الرابط المرفق ان شئت) واختبار عملية التذكر لما قرأته قديما من مجموع الفتاوى، عن الموضوع، ولي اضافة وهي ان القراءة المركزة مهمة جدا وهي تثبت في الذاكرة خصوصا لو كانت قراءة لمن تحب أن تقرأ له
وعلى كل فهذه كلمات شيخ الاسلام من مواضع مختلفة من مجموع الفتاوى عن المسألة المطروحة.
شوقتني مداخلة الشيخ مساعد الطيار للبحث في مجموع الفتاوى لتتبع القصة وقول ابن تيمية الصحيح فيها وتعليقاته ولطائفه ، وهاهي اول جمل ابن تيمية من مجموع الفتاوي ج10
"وهذه العصمة الثابتة للأنبياء هي التي يحصل بها مقصود النبوة والرسالة، فإن النبي هو المنبئ عن اللّه، و الرسول هو الذي أرسله اللّه تعالى، وكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولًا، والعصمة فيما يبلغونه عن اللّه ثابتة، فلا يستقر في ذلك خطأ باتفاق المسلمين‏.‏
ولكن هل يصدر ما يستدركه اللّه، فينسخ ما يلقي الشيطان، ويحكم اللّه آياته‏؟‏ هذا فيه قولان، والمأثور عن السلف يوافق القرآن بذلك، والذين منعوا ذلك من المتأخرين طعنوا فيما ينقل من الزيادة في سورة النجم بقوله‏:‏ ‏(‏تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى‏)‏ وقالوا‏:‏ إن هذا لم يثبت، ومن علم أنه ثبت قال‏:‏ هذا ألقاه الشيطان في مسامعهم ولم يلفظ به الرسول ، ولكن السؤال وارد على هذا التقدير أيضًا، وقالوا في قوله‏:‏ ‏‏إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ‏‏ ‏[‏الحج‏:‏ 52‏]‏ هو حديث النفس‏.‏
وأما الذين قرروا ما نقل عن السلف، فقالوا هذا منقول نقلًا ثابتًا لا يمكن القدح فيه والقرآن يدل عليه بقوله‏:‏ ‏‏وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ‏.‏ لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ‏.‏ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ‏‏ ‏[‏ الحج‏:‏ 52 ـ 54 ‏]‏، فقالوا‏:‏ الآثار في تفسير هذه الآية معروفة ثابتة في كتب التفسير والحديث، والقرآن يوافق ذلك، فإن نسخ اللّه لما يلقى الشيطان، وإحكامه آياته، إنما يكون لرفع ما وقع في آياته، وتمييز الحق من الباطل، حتى لا تختلط آياته بغيرها‏.‏ وجعل ما ألقى الشيطان فتنة للذين فيقلوبهم مرض، والقاسية قلوبهم، إنما يكون إذا كان ذلك ظاهرًا يسمعه الناس، لا باطنًا في النفس‏.‏ والفتنة التي تحصل بهذا النوع من النسخ من جنس الفتنة التي تحصل بالنوع الآخر من النسخ‏.‏
وهذا النوع أدل على صدق الرسول ، وبعده عن الهوى من ذلك النوع، فإنه إذا كان يأمر بأمر ثم يأمر بخلافه وكلاهما من عند اللّه، وهومصدق في ذلك، فإذا قال عن نفسه إن الثاني هو الذي من عند اللّه، وهو الناسخ وإن ذلك المرفوع الذي نسخه اللّه، ليس كذلك كان أدل على اعتماده للصدق، وقوله الحق، وهذاكما قالت عائشة ـ رضي اللّه عنها ـ لو كان محمد كاتمًا شيئًا من الوحي لكتم هذه الآية‏:‏ ‏‏وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ‏‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 37‏]‏،ألا ترى أن الذي يعظم نفسه بالباطل يريد أن ينصر كل ما قاله، ولو كان خطأ، فبيان الرسول أن اللّه أحكم آياته، ونسخ ما ألقاه الشيطان، هو أدل على تحريه للصدق وبرائته من الكذب، وهذا هو المقصود بالرسالة فإنه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم تسليما؛ ولهذا كان تكذيبه كفرًا محضًا بلا ريب‏.‏"
وفي مجموع الفتاوى ج15
"بعد اتفاقهم على أن التمني هو التلاوة والقرآن، كما عليه المفسرون من السلف كما في قوله‏:‏ ‏‏وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّيَظُنُّونَ‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏78‏]‏ وأما من أَوَّل النهي على تمني القلب،فذاك فيه كلام آخر، وإن قيل‏:‏ إن الآية تَعُمُّ النوعين لكن الأول هو المعروف المشهور في التفسير، وهو ظاهر القرآن ومراد الآية قطعًا؛ لقوله بعد ذلك‏:‏ ‏‏فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ‏‏ ‏[‏الحج‏:‏52، 53‏]‏‏.‏وهذا كله لا يكون في مجرد القلب إذا لم يتكلم به النبي، لكن قد يكون في ظنه الذي يتكلم به بعضه النخل ونحوها، وهويوافق ما ذكرناه‏.‏وإذا كان التمني لا بد أن يدخل فيه القول ففيه قولان‏:‏
الأول‏:‏ أن الإلقاء هو في سمع المستمعين ولم يتكلم به الرسول، وهذا قول من تأول الآية بمنع جواز الإلقاء في كلامه‏.‏والثاني ـ وهو الذي عليه عامة السلف ومن اتبعهم ‏:‏ أن الإلقاء في نفس التلاوة، كما دلت عليه الآية وسياقها من غير وجه، كما وردت به الآثار المتعددة،ولا محذور في ذلك إلا إذا أقر عليه، فأما إذا نسخ الله ما ألقى الشيطان وأحكم آياته فلا محذور في ذلك، وليس هو خطأ وغلط في تبليغ الرسالة، إلا إذا أقر عليه‏.‏ولا ريب أنه معصوم في تبليغ الرسالة أن يقر على خطأ، كما قال‏:‏‏(‏فإذا حدثتكم عن الله بشيء فخذوا به، فإني لن أكذب على الله‏)‏، ولولا ذلك لماقامت الحجة به،فإن كونه رسول الله يقتضي أنه صادق فيما يخبر به عن الله،والصدق يتضمن نفي الكذب ونفي الخطأ فيه‏.‏ فلو جاز عليه الخطأ فيما يخبر به عن الله وأقر عليه لم يكن كل ما يخبر به عن الله‏.‏والذين منعوا أن يقع الإلقاء في تبليغه فروا من هذا، وقصدوا خيرًا، وأحسنوا في ذلك، لكن يقال لهم‏:‏ ألقي ثم أحكم، فلا محذور في ذلك‏.‏ فإن هذا يشبه النسخ لمن بلغه الأمر والنهي من بعض الوجوه، فإنه إذًا موقن مصدق برفع قول سبقلسانه به ليس أعظم من إخباره برفعه‏.‏ولهذا قال في النسخ‏:‏‏‏وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ‏‏‏[‏البقرة‏:‏143‏]‏، فظنهم أنهم قد كذبوا هو يتبع ما يظنونه من معنى الوعد، وهذا جائز لا محذور فيه، إذا لم يقروا عليه‏.‏ وهذا وجه حسن،وهو موافق لظاهر الآية ولسائر الأصول من الآيات والأحـاديث، والذي يحقـق ذلك أن باب الوعد والوعيد ليس بأعظم من باب الأمر والنهي‏.
"
وفي مجموع الفتاوى المجلد17
‏"فَيَنسَخُ اللَّهُ مَايُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ‏‏ ‏[‏الحج‏:‏ 52‏]‏ فقابل بين المنسوخ وبين المحكم، وهو ـ سبحانه ـ إنما أراد نسخ ما ألقاه الشيطان، لم يرد نسخ ما أنزله"انتهى

وهذه ايضا مع انها لاتفي تماما بالغرض الا ان فيها اضافات لطيفة ومعاني عجيبة، وهي
من كلام بن تيمية من مجموع الفتاوى 14
"وفصل الخطاب‏:‏ أن لفظ ‏(‏النسخ‏)‏ مجمل، فالسلف كانوا يستعملونه فيما يظن دلالة الآية عليه، من عموم أو إطلاق أو غير ذلك، كما قال من قال‏:‏ إن قوله‏:‏‏‏اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ‏‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 102‏]‏، ‏‏وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ‏‏‏[‏الحج‏:‏78‏]‏، نسخ بقوله‏:‏ ‏‏فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ‏‏‏[‏التغابن‏:‏16‏]‏، وليس بين الآيتين تناقض، لكن قد يفهم بعض الناس من قوله‏:‏ ‏‏حَقَّ تُقَاتِهِ‏‏ و ‏‏حَقَّ جِهَادِهِ‏‏ الأمر بما لا يستطيعه العبد فينسخ ما فهمه هذا، كما ينسخ اللّه ما يلقى الشيطان ويحكم اللّه آياته‏.‏ وإن لم يكن نسخ ذلك نسخ ما أنزله، بل نسخ ما ألقاه الشيطان، إما من الأنفس أو من الأسماع أو من اللسان‏.‏ وكذلك ينسخ اللّه ما يقع فى النفوس من فهم معنى، وإن كانت الآية لم تدل عليه لكنه محتمل وهذه الآية من هذا الباب؛ فإن قوله‏:‏ ‏‏وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ‏‏ الآية إنما تدل على أن اللّه يحاسب بما فى النفوس لاعلى أنه يعاقب على كل ما فى النفوس، وقوله‏:‏ ‏‏لِمَن يَشَاء‏‏ يقتضى أن الأمرإليه فى المغفرة والعذاب لا إلى غيره
"
وفي مجموع الفتاوي ج18
"ولهذا كان كل رسول نبيًا، وليس كل نبي رسولا، وإن كان قد يوصف بالإرسال المقيد في مثل قوله‏:‏‏‏وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّي أَلْقَي الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَايُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عليمٌ حَكِيمٌ‏‏‏[‏الحج‏:‏ 52‏]‏ ، وقد اتفق المسلمون على أنه لا يستقر فيما بلغه باطل، سواء قيل‏:‏ إنه لم يجر على لسانه من هذا الإلقاء ما ينسخه اللّه، أوقيل‏:‏ إنه جري ما ينسخه اللّه، فعلى التقديرين قد نسخ اللّه ما ألقاه الشيطان"وأحكم اللّه آياته واللّه عليم حكيم؛ ولهذا كان كل ما يقوله فهو حق‏.‏وقد روي أن عبد اللّه بن عمرو كان يكتب ما سمع من النبي صلى اللهعليه وسلم، فقال له بعض الناس‏:‏ إن رسول اللّه يتكلم في الغضب فلا تكتب كل ما تسمع،فسأل النبي / عن ذلك فقال‏:‏ ‏(‏اكتب،فوالذي نفسي بيده، ما خرج من بينهما إلا حق‏)‏ يعني‏:‏ شفتيه الكريمتين‏.‏
وقد ثبت عن أبي هريرة أنه قال‏:‏ لم يكن أحد من أصحاب رسول اللّه أحفظ مني إلا عبد اللّه بن عمرو، فإنه كان يكتب بيده، ويَعِي بقلبه، وكنت أعي بقلبي ولا أكتب بيدي، وكان عند آل عبد اللّه بن عمرو بن العاص نسخة كتبها عن النبي ‏.‏ وبهذا طعن بعض الناس في حديث عمرو بن شعيب،عن أبيه شعيب، عن جده، وقالوا‏:‏ هي نسخة ـ وشعيب هو‏:‏ شعيب بن محمد بن عبد اللّه بن عمرو بن العاص ـ وقالوا عن جده الأدني محمد‏:‏ فهو مرسل؛ فإنه لم يدرك النبي صلىالله عليه وسلم، وإن عني جده الأعلى فهو منقطع؛ فإن شعيبًا لم يدركه‏.‏
"
وايضا في مجموع الفتاوى المجلد19
"بل ما في الكتاب والسنة والإجماع، فإنه حق ليس فيه باطل بحال...‏ أكثر مافي الباب أنه إذا تمني ألقي الشيطان في أمنيته، فينسخ الله ما يلقي الشيطان، ويحكم الله آياته، والله عليم حكيم، فغاية ذلك غلط في اللسان يتداركه الله فلا يدوم‏.‏وجميع ما تلقته الأمة عن الرسول حق لا باطل فيه،وهدي لا ضلال فيه، ونور لا ظلمة فيه، وشفاء ونجاة‏.‏
والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله‏.‏
"
وايضا في مجموع الفتاوى المجلد13
"فقوله‏:‏‏‏وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا‏‏‏[‏آل عمران‏:‏7‏]‏ نظير هذه الآية‏.‏ فإنه أخبر هنا أن الذين أوتوا العلم يعلمون أنه الحق من ربهم، وأخبر هناك أنهم يقولون في المتشابه‏:‏ ‏‏آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا‏‏، وكلا الموضعين موضع ريب وشبهة لغيرهم؛ فإن الكلام هناك في المتشابه، وهنا فيما يلقي الشيطان مما ينسخه اللّه ثم يحكم اللّه آياته، وجعل المحكم هنا ضد الذي نسخه اللّه مما ألقاه الشيطان؛ ولهذاقال طائفة من المفسرين المتقدمين‏:‏ إن ‏[‏المحكم‏]‏ هو الناسخ، و‏[‏المتشابه‏]‏المنسوخ‏.‏ أرادوا ـ واللّه أعلم ـ قوله‏:‏ ‏‏فَيَنسَخُ اللَّهُ مَايُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ‏‏‏[‏الحج‏:‏52‏]‏، والنسخ هنا رفع ما ألقاه الشيطان لا رفع ما شرعه اللّه‏.‏وقد أشرت إلى وجه ذلك فيما بعد، وهو‏:‏ أن اللّه جعل المحكم مقابل المتشابه تارة، ومقابل المنسوخ أخرى‏.‏ والمنسوخ يدخل فيه في اصطلاح السلف ـ العام ـ كل ظاهر ترك ظاهره لمعارض راجح، كتخصيص العام وتقييد المطلق؛ فإن هذا متشابه؛لأنه يحتمل معنيين، ويدخل فيه المجمل فإنه متشابه، وإحكامه رفع ما يتوهم فيه من المعنى الذي ليس بمراد، وكذلك ما رفع حكمه، فإن في ذلك جميعه نسخًا لما يلقيه الشيطان في معاني القرآن؛ ولهذا كانوا يقولون‏:‏ هل عرفت الناسخ من المنسوخ‏؟‏ فإذا عرف الناسخ عرف المحكم‏.‏ وعلى هذا فيصح أن يقال‏:‏ المحكم والمنسوخ، كما يقال‏:‏المحكم والمتشابه‏.‏
وقوله بعد ذلك‏:‏ ‏‏ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ‏‏ جعل جميع الآيات محكمة، محكمها ومتشابهها، كما قال‏:‏ ‏‏الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ‏‏ ‏[‏هود‏:‏1‏]‏، وقال‏:‏ ‏‏تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ‏‏ ‏[‏يونس‏:‏1‏]‏ على أحد القولين‏.‏ وهنالك جعل الآيات قسمين‏:‏ محكـمًا ومتشـابهـًا، كما قال‏:‏ ‏‏مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ‏‏ ‏[‏آلعمران‏:‏7‏]‏‏.‏ وهذه المتشابهات مما أنزله الرحمن لا مما ألقاه الشيطان ونسخه اللّه‏.‏ فصار المحكم في القرآن تارة يقابل بالمتشابه، والجميع من آيات اللّه،وتارة يقابل بما نسخه اللّه مما ألقاه الشيطان‏.‏ومن الناس من يجعله مقابلاً لما نسخه اللّه مطلقًا، حتى يقول‏:‏ هذه الآية محكمة ليست منسوخة، ويجعل المنسوخ ليس محكمًا، وإن كان اللّه أنزله أولا اتباعًا لظاهر قوله‏:‏ ‏‏فَيَنسَخُ اللَّهُ‏‏ ‏‏ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ‏‏
فهذه ثلاث معان تقابل المحكم، ينبغي التفطن لها‏.‏
وجماع ذلك‏:‏ أن ‏[‏الإحكام‏]‏ تارة يكون في التنزيل، فيكون في مقابلته ما يلقيه الشيطان‏.‏ فالمحكم المنزل من عند اللّه أحكمه اللّه أي‏:‏ فصله من الاشتباه بغيره، وفصل منه ما ليس منه؛ فإن الإحكام هو الفصل والتمييز والفرق والتحديد الذي به يتحقق الشىء ويحصل إتقانه؛ ولهذا دخل فيه معنى المنع كما دخل في الحد، فالمنع جزء معناه لا جميع معناه‏.‏
وتارة يكون ‏[‏الإحكام‏]‏ في إبقاء التنزيل عند من قابله بالنسخ الذي هو رفع ما شرع وهو اصطلاحي، أو يقال ـ وهو أشبه بقول السلف ـ‏:‏ كانوا يسمون كل رفع نسخًا، سواء كان رفع حكم أو رفع دلالة ظاهرة‏.‏ وإلقاء الشيطان في أمنيته قد يكون في نفس لفظ المبلغ، وقد يكون في سمع المبلغ، وقد يكون في فهمه كما قال‏:‏ ‏‏أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا‏‏ الآية‏[‏الرعد‏:‏17‏]‏‏.‏ ومعلوم أن من سمع النص الذي قد رفع حكمه أو دلالة له، فإنه يلقي الشيطان في تلك التلاوة اتباع ذلك المنسوخ فيحكم اللّه آياته بالناسخ الذي به يحصل رفع الحكم وبيان المراد‏.‏ وعلى هذا التقدير فيصح أن يقال‏:‏ المتشابه المنسوخ بهذا الاعتبار، واللّه أعلم‏.‏وتارة يكون ‏[‏الإحكام‏]‏ في التأويل والمعنى، وهو تمييز الحقيقة المقصودة من غيرها حتى لا تشتبه بغيرها‏.‏ وفي مقابلة المحكمات الآيات المتشابهات التي تشبه هذا وتشبه هذا، فتكون محتملة للمعنيين‏.‏ قال أحمد بن حنبل‏:‏ المحكم‏:‏الذي ليس فيه اختلاف، والمتشابه‏:‏ الذي يكون في موضع كذا وفي موضع كذا‏.‏
ولم يقل في المتشابه‏:‏ لا يعلم تفسيره ومعناه إلا اللّه، وإنماقال‏:‏ ‏‏وَمَايَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ‏‏ ‏[‏آل عمران‏:‏7‏]‏، وهذا هو فصل الخطاب بين المتنازعين في هذا الموضع؛ فإن الله أخبر أنه لا يعلم تأويله إلا هو‏.‏ والوقف هنا على ما دل عليه أدلة كثيرة وعليه أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وجمهور التابعين وجماهير الأمة‏.‏
ولكن لم ينف علمهم بمعناه وتفسيره، بل قال‏:‏‏‏كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ‏‏ ‏[‏ص‏:‏29‏]‏، وهذا يعم الآيات المحكمات والآيات المتشابهات، وما لا يعقل له معنى لا يتدبر‏.‏ وقال‏:‏‏‏أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ‏‏ ‏[‏محمد‏:‏24‏]‏، ولم يستثن شيئًا منه نهى عن تدبره‏.‏ واللّه ورسوله إنما ذم من اتبع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله،فأما من تدبر المحكم والمتشابه ـ كما أمره اللّه وطلب فهمه ومعرفة معناه ـ فلم يذمه اللّه،بل أمر بذلك ومدح عليه‏.‏
يبين ذلك أن التأويل قد روى أن من اليهود الذين كانوا بالمدينة على عهد النبي ـ كحيى بن أخطب وغيره ـ من طلب من حروف الهجاء التي في أوائل السور تأويل بقاء هذه الأمة، كما سلك ذلك طائفة من المتأخرين موافقة للصابئة المنجمين، وزعموا أنه ستمائة وثلاثة وتسعون عامًا؛ لأن ذلك هو عدد ماللحروف في حساب الجمل بعد إسقاط المكرر، وهذا من نوع تأويل الحوادث التي أخبر بهاالقرآن في اليوم الآخر‏.‏
وروى أن من النصارى الذين وفدوا على النبي فيوفد نجران من تأول ‏[‏إنا‏]‏ و‏[‏نحن‏]‏ على أن الآلهة ثلاثة لأن هذا ضمير جمع‏.‏وهذا تأويل في الإيمان باللّه، فأولئك تأولوا في اليوم الآخر، وهؤلاء تأولوا في اللّه‏.‏ ومعلوم أن‏:‏ ‏[‏إنا‏]‏ و ‏[‏نحن‏]‏ من المتشابه، فإنه يراد بها الواحد الذي معه غيره من جنسه، ويراد بها الواحد الذي معه أعوانه وإن لم يكونوا من جنسه،ويراد بها الواحد المعظم نفسه الذي يقوم مقام من معه غيره لتنوع أسمائه، التي كلاسم منها يقوم مقام مسمى، فصار هذا متشابهًا؛ لأن اللفظ واحد والمعنى متنوع‏.‏
والأسماء المشتركة في اللفظ هي من المتشابه، وبعض المتواطئة أيضًا من المتشابه، ويسميها أهل التفسير ‏[‏الوجوه والنظائر‏]‏، وصنفوا كتب ‏[‏الوجوه والنظائر‏]‏، فالوجوه في الأسماء المشتركة، والنظائر في الأسماء المتواطئة‏.‏ وقدظن بعض أصحابنا المصنفين في ذلك أن الوجوه والنظائر جميعًا في الأسماء المشتركة‏.‏فهي نظائر باعتبار اللفظ، ووجوه باعتبار المعنى، وليس الأمر على ما قاله، بل كلامهم صريح فيما قلناه لمن تأمله"‏.‏
http://www.tafsir.net/vb/tafsir17052/

طارق منينة
11-22-2011, 10:58 AM
ماوراء السطوح والمسلم الجديد


لقد غيرت التطورات العالمية والتحولات السياسية والاقتصادية والتقنية التكنولوجية والمعلوماتية من خريطة العقل في الانسان المعاصر ، والإنسان العربي على وجه الخصوص.
ومادفع هذا العقل العربي الى الثورة المدهشة التي يشاهدها العالم هو مجموعة من التغيرات،او المتغيرات والتحولات، النفسية والعقلية ، الشعورية والوجدانية.
اشرت في مقالي (مصر وماوراء السطوح) الى تراكم المعارف العقلية الاسلامية التي فتحت العلوم الحديثة الطاقة على آفاقها الكبرى فشاهد الإنسان المسلم للمرة الأولى المشاهد الكونية التي كان القرآن قد عددها بدقة مدهشة وتفصيل مثير، كما شاهد تعقد الكون واتساعه وتناسقه، في وقت يرى الغرب يتقدم ويترقى في بعض جوانب الحياة وفي وقت يتحكم فيه وفي نفسيته الجديدة وعقله الجديد، عالم الاستبداد وعالم الاستعمار، وفي وقت وصلت حالة المدن والقرى العربية إلى حالة يرثى لها كما وصلت حالة المجتمع وحاجياته الضرورية الى مرحلة دنيا غاية في السوء.
ورأى بأم عينيه أنه يُهان في أماكن كثيرة في العالم ولايؤبه له، وأن قادته(الطواغيت) يعيشون حالة من الترف واللامبالاة تجاه كل ماحل في القرن الماضي والقرن الحالي!
لقد صار الانسان المسلم (الحديث) اوسع معرفة من الانسان القَبلي(الآباء والأمهات او العجائز والشيوخ) و انفجرت في عالمه ، او انفتحت على عالمه، مجموعة من المعارف العلمية خصوصا والتقنية ، التي كان الأجداد قد وضعوا قواعدها، وطورها العالم الحديث، ولم يعد عالم الكبار السن بقادر على فهم اي شيء من التحولات والتطورات الحديثة ولا هو بقادر على التعامل معها
ولاشك ان التركيبة العقلية والنفسية للحكام ومن يعمل في مؤسساتهم من الكبار السن والمرتبة لها عالمها المخالف لسنن الاشياء والانسان والمجتمع والحياة والسياسة.
ولذلك انقلب الشباب جميعا
وحتى الليبراليين والعلمانيين ففيهم من هذا بعضه وان كان فيهم خلل نتيجة اخذهم بكافة صور التحولات في العالم ومنها التحولات الخاصة ب"الذهنية العقلية والنفسية الغربية" ، وهي لاشك خاصة بالغرب،او على الاقل جانبها الفلسفي، فالعلوم الانسانية والاجتماعية ليست بدرجة الثقة التي نوليها للعلوم التقنية والعلمية الخاصة بعلوم الفلك وغيره، وان حاولوا استخدام مصطلحاتها،اي مصطلحات العلوم التكنولوجية (والعلمية كعلوم الفلك والطب والفيزياء وغيرها)في مجالاتها الخاصة، وحاولوا تطبيق مفاهيمها على عالم الانسان،(والمثير ان ذلك يحدث في ظل خلل البناء النفسي والعقلي الغربي تجاه الغيب والدين والانسان والمجتمع) وكأن الإنسان آلة في الكون، وهي مسألة الجبرية تعاود الظهور في العلمانية وتلغي من الانسان كل مقوماته، الخلقية والفطرية، والاختيارية والتفكرية. نعم لقد اغلقوا عليه دائرة التفكير في المادة بله في بعض ظواهرها، أفهذا هو عالم الانسان والكون ومدى عملية التفكير فيه!!؟
لقد حرر الغرب الانسان(هذا هو الظاهر المعروض!) لكنه قذفه في عبودية آلية جبرية لااختيار لها، فالتطورية الجبرية تحكمه والأنانية تحكمه والجغرافيا الحتمية تحكمه والعلوم الحديثة في عالم الفلسفة تقيده بقيودها الضيقة والعبثية، بينما هو في الاسلام اوسع واكمل من ذلك من ناحية وليس كذلك من ناحية أخرى، فهو اوسع طاقة وفطرة وعقلا واختيارا وتفسيرا من احاديات وحتميات نتائج هذه العلوم الانسانية والاجتماعية والفلسفية الضيقة النظرة وهو من ناحية غير هذه العلوم ونتائجها
انهم باختصار يتخرصون في تصور انسان آخر، انسان احيوه واماتوه في فلسفاتهم!!!
(لاتنسى صيحة ميشيل فوكو "أن الإنسان قد مات"!)
ان الشباب الاسلامي الجديد فهم هذا كله وراح يثور على الباطل كله قبل ان يجرفه الطوفان وقبل ان يُسيطر عليه بحجة التطور والحتميات الهشة.
ولذلك تثور الامة بعد استواء كثير من المفاهيم في نفسياتها وعقولها مع رؤيتهم للعالم بشكل جديد، غير ماكان عليه العجائز والشيوخ من العجز وقلة المعرفة وماشابه، وغير ماكان عليه الطواغيت والمستبدين واهل الاجرام وجهلة الحكام.
انهم يقذفون الحجارة على هذا كله ولن يتراجعوا
الا بضوابط موثوقة!

طارق منينة
11-28-2011, 09:52 AM
http://www.tafsir.net/vb/tafsir29113/

طارق منينة
12-02-2011, 12:24 PM
لولا النقد ماهدمت الجاهليات العريقة وتغيرت الامم
ان الاسلام جاء فنقد كافة اشكال الوثنيات والاساطير القبلية وكافة الخرافات التي دخلت على رسالات الانبياء وحمل القرآن المنزل على الكهنة والحكام والدينيين الذين حرفوا كلام الانبياء والاصول الاولى للشريعة الربانية الام
ثم بعد ان دمر الاسلام اساسات الضلالات وعبادة الكواكب والبشر
قال للبشرية انظروا في السموات والارض
تدبروا الآفاق والسماء والارض المسخرين لكم بعد ان عبد الناس كواكب السماء وكبراء الارض
وهنا ومع الفتوحات البعيدة وارساء العدل وقراءة القرآن بدأ الناس ينفتحون على العالم الجديد الذي افتتح القرآن رؤية خاصة اليه
ومن هنا بدأت حضارة الاسلام وبدأت التجارة العالمية وبدأ العلم ينفتح على علوم الحضارات البائدة فصحح وعدل وابدع وانتج
ووصل الاسلام الى شواطيء ايطاليا واسبانيا وراح الي مدائنه العظيمة في قرطبة وغرناطة وغيرهما القساوسة والرهبان والشباب الاوروبي حتى تعلموا كل شيء
وكان اليهود يترجمون من قبل ومن بعد الحضور الاسلامي الكبير والعميق فترجمت علوم المسلمين
ولم يمنع الاسلام العلم بل انه مخترعه وخالقه!
العلم التجريبي بالملاحظة العقلية فانتج قواعد واصول عقلية ووضع منهج تجريبي سارت عليه اوروبا في كثير من علومها التي انتجت السيارة والطيارة وغيرهما
نحن لانفخر وانما نقرر ولانفتخر وانما نعرض حقائق
الاسلام حي هذا هو النقد الحي الذي جاء به
وربما ينتهي العلماني كما انتهت فصول فيه مثل الماركسية اللينينية وغيرهامداخلة عرضتها هنا قبل اجراء اي تعديل فيها كاغلب مداخلاتي التي هي من هذا النوع
مع اني احب ان اعدل فاقول بان حضارة الاسلام بدأت من القرآن نفسه ومن كلمات الرسول.

طارق منينة
12-11-2011, 09:35 PM
الى ان انقل عزالي اضع هذه المداخلة التي كتبتها منذ دقائق ضد علمانية متغطرسة(وماهو ملون هو المقصود بالعرض عنها ووضعت السياق الى أن...
قالت


هذا الرجل ياعزيزي ...بيني وبينه مصانع الحداد من أيام السور ولاأستغرب جعجعته الفارغة
فليقل مايشاء لأنه أصلا لاينفع أحدا في هذا المنتدى سوى تكرار اسطوانته المشروخة عن أمجاد العرب والغرب الكافر هههه والمهزلة الكبرى أنه يعيش في هولندا يأكل النعمة ويسب الملة هههه
وكانت قد قالت قبل ذلك(أما عن الأشخاص الذين احترفوا الصمت "حزب الكنبة" فيستحقون أن يحكمهم الحمير وتتبول عليهم الكلاب)
وكان ردي عليها هو:
والسبب هو انت ،فهناك رميتي عقيدة المسلمين في الجنة بالعهر والمردان الغوان وهنا ايضا لاتفترق لغتك في التعامل حتى مع من تكرهينه او قد تكوني على حق في نقطة الاعتراض عليه لكن وياللخسارة كلامك محوره الكلاب واللعاب والحمير والبغال وماذا تنتظرين مني و انا ارى منك هذا
نعم لك جميل العرفان والشكر في تصوير كتب لاشك اني استفدت منها لكن يا... قللي من نرفزتك وكلماتك القاسية والبذيئة تجاه من تريدين تربيته فكرا وثقافة!
اما عن عيشي في هولندا فقد جئت اليها كما جاؤوا الى حضارتي واستفادوا منها ايما استفادة وهذه هي طبيعة العلاقات فانا اعيش في الغرب نعم لكن اعيش على كنوز اجدادي وتوابعها التي خرجت من مشكاتها ، المشكاة العلمية العقلية التجريبية التقنية، لو تعلمين

فالمنهج التجريبي الذي خرج من مشكاة امتي هو الذي اخرج من الغرب انتاجهم التكنولوجي ولولا الاسلام ماصارت تقنية وتكنولوجيا فاليونان كان يعيش ولامنهج واضح له في التجريب والاستقراء ، والغرب كله ايام اليونان وحتى بعد الاسلام كان ظلاما في ظلام لامعامل ولاتقنية ولاتجريب ولاقواعد منهجية كالتي رسختها حضارة الاسلام، وجاء المسلمون وقد خلقهم الاسلام فقدموا للعالم مجانا ومجانا فقط قواعد حضارتهم فانا ياسيدتي لااشحذ ولكني اعيش بعزة مناهجي التي شغلوها في معاملهم
ثم اعيش باحترام احترم فيهم مافيهم من خير وارفض منهم مااراه غير ذلك لكني اعيش في توازن يقبل منجرات الخبرة الانسانية كما قبلوها هم من بلدان قرطبة وغرناطة وبغداد وصقلية وغيرها
مانفع الكتب التي تصورينها ، مع كلماتك!،خصوصا عالم المعرفة وفيها كتب كاملة تشيد بحضارتنا اقرار للحق التاريخي وهذا هو ماانت تدينينني عليه مع انه مما تصورينه ومنها كتاب تراث الاسلام جزئين،وهما لعلماء غربيون شهدوا شهادتي التي تستهزئين بها(وياللدهشة فانت نقلت من مصدر مصوراتك شهاداتهم لنا)
انها اسطوانة مشروخة تلك التي تكررونها
ومنها قولكم: تستعلمون السيارة وانتم لستم صانعيها
وانت كذلك تستعملينها
لكننا نفترق عنك باننا نثبت انه لولا المناهج العلمية التجريبية ووصول الاسلام الى جزء عظيم من الغرب وتمترسه فيها 800 سنة ليغير الغرب تماما، من احتكار الكهنة للمعرفة القليلة والضعيفة (كانت الاناجيل مربوطة بسلاسل لايطلع عليها الا القساوسة والرهبان!!)وتعليم الناس واخراج العلوم مجانا واقامة مكتبات ومعامل كله من عالم الاسلام خرج، وهو ماحدث بحادثة الاسلام الكبرى.. ووصول شباب اوروبا اليها للتعلم مجانا ورجوعهم الى بلدانهم ومعهم ايضا مترجمات وعلوم وتقنيات ترجمها عرب ويهود عاشوا بسلام في بلاد وامة الاسلام مااوصلهم لمراتب علمية وعملية ادت الى ترجماتهم التي وصلت الغرب لعلوم المسلمين ومن هنا حدثت الطفرة التي اعيش فيها من الناحية التكنولوجية المتطورة جدا اليوم وكان معها تشغيل العقل الذي دخلت عليه الفلسفة فغيرت وبدلت
وعلى كل فنور الاسلام موجود في حضارة الغرب مهما اظلمت حوله المصابيح فالنور لايطفيء وهاهم علماء يكشفون عنه!،وبني حول حقائقه الغنية التي دخلت الجسم الغربي اسوار وحيطان منعت وصول الحقيقة لامم شتى بل وصلت اليك انت احجارها الجيرية المتكلسة التي لاتنفع-وان من الحجارة لما يشقق فيخرج منه الماء- اي وصلت اليك المزيفات الدعائية فتخلفت عن الحقيقة ووقعت فيما انت فيه

طارق منينة
12-17-2011, 08:36 PM
الهوس الغربي ضد الرسول

غالبا ماتصدر الاحكام ضد الرسول في الغرب تحت وقع الظروف العنيفة الشخصية والجماعية التي ينغرس فيها اصحابها وبدلا من ان يوجهوا اتهاماتهم لقومهم واوضاعهم المأزومة تراهم يعبرون احيانا عن غضبهم وبؤسهم ومرضهم ضد من لو نظروا اليه نظرة محايدة لا احادية لكتبوا فيه الاشعار والكلمات الرائعة المنصفة لكن للميول النفسية ولوطأة الأوضاع العاصفة ذهنيا ووجوديا على الشخص تأثير أيما تأثير مايجعل العالم او الناقد يكتب حماقات او بذاءات او يطلق اتهامات او شتائم لاتليق بالمحكوم عليه او المنتقم من شخصه.
وهذا ينطبق تماما على كثير مما صدر ضد النبي في الغرب وقد وصفت كارين آرمسترونج الاحكام الاستشراقية التي صدرت ضد الرسول قبل القرن ال20 باحكام المرض الغربي ضد نبي بريء مما قيل فيه (مع انها هي ايضا حكمت احكاما أخرى ضد النبي متأثرة في ذلك بمنتجمري واط وغيره مما قالت هي نفسها انها تأثرت به..
ولذلك اقول انه احيانا يكون المستشرق عالم اجتماع يحاول لملمة صور الاوضاع المتسارعة في بلده مع الانخراط في مجالاتها المتغيرة والفظيعة فيضيف اضافة في مجال علمه لاتخرج عن النمط السائد في عصره وظرفه وهي غالبا ماتكون احادية التفكير ضيقة المدخل والمخرج!، وقد يفرد هذا العالم -مثلا- الرسول بدراسة خاصة ، هذا اذا ولج عالم الحضارات ومنشأ المدنيات، او يكون الدارس الغربي روائي عالمي فيكتب رسالة عن النبي ، قد يلخص في تلك الرسالة موقفه من الموقف الغربي العريض تجاه النبي فالاول مثل غوستاف بولون صاحب كلمة(الهوس) او بالاحرى ناقلها من مجالها الى وصف النبي وشخصه!! والثاني يمكن ضرب المثل عليه بالروائي العالمي تولستوي،او جوته مثلا.
وقد يكون اديب او رجل سياسة يعيش عالم عنيف جدا من الصراعات التي تناله هو شخصيا من قريب ،فاذا نظرت اليه عبر التاريخ رأيته يعاني من العزلة او قسوة الحياة او المطاردة والتشرد او الخسارة والضياع،او الاضطراب النفسي والخلل الفكري(وهذه الاخيرة اصف بها فيلدرز البرلماني الهولندي الذي جهز كتابا ضد النبي على وشك الصدور!) وهو في اثناء ذلك يكتب افكاره النقدية العنيفة تجاه قومه وزمنه وهذا يمكن تعيينه بدانتي صاحب الكوكيديا الالهية ،الذي كان يعاني اشد المعاناة من واقع مجتمعه وهو يرى نموذج الحضارة الاسلامية باديا له من بعيد بل ومؤثرا بصورة كبيرة جدا ورويدا رويدا يضغط علميا ومدنيا على الواقع الغربي ومغيرا له وغازيا غزوا لطيفا، بل عنيفا(عنف المواجهة مع كهنته ومواقعهم العتيدة!)!
وفي هذه الاخيرة يقول مونتجمري واط:" وقد كان دانتي مدركا لفضل العرب على اوروبا "(فضل الإسلام على الحضارة الغربية لمنتجمري واط)
ان تحليل الواقع الذي ولد فيه المفكر الغربي والمؤثرات التي اثرت عليه والافكار العاصفة الموارة الدائرة فيه كالدائرة المغلقة، هو امر في غاية الاهمية ومن خلال دراسة الواقع هذا يمكن الوصول الى تفسير كلمات المفكر او مواقفه او نظرته ونظريته!
فدانتي مثلا كان يعاني من قومه اشد المعاناة وقد ولد في مجتمع القرون الوسطى المظلمة وفيه رأي نور الاسلام في جانب غربي مضيء ورأى الصراعات التي تدور بين قومه والتخلف الضخم جدا في كافة ميادين الحياة فكانت معاركه وكلماته تناسب ظروف عصره ولاتخرج احكامه عن دائرة وضعه وواقعه، لكنه حشر فيه موقف قومه التقليدي من النبي على الرغم من انه مدح تلاميذ النبي ومنحهم موقعا جليلا في ملهاته!
وقبل الوصول الى نظرة دانتي عن الرسول وعن فلاسفة الاسلام (وضع الرسول العظيم في الحجيم وفلاسفة الاسلام في الجنة، في ملهاته طبعا!!) يمكن رؤية دانتي مثلا وهو يقوم بشتم شعبا أوروبيا وهو شعب الفلورنسيين وقد ناله منه ماناله!
يقول ويل ديورانت المؤرخ الأمريكي المعروف في ذلك ،ان دانتي وجه :"وهو في سورة الغضب رسالة "إلى الفلورنسيين أشد الناس إجراماً Scelestissimis Florentinis (مارس 1311م) قال فيها: ألا تعرفون أن الله قد أمر أن يخضع بنو الإنسان كلهم لحكم عاهل واحد ليدافع عن العدالة، والسن، والحضارة؟(يقصد الإمبراطور هنري الذي سينقلب عليه دانتي بعد قليل ويزجره!) وأن إيطاليا كانت على الدوام فريسة للحرب الأهلية كلما زال عنها سلطان الإمبراطورية يا من تعتدون على القوانين البشرية والإلهية ويا من يدفعكم النهم الرهيب إلى ارتكاب كل جريمة مهما بلغت من الشناعة - ألم تروعكم رهبة الميت الثانية فخرجتم على مجد(!) الأمير الروماني، ملك الأرض(!) ومبعوث الله؟(!)... يا أحمق الناس وأبلدهم إحساساً! سوف تخضعون صاغرين إلى النسر الإمبراطوري. ؟وساء دانتي وملأ قلبه هلعاً أن هنري ترك فلورنس وشأنها؛ ولهذا كتب الشاعر إلى الإمبراطور في شهر إبريل كما كتب نبي من أنبياء إسرائيل يحذر الملوك فقال: لسنا ندري أي خمول يقعدك عن العمل هذا الزمن الطويل... إنك تضيع الربيع كما تضيع الشتاء في ميلان... (لعلك لا تعرف) أن فلورنس مصدر الشر المستطير... وأنها هي الأفعى... التي تنفث من أنفاسها الفاسدة الدخان الموبوء الذي يقضي على القطعان المجاورة لها... هُبَّ إذن يا ابن يسَّي Jesse النبيل!"(قصة الحضارة لديورانت ج17 ص 317) وقد خيب الله رجاء دانتي في هذا الامبراطور الذي احبه وسعى لنصرته حتى ان الامبراطور انقلب عليه وقد نفت فلورانس دانتي وفر هرعا وخوفا وهنا لجأ إلى دير ليخلو بنفسه وملهاته ،وقام بشتم النبي محمد وتصويره في صورة بشعة ،وفي ذلك يقول ويل ديورانت:" ولمّا وصل هنري إلى ميلان هرع دانتي إليها وألقى بنفسه وهو في نشوة الحماسة عند قدمي الإمبراطور، وخيّل إليه أن كل ما كانت تصوره له أحلامه من قيام إيطاليا الموحدة يوشك أن يتحقق. لكن فلورنس لم تستجب لنداء الشاعر، وأوصدت أبوابها في وجه هنري "فانقلب الامبراطور عليه" وكان رد فلورنس أن أعلنت نفي دانتي، وحرمانه أبد الدهر من كل عفو يصدر عن الخائنين. وترك هنري فلورنس دون أن يمسها بسوء، وانتقل عن طريق جنوى وبيزا إلى روما حيث توفي (1313) وكان موته من أشد الفواجع التي حلت بدانتي؛ ذلك أنه قد قامر بكل شيء على انتصار هنري، وحرق من ورائه كل الجسور الفلورنسية، ولم ير أمامه إلاّ أن يفر إلى جبيو Gibbio ويلجأ إلى دير الصليب المقدس (سانتا كروس Santa Croce). ويبدو أنه كتب في هذا الدير جزءاً كبيراً من الملهاة المقدسة ... )."(ج17 ص318)
فهذه هي بعض ظروف كتابه دانتي لملهاته كما قال ديورانت فصب جام غضبه على معاصريه في الملهاة ولم ينسى ان يدخل اعداء قومه فيها الا ما اثر عليه هو ورأى فيه المنقذ لوضوحه وقوة حضوره
.وقد تعرض دانتي لأمور يعجب لها الإنسان من فقدانه وطنه واهانته اكثر من مرة (طلب الفلورنسسين منه ان يفعل كما يفعل المعفي عنهم وهو ان يسيروا في شوارع المدينة في أثواب الندم، وأن يزج بهم في السجن وقتاً قصيراً )، وقد تعرض ولديه للحكم بالإعدام وإن كان الحكم لم ينفذ ، وقد فر هو ايضا من وجه ادانته وقتله، فكان يكتب بقية هجائيته وملهاته في مواضع فراره وهروبه وهلعه فاتسمت ملهاته بمعاناته ووضع فيها صور انتقامه من اخرين وبعضهم لاشأن له بظروف دانتي نفسها وهذا رسول الله الذي كان هو سبب التأثير الأكبر في زحزحة -اقول زحزحة لأن الكنيسة كانت بالمرصاد للعلوم الإسلامية- كثير مما كان دانتي نفسه يعاني منه مما كان يختم العصور الاوروبية بالعصور الهمجية المظلمة ومافيها من ركام الأساطير والظلم الاجتماعي والاقتصادي ، بل جاء الاسلام بشرائع تخرج دانتي نفسه مما يعاني هو نفسه منه بل مما تعاني منه نفسه التي بين جنبيه فقد كان مغامرا بالسياسة في عالم متطاحن يأكل بعضه بعضا ، لاتحكمه قيم انسانية ولا أخلاق الفروسية الحقة، يقول ويل ديورانت في قصة الحضارة،(ص318-320):" غير أنه لم يكن قد شبع من السياسة فقد كان في أغلب الظن مع أجشيوني دلا فجيولو Uguccione della Fuggiulo في لوكا Lucca عام 1316؛ وفي ذلك العام هزم فجيولو الفلورنسيين عند مونتي كاتيني Montecantini؛ ثم استفاقت فلورنس من هذه الهزيمة وضمت ابني دانتي إلى المحكوم عليها بالإعدام - ولم ينفذ هذا الحكم قط. وخرجت لوكا على أجشيوني وألفا دانتي نفسه بلا وطن. ورأت فلورنس في نشوة النصر أن تكون كريمة، وأن تنسى أحكامها الأبدية، فعرضت أن تعفو عن جميع المنفيين وتؤمنهم على حياتهم إذا عادوا إليها، على شرط أن يؤدوا لها غرامة مالية، وأن يسيروا في شوارع المدينة في أثواب الندم، وأن يزج بهم في السجن وقتاً قصيراً. وتطوع أحد أصدقاء دانتي بإبلاغه هذا القرار، فرد عليه برسالة ذائعة الصيت قال فيها: إلى صديق فلورنس: تلقيت رسالتك بما يليق بها من الإجلال والحب، وأدركت منها بقلب مفعم بالشكر... أن عودتي إلى بلدي عزيزة على نفسك. ولكن انظر إلى ما هو مفروض عليَّ... ذلك أنني إذا ما قبلت أن أؤدي قدراً من المال وأن أتحمل وصمة السجن، فسيعفى عنّي فأستطيع العودة من فوري.. فهل هذه إذن هي الدعوة الكريمة التي توجه إلى دانتي ألجيري –يقول دانتي نفسه- ليعود إلى بلده بعد أن صبر على النفي ما يقرب من خمسة عشر عاماً... إن رجلاً ينادي بالعدالة لا يطيق أن يؤدي ما له إلى من يرتكبون المظالم، كأنهم يحسنون إليه. ألا إن هذه ليست الطريقة التي أعود إلى بلدي... فإذا كان ثمة طريقة أخرى... لا تزري بكرامة دانتي... فإني لن أتوانى قط عن اتباعها؛(اهان رسول الله فأهانه الله) أما إذا لم يكن دخول فلورنس مستطاعاً بهذه الطريقة الأخرى، فإني لن أدخلها أبداً... ما هذا الذي تقول! أليس في وسعي أن أستمتع بنور الشمس وجمال النجوم في كل مكان على ظهر الأرض؟ أليس في مقدوري أن أفكر في أعظم الحقائق شأناً؟ واغلب الظن أنه قبل في أواخر عام 1316 دعوة وجهها إليه كانْ جراندي دلا اسكالا Can Grande Della Scalla، حاكم فيرونا لأن يجيء إليه ويعيش في ضيافته. ويبدو أنه أتم في هذه البلدة قسم الجنة في الملهاة المقدسة (1318) - وفيها بلا ريب أهدى هذا القسم إلى كان جراندي. وفي وسعنا أن نصوره في تلك الفترة من حياته - أي في الحادية والخمسين من عمره - كما صوره بوكاشيو في الحياة الجديدة عام 1354؛ نصوره رجلاً متوسط القامة "منحني الظهر قليلاً" يسير بخطى وقورة متزنة تنم عن المهابة والانقباض، ذا شعر أسود وبشرة سمراء، ووجه طويل ينم عن كثرة التفكير، وجبهة بارزة مغضنة، وعينين غائرتين ذواتي نظرات صامتة، وأنف رفيع أقنى، وشفتين منطبقتين، وذقن بارز. ذلك وجه روح كانت من قبل وادعة ظريفة، ولكن الآلام جعلتها نكدة مريرة...وكان عبوساً صارماً شأن الرجل المغلوب على أمره المنفي من بلده، وقد أكسبته الشدائد حدة في اللسان، وغطرسة يغطي بها ما فقده من قوة وسلطان.فكان يفخر بنسبه لأنه كان فقيراً، ويحتقر رجال الطبقة الوسطى من أهل فلورنس الذين يجرون وراء المال؛ ولم يكن في وسعه أن يغفر لبرتناري زواج بياتريس من مصرفي؛ وسلك طريق الانتقام الوحيدة التي وجدها أمامه فوضع أمامه المرابين في الدرك الأسفل من النار.ولم يكن ينسى قط أذى أو إهانة وما أقل من سلم من أعداءه من سموم قلمه".ثم مات الرجل بحمى المستنقعات كما يخبرنا ول ديورانت:"" تلقى دعوة من بولونيا للقدوم إليها لكي يتوج فيها شاعراً لبلاطها، ورفض الدعوة بأنشودة رعوية كتبها باللغة اللاتينية. وفي عام 1321 أرسله جيدو إلى مدينة البندقية في بعثة سياسية كان نصيبها الإخفاق، وعاد دانتي من هذه البعثة مريضاً بحمى أصابته من مستنقعات فينيتو Veneto. ولم يستطع جسمه الضعيف مقاومة المرض، فقضى عليه في 14 سبتمبر سنة 1321 وهو في السابعة والخمسين من عمره."
ساقوم ان شاء الله بتكلمة المداخلة اذا توفر وقتا مناسبا ويسر الله.
وفي التكملة ان شاء الله ووفق يمكن ان نرى الظروف والاحوال والمناخ الذي كتب فيه غوستاف لوبون كلمة الهوس عن الرسول والانبياء وادخلهم في القادة والزعماء ولكن من باب حدده!
http://www.tafsir.net/vb/tafsir29361/#post164927

محمد موافى
01-01-2012, 08:22 PM
- أن العقل قادر على تشريع وضعى يغنى عن الشرع ( الوحى )
الرد: أن العقل لا يستطيع الأنفراد بالتشريع دون الوحى لأن العقل يخطىء فى المسائل النسبية التى لابد من ترجيح من الوحى
فالتحسين و التقبيح فى العقل نسبى
و ايضا العقل لا يستطيع الأحاطة الكلية والجزئية بموضوع معين و ما يمكن أن يطرأ عليه من عوامل خارجية تغير
ما أعد للتعامل معه.
- أن الشريعة الأسلامية غير ملاءمة للعصر الحديث ( بالاحتجاج بأن القرأن ثابت والحياة متطورة )
الرد: أنه يوجد فى الشريعة الأسلامية أصول ثابتة و فروع متغيرة تتحمل أراء المجتهدين و تعدد فهمهم للنص
و تتحمل أختلاف الظروف المستجدة.
- أن الدين ضد العلم
الرد: أن الدين ألاسلامى قد حدد مسار العلم تحديدا واضحا فلو فرضنا أننا بصدد تفسير ظاهرة كونية فيكون دور العلم
هو تفسيرها تفسير وصفى يشرح الأسباب و السنن الكونية التى وضعها الله على أن يرد هذه الأسباب ألى مسببها
الا و هو الله ايضا يجب أن تفسر هذه الظاهرة الكونية من حيث الحكمة الشرعية فأنما ينزل الله بالايات عقابا للكافرين
و تذكيرا للغافلين و عظة و عبرة للمؤمنين و العلم فى الأسلام يحض على ما ينفع الناس و لا يضرهم .

طارق منينة
01-29-2012, 02:35 PM
بارك الله فيك اخي
-
العشماوي المستشار والكفر بموسى الرسول
كنت قد ذكرت في الجزء الثاني من اقطاب العلمانية في الفصل المخصص لنقد فكر وضلالات المستشار محمد سعيد العشماوي انه قد زعم ان موسى رسول الله انما هو مصري الأصل والجنس والديانة وأنه ابن ابنة فرعون على الحقيقة وفرعون هو رمسيس الثاني ،على عكس فرعون سيد القمني الذي هو آمنحتب الثالث، وذكرت بالوثائق ،ومن كتابات العشماوي، ان جد موسى ،بحسب العشماوي طبعا ،اتفق مع موسى ،وكان اميرا مصريا ، من نسل الفرعون (بزعم العشماوي)على ان يحتال على بني اسرائيل لاخراجهم من مصر بالحيلة والسحر وقيادتهم الى مكان آخر ومنحهم شريعة بدائية ودين ادنى من دين المصريين القدماء رغبة في التخلص منهم وتنظيف مملكة جده من دخلاء على مصر، وزعم العشماوي ان موسى نجح في خطته واخرجهم من مصر وكان معه طائفة من الكهنة الذي كانوا علماء في السحر كما كان هو نفسه متعلما السحر وممارسا له ، وأولئك الكهنة (المزعومون) ساعدوه في انجاح خطته واستعمال السحر في اخضاع شعب اسرائيل!، وفيما ظن بنو اسرائيل ان موسى توفي كان ابن ابنة فرعون يدخل مصر سرا مع مجموعة سحرته معلنا نجاح خطته وقد صنع له المصريون حفلا عظيما مهيبا!
وكل هذه الخرافات والاساطير عن رسول الله موسى انما هي من اختراع الذهنية العلمانية التي تدعي العلمية والتاريخية وهي عقلية اسطورية في تصوراتها عن الكون والحياة والانسان، فضلا عن انها اخترعت قصصا واساطير مثل اسطورة العشماوي عن نبي الله موسى بل وجميع الانبياء ن وهناك اساطير كثيرة اخترعها العلمانيون عن الانبياء، وسأذكر جملتها في كتابي الثالث اقطاب العلمانية(ان شاء الله) وقد ذكرت بعضها في سلسلة انهيار الاشتشراق كما وردت في جريدة السبيل الاردنية وعرضتها في منتدى التوحيد وملتقى أهل التفسير والمرصد لمقاومة التنصير.
ماأود لفت الإنتباه اليه هو أن الإتهام بالسحر انما هو دأب الكافرين المفترين، وقد اتهم العشماوي نبي الله عيسى ايضا بأنه تعلم السحر من مصر، وقد فعل خليل عبد الكريم مثله،وقد نسب الله هذا القول الى الكفار في قوله عز وجل:" وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ"
فالله عز وجل كف بني اسرائيل عن المسيح عليه السلام ، وهو مما وعده به، وقد جاءهم بالبينات،فقالوا انه ساحر ، فحولوا المعجزات الى سحر وتمويه وقلب للحقائق، ومخرج ذلك ليس من الدليل وانما من الافتراء والعناد والتحريض، تماما كما يفعل العشماواي والقمني-لهذا الأخير كلام شنيع جدا في موسى النبي وقد ذكرته في فصل كامل من اقطاب العلمانية2(طبعة دار الدعوة، الاسكندرية)-وانما ارادوا بذلك تحويل النبوة الى كهانة وفعل تاريخي لاصلة له بالوحي الرباني وانه من اختراع الخرافيين وان العلمانية كشفت الحقيقة في عصور الحداثة وان الدين ماهو الا اختراع البشر ، ومعلوم ان كثير من العلمانيين والعلمانيات فُتنوا بأفكار العشماوي في تفسيره لآيات القرآن العظيم عن حجاب المرأة او ماتختمر به،كذلك فُتنوا بضلالاته عن الحكم الاسلامي وعن الدين والوحي والصحابة وموقفه من النبي صلى الله عليه وسلم.
ان الاتهام بالسحر وتعلمه وممارسته هو اتهام وثني قديم وهو اتهام دهري(علماني) حديث وهنا يمكنني القول بأن العلمانيين والوثنيين يشتركون في خاصية اختراع الأساطير السخيفة ولنفس الأسباب وهي العداوة للإسلام، ومحاولة تغيير معالمه وتشويه حقائقه والتشكيك في ثوابته
بيد ان مازاده العلمانيون عن الوثنيين في اتهاماتهم هو ان العلمانيين زادوا نتفا واحيانا اساطيركاملة كمحاولة منهم لتفسير التاريخ من خلال رؤية علمانية تزعم التاريخية لكنها تأخذ من نفس معين التحريض الوثني وهو اختراع المزاعم والأباطيل، ولايخفى عليك ان العشماوي جعل تعلم موسى السحر-بحسب زعم العشماوي طبعا- كعلم راق يستخدم في الحضارة والكهانة العالية، وهو موقف ماسوني اتخذه العشماوي نتيجة علاقته الظاهرة والخفية بالماسونية، وهو الذي كتب عنهم مادحا-انظر اقطاب العلمانية2-فالسحر وديانة مصر ونصوص الشريعة المصرية القديمة هي عند العشماوي اصل الدين،وهو دين وثني يعتبره العشماوي اعظم دين وارقى فكر، وزعم ان موسى تعلم منه وترقى فيه، وهو مصري ابن مصري جده فرعون مصر على الحقيقة لا التبني!، فالديانة والشخص مصرية والجنس والنسب ، ومن هنا فتعلم السحر عند العشماوي ليس اتهاما وثنيا كاتهام الوثيين لتتحريض على النبي وانما لاخراج رسالة النبي والانبياء عن حقيقتها وماهي عليه الى بيئات ووثنيات يزعم العشماوي انها ام الحضارات والمبادي والشرائع وهي الاصل ومن هنا ينفي الدين الحقيقي ويصله بالحضارة المصرية مفتخرا بها ورادا رسالة موسى اليها فضلا عن اخراجه من نسبه وجنسه صلى الله عليه وسلم وكذلك فعل القمني تماما في كتابه النبي موسى وآخر ايام تل العمارنة، الا انه لم يرض لموسى الا الوحل وجعله-برأه الله مما نسب اليه- تصورا اسرائيليا مخترعا لشخصية اخناتون وقد ربط اسم موسى وشخصيته ووجوده التاريخي بالجنس والاباحية والشخصية بشخصية اخناتون الاباحية بحسب عرضه هو ومن هنا وضع موسى النبي لا في حضارة ولو وثنية -كما فعل العشماوي تبعا لفرويد-وانما في وحل الجنس والاباحية ونسب مدياني احتل مصر وكان عادته الاباحية والجنس، هكذا يلوث العلمانيون تاريخ الانبياء ليحولوا التاريخ تباعا للتفسيرات الغربية للدين والنبوة ونظرتهم التاريخية للانبياء وغرض وجودهم في التاريخ.
(هذا المقطع كتبته الآن خاصة لمنتدى التوحيد وقد دفعني اليه قراءتي لتفسير الآية المذكورة في النص، من تفسير المراغي)راجيا ان يصل هذا النص الى خالد عبد الله يقرأه-تفصلا- في برنامجه ان امكن ردا على القمني)
والموضع الذي كنت اقرأ فيه من تفسير المراغي هو من الجزء(ج7 ص57، عند تفسير سورة المائدة)

طارق منينة
03-20-2012, 07:09 AM
العلمانيين وعلى رأسهم هشام جعيط والأسم"قُثم"

حتى لو كان اسم النبي كما في الاحاديث المرفقة "قُثم" فهذه ليست قضيتنا في الرد على الدكتور العلماني التونسي هشام جعيط ولاأمثاله!!، ذلك ان افتراءات جعيط ومثله او قبله محمود امين العالم في كتابه عن سيرة النبي هي انهما يقولا ان النبي سمي قُثم اولا ثم لما كبر غير اسمه لمحمد ، هذه هي حجة من لاحجة له، وليس ان اسمه قثم او ابا القاسم او ماالى ذلك مما ورد، فهذه ليست ردودنا لتأتوا بروايات تراثية تؤكد وجود الأسم، فالكذب ليس في ايراد الاسم او انكاره ولكن في زعمهم بان اسم النبي حين ولادته لم يكن محمدا وانما قثم الا انه غيره بنفسه عند نبوته!!!!
هل وصلت الفكرة؟
والمشكلة انهم اخذوا هذه الفكرة من بعض المستشرقين وضموا اليها افتراءات اخرى وصنعوا من الكل اساطير هذه هي وسيلة ابداعهم الذي يفتخرون به، نتف مسروقة من مستشرقين وعمل حبكات ساذجة بها لتبدو متماسكة، ولكن عند الفتكيك تظهر عملية الاقتباس الشنيعة والتقليد الفظيعة، ويزعمون انهم مبدعون، شاهت الوجوه!

طارق منينة
03-24-2012, 10:06 AM
عودة الى الجابري


قال احد المعلقين
....
كأنها الفرصة الذهبية، التي يقوم بها البعض مثل الأخ طارق منينة وتكون مرة بالتمجيد وأخري بدعوات "الاسبقية" للحضارة الاسلامية وعندئذ ظهور التعارض مع الحضارات الأخري مثل ما يسميه "الحضارة الغربية أو الغرب أو الكفار الأشرار".
والرد :
نعم اسبقية حضارتنا(ولم الفظ كلمة:الكفار الاشرار) بل ونؤكد ان كل مااتى بعدها اخذ منها بل نضيف ان جاليليو انما هو وغيره من امثاله انما هو صناعة الحضارة الاسلامية بعد ان انتشرت علوم المسلمين في الغرب المسيحي ماجعل الكنيسة تحرق وتقتل من ابناءها حتى لايتأثرون بنور المنهجية العلمية الاسلامية في علوم العقل والمادة ولكن اكثر الناس لايعلمون.
مع العلم ان تواجد الفاعلية الاسلامية في علوم الطبيعة والمادة والعقل في اوروبا-اسبانيا والبرتغال وصقلية ومدن غرناطة وقرطبة وغيرها من المدن جعلت العلوم تتسرب رويدا رويدا الى شواطيء ايطاليا وانجلترا،فيما بعد، ومدنهما ،وفرنسا والمانيا وهولندا وغيرها من البلاد وتدخل بإلحاح غير مسبوق، بلاد الغرب المتطاحن يومذاك وتصنع ملاحم داخلية بين المسيحيين بعضهم مع بعض ، ومن ذلك تظهر او ظهرت مذاهب مسيحية معدلة وتظهر او ظهرت فلاسفة وعلماء طبيعة مادة، ومع الفلاسفة الجدد ممن نقموا على كنيستهم، وغالبهم كانوا علماء جدد في علوم المادة انتقلوا غالبا من المسيحية الى مايسمى بالربوبية تأثرا بعقيدة التوحيد فظهرت تأثيرات الاسلام والمسلمين عليهم لمن تتبع ذلك في وقائع النفس والعلم والتاريخ!!، الا انهم مع فقدان البوصلة تأرجح بعضهم مثل فولتير بين الشك فيما اعتقد من جديد وبين اليقين مما زحزحه عن خرافات الكنيسة.
هذا فضلا عن نقل اليهود والرهبان وقساوسة بل وباباوات علوم المسلمين مترجمة الى الداخل الغربي، وكل هذا غير وجه اوروبا والعالم ، والسبب هو عملية التحويل والتبديل التي اقامها القرآن في عقول ونفوس العرب وغيرهم ممن اسلموا وعلموا ولما تغيرت النظرة الى الكون والمادة والاسباب دخل العالم في مبادئ أخرى للعلم دفعته الى تناول سنن الكون بالنظر والتجريب وصنع مناهج علمية وتعديل نظريات قديمة والسير في الارض للاستفادة من ظواهر المادة والطبيعة والجغرافيا والانسان.

اقتباس:

وللأخ طارق منينة كلام يرد علي الجابري فيه. هو في الحقيقة ليس كلامه انما بالأولي ما قاله الأخرون بالرد علي الجابري، فهو يضع ردود من هنا ومن هناك، فهو يعمل بطريقة حجة الاسلام الغزالي عندما يجعل كل الفرق إلباً واحدا ضد الفلاسفة. وأكيد تشبيهي طارق منينة بالغزالي سيشعره بالفخر، لكن الشعور بالفخر سيزيل اذا كان الغزالي عندي بهذه الطريقة كأنه من يريد الظهور علي اكتاف الآخرين فلا أهمية لهذا التفاخر بأي حال.
والرد عليه هو:
مادمت دخلت في هذه المسألة فارجوك ان تعيد النظر في كلمتك ان ماكتبته في الرد على الجابري ليس كلامي انما هو مانقله الآخرون.
فياسيدي الكريم اعلم انني لااعلم احدا رد قبلي على تفسير الجابري للقرآن في ثلاثيته المشهورة مع مقدمتها بالطبع وهي مدخل الى القرآن، فأنا وليس غيري هو من افتتح الرد على تفسيره الثلاثي بل لم ارى الى الآن من رد على هذا التفسير واتى بما اتيت به من رد وردودي مسجلة في مقالاتي الموجودة هنا في المنتدي وهي مسلسلة في سلسلة انهيار الاستشراق، وقد صدرت بتواريخها في جريدة السبيل الاردنية، بل اضيفك ان كتابي المسمى اقطاب العلمانية الاول والثاني كان هو بداية انطلاق البعض للرد بكتب على مجموعات من العلمانيين اما الجزء الثاني فلم ارى الى الان من رد على العشماوي والقمني واحمد عثمان وغيرهم في موضوع النبي موسى والاساطير التي لفقوها للنبي موسى وقد كتب القمني موسوعته المسماة النبي موسى واخر ايام تل العمارنة ولم ارى الى الان من رد عليها غيري والرد موجود في اقطاب العلمانية2 وكذلك الرد على الاصول المصرية لليهودية للعشماوي(وهو عنوان آخر كتبه) لم ارى الى الان من رد عليها غيري واؤكد الى الآن!، حتى ان العشماوي صنع كتابه المسمى بذلك الاسم فيما بعد ب(أي من تلك المقالات التي كتبها اولا في مجلة اكتوبر المصرية)بينما انا سبقته بالرد على تلك المقالات التي صنع منها كتابه ذلك،قبل ان يصدرها هو في كتاب،أنظر سرعة الرد وتمعن التوقيت!!، فرددت عليها بعد ان قرأتها له في مجلة اكتوبر المصرية، ولم اجد وقتها احد رد عليه، مع العلم ان الدكتور محمد عمارة كتب قبل ان يكتب العشماوي مقالاته تلك في مجلة اكتوبر، كتب محمد عمارة كتابه سقوط الغلو العلماني في الرد على كل افكار العشماوي السابقة ولو انتظر عمارة لدعم حجته بما ابان به العشماوي عن فكره الماسوني والعلماني تجاه النبوة في نصوص صريحة ومع ذلك فانا اقول ان كتاب عمارة من افضل الردود العصرية على فكر العشماوي وبالفعل دل عنوان كتابه على عمل الكتاب وهو سقوط الفكر العلماني فعلا
ثم ياسيدي مرة اخرى فاني لم ارى قبلي احد رد على كتاب طه حسين، بالتفصيل الذي فعلته ،واقصد روايته الي هي من ثلاثة اجزاء وهي رواية على هامش السيرة ويمكنك ان تبحث على الانترنت على من رد عليه وتقارب ولن تجد من كشف عن وجه طه حسين وحيلته مثلي ولو كانوا من اكابر نقاد الاسلام في العصر الحديث وهذا ليس موضع للتفاخر كما يبدو ولكنه موضع الاثبات وتحرير الوقائع العلمية والعصرية
مع العلم مرة اخرى انني انتقيت مالايمكن تأويله من كلام الجابري ويقال فيه انه لم يقصد ذلك!، فتأمله،فإنه مفيد جدا جدا!!
وهذا رابط الرد على رواية طه حسين في موضعها وسياقها من السلسلة
سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (21) / ولادة «نسطاس» في العصر الحديث
سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (20) / علمانيون على هامش السيرة
اما مالم ارى احد رد به قبلي على الجابري فانظر التالي وابحث عن من رد عليه من قبلي ، وللعلم فهو مجهودي الخاص في قراءة مشروعه الجديد والرد عليه من نصوص من اهم نصوص المشروع ومرة اخرى لم ارى الى الان من استخرجها من كتابه الثلاثي في التفسير او حتى اقتبسها مني ورد وهاهي الجمل المهمة وتوثيقها بروابط قبلية


اقتباس:
في تعليقه على قول الله تعالى "فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ" (سورة الطارق:( 5-7) يقول الجابري : "والغالب أن هذا التفسير القديم لصدر المني مستقى من الملاحظة عند الممارسة الجنسية التي تشكل جزءا من معهود العرب التجريبي وبه خاطبهم القرآن" (القسم الأول ص184)، اي أن القرآن لم يذكر حقائق علمية بزعمه وانما ذكر "معهود العرب الجنسي التجريبي"! والسؤال "العصري" للجابري وأمثاله هو : هل كان "العربي" يعرف على وجه التحديد أن ماء الرجل يمثل مالايقل عن 90% من محتويات الماء المنوي ،وباقي المكونات هي عبارة عن مواد ذائبة بما فيها الحيوان المنوي كما يخبرنا أستاذ التكنولوجيا الحيوية الدكتور دسوقي عبد الحليم او كان يعرف اي شيء عن العمليات البيوكيميائية المعقدة التي تهيئ الظروف والبيئة المناسبة والطاقة اللازمة لتدفق الحيوان المنوي وحركته؟ -أليست ألفاظ القرآن صحيحة علميا ودقيقة بيانيا ولايمكن ان تصل ملاحظات العرب ومن هو افضل منهم في صناعة الافتراضات العلمية تجريديا كاليونان قديما الى علوم القرآن ودقة ألفاظها المصورة لحقائق غابت عن القرون الغابرة جميعا وقد يمكن القول انه ربما يغب بعضها عن بعض الانبياء والله تعالم اعلم ؟-
أم هل كان العربي يعرف أي شيء عن الموضع المحدد وغير المنظور بالعين المجردة (بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ)؟ والذي له صلة بتنشئة الماء الدافق اومصادره ووسائل تغذيته ، لقد طلب الوحي النظر إلى مجال ألطف وأوسع من حدود "المعهود الجنسي الجابري!". ان القرآن يتكلم عن مواضع ومراحل علمية تخص خلق الإنسان بتفصيل حكيم خبير.
يقول االدكتور زغلول النجار إن "نشأة الغدد التناسلية في كل من الرجل والمرأة من نفس هذا الموقع‏،‏ واستمرار تغذيتها طيلة حياتها بالدماء والسوائل الليمفاوية والأعصاب من الموقع ذاته‏، مما يجعل هذا الماء يخرج فعلا من بين الصلب والترائب‏" "فكل من الخصية والمبيض في بدء تكوينهما يجاور الكلى ويقع بين الصلب والترائب‏،‏ أي ما بين منتصف العمود الفقري تقريبا‏ ...‏ يعتمدان في نموهما على الشريان الذي يمدهما بالدم‏ ...‏ وهو يتفرع من الشريان الأورطي في مكان يقابل مستوى الكلى الذي يقع بين الصلب والترائب،‏ ويعتمدان على الأعصاب التي تمد كلا منهما ‏... الخصية والمبيض فينشأتهما وفي إمدادهما بالدم الشرياني‏ ..‏ وفي ضبط شؤونهما بالأعصاب‏،‏ قد اعتمدتا في ذلك كله على مكان في الجسم يقع بين الصلب والترائب‏‏".
حقا إنه كما أخبر الوحي" كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير" هود:1 "وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا"(النمل::93).

اقتباس:

وكمثال: فإنه قد قَصَر قول الله تعالى من سورة العلق (علّم بالقلم) على «علم القرآن فقط» الذي وصفه كما سيأتي من كلامه في المقالات التالية بـ"معهود قديم"للعرب، ومعلوم أن قوله تعالي "علم بالقلم" تعني كل علم نافع من علوم الدنياوالآخرة، وهو ما يعني أن الدعوة القرآنية منذ بدايتها دعوة ربانية علمية تدفع البشر للنفاذ الى المعارف الكونية الكبرى المقسوم عليها إلهيا، وهو مافهمه المسلمون وحققوا به حضارة زاهية. ومعلوم أن القراءة والعلم والقلم ، كما عبر عنها العلامة الدكتور عماد الدين خليل بدقة، هي:" تلك المفردات التي تضمنتها الآيات الأولى في السورة الأولى من التنزيل، والتي وضعت المسلم في قلب العالم وليس بعيدا عنه أو منفيا عنه" (مدخل إلى الحضارة الإسلامية للدكتور العلامة عماد الدين خليل ، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى، 2005م،ص 35) ايضا نجد محمد عابد الجابري يزعم في تعليقه على سورة القلم أن ابن عباس، وهو من صحابة الرسول، فسّر (القلم) تفسيرا يونانياهرمسيا، يقول «فمع أنهم يفسرونه بأنه أداة للكتابة، فإن معظمهم مثل ابن عباس وغيره ممن نقل عنه أو نقل عن مصادره فسره بما روجته الفلسفة الدينية الهرمسية من أنه «أولما خلق الله» ويعنون به العقل الأول في سلسلة العقول السماوية» )القسم الأول ص(181 وهذا كذب على ابن عباس، ومصدر ابن عباس في مسألة خلق القلم وكتابته هو الرسول (لاحظ كلمة «مصادره» من كلام الجابري!) والحديث يقول: (أول ماخلق الله القلم قال لهاكتب...)، وابن عباس لم يقل، ولا الرسول ، أن أول شيء خلقه الله هو القلم الهرمسي أو العقل الهرمسي المؤله، وإنما قصد الرسول -والوحي القرآني من قبله- معنى آخر مختلف تماما عمّا يوحي به الطروادي المغرور، وهو انه لما خلق الله القلم قال له: اكتب مقادير السموات والأرض ، فشأنه الكتابة وسطر المقادير وليس شأنه الخلق والتدبير، وهو ليس خالقا ولا عقلا إلهيا هرمسيا، وإنما خادما كاتبا للمقادير السماوية والأرضية وسنن الكون المسخر، مقادير كل شيء، وهذا مرتبط مع بقية تعاليم الإسلام العقدية والخلقية التي تدعمها وسطية القرآن التي أسقطت الوثنية عن الكواكب والسنن والعقول البشرية فجعلتها لا معبودة ولا مهملة كما هي في الحقيقة، وهذا شيء غيره في فلسفة اليونان التي جعلت من الكواكب آلهة حرب وحب وعشق وصراع وسرقة علم! وأما نتاج حضارة الإسلام الوسطية فقد منحت العالم والى الآن ما لم تمنحه فلسفة التجريد اليونانية الهائمة، بل إن علماء الإسلام نقدوا نظريات يونانية وقدموا نقدهم للعالم هدية علمية، ومنها نظرية بطليموس التي يقول الجابري إن القرآن تأثر بها (انظر من أقسامه (2/ 259 و190-191-243- و3/166(، وسيأتي الرد عليها في المقال التالي ان شاء الحق.
لمينفرد الجابري بهذه الفرية فقد رمى «طيب تيزيني» القرآن بتأثير الأرسطية اليونانيةعلى نصوصه-وتيزيني رمى الرسول بأنه كان متبعا لأوامر تنظيم دولي انطلق من روما كما لفق ذلك تلفيقا في كتابه «مقدمات أولية في الإسلام المحمدي»-وقد ضرب مثلا على ذلك بقوله تعالى «وجعلناكم أمة وسطا»، فقال الوسط هنا مأخوذ من نظرية الوسط أو الأوساط الأرسطية خصوصا والإغريقية على وجه العموم (انظر كتابه «مقدمات أولية» ص376).
رحمالله عبد الرحمن بدوي عندما سخر من المستشرقين ممن يقرأون القرآن قراءة يهودية أومسيحية، فقال لهم انه يمكن أيضا ليوناني أن يقول إن القرآن استعار مفهوم الفضيلة"كوسط بين طرفين" من أرسطو، فالله يقول في القرآن: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا» (دفاع عن القرآن ص 101) ولقد فضح الدكتور عبد الرحمن بدوي مزاعم «الاقتباسات» هذه في كتابه «دفاع عن القرآن"، وبصورة مفصلة رد فيها على المستشرقين اليهود و المستشرقين المسيحيين.


سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (11) /نفثات الجابري الفارغة

اقتباس:
من المعلوم أن القرآن العظيم لا يمت بصلة لهذا "المعهود اليوناني"الخاطئ الذي تسلل به الجابري الى الحقيقة القرآنية البالغة ولا يمت بصلة الى افرازات الفكر الفلكي الخاطئ والمرتبط بتصور "آلهة كوكبية" وعقل سماوي عاشر (إله صغير في سلسلة آلهة اليونان!) واهب الصورة، بزعمهم، ومدبر لما تحت فلك القمر.
وقد ارتبط تصور فلاسفة اليونان للعالم بـ"فلكيات خاطئة" مثل تصور"الارض مركزا للكون"؛ كما يحكي أرسطو بنفسه "فمعظم الفلاسفة يؤكدون أنها تقع في مركز العالم... عكس هذا الرأي يذهب الفيثاغوريون فعند هؤلاء أن النار التي تشغل المركز (ارسطو من كتابه "رسالة السماء" ترجمة جان تريكون مكتبة فران الفلسفية باريس 1949، ص 101-102). ويقول ول ديورانت في كتابه (قصة الفلسفة) عن فلكيات ارسطو "ان علم الفلك الذي وضعه ارسطو ليس سوى سلسلة من الحكايات المضحكة "(قصة الفلسفة ص75، مكتبة المعارف، بيروت، 1988، ط6) كذلك لا يمت القرآن العظيم بصلة "للافلاطونية المحدثة" التي دعت الى التعددية الوثنية دفاعا عن "ألوهية الكواكب" والذي يقول فيلسوفها أفلوطين (وهو غير افلاطون): "فإن لم تكن الأجرام السماوية آلهة، فأي الموجودات أجدر منها بصفة الألوهية"!! (انظر "العقل المستقيل في الإسلام" لطرابيشي ص64).
مع ذلك نجد الجابري يحاول ، في تفسيره العلماني، أن يختلق صلة بين نتائج هذا الاستدلال الخاطئ للفكر اليوناني في مجالات الفلك والطب والفلسفة وبين القرآن العظيم، وقد قدمت من كلامه مجموعة أمثلة ضربها للقرآن ظلما وعدوانا ، ونزيد هنا تدليسا آخر قام بتلفيقه مما يمكن أن يدخل في باب "الإقتباسات" و"المقارنات" الساذحة ، المزعومة التي يتهمون بها القرآن، والتي فضح علماء الأمة عملياتها التلفيقية وكشفوا جهل أهلها ، ففي تعليقه على قول الله تعالى من سورة الأعراف "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها" يقول الجابري: "والمعنى: هو الذي خلقكم –خلق كلا منكم- من نفس واحدة، هو الرجل، أي من مني الرجل، وجعل من تلك النفس، أي من ذلك المني زوجها باختلاطه مع ماء المرأة. وهذا ما يقتضيه العلم القديم الموروث عن أرسطو والذي انتشر بين الأطباء القدامى، فقد كانوا يرون أن النفس (وهي الصورة) تتكون من مني الرجل(!)،أما المرأة فهي مجرد مادة للتغذية (!)، فالمرمر (أو الرخام) مادة وهي لا شكل لها (!)، وعندما تلبسها صورة معينة رجل أو امرأة تصبح تمثالا للرجل أو المرأة، وكذلكماء المرأة فهو كالمرمر في هذا المثال(!)، فعندما تلامسه صورة الرجل يكون المولود ذكرا وعندما تلامسه صورة (!) المرأة يكون أنثى، ويبقى من يعكس الصورة؟ في الأفلاطونية المحدثة قالوا يعطيها واهب الصورة (وهو العقل السماوي العاشر مدبر ما تحت فلك القمر، ويناسب جبريل في الاصطلاح الديني)" (فهم القرآن الكريم، الجابري، القسم الأول، ص240). هنا في هذا النص حاول الجابري إعادة إنتاج الموروث اليوناني الخاطئ المُحمل بتصورات خاطئة عن دور المرأة في الحياة وفي الإنجاب،حاول الجابري اعادة هذا الموروث في نص قرآني كما حاول أن يشق لهذه الأمثال المضروبة بغيًا ، طريقاً الى القرآن ، ومنها مفهوم "الصورة" عند ارسطو ، والمتعلقة بتصورات وثنية في العقائد اليونانية، وبتصورات خاطئة عند ارسطو ، خصوصا في مسألة الجنين البشري وسبب تخلقه. وتعلق ذلك عنده بموقفه هو ومجتمعه من المرأة.(المجتمع الديمقراطي، النموذج!!!!)
ففي النص اعلاه انتقل الجابري بالخيال اليوناني عن "الصورة" –بغية زرعه في القرآن- الى "ماء الرجل"" "وأن النفس (وهي الصورة)-كما في التصور الأرسطي - هي مني الرجل أو "في" مني الرجل! ونعيد نصه مرة أخرى، قال:" نفس واحدة، هو الرجل، أي من مني الرجل، وجعل من تلك النفس، أي من ذلك المني زوجها"!! ، وان ذلك هو قصد القرآن بزعمه. وأن القرآن تابع للتصورات العلمية الخاطئة!(وقد حاول الجابري نحت هذه الجملة بتعسف شديد ليكون أٌقرب إلى الفاظ القرآن ومعانيها ، ولم ينجح في ذلك لما سيأتي من كلام الدكتور إمام عبد الفتاح الفقيه في بيان موقف ارسطو ونظرياته. وزيادة على ذلك يقول الجابري ان النفس هي الصورة وانها تتكون من مني الرجل أو هي كامنة فيه!! ، بدليل قوله" النفس (وهي الصورة) تتكون من مني الرجل"! وكأن النفس او الصورة او الروح (الأرسطي!) يوجد في المني وينتقل إلى المرأة عبر هذا المني ، وما المرأة الا "قابل" أو "محل" يقبل الروح والصورة ويتعامل معه بمادة تغذية وهي في النظرية الأرسطية دماء الطمس وهو ماأخفاه الجابري عنا!! لكنه اخبرنا عن خيال ارسطو بقوله اما " المرأة فهي مجرد مادة للتغذية (!)، فالمرمر (أو الرخام) مادة وهي لا شكل لها (!)"! فاخبرنا الجابري عن المادة ولم يخبرنا ماهي!!! ؟ وعلى كل فما قاله هو مفهوم ارسطو كما هو معروف عنه وليس مفهوم القرآن العظيم ،فعند ارسطو أن الصورة للرجل يقابلها من المرأة دم الطمس أو الحيض ومنه يتغذي المولود ! وهذا باطل قطعا لأن ماء المرأة في العلم الإسلامي والطب الإسلامي لو صح التعبير ، هو "بنية" غاية في التصميم والإبداع والتركيب والتعقيد ، تتدفق في مجرى مبدع ، وتصير في المشهد الجديد ، مع ماء الرجل، امشاجا بالغة الحيوية والإبداع، والتعقيد والتركيب ، اللطيف، بالغ الدقة، ويكون منه الجنين بعد مراحل تخلق جنينية متعددة واطوار مختلفة تتم إلى مرحلة نفح الروح وهو الخلق الآخر الذي قال عنه الله :" ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين"
فالجنين البشري كما أشار القرآن يكون في البدء ، وقبل نموه الطبيعي وقبل حلول الروح أو النفس ، أمشاجا من نطفة الرجل والمرأة معا وليس الرجل فقط ولا دخل لدماء الطمس الأرسطي فيه فهذه خرافة ارسطية. وزعمه بأن موقف القرآن هو الموقف الأرسطي العلمي القديم عن الجنين، لا يُسَلم له ، ذلك أن القرآن أشار إلى أمشاج مشتركة من مائين، نطفة مشتركة من ماء الرجل وماء المرأة ، او من نطفة الرجل ونطفة المرأة لتكون نطفة واحدة أن تتكون منها خلية واحدة ، تدخل مراحل جنينية ذكرها القرآن في قوله تعالى من سورة" المؤمنون":" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) وهذا الإنشاء الجديد قال الله تعالى عنه في سورة السجدة :"وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ" فالقرآن يؤكد دور عناصر اشتراك واقتضاء ، وتركيب والتقاء ، ومشاركة وتكوين، متدفقة من المرأة لتكوين التركيب الداخلي الجديد ، المقدر إلهيا ، ليكون نظفة جديدة في الامشاج التي قال تعالى عنها :" من نطفة خلقه فقدره"(سورة عبس :19).
اما ماء الرجل عند ارسطو فهو وسيلة لإنتقال" الصورة" او لتعبر به الروح إلى دماء الطمس ،وهذا الروح هو أعلى وأسمى وأرقى قيمة من هيولي المرأة التي هي المادة، ومادة المرأة هنا هي دماء الطمس، كما ان المرأة عند ارسطو هي دونية، وكذلك ماتقدمه في عملية الإنجاب! والذي شكل هذا الموقف الارسطي تجاه المرأة هو تصور قومه وبيئته لها ولدورها في الحياة. فالرجل هو الصورة والروح والمبدأ العقلي وهو الذي يهب الحياة في المرأة والمرأة قابل عاجز ، وهي" المادة الخام" وهي الهيولي ينطبع عليه الأرقى أو يصيبه عطب المرأة! والسؤال الآن أين هي معرفة ارسطو بالحيوان المنوي والبويضة ؟ يجيب الدكتور امام عبد الفتاح ان ارسطو لم يعرف اي شيء عن الحيوان المنوي او البويضة (انظر انظر ارسطو والمرأة ، للدكتور إمام عبد الفتاح، مكتبة مدبولي، الطبعة الأولي،1996م ، ص 65-66، 97) وبما ان هذا كله غائب عن نظرة ارسطو وفكره المجرد عن الجنين فانه لايجد الا دماء الطمس ليغرس الروح فيه!! .. روح ارسطو الكامن الذي سيتغذى على هذا الطمس فاذا كان معدا اعدادا جيدا ،فإن الحركة التي يطبعها الذكر عليه ستجعل صورة الجنين شبيهة بولده كما يشرح الدكتور امام عبد الفتاح نظرية ارسطو في كتابه "ارسطو والمرأة" (انظر ارسطو والمرأة ص55) ! او يحل فيه الرجل الكامن في حيوان منوي الذي سيتخيله اطباء العصور الوسطى المسيحية تطويرا لنظرية ارسطو عن الصورة او الروح المتنقلة عبر ماء الرحل والذي سيعكسها في التصور اليوناني مااطلقوا عليه العقل العاشر والذي منحوه القدرة على تدبير ماتحت القمر!.
نترك الدكتور إمام عبد الفتاح يقدم لنا جملة شارحة مهمة، ففي كتابه(ارسطو والمرأة) يقول :" ونصل الآن إلى مساهمة الذكر والأنثى في عملية الإنجاب لنجد أن أرسطو يذهب إلى أن الدور الحاسم هو دور الذكر الذي يقدم لنا " الصورة" و "العلة" في حين ان الأنثي لاتقدم سوى المادة أو الهيولي على نحو ماتتمثل في دماء الطمس ، وهكذا يتبين لنا بوضوح أن المساهمة التي تقدمها الأنثى في عملية التوالد هي المادة المستخدمة في هذه العملية ، أما الذكر فهو يزودنا ب"الصورة" وبمبدأ الحركة ... ولقد ظلت الفكرة الأرسطية التي تجدد دور الأنثى في عملية التوالد بتقديم " دماء الطمس"... والغريب أنها موجودة في سفر الحكمة .:" وفي مدة عشرة أشهر صُنعت من الدم بزرع الرجل واللذة التي تصاحب النوم"(الاصحاح السابع:2) ويمكن أن نراها مصورة في كتب التوليد للقرن السادس عشر ، مثل كتاب الحمل والولادة الذي كتبه يعقوب وريف.. عام 1554م ، ولم يبرهن على زيفها على نحو قاطع سوى وليم هارفي في كتابه عن توالد الحيوان عام 1651 بعد تشريحه لمجموعة من الظباء "(ارسطو والمرأة ، لامام عبد الفتاح، مكتبة مدبولي، الطبعة الأولي،1996م ، ص51) (انظر الملاحظة الأخيرة عن هارفي آخر المقال)
فالحيوية وبث الحياة والصورة والماهية من الرجل ، أما الأنثي –كما يقول الدكتور امام عبد الفتاح- فهي لاتقدم عند ارسطو سوى المادة التي هي دماء الطمس،(التي هي أشبه بالمادة الميتة كما يقول الدكتور إمام عبد الفتاح ص 54) ويكون دور الأنثي سلبي ، لاتقدم سوي المادة (انظر ارسطو والمرأة ص 60) وذلك يتبع تصوره بأن المرأة ليست مخلوقا كامل النضج!، لاتستطيع تقديم شيء له قيمة!، فهي مخلوق عاجز عجزا خاصا(القديس توما الاكويني تأثر بموقف ارسطو إذ قال أن" المرأة مخلوق عارض"! (انظر ارسطو والمرأة ص62،60) ، وارسطو ينظر اليها على انها تشوه خُلقي أو انها موجود مشوه ، لأنها بدون عضو ذكري للتوالد! ، فالإنحراف الأول في الطبيعة هو الذي أنجب المرأة! ، والطبيعة-عند ارسطو!- لاتصنع النساء الا عندما تعجز عن صنع الرجال ، وهذه الإنحرافات تتكرر في الإنجاب ايضا !، فإذا جاء المولود ذكرا فإن الغلبة تكون للصورة أي صورة الرجل الأرقى! ، وإلا فإذا انحرفت الطبيعة كان المولود أنثى واذا كان شبيه بالأم فانه علامة قصور في الخلق!، وعلامة انجاب "الذكر" هي علامة تفوق الرجل كما هو الحال عند هرقل(لقد جاء الإسلام وهدم هذه النظرة،انظر سورة النحل(الآية: 58) وسورة الزخرف،الآية:17 ) فمن علامة تفوق هرقل في الاسطورة اليونانية انه انجب(72) ولد وبنت واحدة!(انظر ارسطو والمرأة ص60-61، 66،68) ومن نتائج دونية المرأة عند ارسطو وسذاجة خياله!، انه قال ان لها عدد اسنان اقل من الرجل! ، وذلك مادفع برتراند رسل على التعقيب على هذه السذاجة الأرسطية بالقول ان ارسطو لم يكن ممكنا ان يرتكب ابدا مثل هذا الخطأ لو أنه طلب من زوجته أن تفتح فمها لحظة واحدة!(انظر ارسطو والمرأة للدكتور إمام عبد الفتاح ص 68)
فأين تجدون–ياأهل التلفيق-في المشهد القرآني العظيم، والوصف الرباني اللطيف الدقيق مفهوم النفس، أو الصورة، الارسطي الذي يحمله ماء الرجل بحسب الجابري أو المولود الكامن(روحا أو نفسا أو صورة أو ماتصورته فيما بعد العصور الوسطى المسيحية) والذي لايحتاج من المرأة الا مجرد تغذية من دماء طمس ؟ (في القرن السابع عشر 1699م رسم "داليمباتيوس" الإنسان كاملا داخل رأس حيوان منوي!)
هذا كله في كفة وحديث النبي في كفة أخرى، ففي رده على سؤال يهودي عن خلق الإنسان :"لأسألنه عن شيء لايعلمه الا نبي، ثم قال يامحمد مم يُخلق الإنسان؟ قال : يايهودي من كلٍ يُخلق ، من نطفة الرجل ، ومن نطفة المراة ) والحديث في مسند الإمام أحمد برقم (4206) فهذا الحديث يعلمه المسلمون من زمن البعثة يكتبونه وينسخونه في الكتب وينتقل من جيل الى جيل!، وهو موجود في مسند الامام احمد ، وقد مات الإمام أحمد عام 241 هجرية- 855 ميلادية، وواضح من قول الرسول انه يخالف المعارف الخاطئة لارسطو مخالفة تامة ، وقد ورد الحديث في صحيح مسلم ايضا ردا على اليهودي: يايهودي من كل يُخلق ، من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة !! وقد روي الطبراني بسنده عن مجاهد قال: قال رسول الله : ماخلق الله الولد الا من نظفة الرجل والمرأة جميعا.
وقد ذكر الرسول كما في صحيح مسلم في كتاب النكاح، أنه مامن كل الماء يكون الولد! وقد أثبت العلم تحت المجهر ان الذي يدخل البييضة انما هو حيوان منوي واحد على الرغم من وجود اعداد لاتحصي من الحيوانات المنوية في الدفقة الواحدة
كما رأينا تحت هذه المجاهر ان لماء المرأة دور رئيسي في عملية التخلق الداخلي بأطوراه المتجددة والتي صورها القرآن في صورة "أمشاج" ، في اختلاط تام، بصبغيات متساوية لماء الرجل وماء المرأة(23 صبغيا) او حاملا وراثيا- لكل منهما ، تتشكل منها خلية جديدة من 46 صبغيا، وهو ما يعني ان ذلك ليس له في هذه المرحلة صلة بتكون "نفس" كما أنه ليس لها صلة، من قريب أو من بعيد بخطأ معرفي يوناني عن صورة ونفس ومرمر وشكل ودم حيض وطمس ومخلوق كامل في ماء أولي!، ، كما أنه لاوجود ، في المشهد القرآني ، للعقل العاشر الذي اخترعته مخيلة اليونان. ولاأعرف مادخل اسطورة العقل العاشر اليونانية مع خلق الإنسان في القرآن ؟ ويلاحظ أن الجابري حاول أن يوحي أن من يعكس الصورة في الإسلام هو ماذهبت اليه الاسطورة اليونانية أو تأويل الجابري لها! وذلك بقوله:" ويبقى من يعكس الصورة؟ في الأفلاطونيةالمحدثة قالوا يعطيها واهب الصورة (وهو العقل السماوي العاشر مدبر ما تحت فلك القمر، ويناسب جبريل في الاصطلاح الديني)!، فهل هناك عقيدة في الإسلام تقول أن جبريل هو مدبر ماتحت القمر وأنه واهب الصورة أو انه عقل اليونان العاشر المؤله؟! وهل يمكن أن يكون هذا تحليلا علميا موضوعيا رصينا ، مقارنا ، من مفكر يسمع له في عالم الفكر والفلسفة؟! أم انه تلفيق ظاهر البطلان ، ساذج الحيلة!؟
والا فليقل لنا من يدافع عن الجابري او من يستخدم كلامه ، كيف يكون ماعرضه القرآن عن الجنين البشري هو مايقتضيه العلم القديم لأرسطو عن المني والصورة والمرمر والشكل ؟ والجابري هو نفسه من قال عن نص القرآن "هو الذي خلقكم من نفس واحدة" ،قال :" وهذا ما يقتضيه العلم القديم الموروث عن أرسطو والذي انتشربين الأطباء القدامى" !؟ والله يقول:" إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج فجعلناه سميعا بصيرا"(سورة الإنسان:2) والأمشاج تتكون من مجموعة عمليات مختلفة جرى إجرائها بالتقدير الرباني في كل من الرجل والمرأة-كلا على حدة!- قبل أن تتجمع في أمشاج مختلطة من كليهما:" فلينظر الإنسان مم خلق ، خُلق من ماء دافق"( سورة الطارق:5-6) وهذه النطفة هي نطفة الأمشاج " من نطفة أمشاج"(سورة الإنسان:2) قدرها الله تقديرا "من نطفة خلقه فقدره"(:" سورة عبس:13) لتستقر وتتشكل وتتكون في ماوصف الله ، في قرار مكين:" ثم جعلناه نطفة في قرار مكين"(سورة المؤمنون:19) وأهل العلم المادي اليوم –مؤمنون وكافرون على السواء!-يعرفون التصميم المعقد لهذه الأمشاج كما يعلمون أن بييضة المرأة هي بذات الأهمية كما لماء الرجل في تكون وتشكل النطفة، وهذا من علم الله فيهم ، وشهادته في العلماء وغيرهم ، وقيوميته عليهم "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد"( سورة فصلت:52)
يقول الدكتور زغلول النجار في هذا السياق:" هذه الحقائق العلمية التي تقع من علم الأجنة في الصميم، والتي لم تعرف مبادئها الأولية إلا في نهايات القرن الثامن عشر الميلادي, واستغرقت أكثر من قرنين من الزمن حتى تستقر في وجدان علماء الأجنة, تحدث عنها خاتم الأنبياء والمرسلين ـ ـ بهذه الدقة العلمية, والإحاطة الشمولية منذ مطلع القرن السابع الميلادي, أي: قبل أن يصل إليها العلم المكتسب بأكثر من عشرة قرون كاملة.
فحتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي كان الناس يعتقدون أن الإنسان يخلق جسمه كاملاً بأبعاد متناهية في الصغر من دم الحيض, وبعد اكتشاف بويضة الأنثى قالوا بأن الإنسان يخلق كاملاً فيها كما يخلق فرخ الدجاجة في بيضتها, ولكن بعد اكتشاف الحيوان المنوي نادوا بأن الجنين يخلق كاملاً في رأس ذلك الحيوان على الرغم من ضآلته, ولم ينته الجدل بين أنصار كل من هذه التصورات الخاطئة إلا في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي حين اكتشفت أهمية كل من الحيوان المنوي والبويضة في عملية تكون البويضة الملقحة التي ينشأ عنها الجنين, ولم يتم الاتفاق على ذلك إلا في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي.
وفي القرن العشرين ثبت لعلماء الأجنة أنه من بين ملايين النطف الذكرية ـ الحيوانات المنوية ـ التي تنزل في الدقيقة الواحدة لا يصل منها إلى قناة الرحم إلا خلاصة لا يتعدى عددها الخمسمائة, يتمكن واحد منها فقط من اختراق البويضة ـ النطفة الأنثوية ـ فيتم تلقيحها وتكوين النطفة الأمشاج التي وصفها الحق ـ ـ في محكم كتابه, والبويضة هي أيضاً جزء من ماء المرأة, وهنا تتضح لمحة من لمحات الإعجاز العلمي في قول المصطفى ـ ـ :"ما من كل الماء يكون الولد".
ولذلك نقول ، ان الناظر في نص الجابري السابق-بعين فاحصة يقظة- يرى انه كان يحاول القيام بعملية قسرية متعثرة يتلعثم فيها ويتعثر وتخرج كلماته في ارتباك وتناقض وكأنه كان يريد أن يلقي بحمل ثقيل مركب ثم يهرب إلى الخلف حيث الساتر العلماني مع المتسترين خلفه! وكأنه ، بالكر والفر ، تمكن من صنع ارتباك ما ، بينما نراه يخالف وقائع العلوم وتاريخ الحقيقة البالغة ، ومعلوم ان علماء الإسلام نقدوا نظريات يونانية-ومنها أفكار كثيرة لأرسطو- في الطب والفلك وفي الجغرافيا وعلوم الأرض وغير ذلك.
فالوقائع التاريخية العلمية وهي مسطورة إلى اليوم- تشهد انهم كانوا ينقدون آراء ارسطو في الطب والفلك ونظرته عن الجنين، ومم تكون ،فقد كانوا يرون قصور بل وسذاجة مادته العلمية الخاطئة في مجملها، ولايعنى ذلك التقليل من شأن جهده في عالم المادة فإسلامنا علمنا العدل في التقييم وعدم جحود الجهد الإنساني في أي أمة كانت. لكن هذا شأن ومايحاول الجابري أن يمرره هو شأن آخر حاول به وصم الإسلام بأنه تأثر بموروثات الأمم في المجالات العلمية والدينية على السواء، كمحاولة حديثة جدا لنقد القرآن الحكيم.
ومامحاولته الا مجموعة أغاليط منها إنطاق الدليل بغير منطوقه كما فعل مع العقل العربي وكشفه هناك"جورج (!) طرابيشي" وله في كشفه مآرب أخرى وأغراض علمانية أخرى (انظر العقل المستقيل ص185).
يقول جورج طرابيشي عن أخطاء الجابري وتلاعباته انها :"الأغاليط والمغالطات الآخذ بعضها برقاب بعض كالسلسلة... تحل المصادرة مكان البرهان، والفرض الذهني محل الواقعالعيني،... تقلب أدلة الإثبات الى أدلة نفي وبالعكس، وتجري محاكماتها لا بالاستناد الى الوقائع والنصوص، بل قفزا فوق الحقائق والنصوص، وتلفيقا لها وتزييفا عند الاقتضاء" (العقل المستقيل ص136). وفي كشفنا هنا نراه يحاول أن يوهم قارئه ان ما ذكره القرآن عنالإنسان والسموات والقلم وغير ذلك مما ياتي بيانه انما مصدره موروثات خاطئة لتراث ما قبل الإسلام ويتوسل الى ذلك بالتلفيق والتحريف لإلباس الحقيقة القرآنية -بعد الادعاء بتاريخيتها!– لباس الخرافة الأرسطية والهلينية وغيرها من خرافات الانحرافاليهودي والمسيحي والوثني كما فعل تيزيني والقمني وجعيط. والعجيب انه من جهة اخرى يجعل من هذا العقل اليوناني اللاعلمي في اغلب استنتاجاته "عقلا برهانيا" ليقيمه -مسنودا بنماذج مغربية- في المواجهة مع ما اطلق عليه "العقل البياني" و"العقل العرفاني" العربي!. وقد حصر البرهان في مذهب ارسطو، ووضع سلطة ارسطو فوق سلطة العقل كما قال طرابيشي (في العقل المستقيل ص95 و388). وما بين توقيرية القراءة الجابرية لارسطو وبين رفع تلاميذه له وتعظيمه فوق الأنبياء، تتكشف لنا "المضاهاة النفسية" التي تظهر بادية على قراءة الجابري العنصرية الداعمة "للمركزية الاوروبية" باعتبارها تمثل المحتكر الوحيد للفكر العقلاني الممتد الى ارسطو كما كشف ذلك علمانيون في نقدهم للجابري (انظر كمثال محمود إسماعيل في "قراءة نقدية" ص13).
أضافة أُخرى وأخيرة
قال ديورانت في كتابه قصة الحضارة (ج28 ص251) عن العالم الغربي هارفي :" إن هارفي هو الذي هيأ لهذا العصر ذروة المجد العلمي بشرحه للدورة الدموية، وهو "أجل حدث في تاريخ الطب منذ عهد جالينوس". ولد في فولكستون (1578)، ودرس في كمبردج ثم في بادوا على فابريزيو دكو ابندانت، فلما عاد أقام في لندن ومارس الكب فيها، وأصبح الطبيب الخاص لجيمس الأول ثم شارل الأول، وعكف صابراً مثابراً، سنين طوالاً، على إجراء التجارب والتشريح، على الحيوانات والجثث، ودرس، تدفق الدم ومجراه في الجروح. ووصل إلى نظريته الأساسية في 1615. ولكنه نشرها، متأخراً، في فرانكفورت 1628، على أنها "تجارب متواضعة في تشريح الجثث ودماء الحيوان". وهي أول وأعظم أثر في الطب في إنجلترا. ) ثم قال (ص252):".. واعتقد هارفي "بأن كل الحيوانات حتى هذه التي تنتج صغارها أحياء، بما في ذلك الإنسان نفسه-تتطور وتخرج من بيضة، وصاغ عبارة "كل حيوان يخرج من بيضة". ومات بعد ذلك بست سنين بسبب شلل أصابه، واهباً معظم ثروته التي تبلغ عشرين ألف جنيه لكلية الأطباء الملكية، وعشرة جنيهات لتوماس هوبز "رمزاً للمحبة".!
فهذا آخر جهد هارفي القرن السابع عشر فليقارنوا بينه وبين مافي القرآن وماكشفه العلم الحديث وليخبرونا عن النتيجة.
"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد"( سورة فصلت:52)




سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (14) /حشو الجابري اليوناني(مقال مهم)

اقتباس:

ويعلق الجابري على الآية الخامسة من سورة ابراهيم "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ" بقوله :"أما "الظلمات" فهي الوضعية التي كان عليها بنوإسرائيل تحت استبداد فرعون وطغيانه. وأما "النور" فهوإخراجهم من تلك الوضعية والذهاب بهم الى فلسطين... يتعلق الأمر إذن بالانتقال من وضعية مادية (فقر، قهر، استبداد) الى وضعية أخرى مادية(!)، وهي التحرر من طغيان فرعون والرجوع(!) الى "الوطن الموعود" (فهم القرآن الحكيم.. للجابري، القسم الثاني ص246). وقد قدمتُ كلامه تحت عنوان "محاولات بائسة" في تحريفه لحقيقة اسم "الإسلام" الذي رده إلى مصطلح زعم انه من نحت زعيم عربي، اراد ان يأتي بجديد ليخضع له الاتباع بالتسليم والطاعة! وهنا لا يختلف تحليل الجابري عن تحليل طيب تيزيني في مشروعه الضخم (مشروع رؤية جديدة للفكر العربي)، اذ نسب للرسول فاعلية تاريخية مادية. كذلك الجابري يتناول الحقائق الغيبية والاسماء الشرعية بتفسيرات مادية تُرجع أصول الايمان الى ضرورات مرحلة وتحولات مجتمع وتغيرات في معارف زمنية لا تبعد عنها كثيرا، كذلك هنا نجد الجابري يؤول معنى النور ليناسب التفسير العلماني الحديث، فقد جعل "النور" الذي جاء به موسى ، ومن بعده نبي الإسلام محمد ، هوحالة خروج من وضعية مادية إلى وضعية أخرى.
فقال عن الآية الأولى من "سورة ابراهيم" وهي قوله تعالى:"الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) ان "معناها يجب أن يفهم على ضوء شبيهتها "وثانيتها" (القسم الثاني ص246) يقصد ما قدمناه آنفا، أي تعليقه على الآية الخامسة من نفس السورة "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ"، ومعناها في بطن العقل الجابري وتفسيره (المادي المعاصر لنا!)، يعني الانتقال من وضعية مادية الى اخرى (مستوى عيش مادي!!) وهي في حالة قوم موسى ، الخروج من وضعية مادية (فقر –استعباد- اغتراب.. إلخ) الى الأرض الموعودة :"من أجل إخراجهم من وضعيتهم القاسية على مستوى العيش...الخ، الى وضعية أفضل" (القسم الثاني ص247). وفي حالة صحابة رسول الله: السعي، تحت سلطة زعيم، للثورة على زعماء قريش كأي حركة متمردة تدور في فلك السلطة وتسعى لها بمعارف وادوات جديدة وتتمرد بفاعلياتها على أوضاع سائدة ! هذا هومعنى النور والظلمة والإخراج من الظلمات إلى النور عند الجابري، والوضعية المادية الأفضل تحتاج من الزعيم المناوئ الى قتال وتجييش وصك مصطلحات "اسلام، نور، ظلمات..إلخ! (النظرة الاستشراقية تعاود نفسها في سطور جابرية!) فالجابري، في الحقيقة، لا يُحيل إلى الآية الخامسة من سورة إبراهيم لتفسير الآية الأولى منها، كمحاولة لتفسير القرآن بالقرآن كما حاول الإدعاء، وإنما يحيل إلى معنى خارج الآيات والتفاسير، معنى معاصر، تتصوره المخيلة العلمانية للتاريخ النبوي ثم تبني عليه تفسيراتها للتاريخ ومن ثم الآيات القرآنية بإعتبارها -في التصور العلماني- نصوص أفرزتها الأوضاع المادية، فهويقول : "أقول إن التوجه إلى العرب، في إطار "لتخرج الناس من الظلمات إلى النور" هومن أجل إخراجهم من وضعيتهم القاسية على مستوى العيش...الخ، إلى وضعية أفضل، وبالتالي فإن الأمر يتعلق بحشد "العرب" من خارج مكة للقضاء على استبداد الملأ من قريش بالسلطة المزدوجة التي تشبه السلطة التي كانت تمارس في مصر على الناس" (القسم الثاني ص247). فرجعت الظلمات ورجع النور في التفسير الجابري إلى معاني مادية مرتبطة بتحولاتها الفكرية والثقافية، التي يحد الجابري حدها بزمنها العربي وجغرافيتها ومحيطها المعرفي والمادي والقبلي المعاصر لها! فالنص القرآني والآيات القرآنية عند الجابري انما هونهاية تفاعلات وخلاصات لأوضاع متراكبة متداخلة من (المادة والاسطورة) ومعلوم أن المادة تسبق الاسطورة عند الجابري واشباهه وأنها الأصل (ويدخلون الدين في الاسطورة)، ومن خلال هذه النظرة يتم ارجاع حقيقة الوحي والغيب والقرآن الى صور مادية بالغة الكثافة، فإن أشرقت فانما تشرق على خيالات واساطير تداعب الانسان على الدوام! ومعلوم ان تخرصات هذه المذاهب المادية -التي يتبناها الجابري وامثاله- لم تقدم اجابات عن غاية وجود الإنسان اوطبيعته وحقيقته بل اعياها تقديم تفسير متماسك عن عقله اووسائل ادراكه اووعيه كما لم تستطع الى الآن تقديم صورة صحيحة واضحة عن كيفية ظهور الحياة اومصدر الوعي البشري وصورة الفطرة الإنسانية (انظر في هذا الشأن عرض وتقييم مراد هوفمان في كتابه "خواء الذات والأدمغة المستعمرة" للمذاهب المادية الحديثة في الغرب) وكل ما قالوه في هذا الشأن إنما يدخل في مجال التخمين والفلسفة وأكثره لا يصمد أمام ما يظهر من نظريات جديدة يحطم بعضها بعضا، بينما نرى في كتاب الله صورة الانسان ثابتة جلية واضحة ونرى الوحي مفارق للمادة والانسان وعوامل الاجتماع البشري وتحولاته، فهوامر فوقي علوي منزل من السماء لهداية البشر، وهوفي حالة القرآن معجز لا تستطيع البشرية مهما بلغت من معرفتها وتطور لغاتها ان تأتي بمثله وهوكان بعضهم لبعض ظهيرا، فكما أن فكرة الانسان اصيلة وروح الانسان فريد فكذلك الوحي فهوأعظم من عمل الروح، بل هوهادي الارواح كافة.
ان الآية الأولى من سورة ابراهيم تخبر عن الدعوة الربانية من إخراج الناس، كل الناس، من ظلماتهم القلبية والعقلية، وظلمات ثقافتهم وأديانهم وأوضاعهم الشركية والمادية وقد أشار القرآن ان الشرك لظلم عظيم، وفي الحديث أن الظلم ظلمات يوم القيامة، وكذلك ظلم الناس في أموالهم وأرواحهم وانسانيتهم ونهب ثرواتهم ومنعهم من التفكير والنظر في آيات الله بصور من الإنغلاق المعرفي اوالديني اوالاسطوري، الحاجب للحقيقة، كما انها دعوة لاخراج الناس من الإنحرافات الفكرية والكتابية والوثنية التي تُفرض على الناس فرضا، استعلاء واستغلالا وتحقيرا واستخفافا، لقد دعت الآية الأولى من سورة ابراهيم إلى إخراجهم من هذا كله إلى عبادة الله وحده وعدله وأوامره ودينه وشريعته ورحمته ونوره. وهوبلاغ عام شامل إلى الناس جميعا وليس كما زعم الجابري بقوله: " هذا بلاغ لأهل القبائل، ولينذروا به" (القسم الثاني من فهم القرآن للجابري ص 244).
لقد جاءت الآيات لشأن أعظم وهودور الإسلام في العالم كله وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام كما فهم الصحابي الجليل ربعي بن عامر وسائر من سمعوا التنزيل من رسول الله ، وهم الصحابة الكرام حملة الرسالة والحضارة إلى العالم كله كما حدث فعلا ولوكانت رسالة الرسول للقبائل العربية في الجزيرة العربية لما رأينا في القرآن حقيقة الدعوة الربانية العالمية ولما رأينا تحريض رسول الله للامة على الخروج لأبعد من جزيرتهم، بل لما رأينا حركة الفتوحات تتقدم للأمام في اتجاه آفاق الأرض لإسقاط الإمبراطوريات وتحرير البلاد والعباد ونزع السلطات الجائرة واسقاط الشرائع الجائرة واحياء النفوس بشريعة عالمية تناسب حضارة لم يُسبق اليها -صنعت برجال الإسلام!- فيها من العلوم والمفاهيم والمعارف والقيم، والمبادئ والسنن ما يتجاوز حدود الارض لا حدود مكة اوالجزيرة العربية اوحتى العالم الارضي كله، ذلك انها رسالة تمتد جذورها الى السماء التي يتنزل منها القطر والغيب وترسل اشعتها وانوارها الى الارض بدون تدخل قبيلة اوفعل امبراطورية اوسحر حضارة اواوامر قادة، انها رسالة الله الى البشر وهوالذي أنزل الاسماء وشرع الأحكام ووضع الحقائق على لسان رسول الله.!
اما ما أعرض عنه الجابري من الحقائق، وطالب بعزله، ورماه بالمضامين الإيديولوجية مع ما في هذه اللفظ عند امثاله من ايحاءات مادية فهوما ورد في تفسير ابن كثير: " لتخرج الناس مما هم فيه من الضلال والغي إلى الهدى والرشد" وتفسير الطبري: " يقول: تهديهم به من ظلمات الضلالة والكفر، إلى نور الإيمان وضيائه، وتُبصر به أهل الجهل والعمى سُبل الرشاد والهدى"، ومعلوم ان الجابري قام في مشروعه -عن القرآن- بنقد علماء التفسير والسخرية منهم في الوقت الذي يعترف بأنه كلما تقدم في البحث اكتشف مدى عمق مجال جهله واتساعه (انظر كتابه" مدخل إلى القرآن ص 23) فقد رمى الجابري علماء التفسير بالفقر الهائل على مستوى "أدوات الإفهام" (انظر كتابه "فهم القرآن الكريم، القسم الأول ص 10-14) وهوالذي قال كمدخل للإعراض عن تفاسير العلماء قولة حق اراد بها باطل وهي أن القرآن يفسر بعضه بعضا، ومع ذلك فقد خالف هذه القاعدة الخبيرة والثمينة والتي لم يخترعها هووإنما حاول وضعها كلافتة بين يدي مشروعه لجلب الثقة به وليخدع عوام المثقفين! كما انه حشرها بين مُسلمات نظرياته المجلوبة من الغرب مثل نظرية: ان النص يجب ان نخضعه ليكون معاصرا لنا، فننظر اليه بأدوات التحليل المعاصرة "معطيات العصر!" التي تضع حقائق القرآن لنسبية معهود العرب ومعارفهم الخاطئة!!!
راح الجابري يهاجم العلماء وما قدموه من مفاهيم وتفسيرات وزعم ان الرجوع لأصالة النص هوالأصل، وهي حيلة جابرية لعزل التفاسير الإسلامية من طريق عمليات الحذف والبتر التي يقوم بها بتفكير وتقدير وترتيب دقيق للغاية، وذلك في نفس الوقت الذي يستعين بالمناهج الغربية المادية التي ترفض الوحي وتعزل الغيب، يقول الجابري :" المقصود بـ" الأصالة" هنا، على صعيد الفهم، هوهذا النص مجردا عن أنواع الفهم له، التي دونت في كتب التفسير باختلاف أنواعها واتجاهاتها. إن الأمر هنا يتعلق أساسا بعزل المضامين الإيديولوجية(!) لتلك الأنواع من الفهم أما المحتوى المعرفي في كتب التفسير فلأنها في الجملة، يكرر بعضها بعضا، فإنه يمكن الإستغناء عنها، والإقتصار على المؤلفات المؤسسة: مثل التفاسير التي ألفها علماء اللغة" (فهم القرآن الحكيم، القسم الأول ص 10).
ان السر هنا هوأن الجابري حاول أن يُدخل نصوص القرآن في دائرة الصراع المادي -الذي تتخيله المادية الجدلية والماركسية والعلمانية- وما يتولد عنه من نتائج مادية اوثقافات معرفية خاصة ببيئاتها المحيطة ومخيالها المحدد اوخيالها المحدود!، والتي إستُخدم لها –بزعم الجابري- وسائل تجييش معنوية تستعين بالثقافة المحيطة وتخدمها لحركتها الجديدة حتى يتم لها احراز النصر من غير عائق ديني أونفسي مع أن الإسلام رفض ركام المعارف الخاطئة التي رانت على القلوب وتلبست العقول وكلها كانت نتاج الثقافات المنحرفة المسيطرة، بل وبينت اشارات الوحي في مكة، في تنبيه مُعجز على أخطاء علمية ومعرفية وكهنوتية ومدنية ظلت منتشرة في الثقافات المحلية والعالمية، الدينية والوضعية التي لم تتأثر بالاسلام تأثيرا كبيرا، ذلك أن الظلمات هي مفاهيم وأوضاع وأعمال وأفعال ممتدة في التاريخ والجغرافيا والنفوس الجاهلة على السواء.
وقد أمكن للجابري افتتاح تفسيرات علمانية جديدة وحديثة بصورة تكاد تكون أولى ومتكاملة في هذا المجال فقد كتب تفسيرا كاملا مؤكدا به ان ساعة النقد اللاهوتي قد حانت، وسمى تفسيره "فهم القرآن الكريم، التفسير الواضح حسب ترتيب النزول"وهوالأقسام الثلاثة التي نشير اليها هنا، مع كتابه "مدخل للقرآن" الذي يعتبر مقدمة للمشروع هذا، وإن كان أركون ونصر ابوزيد قد قاما قبله بشرح آيات معينة تناولاها بالادوات المعرفية الغربية والنظريات اللغوية والتاريخية والاجتماعية والنفسية وغيرها، وقد أكثر منها أركون فيما ندر التعليق من نصر ابوزيد على الآيات فقد علق هذا الأخير على آيات قليلة كما في تعليقه على سورة العلق، وخصوصا الآية (3) منها "وربك الأكرم" بينما قام اركون في كتبه بالتعليق على نصوص من سورتي الكهف والتوبة وآيات من سور أخرى.
وكما غيب اركون ونصر حقيقة الوحي في تناولهما لآيات القرآن فقد غيّب الجابري حقيقة الوحي ومصدره الأصلي والأًصيل وارجعه الى جدلية ظروف مادية ووضعيات اجتماعية واقتصادية، رامياً من وراء ذلك الى انكار حقيقة دعوة الإسلام والأسماء الشرعية (الإسلام، النور..إلخ)، فأخرج من مسمى "النور" أصله ومنبعه ومصدره ومشكاته الربانية واسعة الهداية والدلالة والتنوير والتمدين، وذلك في عملية بتر للحقيقة استخدم فيها الماركسية كأداة تأويلية ظناً منه انها ستقوم بالدور التعجيزي للإسلام، في حين نرى أدوات الجابري تتكسر وتتصدع أمام دوي التنزيل بل يدكّها الله دكّاً برفع الحقيقة فوق رؤوس تلاميذ يهود واسرائيل، أشباه كهنة التحريف والتزوير بل هم تلاميذ اليهود والنصارى (الحداثيون) على الحقيقة لا المجاز!..
كان الجابري قد صرّح من قبل بأن الماركسية هي "اداة للعمل، مرشد للعمل يجب ان نسترشد بالنظرية العامة، بالمنهج" (التراث والحداثة، مركز دراسات الوحدة العربية، 1991، ط1، ص250)، ومن المعلوم ان كتابات الجابري الأولى تشهد على بُعد ماركسي واضح، كما ان "الثابت -يضيف محمود اسماعيل (العلماني)- تواجد أصداء التحليل الماركسي في كتاباته الأخيرة" (فكرة التاريخ بين الاسلام والماركسية، 1988، مكتبة مدبولي، ط1، ص95) فهنيئا لناقد العقل العربي بقصور الأداة وفساد التأويل والتلمذة على عقول ملاحدة برواسب استشراقية. ( ملحوطة: في نقاش مع نصر حامد ابوزيد في ليدن، وكنا جلوسا في حفل لأصدقاء لي كان نصر ابوزيد يشرف على رسالاتهم الجامعية، احتفالا بحصولهم على درجة الماجستير، وهم اصلا من القسم الانجليزي من جامعة الازهر، قلت له ان الجابري متأثر بماركس والماركسية فأبدى امتعاضه وبدت عليه علامات الإستياء وكان جواره صديق له علماني فقال (بيقول ان الجابري ماركسي)، فقلت: متأثرا بالماركسية،فقال ولا متأثر خالص!)
والآن، وبعد أن عرضنا عمليات التلفيق والتفسير العلمانية للجابري، ننتقل إلى السؤال المهم الذي ينبغي طرحه في هذا السياق، وهو: أليست هذه (العلمانية) تمارس -على يد عبيدها- استراتيجية الحجب والاستبعاد والمخاتلة والخداع والتحوير الذي تتكلم عنه قراءات المذاهب الحديثة "المقلوبة"؟ ألم يكشف القرآن هذه الإستراتيجيات، وبأدق الأوصاف والتعبيرات كأوصاف الإخفاء والكتمان والتحريف واللبس والخوض والخداع والإبرام والتبديل والمكر واللغووالليّ؟ وليُّ المعنى كما قال ابن القيم في (الرسالة التبوكية) هو"تحريفه وتأويل اللفظ على خلاف مراد المتكلم به، وَتَحْمَالُه ما لم يُرِدْه، أويُسقط منه بعض ما أراد به، أونحوذلك من ليّ المعاني". وهوما كشفه طرابيشي في نصوص الجابري المبتسرة لأقول علماء وفلاسفة، ونكشف نحن ونفضح ليّه وابتساره لحقائق القرآن وآيات الفرقان.
يجب أن لا يغيب عن بالنا أن للنبوة في التفسير الماركسي والعلماني ارتباطات -مزيفة- بأوضاع و"وضعيات" مادية وتهيئة كهنوتية وسياسية وافرازات معرفية اسطورية زعموا انها صنعت الأنبياء وشكّلتهم وأخرجتهم.
دعوني أقدم مثالا هاما جدا يفتح القارئ على هدف واستراتيجية وتلاعب العلماني في الوقت الحالي، فكل ما قاله الجابري مما تقدم عرضه يلخصه خليل عبد الكريم في نص جامع كاشف لخيبة الرجاء العلماني في تطويق العقل المسلم وبزبالات عقول ضحلة فقدت الدليل والصواب معا، ففرعون مع كهنته عند العلماني خليل عبد الكريم صنع موسى وهيّأه للنبوة! -توفي خليل عبد الكريم عن عمر يناهز 73 عاما، وهوالمحامي الذي ترافع عن نصر أبوزيد في المحكمة المصرية في قضية "مفهوم النص"، والذي أشاد جابر عصفور بمرافعته في كتابه الصادر عن الهيئة العامة للثقافة (بأموال الشعب!!) بعنوان "ضد التعصب"!-(هنا سنزيح الستار عن أكاذيب جابر عصفور في دفاعه عن اخوانه) أما المسيح –يقول خليل عبد الكريم-:"فاتصل بالكهنة المصريين واغترف من علومهم الكثير ومنها الطب (إبراء الأكمه والأبرص) والسحر (إحياء الموتى)... وهكذا ثبت بالحجة القاطعة أن موسى وعيسى دخلا بوابة التصنيع" وأطوار التنشئة و"سائر خطوات الصقل والصنفرة والإعداد والتأهيل والتحضير والتدريب والتمرين والتلميع..إلخ") (فترة التكوين، الأعمال الكاملة لخليل عبد الكريم، دار مصر المحروسة، ط2، القاهرة، 2004، ص 250 و254-255). وكذلك فالرسول هو"كسابقه حذوك القذة بالقذة سار في تجربة وقطع أشواطها" (ص255)، وبسبب أن النص يوضح فكرة العلماني خليل عبد الكريم من الأنبياء ومصادر الوحي المزعومة، وبسبب ان النصارى-زكريا بطرس، ناهد متولي..إلخ- يأخذون اتهامه للرسول ويحجبون عن اتباعهم اتهامه للمسيح ولموسي ، نورده كاملا (أولا هدية لمرصد مقاومة التنصر وضرب لعصفورين في وقت واحد العصفور المدافع عن التعصب(جابر عصفور) وذلك حتى يطلع القارئ الكريم على نص واضح، وضوح الشمس في رابعة النهار، يظهر فيه موقف العلمانيين العرب-خصوصا بقايا الماركسية المطورة- من الأنبياء، والوحي ومصدره، يقول خليل عبد الكريم: "وبالنسبة لـ(سيد ولد قصي) فقد سبقه في الطريق سلفه الكرام من البطاركة الأماجد فقد أثبتنا بالأدلة الموثقة أن موسى تمت تربيته في (برعو) أوالبيت الكبير أوالقصر العالي وأن فرعون ذاته أشرف بنفسه على أطوار التنشئة ومراحل التعليم وأشواط التربية فأحضر له الكهان(!) والعلماء والحكماء الذين ليس لهم ضريب في العالم المتحضر آنذاك ولا نبدومبالغين إذا قلنا وفي هذا الزمان أيضا. أما عيسى ابن مريم فالذي تطوع بصنفرته(!) وقلوظته(!) وتلميعه (اسمع يا ذكريا بطرس ماذا يقول من تستعملون كلامه ضد رسول الإسلام، فنفس الكلام موجه ضد المسيح ومن العلماني الذي أنتم معجبون به وتزينون مواقعكم بكتبه!) هم: زكريا وابنه يحيى أويوحنا (هوالذي تولى تعميده ومن ثم سمي المعمدان) وأمه الصديقة التي قضت شطرا من حياتها في بيت المقدس وزوج أمه يوسف النجار الذي حمل قدرا لابأس به من العلوم الدينية... وجاء المسيح إلى مصر هربا من بطش الطاغية الروماني مكث فيها حتى بلغ الثالثة عشرة فاتصل بالكهنة(!) المصريين واغترف من علومهم(!) الكثير ومنها الطب (إبراء الأكمه والأبرص) والسحر(إحياء الموتى)(!) وسواء صح هذا المقطع المصلى من التصنيع لابن مريم أم لا فإنه يكفي الشطر الأول(!). وهكذا ثبت بالحجة القاطعة(!!) أن موسى وعيسى دخلا بوابة التصنيع واجتازا مراحلها(!!) وما نال من قدريهما أوحط من مكانتهما بل انهما رغم مضي قرون عديدة على ظهورهما فإنهما يزدادان تألقا(!) وتعاليمهما وحكمتهما تترسخان يوما بعد يوم.. وخلاصة القول إن كشف الحجاب(!!) عن مرور( المنصور) ب(التجربة) وقطعه لأشواطها واحدا وراء الآخر ليس فيه أدنى مساس(!) بمقامه المحمود ومنزلته السامية وقدره الرفيع"(فترة التكوين ص 254) ويقول تعليقا على قول الله عن موسى" ولتصنع على عيني":" فالفعل مبني للمجهول أي أن الصانع غير معلوم بيد أن الصناعة تتم تحت رعاية ربه..وفي القصر الملكي ينشأ موسى ويترعرع وينهل من منابع حكمة كهان مصر القديمة ويتضلع من علومهم وهذه هي الصناعة وهذا هوالسر (!) في بناء فعلها للمجهول لأنه ربما يغدومن غير المناسب(!) الكشف عن هنادزة وأساتذة ومعلمي موسى(!). المهم أن هذا التصنيع هوالذي أهل(!) موسى لكي ينشئ(!) الديانة الموسوية التي تدين(!) بالكثير الذي لا يحصره أويعده أويحصيه إلا الله إلى مصر القديمة صاحبة أعظم حضارة عرفها التاريخ حتى الآن... المهم الذي نقصده أن العلوم التي تلقاها موسى على أيدي كهان قدماء المصريين ومعلميه في قصر فرعون أوالبيت الكبير(برعو) كلها وسائر خطوات الصقل والصنفرة والإعداد والتأهيل والتحضير والتدريب والتمرين والتلميع(!)..إلخ والتي عبر عنها الذكر الحكيم بالصناعة (ولتصنع على عيني) تمت تحت رعاية ربه(!). وهي ذات الخطوات التي حققتها الهندوز (يقصد خديجة) في التجربة مع (المخبت) بإشراف اليعسوب (يقصد ورقة بن نوفل) ايضا..إن الذي حدث لموسى..على يد الكهنة والمعلمين والأساتذة والحكماء.. تكرر مع(الحبيب) على يد الطاهرة والقس"(فترة التكوين ص 250) فالتجربة المزعومة بزعم هذا المفتري تمت على عين وعناية تنظيم رهباني( كما افترى في كتابه فترة التكوين) يبدأ من خديجة وورقة وينتهي الى الغلام عداس ورهبان الجزيرة العربية ومدة التهيئة (15) عاما!!.
هكذا يفعل العلمانيون مع الرسول والرسالة، بل ويفعلون كما رأينا-بعضا من ذلك هنا- مع الأنبياء: المسيح، موسى، ابراهيم، يعقوب، يوسف..إلخ.( ولسيد القمني باع سخيف في هذا المجال ويمكن الإطلاع على ذلك من كتابه"النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة أوالرجوع إلى كتابي أقطاب العلمانية الجزء الثاني طبعة دار الدعوة، الإسكندرية، فقد عرضت هناك أساطير القمني والعشماوي (وله في هذا المجال كتابه "الأصول المصرية...") وأحمد عثمان وفرويد..إلخ، بالتفصيل والنقد.
لم يقدم خليل عبد الكريم دليلا واحدا أورواية تاريخية واحدة، على مزاعمه بخضوع النبي، ، لمن ذكر من قساوسة ينتهوا الى ورقة ابن نوفل ومعهم خديجة ولمدة 15 سنة من الليل حتى الفجر، وذلك كما لم يقدم هشام جعيط، ايضا، دليلا واحدا على زعمه بهجرة النبي الى الشام للتعلم من المسيحيةـ وإقامته فيها مدد تطول وتقصر!! وتطول بزعم جعيط أكثر مما تقصر !!، انها فقط افتراءات ملفوفة في لفائف من الهجوالساخر والهجاء البائس والظن الفارغ الذي تعلموه من كتاب الغرب. وهي التهم الفارغة الساذجة والمفضوحة بدون تسليط أي نوع من النقد عليها والتي يتلقفها المنصرون العرب وهم جهلى بمصادر العلم والروايات التاريخية. وما ينقلونه فانما ينقلونه من مصادر وسيطة، وحتى ولوعرضوا رواية ما بصورة مباشرة بعد عزل مصدرهم(الوسيط)، فانه سرعان ما يتبين لنا انهم لم يقرؤوا ما قبل وما بعد ما اقتطعه الوسيط بحرفية ودهاء.. وهنا تتكشف فضائح النصارى تباعا.
الآن وبعد ان فرغنا من اختراق "الاختراق"، وكشف عملية التستر الكبرى للجابري وصلة منهجه بالمناهج الغربية الاستشراقية والفلسفية، وعرضنا اهم ما حاول به إحداث مساس بالإسلام وبشيء من التلميح وبقدر لم نعهده منه من التصريح، وكذلك بعد ان كشفنا ارتباط فعله بأفعال اخوانه واهدافهم. يمكننا النظر بتؤدة الى فتوحات سورة القلم وتصويرها الخطير الشأن للنفس (الدهرية القديمة/العلمانية الشبيهة والنظيرة)، وغير ذلك من أمور تدل على علم الله اللطيف الخبير وأن القرآن كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.



سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (16) /ظلمات الجابري المادية!.
فكلامك كما ترى مردود عليه جملة وتفصيلا وهو يدل على استعجالك في الرد وعدم تتبعك لماكتبت او تاريخ الكتابات او حتى الاقتباسات مما زعمت ومادريت!
بارك الله فيك واحسن الله اليك وجمعنا في روضات الجنات ورحمة الرب تعالى.
http://www.tafsir.net/vb/tafsir24823/#post173253

طارق منينة
04-04-2012, 09:42 PM
كتبت اكثر من مداخلة في الرابط المشار اليه في المداخلة السابقة واردت ان اجمعها كلها هنا مع التصحيح وهاهي تحت عنوان جديد

اصحاب الاساطير العلمانيين
أننا إذا رأينا قولا يقدح في النبي وماأنزل عليه، فقيل مثلا ان النبي اقتبس ماجاء به (آيات الآخرة والحساب!!)من جامعة لاهوتية سورية، سافر اليها محمد للتعلم!(هشام جعيط) (ألف في ذلك كتابه الثاني في السيرة وهو"تاريخية الدعوة المحمدية"او من تنظيم سري رومي(طيب تيزيني) او من زوجة وقس، ومن وراءهما قساوسة وتنظيم عالمي(خليل عبد الكريم) او من شعور بالتفوق القبلي والانتماء العشائري هاشمي او قرشي(القمني-خليل عبد الكريم) إلخ..، اذا رأينا ذلك في كتابات لاصحاب الشأن ، موثقة، ومكتوبة، فينبغي علينا أن نردها بالأدلة الثابتة، خصوصا اذا كان لاصحاب هذه الأقوال شيوع ذكر وفكر في بلاد العرب وشغف بهم في بلاد الغرب!
مدخل الى القرآن للجابري ، لايخرج عن عموم هذه الاتهامات اللهم الا انه يزيد عليها ان الرسول طور افكاره وفقا لتطورات احواله المادية واحوال جماعته،وبناء على ذلك تشكلت او تكونت آيات القرآن وتكونت ألفاظه واالاسماء الجديدة فيه ، تبعا لنظرية الكون والتكوين الجابرية-المقتبسة من الخارج!
فهل هذه هي مخارج النهضة والصور الجديدة لتغيير العقل العربي الى الافضل مع كشف مكوناته القديمة كما يزعم الجابري مع اضافة انه بحث عن مصدر هذا العقل في ثقافات غنوصية ويونانية وهرمسية وعربية قديمة وغيرها...وادعى وجودها فيه!
هل هذه نهضة جديدة تفتح الآفاق وتخرجها من الافكار الجاهزة بالأسئلة الجديدة، اي أسئلة هذه... الاسئلة التي يصنع اصحابها الاساطير؟
اما القمني فقد شتم في الرسول مباشرة بالقول بأن الأفكار الصهيونية أثرت عليه وشكلت موقفه القرآني(!) من فرعون موسى؟؟
إقرأ له مشروعه الذي شغله عشر سنواتوهو بإسم" النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة" ففيه ينفي وجود موسى النبي ويثبته في تاريخ اخناتون بعد ان ادعي ان قصة موسى مأخوذة بعد تحوير من قصة اخناتون، حتى انه جعل اسم موسى ، منحوت من اصل إباحي لانه من عائلة اباحية مديانية باعتبار موسى هو اخناتون الذي قال عنه انه تزوج امه!!!، اضافة الى انه جعل الملائكة تطورا وجوديا خياليا عن آلهة قديمة!!
ثم كتابه الاسطورة والتراث كتب فيه كل شيء بوضوح
هم من يشوشون على الاسلام واهله، والقرآن وحقائقه.
أفلا يجوز لنا أن ندافع عن دين اقام حضارة علمية استفادت منه اوروبا وتقدمت وقدمت للعالم تقنية علمية باهرة، والاسلام هو استاذها في ذلك
فلماذا نتركهم يشوهون الاصل الذي نبع منه الفرع، او يردمون البحر الذي خرج منه النهر، او يطفئون النور الذي قبس منه الشرق والغرب؟
العدل هو منهجنا وليس التكفير وماذا نقول لمن قال بنفسه انه خرج من الاسلام بنفسه واعلن اعتراضاته على ذلك
يمكن الاطلاع على ذلك مثلا من كلام صادق جلال العظم في كتابه نقد الفكر الديني وفيه سخر(!) من الاسلام وقال بأن الدين سينتهي قريبا!!، كان هذا بعد عام67!، وقال كلمته المشهورة ان الدين والعلم يتعارضان!، أما بعد ذلك فقد كتب متهكما على الرسول كتابه"ذهنية التحريم" وايضا كتابه" مابعد ذهنية التحريم"
والسيد يسين قال انه غير مقتنع بشرائع الاسلام ومنها شريعة الزكاة قالها في كتاب له مشهور
فهم من يكفرون انفسهم بأنفسهم
محمد سعيد العشماوي خاض في النبوة والصحابة والنبي والقرآن وقال ان فيه أخطاء لغوية، ثم خاض في الدين وادعى ان مصر هي اصل الاديان وان الصواب هو ان كل دين على صواب وان دينه هو دين الصلبان والاوثان والاسلام وكله ثم قال ان الماسونية هي الخير النافع لا السم الناقع ، فصنع نظرة للعالم والاسلام مع الاديان المنحرفة والوثنيات ،تجمع بين المتناقضات وتسوي بين المختلفات وتجعل صاحب الصنم عاقل في عبادته ونظرته وماالصور الا حاجب يحجبك عن رؤية مقصده!(اي الصنم يحجب عنك نية العابد)
ثم ذهب ليقدح في الحجاب وهو من علم العلمانيات العرب(النساء) ان الحجاب انما جاء لظرف الذهاب للخلاء فاذا كان لكل منا دورة مياه في البيت فقد سقط الظرف والواجب!
وتحررت المرأة بإجتهاد العشماوي!
وفرح له الغرب وارسلوا له كثيرا ليحاضر في حواضرهم وجامعاتهم!، وكتب هو المقالات الفارحة عن ذلك!
هل يمكن الاستفادة من الرجل في الاحكام العادلة التي حكم بها عندما كان الكبير في مؤسسة محكمة أمن الدولة المصرية؟
اما خليل عبد الكريم فقد سخر من الصحابة ورماهم بأقذع الألفاظ وتهكم عليهم ايما تهكم في كتبه ومقالاته!
ماذا يمكن الاستفادة منه،؟مهاجمة التيار الاسلامي كما هاجم الصحابة؟
لقد ألف كتابين كلاهما يناقض الآخر تماما، ،فالرجل كتب كتابه كبير الحجم!(قريش من القبيلة الى الدولة المركزية) ليقول ان محمد (رسول الله طبعا)كان قد رسم خطة منذ وعي وعيا كاملا بالسعي لانشاء امبراطورية قرشية، وقام بخطوات ناجحة في الامر حتى أنشأ فعلا -زعم خليل عبد الكريم-الامبراطورية القرشية، واثناء ذلك قال ان القمني حجم فعل محمد بجعل الامر هاشمي فقط، لا ياسيد القمني-قال خليل عبد الكريم- انها امبراطورية قرشية بدليل اشتراك الصحابة من فروع قريش!، ياله من برهان!
أما الكتاب الآخر فهو كتاب (فترة التكوين من حياة الصادق الامين) ولايخدعنك العنوان ففي كل صفحة فيه اهان رسول الله بتهكمات تصعب ان تكمل قراءة الكتاب بسببها!، وماذا قال مناقضا لاطروحة(!) كتاب السابق؟ قال ان الرسول لم يكن له رغبة في اي شيء على الاطلاق فاستغلت خديجة طزاجته وسذاجته و(هنا اذهب الى الكتاب لتقرأ عن قلوظته وغيرها من الفاظ تهكمية !) واهتمت بالتدريس له ليل نهار لمدة 15 سنة قبل النبوة ، ويتابعها في ذلك قساوسة الجزيرة العربية حتى نجحت خطتها واخرجت للعرب نبي ، وكان مشاركها في هذه الخطة ابن عمها ورقة فقد سهر معها من العشاء حتى الفجر لمدة15 عام كاملة لتعليمه كتب اهل الكتاب،
والموضوع كبير وثغرات الكتاب فاضحة ويكفي ان الرجل جمع بين قصتين واطروحتين وفكرتين واصدر بهما كتابين كل منهما يقول شيئا مختلف!
ولماذا فعل هذا؟
لقد قلت في الفصل الاول من الاقطاب ان الهدف العلماني هو ضرب النبوة (وخلاص!)وهناك ضرب مباشر وهناك تسلل اي ضرب غير مباشر واحد يحارب من الخارج ويتجرأ على ذلك والآخر يدخل الى الحقل الاسلامي بحصان طروادة ويهاجم من داخل النصوص او يخلخل من داخل الاسلام نفسه بإدعاء ان مايقوله اجتهادا(انظر العشماوي وابي زيد وحسن حنفي)
مع العلم انه ليس هناك باطل صرف فالوثنيون العرب عبدوا الله وهذا حق لكنهم عبدوا غيره، وهذه هي الفتنة.. وكذلك الاديان المنحرفة والفلسفات والمذاهب الغربية.
ثم العقل والعقلانية التي يقال بان الجابري افتتحها ..فجميع العلمانيين يقولون بالعقل والعقلانية لكن طائفة منهم تاخذ بعقل الماركسيين وعقلها محصور في عامل اقتصادي يتيم يقال انه هو من خلق العالم الفوقي(يقصدون الفكر او الدين)او الدين او الوعي(الديني وغيره) او او واخرون يردون عليهم، من اصحاب العقل، فيقولون لا وانما هو عامل اخر او عوامل مادية اخرى، ويدور التنازع بين العقلاء اياهم على من العقل وعوامله ورواسبه وافكاره ويحصرونها فيما اخرجته الظروف التي هي خارج العقل فيغمسونه في ظروفهم ثم يقولون هاهو العقل الخالص! او الروح الخالص!
وكلهم يتهم الآخر بالجنون او التخلف
ويمكن الاطلاع على صور اختلافاتهم وشتائمهم بعضهم لبعض في كتبهم الضخمة ،اقرأ مثلا حوار العاقل عبد الرزاق عيد مع العاقل الذي قال عن كتابك بانه(خراء) وهوحيدر حيدر( الحوار مسجل في كتاب(عبد الرزاق عيد العلماني)وهو ذهنية التحريم أم ثقافة الفتنة حوارات في التعدد والتغاير والاختلاف) فستجد حوار العقلاء(!) الذي مدحوا او نقضوا افكار او قواعد افكار او مناهج الجابري، وستجد المعركة العلمانية الداخلية محتدمة على اشدها فيما بينهم او بينهما، على الاقل!)، في الكتاب ايضا معركة جورج طرابيشي مع عيد!)
ولاتنسى معركة الجابري مع طرابيشي مانتج عنها مشروع طرابيشي العلماني(اخذ منه خمسة عشر عاما ونقض فيه كل قواعد الجابري)وهو ضد مشروع الجابري العلماني)
والمناهج العقلانية المجلوبة سواء من الجابري او غيره لبلاد العرب انما هي عصارة عقول فلسفية غربية وايضا محصورة في عواملها المفقودة والتي زعموا انها الاصل بل والكل غالبا!
كثير منهم نسوا الانسان بالعقل وضيعوا الروح بالعقل ونسفوا الوعي او الباطل بالعقل هذا ولم نخرج بعد الى العالم الخارجي!
الذي قزمه عقل بعضهم في جانب من جوانب المادة او الروح والروح لهم فيها مذاهب
الواجب قراءة ماتحت الشعار فلعل ماتحته يهدم مافوقه!
واذا كان الاتهام لنا بأننا نرجع إلى الماضي أو السلف، فلسنا وحدنا من يرجع الى الماضي فجميع امم الارض ترجع الى الماضي لغير ماسبب
والعلمانيون العرب ولغوا في الماضي وحرفوا نصوصه ووقائعه وكثير منهم لم يبالي بما هو ثابت فيه بإدعاء ان المنهجية الحديثة لاتنظر في حقيقة الوقائع ولكن فيما قيل لتفسير واقعه قبل وقائعه ومن هؤلاء الجابري نفسه فماذا تقول عن تفسيره هو لما يسميه بالماضي وقد كتب مدخل الى القرآن غير عابئ بكلام المفسرين ولا بكلام العلماء وقد قال في نصوص صريحة في مدخل الى القرآن، في غير ما موضع، انه لايأخذ بأي من كلام المفسرين، والعلماء، والعجيب أنه راح ليقلد تولدكه، وهو من ماضي الاستشراق!، في تعديل ترتيب النزول بما يتوافق مع رؤيته المقلدة، هي ليست رؤيته في الحقيقة، الا انه راح يتلاعب بتفسير وقائع النزول وزحزحتها عن اوقاتها المكتوبة في اسباب النزول وغيرها، فاخترع ترتيبا للقرآن كما اخترع الذين من قبله نولدكه ومن سبقه، ولماذا ذهب الجابري للماضي ويقرأ مافيه ويقوم بإجراء تغيير شبه كامل فيه، ثم وضع تفسير مغاير للحقيقة، التي ينكرها هو اصلا، بإعتبار أن الحقيقة انما هي حقيقة عند اهلها، أي أنه لاحقيقة حقيقية، كما هو تعبيره، ،فالجابري ورفاقه هم من يتكلمون في الماضي لغيير تصوراتنا عنه،

ورؤية الجابري عن القرآن والمطروحة في كتابه مدخل الى القرآن اخذها من فتات ونتف القساوسة والفلاسفة فعن الاولون فكل ماطرحه من المؤثرات ولم يعقب عليه او طرحه كمسلمات انما هو من اقوال المستشرقين القدماء او نظرية الكون والتكوين وغيرها او فكرة المعاصرة لنا او لعصرهم العربي القديم انما اخذها من العلمانيين الغربيين الذي ميولهم فلسفية وضعية او حداثية او مابعد حداثية وكلهم يجعل البيئة والمؤثرات والرواسب والظروف والمحيط العربي وغيره هو من شكل كتابات محمد في القرآن!، طبعا هم يقولون!، وهو نسج وكتب بطريقته!
جاء الجابري ليضيف اضافته بعد ان اخذ من نولدكه وهو صرح بذلك الفكرة الاصلية الاستشراقية عن عدم صحة عملية ترتيب السور القرآنية التي يقول بها المسلمون، ثم ذهبوا -هو ومن قبله نولدكه ومن قبله وبعده-يخترعون طرق جديدة لترتيب النزول
فاخذ الجابري وركب بتشديد الكاف اي من التركيب!
عملية تجميع لااكثر ولا اقل ثم وضع بصمته بعد عمل تطبيقات فاشلة على مشروعه الاخير الذي مات عليه ولاحول ولاقوة الا بالله
ولو نظرت الى فكرته هو، الخالصة من بين ركام نقولاته واقتباساته لوجدتها متأثرة ايضا بالفكر الماركسي وغيره من افكار
فماذا يمكن ان يقدمه الرجل للامة من عقل وعقلانية بديل عن لائكية وعلمانية!
ثم ماذا تقول فيمن ترك وقائع التاريخ والسيرة المسطورة ليقول لنا ان الرسول محمد ذهب مرات ومرات في هجرات متتابعة على فترات، تطول غالبا، ليتعلم على يد علماء االلاهوت السوريون من اتباع اللاهوتي افرائيم، ولما رجع الى مكة كان القرآن الأولي متأثرا بما تعلمه في لاهوتية سوريا العتيقة، ومع ذلك وبعد ان كتب انه واثق من اطروحته قال في نفس الكتاب ان مايقوله تخمينات!، فمن نصدق، ومن نتبع!(مايقارب ال300 صفحة ومع ذلك يقول في سطر خفي انها تخمينات!!)
فهل تخرصاتهم هي النهضة، ورسم سيناريوهات ماأنزل الله بها من سلطان، ولاوردت وقائعه في التاريخ، هي النهضة والتقدم، وماذا يريدون ان يقولوا غير ارجاع أمر النبوة الى مؤثرات واقتباسات، وهو مايعني بطريق غير مباشر ان النبي كاذب وعن وعي، وبعضهم مثل اتباع مونتجمري وات قالوا في مواضع تبعا له ان الرجل صادق، ، الا أن اللاوعي هو الذي دفعه وجعلوا اللاوعي هذا هو مارسب في نفسه من تاريخ امته(وضع التاريخ بحقبه كلها في اللاشعور!!)، اذا هو لاوعي يقتبس ايضا ويضع نصوصا تبعا للاقتباس اللاشعوري، انها جملة زحزحات واتهامات لم تترك الماضي لا كما هو ولالعقلنته بالعقل الصحيح، وانما هدم واضح له، مع وهذا هو الغريب، وضع قصص باطلة لتاريخ البشرية ووقائع اسطورية غاية في الغرابة، مثل واقعة فرويد عن قتل الأب وان البشرية ندمت على قتله فعبدته في طوطم ثم نشأ الدين من عقدة اولاد ارادوا امهم والنساء الاتي استحوذ عليها ابوهم الاول، وكذلك قصص القمني(الماضي!) عن ان قصة موسى هي قصة اخناتون هي قصة ادويب اليوناني(ذهب بعيدا في الماضي) وللعلم فالقمني كما كتبت انا في الاقطاب2 اخذ تضفيرته الثلاثية(موسى-اويب-اخناتون) من فرويد وفلايكوفسكي وهما يهوديان وكلاهما عارض الآخر الا ان الاول قال موسى هو اخناتون والثاني قال لا بل اخناتون المصري هو اويب اليوناني! فجمع القمني بين تعارضاتهما وقال بل هو اويب -موسى-اخناتون)، ومعلوم ان فليكوفسكي هاجم فرويد لإنكار أصالة موسى وجعله مصريا ولأن موسى كان سابقا على اخناتون ، لكن القمني جمع الفكرتين الاسطوريتين فجعل موسى هو اخناتون فرويد وأُديب فليكوفسكي!!،فهل هذا هو العلم ووضع الفرضيات ام التخرص وسرقة النتف الفاشلة!
وهي على كل من الماضي!

واذا نظرنا الى ماقاله فلايكوفسكي في مقدمة كتابه عصور في فوضى من الخروج الى الملك اخناتون ترجمة رفعت السعيد عام2000م
فسنجده يقول في الاهداء
:"هذا العمل مهدي إلى أبي...غادر منزل والديه وذهب سيرا على الأقدام إلى واحد من تلك المراكز المخصصة لتدريس التلمود في روسيا، وحتى ذلك اليوم من ديسمبر عام1937 حين وافته المنية على أرض اسرائيل.. كل ذلك العمر كرسه مع كل ثروته وكل مايملك لتحقيق ماكان في يوم مامجرد فكرة..الا وهي إعادة بناء نهضة الشعب اليهودي على ارضه القديمة" (ص21)
ومعلوم ، كما كررنا كثيرا،ان القمني اقتبس فكرة ان اخناتون هو اوديب من فلايكوفسكي واستفاد فكرة ان موسى هو اخناتون من فرويد وجمعهما الى بعض وصنع منهما موسوعته التي تجاوزت الألف صفحة وكأنه يريد أن يضيف اضافة جديدة!، مع انه لم يضف جديد عن قوليهما الا انه ضفرهما اي الفريتان في ضفيرة واحدة ثم راح يقول كما في مقدمة موسوعته تلك وهي النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة انه لم يُسبق الى الكشوف هذه!
يقول:"
:"الكشوف التي أزعم أني-أبدا- لم أكن مسبوقا إليها "(ص21)
فحتي كلامه عن ان احداث الخروج كانت كوارث طبيعية او ان اليد البيضاء للناظرين انما هي طلاء فرعوني قديم وحيلة فعلتها حتشبسوت! وغير ذلك من خرافاته انما اخذها ايضا من غيره ومن الغربيين
المدهش ان القمني قال انه كاد ان يقع في قبضة فلايكوفسكي في مزاعمه الصهيونية لكنه نسي انه وقع في مزاعمه الاسطورية الحديثة كما وقع في قبضة فرويد حتى غير عقله فجعل القمني من النبي موسى فكرة مأخوذة من اصل قصة اخناتون الحقيقية واضاف الى ذلك مالم يفعله فرويد وهو اغراق الشخصية في وحل الجنس حتى اسم موسى لم يتركه القمني فارجع مصدره ايضا الى الجنس وقد وثقت ذلك كله في الاقطاب
ويكفي انه يحارب الامة والقصص القرآني بمزاعم رجلان صهيونيان ويرمي الامة كلها بالتخلف مع ان احدهما نقض اطروحة الآخر وسفهها، لكن الرجل دأب على البحث في صندوق الزبالة العلمانية. فلماذا جميع هؤلاء يذهبون الى الماضي ولهدمه كل على طريقته ويحرمون علينا النظر الصحيح في وقائعه وماحدث فيه!
هل قراءة الماضي هي تحريفه ووضع وقائع لم تكن فيه اطلاقا ولماذا؟
هم يقولون الاسئلة مهمة، ونحن نسألهم لماذا؟ لماذا تحرفون الحقائق ويخترع كل منكم، مع كثرة عددكم!، فرضية كاذبة خاطئة، والعجيب ان فرويد قال عن فرضيته عن موسى في كتابه النبي موسى والتوحيد، ترجمة جورج طرابيشي العلماني!، ان نظريته فيها ثغرات، والقمني قال مثل ذلك وكلهم!، ومع ذلك فهم سمنة على عسل عند العلمانيين الشباب، ولم يقل احد منهم انهم يخترعون الاساطير وان ذهنياتهم ذهنيات اسطورية! وانهم ماضويون!
اذا ذهبنا لنفهم كل ماكتبه العلمانيون العرب فسنجد انهم امة علمانية ماضوية تنقل ماتفرزه العقول الغربية في علوم الانسان والمجتمع والنقد بلا اية اضافة اللهم الا تلفيق سيناويوهات من نتف في سيناريوهات غربية ، كان قد قالها غربيون ، او صنع تطبيقات تمشي في اتجاه المؤثرات الفكرية العلمانية فأي ابداع يوجد!!؟
فالماضوية(والحداثية التقليدية!) لازمة للفكر العلماني الذي مازال ينقل عن افرازات العقول الغربية، يطبقها على مافي ديننا مما لايندرج تحت تفسيرات الفهم العلماني والفلسفي الغربي!
فهم نقلة فكر لااكثر ولااقل ولم يبتدعوا فكرا لو صح التعبير، خصوصا انهم يطلقون على انفسهم مبدعون، فهذا يجب ان تضعه في الفهم
واذا اردت ان اضرب لك امثلة غير السابقة للدلالة على اقوالي فهشام جعيط التونسي اخذ فكرة اقتباس محمد رسول الله القرآن الأولي من الفكر اللاهوتي السوري المنتسب لافرائيم السوري والذي وصل اي (تصورات الفكر المسيحي عن الحساب والآخرة) بحسب القس المسيحي السويدي المتنور(!) تور اندري الى اسواق العرب ومنها سوق عكاظ، وتأثر محمد بهذا الفكر عن طريق حضوره هذه الاسواق العربية!
اخذ هشام جعيط الفكرة الاصلية لتور اندري ونزع عنها طريق التأثر الذي اشار اليه اندري الا وهو اسواق العرب!، ووضع تصورا آخر ورسم للرسول طريقا آخر ماانزل الله عليه او به من سلطان!
وابدع جعيط(العلماني!) في الدفاع عن محمد (رسول الله ،طبعا واصلا ) فماذا قال جعيط؟
قال لماذا يبخل اندري على محمد ووهو انه يجعل مصدر هذه المعلومات الكثيرة جدا عن الحساب والآخرة وغير ذلك ، التأثير العارض من تواجد عارض في سوق او اسواق كان الرسول يذهب اليها، و لايمكن ان تتكون هذه العلوم لاحقا في القرآن عن طريقها(كما اعترف هشام جعيط نفسه في رده على القس اندري!)، وعلى ذلك، فالعتاب الجعطي لتور اندري كان مبدع(!) قال له ياسيد اندري محمد اعظم من ذلك!، لقد ذهب(ليس للاسواق فقط!!!) وانما، وايضا، للدراسة الدؤوبة في سوريا على فترات تطول اكثر مما تقصر(هذا يعني ان جعيط عنده(!) خلفية تاريخية(!) عن سفرات محمد المزعومة من جعيط نفسه!، ومع ذلك وقبل نهاية كتابه عن ذلك قال انه ليس عنده دليل قوي او ثابت تاريخيا!!) لقد جعيط وجد ثغرات في السيناريو الذي اقتبس جذر فكرته واصل فريته ، من تور اندري ، وكانت الثغرة المحترمة هي ان السوريون في تلك المدرسة المسيحية السورية تدرس موادها اللاهوتية بلغات اجنبية اي سريانية ويونانية، اذن فلابد لمحمد من ادوات الترجمة،هذا اذا كنت عنيدا وتريد تكملة سيناريو مزيف لتشتهر به وسط العلمانيين!!، مع معرفتك ان الثغرة كبيرة جدا وواسعة جدا ولاسبيل الى الزيادة! وهنا راح هشام جعيط المفكر العلماني الذي يظهر في اكبر القنوات التلفزيونية ، راح بيحث وهو يعلم ان الرسول كان أمي لايقرأ حتى لغة العرب ولايكتبها!(للاسف نفى جعيط هذه ايضا ليثبت ان الرسول تعلم العربية واليونانية والسريانية!!)، ذهب ليقول ان الرسول قبل ان يذهب الى سوريا للتعلم والدراسة تعلم في مكة اللغات اليونانية والسورية!، وممن تعلم يامبدع؟ قال اليست هناك روايات تشير الى غرباء في مكة مثل الغلام جبرا او غيره!، اذن تعلم على ايديهم ، ماشاء الله على الابداع، الا تريد ان تفهم سيدي احمد فارس حفظك الله كيف يخترعون الاساطير العلمانية المأخوذة نصفها او ثلاثة ارباعها من قساوسة اصوليون او متحررون مثل هنري كوربان او تور اندري او ماسينيون او مونتجمري وات ، وهؤلاء أثرت علوم الفلسفة الغربية واجتماعياتها وعلوم الانسان والنفس على ارواحهم فغيرتها من اللاهوتية المحضة الى اللاهوتية المختلطة بعلمانية واضحة، اخذ العلمانيون العرب، من اصحاب الأساطير نتف من مخترعاتهم الحديثة واساطيرهم الغربية الجديدة التي رسموها لهدم نبوة محمد رسول الله وخاتم النبيين، ومن ثم هدم الاسلام وارجاعه لمؤثرات شتى، مثل اليوانانية وحتى الهندوسية(والآخيرة هذه قال بها وللاسف المفكر العلماني الكبير طيب تيزيني في مشروعه الكبير الي من 11 مجلد، في الجزء المخصص لتحليل التاريخ النبوي والاسلامي وهو تحت اسم مقدمات أولية...،وحتى مؤثرات مثل الشعر (شعر أمية وغيره!)واللاشعور الراكد في النفس العربية، ماتركوا شيء يمكن قوله من الداخل (السعي للسيطرة او رفعة القبيلة او الهوس، هوس الابطال او غيرهم، او اللاشعور الخفي!،إلخ) او ماتركوا شيئا يمكن رمي رسول الله به من الخارج(أي الاوضاع والظروف الاجتماعية او الاسواق او المدارس والقساوسة المنتشرون في الجزيرة العربية وخارجها(والقول بخارجها قاله ايضا طيب تيزيني) ماترك هؤلاء واسيادهم ومعلموهم شيء حتى قالوه!
ثم بعد الاقتباس والتقليد واحيانا السرقة التي يتقنها بعض العلمانيون العرب الكبار!(أي بدون اشارة الى مصدر اقوالهم عن عمد كما فعل خليل عبد الكريم في كتابه فترة التكوين عن حياة الصادق الامين، وادعى في مقدمة الكتاب ان ماسيقوله انما هو لاول مرة يقال في العالم، وكذب المبدعون ولو كتبوا!، بعد ذلك الاقتباس ذهبوا كل على حدة ليكذبوا اكثر تحت مؤثرات فلسفية ودراسات فكرية غربية!(انظر محمد اركون وتأثره التام بمدرسة الحوليات الفرنسية وغيرها)
فهشام جعيط اخذ الفكرة من تور اندري عن ان القرآن الذي نزل في مكة انما اكثر افكاره عن الآخرة والحساب انما مصدره علم القساوسة السوريون (ودليل اندري هو وجود هؤلاء القساوسة في اسواق العرب!!، ولم يقدم الدليل!) لكن جعيط اخذ الفكرة او الاتهام بوجود التعليم اللاهوتي السوري في القرآن عن طريق مؤثر، ونسج له طريقا آخر غير طريق استاذه، بالضبط كما فعل العشماوي والقمني واحمد عثمان مع فرضية فرويد عن النبي موسى!!!) والدليل الجديد المضاف لتدعيم اسطورة هشام جعيط المعدلة هو (!) ذهاب محمد(سفرا مرات ومرات وتعلم لشهور وشهور!!!)ذهب اليهم للدراسة مسلحا باللغات المعينة على الترجمة! ، والتي تعلمها من غلام قرشي!، ماشاء الله على الاكتشاف والابداع!
وهذه الاخيرة قالها جعيط اي التعلم من غلام ولم يقلها اندري التور!، فهل ذلك الهبل العلماني ابداع يحتاج لفهم واعمال فكر؟!
ان اي طفل من اطفال المسلمين يعرف انه كذب!
فلم يثبت ان محمد رسول الله تعلم لغات من اطفال او غلمان، ثم هل يمكن ان يكون التعليم على يد غرباء في مكة بالصورة التي يمكن ان يصل المتعلم لترجمة الكتب المقدسة والاسفار اليونانية والكتابات السريانية؟
مالكم ايها العلمانيون لاتفقهون
آباؤكم وأجدادكم ممن تقولون لنا عنهم :اتركوهم وشأنهم وابدعوا انتم وتقدموا، ولاتنتسبوا لهم بالاقوال الفارغة، هؤلاء الآباء والأجداد اخترعوا المناهج والعلوم ، وقدموا حضارة، وتعلم منهم ومنها غيرهم وكانوا على دين وخلق، اما انتم فمقلدون حتى آخر نفس منكم!
وتلاميذكم يفتخرون علينا بهذا الهراء، فأين العقلانية والمفهومية والمنهجية والموضوعية والابداعية..إلخ

طارق منينة
04-07-2012, 01:35 PM
مضاهاة علمانية وشبه القلوب الفارغة
الجابري بمشروعه عن القرآن اخذ من نفس مستنقع القمني اي الاستشراق وافكار الفلاسفة الذين اخترعوا اساطير حداثية عن النبوة والانبياء والدين والوحي!
فالمدخل الى القرآن للجابري ، اخذ من نفس السبيل، ومعه ثلاثيته التفسيرية العلمانية التي ظاهرها سلفية وباطنها علمانية بدليل ماقدمته من نماذج منها(المقالات المرفقة من سلسلة انهيار الاستشراق)، وفيها اتهاماته للرسول والصحابة والقرآن والوحي بالأخذ من اليونانية والاسطورية
وهو نفس ماقاله القمني وان من طريق آخر ويمكنك الاطلاع على ذلك من كتابه الاسطورة والتراث
انهم يدورون في حلقة الاتهامات الاستشراقية ولم يخرجوا عنها الا الى مزيد من الاتهامات الجديدة العلمانية ويطبقون نظريات علماء النفس والاجتماع الغربيين ويستعملون مصطلحاتهم التي نحتوها في الغرب وبالعقل المادي الغربي ليقدحوا او ليصفوا القرآن والوحي مثل نظرية الكون والتكوين للجابري او فكرة المعاصرة للنص او قراءته من منظور معاصر له (بيئة النص كما يقولون!)او معاصر لنا!(وكل ماقدمته من نماذج علمانية قالت بتكوين للقرآن من نتف قديمة ومفاهيم وافكار سابقة على الاسلام ولااريد ان اكرر اقوالهم مرة اخرى فالجابري يدور في فلكهم الممسوس
ان اللفظ المبين في وصف هؤلاء انما هو اللفظ القرآني الخطير المعنى والمبنى الا وهو انهم" تشابهت قلوبهم" وهو من اعجاز اللفظ القرآني الذي يمكن تتبع حقيقة مايقوم النص بوصفه، بعلم اجتماع ، يصل الى ماوصل اليه اللفظ بكلمات معدودة
والله نفسه يعقب على هذا الحكم والوصف والعلم الكامل بانه "قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ" !!!
ويمكنك ملاحظة ان الوصف ورد بين إعلامه لنا بان من تشابهت قلوبهم تركوا الحق الذي انزله الله وراحوا يقولون مثل قول الذين من قبلهم إعلامه انه ارسل رسوله بالحق الذي يصف الحقائق كلها ويعالج النفوس ويحقق اليقين لمن ظهرت له الآيات وتحقق من الاوصاف وقارن بين القلوب الميتة واقوالهم الفائتة:"كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ" وقد اتبع سبحانه هذه الحقائق النفسية والتاريخية والاجتماعية والعلمية بقوله تعالى:" إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119) وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ"
لاشك انك تعلم ان الله عز وجل في الآيات المتقدمة ذكر إتباع الأهواء على العموم، وإتباع اهواء اهل الكتاب، وضرب على ذلك مثلا بالصلة القلبية والتشابه الشديد بين القلوب ، بين قلوب من قبلهم وقلوبهم، مع أن قلوب من قبلهم كانت وثنية وقلوبهم كتابية، فالتشابه ليس في الديانة ، هؤلاء دينهم الأوثان وأولئك دينهم الصلبان، وحتى الاشتراك في الثواليت فهناك تشابه وان اختلفت الاسماء!
فالقلوب تميل الى عقائد متشابهة لان الأهواء الداعية اليها واحدة والقلوب المائلة الى الاقوال الفارغة الأفاكة متشابهة.
قال الله تعالى:"وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ"
فإتخاذ الأرباب من دون الله، وأكل أموال الناس بالباطل والرفعة على الناس بالتأله الفارغ كل ذلك يؤدي ،اذا راجت فكرة فاسدة، إلى تبنيها، لأن القلوب فارغة، أو ممتلئة بالحرام والباطل وامراض الضعف والمرض، فحينها تستولي عليها اية فكرة مهما صغرت، او تتشتت بها الآراء والأقوال، سواء كانت تلك الأقوال اتخاذ اليهود عزير ابن الله او اتخاذ النصارى المسيح ابن لله أو اتخاذ من يخالفهم، ممن كان قبلهم، اوثانهم او ملوكهم او طواغيتهم ألهة واربابا من دون الله، فالقلوب غارقة في ظلماتها واهواءها وشهواتها ومعلوم كما قال شيخ الاسلام ان البشر كانوا في البداية امة واحدة ولم يكونوا على الشرك وماحصل بعد ذلك انما هو نتيجة التفلت والشهوات وهي التي جعلت القلوب محلات للشياطين وتنزلاتها الباطلة.(في ذلك الموضوع كتبت تقريبا نصف كتابي اقطاب العلمانية2 لادخل منه الى التشابه الذي ذكرته الآية الكريمة(تشابهت قلوبهم)
هنا تتشابه القلوب وانك لتجد عجبا في تشابه الاقوال مع ان هؤلاء وثنيون قدماء واولئك ينتمون الى ملة من ملل الانبياء او ربما ينتمون الى ملة الاسلام، (والسؤال اي تشابه مع اختلاف العقائد والملل)؟، فالتشابة والتقليد والمضاهاة والإفك تخرج من قلوب متشابهة في اللاعلم والجهل واتباع الظن الباطل والهوى الجامح وهو تابع لافعال محرمة كالتي ذكرته الآيات عن الأحبار والرهبان،ولذلك تكلم الله في الآيات الاخرى التي قدمتُها عن المشابهة بين الذين لايعلمون واهل الكتاب اما الذين يوقنون فمعلوم ان اليقين الحق لايصدر او لايكون الا من قلب سليم ينفر من مشابهة ميول الكفر وميول القلب الكافر او المريض مرض الشهوات والشبهات الكبيرة، كما ينفر الكفار من ميول اهل التوحيد ولذلك سميت ملة الاسلام بالملة الحنيفية
مااارتباط هذا باالجابري ؟ارتباطه انه ايضا اتبع هواه وراح يضاهي اقوال الذين لايعلمون، (في حكم الله يخبرنا انهم لايعلمون مع انهم كتبوا كتبا ضخمة ربما فيها بعض الحق لكن كتلة افكارهم وقواعدها ومقوماتها باطلة، فراح الجابري في ثلاثيته التفسيرية ومقدمتها الطافحة بالمضاهاة ، يقلد نولدكه ومن هو قبل نولدكه من المستشرقين، قلدهم في الاتهامات التي سردها في كتابه مدخل الى القرآن،(كما فعل غيره ممن شابهه!) وقلدهم في امر خالف فيه الامة والعلماء والمفسرين، الا وهو امر ترتيب القرآن،ووضع ترتيبا خاصا به كما فعلوا هم، والمدهش انه راح يستشهد بهم ويفتخر بأنه يسلك سبيلهم، سبيل الذين لايعلمون سيدي احمد، واما ماضربته من امثلة عن مضاهاة غيره من العلمانيين العرب لغيرهم او من تقدمهم من الغربيين، فهو مثال على التشابه والمضاهاة، التي وقعوا فيها، وماالأمثال التي ضربتها الا دليلا على قولي في تشابه القلوب وهو ليس قولي وانما قول الله (العليم الخبير)الذي اظهر في القرآن صور المشابهة بين الأمم الكافرة وسنن الباطل فيهم وعمل القلوب فيهم وميل الملأ والرهبان والرؤوساء والاحبار والملوك واهل الطغيان وان من يأتي بعدهم ممن يقول بأقوالهم او يميل ميلتهم او يخوض خوضهم انما يتشابه معهم في القلوب والأهواء وان بيان الله هو بيان العالم بالمجتمعات واحوالها وفلاسفتها وزعمائها وافكارها وتحولات الافكار وخروجها ومصادرها وفروعها وتحويلاتها واقتباساتها، ولذلك قال ان مايخبرنا به انما هو آيات لقوم يعلمون، ويوقنون، ويعقلون، ويتفكرون!
وكون فرويد يقول بأن موسى انما كان كاهنا من اتباع اخناتون، وانه مصري النسب والجنس والديانة، يضاهي بهذا القول ماقيل من بعض المؤرخين القبليين من اليونانيين او الوثنيين!،(اي قبل فرويد بقرون كثيرة!)او يقارب قولهم او يستخدمه لغرض في نفسه، لايعني ذلك انه يقول الحقيقة ، وهو الذي قال في ثنايا اطروحته او بالأحرى فريته، ان فيها ثغرات ليست بالقليلة!، ومع ذلك بني عليها امورا علمية نفسية ومنها النفسية الجماعية في قتل الزعيم!، وهي قضية اخرى يمكن الكلام عليها في موضع آخر، لكنه ،ربط فرويد بين اسطورته المشهورة عن البشرية الأولى ،عن قتل اولاد آدم لابيهم لاستئثاره بالنساء وامهم!!، ومن ثم عبدوه بعد ان شعروا بالندم فيما بعد ثم ظهرت عبادة الرب من عبادة الأب!!!(هكذا يفتري) وهنا بدأ الدين يظهر وبدأ الضمير!، والشريعة!!، ومن هذه الافتراءات اتخذ العشماوي سبيلا واخترع اسطورة فقال بوضوح انه يتبع فرويد في القول بمصرية موسى وديانته المصرية(زعم!) الا انه مضى يخترع سيناريو اخر واسطورة اخرى وكذلك فعل القمني واحمد عثمان وغيرهم ممن جمعت اقوالهم ومضاهاتهم لمن قبلهم في الاقطاب2، فهؤلاء قلدوا من قبلهم من اهل الافتراءات الاستشراقية والعلمانية وفي مسائل شتى وقضايا مختلفة، والجابري وطيب تيزيني وغيرهما قلدوا ايضا وضاهئوا قول الذي كفروا في افتراءتهم على النبي والنبوة والوحي والرسالة ، ووصلوا في الاتباع لأهواء من قبلهم الى انهم دخلوا في اسم الرسول ،قدحوا فيه،فقالوا كلاما شبيها لكلام بعض المستشرقين، والجابري سيدي نقل منحوتات المفكرين العلمانيين ومصطلحاتهم في مسائل الكون والتكوين وغيرها من مصطلحات تحتها معاني باطلة ذكروها،كما اخبرتك من قبل وراحوا يدللون عليها كما فعل الجابري في مدخل الى القرآن راحوا يدللون عليها بموضوع الاقتباسات المزعومة والمؤثرات الموهومة ورموا بها النبي ، فالمضاهاة انما هي في القول بغير علم مع الاخذ والغرف من اصحاب الاقوال الجاهلة واقوال اهل الكتاب الذي يحركهم او حركهم الهوى وحب الزعامة والحفاظ على اموال اكلوها بالباطل والكذب لتولي رئاسات باطلة ، وغير ذلك من امراض النفوس المزمنة!،وهو مادللت انا عليه بالآيات المتقدمة، التي ذكرت عن من تقدمهم ،ممن شابههم ،هذه الحقائق التاريخية والقلبية، فمصدر معلومات الجابري هو او هي: قلوب خاوية من العلم(الذين لايعلمون) وعقول انحرفت لاسباب شتى،فأصدرت اقوال وتخرصات وروايات وقصص وسيناريوهات خائبة، فمصدر مصادر الجابري ومن ضربت لهم بهم الأمثال انما هو عقول تكونت في ظروف انحراف تاريخ غربي ممتد و فظيع وقلوب كهنة رضوا لانفسهم الكذب وكان هو كسبهم ورزقهم وقد فضحهم الله وفضح اشبههم في القلوب والاقوال والاعمال بألفاظ بلغت الغاية في الاعجاز اللفظي والمعنوي ، فهي بحق معجزة في التصوير والبيان وعلوم النفس والمجتمع!
قال :"أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ"

http://www.tafsir.net/vb/forum17/thread24823-3.html

طارق منينة
09-28-2012, 02:46 PM
صادق جلال العظم حتى العظم بإختصار غير مخل!
كتب العظم بعد هزيمة67 كتابين قام فيهما بنقد مااسماه الفكر الديني، ويقصد الإسلام نفسه، يقول تركي الربيعو ، وهو علماني، ايضا، في كتابه الأرض اليباب عن العظم:" كتب صادق جلال العظم كتابه الذائع الصيت والموسوم ب"نقد الفكر الديني" والذي أراد له أن يكون بيانا إيديولوجيا وعلمانيا وإنقلابيا "(الأرض اليباب، محاكمة الفكر الاسطوري العربي،تركي علي الربيعو، طبعة رياض الريس للكتب والنشر، ط1، لسنة2007 ص57)
وفي (نقد الفكر الديني )كتب يقول ان الدين يتعارض مع العلم والمعرفة العلمية قلبا وقالبا(ص15 من كتابه)يقول تركي الربيعو العلماني الذي تبنى نظريات علمانية حديثة عن العظم :" "فهو يؤكد أن الإسلام والعلم على طرفي نقيض، وأن العلم قد حقق انتصاراته في حربه الطويلة ضد العقلية الدينية ...فالروح العلمي بعيدة عن منطق الدين"(الأرض اليباب ص62) ودلل العظم على ذلك بأمور خائبة وبعض كلمات من هنا وهناك لبعض الكتاب المسلمين محاولا أن يدلف بفكرته المسمومة لعقل القارئ بمقولة أن القرآن والإسلام يتعارضان مع العلم، وماذا يعرف الرجل عن العلم وكلامه كله شتائم وبذاءات وغرور علمي بائس؟
الرجل ماركسي حتى النخاج وإلى الآن فماله وللعلم وقد تجاوزت النظريات الغربية الحديثة نظرية ماركس واعتبرتها ثوب بال او رقعة بالية في ثوب الثقافة الغربية
فأي علم يتكلم عنه الرجل!
لقد تكلم العظم عن آية خلق الجنين (في كتابه"نقد الفكر الديني) ومنها، وبطريقة ملتوية وجاحدة، نفي العلم في القرآن فهل هذا يعقل؟!(وقد سجلت عليه هذا في سلسلة انهيار شرفات الاستشراق، المقال مرفق اسفل مقالنا هذا)
ثم جاءت مصيبته الكبرى في تاريخه كله وتاريخ العلمانية العربية إذ كتب هذا المهرطق كما يسميه أحبابه!، كتب كتابين لم ارى في حياتي مثلهما في الغل الماركس والحقد العلماني والضلال البعيد والخسارة العتيقة، ويبدو انه كتبهما كآخر طلقة ماركسية تخرج بإتجاه الإسلام قبل أن يطوي الله الماركسية في تاريخ الأفكار الظالمة الجاحدة، فهناك بقايا باقية للماركسية الخالدة!،والخلود وعد اطلقوه لأنفسهم، وخيب الله آمالهم وضيع وعودهم الظالمة لهم وللناس جميعا
يقول تركي الربيعو(علماني):" وفي الحقيقة فالذي يستحق الرثاء والسخرية هو العظم نفسه "فقد بشر في"نقد الفكر الديني" بانهيار الموقف الديني وانتصار الأشتراكية والماركسية كإيديولوجيا حداثوية، لكن الأمور سارت بعكس الإتجاه...وكما يرى على حرب في كتابه"أوهام النخبة"،1996"شاهد آخر على إفتقار المثقف العربي إلي الحدس والرؤيا وانحداره إلي نفق الوهم"(ص 69 من الأرض اليباب لتركي ربيعو)
.
كتب العظم كتابه ذهنية التحريم، ولما فزعت العلمانية العربية مما ورد من شتم النبي وهزء به في غير ماحاجة لهم في معركة من هذا النوع، فقد كانوا يتسللون،خُفية، لهدم بطيء مخطط له بينما يؤجلون المعركة الكبيرة الى زمن آخر، لما أفزعتهم الطريقة في الإهانة وهجاء النبي بهذه الصورة الفظيعة كتبوا ردودا عليه، ومالبت الرجل أن ظن أنهم بذلك يمدحونه، إذ اهتموا به، فوضع جل مقالاتهم في كتابه الثاني اي المسمى" مابعد ذهنية التحريم" فرد عليهم ايضا في الكتاب وكان رده على أحدهم ، بكلام معناه اليس أنت من علمتنا أن نقدح في التاريخ النبوي ونقوم بنقد جريء!
ماذا في الكتابين؟
لقد كان ينتصر في الكتابين المخصصين لهجو النبي محمد لسلمان رشدي وروايته الشائنة آيات شيطانية، ويقول ماالمشكلة ان يشتم نبي ويهجوه الناس ويصور في ابشع الصور وترصد له رواية ساخرة منه ومن حريمه ومن النبوة والوحي ، فقديما كتب التنويريون كتابات تهجو الأسفار المقدسة المسيحية، وكتبت مسرحيات ساخرة، وروايات هجائية، حتى تبلورت منهجية هجاء المقدس والهزء بالأنبياء للخروج من واقع بائس وهو مافعله رشدي، هذه هي خلاصة هجائية العظم الإجرامية، وفيها قال كلاما عن زوجات النبي وجبريل فقد صور زوجات النبي في صور شائنة وتخيل الملاك جبرائيل في حالة سكرية هستيرية شتامة!
وهنا اثبت العظم ان دفاعه عن رشدي إنما هو إنتقام من عدم زوال الإسلام على يد الماركسية العلمية كما زعم ووعد وتوعد!
وهو ذاته قد قال انه ينبغي الإنتقام من النبوة والنبي ولو في صورة خيالية وهو ماقام به سلمان رشدي بحسب كلام العظم.
رد على افكار العظم الماركسية كثير من العلمانيين الماركسيين- الذي طوروا الماركسية او اضافوا اليها مذاهب جديدة - وغيرهم ممن يتبنون نظرات اخرى مستقاة من الثقافة الفلسفية الغربية.
العظم حصل على جائزة هولندية كبيرة تقاسمها مع امرأة كاذبة خاطئة ورجع الى بلده محمل بآلاف الإيروهات_الإيرو عملة اوروبية كما لايخفى عليك.
الجائزة منحت له بعد اصدار كتابيه واحتفاء دوائر غربية وشرقية بهما

http://www.tafsir.net/vb/tafsir33218/

طارق منينة
09-28-2012, 02:48 PM
دين فيه خير قريش والعرب، العصور الوسطى المسيحية والحديثة، بقلم طارق منينة
و... "الأساس المشترك للإنكار"

كيف لقريش ان تصف النبي قبل البعثة بالصادق الأمين ثم تنقلب عليه وعلى شخصه صلي الله عليه وسلم لما دعاها الي الله ، فقد طعنت فيه -اللهم الا عقلاء منها أسلموا مبكرا- وعابته ورمته بالجنون والكهانة والسحر ،يقول ابن اسحاق "رموه بالشعر والسحر والكهانة والجنون"السيرة النبوية لابن هشام ،دار الصحابة-ط1 ، 1995ج1ص464)، لقد كانوا يعلمون في أعماق نفوسهم أنه صلي الله عليه وسلم لم يكن جهولا ولاكاذبا فقد كان كما عهدوه منذ الصغر عاقلا صادقا أمينا ، وقد قال أحد كبارهم وهو الطاغية النضر بن الحارث-لإخوانه حتي وهو يواجه الرسول أن محمد كان أرضاهم وأصدقهم وأعظمهم أمانة، هو " أَرْضَاكُمْ فِيكُمْ، وَأَصْدَقَكُمْ حَدِيثًا، وَأَعْظَمَكُمْ أَمَانَةً"(السيرة النبوية ص 377) حتي ان احدهم –"ابو جهل"-قال ايضا بعد أذيته لرسول الله -ماجعل الرسول يدعو عليه وعلي من شاركه في ذلك -"إنصرف ياأبا القاسم فوالله ماكنت جهولا"والحديث رواه أحمد ،والبيهقي في الدلائل، والطبري في تاريخه كلهم من طريق ابن إسحاق وقد صرح ابن إسحاق بالسماع(انظر تخريجه في السيرة النبوية لابن هشام ،طبعة1 دار الصحابة،1995،ج1 ص364) فهو كان يعرف شخصية الرسول ولكنه التمحل والتقلب والطغيان والإستعناء والمكانة المهلكة "كلا إن الإنسان ليطغي أن رآه إستغني" وانه ليبدو لي أن الإنقلاب غير مبرر ، إنقلاب قيادات قريش علي الرسول إنما هو عادة سيئة منحطة وسنة طاغوتية مسرفة في الكذب والبهتان والتعالي، وهي تنتشر في الأمم والجماعات والأفراد كلما إنحطت المجتمعات وطغت القيادات ، وقد تكون أسبابها الأولية إسراف مالي واستحواذ على الثروة أو انحرافات أخلاقية أو أهواء متنامية.
كلنا يعرف واقعة اليهود مع سيدهم وكيف كشف الرسول تقلبات أمزجتهم الطاغية بمثال واقعي!، اذ سألهم عن سيدهم عبد الله بن سلام فقالوا سيدنا وابن سيدنا ثم فاجأهم بسيدهم واسلامه بعد ان حكموا عليه حكما منصفا مجردا! فإنقلبوا عليه في نفس اللحظة التي مدحوه فيها بقوة وهو مازال معهم ،او بالأحرى إنقلبوا عليه في لحظة لاحقة بعد أن عرفوا بإنتقاله إلى الإسلام وتصديقه للرسول محمد، فعكسوا الصفات وقلبوا الأخلاق والأمانات وغيروا الشخصية وقلبوا الحسنات سيئات وكأنهم يتكلمون عن شخص آخر! فقالوا شرنا وابن شرنا! ،وهكذا فعلت قريش مع النبي في مكة.
روي البخاري من حديث حميد عن أنس في قصة إسلام الصحابي الجليل عبد الله بن سلام ".....إن اليهود قوم بهت، وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني ، فجاءت اليهودإليه ، فقال : أي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟ قالوا خيرنا وابن خيرنا ، سيدنا ، وابن سيدنا ، قال: ؟ أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام قالوا أعاذه الله من ذلك ، فخرج عبد الله فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ، قالوا : شرنا وابن شرنا . وانتقصوه، قال : هذا الذي كنت أخاف يا رسول الله. "
لم يقف الهوي بقريش عند هذه الإتهامات الطائشة والتي سيتلقفها العلمانيون والمستشرقون لاحقا لإقامة سيناريوهات مزيفة ، من نتف يملئها الهوى . وعلى كل فقادة قريش المتعجرفون لم يكونوا على شيء من الجدية في كثير من سخافاتهم النقدية أو الحوارية أو التهكمية التي أطلقوها لا إتهاما للرسول في الحقيقة وإنما تكذيبا للوحي الذي فيه خيرهم وخير العالم من الناحية المادية والروحية، وغفلة عن الأخرة والحساب العسير لما إقترفوه في الدنيا من استعباد وإذلال للخلق وعدم العدل وتحكيم الهوى.
والآيات التالية تعرض حقيقة هذه النفسية (الدهرية/العلمانية/الإستشراقية)وتفضح ميولها وإرادتها وبنيتها النفسية وسبب رفضها ومصدر حنقها وتشابه قلوبها وتشكيلتها النفسية ، قال تعالي "قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون"(سورة الأنعام: آية 33) فلو اختير غير النبي ممن يأمنونه ويحبونه لنفس الأمر ونفس الرسالة لجحدوه ولطعنوا فيه فالأمرلايتعلق بالنبي ولكن بالنبوة وحقيقة ماجاءت به وعدل رسالتها الإسلامية بين البشر ومساواتها بين الناس. والعيب ليس في المرسل من الله وإنما في طائفة ظالمة تشابهت أصولها النفسية علي مر العصور ، تقول كارين آرمسترونح -وهي مستشرقة معاصرة- كاشفة عن نفسية الغربيين الذين شوهوا حقيقة دعوة النبي واخترعوا أساطير كاذبة " إن هذه الأساطير تكشف عن إضطراب غير صحي ، وعن مرض في النفسية الغربية"( كتابها "الإسلام في مرآة الغرب، محاولة جديدة في فهم الإسلام، ترجمة محمد الجورا ،دار الحصاد-دمشق ط2،2002 ص30) وتعلل بأنه "الحقد القديم"(ص33) ودافع الكراهية ،ويقول مزنتجمري وات "إن تشويه صورة الإسلام كان أمرا ضروريا للأوروبيين لكي يعوضوا عن هذا الشعور بالنقص"(أثر الحضارة الإسلامية علي أوروبا ص 160) والغريب أن وات وكارين مع مكسيم رودنسون ذهبوا الي افكار مادية وحداثية في تفسير الوحي وتاريخ النبي فضلوا فيه وأضلوا به! ..ولذلك يمكنني أن أقول ان الوهم والتوهم الذي رسخته الترسانة اللاشعورية للإستشراق والمستنفده تاريخيا لم يعد لها بصيغتها القديمة فاعلية إلا بقدر إدماجها في المنظومة العلمانية التي تحول التهم القديمة إلي قوة دفع بعد تمريرها في الجديد من الأساطير الحداثية والتفسيرات المادية فغاية هؤلاء مقابلة فاسد قديمهم بجديدهم وكما قال ابن تيمية عن هذا الطريق"..لاحصل لهؤلاء نور الهدي ولا لأولئك وإنما يحصل النور والهدي بأن يقابل الفاسد بالصالح والباطل بالحق،..والضلال بالهدي والكذب بالصدق (درء تعارض العقل والنقل،طبعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1991م(1/376).فهذا التردي والجحود بآيات الله وذلك الإستكبار المتمكن من العقول والنفوس ، وهذا الإخفاق والعجز الواضح في الفكر والإرادة والحكم العادل المنصف–مهما إحتجوا بظاهر من الحياة الدنيا فهم لم يحيطوا بالظواهر كلها ولم ينتهوا الي نتيحة عقلية كلية –فضلا عن انهم حرفوا وأخفوا أمور ضرورية في المقارنة والحكم –مع التهافت علي المراكز والسعي إلى مكانة اجتماعية او اقتصادية اوشخصية أدى ذلك أو بعضه الي الضلال البعيد والإنكار البائس و الوقوع في أسر نظريات خاطئة او غضب منحط الأعمال والأقوال والأفعال، ماأوقعهم في الضلال البعيد ، ذلك أن فضل رسالة الرسول على البشرية إلى اليوم عظيم فلم تتوجه البشرية هذه الوجهة العلمية في النظر للكون وقوانينه والأسباب وفاعليتها في الآفاق الا بعد أن جاء القرآن وأدار التاريخ من جديد إلى وجهته الصحيحة بعد ان غرق في متاهات الضلالات وخلل الخيالات والأهواء ، قال تعالي " افترى على الله كذبا ام به جنة بل الذين لا يؤمنون بالاخرة في العذاب والضلال البعيد "(سورة سبأ: آية 8) وقال " ... فالذين لا يؤمنون بالاخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون" (سورة النحل: آية 22) " ذلك بانهم استحبوا الحياة الدنيا على الاخرة وان الله لا يهدي القوم الكافرين"( سورة النحل: آية 107)" ومن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى واضل سبيلا "(سورة الإسراء: آية 72)" بل إدارك علمهم في الاخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون "( سورة النمل: آية 66) " كلا بل لا يخافون الاخرة"( سورة المدثر: آية 53) "بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون ولو إتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن بل آتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون"(المؤمنون:71)
لقد جاء النبي بالدين والحضارة ، والعلم والعقل المنير، وحقائق الكون والتاريخ والإنسان، واستفاد من رسالته الشرق والغرب، الشمال والجنوب، في المادة والروح، في القانون والحياة.

المصدر: http://www.tafsir.net/vb/tafsir33346/#ixzz27lRYnB7N

طارق منينة
09-28-2012, 02:52 PM
هل ذنب الإسلام-لو صح التعبير وهو ايضا على اية حال تعبير غير صحيح- أنه هو من فتح مرحلة العلم التجريبي بأصوله العقلية والعلمية لفحص الكون والإستفادة منه عمرانيا وإنسانيا بل وعقليا، هل ذنبه ان نتائج العلوم الحديثة في عالم العلوم الطبيعية والكونية والطبية جاءت بعد ان ولج (المسلمون) بابا فتحه القرآن ولم تفتحه اليونانية ولا المسيحية ولا اليهودية ولا الحضارات القديمة وان كان فيها آثارا باهتة من نظريات وبحوث أو إنجازات علمية ذهبت مع السرية، بذهاب كهنوتها، وحضارتنا مجانية!،أو لم تنطلق من منهاج شامل في منظومة مؤسسية بنصوص مشكلة عامة وللعامة!
ان الباب الذي فتحه القرآن لولوج عالم الإسباب والتجريب والملاحظة وتكرار الملاحظة والتجريب واستخلاص قوانين عامة او خاصة، مع نفي عبادة الأسباب وإثبات توحيد الله (بحيث صار روح أمة كاملة ومدخل وحيد لدخولها التاريخ بصيغة عبادة مختلفة عن الوثنيات والكتابيات والحضارات!) هو الذي أدى بعلوم الغرب أن تنتعش وتزداد دقة ودهشة-فعلوم الغرب التقنية دخلت-ولابد-!- من نفس الباب الذي افتتحه القرآن ووضع اساساته لو صح التعبير!،
... لان لحمته ممتدة بمتانة إلى نصوص الفتح القرآني لا اليوناني ولا المسيحي ولا اليهودي والا فقل لي بالله عليك لماذا لم تنتج الإمبراطورية الفارسية او المسيحية البيزنطية حضارة علمية تستفيد منها أوروبا مثلا بحيث تفضحنا علومنا الخيالية واساطيرنا التي لاتقدم ولا تؤخر حتى جاء الغرب ليقول لنا: ليس لكم من الأمر شيء، ولو كان الأمر كذلك فلربما كان لنا كلام آخر ولكن رسالة الإسلام كانت رحمة عامة، وهي ليست روحانية هندية ولا مسيحية ولا وثنية وانما هي رحمة تجمع بين الروح والمادة، الدنيا والآخرة، حقوق الله وحقوق الإنسان، الشريعة والشعيرة أو الشرائع والشعائر، العلم والعبادة، العقل والوجدان.
فحضارتنا ليست هي بالمادية الدنيوية ولا بالروحية الآخروية، ليست هي مادية اليهودية ولا آخروية المسيحية، فالأولى تغرق في الشعائر الجامدة وحب الدنيا مع الإعراض عن تعميرها ، والمسيحية أخروية لاتهتم بالدنيا ومافيها.
ان الإسلام جاء لتعمير المادة بالروح ومساندة الروح بالمادة، ولذلك بعث الإنسان خليفة في الأرض وبعث الرسل لدعمه بشرائع وشعائر لقيام حياته على الجادة وعلى الإيمان الحقيقي بالله ولسعادته في الدنيا والآخرة ولتذكيره بالله ولإعادته إلى العدل والحق والعلم والعبادة.
انا لااتكلم فقط عن ايمان -كفر، ثنائية يبغضها العلمانيون، ولكن أتكلم عن ثنائية العلم - غياب العلم، او الضلال عنه!
المصدر: http://www.tafsir.net/vb/tafsir33218/#ixzz27lS8AYmK
ان أعظم ثنائيات الإيمان والكفر/ والدنيا والآخرة، هي الأصل-بتشريعها في الاسلام- لكل أصل وفصل،وهي من قضت ب (لاإكراه في الدين)!
اما القيم المثالية فليس عندنا في الإسلام قيم بالمعنى الهائم الذي لايتحقق في الواقع ويسمونه مثالية!
ذلك ان الإسلام وهو يدعو للمعالي لايخرجك من الأرض والشهود الأرضي ، فلاتنسى نصيبك من الدنيا ، ومن لم يتزوج ويفطر وينام فليس من أمة الإسلام فلا رهبانية مثالية-في عقل اصحابها- تؤدي إلى الفواحش والإنحراف، ولا واقعية تنزع الإيمان من صدور الناس!
اننا أمة وسط، ولذلك أخبرتك أن ثنائية الإيمان والكفر لاتمنع من ثنائية الدنيا والآخرة بل الآخرة عندنا تفتحك ولابد على الدنيا فديننا لايطلق الدنيا ولكن يتزوجها بالثلاثة ويعقد معا رباط ابدي لاطلاق فيه (الإيمان- المدنية- الشريعة) فبلاإيمان وتفرقة بين الحق واالباطل(وهي ثنائية الإيمان والكفر) لاتنفع دنيا ولا دين!، وبالمدنية يرتقي الإنسان، وتذكر ماذا فعل الإسلام بالعرب وغيرهم فهو من أنشأ بهم أعظم وأشمل مدنية في التاريخ، مدنية تجمع بين الدين والدنيا، المادة والروح، الإنسان والأخلاق، العلم والعمل، الإنسان والكون، وبغير الشريعة لاتقوم للناس حياة طيبة.
انها ثنائيات الواقع لا المثال الذي لايتحقق، أو بالأحرى إنها المثالية التي تتحقق ولايكلف الله نفس الا وسعها، وقد وسع الأمة حضارة ممتدة في التاريخ والعمران، فهي حضارة الإنسان بحق.
أما تضخيم الحضارة الإسلامية وتهميش الحضارات الأخرى فهذا مالم أفعله، لكن وقع الكلمات شديد على النفوس، النفوس التي تشكلت في أتون الفكرة الغربية، او لدغت من سمومها، فلاينكر عاقل فضل حضارة الإسلام على الغرب-مونتجمري وات، اسم كتاب له، ولاشمس الله التي سطعت على الغرب، اسم كتاب لهونكه،لاينكر احد ذلك ولاان الإسلام هو الذي افتتح أم الحضارات-من بعدها عيال عليها- ومبلغ المدنيات وبقيم وأخلاق وعلوم متكاملة ومختلفة
لاننكر انتاج الحضارة الفرعونية من ناحية التقنية لكنها ياسيدي تقنية اختلطت بالسحر والكهانة والأسرار والوثنية ولم تدفع علومها للأرض مجانا وكيف تفعل وقد استعبدت اهلها وشعبها، وبخلت بالتي قدرت!، ثم اختفت الحضارة الوثنية مع كهنتها وأسرارها الخاصة كلها، اما اليونان فكانت هائمة في نظريات مثالية -ومن مثاليتها وطوباويتها احتقار المرأة عند اعظم فلاسفتها..وهلم جرا- وعامة افكارها حتى العلمية منها تجريدية اللهم الا بعض الأفكار العملية العلمية الخاصة ليس بمجمل الفكر والشعب ولكن بأفراد قلائل استثناء في الحضارة اليونانية ولهم منافع للناس في بعض انتاجهم التجريبي الذي لما فحصه المسلمون أصلحوه وقوموه ونقدوه وعدلوه وكانوا شهداء على الناس!
اما اليهودية فقعدت في الأرض قرونا ولم تنتج حضارة والذين انتجوا فيها انتجوا في ظل مناهج المسلمين العلمية وهم من نقل الترجمات في كافة العلوم التي انتجها المسلمون إلى الغرب ومن هنا تغير الغرب بمحمد، رسولك سيدي!
المحمود سيدي ، نعم لم يتغيروا ليكونوا مسلمين، وربما ود بعضهم أن يكونوا كذلك في عز حضارتنا، ولكن تغيروا بالوجهة الإسلامية والسفينة المتوجهة نحو الكون، ولم يغرقوا بسفينة الإسلام التي خاضت بهم بحار العلم، والذي اغرقهم او يغرقهم هو العقل الذي تحرر من الإيمان والقيم التي كانت محركة للمسلمين في عز وأوج حضارتهم!
لاننكر فضل الحضارة الغربية من ناحية التكنولوجيا على العالم فقد سهلت للناس امور عظيمة ولكن ياترى من اساتذتهم الذين وضعوهم على هذا الطريق وسلموهم مفاتيح العلوم وهل ولد الغرب العلمي الا من ارحام المسلمين ومن اللوح العلمي المحفوظ، اما الغرب القيمي والأخلاقي فليس من انتاج االعلم الإسلامي وانما بعضه منه، مايرتبط منه بأخلاق العلوم او نضج العقول مثل أخلاق الأطباء واساتذة الجامعات وغيرهم..الخ ومثل ماكان عليه اتجاه العقل تجاه الكنيسة واسفارها المقدسة ومنهجية العلوم التي انشأها العقل الإسلامي واعترف به علماء الغرب الألولون -وبعضهم اخفى مصدر علمه بل مصدر اقتباسه او نبعه، وقليل من الأخرين!...
واكثره من أخلاق الرومان واليونان في استعباد الأمم وحيازة القوة والاستعمار والإستغراق في الشهوات والعري والإباحية مانتج عنه ضياع الفرد والروح والإنسان الذي مات واعلنوا هم الحداد عليه!
ياسيدي ليس هناك من تضخيم ولكن لأن المعنى الأصلي محجوب صار بصيص منه حريق مخيف والحقيقة مؤلمة لمن لم ينشأ عليها، والعلمانيين-ولم اقل انك منهم- عندما يسمعون كلامنا فكأن أصابهم مس من الجن واذا سمعوا القرآن اشمأزت قلوبهم من الحقد والبغض غير المبرر، وزيادة -فعلوا-من استغشاء ثيابهم ووضع اصابعهم على آذانهم أو إذ تجرأ بعضهم اعلن الحرب والكذب والإفتراء .. الحقيقة مرة... مع ان النظر فيها بحياد، جماعات وفرادى، يجعلها طيبة كالشجرة الطيبة والنخلة المنتجة والرحمة الشابغة والسكينة الجميلة.

المصدر: http://www.tafsir.net/vb/tafsir33218/#ixzz27lSP01Uz

طارق منينة
09-29-2012, 04:56 AM
يلاحظ ان البعض يميل إلى رؤية التأسيس الحضارية في عالم الاسلام بداية من حركة الواقع المادي في المرحلة الثانية لو صح التعبير (ويغفلون محرك هذه الحركة ودافعها!) من مراحل إنشاء الحضارة الاسلامية العلمية القيمية،(مرحلة عملية التعريب ووضع المناهج في كافة العلوم في منتصف العهد الأموي) مع ان هذا الواقع لم يكن ماديا صرفا وانما كان الاسلام هو صانعه ومؤسسه، البعض كما يبدو يثمن عرض مرحلة النمو الحضارى والاطراد فيه بعد حركة الترجمة وكأن الترجمة هي التي صنعت الحضارة وأن اليونان هم أساس حضارتنا ، لكنك لو تنبهوا لعلموا أن الأمر ليس كذلك فالترجمة جاءت في مرحلة الاستقرار ونبش تراث الأمم وتقويمه ووضع الرأي فيه من نواح كثيرة ومعلوم أن الأمة ككل لم تتأثر بالفكر الأرسطى أو الإغريقي وانما نقدته ونقدت علميا النظريات المسماة علمية وذلك لايكون-سواء في فترة المأمون او مابعدها- الا وعلى خلفية ورؤية مأخوذة من مصدر آخر وأصيل، فماهو هذا المصدر؟
انه القرآن والدفعة الحضارية والعلمية والنفسية التي بناها في النفوس .
كان لابد من الإستقرار والتوسع ودخول المراكز الحضارية وإنشاء بديل لها من خلال الرؤية الإسلامية،والقيم والمعارف الاسلامية، وهذا هو ماحدث بالضبط، فبعد الإنتهاء من الخصومات الأولى، المعيقة،(بعد ذلك كانت عوائق الفرق كالخوارج وكانوا عائق مادي في طريق التوسع والتحرير)والإستيلاء على تراث اعظم امبراطوريتين وفتح الباب العلمي القرآني ومعه الروح الإيمانية والأخلاقية القرآنية لكافة تلك الشعوب من آمن منها ومن لم يؤمن، تحت ظل السلطة العليا للإسلام والسلطة الروحية والتشريعية فيه، مع وصول التجارة الإسلامية لمراحل نمو كبيرة ، كل ذلك، وهو من الأسباب التي يعتبرها المسلمون حجر زاوية في إنشاء الحضارة بالضبط كما الغيب القرآني والنص القرآني والوحي الرباني الذي أسس لكل ذلك معا، بيد أن كثير من العلمانيين يحبون أن يغفلون أثر العلوم والمعارف والقيم القرآنية العلمية والمنهجية، القيمية والأخلاقية، على حركة الإنشاء التي دشنها المسلمون رويدا، وفي ظل استقرار وتوسع جغرافي وثقافي ونقدي ، لايكتفي فقط بالنقد للكتب المقدسة كما يتبادر لأول وهلة من الإطلاع السريع على سور القرآن ولكن نقد رؤى الأمم في نظرتها للكون وأسبابه، انطلاقا من رؤية القرآن للكون وفتوحاته عن السموات والأرض والتعريف بأنها مسخرة للإنسان وهو المدعو قرآنيا للإطلاع على آفاقها، والبحث في قوانينها، جميعا، والمشي في الأرض والنظر في آياتها، كل ذلك يغفله العلمانيون واشباههم لانها أمور لاتُرى فقد طمست البصائر التي تريد غالبا أن تفسر حركة التاريخ في نظاق حركة الواقع وتطور المجتمع، ومايدرون أن واقعا جديدا أسسه القرآن وانشأه النبي من خلال الوحي كله، مع التقدم على الأرض وعزل العوائق المادية والخرافية من أمام انسياح الإسلام حتى توسعت الأمة وصار لها كيان عالمي كما طالب-ايضا- الإٍسلام.
ان هذا البعض لايريد ان يرى أن ترى هذه العوامل التأسيسية وربما يظنون ان التأسيس جاء من المعتزلة واليونان والترجمات، مع أن الأمة لم تكن كلها معتزلة، ولم تكن في عقودها وقرونها المزدهرة على مذاهب الفلاسفة او المتفلسفة، وانما كانت على الإسلام وإن شارك في الحركة العلمية متفلسفة او نصارى او يهود او حتى مجوس وعباد نار!
فقد تحركوا بحركة الأمة ومقوماتها المنشئة لها، وإن انتسبوا او بعضهم لغير الإسلام، وإن تأثر بعضهم بفكر يونان أو غيرها.
لايمكن ان تكون بغداد والقاهرة والاندلس في ثمانية قرون يونانية العلم او ارسطية الفكر مثلا وانما كانت أمة اسلامية في كافة مجالاتها وإن قصرت في امور ، فالدفعة الحضارية والقيم الإسلامية كانت هي الإطار والمنهج.
لقد تغير العالم بظهور الإسلام، هذه حقيقة مادية وواقعية ، ملموسة ومحسوسة ومدروسة ولكن أكثر الناس لايعلمون.

المصدر: http://www.tafsir.net/vb/tafsir33218/#ixzz27os6MS50
كنا قد وضعنا نصا هاما للعلامة عماد الدين خليل وتم التعقيب عليه فكان ماتقدم ردنا على التعقيب وهنا اضع نص الدكتور لانه مساعد على الفهم وفريد
يقول في كتابه مدخل إلى الحضارة الإسلامية :" لعل هناك من يتساءل عن الأسباب التي جعلت بدايات الفعل الحضاري الإسلامي تتأخر لعدة قرون، الأمر الذي دفع القيادة الراشدة إلى إستعارة بعض المفردات الإدارية والفنية من الفرس والروم، بل حتى قبول اللغات السائدة في البيئات المفتوحة ، في العديد من تلك الأنشطة. إذ لم يتم الانتقال إلأى مرحلة تجاوز النقل المباشر والإعتماد على الآخر، وتشكيل الخصوصيات الحضارية إلا في منتصف العصر الأموي حيث تمت عملية التعريب المعروفة في سياقي الإدارة والمال، وحيث تشكلت النوبات الأولى للأنشطة المعرفية الإنسانية في مجال اللغة والتاريخ والجغرافيا والآداب والفنون وبعض حلقات العلوم الصرفة، فضلا عن علوم القرآن والحديث والفقه.
ولكن ليس من السهولة التسليم بمقولة كهذه. صحيح أن بدايات الفعل الحضاري بمفهومه التنفيذي قد تأخرت بعض الشيء ، ربما بسبب وجود أولويات جعلت إهتمام المسلمين الأولى، وبناء الدولة منذ بدايات العهد المدني وإقامة الوحدة في أخريات هذا العصر، والدفاع عنها ضد تحديات الردة في بدايات العصر الراشدي، ثم الفتوحات الإسلامية عبر هذا العصر الذي اخترقته الفتنة ، أو الحرب الأهلية، لعدة سنوات، ثم مالبثت الأمة أن استأنفت الحركة في أعقاب الجماعة(41ه)وقيادة الدولة الأموية"(مدخل إلى الحضارة الإسلامية للدكتور عماد الدين خليل ، الدار العربية للعلوم والنشر، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى 2005م،ص55)


المصدر: http://www.tafsir.net/vb/tafsir33218/#ixzz27ouG6J6W

طارق منينة
09-30-2012, 10:16 AM
نحن كمسلمون لانهتم بالماضي فقط بل إن الماضي الذي لي انما هو المستقبل الذي هو للبشرية وحتى لا نُفهم بصورة خاطئة فإن الماضي الإسلامي يدعوني لولوج المستقبل بالمبادئ الإسلامية والشريعة الربانية التي فتحت المجال الواسع، والواسع جدا للعقل ليسيح في الأرض ،يدرس ويلاحظ ويفكر تفكيرا علميا-وليستخرج ذخائرها وكنوزها وينقب عن اسبابها وسننها ، بل إن هذا الماضي فتحني -ولم يغلق علي باب الارض والسماء-ليس على ذخائر الأرض وآفاقها فقط، ولكن دفعني على دراسة الكون وقوانينه التي أودعها الله فيه، على إختلاف موازينها في نواحي الكون الغائرة العميقة.

إن آيات القرآن تدعوني للمستقبل والإنشغال به حتى مستقبلي في الجنة التي وعد الله بها المؤمنين، هكذا هو المستقبل ، إنه ممتد افقيا ورأسيا من النبوة إلى العقل المنفتح على الكون والحياة والإنسان، وأفقيا من الأرض إلى السماء، في نظر مستمر، ودراسة مستمرة منطلقة من الماضي المجيد لتصنع مستقبل مجيد ايضا.

إن أسلامنا على العكس مما يتصوره العلمانيون ،إنما هو إنفتاح على الكون، وعلى المستقبل، لصناعة إنسان فاضل، متحرك بالعلم والعقل، ناظرا إلى النموذج الأعلى من الماضي، بل مفتخرا بأن ماضيه مستقبلي دائما ومستقبله يدع خلفه ماض مجيد، في حركة مفتوحة على الكون والإنسان، ولكن في عبودية تامة لله وحده نازعا الربوبية عن الأسباب والعقول والأصنام والأفكار المصنوعة.(هذه هي عقيدتنا التي يهينوها بتهمة الإنغلاق!

إن إسلامنا يأمرنا بالمستقبل والنظر إليه، بل يأمرنا بصناعة المستقبل كما صنع أجدادنا مستقبل اعترف به الغربيون بل وزعموا بحق أنهم مدينون له!

الإسلام ترك مساحة ضخمة للعقل ليجتهد في امور الدنيا وامور الكون وحتى امور الدين فهناك مسائل كبيرة ومهمة من ديننا اختلف فيها علماء الأمة ولم يهابوا الإجتهاد طالما عندهم عدته، حتى وضعوا مبادئ اصول الفقه وفقهوا مقاصد الإسلام وبلوروها في ادبيات نفتخر بها كالرسالة للشافعي والمقدمة لابن خلدون وموسوعة الشاطبي في الموافقات واعلام الموقعين لابن القيم وغيرها كثير

اما في الدنيا فمأمور أنت كمسلم ب تطوريها وتنميتها والإهتمام بها ومن الإهتمام بها الإهتمام بأسباب الحياة ورقي الإنسان ككل ومحاولة تيسسير اموره ومعالجة شؤونه، وهو مافعله علماء الأمة في كافة مجالات الحياة لصناعة مستقبل افضل للبشرية كلها فكانت صناعة الطب والدواء، والصيدلة والكيمياء، والكتاب والمكتبات، والرياضيات والفيزياء، وحتى الفلك وتسمية النجوم واكتشاف الكون بحسب أزمانهم، بل السعي في الأرض لقياس الأرض جغرافيا القارات وجغرافيا الإنسان وللبيروني في ذلك وغيره السبق في مجالات كثيرة .

فهل هؤلاء الذين هم من الماضي انتهوا وضاعت اعمالهم ام انك لابد ان تتخذهم مثالا، أي أن الإهتمام بالماضي محرض على الإهتمام بالحاضر، إن الإهتمام بالماضي لايعني تجاوزه كما تطلب مني!، بل إنه الإنطلاق به في اسلامنا لانه يعني الحاضر والمستقبل والدنيا والآخرة.

ثم الفلسفة التي يهتم بها العلمانيين، أو يأتمون بها ويتعبدون لأصنامها، أو ليست هي ماضي الأمم (!) التي تعلمت-اي الامم!- من ماضينا وتقدمت، فلماذا تبخل علينا بأن نتخذ علماؤنا نماذح عليا للتقدم.

ويذهبون للتمتع والعيش بفلسفة ماضوية للآخرين، وفيها المنقوضة والنطيحة والموقوذة وماأكل السبع وحتى فلسفات الحاضر فيها مافيها، وفلسفات القرن العشرين ماض!، بل نقضوها فلاسفتهم الجدد، بل حقروها، ولو شئت لآتيت لك بنماذج عجيبة

لقد صوروا لنا ماضينا على انه ماضيهم في عصورهم الوسطى المظلمة وهم يعلمون ان ماضينا مشرق دافع لصناعة مستقبل مازال يعيقه استعمارهم وماضيهم القابع في نفوسهم، ويعيق تقدمه جهل علماني وجهل صنعوه لشعوبنا حتى لاتتقدم، ونحن نحارب على الجبهات يأتي العلماني او الليبرالي او المفتون ويقول بقولهم او بقول قريب من قولهم.

و يقول احد هؤلاء انه مهتم بالفسفة وليس مهتم بماضي الأمة الفقهي والعلمي والعقلي.

وانا ايضا مهتم بها، قرأت فوكو ودريدا وريكور وجاديمر، ونقد مدرسة فرانكفورت للحداثة وقرأت مدرسة الحوليات الفرنسية وقرأت ستراوش وكلود كوهين وبورديو

لكنني اعلم بالمقارنة ان المستقبل بين يدي هؤلاء ضائع اليس احدهم من قال ان الانسان قد مات بل وضاع-منهم وبهم!- المعنى في التأويلات فمات المؤلف ايضا، فلم يبق الا العظام وحروف ضائعة بين يدي الفلاسفة المؤولون الجدد، بعد ان فككوا المعنى لما صح تاريخيا ومالم يصح ، لما صح معرفيا ومالم يصح!

لم يبق الا العلم التجريبي-عند الغرب- وبعض النظم المنظمة لحياة الإنسان كبهيمة مشيئة، صار الإنسان شيء ضائع كما قالت مدرسة النقد الفرانكفونية الالمانية ، ماذا بقى للفلسفة وماذا بقى من المعنى ، اكتب اليه وانا اعيش لاكثر من ربع قرن في اوروبا، هولندا تحديدا، وارى مالاتراه مما لايخطر على قلب بشر!

لو ذكرته هنا لنشرتُ الفواحش ولو عرضته امامك لنفرت نفسك

وليس معنى هذا ان الفلسفة كلها شر وان الحضارة الغربية كلها شر، وإلا تناقضنا مع انفسنا ،ذلك ان فيها من دين محمد رسول الله مالله به عليم، فيها من عقل وانوار الإسلام مايسر لهم حياتهم

بل فيها ايضا من انتاج علماء الغرب العلمي ماينفع الارض وهم ممدوحون عليه، ونحن لاننكر الخير الذي قدموه للبشرية وكيف ننكره وقد اسسوه على مبادئ الإندلس، وقيم غرناطة، وعلوم قرطبة، وروح بغداد، ونفحة القاهرة، ونفائس صقلية، وذخائر الشام وعلماء الهند والقوقاز وتركيا، علماء الطبيعة والفقة، علماء الروح والمادة، علماء الإنسان والوحي.

هذا هو سر تقدمنا الذي يلهمنا العودة الى الماضي للمستقبل اما الانغلاق على الماضي فليس عندنا اصلا دين يغلقنا على الماضي ذلك ان من اصول ماضينا هو النظر الدائم للمستقبل وصناعة المستقبل والحياة في المستقبل أما أصول المسيحية فتغلقهم على ماضي الصلب والفدية، وملكوت ليس على الأرض وحياة أُخروية لانفع فيها للأرض ، هذا هو الماضي المنغلق الذي ينسبونه ظلما للاسلام، والإسلام برئ من قيم تغلق الإنسان على ماض منغلق، الإسلام أيها السادة، مفتوح دائما على المستقبل، وذلك حتى يأتيك اليقين اي الموت وبعده مستقبل زاهر لمن صنع مستقبل مؤمن بالاسلام صانع الحضارة ومؤسس قيمها العليا

فلله الحمد والمنة

واخيرا

فإن الماضي الإسلامي هو مستمر حتى في حاضر الغرب ذلك انه من وضع القواعد الأساسية لإنطلاقة كل مستقبل وحاضر على أن يتوازن بميزان قيمي انساني أخلاقي منضبط.

المصدر: http://www.tafsir.net/vb/tafsir33218/#ixzz27w28TWWy

طارق منينة
09-30-2012, 12:26 PM
في الحقيقة هناك مشكلة كبيرة عند العلمانيين والمهتمين بالفلسفة ونظائرهم فهم يطالبوننا بالأدلة والحقائق العلمية والتاريخية والوقائع المحسوسة في التاريخ المادي فإذا أتينا لهم بها ارهبونا بالقول بأننا نقوم بالتبجيل!

ثم يرموننا مرة أخرى بأننا غارقون في الاسطورة وأن الأصولية الإسلامية اصولية غير برهانية، بل اصولية منغلقة على عقائد منغلقة!

وإذا قلنا لهم هاكم فلاسفتكم وخلل ماقدموه للبشرية ومادفعوا البشرية اليه قالوا لنا هكذا رؤيتكم سوداء في النظر في علم الآخرين

واذا قلنا لهم نحن لانحتقر الفلسفة كلها وأن مافيها من ضرر اعظم مما فيها من نفع، واذا جئنا لهم بالنقد العلمي الذي قدمه بعض فلاسفتهم لنظريات أقامت حروبا عالمية وعزلت الروح الديني عن الحياة المادية، وطردت الدين من الحياة، قالوا لنا أنتم تقومون بنقض وليس نقد!

مع أن من نقد-من الداخل بعد معاناة وآلام ومصائب!- هم فلاسفة النقض الغربي!

ونحن ننقد من خلال رؤيتنا للمشاهد الدرامية الفكرية والفلسفية في عالم الغرب

وهذا الكلام ايضا ليس كلامنا وحده انما هو كلام مدارس فلسفية حديثة اخبرناكم عن بعضها مثل نقد المدرسة الألمانية الحديثة لفكر الحداثة والأضرار التي جلبتها للبشرية، وفي كل عصر يقيم- من التقييم- بعض فلاسفتهم السابق من الفلسفة والأوضاع فيظهرون الفكرة الفلسفية القديمة-وتداعياتها واقفة على رأسها(كما قال ماركس عن فلسفة هيجل) مع أن ماركس نفسه دمر الحقائق واختزل الواقع وفسر الكون تفسيرا أحاديا أفسد المعنى والمبنى!

فمتي يفقهون هذا؟

انهم فقط يسلطون السنتهم على علماء الأمة ويصورونهم بأنهم جهلة ومنغلقون وليس فيهم من يفقه الواقع والحياة والمستقبل!

ويأتي تلامذتهم او المتأثرون بأفكارهم او بعض منها فيرمون الأمة كلها بالجهل، وذلك من بداية عصر النبوة الرشيدة الى يومنا هذا.

ويخفون النور الذي جاء به الإسلام وماأسسه في التاريخ ومنظومة العلم وواقع الناس والحضارة الزاهية التي أنشأها المسلمون
واخيرا اعرض قول نيتشه في كتابه عدو المسيح عن حضارة الاسلام ونموذجها الاثير! (والكلام موجه لهاشم صالح والمقبور محمد اركون وتلاميذهما!!!!!!
انه يقول ان حضارة الاندلس (العالم الغرائبي لحضارة العرب في اسبانيا)اقرب اليه من اليونان والرومان والتي تتناسب مع شعورنا وذوقنا ، واضاف ان الكنيسة حرمتنا من ثمار حضارة الاسلام !!!!!!!!!!!!!!!!!(ص179) ومن قبل قال ان المسلمين هم من علموا اوروبا النظافة ومدح فيلسوف القوة قرطبة(نفس الكتاب ص65) وكيف ان الكنيسة تقاوم حتى النظافة باغلاقها حمامات قرطبة بعد طرد المسلمين ,ويقول ان الإسلام لدى احتقاره للمسيحية يمتلك الف حق(اه نيتشه إنغلق !!)(يبدو ان نيتشه مبجل مثلي سيد احمد، فعلى الأقل هو فيلسوف وانا بائع فجل!)(انظر ص 65)
انظر ص179 من كتابه عدو المسيح او مايسمى احيانا المسيح الدجال
قال ايضا ان الاسلام يتطلب الرجال(انها كلمة نبتشه في ص179) وليست كلمتي!
وهذا هو الرابط لكتاب نيتشه نفسه لتنظر ايها القارئ كلام المبجل نيتشه!!!!
حتى لايظن انني ناقل من كتاب آخر!
هاهو بدون وسيط!

http://www.4shared.com/office/He551yIg/___online.htm

المصدر: http://www.tafsir.net/vb/tafsir33218/#ixzz27wYVOcJx

مجرّد إنسان
09-30-2012, 12:58 PM
حمداً لله على السلامة

طارق منينة
10-01-2012, 10:26 AM
بارك الله فيك اخي مجرد انسان كبير ان شاء الله

طارق منينة
10-05-2012, 02:11 PM
....ان ماركس قال عن هيجل انه واقف على رأسه فماذا يعني هذا هل ماركس كان يرى هيجل في الاولومبيات يمارس لعبة الوقوف مقلوبا أم أنه يتصور ان فلسفته تقلب الأمور ولاتنفع في تحليل الواقع او انشاء واقع، وكذلك قال تلاميذ هيجل (منهم فيورباخ الفاشل) عن هيجل وتلاميذ ماركس الخارجون من رحمه ومن قمقمه العتيق فيما بعد مثل ذلك عن ماركس وقال اريك فروم عن فرويد انه تحكم في مذهبه بطريقة استبدادية (موقفا فيه شيء من الاستبدادية)(140) وهو من قال والحق ان تاريخ العلم هو تاريخ الاخطاء(ومعه حق في ذلك) وينطبق هذا على نظرية ماركس مثلما ينطبق على نظرية فرويد(153) وبصرف النظر ايضا عن فكر فروم،(وتفسيره لماهية العلم) هذا المحلل النفساني الا انه عبر عن انهيار الواقع الغربي والتابع اصلا للفكر الفلسفي العلماني -الذي يتبعه ايضا اريك فروم كفكرة ثابتة وعامة بصرف النظر عن التغيرات فيها- فقال:"وماحدث بعد1914يحتمل الاستنتاج أن الإنسان قد مات(158)

انني لااخترع الأحكام ولست أول انسان يطلقها وان كنت اطلقها بحق كما يرى عقلي ذلك بعد تفحص ودراية بالفكر العلماني وميادينه وفلسفاته ونظرياته ونتائجه في الواقع

انظر ماذا يقول لك فروم عن نتائج الاشتراكية:"فالاشتراكي موسوليني تحول إلى الفاشية...ووصف هتلر نظامه.... بأنه اشتراكية وطنية... واطلق ستالين على نظامه اسم الإشتراكية( ص159) وهو وان كان لازال يتكلم عن القيم الإشتراكية التي خانوها الا ان هذا هو الواقع الذي جلبته نماذج التطبيق ومعلوم انه ايضا نقد النظريات التي خرجت منها الوقائع!

وهو من تكلم عن فقدان الامل والتوحش الذي نزل بالامة الغربية، وهذا هو نتيجة فقدان البوصلة والقيم التي جاء بها الدين الحق الذي يرجعونه (في آخر موضة فكرية) الى الخيال والمخيال ، مع أن ديننا لم يأتي من سرقة لا سرقة شعلة من الآلهة وبناء مدنية كما يهرفون بما لايعرفون (في الاسطورة الغربية التي يعتزون بها اعتزازهم بالاستعمار)، ولا سرقة تراث علمي لأمة سابقة ونسبته إليها، إن ديننا أعطى الشعلة برضا وتعاليم الرب، ، وانساننا تلقاها بإيمان وعبودية عاقلة محبة ، نزلت عليه(الشعلة) مهداة ، رحمة مهداة، منيرة، نورا كما جاء وصف الوحي في القرآن) وهدى الأمم إلى المدنية وبه كانت أخلاق الحضارة الاسلامية تعيش في واقع الناس وتنتج توازنا وعلما، تسامحا ورحمة، عدلا وتعايشا.

ولم يمت الانسان في عصور الاسلام ولاظهر فيه هذا الاستنتاج ولااعلنها فيلسوف او مهرطق او اسلامي او فقيه!

ولذلك نحن نحكم على الفلسفات الغربية والأوضاع التي أنشأتها من خلال فحصنا للفكرة ونظرنا إلى واقع الفكرة وماوصل الناس فيها إلى فقدان ارواحهم وذواتهم واصبحوا ترس في آلة، وجسد بلا روح، وانسان بلا ضمير ولاقيم الا قيم الدولة اما هو فمتوحش وغير مبال، حيوان مستهلك !

نحن من اعطيناهم ذرات الذرة ، أو قبس الشعلة، مستخلصة في مناهج علمية عجيبة، ليفتشوا بها في الكون المسخر (بتعابير النصوص القرآنية الكثيرة) فاكتشفوا الذرة، هذا من ناحية العلم التقني وآليات وطرية النظر والملاحظة والاكتشاف والاختراع لو صح التعبير، اما من ناحية كثير من الافكار الفلسفية والنظريات الاجتماعية والعلوم الانسانية فقد دُمر الانسان بها واختزل الى اقل عناصره فاعلية وايجابية وعقلانية (مرة عمله الاقتصادي، ومرة جنسه الغليظ، ومرة خياله الهابط،(هبطوه هبطهم الله!) ومرة حسه وجوانيته المبتسرة، ابتسروها بالطبع) ومرة عقله بعد ان اغرقوه في المادية الكثيفة فلم يرى غيرها!)، وحتى لااشعل فيك طريقتك في نقدي وكأني أول ناقد فعلى أن اقوم بتقليد فلاسفتك فأقول أن الإنسان في الغرب قد مات!(قالها فوكو وفروم معا كما تلاحظ!!!)

اسمع لاريك فروك وهو يصف الوضع الغربي(الذي نصفه من نتائج القرآن وعلومه عن الكون ونتائج ابحاث المسلمين) ونصفه من انتاج الفلسفة والعلوم الاجتماعية والانسانية الحديثة التي كما نقول في مصر اوقعت الانسان في شر أعماله، يقول فروم:"على أن الواقع هو أننا نعيش من الناحية التقنية في عصر الذرة، على أن معظم الناس لايزالون يجدون انفسهم على الصعيد الوجداني في العصر الحجري(166)
--

لمنتدى التوحيد: النصوص المشار اليها اقتبستها من كتاب اريك فروم(ماوراء الأوهام) ولم اشر الى المرجع في اصل المداخلة، من المصدر متعمدا)
http://www.tafsir.net/vb/forum17/thread33218-2.html#post185489

طارق منينة
10-09-2012, 10:33 PM
اما الفصل الثامن بعنوان " الروحية ضرورية... ولكن بأي معني" ، من كتاب اشكاليات الفكر العربي للجابري ،فالاشكاليات في الكتاب كله لا الفصل المشار اليه فقط، هي اشكاليات عند الجابري وفيها من خيالاته الضعيفة والساقطة عن الواقع الاسلامي التاريخي مايعجب منه المرء، فهي اشكاليات ملتبسة للغاية ، ومزيفة ، خصوصا وهو يضع حلول تُفقد الأمة عقيدتها وقيمها الثابتة وشريعتها الخاصة، ذلك ان جل مشروع الرجل انما هو غمس دين الامة وتاريخها العلمي والعقلي ، مما كان قبل عصر التدوين(منتصف القرن الثاني) او بعده ، غمسه ووضعه في اللاعقلانية والغنوص ، أي الأساطير والخرافات وتغييب العقل، بإعتبار أن هذا هو العقل الذي انتصر في الأمة، يفعل الجابري ذلك وهو يقوم بالدعوة-العلمانية -لتحرير الأمة من هذه اللاعقلانية التي تصورها ونادى بالتخلص منها مع ان وصف الامة بها هو ظلم لها وتزوير لما كانت عليه وماأنتجه هذا العقل(العقلاني) الذي يخفي الجابري مصدره الحقيقي ونتائجه الأصيلة!
ان مشروع الجابري يقوم على تجاوز هذا الماضي، الذي تخيله!، ولذلك قلت لك ان مشروعه انما هو من اشكالياته الفكرية وليس من اشكاليات حقيقية على الارض اللهم الا ماهو معلوم عند الكافة من وقوع الأمة في براثن الاستعمار وحاجتها إلى التحرر والتقدم إلى المستقبل بجهاز علمي وخلقي يرفعها لمرتبة عليا بين الأمم الأخرى، مع العلم ان الجابري وطوائف العلمانيين يعرضون هذه الاشكالية الحديثة ويقدمون الحلول القاتلة لها، من الاشتراكية والماركسية والمادية الجدلية والمذاهب الحديثة مما تعتبر آخر موضات الفكر الغربي الذي وصل لمراحل الانتحار.
ان مشروع الجابري في اشكاليات الفكر العربي انما هو مشروع ممتد حتى نخاع كتابه (مدخل الى القرآن )وتفسيراته العلمانية المستترة بين السطور (في ذلك الكتاب وملاحقه الثلاثة في التفسير)، وهي آخر ماكتب!، وقد كان لي شرف كشف هذا الأخير في انهيار شرفات الإستشراق(السلسلة)
والجابري هو نفسه من اخبرنا في كتابه (مدخل الى القرآن )عن هذه الصلة الوطيدة بين المشروع ككل وآخر طلقة اطلقها ، أو حلقة نسجها، قبل موته ، تجاه القرآن على وجه الخصوص(وهي كتابه المدخل وملحقاته الثلاثة).
لكن دعنا نذكر على وجه الخصوص، فكرة الجابري في هذا الكتاب ،أي (كتاب اشكاليات الفكر العربي) أو بالأحرى الاشارة الى فصل منه وهو الخاص بالروحانية.
وهو الفصل الثامن بعنوان " الروحية ضرورية... ولكن بأي معني"

فأولا الجابري في بداية اشكاليات الفكر العربي زعم-كما زعم لاحقا في كتابه مدخل إلى القرآن- ان الإسلام يمثل امتدادا ماديا ومعنويا لحركة الأحناف التي اعترضت على السلطة المادية في مكة وخرافاتها ، فالقرآن والإسلام ليس الا تلبية وامتدادا لحركة تجديدية قامت في مكة ..امتعضت من سلطة قديمة وموروثاتها ، وارادت التجديد والتخلص من ماضي(قريب!) او حاضر معيق، فهي حركة تصحيحية ارادت تغيير الواقع(مع انها لم تكن حركة وانما كان بعض الافراد يعترضون على بعض العادات والأعراف، والعقائد والأوضاع، ولم تكن حركة بالشكل الذي يتصوره العلمانيون) وكان محمد ،، قد قام -بزعم الجابري وامثاله- نيابة عن الأحناف وحركتهم!-بعملية تحريرهم واقامة نهضة تجاوزت الماضي واستخدمته في آن واحد!(قال الجابري هذا الكلام في هذا الكتاب اي كتابه اشكاليات الفكر العربي وايضا آخر كتبه اي كتابه مدخل إلى القرآن وتوابعه الثلاثة(ثلاث اجزاء تفسيريه!)
فالأمر -عند الجابري- فيه صراع طبقي وصراع على السلطة المادية والفكرية، وصراع على القديم والجديد (قوى التجديد تدخل في صراع مع قوى القديم والتقليد!) مع العلم ان الجابري في الظاهر لايجعل الامر كله تبعا للتفسير الطبقي وانما يميل الى التفسير المادي والربط الجدلي بين الفكر والواقع وعلى كل فالرجل لم يتكلم في كتابه هذا من اوله الى اخره عن الغيب والتنزيل الرباني (الخارج عن الواقع والوقائع) وهذا يمكن فهمه منه،او ليس الرجل علماني من القيادات الكبرى في الفكر العلماني الاستنباتي!)!
فالتوحيد، على هذا النحو الجابري والعلماني، لم يكن عقيدة ربانية اوحي بها من فوق، من عند الله جل شأنه، وانما هي تعبير عن رفض سلطة الملأ من قريش الذي كانوا يلتمسون السند لهم من الأصنام،(ضيق الجابري مفهوم الحقيقة كما ترى) فكان الإسلام نهضة عربية-زعم- ترفض التقليد الذي رسخته قريش والسادة فيها او منها.
ثم جاء عصر التدوين ودونت فيه العلوم فكانت نهضة جديدة
مايريده السيد الجابري هو ان نبدأ(ويقصد العلمانيين العرب!) عصر تدوين جديد يتجاوز الماضي ويأخذ منه مايفيد، وطبعا فان مايفيد هو عقلانية المتفلسفة (المزعومة) لا الغنوصية (وصف عقيدة الأمة وفكرها بذلك!!) التي زعم الجابري-كاذبا- ان الأمة انغرست فيها حتى اليوم!
والسؤال هنا هل الغنوصية هي من شكلت عصر التدوين ومابعده من عصور اسلامية زاهية ؟ الاجابة بالطبع لا ولكن الجابري يغفل هذا تماما،وهو يجعل العلوم التي دشنتها الامة في هذا العصر علوم نقلية يجب تجاوزها ويدعو في سبيل هذا التجاوز ، بالفكر الغربي، باستنبات بعض المفيد منه!!(اي تبيئته في مجتمعاتنا وفكرنا!، مع ان كل علماني لها استنباتاته ومذاهبه المنقوضة!!) فنتجاوز به الماضي (الذي تصوره انه ماضينا!) مع الاحتفاظ بعناصر منه (وهي العناصر التي غالبا لم تقدم الانجازات الحضارية لامتنا!، وكانت هي تلك العناصر المعيقة في الحقيقة لتقدم الحضارة ومنها الفرق المنحرفة ومنها مايصفها الجابري بالعقلانية!!)
ولايخفى على المتتبع لفكرة الجابري العامة في التجاوز انه يذهب الى تجاوز التجاوز ، لكل مرحلة من الماضي حتى الماضي القريب ، فكل مرحلة تمر يجب تجاوزها لأنها اصبحت من الماضي ، وعلى ذلك فتجاوزه يعني الاستفادة مما فيه مما يتلائم مع المرحلة الجديدة-التي ستصير قريبا من الماضي!- بمافيها من مؤثرات ثقافية وسياسية وعلمية وهذا يعني ان الجابري يسحب البساط من تحت ماقال انه تراثنا، او من تراثنا الحقيقي وعقيدتنا الحقيقية،خصوصا انه ومعه الطائفة العلمانية يريدون زحزحة عقائد الاسلام الحقيقية لانها معيقة في نظرهم وهي من الماضي، كما ان الرجل يأخذ من تراث الغرب في الفكر ويتجاوز به تراثنا كما تجاوزا به تراثهم مع ان تراثنا غير تراثهم!!، ومن المعلوم ان الفكر الغربي اليوم تجاوز تراثه هو حتى تراث عصر التنوير وتراث القرن التاسع عشر تراث الوضعية ، فعلى ذلك والجابري له ادواته وفلسفاته يمكن الاستعانة بالفلسفات الجديدة التي تحفظ منها تراثها بالولاء الروحي لارسطو مثلا مع انها تجاوزت فكرته واحتفظت منها ببعضها لكن لم يتبقى من التراث اليوناني والاغريقي بل والمسيحي شيء يذكر
وهذه هي الخطوة التي يريد الجابري ان نخطوها، ليس خطوة راديكالية كخطوة اركون وهاشم صالح وانما خطوة بطيئة لكنها تضع الجديد مكان القديم مع الاحتفال كل عام برائحة القديم العبقة
المشكل عند الجابر هو ايضا في شيء آخر الا وهو انه افترى على الأمة- وفي نفس الكتاب، وايضا نفس الفصل- وزعم أن الأمة اتبعت الغنوصية واقامت عليها بناءها القديم وخلط الجابري بين الغنوصية وكلام لابي حامد الغزالي حتى يتسنى له وضع الأمة وتراثها من قبل التدوين وبعده في اللاعقلانية ومعها الغنوصية فيما بعد
هل الأمة انبنت على البرهان يقول لك الجابري لا، فهذا الخط البرهاني لم تخطه الأمة في مجمل تاريخها (ويجعل البرهاني في الأمة مأخوذ من ارسطو وغيره!!)
وهذا كلام فارغ ذلك انه لو كانت ماقبل عصر التدوين انما هو اساطير واستخدام للماضي الاسطوري ولم يكن هو الخط العلمي والبرهاني المرتبط بالوحي والعقيدة والشريعة، ولو كان مابعد عصر التدوين هو عالم الاشراق والغنوص واللاعقلانية والصوفية الغنوصية لما تقدمت الامة خطوة واحدة في الحضارة والا سيد احمد فارس هل سمعت ان امة تقدمت بالغنوص وقدمت للعالم مثلما قدمته حضارتنا
ان الجابري يقوم او قام بأكبر عملية تزوير في التاريخ العلماني وهو غمس الأمة في الغنوص مع ان حضارتها قامت على البرهان العقلاني والتجريبي وهو ماافتتحه القرآن نفسه، ولم يكن الإسلام حركة تصحيحية لشأن عربي مبين أو انقضاف على سلطة القدماء وانما كان تنزيلا ربانيا بمنهاج برهاني شامل لتغيير العالم ووجهة نظر الانسان، ورفض الهيمان الغنوصي والتجريد الفكري الهائم مع رفض الاوهام في الاصنام والآلهة المصطنعة وغير ذلك مما هو معيق لا لنهضة عربية وانما لتغيير عالمي بعد ان كان العالم يئن من الخرافات والفساد ولم تتحرك الحضارات علنا في دراسة السموات فوقها والارض التي تعيش عليها،
انت استغربت لماذا انا مستمر وبإلحاح على بين عقلانية حضارتا وابراز علميتها وانتاجها والتفاخر بذلك
سيدي اذا نظرت للجابري وغيره من امثاله ستعرف ان المعركة هي هنا
هي اما رمي الاسلام في سلة التاريخ العتيقة والتخلص منه مع الاعتزاز به كمرحلة او استلهام بعض من عالمه، وإما الاعتراف بأن الإسلام خرج من السماء، بوحي رباني، قبل أن تقوم به أمة ورسول يهديها علميا وعمليا لفتح الآفاق الكونية وهداية الناس جميعا، شعوبا وقبائل للخير.
اما هذا واما ذاك
ونحن اختارنا طريقنا الذي تدعمه الأدلة التاريخية لا الخرافات والأساطير العلمانية وماقبلها من استشراقية
الأمة هداها العلم القرآني منذ البداية اما ماوقعت فيه من أخطاء او نكسات فليس ذلك من وحي الوحي وانما من وحي الهوى او الاستبداد في مراحل او اخيرا من وحي العلمانية والاستعمار والمفكرين العرب الذين راحوا يكتبون الخرافات عن الاسلام وهم او بعضهم يدعم الأنظمة الفاسدة التي تلوثت بالعلمانية.
ان فصل الجابري الذي اشرت اليه يرمي الامة بالغنوص والروحانية اللاعقلانية بينما يصف روحانية الغرب بأنها روحانية العقل والفكر، فهل يعقل هذا !؟

المصدر: http://www.tafsir.net/vb/forum17/thread33218-2.html#ixzz28pddWrox

طارق منينة
10-10-2012, 12:01 AM
المداخلة السابقة معادة مع بعض التعديل الطفيف او الاصلاحات الخفيفة

اما الفصل الذي اشرت اليه حضرتكم ، من كتاب اشكاليات الفكر العربي للجابري ،فالاشكاليات في الكتاب كله لا الفصل المشار اليه فقط، هي اشكاليات عند الجابري وفيها من خيالاته الضعيفة والساقطة عن الواقع الاسلامي التاريخي مايعجب منه المرء، فهي اشكاليات ملتبسة للغاية ، ومزيفة ، خصوصا وهو يضع حلول تُفقد الأمة عقيدتها وقيمها الثابتة وشريعتها الخاصة، ذلك ان جل مشروع الرجل انما هو غمس دين الامة وتاريخها العلمي والعقلي ، مما كان قبل عصر التدوين(منتصف القرن الثاني) او بعده ، غمسه ووضعه في اللاعقلانية والغنوص ، أي الأساطير والخرافات وتغييب العقل، بإعتبار أن هذا هو العقل الذي انتصر في الأمة، يفعل الجابري ذلك وهو يقوم بالدعوة-العلمانية -لتحرير الأمة من هذه اللاعقلانية التي تصورها ونادى بالتخلص منها مع ان وصف الامة بها هو ظلم لها وتزوير لما كانت عليه وماأنتجه هذا العقل(العقلاني) الذي يخفي الجابري مصدره الحقيقي ونتائجه الأصيلة!

ان مشروع الجابري يقوم على تجاوز هذا الماضي، الذي تخيله!، ولذلك قلت لك ان مشروعه انما هو من اشكالياته الفكرية وليس من اشكاليات حقيقية على الارض اللهم الا ماهو معلوم عند الكافة من وقوع الأمة في براثن الاستعمار وحاجتها إلى التحرر والتقدم إلى المستقبل بجهاز علمي وخلقي يرفعها لمرتبة عليا بين الأمم الأخرى، مع العلم ان الجابري وطوائف العلمانيين يعرضون هذه الاشكالية الحديثة ويقدمون الحلول القاتلة لها، من الاشتراكية والماركسية والمادية الجدلية والمذاهب الحديثة مما تعتبر آخر موضات الفكر الغربي الذي وصل لمراحل الانتحار.

ان مشروع الجابري في اشكاليات الفكر العربي انما هو مشروع ممتد حتى نخاع كتابه (مدخل الى القرآن )وتفسيراته العلمانية المستترة بين السطور (في ذلك الكتاب وملاحقه الثلاثة في التفسير)، وهي آخر ماكتب!، وقد كان لي شرف كشف هذا الأخير في انهيار شرفات الإستشراق(السلسلة)

والجابري هو نفسه من اخبرنا في كتابه (مدخل الى القرآن )عن هذه الصلة الوطيدة بين المشروع ككل وآخر طلقة اطلقها ، أو حلقة نسجها، قبل موته ، تجاه القرآن على وجه الخصوص(وهي كتابه المدخل وملحقاته الثلاثة).

لكن دعنا استاذ احمد فارس ان نذكر على وجه الخصوص، فكرة الجابري في هذا الكتاب الذي وضعته لنا(كتاب اشكاليات الفكر العربي) أو بالأحرى الاشارة من خلال ذلك الى فصل منه وهو الخاص بالروحانية ومااستخلصه كنتيجة خاطئة.

فأولا الجابري في بداية اشكاليات الفكر العربي زعم-كما زعم لاحقا في كتابه مدخل إلى القرآن- ان الإسلام يمثل امتدادا ماديا ومعنويا لحركة الأحناف التي اعترضت على السلطة المادية في مكة وخرافاتها ، فالقرآن والإسلام ليس الا تلبية وامتدادا لحركة تجديدية قامت في مكة ..امتعضت من سلطة قديمة وموروثاتها ، وارادت التجديد والتخلص من ماضي(قريب!) او حاضر معيق، فهي حركة تصحيحية ارادت تغيير الواقع(مع انها لم تكن حركة وانما كان بعض الافراد يعترضون على بعض العادات والأعراف، والعقائد والأوضاع، ولم تكن حركة بالشكل الذي يتصوره العلمانيون) وكان محمد ،، قد قام -بزعم الجابري وامثاله- نيابة عن الأحناف وحركتهم!-بعملية تحريرهم واقامة نهضة تجاوزت الماضي واستخدمته في آن واحد!(قال الجابري هذا الكلام في هذا الكتاب اي كتابه اشكاليات الفكر العربي المعاصر ، وايضا آخر كتبه اي كتابه مدخل إلى القرآن وتوابعه الثلاثة(ثلاث اجزاء تفسيريه!)

فالأمر -عند الجابري- فيه صراع طبقي وصراع على السلطة المادية والفكرية، وصراع على القديم والجديد (قوى التجديد تدخل في صراع مع قوى القديم والتقليد!) مع العلم ان الجابري في الظاهر لايجعل الامر كله تبعا للتفسير الطبقي وانما يميل الى التفسير المادي والربط الجدلي بين الفكر والواقع وعلى كل فالرجل لم يتكلم في كتابه هذا من اوله الى اخره عن الغيب والتنزيل الرباني (الخارج عن الواقع والوقائع) وهذا يمكن فهمه منه،او ليس الرجل علماني من القيادات الكبرى في الفكر العلماني الاستنباتي!)!

فالتوحيد، على هذا النحو الجابري والعلماني، لم يكن عقيدة ربانية اوحي بها من فوق، من عند الله جل شأنه، وانما هي تعبير عن رفض سلطة الملأ من قريش الذي كانوا يلتمسون السند لهم من الأصنام،(ضيق الجابري مفهوم الحقيقة كما ترى) فكان الإسلام نهضة عربية-زعم- ترفض التقليد الذي رسخته قريش والسادة فيها او منها.

ثم جاء عصر التدوين ودونت فيه العلوم فكانت نهضة جديدة

مايريده السيد الجابري هو ان نبدأ(ويقصد العلمانيين العرب!) عصر تدوين جديد يتجاوز الماضي ويأخذ منه مايفيد، وطبعا فان مايفيد هو عقلانية المتفلسفة (المزعومة) لا الغنوصية (وصف عقيدة الأمة وفكرها بذلك!!) التي زعم الجابري-كاذبا- ان الأمة انغرست فيها حتى اليوم!

والسؤال هنا هل الغنوصية هي من شكلت عصر التدوين ومابعده من عصور اسلامية زاهية ؟ الاجابة بالطبع لا ولكن الجابري يغفل هذا تماما،وهو يجعل العلوم التي دشنتها الامة في هذا العصر علوم نقلية يجب تجاوزها ويدعو في سبيل هذا التجاوز ، بالفكر الغربي، باستنبات بعض المفيد منه!!(اي تبيئته في مجتمعاتنا وفكرنا!، مع ان كل علماني لها استنباتاته ومذاهبه المنقوضة!!) فنتجاوز به الماضي (الذي تصوره انه ماضينا!) مع الاحتفاظ بعناصر منه (وهي العناصر التي غالبا لم تقدم الانجازات الحضارية لامتنا!، وكانت هي تلك العناصر المعيقة في الحقيقة لتقدم الحضارة ومنها الفرق المنحرفة ومنها مايصفها الجابري بالعقلانية!!)

ولايخفى على المتتبع لفكرة الجابري العامة في التجاوز انه يذهب الى تجاوز التجاوز ، لكل مرحلة من الماضي حتى الماضي القريب ، فكل مرحلة تمر يجب تجاوزها لأنها اصبحت من الماضي ، وعلى ذلك فتجاوزه يعني الاستفادة مما فيه مما يتلائم مع المرحلة الجديدة-التي ستصير قريبا من الماضي!- بمافيها من مؤثرات ثقافية وسياسية وعلمية وهذا يعني ان الجابري يسحب البساط من تحت ماقال انه تراثنا، او من تراثنا الحقيقي وعقيدتنا الحقيقية،خصوصا انه ومعه الطائفة العلمانية يريدون زحزحة عقائد الاسلام الحقيقية لانها معيقة في نظرهم وهي من الماضي، كما ان الرجل يأخذ من تراث الغرب في الفكر ويتجاوز به تراثنا كما تجاوزوا به تراثهم مع ان تراثنا غير تراثهم!!، ومن المعلوم ان الفكر الغربي اليوم تجاوز تراثه هو حتى تراث عصر التنوير وتراث القرن التاسع عشر تراث الوضعية ، فعلى ذلك والجابري له ادواته وفلسفاته يمكن الاستعانة بالفلسفات الجديدة التي تحفظ منها تراثها بالولاء الروحي ،لارسطو مثلا ، او لعصر التنوير، مع انها تجاوزت فكرته واحتفظت منها ببعضها كما انه لم يتبقى من التراث اليوناني والاغريقي بل والمسيحي شيء يذكر.

وهذه هي الخطوة التي يريد الجابري ان نخطوها، ليس خطوة راديكالية كخطوة اركون وهاشم صالح وانما خطوة بطيئة لكنها تضع الجديد مكان القديم مع الاحتفال كل عام برائحة القديم العبقة

المشكل عند الجابري هو ايضا في شيء آخر الا وهو انه افترى على الأمة- وفي نفس الكتاب، وايضا نفس الفصل- وزعم أن الأمة اتبعت الغنوصية واقامت عليها بناءها القديم وخلط الجابري بين الغنوصية وكلام لابي حامد الغزالي حتى يتسنى له وضع الأمة وتراثها من قبل التدوين وبعده في اللاعقلانية ومعها الغنوصية فيما بعد

هل الأمة انبنت على البرهان يقول لك الجابري لا، فهذا الخط البرهاني لم تخطه الأمة في مجمل تاريخها (ويجعل البرهاني في الأمة مأخوذ من ارسطو وغيره!!)

وهذا كلام فارغ ذلك انه لو كانت ماقبل عصر التدوين انما هو اساطير واستخدام للماضي الاسطوري ولم يكن هو الخط العلمي والبرهاني المرتبط بالوحي والعقيدة والشريعة، ولو كان مابعد عصر التدوين هو عالم الاشراق والغنوص واللاعقلانية والصوفية الغنوصية لما تقدمت الامة خطوة واحدة في الحضارة والا سيد احمد فارس هل سمعت ان امة تقدمت بالغنوص وقدمت للعالم مثلما قدمته حضارتنا

ان الجابري يقوم او قام بأكبر عملية تزوير في التاريخ العلماني وهو غمس الأمة في الغنوص ، كنتيجة من نتائج اشكالياته!، مع ان حضارتها قامت على البرهان العقلاني والتجريبي وهو ماافتتحه القرآن نفسه، ولم يكن الإسلام حركة تصحيحية لشأن عربي مبين أو انقضاض على سلطة القدماء وانما كان تنزيلا ربانيا بمنهاج برهاني شامل لتغيير العالم ووجهة نظر الانسان، ورفض الهيمان الغنوصي والتجريد الفكري الهائم مع رفض الاوهام في الاصنام والآلهة المصطنعة وغير ذلك مما هو معيق لا لنهضة عربية وانما لتغيير عالمي بعد ان كان العالم يئن من الخرافات والفساد ولم تتحرك الحضارات علنا في دراسة السموات فوقها والارض التي تعيش عليها،

انت استغربت لماذا انا مستمر وبإلحاح على بين عقلانية حضارتا وابراز علميتها وانتاجها والتفاخر بذلك

سيدي اذا نظرت للجابري وغيره من امثاله ستعرف ان المعركة هي هنا

هي اما رمي الاسلام في سلة التاريخ العتيقة والتخلص منه مع الاعتزاز به كمرحلة او استلهام بعض من عالمه، وإما الاعتراف بأن الإسلام خرج من السماء، بوحي رباني، قبل أن تقوم به أمة ورسول يهديها علميا وعمليا لفتح الآفاق الكونية وهداية الناس جميعا، شعوبا وقبائل للخير.

اما هذا واما ذاك

ونحن اختارنا طريقنا الذي تدعمه الأدلة التاريخية لا الخرافات والأساطير العلمانية وماقبلها من استشراقية

الأمة هداها العلم القرآني منذ البداية اما ماوقعت فيه من أخطاء او نكسات فليس ذلك من وحي الوحي وانما من وحي الهوى او الاستبداد في مراحل او اخيرا من وحي العلمانية والاستعمار والمفكرين العرب الذين راحوا يكتبون الخرافات عن الاسلام وهم او بعضهم يدعم الأنظمة الفاسدة التي تلوثت بالعلمانية.

ان فصل الجابري-الفصل الثامن من الكتاب المشار اليه- الذي اشرت اليه يرمي الامة بالغنوص والروحانية اللاعقلانية بينما يصف روحانية الغرب بأنها روحانية العقل والفكر، فهل يعقل هذا سيد احمد فارس!؟
المصدر: http://www.tafsir.net/vb/forum17/thr...#ixzz28pddWrox

طارق منينة
11-09-2012, 04:16 AM
الجابري مشركا بالجغرافيا

.. ان الجابري قسم العقول وحكم على كل منها بل وحكم على علماء بل أمة، وادخل الأمة في تصنيفاته، والأطم انه جعل التقسيم عقلاني ولاعقلاني، مستقيل ومستقبل، وتلفيقي وحتى مستقل!(وادخل الأمة في اللاعقلاني، العقل المستقيل!)

ان للجابري تقسيمة او تقاسيم بل اقاليم معرفية حددها -جغرافياه او جغرافيته التقسيميه الابستمولوجيه- وهي تقع تحت تأثير الجغرافيا وكأن تأثيراتها حتمية وهي خالقة التصورات والافكار والاديان عند الجابري وامثاله من العلمانيين.

ثم يقول لك الجابري -مُرجفا-في نهاية او قريب من نهاية كتابه(بنية العقل العربي) ان من لايذهب مذهب خلاصته (او نتائج بحوثه) فهو اما صاحب هوى واما اعمى!

فالجابري قسم التقاسيم وحدد الاقاليم وصنع الاقانيم وكلها ،(اي التقاسيم المعرفية"البرهاني والعرفاني والبياني) او الاقاليم ( مشرقي(منه العربي ساكن الصحراء)، مغربي، والأول(العربي المشار اليه)، ذاب في دباديب الغنوصي الهرمسي فتغوصن وتعرفن!، مع انه مطبوع فقط على البيان بحسب الجابري ولااعرف كيف يتغير المطبوع؟، والثاني راح يبرهن ويتعقل!، ليس يعقل او يجهل بحرية بل ايضا بحتمية جغرافية وكأن العقل مسجون في جغرافيا الجابري وماديتها! ..كلها مطبوعة بالجغرافيا الحتمية!،فأين حرية العقل التي يدعونا الجابري اليها!، بل اين السببية ؟) والأقانيم ( الجوهرانية السكونيه من المعارف الثابتة التي صكت عقولها الجغرافيا الارضية فتعددت حتميات الفكر بحسب الأراضي والبحار ، والبيئات الكونية والأجواء، فصار العربي عبد لما تطبعه عليه الصحراء (المؤلهة جابريا فكأنه جعلها(واجبة الوجوب!!) وكأنها-بحسب رسمه!- إله الجهل العربي!!(يبدو أن آلهة اليونان، أو بالأحرى افكارهم عن هذه الأسماء الباطلة، أثرت على عقل الجابري، إله المطر وإله الرعد والحب والجمال وهلم جرا، هكذا هو تقسيم الفكر الذي رسمه الجابري للعقل العربي المطبوع!!، وهذه هي الصحراء،المجهلة لتصوراته المخضعة لعقله(وللعقل في الانسان-عند الجابري ايضا- تفسير مخالف لهذه الايديولوجية الجابريه وهو من تناقضاته!) -لتصورت العربي لانها لاتطبع بأجوائها وجوهرها الا الجهل عند الجابري واللاعقل، المُشكلة(أو المكونة كما يحب الجابري ان يلفظ!فله تبعا لمفكر غربي"العقل المكون بالكسر والعقل المكون بالفتح)) لتصورات الاعرابي العربي، المسلم!، بالطبع والطبيعة والعادة (وهي امور وياللعجب ينكر الجابري على قائليها انهم يؤمنون بها،أي الطبائع والعادة والجبرية لا السببية) اما البلدان المطلة على البحار فلها حتمياتها العقلية والنفسية فللبحر عند الجابري- كما عند يوسف زيدان وشاكر النابلسي وغيرهم من العلمانيين، للبحر اقوال ملزمة للعقول محددة لها ، وتشكيل البحار حتمي جبري سكوني جوهراني لايحيد عن تشكيلاته(العقلانية )وهذا العقل المغربي البرهاني لايعقل نفسه في الحقيقة لانه على مذهب الجابري في الجغرافيا مطبوع على العقل وليس من سبب آخر فهو على هذا عقل لاعقلاني لان العقل العقلاني يعقل نفسه غير مطبوع !!،وعقل البحار!، غير عقل الصحراء عند الجابري،للصحراء تشكيلاتها للعقل فهي لاعقلانية والعقل الذي تطبعه هو عند الجابري عقل لاعقلاني ، فالصحراء -عند الجابري-خصوصا العربية هي صانعة فكر وتصور ودين وعقل الأعرابي والنبي الشعراء والأنبياء:هذا كله عند الجابري طبعا، تعالى الله عمايقولون علوا كبيرا)

كل هذا التقسيم وتلك التحديدات وهذا السبر والعقل الجبري(الجابري، نسبة للجابري!) الحتمي ، يسقطك في النسبية اما نسبية علي حرب في تهويماته وضلالاته وتضليلاته او نسبية الجابري-او حتمياته- في تقسيماته وتلفيقاته وتوزيعاته وهداياه الجوهرانية السكونية ، ثم اذا قلنا لبعض الناس ان الجابري يرفض الشريعة غضب وانتفض قال لاتقل هذا القول الشنيع فالرجل اشد تعصبا للشريعة من الجماعات واعظم ايمانا بها من الاصوليين

طارق منينة
11-09-2012, 11:34 AM
والنص السابق مع تعديل هو من موضوع كتبه اخي الحبيب بحب ديني في ملتقى اهل التفسير والنص هنا معاد

أما قولك (ومازلت أصر علي رفض كل تقسيم يحدد أو يقلص قدرات العقل ويشترط طريقة معينة في التفكير.) فسيأتي الردُّ عليه بعد أن تضع أنت مفهوم وتقسيم جديد، أو تبين ما هي تلك الأوليات والشروط الضرورية المطلوبة التي تمكّنك من وضع مفهوم وتقسيم جديد، و تبين لماذا ترفض التقسيم القائم فلعلّ إن بيّنت هذا الأخير تعرّفنا بشكل أوضح على مرمى كلامك هذا، بعد أن تبيّن جهلك المركب بأبجديّات المعرفة الإسلاميّة المتعلقة بهذا الموضوع.

المشكلة بحق اخي شايب ليس ان الرجل لايفصح ولايذهب مذهبا ما في مايذهب اليه الناس ولايعلل مذهبه هذا، ولقد قال المفكر اللبناني علي حرب انه ضد الحقائق كلها -باعتبار ان الحق والباطل حقائق نسبية فليس هناك عنده حق حقيقي بل هي نسبية ولكنه يطلق عليها كما يطلق عليها اصحابها-وحتى ضد النسبية فهو حتى لايذهب لنسبية النسبية ، ففكره عدمي،ومع ذلك فنجده يدافع عن موقفه هذا للحقيقة (...)التي يؤمن به وكأننا نتعايش مع السفسطة من جديد

العجيب يااخي شايب ان اخي احمد فارس ومع مذهب اللاءات الذي يعتنقه يدافع عن الجابري مع ان الجابري قسم العقول وحكم على كل منها بل وحكم على علماء بل أمة، وادخل الأمة في تصنيفاته، والأطم انه جعل التقسيم عقلاني ولاعقلاني، مستقيل ومستقبل، وتلفيقي وحتى مستقل!(وادخل الأمة في اللاعقلاني، العقل المستقيل!)

ومع ذلك فاحمد فارس يرفض كل تقسيم ومع ذلك ايضا يدعونا لقراءة تقسيمة او تقاسيم الجابري بل اقاليمه-جغرافياه او جغرافيته التقسيميه الابستمولوجيه- بل اقانيمه المختلطة احيانا(اقنوم العرفان واقنوم البرهان واقنوم البيان) واحيانا الخالصة )اقانيم ثلاثة يجمعها مصدر واحد في الجغرافيا ،او هو"الجغرافيا" ويبدو ان الأمر عند الجابري ثالوث خارج من مصدر واحد، آمين!

ثم يقول لك الجابري في نهاية او قريب من نهاية الكتاب الذي حرضنا احمد فارس على اعادة قراءته مرة اخرى ان من لايذهب مذهب خلاصته (او نتائج بحوثه ) فهو اما صاحب هوى واما اعمى!

فالجابري صاحب احمد فارس قسم التقاسيم وحدد الاقاليم وصنع الاقانيم،وكلها،كلها مطبوعة بالجغرافيا الحتمية! ( اي التقاسيم المعرفية"البرهاني والعرفاني والبياني) او الاقاليم(مشرقي(منه العربي ساكن الصحراء)، مغربي، والأول(العربي المشار اليه) ذاب في دباديب الغنوصي الهرمسي فتغوصن وتعرفن!، مع انه مطبوع فقط على البيان بحسب الجابري ولااعرف كيف يتغير المطبوع؟، والثاني راح يبرهن ويتعقل!، ليس يعقل او يجهل بحرية بل ايضا بحتمية جغرافية وكأن العقل مسجون في جغرافيا الجابري وماديتها! ..نعم كلها مطبوعة بالجغرافيا الحتمية!،فأين حرية العقل التي يدعونا الجابري اليها!، بل اين السببية سيد فارس؟) والأقانيم ( الجوهرانية السكونيه من المعارف الثابتة التي صكت عقولها الجغرافيا الارضية فتعددت حتميات الفكر بحسب الأراضي والبحار ، والبيئات الكونية والأجواء، فصار العربي عبد لما تطبعه عليه الصحراء (المؤلهة جابريا فكأنه جعلها(واجبة الوجوب!!) وكأنها-بحسب رسمه!- إله الجهل العربي!!(يبدو أن آلهة اليونان، أو بالأحرى افكارهم عن هذه الأسماء الباطلة، أثرت على عقل الجابري، إله المطر وإله الرعد والحب والجمال وهلم جرا، هكذا هو تقسيم الفكر الذي رسمه الجابري للعقل العربي المطبوع!!، وهذه هي الصحراء،المجهلة لتصوراته المخضعة لعقله(وللعقل في الانسان -عند الجابري ايضا-تفسير مخالف لهذه الايديولوجية الجابريه وهو من تناقضاته!) -لتصورت العربي لانها لاتطبع بأجوائها وجوهرها الا الجهل عند الجابري واللاعقل، المُشكلة(أو المكونة كما يحب الجابري ان يلفظ!فله تبعا لمفكر غربي"العقل المكون بالكسر والعقل المكون بالفتح)) لتصورات الاعرابي العربي، المسلم!، بالطبع والطبيعة والعادة (وهي امور وياللعجب ينكر الجابري على قائليها انهم يؤمنون بها،أي الطبائع والعادة والجبرية لا السببية) اما البلدان المطلة على البحار فلها حتمياتها العقلية والنفسية فللبحر عند الجابري- كما عند يوسف زيدان وشاكر النابلسي وغيرهم من العلمانيين، للبحر اقوال ملزمة للعقول محددة لها ، وتشكيل البحار حتمي جبري سكوني جوهراني لايحيد عن تشكيلاته(العقلانية )وهذا العقل المغربي البرهاني لايعقل نفسه في الحقيقة لانه على مذهب الجابري في الجغرافيا مطبوع على العقل وليس من سبب آخر فهو على هذا عقل لاعقلاني لان العقل العقلاني يعقل نفسه غير مطبوع !!،وعقل البحار!، غير عقل الصحراء عند الجابري،للصحراء تشكيلاتها للعقل فهي لاعقلانية والعقل الذي تطبعه هو عند الجابري عقل لاعقلاني ، فالصحراء -عند الجابري-خصوصا العربية هي صانعة فكر وتصور ودين وعقل الأعرابي والنبي الشعراء والأنبياء:هذا كله عند الجابري طبعا، تعالى الله عمايقولون علوا كبيرا)

كل هذا التقسيم وتلك التحديدات وهذا السبر والعقل الجبري(الجابري، نسبة للجابري!) الحتمي ، ويأتي احمد فارس فيقول لنا قولا لاندري بعده اين هو امع علي حرب في تهويماته وضلالاته وتضليلاته ام مع الجابري في تقسيماته وتلفيقاته وتوزيعاته وهداياه الجوهرانية السكونية ام مع لا احد ولاشي ولايهمه هذا او ذاك فالرجل يرفض كل تقسيم!!!، ثم اذا قلنا له ان الجابري يرفض الشريعة غضب وانتفض قال لاتقل هذا القول الشنيع فالرجل اشد تعصبا للشريعة من الجماعات واعظم ايمانا بها من الاصوليين ، فالرجل احيانا ينتفض من مكانه ليبدي رأيا واضحا (لايعرف في الحقيقة مغزاه عند الجابري!!)بل يدعونا لقراءة فصل هرمسي من فصول الجابري في تحليل بنية عقول العرب المنقسمة!، فهنا الرجل واضح...ثم يغمض ويختفي فجأة في لاءاته ومذهب اللامذهب... وهكذا دواليك... بين الاستنفار والاستخفاء

حتى يدعك وراء الكمبيوتر تضرب كف على كف او فوق كف او تحت كف المهم انك تصرخ وتصرخ معك جوارحك ويسمع لك الجيران صوت الكفوف المتتالية المضروبة(فيقولون عربي له صفير!) وكأنها احجار الرجل البدائي لاتقدح فيك الا غضبا ودهشة مستمرة.

مع الاعتذار اني لااؤمن برجل بدائي او قرد دارون الذي لايبين او اعرابي الجابري الذي لايطقطق الا الفاظا وراء الفاظ لامعنى فيها الا ماتوحي به الصحراء الفارغة الا من تراب الفكر واعاصير اللامعقول!
http://www.tafsir.net/vb/187742-post21.html

طارق منينة
11-09-2012, 10:38 PM
فالجابري وضع العقل العربي الاسلامي كله في الجاهلية ، العربية، القديمة، فهو بنيتها اللاشعورية التي انطلق منها العربي بالإسلام ومنطقها عند الجابري غير علمي اطلاقا ولغة القرآن هي لغة العرب الغير موضوعية!،وهو اتهام للقرآن ولمصدره بل نفي للمصدر الحقيقي للوحي!

وحتى تقسيماته للعقل العربي اذا اخرجنا منها تداخلات البرهاني في العرافاني او البياني او تداخلات البياني في العرفاني فايا كان الأمر فالجابري يرجع تركيبة العقل العربي الاسلامي(كله)إلى بنية مترسبة في لاشعور هذا العقل وان المسلمين بالاسلام لم يخرجوا عن منطق هذا العقل الأعرابي الذي صنعته الصحراء متمنطقة بغير منطق، بخلاف العقل الأوروبي(اليوناني والمعاصر) فالجابري بالمقارنة مع العقل العربي يجعل للعقل الغربي ايجابية في العقل والتعقل والنظر في الاسباب والمسببات، وهو بذلك يلغي، وبضربة لازب ماجاء به الإسلام والوحي من التعرف على خصائص العقل والتنبيه عليها وحثها على الإنطلاق ألى الآفاق للكشف وتسجيل الملاحظات وتحليل التركيبات والعناصر، هذا هو مايخفيه الجابري،(وإلا لكتب فيه كتابا واحدا) وهو يرجع الأمر لبنية متخلفة في العقل العربي لماقبل الإسلام -وبه-ولما بعده فهو عنده قبله وبعده وعنده واحد لم يتغير للافضل العلمي الا بمتغيرات برهانية يونانية عند البعض، وحتى هذا البعض فانه كان شكلاني البرهان مع عناصر برهانية يتيمة ، ولااعرف كيف يمكن ان تكون هناك عملية تأثر وتأثير والأمر خلص الى الحتمية!، والجابري مع انه يضع كليشيهات جوهرانية بين العقل الاوروبي والعقل العربي وايضا بين العقول التي وزعها في الاسلام عرفاني برهاني بياني وايضا ثبوتية الصحراء وماتطبعه في منطق الاشياء واللغات والتصورات والاديان الا انه وفي نفس الوقت يعتب على بعض النظرات الاستشراقية التي قسمت العقل الى سامي وآري!

ان الجابري مع ذلك يقول ان تقسيماته الجديدة هي"سر جديد" ويمكنك البحث عن هذا النص في الصفحات ال20 الاولى من كتابه تكوين العقل العربي!(ويمكنك متابعة القراءة!- ففيه امور عدة منها مكر الجابري في التناول وتصريحه بانه ماكر فيه ومنها رفعه للعقل الغربي ووصفه بصفات "العقل العاقل الحقيقي!" في نفس الوقت الذي يحاول ان يدس العقل العربي في تراب الصحراء ويخفي حقيقته وحقيقة التشكيلة القرآنية او الحقائق القرآنية في العلوم كلها، التي نزلت بها آيات كثيرة،التي منهجت لغة العرب ونقلتها او وسعت دلالاتها بصورة لم يسبق لها مثيل عند الوحي المتقدم للأنبياء، وذلك راجع لخاصية المغزى والمعنى القرآني، الواسع الممنوح لأمة الإسلام، الذي فطن له علماء الأمة في اللغة والفقه والطبيعيات فأنتجوا من خلاله الحضارة العلمية العظيمة، التي يحاول الجابري أن يخفي أو يختفي بعناصرها بعيدا عن التراث ، وهو يقوم بإبتثاره، ويحول حقيقة المعنى والعقل في الاسلام بكتابات غربية تارة،(انظر تكوين العقل العربي) ومن استخدمهم في التحليل، من المفكرين الغربيين ونظريتهم الخاصة عن العقل واللاشعور وغير ذلك، كما استعمل نماذج تراثية صورت العقل العربي بصورة لم تنتبه للغته المفكرة وتوسيع القرآن للمعنى فيها، مع انهم هم انفسهم-الحاجظ على سبيل المثال- من تكلموا عن اعجاز القرآن(انظر تكوين العقل العربي في الفصل الأول)!

هناك تلاعبات كثيرة قام بها الجابري وتناقضات جمة وقع فيها في كل كتبه التي اشرت لنا عليها

فتقسيمات الجابري سيدي ليس لها علاقة بمفاهيم العلوم العقلية والنقلية وانما بمفاهيم الحتميات النفسية والجغرافية وبنيات الفكر في المجتمعات والعقول المحددة في الجغرافيا وبالجغرافيا وتطور العقل تحت تأثيراتها -الكلية عند الجابري-وفلسفاتها المختلفة!

وهنا اذا تكلم الجابري عن العقيدة او الشريعة فالرجل يضع ذلك كله في تطور المعارف تحت تأثير المنطق اللاعقلاني في الجغرافيا العربية الصحراء صحراء الاعرابي! فاذا اراد ان يعقل ويخرج من عقله البياني الصحراوي -لااعرف كيف!-فعليه النقل من الغرب القديم والحديث والا فان جغرافيته ستفسد عليه حياته!

ولااعرف هل سيفيد العربي عمليات التبيئة في ظل جغرافيا لاعقلانية وقسرية ام عليه ان ينتقل للمريخ مثلا او يدمر جغرافيته ويرحل الى الغرب ليخضع لجغرافيته اللاصحراوية فيتمنطق!
http://www.tafsir.net/vb/187810-post27.html

طارق منينة
11-10-2012, 01:37 PM
فالجابري وضع العقل العربي الاسلامي كله في الجاهلية ، العربية، القديمة، فهي بنيته اللاشعورية
هذه هي الجملة الصحيحة كبديل عن اول جملة في المداخلة السابقة فقصدي ان جغرافية الجابري-ووطأتها الحتمية عنده- هي البنية اللاشعورية او هي اصل البنية اللاشعورية العقلية عند العرب عرب ماقبل ومابعد الاسلام، التي شكلت تصورات كل ماظهر في العرب من لغة ودين!
ايضا كلمة ابتثار في المداخلة السابقة هي ابتسار كما لايخفى عليكم
وهي سبق قلم لاني اكتب مباشرة في الموقع المشار اليه وهي عادة قبيحة-ابتسامة

عبد التواب
11-10-2012, 03:52 PM
جزاك الله خير

طارق منينة
11-11-2012, 10:15 AM
بارك الله فيك ومرحبا اخي عبد الفتاح
واضيف لك بمناسبة زيارتك هنا تفسيرا لما مضى
التالي
يقول الجابري-بما معناه- ان الزمن الثقافي هو الزمن الممتد من الجاهلية العربية وحتى ماقبلها-مما كان له تاثير عليها-وان هذا الزمن هو تخليق الجغرافيا المكانية المناخية الصحراوية الرعوية، وهو زمن ممتد في اللاشعور عند امم الاسلام ومع انه يزعم انه لايقول بفكرة يونج عن اللاشعور الجمعي الا انه يسمي ذلك اللاشعور المعرفي!
واذا كان الرجل يتهم العقل العربي بمااتهمه به فالعقل العربي الذي تكلم عنه هو اي الجابري هو عقل جماعي صحراوي النزعة -ومفهوم النزعة هذه هو بحسب التصورات الحتمية للجغرافيا العلمانية ومعدلاتها -الا انه ترسخ في اللاشعور فصارات الجغرافيا-كما يتصورها التحليل المادي لها- راسبة في اعماق العربي يتصوراتها الابدية السكونية
ولكل جغرافيا عقولها المنحوتة تحت مؤثراتها-المخترعة غالبا علمانيا-بحيث يخرج الدين مثلا -عند الجابري-تحت تاثير جغرافيا الصحراء ويخرج المنطق العلمي تحت تاثير عالم البحار)وهذا كما انه مخالف للحقيقة مخالف لواقع الاشياء!
وعلى كل فالجابري وغيره ممن يمنحون الجغرافيا ماليس لها ومالاقدرة لها عليه فهي على الاقل لاتستطيع وحدها ان تشكل عنصرا واحدا من عناصر الاسلام الحق كما ان الاسلام جاء بما هو خارج تماما عن مزاعمهم عنها وعن افرازاتها الحتمية جاء بالعقل العلمي والعملي والفكر والنظر وجاء بحقائق عن الكون والحياة والانسان لا يعرفها سكان البحار ولا الصحاري ولا الازمنة القديمة ولا الحديثة الا ان الاخيرة تتعرف عليها بالبحث والملاحظة وتحت تأثيرات لاشعورية عند الغرب او بعضه وشعورية وواضحة عند المسلمين تأثيرات ضخمة للقرآن وعلومه!- مما جاء به الرسول مما انتج مناهج ومباحث ونتاج علمي انتهى به الغرب الى اكتشافات كان القرآن قد نبه عليها وفتح الطريق اليها مما لاتقدر عليه الجغرافيا الصماء ولا التاريخ الاعمى
ولكنهم قوم يجهلون اي العلمانيين عبيد الافكار والموضات الفكرية السريعة الانهيار والانسحاب
وهناك من جعل العامل النفسي واللاشعور المؤثر الاول والاخير وهناك من جعل العامل الاقتصادي وحده ومنهم من جمع الجميع بعد ان رتبهم في اوليات وتوابع
وهكذا فضلا عن انهم يتركون عالم العناصر الفوار فانهم يتركون عالم الغيب ومافيه من موجبات ربانية ومؤثرات الهية واختيارات حكمية من الرب الحكيم وماينزله على عبده النبي او الرسول مما تعجز عنه لا الجغرافيا بل التاريخ البشري كله لان الغيب الرباني فوق الكل وفوق المواد والعناصر والتأثير والمؤثرات

طارق منينة
11-12-2012, 06:40 PM
دلالة الصنعة العلمانية الكاذبة ووضع الحديث في العصر الحديث!، خليل عبد الكريم نموذجا



ونقطة واحدة احب ان اعلق عليها وهي كلمة خليل عبد الكريم في كتابه فترة التكوين عن الرسول بانه تلميذ عبقري ل...),(ص18، حيث قال ان ملكاته النفسية واللسانية وخبراته الشخصية تدل على عبقريته لان هذه الاوضاف كانت ركائز اساسية في نجاح التجربة!(تجربة القساوسة في جعل النبي نبي بحسب زعم واسطورة خليل عبد الكريم)
ان خليل عبد الكريم في طول الكتاب وعرضه واوله واخره رسم صورة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه كان رجلا خاضعا خضوعا تاما لمجموعة قساوسة صنعت منه نبيا!، وبصورة لايرى معها لاعبقرية ولاشيء ...ووصف خليل الرسول بأوصاف قبيحة جدا يريد ان يتوصل بها، فوق رسالة السخرية من النبي والنبوة، إلى جعل النبي شخص لاارادة له بين يدي خديجة ومن معها من القساوسة،(المخترعين في العصر الحديث!!! )حول النبي في شبابه ، طبعا، حتى صنعت، معهم، منه نبي، وفوق ان هذا افتراء فهو سحب لشخصية النبي التي رسمتها السيرة النبوية كما كان عليها في الواقع، من شخص أمين محبوب، له شخصية عاقلة مقبولة عند اصحابه، ومن يعرفه من قومه، لكن إن وصفه خليل عبد الكريم في نفس الكتاب بأنه عبقري،(نعم وصفه كما وجدته منذ قليل ص18) فهذا الوصف يناقض الصورة الخاضعة للنبي-في الكتاب نفسه- وكأنه لارأي له ولاارادة،خاضعا تماما لمجموعة من البشر لايعلم ابعاد مخططهم ولا ماالغرض من عملهم الدؤوب، تعالت النبوة عن ان تكون كذلك ، والنبي ان يكون بهذا الوصف الضعيف، وتعالت ان تخضع للبشر وان تكون من صنعهم ومن خططهم ومخططاتهم!
والجمع بين الوصف بالعبقري وصورة مناقضة لها في كل صفحات الكتاب يدل على تناقض في رسم -بيتته-الاسطورة العلمانية المتداعية في تناقضاتها الساقطة في فصولها
فالوصف بالعبقري لنجاح التجربة يناقض رسم الشخصية الخاضعة لنجاح التجربة!،التجربة المزعومة طبعا، فهي شخصية (مرسومة هذه المرة علمانيا لااستشراقيا!)خانعة خاضعة قابلة محل للشيء لا رأي لها!
اما في كتاب قريش من القبيلة الى الدولة المركزية، فقد رسم خليل عبد الكريم للرسول صورة مناقضة تماما لشخصية فترة التكوين-وكلها من خيالاته!- ففي "قريش من القبيلة.." رسم صورة رجل عربي دبر بليل لاقامة امبراطورية قرشية حتى اقامها!، ففي الاسطورة الاولى-تجريب القساوسة لصنع نبي منه!- كان لايعلم ابعاد اي شيء ولاكان من غرضه النبوة مزيفة او صادقة ولاغيرها وفي الاسطورة الثانية بيت-من التبييت- النية على النبوة والامبراطورية، وهذا كله كذب كما تعلم ويعلم الجميع وآية كذبه ان قائل الاسطورتان المتناقضتان اللاتي لايجتمعان في واقع واحد هو (شخص واحد!!!وهو خليل عبد الكريم) فهذا دلالة الصنعة العلمانية الكاذبة ووضع الحديث في العصر الحديث!
فعلى هذا في فترة التكوين الجمع بين نقيضين وهي العبقرية والخضوع التام بلارأي
هذا من كاتب واحد جمع ايضا في كتابين له بين فكرتين عن النبي متناقضتين تماما الاولى نبي لايعرف ما يُفعل به ولافي سره سيناريو ومخطط لاقامة امبراطورية والثانية تبييت اقامة امبراطورية من قبل اعلان النبوة!
ان الرسول كما لم يكن "مذمم"الجاهلية(كما لقبوه يوما بذلك والملقب "في الحقيقة" ليس محمد رسول الله) فهو ايضا لم يكن " الخاضع لقساوسة" ولا المدبر "لإقامة امبراطورية" إن هي الا افتراءات الدهريين، علمانيين ووثنيين!

Read more: http://www.tafsir.net/vb/tafsir33906/#ixzz2C1k19xzb

طارق منينة
11-12-2012, 08:56 PM
تعليق سريع على موقف كارين آرمسترونج وكتبها عن النبي والإسلام

..... المؤلفة راهبة تعلمنت وتمذهبت بالمذاهب الحديثة وهي نفسها قدمت لكتابها الاسلام في مرآة الغرب بأنها تأثرت بمونتجمري واط وكتابيه محمد في مكة ومحمد في المدينة، ومعروف توجه واط في العامل الاقتصادي لكنها اضافت تفسيرات غربية حديثة، والمدهش انها قالت ان التفسيرات القديمة ضد النبي تنم عن مرض غربي ضد الرسول محمد
انها دافعت عن النبي ضد الاتهامات القديمة ودافعت عن الاتهامات الجديدة ضد النبي!
لها كلام جيد ككلام مونتجمري وات ولكن لها كلام غريب وهكذا الغربيون الا من اسلم
والسلام

إلى حب الله
11-12-2012, 09:01 PM
والله يا أستاذنا طارق كنت في دماغي انهارده - ومن امبارح بالليل - ..
والشاهد :
كنت بافكر لو ربنا يكرمك وتتصل بحد من الإعلام السياسي الآن - ويا حبذا قناة الناس - :
وتقوم بتقديم برنامج - أو تتم استضافتك فيه تباعا ًمن مذيع نبيه مثقف - :
تقوم فيه بتعرية العلمانية وأقطابها قديما ًوحديثا ً...

فوالله ليس من أحسن من هذا الوقت الآن لفعل ذلك إن كنت ستفعله ....
< وخصوصا ًفي مصر في هذه الفترة الحرجة التي تحتاج لفضح المنافقين والكذابين والمتلونين >

ولما للإعلام المرئي من سرعة تأثير وانتشار ...
والله أعلم ...

فهل تستطيع ؟؟؟

طارق منينة
11-12-2012, 09:11 PM
والله يااستاذنا فكرة طيبة لكن ليس عندي ادواتها فانا مقطوع عن اي احد مما تعرف ومما لاتعرف-الجملة الاخيرة سوفسطائية-ابتسامة
فوجودي في الغرب عائق في هذا لكن يمكن لمن له صلة بالاعلام ان يتواصل معي ويقوم بالاتصال بي واشغال برنامجه مرة واتنين بصوتي-ابتسامة
او يقوم البعض بترتيب لقاءات لي-في اجازتي الصيفية- مع بعض القنوات والبرامج
اما تذكرك اياي بالخير فأسأل الله أن يدوم هذا ويجعل الله لي به ودا في العالم، فالجاي لايعلم امره الا الله، والنصر قادم ودين الله يعلى ولايُعلى عليه
بارك الله فيك وجعلك قنديل من قناديل الأمة خلقا وعلما، زيتا صافيا ومشكاة منيرة، آمين

إلى حب الله
11-12-2012, 09:19 PM
فكرة استغلالك في إجازتك : ستكون فكرة ممتازة جدا ًإن شاء الله ..
وأعتقد أن بعض الأخوة هنا يمكنه وصلك بأحد الإعلاميين كما نتمنى ...
ولو بجعل مدخل الحلقات هو الحديث عن كتابك ...

أدعو الله تعالى أن ييسر الله تعالى لك ذلك في وقت قريب ..
وأن تنبهنا إلى وقت عودتك لمصر ... ومَن يعلم ..
ربما يكون لك برنامج ناجح وهادف مثل برنامج الشيخ خالد عبد الله :):
وفقك الله وإيانا إلى ما يحب ويرضى وما فيه نصرة هذا الدين بإذن الله ..
والله المستعان ..

طارق منينة
11-12-2012, 09:21 PM
وخلينا نعمل اول دعاية-ابتسامة
فكتابي اقطاب العلمانية(جزئين) يمكن طلبه من دار الدعوة
وهذا رقم مسؤولها الاول الاستاذ محمد عبد السلام
01001747503
وكان الرقم ناقص 0 اي
0101747503

طارق منينة
11-12-2012, 09:26 PM
سأؤمن على دعوتك،آمين
لم احدد وقت للنزول لكن انا غالبا بانزل في اول شهر6
، ولابد اطلب من العمل اجازة عند بداية السنة اي اخبرهم بالتوقيت فيعطوني اجازة
لم انزل الى مصر من اكثر من سنة ونصف
يالله اشتاق الى مصر المحروسة واخوان رسول الله والاهل جميعا امي وابي(اراهم يوميا عن طريق الاسكيب) واخي واخواتي الاربعة والجميع

طارق منينة
11-24-2012, 09:33 AM
العلمانية الجابرية والاركونية والقمنية والعشماوية والعظمية والعصفورية استحوذت في الغرب على كل شيء وبدلت المفاهيم


فأين بالله عليكم هذا العقل المشترك او التنوع الخلاق(الذي يدعونا اليه جابر عصفور!)وقد استحوذ العقل العلماني على كل شيء، واين يمكن ان تكون له حدود وقد هدم كل التخوم وتجاوز حدود اي عقل مر عليه العقل وسلم!
العقل الغربي اباح كل شيء محرم في التاريخ!
العقل الغربي الذي يستعين الجابري وامثاله بمنهجياته العقلانيه وضع القوانين في عالم اليوم، تبيح الدعارة، حتى مع الحيوانات، واضرب دماغك في الحيطة ، فلامستجيب لك ان كنت تفعل ذلك معترضا أو مندهشا او مجنونا!
العقل الغربي اباح المخدرات ولو اردت انا ان اطلبها بالتليفون لجاءت لي اسرع من ان اكمل لك الجملة هذه!، ان كل شيء بالعقل قُنن حتى اهلاك النساء بفتح ابواب الدعارة لهن!
هذا العقل المشترك اين هو؟ لقد اباح ممارسة المثلية في كل مكان، يرغبها للاطفال او على الأقل يجعلها مقبولة على المستوى الشخصي والجماعي، يجعلها مقبولة عند الطفل من سن الطفولة..ثم يقولون لنا بعد هذه الإرغامات والتلقينات :أن الكشف العلمي اثبت ان هذا امر طبيعي.آه طبعوه ثم قالوا هو علمي..لقنوه للاطفال فلما صالوا مثلما لُقنوا قالوا هذا امر موجود في المجتمعات بلا استثناء !!، انا مثلا اعمل مع زملاء غربيون(أجل اعتراضك للحظات !) ، قل خمسون رجلا وإمرأة ، ففي الخمسون رجلا عشرة شواذ يمارسون مع الرجال، وخمسة يمارسون مع الرجال والنساء، واثنين يعملون تبادل زوجات، وشاب يفعل مع كل البنات لايهم!
وقل مثل ذلك عن الخمسون إمرأة ،(هذه حقيقة وليس مثال) ودعني بصراحة اقول لك ان الشذوذ وصل كل بيت غربي بلا استثناء حتى صار العقل الغربي لايقبل بذلك بديلا، عقل الاحزاب الجماعية العاملة، عقل الجمعيات المدنية، عقل المؤسسات(انا اذا خاطبت زميل العمل الشاذ او الشاذة بكلمة جارحة(...) عن مثليته، يُعتبر ذلك عنصرية ويمكن للعمل أن يفصلني!!)... في هولندا اخيرا راح حزب إلى القضاء ، ماذا كانت قضيته لانشاء حزب؟ مطلبه من الانشاء ان ينشيء حزب من شروطه ممارسة الجنس مع الاطفال، أي ان يدعو من خلال البرلمان(العقل السياسي) الى تشريع الجنس مع الاطفال، ، لماذا تستغرب فهذا الحزب عاش اباحة كل شيء!!!، بدل مايروح الهولندي-مثلا- الى دول آسيا لفعل ذلك ويقبض عليه أو يقبض على احدهم وعنده فيديوهات على النت من هذا النوع، ومادام القانون العقلي او العقل القانوني، او العقل الحر، او عقل مابعد الحداثة او العقل المنبثق قد احل كل شيء فلما لايكون هذا ايضا ليستريح العقل(...) من الدوران فارغا، انه العقل الكوني العلماني المتجدد دوما على الدوام، دائما
هذا هو العقل الذي يرفض القيم الدينية، العقل العقلاني الذي لايدري الجابري وهو يدعو اليه ابعاده، انه عقل الفلاسفة الذين كتبوا في البنيوية التي يستخدمها الجابري كمنهج علمي ضد القرآن عقل التفكيكية، عقل فوكو ودريدا وريكور..إلخ، وحتى المدرسة الفرانكفورتية الالمانية التي ضجت من العقل الغربي!
.... العقل هذا شكل العقول والارواح وسن لها قوانين الحياة وانا وشايب نزلنا بالبراشوت لنرى ماذا حدث لحركة الانسان الغربي فوجدناه قال بعد موت الإله(نيتشه) وموت الانسان(فوكو) بانه عقل حر يمكنه لحريته ان يسمح للدين بالوجود ولكن داخل ناحية الوجدان من الانسان ، يكفيه ذلك، والا فالتنوير القديم يمكنه ان يخرج من التاريخ ليعاود الحرب العقلانية(...) مرة اخرى ويطرد الدين من الباب لا من الشباك!
مايدهشني ايها العقلاء ان اركون مثلا يفتح الحرب على العقل الاسلامي والقرآن والعلماء ويصرح افسحوا الطريق لنا، كعقل، كمنهج ويحتج بالعقلاء الذي فتنوه هو والجابري والعروي والعظم وطرابيشي وحيدر حيدر وذكريا فؤاد او قل فؤاد زكريا الذي فتن ، وحنفي وابا زيد وعصفور والقمني(انظر مقدمته للاسطورة والتراث) وغيرهم كثير...
ومع ذلك تجد اركون ، نفسه، يضرب كفا على كف من استهبال هذا العقل، في واقعه، في استعماره، في عنصريته، في مركزيته، في موضاته الفكرية(اي والله) في ماضيه الفكري( وضعية القرن التاسع عشر ومافعلته من طرد الدين لان فلسفتها ان الدين ليس لها صلة بالروح البشري)، والآن اكتشفوا _أول اكتشاف يتيم) ان له صلة بالروح، ولكن وياللدهشة(برطابة الخيال واباطيله وصبيانيته التي يحتاجها اي انسان في مرحلة البلوغ او قبلها بل يحتاجها في راحته وعناءه!، فقط!، وهو أول تعديل، ينادي اركون به، وايضا تبعا للاكتشافات اليتيمة لهذا العقل الاستكشافي الحديث
نترك القرآن الذي تكلم عن فطرة الله التي خلق الناس عليها لاتبديل لخلق الله
وهذه مقدمة اولى بذل العقل الغربي عقودا واموالا في اكتشاف بعض ابعاضها، ثم لم يرضوا الا ان يلوثوها بالخيال الرطب الباطل لكن الحلو كما يشرح هاشم صالح نصوص اركون!
تبعتها علوم وعلوم وحقائق تتلوها حقائق ومفاهيم للعقل والعلم تتلوها مفاهيم ومفاهيم
ونروح نستورد لمحاربة هذا العقل الذي يحبو وهو يتعثر ويتهم نفسه بالعبثية والفوضوية النتشوية والفوكوية والوضعية التاريخية وهلم جرا
اين العقل المشترك اذن؟
لقد تجاوز العقل الغربي المقدمات الجنسية المعروفة وغرق في الجنسانية والغي الجنسية بين الرجل والمرأة واباح كل شيء لانه عقل العقل العقلاني(زعم العقلانيون العرب!) ولاحول ولا قوة الا بالله
اللهم لك اسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وانت حق ودينك حق ورسولك حق ورحمتك حق( رحمة صنعت حضارة وانقذت قرون واجيال واسست علوم ومناهج واكتشفت كواكب(سمت النجوم بأسماء عربية ،انظر هونكه في شمس العرب تسطع على الغرب مثلا) وامراض وعالجت يهود ونصارى ومسلمين وانشئت مستشفيات ومكتبات ومختبرات، وجاء الغرب واخذ كل هذا لكنه راح يدشن عصر تدويني جديد، يهددنا الجابري وامثاله بعقلانيته التي طبعت(في اكثر الأرض!) آثار ماذكرت لك في عالم الانسان، وهو يريد ان يحتل مكانك العقلي المتخلف او اللاعقلاني بزعم الجابري!
هكذا يصفون وهكذا بوعي او لاوعي يتحركون وينقلون ويقتبسون ويدعون!
لكننا لهم بالمرصاد فالامر لايتعلق بالله فقط، وهو ربنا وربكم سبحانه، وانما بالانسان
ومحور الانسان في الاسلام كبير جدا بل هو الخليفة كما قال الله نفسه عنه فلله الحمد على نعمة الاسلام

طارق منينة
11-24-2012, 09:41 AM
عقلانية ابن تيمية

لاشك ان الامة تنتصر دائما بانتصار الفكر العقلاني الاسلامي(لاتعارض بين نص صريح وعقل صحيح) الذي لم يكن في يوم من الايام الا من مصدر أصلي نوراني(نور العلم والفهم والتأسيس والشريعة) هو القرآن العظيم، ولايعني القول بذلك أن العقل الإسلامي عقل ماضوي ، وإنما العقل الإسلامي أخذ قواعده ومبادئه وعلومه الاصيلة والاصلية من القرآن وانطلق بها يفكر ويلاحظ ويشتغل على كتلة العالم وامتداده العظيم وآفاقه القريبه والبعيده بدء من الانسان حتى آخر ذرة في الكون المخلوق المسخر للانسان.
ولا شك ان هذا العقل بهذا الوعي لايغفل اسباب السموات والارض فكيف يغفل عنها والقرآن هو من نبهه اليها بعد أن حجبت الوثنيات عالم الاسباب عن عالم الانسان
ان هذا هو مادفع ابن تيمية الى الرد على الفلاسفة والمتفلسفة في خرافاتهم ومنطقهم وأوثانهم ومنطلقاتهم ومع ذلك فالرجل لم ينكر حقا قالوه او منطقا اصلوه (هنا بمعنى حكمة صحيحة)او علما سطروه بل قال ان منطقهم فيه حق قليل وباطل غزير(هنا اقصد المنهج المنطقي كله) ومنهم من زاد الحق عنده عن غيره الا انهم لم يصلوا لا منفردين ولا مجتمعين الى الكشوفات العلمية الدلالية التي وجه القرآن انظار الناس جميعا اليها
ان هذا هو المنهج العام لحضارة الاسلام التي استمدت من نفس الاصول خصوصا في التجريب وتتبع الاسباب واستخلاص القوانين الكلية منها وثانيا ف شيخ الاسلام ابن تيمية كان المرايا-اذا نظرت اليه من جهات مختلفة في رده على التصورات المختلفة- التي عكست(حتى عصره) حركة العقل الاسلامي وهو يبني الحضارة ، وقد بنى،وفي نفس الوقت يقاوم خلل التفكير عند فلاسفة اليونان وعند متفلسفة العرب ابن سينا والفارابي والكندي وابن باجه وغيرهم كثير وايضا نقد الخيال الجامح لامثال ابن عربي وابن سبعين وامثالهما بل ورد على الغزالي وغيره من العلماء كابن الجوزي والعز ابن عبد السلام وقاضي الحرمين ،فيما وقع فيه الغزالي وغيره من اخطاء علمية وعقدية وفقهية

ان هناك في ديننا عقلانية اسلامية عريقة في النصوص والوقائع الاسلامية(ونصوص القرآن كانت مشكاة لها كلها) وهي التي شكلت كثير من البناء العقلي والروحي والعملي الاسلامي الذي وان اختلط عند البعض بشيء من الخلل في التفكير او التمذهب باشكاليات غير اسلامية الا ان الكل في مجال اقامة المدنية الاسلامية المادية وتطورها في عالم الابدان والاجساد وصحتهما وعالم التجريب والتعامل مع المادة عمليا كانوا جميعا يتقيدون بالمنهجية الاسلامية العلمية في المعمل او المختبر او المستشفي او الصيدلية وكان يشترك معهم في ذلك المجوس والنصارى وحتى بعض من انتمى الى المذاهب السرية وكان ابن سينا على سبيل المثال لا الحصر واحد منهم وقد كتب في الطب ماتعرف ونماهو مشهور ومعروف (وهو وإن وقع خلط لبعضهم بين هذا الواقع العلمي العملي وبعض ماكان يؤمن به في السحر او الكيمياء المناقضة للكيمياء الطبيعية فلم يكن له تأثير كبير على تطور العلم الاسلامي وجودته المستمرة، فأهل العلم كانوا يصوبون الأخطاء وينبهون الأمة عليها وحتى بعض علماء الطب وغيرهم كانوا ينبهون عليه ايضا
هذا هو مذهبنا الوسط الذي شهد عليه التاريخ وواقع الحضارة الطويلة العمر(المدة الطويلة!) يوم كانت مزدهرة لاكثر من ثمانية قرون، وحضارتنا بدأت من لحظةاعلان الرسالة الاسلامية،لحظة(إقرأ)يارسول الله، من ظهور جبريل للنبي محمد في غار حراء.


Read more: http://www.tafsir.net/vb/forum17/thread33686-3.html#ixzz2D7iPW6PQ

طارق منينة
12-01-2012, 10:08 AM
نصر ابو زيد وزيف الرموز ومن علمه هذا؟

كان غرض نصر حامد ابو زيد من اطلاق مقولة القرآن منتج ثقافي الاشارة الى انه منتج ظرف معرفي تاريخي اسطوري او طور ثقافي من اطوار العرب،وقد اشار الى ان ذلك يمكن التعرف عليه بتحليل مستويات الخطاب وقد قال مثلا ان سورة الجن تنفي وجود الجن(قال ذلك في كتابه النص، السلطة، الحقيقة) وذلك بتحليل مستويات السورة، وطبعا المستويات هذه هي في عقل نصر ابو زيد فقط وان كان يحاول ارجاعها الى التاريخ نفسه والى المعارف الاسطورية فيه فقال ان العرب كانت تؤمن بوجود الجن وهو اعتقاد خرافة فجاء القرآن وطور المعرفي هذا فقسم الجن بين مؤمنين وكافرين!

مع ان الايمان بالجن ليس خاصية عربية كما يزعمون فحتى اليوم وفي هولندا الملحدة-على سبيل المثال- فالشعور ،مع وجود وقائع ،بوجود الجن موجود عند الهولنديين!، وكذلك مافي قوم الا ومنهم من يؤمن بالجن فالامر لايتعلق بمعرفة عربية تطورت من منتج قديم الى منتج جديد مع النبوة، وكذلك تكلم عن الكهانة وارتباط النبوة بها وقد كتب الدكتور ابراهيم عوض نصا تحليليا في هذا الشأن ردا على نصر حامد ابو زيد وقد كان دقيقا في البحث وفي المعرفة حفظه الله ولي بحث في هذا الشأن لم يعرض بعد

وعلى كل فالجابري له كلام مثيل عن معهود العرب فهو يذهب مذهب من يقول بتأثير ثقافات الشرق القديم على لغة ومعارف العرب وان القرآن لم يتأثر فقط بالمعارف المسيحية والعربية(انظر في هذه كتابه مدخل الى القرآن) وانما تأثر بما رسب في ثقافة العرب ونفوسهم نت تلك المعارف وغيرها من معارف العالم وقتذاك مما يعتبر اليوم من المعارف الخاطئة (له نصوص كثيرة عن هذا في كتبه لتحليل العقل العربي)وان ذلك قد دخل القرآن عن طريق اللغة والمعرفة العلمية والتاريخية وهي بزعمه خاطئة

هذه هي خلاصة تحليلات الجابري الجابري عن هذا المعهود الذي شرب من معهودات الشرق القديم وتسرب الى لغته ومن ثم شكل المعنى واللفظ قبل الاسلام وبه-زعم- وبعده

ونصر ابوزيد يقول بالنقد الداخلي اي يمايزعمه من تحليل مستويات النص

فهو يذهب الى التاريخ لا الى اسباب النزول ويتصور التاريخ بحسب اختياراته وتلويناته اي اختيارات نصر ابو زيد وقراءته البنيوية العلمانية المادية للنص

فهو مثلا يقول لك ان التصورات العقائدية التي حملها الصحابة وحملها النص هي موجودة اصلا في المعرفي التاريخي عند العرب فالواقع هو مشكل النص القرآني، فهو منتج ثقافة العرب الاسطورية

وتحليله لسورة الجن وقولته المشهورة في الكتاب الذي اشرت اليه منذ هنيهة وهو ان سورة الجن تنفي وجود الجن يعني به ايضا ان الجن عالم اسطوري في مخيال العرب وان الكلمة لاتقول شيء اللهم الا ان التحليل العلمي لتاريخ الثقافة في المنطقة المدروسة وغيرها تثبت بزعم نصر ابو زيد ان الاعتقاد بوجود الجن او بان النبوة اتت من فوق هي اعتقادات معرفية خرافية وكون القرآن تبنى هذه المعتقدات واضاف اليها فهو يثبت انها غير موجودة لان تطويره لها بحسب زعم نصر وامثاله يعني انها اضافات على اضافات وليس منها شيء من فوق انما هو الواقع وهناك في الواقع نصوص وقد يكون فيها نص ممتاز ونص اقل!

وكيف عرف نصر ذلك يقول لك بتحليل مستويات النص وطبعا النص ممتد عنده في التاريخ الاسطوري فهو في الحقيقة يروح لتاريخ اخترعه وحلله بالطريقة التفسيرية التي تجعل مايسميها بالرموز اي الله الملائكة الجن الروح الغيب انما هي اقوال لاتقول شيء بل مزيفة كما احتج على ذلك بكلام فرويد ونيتشه وريكور وجادامر في بداية كتابه اشكاليات القراءة وقال انه بالاضافة الى تفسيرات هؤلاء لهذه الاسماء او التي نؤمن بها كحقائق هناك الهرمنيوطيقا الجدلية التي هي افضل منهج تفسيري فالرجل لايذهب للتاريخ وتحليل مستويات النص فيه ولكن يذهب لاوروبا ويأخذ تحاليل مادية ظرفية حديثة ويتصور بها التاريخ ويحرف بها حقائق النص وينتهي الى نتائج ان النص منتج ثقافي وان مستوياته تقول ذلك وان الواقع هو المكون والاصل والتحتية هي الاصل وليس هناك شيء من فوق

تعالى الله عمايقولون علوا كبيرا
http://www.tafsir.net/vb/tafsir34110/

طارق منينة
01-16-2013, 01:02 AM
اركون وعبد الجواد ياسين وتقليد على تقليد
......فمحمد اركون غارق في التحريف والإنحراف، والقدح المباشر والإنجراف في موضوع التفسير السياسي العلماني للتاريخ الإسلامي والسيرة النبوية وذلك بصورة اغلظ من غيره ذلك انه يضيف الى ذلك التفسير(العلماني-الإستشراقي) مجموعة من التفاسير النفسية واللغوية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية وقد يقاربه في ذلك الجابري الا ان الجابري يقدم التفسير التفصيلي المليء بالثغرات التاريخية والفجوات العلمية بينما اركون يقذف بحمم مذهبية (قذائف المذاهب الغربية الطائشة) وكتل معرفية( قاصرة وأحادية منحرفة) لايدخل غالبا في تفاصيل والا انفضح كما هو شأنه في تناوله لتفسير السور القرآنية كسورة الكهف وطه والأنفال وغيرها من السور او اجزاء السور التي فضحت تطبيقاته(التي يسميها التطبيقات(التي يقيمها هو) الإسلامية)

من ناحية أخرى إذا نظرنا-مثلا- إلى عبد الجواد ياسين، وعلى الرغم من أن له أكثر من مؤلف، إلا أنه على مايبدو، مقلد من النوع الرديء!، ذلك أنه يحاول أن يضيف شيئا أُضيف أصلا، من قبل!، فكل المصطلحات وروابطها وعلائقها، العلمانية، وحمولاتها الفلسفية، نحتها قبله الفكر الغربي ونقلها اركون بصورة فوتوغرافية لكنها في أغلبها -في عرضها الأركوني، غير مهزوزة ، غير مهزورة في العرض والصدر!، وإن كانت مهزوزة في القلب!، وفي ناحية منها، او بعض منها، للمتأمل، غامضة غير واضحة حتى للناقل (اركون) وربما عند اصله ، ايضا!، "الأصل-الفيلسوف الغربي ،مخترعها!).....أقول كل المصطلحات التي يتكلم بها عبد المجيد ياسين نقلها تقليدا عن اركون. وكمثال حتى لايكون كلامنا على عواهنه، مسألة( طزاجة القرآن وكثافته!) أو(انفتاحه الطازج قبل ان يغلق في مصحف ويحدد بعد حذف لآيات كانت من القرآن، (زعموا!) هكذا هي فكرة اركون)،ويبدو ان اركون نقل المصطلح الغربي، من علم الإجتماع الغربي، (الطزاجة والكثافة ) وألصقه بالقرآن(قبل ان يكون في المصحف)، وربما لايعرف اركون (كيف؟) كيف يكون القرآن على هذه الصورة، الطزاجة والكثافة! (التي تخيلها اولا الفيلسوف الغربي في نصوصه الشفهية او في النصوص الشفهية قبل ظهور الكتابة في التاريخ!!(او قبل ظهور النصوص المكتوبة)) خصوصا ان اركون نقد هذا القرآن نفسه، فكيف يمدحه قبل ان يصير في المصحف ثم ينقده مصحفا!، (والأمر أُرجعه للنقل والمجازفة في التطبيق السريع وإلحاح أكاديمي تحت وطأة السبق العلمي في الحقل الإسلامي!)

وفي الحقيقة اركون لايمدح القرآن(الشفهي قبل التسجيل)،في مصحف، ، وأتكلم هنا بمصطلحه، وإنما اراد ان يجعله في المطلق والحيوية الدينية المشتاقة والتجربة الروحية وغير ذلك مما يعاود اركون رميه مرة أخرى في الإنساني لا الإلهي المقدس!!!!

ايضا، هنا أمر أخطر من هذا وهو أن اركون بوضع القرآن في تصور الظزاجة هذا إنما يريد أن يجعله روحانيا كالمسيحية، أي انه ينزع منه العقيدة والشريعة ، ويجعله" ظاهرة روحية " و"تجربة ضخمة" " وحالة روحية ممتازة" فكأنه صوفية هندوسية لاشأن لها بأي أمر دنيوي أو في الدولة والتشريع ومن هنا ينزع عنه -بحسب تعبير اركون نفسه- السيادة العليا التي له!

نجد على الجانب الآخر، والأدنى!، عبد الجواد ياسين ، نجده يقلد اركون فيكرر هذه الأخيرة(الكثافة !) ،وإن بصورة أخرى ، يكرر مصطلح(الكثافة) ولكن يستعمله في حالة الكلام عن الوعي الإسلامي الذي يرميه كما فعل أركون، بأنه ،اي الوعي الإسلامي، قدس-بتشديد الدال- الإجتماعي الثقافي المتغير!(وطبعا هو كغيره يُدخل الثابت في المتغير ويجعلهما من إنتاج الواقع...

فعبد الجواد هذا مقلد رديء من الدرجة الثالثة.. إلا أنه يؤثر ويُستدعى إعلاميا لنشر خرافات اركون ومن اتبعهم من المستشرقين والفلاسفة ولكن في اهتزاز وارتعاش وتلعثم وتيهان وتناقض احيانا في الجملة الواحدة.

طارق منينة
02-04-2013, 09:34 AM
تعليقي -على استعجال-على العلماني الكبير السيد يسين ومقاله يوم الاثنين في جريدة الحياة
مع إدانة أعمال العنف من السيد يسين في محاولة منه لتبرئة نفسه وموائمة أفكاره العنصرية مع الأوضاع المستجدة، نجد السيد يسين، الذي شارك في التعليق على الإنتخابات الأخيرة بحملة واعية وعنيفة على الحكم والدولة الحالية والإخوان ، نجده يدين احداث العنف الأخيرة، مع أنه كما أشرت كان جزءا من العملية المنظمة التي قام بها اعلاميون ومن وراءهم اصحاب المال في تهييج الرأي العام على الحكومة والرئيس وخلق الاضطرابات ، وهنا ايضا في المقال يتناول السيد يسين الإخوان والحكومة ، بنقد مثقوب، وتزوير في الحقائق ، واضح وبين،مكررا الشائعات الفجة، يقوده الى ذلك العنف الفكري العلماني والارهاب المتستر وراء مفكر تحركه رواسب الصراع الفكري بينه وبين تيار النهضة السلفية عموما، ، فالسيد يسين علماني لايؤمن بشريعة الإسلام، وقد عبر في كتابه (العالمية والعولمة) عن ذلك بالقدح في شريعة الزكاة وانها ليست عادلة ورفضه لعقائد الإسلام وعدم قناعته ببعضها مما جاء في القرآن والشيء المثير انه علق بعد ذلك-في الكتاب نفسه والصفحات الاولي نفسها- على موقفه العلماني هذا بقوله ان هذا كان سببا في اختلافه مع الاخوان والتيار الإسلامي، ولذلك استغل الإعلام امثال السيد يسين لحرق البلد بتعليقاته البشعة ضد هذا التيار،(لقاء خيري رمضان معه اثناء الانتخابات الاخيرة حول الدستور) وهذا من اسباب العنف المتحول من المادة الاعلامية وهذا الطرق البغيض على كراهية التيار الاسلامي وترويج الاشاعات الصبيانية عنه يصير مع الوقت مادة لاشتعال الأحداث التي يخوض فيها من قبل ومن بعد السيد يسين، عمرو اديب، حسنين هيكل(وله احقاد معروفة من ايام ناصر ضد الاخوان واستضافته لميس الحديدي)، ابراهيم عيسى(كتبت عنه مقال مطول عن جنونه المستمر، وضلالاته الهائلة) ومجموعة مفكرين علمانيين(عبدالمجيد ياسين في حواره مع منى الشاذلي كمثال،(انظر هنا المداخلة السابقة، في منتدى التوحيد ففيها كلام عن عبد المجيد ياسين- وقد حاولت استخدام هويدي لكنه احبط لها عملها كله وهو اسلامي ظنت من بعض تعابيره الاخيرة انه صار ضد مرسي فاستدعته بناء على مشورة ممن وراءها)) تستخدمهم القنوات ويستخدمونها لالقاء قنابل حارقة في الميدان الثقافي والسياسي لإعاقة الإسلاميين، في خصومة بغيضة- للمضي قدما في تطوير الدولة المصرية، خصوصا وهم كفاءات من مهندسين وعلميين واداريين ورؤساء جامعات وعمداء كليات،وهلم جرا... لاتهرب ياسيد يسين الى الخلف..فأنت من رموز سياسة مبارك حتى وإن كان لك نقد فيها،فقليل من النقد
ينفع الطاغية
http://alhayat.com/OpinionsDetails/478920




http://www.facebook.com/profile.php?id=692127658#!/tarekaboomijma/posts/337045756404932

طارق منينة
03-29-2013, 12:24 PM
هناك أمران من الأهمية بمكان، أقول أنه لاشك أن الحضارة المادية الحديثة من الناحية التجريدية، لو استطعنا أن نفعل ذلك، تقوم بدرسة كل شيء، شرق،غرب، شمال ،جنوب، الإنسان، الحياة، التاريخ، الحضارات، من خلال رؤية مادية صرفة، وقد يظن ظان أن هذه الرؤية تحرك الباحثين كما لو كانوا مجردون من الأهواء والإيديولوجيات!
وعندما تقرأ لأحد من علماء الحضارات والإناسة والحفريات ممن له فلسفة أو اخترع نظرية، فإنك تسمعه يقول إن تلك المجالات العلمية لاتخلو من الخضوع لتأويلات إيديولوجية، في غالب الأحايين.
فالمنهج العلمي المادي هو القاعدة التي سبغت مقومات الرؤية الغربية الكونية-الخاصة-وعناصرها، وتأويلاتها وتفسيراتها، على دراسة الإنسان والمجتمع، التاريخ والجغرافيا بمختلف صنوفها وأنواعها.(هناك فرق بين البحث في الماديات والبحث في الإنسانيات، ومايرتبط به من الوحي الخاص الذي أنزله الله على خيرة مختارة من عالم الإنسان)
ومعلوم أن المنهج المادي الغربي قاصر عن تناول شمولية التاريخ وشمولية معنى او كلية مفهوم الوحي، والغيب، والعالم الفوقي الذي يتأبى على،او لايخضع لأدوات بحثية ضيئلة التفسير، ضعيفة التأويل، وهي تحذف أغلب الأدوات البحثية الضرورية ومقومات التفسير الاصلية ومبادئها وخطوطها المتنوعة، ولذلك تأتي النتائج في كافة مجالات الحياة الإجتماعية والإنسانية والدينية قليلة الإنتاج النافع، مع الإعتراف أن فيها منافع من نواح عديدة، لكن ماأغفلته أكثر مما عرفته، ومافيها من نفع للناس هو مغمور فيما فيه مفاسد للناس.
فحتى لو ذهبنا مع البعض بأن علوم الإنسان والمجتمع، وعلوم مقارنة الأديان المعاصرة، وعلوم الحفريات والثيولوجيا، هي علوم مجردة ، وأن كل من يندرج في عالمها إنما هو مخلص لايبتغي إلا البحث العلمي الخالص وجلب نتائج للبشرية نافعة ومفيدة، فإن ذلك ،ايضا، لايكفي، فالإخلاص ، والبحث المضني، والإستغراق في العلم وتتبع الظواهر والخلوص منها، في النهاية بنتيجة علمية ونظرية معرفية،كل ذلك، لايؤدي إلى الحقائق اللهم إلا بعد أن ينطلق من رؤية شاملة لاتحذف شيء من العناصر المعينة والتي هي غالبا ماتكون شرط في إنتاج العلم والنظريات القريبة من الصواب.
والحضارة المادية الحديثة عندما تدرس الإنسان، والغيب، والوحي الرباني، أو عندما درسته، عزلت العناصر والأصول التي إذا عُزلت فإن نتائح البحث ستكون مشوشة تخبط خبط عشواء، وإن أتت ببعض النتائج المبهجة.
فهذا أول نقص يشوب الحركة العلمية المعاصرة والغربية،عن التاريخ والإنسان والمجتمع، والكون والغيب والوحي.
فإذا كان للعالم او الباحث منهج يعتمد عليه، من أنواع المناهج الإيديولوجية ، كالماركسية والوضعية والفرويدية والداروينية والتفكيكية وعلوم الحوليات الفرنسية وغيرها من العلوم التي يقودها في الغالب، بحاثة،وفلاسفة، لهم أهواء وميول سياسية وفلسفية، فلاشك أن النتائح ستكون قاصرة وملبسة بل وقد تكون نتائجها مدمرة، في أغلب الأحيان!.
السؤال المهم في موضوعنا
هل يختلف عالم الإستشراق الأكاديمي المعاصر عن ذلك كله؟
فلو خلا من الأهواء والإيديولوجيات والشعور بالتفوق وخدمة المركزية الأوروبية، وكراهية الإسلام ومحاولة اختطافه، فإن الوضع سيكون على ماهو عليه،ألا وهو قصور المنهج الإستشراقي المعاصر عن الوصول إلى الحقيقة مجردة
والأسباب كثيرة
فأولا: انبعاثه من نظريات ونظرات ونتائج بحوث المنهج المادي ذاته الذي يتحكم في رؤية الغرب اليوم، للإنسان والحياة والمجتمع، والتاريخ والغيب والفوق والتحت!
والسؤال التابع لهذا كله هو: هل يستعمل أغلب الأكاديميين المعاصرين ، في علم الإستشراق، نتائج العلوم المادية أو بعضها على الأقل، في حدود ماتجرأ عليه بحاثة كبار مثل نولدكه ومنتجمري وات ومكسيم رودنسون وهنري كوربان وتور اندري وغيرهم كثير ، واكتفوا بمعارف هؤلاء المستشرقين التي فيها من المادية ونظرتها أكثر مما فيها من الدينية ورواسبها؟ يبدو ان الأغلبية تقف عند هذه الحدود والتخوم لاتتعداها؟
اذن هناك تحول في طريقة عمل كما ونظرة، الإستشراق المعاصر للإسلام، وهو وإن بحث او مازال يبحث في القضايا التي افتحها استشراق اواخر القرن التاسع عشر إلى نهاية القرن الفائت،مثل مسألة المصحف، وبيئة الإسلام الأولى، والسيرة، والصحابة، والمؤثرات القديمة، المزعومة، ومؤثرات الحضارات والفلسفات، والهجرات والثقافات، واندماج الأساطير ورواسب الوعي او مكامن او كمائن(!) اللاوعي، الا انه بقي حريصا على ان يكتفي بالنتائج التي توصل اليها هذا الاستشراق القريب، في هذه المجالات، خوفا من فقدان ادواته القديمة ومصالحه الأثيرة وضياعه في المذاهب الحديثة وتحلله وانهياره.
ولذلك تجد محمد اركون يستصرخهم-او كان يفعل قبل ان يكتم الله صرخته الأخيرة فلم نسمع لها اليوم حسا ولاركزا ولاضجيجا -ان هلموا الينا ولن يضيركم شيء ان سلكتم سبيلنا في نقد القرآن، فقد ظهرت علوم فرنسية سوربونية،وعلا علم الحوليات الفرنسية وتقدم!، وأخرى أمريكية كلوداستراوشية وغيرها مما يدخل في مجالنا، ولكن المستشرقين مازالوا متسمرين على الأرض، لايريدون ان يوسعوا رؤية كبارهم المادية المحصورة في علم اللغة وعلم النفس وبعض العلوم المرتبطة بهما، فقد مسهم جن "المارد القديم" وتلبسته وساوسه وشهرته ومادته ولايريدون الخروج من حالتهم الدراسية المدرسية كما يقول عنها اركون، فلو تجردوا من مواقفهم القديمة واقبلوا على كاملية او جاهزية العلوم المادية الحديثة لكانت نتائجهم ايضا ضلال في ضلال كما رأيناها عند اركون الهالك.
وإن آثروا البقاء عند حدود مادية نولدكه وواط ورودنسون وامثالهم فالمادية -ضاقت او اتسعت!-فضيحة ولاعلمية مع المادية وانما هي علوم اكاديمية افتخارية ضررها على الإنسان اكثر من نفعها، ولايجني منها الباحث الغربي، مهما على قدره، إلا الصيت الغربي، ولكن ماذا ينفع الصيت عند اول قدم(!) توضع في القبر!؟

المصدر: http://www.tafsir.net/vb/tafsir35620/#ixzz2OvHjgP9a

طارق منينة
03-30-2013, 07:19 AM
اركون مرة اخرى
لقد تكلم محمد اركون -تبعا لكافة صور النقد الفلسفية(الإجتماعية، الإنسانية، والنفسية) الغربية لشعائر الاديان، وخصوصا الإسلام-عن الخطاب الاسلامي ، الخطاب المعاصر، او الخطاب القديم.
وتكلم عن التجييش والعامل الديني، وتكلم عن ان الخطاب المتطرف للعلماء جعل الامة تبعد عن التقدم العلمي وتحجب عمليات النقد الحديث للتراث!
وقال بأن الاشتغال بالشعائر يؤدي الى الغياب عن الوعي الفلسفي او الحقيقي بالشرط الانساني الذي يتطور ليدخل مرحلة التنوير
وقد حمل اركون حملة كبيرة، ومعه الأدوات المعرفية المختلفة، التي تأثر بها في الغرب المادي، على القرآن لسبب عقائده وتجييشه ،فالخطاب القرآني المتلو طقسيا أو شعائريا-بحسب لفظ اركون طبعا-يغمس الناس في الشعائر المكبلة والطقوس المعيقة ولايقدم له تحديثا علميا لعقائده.
قد اكون-كما يبدو- قد دخلت في موضوع آخر بعيد عن موضوعنا هنا الا ان اركون وبقية العلمانيين الحداثيين لايعلمون قدر الحكمة الربانية من الشعائر الاسلامية وتقديس ازمنة معينة او اماكن خاصة مثل شعائر الحج ورمضان والجمع وغير ذلك مما تكلم عنه العلماء.
ان مشكلة اركون انه يصنع مقارنة مستعجلة ونافقة بين شعائر الاسلام وشعائر الوثنية والاديان الوضعية او المنحرفة..
انه يستخدم لذلك كل المنهجيات المابعد حداثية-بإنتاجها الحديث المتسارع جدا- ليخرج بنتيجة ان الاسلام دين شعائري معيق للتقدم
هذا باختصار شديد
اما ماجات به الثورات وليس الثورة الواحدة فهو يدل على ان شعائر الاسلام تجدد الامة يوما بعد يوم، خصوصا اذا فقه مدلولاتها والحكمة من وراءها.
انها محركة للوعي الفطري ليتخلص من علائق الحياة وشوائب الاشتباكات اليومية بل والتي تحاول ان تخترق الوعي المسلم لحظيا!.
فشعائر الاسلام تحمي المؤمن من الذوبان في عمليات إماتة الإنسان التي تقام جنائزها يوميا في كل ناحية من نواحي الأرض والتي تتأثر بالوباء الفلسفي الغربي الذي قتل الروح وتسبب في ازمات حادة.. وعميقة للذات الإنسانية.
ان ايجابيات شعائر الاسلام لاتحصى.
وكما قلت انت اخي فارتباطها بالثورات، أو بالأحرى ارتباط الثورات بها، تحتاج لدراسة علمية للكشف عن سر هذه الشعائر في تجديد الوعي الاسلامي ، وترقيته، ودفعه للنقاء الانساني ، خصوصا لو لازم ذلك وضوع في العقيدة ومعرفة قرآنية عن الكون واسباب الحياة.
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?28951-أخبار-إخواننا-في-سوريا-ومشاهد-انهيار-التوريث-فيها&p=245872#post245872

طارق منينة
05-10-2013, 06:40 AM
http://www.tafsir.net/vb/tafsir35424/#post202140

طارق منينة
05-29-2013, 08:04 AM
العلمانية ماهي
لايمكن أن يقيم الإنسان وحده، فردانيا أو جماعيا، فوكويا أو هبرماسيا، ومن قبلهما روسو-ويا، أو فولتير-اويا، نظاما عادلا من كل وجه،بل الشر فيه غالب ، مهما بلغ الخير فيه المبلغ الفاتن،لأنه ينزع عن الإنسان خصائصه ومقوماته مهما منح في ظل تلك الشعارات والتطبيقات المختلفة من حماية كحماية الإنسان، المتحيون(من الحيوان) او حريته في غابة وحشية منظمة تنظيما دقيقا/ غابة لاوجود فيها لإنسان يمكن الإشارة إليه بأنه إنسان مكرم حقيقي...نعم يوجد إنسان يعاني أزمة طاحنة مهما علاها النور الذي يجذب الفراشات!
وكلمة شيخ الإسلام عن عدل الدولة الكافرة التي يقيمها الله لاتعني شرعيتها في الإسلام ولكن تعني إقرار عدلها المعين إقراره قدريا ،إقرار وجودي، من هذه الناحية لا موافقة أمرية شرعية...لأنها تفقد الكلية والشمولية والخيرية والربانية بل والإنسانية المكرمة.... والنتائج -ايضا-مكلفة للإنسانية، ذلك أن كليتها ، أي الدولة الكافرة(العادلة بين قوسين) شر غالب، وذلك من ناحية نظرتنا الكلية إلى مقوماتها وخصائصها ونهاية ونتيجة تخليقها لإنسانية الإنسان ،روحا وجسدا، فنحن كقوم كما جعلنا الله وسطا بين الإمم جعلنا الله ايضا حكما عدلا على الدول والفرق والأديان والجماعات، فلم يقل الله عن النصرانية مثلا ان أصل دينهم باطل(مع أن مجمل دينهم باطل وكفر وخروج عن الأصل) لم يقل ان كل ماهم عليه محض باطل او باطل محض بل عدَل في الحكم ، وأخبرنا أن أصل دينهم حق (الإيمان بالالهيات والنبوات والشريعة إلا أنهم قاموا بتحريفه ،كفروا فحرفوا في(أصول) الإلهيات والنبوات والشرائع) كما أخبرنا أن في رهبانيتهم حق وفي رهبانييهم رقة من الزهد على الرغم من أنه ذكر أنها رهبانية مبتدعة ،إبتدعوها ماكتبها الله عليهم، ولذلك أضرت الرهبانية وماأصلحت، مع أنها قد تكون من ناحية صنعت من أفراد زهادا وكفت شرورهم عن الخلق ، وأفردتهم في صوامع (العزلة الطوعية) لكن أين الخير السابغ من وراء الرهبانية؟
وماذا أدت إليه في النهاية؟
فكذلك العلمانيات كلها.... مهما بلغت من تنظيم الحريات وعمليات الإنتاج والإبداع. فشرها النهائي أكبر من خيرها البادي، ويمكن سماع ضجيج مستوى الشر الذي آلت إليه من كلمات نقاد عملياتها اليومية ووقائعها المخزية وصورها المتردية من روادها أنفسهم ،في الماضي القريب، والحاضر، كما يمكن رؤية ضحاياها في جولة ميدانية وإطلاعة سريعة على إحصائيات الموت والدمار الإجتماعي الذي عبر عنه كثير من فلاسفتها وعلماء الإجتماع فيها بتعبيرات مخوفة.
مامعنى فقدان الروح وموت الإنسان وغير ذلك من كلمات؟، هل هو شعور الإنسان بأنه في حاجة إلى رهبانية يتشوق فيها إلى المطلق(!) أو هندوسية ترطب له حياته المادية التي كلها عدل ونظام ؟ أم لحظة خرساء في جماعة تعبدية علمانية تتفن في طرق لتسكين النفس كما يُرى في كثير من الجماعات التي تقيم سرادقات الفناء الجماعي للحظات تفرغ فيها صنوف الإضطراب النفسي والقلق العميق المتخفي في سراديب النفس الضعيفة.. للحظات..ثم تعود النفس منتكسة مرة أخرى.. تزداد ألما كلما رجعت إلى الحياة الواقعية من لحظات هيام مع صور جميلة(خيالية أثناء الفناء اللحظي!!) تحاول الإسترسال معها في غطة مغناطيسية جميلة الألوان والأفكار السارحة؟.
إن فقدان الروح ليس هو ذلك فقط أو هو ذلك لكن أسبابه (عظيمة وخطيرة وغائرة)في النظام العلماني(العادل!!) نفسه؟
لأنه يعطي المسكن والملبس ويحمي الإنسان من ظلم الإنسان في أمور تخص ماله او بعضا من حريته ،من نواح(ومن نواح أُخرى هناك ظلم في توزيع المال والثروات وهناك استغلال بشع)، لكنه يشرع له حياة فيها المسكرات ، الرخيصة، والجنس المطلق الرخيص، والمخدر الحشيش والمارجوانا وغيره من الأقراص والمخدرات، حياة تغيرت فيها صور الأسر والعلاقات، فقد فيها الإنسان النموذج الإنساني للأسرة الواحدة المعرفة في تاريخ الإنسان، والتي أخبرنا رواد الحداثة ومابعدها أنها أسرة ضيقة الحدود لاتناسب الحياة المعاصرة، لأننا تطورنا، وتغيرت أخلاقنا وقيمنا وصرنا إنسانيين أفضل ، عقلاء أفضل، شاعريين أعظم وأنقى شعرا ووجدانا وشعورا ولغة!
طاشت الأسرة بسبب العدل والحرية، وطاشت الإنسانية بإسم الإنسانية (مازلنا -في أحكامنا-في كلمات رومانسية) لكن طاشت الأحلام بإسم الأحلام والأماني بإسم الأماني.. وماذا حدث من جراء ذلك أو تبعا له، في الواقع المادي؟
كلمنا -يابن منينة-عن الواقع لاتحلق لنا في سماء مخيالك الديني الرومانسي؟
لقد زادات معاناة الإنسان وحرم النوم والراحة، وحرم العلاقات الأسرية بل والإنسانية، اللهم إلا حفلة يكون الإنسان فيها فردا،في عزلة شعورية مهما كان الصخب والضجيج حوله ومهما بلغت اللحظة الجميلة فيما حوله، ويرجع إلى بيته فردا، يتجرع فيها خمر وحدته، أو حشيشة علمانيته وفردانيته، وتمتليء من جراء ذلك ومن وراء ضجيح الحفلات، العيادات النفسية ومصحاتها التي إمتلئت بها المدن والقرى، كما تزداد عمليات الإنتحار وسط الشباب المستمتع بموسيقى الحداثة وحفلاتها الصاخبة،إنه حر لكنه فقد حريته وحقه في أسرة وأم وأب وزوجة وأصدقاء ، وقد أصبح كل شيء مادي فرداني متشيئ، يرى اخته تبيع جسدها مع ملايين غيرها، في الغرب، في تجارة الرقيق الأبيض(الجنس بأنواعه،وهو جنس قانوني لاغبار عليه في مختلف العلمانيات)!
ويرى أخوه يمتهن نفس المهنة، ويرى عيادات الموت يتردد عليها أصحاب الأمراض الجنسية المختلفة، كما يرى حتى بيوت المسنين تفتح أقسامها لمرضى الإيدز(شاهدت هذا بنفسي وعشت معهم أخدمهم وأعايش أزمتهم وأسمع قصصهم، وأواسي جراحهم...ولاحول ولاقوة إلا بالله، مساكين والله).
نعم يأكل طعاما متعدد الألوان والطعوم، ويشرب المشروبات المتنوعة الرطبة واللذيذة، فيزداد شوقا إلى مزيد منها، وعلى الرغم من وفرة المال في حال عدم الأزمات الكبرى، (الآن يعاني الغرب من أزمة مالية ضخمة جدا تنهار على إثرها مؤسسات وأسر وإجتماعيات وإنسانيات ،اجساد وأرواح) إلا أنه يعاني في عمله أشد المعاناة، والأسباب كثيرة ومتعددة، بداية من نظام سلطوي مهيمن لايعرف الرحمة مع العمال بمختلف وظائفهم، كما أن نفس هذا النظام يسلبه حريته الخاصة، التي أعطاها له النظام (الأكبر) نفسه، لتكون ضمانا وأمانا نفسيا له، فترى أوقات العمل غير مناسبة لحالته المعيشية الحديثة،(إن السر في تحطيم الأسرة والعلاقات الكبرى في العائلة) فالمرأة مثلا لها صديق يعمل، وعندها منه أولاد، والأولاد لابد لهم من حضانة ومدرسة،(ومصاريف مكلفة جدا جدا) والمدرسة تطلب بالقانون أن يأتي الأولاد في المواعيد المحددة وإلا العقاب، ولا أسرة يمكنها أن تفعل ذلك بأمان نفسي وحرية (المدهش أن النساء اللائي لايعملن هن المحافظات على الأولاد ولايعانين في هذه الجزئية!) فصاحب العمل لايأبه لهذا الوضع، فيبدأ التلويح بالتهديد، (ومنها إذا لاتقدري على الإستمرار في هذا العمل عليك بالبحث عن عمل آخر!1) فترى الأم تصرخ من أنها لاتستطيع أن تقيم هذه الحياة بصورة كريمة، فتوقيت الذهاب الى العمل هو توقيت رعاية الأولاد صباحا لتوصيلهم إلى المدرسة، وصديقها أو زوجها أو زوجتها(!) تذهب في نفس التوقيت إلى المدرسة( لا "جيران" للمساعدة، ولا"اصدقاء" إلا نادرا، وبطلوع الروح!، والحق يقال!!، وغالبا لا أُم تساعد هذه الزوجة اليتيمة، في الصراع بين الإنسان والمسؤولية (والمجتمع فرداني في غالب حركته وفعاليته) حتى إن الأم قد تساعد إبنتها(بالمال!) والمال تقتطعه الدولة من الأم مرة أخرى، لكن الأم تعمل-عند إبنتها بمعرفة الدولة!- في نفس الوقت(العمل الإجباري، لكن هذه المرة عند إبنتها!!) وغالبا لاتجد الإبنة، لا"أم" تساعد في رعاية أولاد إبنتها لأنها مشغولة بحياتها المزدحمة علمانياأو دنيويا فردانيا أو جماعيا (فللأم جماعتها وعلاقاتها) ، وهنا تجد الإبنة نفسها في مأزق بين تلبية مطالب العمل ، وتلبية مسؤليتها تجاه الأبناء وتجاه جبروت الدولة العادلة(!) التي تضعها بين خيارات صعبة، بين العمل صباحا في نفس توقيت ذهاب الأولاد إلى المدرسة، فمن يذهب بالأولاد إلى المدرسة وهي ستذهب قبلهم إلى العمل، ولا حل غالبا في هذا، إلا أن تقعد من العمل وهذا ليس بإختيارها لأنها مجبرة على العمل وإلا لا قوت ولامال... وهذا مااراه في كل المؤسسات التي انخرطت فيها، وأسمع الشكوى من زميلات العمل، والشكوى بحرقة، وغالبيتهن لايجدن جوابا ولاحلا، فالأوضاع مأزومة، والسر في النظام الإجتماعي الجديد، وهيمنة الدولة على كل شيء، وتشيئ الإنسان فيها ، وعدم الإلتفات حتى لحريته في إقامة أسرة مستقرة، ومن هنا، ومن غيره، يحدث غالبا الطلاق، غير أن هذا الطلاق لايعدل الحالة بل يؤزمها ، لأن المرأة تصير وحيدة بعد أن كان لها زوج أو خدن أو صديق أو خدنة!، وفي ظل هذه الأزمة تزداد الأزمات النفسية والأمراض النفسية، وتمتلى العيادات ويقبل الناس على المسكنات(الأقراص، والمخدرات، والخمر، والبقاء للأقوى!)
وأنت كقارئ يمكنك أن تجيبني بالله عليك أو بالعلمانية عليك!، إن كنت علماني، كيف يمكن للإنسان أن يهنأ في هذا الجو الموبوء بالحرية(!!) وقد إنتزعت منه حريته الأصلية في نظام يراعي إنسانيته وحاجاته الفطرية وغير ذلك مما يخطر ببال الحقوقي او الداعية!,,إنها العلمانيات جميعها مهما حاولنا التلاعب او وصف المصطلحات.(أو حتى الوصف للمعرفة العلمية وتمييز الأمور لإستخلاص نتائج)
ومن خلف هذا النظام فلسفة إستقلال الإنسان، وهي الفلسفة العلمانية التي هي مقوم رئيس من مقومات تلك العلمانيات التي نتشدق بمصطلحاتها ونتفنن في عرضها وشرحا وكأنها لاتدل من وراء ذلك، على كل مشترك، هو استقلال الإنسان، استقلال العقل، استقلال التشريع.. بعيدا عن الدين ومقوماته في الحياة.. وتشريعاته التي تحمي الحريات والإنسانيات، وتنظم من خلال ذلك بثبات مبادئها وتغير الإجتهادات في خلق تنوع آمن وحر وعادل.
إن العلمانية هي عزل للشريعة الربانية وأصولها وأساساتها والصلة بينها وبين المشرع الأصلي والحقيقي الرحيم والخبير العادل..
مهما اختلفت صور العلمانيات وتصورنا ماهو العدل فيها ورأينا آثارها في التنظيم المادي إلا أنه بتصور نافذ في حركتها العميقة بل والسطحية سنجد المعاناة الإنسانية وفقدان الإنسان لحرية ضميره وتأزم حالته الداخلية التي تتعكر فيها سماء الحرية الممنوحة بسخاء، وعندما ينظر الإنسان في سقفها لايرى إلا سحابا داكنا وركاما من الأوهام وسقط الأحلام.. ومع ذلك إذا نظر حوله تراه لايرى إلا سيارة معينة ومأكل طيب ومشرب لذيذ (فيه من السموم الناتجة عن الرأسمالية الوقحة) ومسكن مريح واثات جميل، لكن ماذا يفيد ذلك كله وهو لايستطيع التحرك في حياته اليومية إلا متعثرا أو لاهثا أو مستعجلا ومتعجلا، او صارخا حانفا، زائغ العينين، طريد النفس والروح ، وحيدا في الجماعة العلمانية المنعزل بعضها عن بعض إلا في العمل او الحفلة السريعة الإنقضاء.. وبعدها الوحدة الخانقة.. ولاوجود للأسرة التي رميت في مزبلة علماء الإجتماعيات وعلماء النفس الغربيين لأنها من زمن البدائية القديمة وإنسانها الحجري.

إن الشر في الدولة أو الجماعة الكافرة غالب في نواح أخطر من الخير الذي نراه احيانا فيها وقد يكون هذا الخير الأخير أفضل مما تقدمه دولة مسلمة ما، ظالمة لرعاياها، في الأموال والأمان.
لماذا قال فوكو إن الإنسان قد مات في الغرب مع معرفته أن حداثته فيها مما فيها من العدل والحريات التي كتب هو نفسه فيها ، وفيها مابلغته من تعامل أفضل مع المساجين والمجانين والقتلة وأشباههم، وله كتب في تحليل تاريخ الجنون وتاريخ العقاب في الغرب وقد كان عقابا يندى له جبين الإنسان في وقت كانت حضارة الإسلام تعدل بين الناس؟
ولماذا اعترض هابرماس وجماعة مدرسة فرانكفورت-وهي أجيال ومن الجيل الثالث اريك فروم،أليس كذلك؟- اعتراضها على الظلم الغربي للإنسان وهو مانرى آثاره في الغرب نفسه مع عدم إغفال ماهو موجود (داخليا) من العدل في أمور الجسد(من نواح أيضاّ) وإطعامه، والحرية وحمايتها، حتى حرية ممارسة الجنس مع أخس الحيوانات، وحريات يشعر الإنسان منها بالغثيان والقرف.
إن العلمانيات نفي للإلهيات، ووأد للإنسانيات، ونفي للشرائع الربانية ومصدرها ونعمتها على الخلق، ورحمتها بهم، وحمايتها لأمانهم وحرياتهم وعقولهم وأسرهم....وذلك مهما تشدق رواد تلك الديمقراطية العلمانية(الأخيرة) بأنها نهاية التاريخ، يقول هاشم صالح إن الديمقراطية الحديثة هي نهاية التاريخ... وهو من أنصار العلمانية الناعمة!!، ودعاتها.


المصدر: http://vb.tafsir.net/tafsir36087/#ixzz2UefRDy2w
لايخفى عليك د عبد الرحمن الصالح ان من تستدل به علينا -عبد الله العروي-في كلامه عن مصطلح العلمانية هو علماني من نوع ديكتاتوري خاص، وافكاره تنتمي لمعسكر فاشي.، فأي علمانية ينصرها، وأي تفسير يمكن لمثل هذا ان يقدمه لنا وهو ذاته التفسيرالواقعي لما يعبر عنه!، أو التأويل الفاشي للعلمانية نفسها.
ثم نحن لانتكلم عن المصطلح او انا على الأقل فالمصطلح حمال له حمولة وواقع ، وإنما عن ماهو تحت المصطلح من معنى ومغزى، وشيخ العلمانية الأركوني(محمد أركون) تكلم عن العلمانية المتطرفة ،وعن العلمانية الناعمة،وأراد لنا الأخيرة مع شيء من الأولى!، فأما الناعمة التي ينصرها أركون فهي فتحت حدودها الناعمة للمثليين والجنس مع الحيوانات، وهي نفسها التي يشتكي منها المسلمون في فرنسا(في الأحياء) يشتكون ايضا من(إعلام العلمانية الصلبة والناعمة في آن) فمرة تلبس الدولة الفلانية الحرير العلماني ومرة تلبس الخشن من لباس الحرب على الإسلام والمسلمين!
أما السلطة العلمانية ناعمة او خشنة ،صلبة متطرفة ام ناعمة فالسيادة فيها للإنسان،(وعلى رأسه إنسان السلطة المهيمنة بصلابة قوانينها الثانية، ومنها المتغير!!) والإله ليس له موضع في تشريعاتهم وأوامرهم، قوانينهم ودساتيرهم، أما الحزب المسيحي الذي سمحت له العلمانية الناعمة أن يدخل دائره الديمقراطية فهو مشروط بشروطها اي يتحاكم إلى فلسفتها ونظرتها للكون وتشريعاتها المثلية وفي الحريات المطلقة وغيرها وحتى إذا أراد أن ينجر شيئا خاصا في هذا المجال التشريعي مثلا فلايستطيع بغير القانون والأحزاب والشعب عموما، (وكل ذلك واقع في حبائل الفلسفة المادية العلمانية المهيمنة بسلطاتها الكاملة) فهو من الصعوبة بمكان كما لايخفى عليك
فماذا تغير من الصلب إلى الناعم إلا أن سمحت العلمانية الجديدة اي في ثوبها الجديد للدين في بلادها المعينة أن يستخدم الحريات نفسها الموجودة من عقد المؤتمرات وإخراج المظاهرات والإعتراض على القوانين ولكن كصوت فاتر في وسط أمواج العلمانية العاتية في ظل وظلال ومخيال احتلال الأسطول العلماني لطول البحر وعرضه، ونشر الفكرة دياله(كلمة مغربية) في كل المؤسسات، بل خضوع المؤسسات كلها لقوانينه، فالدين في عالم العلمانية الناعمة مكانه في الكنيسة لايخرج عنها اللهم الا بالمشاركة في البرلمان بأتباعه، ومنهم مثليون شواذ!(نتيجة التأويلات العلمانية المستمرة داخل الكنائس،والمتأثرة بالخارج(العلماني) وإضطرار تلك الأحزاب لقبول الشواذ وإلا خرجوا من اللعبة ولم يبق لهم إلا الدير والمعبد، والكنيسة ومكان العبادة.
نعم تشارك الكنائس في امور انسانية كما تشارك العلمانية تماما، لكننا ننسى أهم شيء وهو السؤال الجوهري: أين الدين بالمفهوم الإسلامي، وشريعته (خليها الشريعة التي بيننا وبين معرفتها قرون وقرون كما أشرت انت!)؟ أين السيادة العليا لقوانين وثوابت هذا الدين؟، ومعلوم أن الإسلام لايقبل دور كومبارس في مسرحية هزلية بل هو جاء ليكون الدين كله لله، ومنه تتوزع الأدوار وتندرج الجماعات والفرق والأديان في عالمه وتحت ظل شريعته، كما تفعل العلمانية بسيادتها، لكن ليس الأمر(تماما) وإنما بصورة مختلفة في التأسيس والمقومات، والأصول والمفاهيم، والمبادئ والقيم..
وفي النهاية فمهما تغير التعريف بمصطلح العلمانية فإن السيادة مازالت لها، وعزل الدين عن السيادة أصل أصيل فيها مهما تغيرت الأسماء، فالمسكر واحد، والسكير شغال ليل نهار لتأسيس خمارته الكبرى التي يسكر فيها الإنسان وقد يموت من تجرع زجاجة فينتحر من الخيبة، أو من تجرع الخمر الكثير فيقتل الناس في الشوارع والمدارس بل يقتل أولاده بدم بارد.(قال ميشيل فوكو (داعية الناعمة!:العلماني الحداثي مفلسف المثلية!!)في نهاية كتاب له معبرا عن موت الإنسان العام في الغرب ب:إن الإنسان قد مات!)
نحن لاننفي أن الإنسان إذا أخذ بالأسباب والخبرة حتى من ليس عنده دين، أنه قد ينجح وقد يصيب في أمور ومسائل ، وترتيب بيته الداخلي، وإقامة نظام فيه من العدل مايمكن أن يفتتن به الناس، لكنه لايمكن أن يسعد الإنسان أو يوفر له ككيان مكرم مايلبي أشواقه ومطالبه الإنسانية الكبيرة، وماذا ينفع تقديم الطعام والشراب وتوفير المسكن والمنكح(وهي أمور وفرتها حواضر وبلاد الإسلام للناس جميعا) إذا نزعت منه روحه وخنقت أشواقه الفطرية.. ومنعت عنه بسيادتك وهيمنتك كل مايجعله موصولا بخالقه وبعلومه التي أنزلها وماينتج عن ذلك من حياة كريمة مطمئنة وتسامح وعلم منبضط بقيم وحياة منضبطة بقيم ومبادئ تُبقيه إنسانا له قلب الإنسان!
ثم المسيري هاجم العلمانية واحاديتها وسلطتها فماذا بعد؟

المصدر: http://vb.tafsir.net/tafsir36087/#ixzz2Uefeyamz

طارق منينة
05-29-2013, 10:52 AM
النص مع تعديل طفيف
لايمكن أن يقيم الإنسان وحده، فردانيا أو جماعيا، فوكويا أو هبرماسيا، ومن قبلهما روسو-ويا، أو فولتير-اويا، نظاما عادلا من كل وجه،بل الشر فيه غالب ، مهما بلغ الخير فيه المبلغ الفاتن،لأنه ينزع عن الإنسان خصائصه ومقوماته مهما منح في ظل تلك الشعارات والتطبيقات المختلفة من حماية كحماية الإنسان، المتحيون(من الحيوان) او حريته في غابة وحشية منظمة تنظيما دقيقا/ غابة لاوجود فيها لإنسان يمكن الإشارة إليه بأنه إنسان مكرم حقيقي...نعم يوجد إنسان يعاني أزمة طاحنة مهما علاها النور الذي يجذب الفراشات!
وكلمة شيخ الإسلام عن عدل الدولة الكافرة التي يقيمها الله لاتعني شرعيتها في الإسلام ولكن تعني إقرار عدلها المعين إقراره قدريا ،إقرار وجودي، من هذه الناحية لا موافقة أمرية شرعية...لأنها تفقد الكلية والشمولية والخيرية والربانية بل والإنسانية المكرمة.... والنتائج -ايضا-مكلفة للإنسانية، ذلك أن كليتها ، أي الدولة الكافرة(العادلة بين قوسين) شر غالب، وذلك من ناحية نظرتنا الكلية إلى مقوماتها وخصائصها ونهاية ونتيجة تخليقها لإنسانية الإنسان ،روحا وجسدا، فنحن كقوم كما جعلنا الله وسطا بين الإمم جعلنا الله ايضا حكما عدلا على الدول والفرق والأديان والجماعات، فلم يقل الله عن النصرانية مثلا ان أصل دينهم باطل(مع أن مجمل دينهم باطل وكفر وخروج عن الأصل) لم يقل ان كل ماهم عليه محض باطل او باطل محض بل عدَل في الحكم ، وأخبرنا أن أصل دينهم حق (الإيمان بالالهيات والنبوات والشريعة إلا أنهم قاموا بتحريفه ،كفروا فحرفوا في(أصول) الإلهيات والنبوات والشرائع) كما أخبرنا أن في رهبانيتهم حق وفي رهبانييهم رقة من الزهد على الرغم من أنه ذكر أنها رهبانية مبتدعة ،إبتدعوها ماكتبها الله عليهم، ولذلك أضرت الرهبانية وماأصلحت، مع أنها قد تكون من ناحية صنعت من أفراد زهادا وكفت شرورهم عن الخلق ، وأفردتهم في صوامع (العزلة الطوعية) لكن أين الخير السابغ من وراء الرهبانية؟
وماذا أدت إليه في النهاية؟
فكذلك العلمانيات كلها.... مهما بلغت من تنظيم الحريات وعمليات الإنتاج والإبداع. فشرها النهائي أكبر من خيرها البادي، ويمكن سماع ضجيج مستوى الشر الذي آلت إليه من كلمات نقاد عملياتها اليومية ووقائعها المخزية وصورها المتردية من روادها أنفسهم ،في الماضي القريب، والحاضر، كما يمكن رؤية ضحاياها في جولة ميدانية وإطلاعة سريعة على إحصائيات الموت والدمار الإجتماعي الذي عبر عنه كثير من فلاسفتها وعلماء الإجتماع فيها بتعبيرات مخوفة.
مامعنى فقدان الروح وموت الإنسان وغير ذلك من كلمات؟، هل هو شعور الإنسان بأنه في حاجة إلى رهبانية يتشوق فيها إلى المطلق(!) أو هندوسية ترطب له حياته المادية التي كلها عدل ونظام ؟ أم لحظة خرساء في جماعة تعبدية علمانية تتفنن في طرق لتسكين النفس كما يُرى في كثير من الجماعات التي تقيم سرادقات الفناء الجماعي للحظات تفرغ فيها صنوف الإضطراب النفسي والقلق العميق المتخفي في سراديب النفس الضعيفة.. للحظات..ثم تعود النفس منتكسة مرة أخرى.. تزداد ألما كلما رجعت إلى الحياة الواقعية من لحظات هيام مع صور جميلة(خيالية أثناء الفناء اللحظي!!) تحاول الإسترسال معها في غطة مغناطيسية جميلة الألوان والأفكار السارحة؟.
إن فقدان الروح ليس هو ذلك فقط أو هو ذلك لكن أسبابه (عظيمة وخطيرة وغائرة)في النظام العلماني(العادل!!) نفسه؟
لأنه يعطي المسكن والملبس ويحمي الإنسان من ظلم الإنسان في أمور تخص ماله او بعضا من حريته ،من نواح(ومن نواح أُخرى هناك ظلم في توزيع المال والثروات وهناك استغلال بشع)، لكنه يشرع له حياة فيها المسكرات ، الرخيصة، والجنس المطلق الرخيص، والمخدر الحشيش والمارجوانا وغيره من الأقراص والمخدرات، حياة تغيرت فيها صور الأسر والعلاقات، فقد فيها الإنسان النموذج الإنساني للأسرة الواحدة المعرفة في تاريخ الإنسان، والتي أخبرنا رواد الحداثة ومابعدها أنها أسرة ضيقة الحدود لاتناسب الحياة المعاصرة، لأننا تطورنا، وتغيرت أخلاقنا وقيمنا وصرنا إنسانيين أفضل ، عقلاء أفضل، شاعريين أعظم وأنقى شعرا ووجدانا وشعورا ولغة!
طاشت الأسرة بسبب العدل والحرية العلمانيين، وطاشت الإنسانية بإسم الإنسانية (مازلنا -في أحكامنا-في كلمات رومانسية) لكن طاشت الأحلام بإسم الأحلام والأماني بإسم الأماني.. وماذا حدث من جراء ذلك أو تبعا له، في الواقع المادي؟
كلمنا -يابن منينة-عن الواقع لاتحلق لنا في سماء مخيالك الديني الرومانسي؟
لقد زادات معاناة الإنسان وحرم النوم والراحة، وحرم العلاقات الأسرية بل والإنسانية، اللهم إلا حفلة يكون الإنسان فيها فردا،في عزلة شعورية مهما كان الصخب والضجيج حوله ومهما بلغت اللحظة الجميلة فيما حوله، ويرجع إلى بيته فردا، يتجرع فيها خمر وحدته، أو حشيشة علمانيته وفردانيته، وتمتليء من جراء ذلك ومن وراء ضجيح الحفلات، العيادات النفسية ومصحاتها التي إمتلئت بها المدن والقرى، كما تزداد عمليات الإنتحار وسط الشباب المستمتع بموسيقى الحداثة وحفلاتها الصاخبة،إنه حر لكنه فقد حريته وحقه في أسرة وأم وأب وزوجة وأصدقاء ، وقد أصبح كل شيء مادي فرداني متشيئ، يرى اخته تبيع جسدها مع ملايين غيرها، في الغرب، في تجارة الرقيق الأبيض(الجنس بأنواعه،وهو جنس قانوني لاغبار عليه في مختلف العلمانيات)!
ويرى أخوه يمتهن نفس المهنة، ويرى عيادات الموت يتردد عليها أصحاب الأمراض الجنسية المختلفة، كما يرى حتى بيوت المسنين تفتح أقسامها لمرضى الإيدز(شاهدت هذا بنفسي وعشت معهم أخدمهم وأعايش أزمتهم وأسمع قصصهم، وأواسي جراحهم...ولاحول ولاقوة إلا بالله، مساكين والله).
نعم يأكل طعاما متعدد الألوان والطعوم، ويشرب المشروبات المتنوعة الرطبة واللذيذة، فيزداد شوقا إلى مزيد منها، وعلى الرغم من وفرة المال في حال عدم الأزمات الكبرى، (الآن يعاني الغرب من أزمة مالية ضخمة جدا تنهار على إثرها مؤسسات وأسر وإجتماعيات وإنسانيات ،اجساد وأرواح) إلا أنه يعاني في عمله أشد المعاناة، والأسباب كثيرة ومتعددة، بداية من نظام سلطوي مهيمن لايعرف الرحمة مع العمال بمختلف وظائفهم، كما أن نفس هذا النظام يسلبه حريته الخاصة، التي أعطاها له النظام (الأكبر) نفسه، ( وفيه او انه السر في تحطيم الأسرة والعلاقات الكبرى في العائلة) لتكون ضمانا وأمانا نفسيا له، فترى أوقات العمل غير مناسبة لحالته المعيشية الحديثة،فالمرأة مثلا لها صديق يعمل، وعندها منه أولاد، والأولاد لابد لهم من حضانة ومدرسة،(ومصاريف مكلفة جدا جدا) والمدرسة تطلب "بالقانون،وإلا العقاب!) أن يأتي الأولاد في المواعيد المحددة ،ولا أسرة يمكنها أن تفعل ذلك بأمان نفسي وحرية ومساحة من الوقت متاحة في ظل نظام العلاقات الجديدة ومايرتبط بها من صورة مجتمع جديد عن الماضي المسيحي مثلا (المدهش أن النساء اللائي لايعملن هن المحافظات على الأولاد ولايعانين في هذه الجزئية!) فصاحب العمل لايأبه لهذا الوضع، فيبدأ التلويح بالتهديد، (ومنها إذا لاتقدري على الإستمرار في هذا العمل عليك بالبحث عن عمل آخر!1) فترى الأم تصرخ من أنها لاتستطيع أن تقيم هذه الحياة بصورة كريمة، فتوقيت الذهاب الى العمل هو توقيت رعاية الأولاد صباحا لتوصيلهم إلى المدرسة، وصديقها أو زوجها أو زوجتها(!) تذهب في نفس التوقيت إلى المدرسة( لا "جيران" للمساعدة، ولا"اصدقاء" إلا نادرا، وبطلوع الروح!، والحق يقال!!، وغالبا لا أُم تساعد هذه الزوجة اليتيمة، في الصراع بين الإنسان والمسؤولية (والمجتمع فرداني في غالب حركته وفعاليته) حتى إن الأم قد تساعد إبنتها(بالمال!) والمال تقتطعه الدولة من الأم مرة أخرى، لكن الأم تعمل-عند إبنتها بمعرفة الدولة!- في نفس الوقت(العمل الإجباري، لكن هذه المرة عند إبنتها!!) وغالبا لاتجد الإبنة، لا"أم" تساعد في رعاية أولاد إبنتها لأنها مشغولة بحياتها المزدحمة علمانياأو دنيويا فردانيا أو جماعيا (فللأم جماعتها وعلاقاتها) ، وهنا تجد الإبنة نفسها في مأزق بين تلبية مطالب العمل ، وتلبية مسؤليتها تجاه الأبناء وتجاه جبروت الدولة العادلة(!) التي تضعها بين خيارات صعبة، بين العمل صباحا في نفس توقيت ذهاب الأولاد إلى المدرسة، فمن يذهب بالأولاد إلى المدرسة وهي ستذهب قبلهم إلى العمل، ولا حل غالبا في هذا، إلا أن تقعد من العمل وهذا ليس بإختيارها لأنها مجبرة على العمل وإلا لا قوت ولامال... وهذا مااراه في كل المؤسسات التي انخرطت فيها، وأسمع الشكوى من زميلات العمل، والشكوى بحرقة، وغالبيتهن لايجدن جوابا ولاحلا، فالأوضاع مأزومة، والسر في النظام الإجتماعي الجديد، وهيمنة الدولة على كل شيء، وتشيئ الإنسان فيها ، وعدم الإلتفات حتى لحريته في إقامة أسرة مستقرة، ومن هنا، ومن غيره، يحدث غالبا الطلاق، غير أن هذا الطلاق لايعدل الحالة بل يؤزمها ، لأن المرأة تصير وحيدة بعد أن كان لها زوج أو خدن أو صديق أو خدنة!، وفي ظل هذه الأزمة تزداد الأزمات النفسية والأمراض النفسية، وتمتلى العيادات ويقبل الناس على المسكنات(الأقراص، والمخدرات، والخمر، والبقاء للأقوى!)
وأنت كقارئ يمكنك أن تجيبني بالله عليك أو بالعلمانية عليك!، إن كنت علماني، كيف يمكن للإنسان أن يهنأ في هذا الجو الموبوء بالحرية(!!) وقد إنتزعت منه حريته الأصلية في نظام يراعي إنسانيته وحاجاته الفطرية وغير ذلك مما يخطر ببال الحقوقي او الداعية!,,إنها العلمانيات جميعها مهما حاولنا التلاعب او وصف المصطلحات.(أو حتى الوصف للمعرفة العلمية وتمييز الأمور لإستخلاص نتائج)
ومن خلف هذا النظام فلسفة تهيمن وتبقع وتقع وتختبيء او تظهر فلسفة إستقلال الإنسان،(عن الله) وهي الفلسفة العلمانية التي هي مقوم رئيس من مقومات تلك العلمانيات التي نتشدق بمصطلحاتها ونتفنن في عرضها وشرحا وكأنها لاتدل من وراء ذلك، على كل مشترك، هو استقلال الإنسان، استقلال العقل، استقلال التشريع.. بعيدا عن الدين ومقوماته في الحياة.. وتشريعاته التي تحمي الحريات والإنسانيات، وتنظم من خلال ذلك بثبات مبادئها وتغير الإجتهادات في خلق تنوع آمن وحر وعادل.
إن العلمانية هي عزل للشريعة الربانية وأصولها وأساساتها والصلة بينها وبين المشرع الأصلي والحقيقي الرحيم والخبير العادل..
مهما اختلفت صور العلمانيات وتصورنا ماهو العدل فيها ورأينا آثارها في التنظيم المادي إلا أنه بتصور نافذ في حركتها العميقة بل والسطحية سنجد المعاناة الإنسانية وفقدان الإنسان لحرية ضميره وتأزم حالته الداخلية التي تتعكر فيها سماء الحرية الممنوحة بسخاء، وعندما ينظر الإنسان في سقفها لايرى إلا سحابا داكنا وركاما من الأوهام وسقط الأحلام.. ومع ذلك إذا نظر حوله تراه لايرى إلا سيارة معينة ومأكل طيب ومشرب لذيذ (فيه من السموم الناتجة عن الرأسمالية الوقحة) ومسكن مريح واثات جميل، لكن ماذا يفيد ذلك كله وهو لايستطيع التحرك في حياته اليومية إلا متعثرا أو لاهثا أو مستعجلا ومتعجلا، او صارخا حانفا، زائغ العينين، طريد النفس والروح ، وحيدا في الجماعة العلمانية المنعزل بعضها عن بعض إلا في العمل او الحفلة السريعة الإنقضاء.. وبعدها الوحدة الخانقة.. ولاوجود للأسرة التي رميت في مزبلة علماء الإجتماعيات وعلماء النفس الغربيين لأنها من زمن البدائية القديمة وإنسانها الحجري.

إن الشر في الدولة أو الجماعة الكافرة غالب في نواح أخطر من الخير الذي نراه احيانا فيها وقد يكون هذا الخير الأخير أفضل مما تقدمه دولة مسلمة ما، ظالمة لرعاياها، في الأموال والأمان.
لماذا قال فوكو إن الإنسان قد مات في الغرب مع معرفته أن حداثته فيها مما فيها من العدل والحريات التي كتب هو نفسه فيها ، وفيها مابلغته من تعامل أفضل مع المساجين والمجانين والقتلة وأشباههم، وله كتب في تحليل تاريخ الجنون وتاريخ العقاب في الغرب وقد كان عقابا يندى له جبين الإنسان في وقت كانت حضارة الإسلام تعدل بين الناس؟
ولماذا اعترض هابرماس وجماعة مدرسة فرانكفورت-وهي أجيال ومن الجيل الثالث اريك فروم،أليس كذلك؟- اعتراضها على الظلم الغربي للإنسان وهو مانرى آثاره في الغرب نفسه مع عدم إغفال ماهو موجود (داخليا) من العدل في أمور الجسد(من نواح أيضاّ) وإطعامه، والحرية وحمايتها، حتى حرية ممارسة الجنس مع أخس الحيوانات، وحريات يشعر الإنسان منها بالغثيان والقرف.
إن العلمانيات نفي للإلهيات، ووأد للإنسانيات، ونفي للشرائع الربانية ومصدرها ونعمتها على الخلق، ورحمتها بهم، وحمايتها لأمانهم وحرياتهم وعقولهم وأسرهم....وذلك مهما تشدق رواد تلك الديمقراطية العلمانية(الأخيرة) بأنها نهاية التاريخ، يقول هاشم صالح إن الديمقراطية الحديثة هي نهاية التاريخ... وهو من أنصار العلمانية الناعمة!!، ودعاتها.

طارق منينة
05-29-2013, 10:53 AM
النص مع تعديل طفيف
لايمكن أن يقيم الإنسان وحده، فردانيا أو جماعيا، فوكويا أو هبرماسيا، ومن قبلهما روسو-ويا، أو فولتير-اويا، نظاما عادلا من كل وجه،بل الشر فيه غالب ، مهما بلغ الخير فيه المبلغ الفاتن،لأنه ينزع عن الإنسان خصائصه ومقوماته مهما منح في ظل تلك الشعارات والتطبيقات المختلفة من حماية كحماية الإنسان، المتحيون(من الحيوان) او حريته في غابة وحشية منظمة تنظيما دقيقا/ غابة لاوجود فيها لإنسان يمكن الإشارة إليه بأنه إنسان مكرم حقيقي...نعم يوجد إنسان يعاني أزمة طاحنة مهما علاها النور الذي يجذب الفراشات!
وكلمة شيخ الإسلام عن عدل الدولة الكافرة التي يقيمها الله لاتعني شرعيتها في الإسلام ولكن تعني إقرار عدلها المعين إقراره قدريا ،إقرار وجودي، من هذه الناحية لا موافقة أمرية شرعية...لأنها تفقد الكلية والشمولية والخيرية والربانية بل والإنسانية المكرمة.... والنتائج -ايضا-مكلفة للإنسانية، ذلك أن كليتها ، أي الدولة الكافرة(العادلة بين قوسين) شر غالب، وذلك من ناحية نظرتنا الكلية إلى مقوماتها وخصائصها ونهاية ونتيجة تخليقها لإنسانية الإنسان ،روحا وجسدا، فنحن كقوم كما جعلنا الله وسطا بين الإمم جعلنا الله ايضا حكما عدلا على الدول والفرق والأديان والجماعات، فلم يقل الله عن النصرانية مثلا ان أصل دينهم باطل(مع أن مجمل دينهم باطل وكفر وخروج عن الأصل) لم يقل ان كل ماهم عليه محض باطل او باطل محض بل عدَل في الحكم ، وأخبرنا أن أصل دينهم حق (الإيمان بالالهيات والنبوات والشريعة إلا أنهم قاموا بتحريفه ،كفروا فحرفوا في(أصول) الإلهيات والنبوات والشرائع) كما أخبرنا أن في رهبانيتهم حق وفي رهبانييهم رقة من الزهد على الرغم من أنه ذكر أنها رهبانية مبتدعة ،إبتدعوها ماكتبها الله عليهم، ولذلك أضرت الرهبانية وماأصلحت، مع أنها قد تكون من ناحية صنعت من أفراد زهادا وكفت شرورهم عن الخلق ، وأفردتهم في صوامع (العزلة الطوعية) لكن أين الخير السابغ من وراء الرهبانية؟
وماذا أدت إليه في النهاية؟
فكذلك العلمانيات كلها.... مهما بلغت من تنظيم الحريات وعمليات الإنتاج والإبداع. فشرها النهائي أكبر من خيرها البادي، ويمكن سماع ضجيج مستوى الشر الذي آلت إليه من كلمات نقاد عملياتها اليومية ووقائعها المخزية وصورها المتردية من روادها أنفسهم ،في الماضي القريب، والحاضر، كما يمكن رؤية ضحاياها في جولة ميدانية وإطلاعة سريعة على إحصائيات الموت والدمار الإجتماعي الذي عبر عنه كثير من فلاسفتها وعلماء الإجتماع فيها بتعبيرات مخوفة.
مامعنى فقدان الروح وموت الإنسان وغير ذلك من كلمات؟، هل هو شعور الإنسان بأنه في حاجة إلى رهبانية يتشوق فيها إلى المطلق(!) أو هندوسية ترطب له حياته المادية التي كلها عدل ونظام ؟ أم لحظة خرساء في جماعة تعبدية علمانية تتفنن في طرق لتسكين النفس كما يُرى في كثير من الجماعات التي تقيم سرادقات الفناء الجماعي للحظات تفرغ فيها صنوف الإضطراب النفسي والقلق العميق المتخفي في سراديب النفس الضعيفة.. للحظات..ثم تعود النفس منتكسة مرة أخرى.. تزداد ألما كلما رجعت إلى الحياة الواقعية من لحظات هيام مع صور جميلة(خيالية أثناء الفناء اللحظي!!) تحاول الإسترسال معها في غطة مغناطيسية جميلة الألوان والأفكار السارحة؟.
إن فقدان الروح ليس هو ذلك فقط أو هو ذلك لكن أسبابه (عظيمة وخطيرة وغائرة)في النظام العلماني(العادل!!) نفسه؟
لأنه يعطي المسكن والملبس ويحمي الإنسان من ظلم الإنسان في أمور تخص ماله او بعضا من حريته ،من نواح(ومن نواح أُخرى هناك ظلم في توزيع المال والثروات وهناك استغلال بشع)، لكنه يشرع له حياة فيها المسكرات ، الرخيصة، والجنس المطلق الرخيص، والمخدر الحشيش والمارجوانا وغيره من الأقراص والمخدرات، حياة تغيرت فيها صور الأسر والعلاقات، فقد فيها الإنسان النموذج الإنساني للأسرة الواحدة المعرفة في تاريخ الإنسان، والتي أخبرنا رواد الحداثة ومابعدها أنها أسرة ضيقة الحدود لاتناسب الحياة المعاصرة، لأننا تطورنا، وتغيرت أخلاقنا وقيمنا وصرنا إنسانيين أفضل ، عقلاء أفضل، شاعريين أعظم وأنقى شعرا ووجدانا وشعورا ولغة!
طاشت الأسرة بسبب العدل والحرية العلمانيين، وطاشت الإنسانية بإسم الإنسانية (مازلنا -في أحكامنا-في كلمات رومانسية) لكن طاشت الأحلام بإسم الأحلام والأماني بإسم الأماني.. وماذا حدث من جراء ذلك أو تبعا له، في الواقع المادي؟
كلمنا -يابن منينة-عن الواقع لاتحلق لنا في سماء مخيالك الديني الرومانسي؟
لقد زادات معاناة الإنسان وحرم النوم والراحة، وحرم العلاقات الأسرية بل والإنسانية، اللهم إلا حفلة يكون الإنسان فيها فردا،في عزلة شعورية مهما كان الصخب والضجيج حوله ومهما بلغت اللحظة الجميلة فيما حوله، ويرجع إلى بيته فردا، يتجرع فيها خمر وحدته، أو حشيشة علمانيته وفردانيته، وتمتليء من جراء ذلك ومن وراء ضجيح الحفلات، العيادات النفسية ومصحاتها التي إمتلئت بها المدن والقرى، كما تزداد عمليات الإنتحار وسط الشباب المستمتع بموسيقى الحداثة وحفلاتها الصاخبة،إنه حر لكنه فقد حريته وحقه في أسرة وأم وأب وزوجة وأصدقاء ، وقد أصبح كل شيء مادي فرداني متشيئ، يرى اخته تبيع جسدها مع ملايين غيرها، في الغرب، في تجارة الرقيق الأبيض(الجنس بأنواعه،وهو جنس قانوني لاغبار عليه في مختلف العلمانيات)!
ويرى أخوه يمتهن نفس المهنة، ويرى عيادات الموت يتردد عليها أصحاب الأمراض الجنسية المختلفة، كما يرى حتى بيوت المسنين تفتح أقسامها لمرضى الإيدز(شاهدت هذا بنفسي وعشت معهم أخدمهم وأعايش أزمتهم وأسمع قصصهم، وأواسي جراحهم...ولاحول ولاقوة إلا بالله، مساكين والله).
نعم يأكل طعاما متعدد الألوان والطعوم، ويشرب المشروبات المتنوعة الرطبة واللذيذة، فيزداد شوقا إلى مزيد منها، وعلى الرغم من وفرة المال في حال عدم الأزمات الكبرى، (الآن يعاني الغرب من أزمة مالية ضخمة جدا تنهار على إثرها مؤسسات وأسر وإجتماعيات وإنسانيات ،اجساد وأرواح) إلا أنه يعاني في عمله أشد المعاناة، والأسباب كثيرة ومتعددة، بداية من نظام سلطوي مهيمن لايعرف الرحمة مع العمال بمختلف وظائفهم، كما أن نفس هذا النظام يسلبه حريته الخاصة، التي أعطاها له النظام (الأكبر) نفسه، ( وفيه او انه السر في تحطيم الأسرة والعلاقات الكبرى في العائلة) لتكون ضمانا وأمانا نفسيا له، فترى أوقات العمل غير مناسبة لحالته المعيشية الحديثة،فالمرأة مثلا لها صديق يعمل، وعندها منه أولاد، والأولاد لابد لهم من حضانة ومدرسة،(ومصاريف مكلفة جدا جدا) والمدرسة تطلب "بالقانون،وإلا العقاب!) أن يأتي الأولاد في المواعيد المحددة ،ولا أسرة يمكنها أن تفعل ذلك بأمان نفسي وحرية ومساحة من الوقت متاحة في ظل نظام العلاقات الجديدة ومايرتبط بها من صورة مجتمع جديد عن الماضي المسيحي مثلا (المدهش أن النساء اللائي لايعملن هن المحافظات على الأولاد ولايعانين في هذه الجزئية!) فصاحب العمل لايأبه لهذا الوضع، فيبدأ التلويح بالتهديد، (ومنها إذا لاتقدري على الإستمرار في هذا العمل عليك بالبحث عن عمل آخر!1) فترى الأم تصرخ من أنها لاتستطيع أن تقيم هذه الحياة بصورة كريمة، فتوقيت الذهاب الى العمل هو توقيت رعاية الأولاد صباحا لتوصيلهم إلى المدرسة، وصديقها أو زوجها أو زوجتها(!) تذهب في نفس التوقيت إلى المدرسة( لا "جيران" للمساعدة، ولا"اصدقاء" إلا نادرا، وبطلوع الروح!، والحق يقال!!، وغالبا لا أُم تساعد هذه الزوجة اليتيمة، في الصراع بين الإنسان والمسؤولية (والمجتمع فرداني في غالب حركته وفعاليته) حتى إن الأم قد تساعد إبنتها(بالمال!) والمال تقتطعه الدولة من الأم مرة أخرى، لكن الأم تعمل-عند إبنتها بمعرفة الدولة!- في نفس الوقت(العمل الإجباري، لكن هذه المرة عند إبنتها!!) وغالبا لاتجد الإبنة، لا"أم" تساعد في رعاية أولاد إبنتها لأنها مشغولة بحياتها المزدحمة علمانياأو دنيويا فردانيا أو جماعيا (فللأم جماعتها وعلاقاتها) ، وهنا تجد الإبنة نفسها في مأزق بين تلبية مطالب العمل ، وتلبية مسؤليتها تجاه الأبناء وتجاه جبروت الدولة العادلة(!) التي تضعها بين خيارات صعبة، بين العمل صباحا في نفس توقيت ذهاب الأولاد إلى المدرسة، فمن يذهب بالأولاد إلى المدرسة وهي ستذهب قبلهم إلى العمل، ولا حل غالبا في هذا، إلا أن تقعد من العمل وهذا ليس بإختيارها لأنها مجبرة على العمل وإلا لا قوت ولامال... وهذا مااراه في كل المؤسسات التي انخرطت فيها، وأسمع الشكوى من زميلات العمل، والشكوى بحرقة، وغالبيتهن لايجدن جوابا ولاحلا، فالأوضاع مأزومة، والسر في النظام الإجتماعي الجديد، وهيمنة الدولة على كل شيء، وتشيئ الإنسان فيها ، وعدم الإلتفات حتى لحريته في إقامة أسرة مستقرة، ومن هنا، ومن غيره، يحدث غالبا الطلاق، غير أن هذا الطلاق لايعدل الحالة بل يؤزمها ، لأن المرأة تصير وحيدة بعد أن كان لها زوج أو خدن أو صديق أو خدنة!، وفي ظل هذه الأزمة تزداد الأزمات النفسية والأمراض النفسية، وتمتلى العيادات ويقبل الناس على المسكنات(الأقراص، والمخدرات، والخمر، والبقاء للأقوى!)
وأنت كقارئ يمكنك أن تجيبني بالله عليك أو بالعلمانية عليك!، إن كنت علماني، كيف يمكن للإنسان أن يهنأ في هذا الجو الموبوء بالحرية(!!) وقد إنتزعت منه حريته الأصلية في نظام يراعي إنسانيته وحاجاته الفطرية وغير ذلك مما يخطر ببال الحقوقي او الداعية!,,إنها العلمانيات جميعها مهما حاولنا التلاعب او وصف المصطلحات.(أو حتى الوصف للمعرفة العلمية وتمييز الأمور لإستخلاص نتائج)
ومن خلف هذا النظام فلسفة تهيمن وتبقع وتقع وتختبيء او تظهر فلسفة إستقلال الإنسان،(عن الله) وهي الفلسفة العلمانية التي هي مقوم رئيس من مقومات تلك العلمانيات التي نتشدق بمصطلحاتها ونتفنن في عرضها وشرحا وكأنها لاتدل من وراء ذلك، على كل مشترك، هو استقلال الإنسان، استقلال العقل، استقلال التشريع.. بعيدا عن الدين ومقوماته في الحياة.. وتشريعاته التي تحمي الحريات والإنسانيات، وتنظم من خلال ذلك بثبات مبادئها وتغير الإجتهادات في خلق تنوع آمن وحر وعادل.
إن العلمانية هي عزل للشريعة الربانية وأصولها وأساساتها والصلة بينها وبين المشرع الأصلي والحقيقي الرحيم والخبير العادل..
مهما اختلفت صور العلمانيات وتصورنا ماهو العدل فيها ورأينا آثارها في التنظيم المادي إلا أنه بتصور نافذ في حركتها العميقة بل والسطحية سنجد المعاناة الإنسانية وفقدان الإنسان لحرية ضميره وتأزم حالته الداخلية التي تتعكر فيها سماء الحرية الممنوحة بسخاء، وعندما ينظر الإنسان في سقفها لايرى إلا سحابا داكنا وركاما من الأوهام وسقط الأحلام.. ومع ذلك إذا نظر حوله تراه لايرى إلا سيارة معينة ومأكل طيب ومشرب لذيذ (فيه من السموم الناتجة عن الرأسمالية الوقحة) ومسكن مريح واثات جميل، لكن ماذا يفيد ذلك كله وهو لايستطيع التحرك في حياته اليومية إلا متعثرا أو لاهثا أو مستعجلا ومتعجلا، او صارخا حانفا، زائغ العينين، طريد النفس والروح ، وحيدا في الجماعة العلمانية المنعزل بعضها عن بعض إلا في العمل او الحفلة السريعة الإنقضاء.. وبعدها الوحدة الخانقة.. ولاوجود للأسرة التي رميت في مزبلة علماء الإجتماعيات وعلماء النفس الغربيين لأنها من زمن البدائية القديمة وإنسانها الحجري.

إن الشر في الدولة أو الجماعة الكافرة غالب في نواح أخطر من الخير الذي نراه احيانا فيها وقد يكون هذا الخير الأخير أفضل مما تقدمه دولة مسلمة ما، ظالمة لرعاياها، في الأموال والأمان.
لماذا قال فوكو إن الإنسان قد مات في الغرب مع معرفته أن حداثته فيها مما فيها من العدل والحريات التي كتب هو نفسه فيها ، وفيها مابلغته من تعامل أفضل مع المساجين والمجانين والقتلة وأشباههم، وله كتب في تحليل تاريخ الجنون وتاريخ العقاب في الغرب وقد كان عقابا يندى له جبين الإنسان في وقت كانت حضارة الإسلام تعدل بين الناس؟
ولماذا اعترض هابرماس وجماعة مدرسة فرانكفورت-وهي أجيال ومن الجيل الثالث اريك فروم،أليس كذلك؟- اعتراضها على الظلم الغربي للإنسان وهو مانرى آثاره في الغرب نفسه مع عدم إغفال ماهو موجود (داخليا) من العدل في أمور الجسد(من نواح أيضاّ) وإطعامه، والحرية وحمايتها، حتى حرية ممارسة الجنس مع أخس الحيوانات، وحريات يشعر الإنسان منها بالغثيان والقرف.
إن العلمانيات نفي للإلهيات، ووأد للإنسانيات، ونفي للشرائع الربانية ومصدرها ونعمتها على الخلق، ورحمتها بهم، وحمايتها لأمانهم وحرياتهم وعقولهم وأسرهم....وذلك مهما تشدق رواد تلك الديمقراطية العلمانية(الأخيرة) بأنها نهاية التاريخ، يقول هاشم صالح إن الديمقراطية الحديثة هي نهاية التاريخ... وهو من أنصار العلمانية الناعمة!!، ودعاتها.

متعلم أمازيغي
06-07-2013, 02:39 PM
أستاذي الحبيب طارق، اسمح لي أن أشاركك بمقال متواضع حررته ردا على الكتاب الذي كنا تحدثنا عنه للدكتور العلماني هاشم صالح "الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ"، و الذي قال بأنه سيقرأ فيه ما يحصل في العالم العربي على ضوء الفلسفة التاريخية لهيجل...
و المقال نُشر لي في جريدة هيسبريس
http://hespress.com/writers/80763.html

هل يمكن قراءة الواقع العربي على ضوء فلسفة التاريخ الهيجلية؟


في سياق التفاعل الفكري مع الانتفاضات التي عرفها العالم العربي أصدر الباحث السوري مترجم أعمال المفكر محمد أركون الدكتور هاشم صالح كتابا بعنوان "الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ" عن دار الساقي، و هو عنوان كبير و مثير، و قراءة الواقع العربي على ضوء معطيات الماضي، استشرافا للمستقبل و استباقا لأحداثه، هي مهمة فعلا منوطة بالمفكرين، لكنها ليست بالمهمة السهلة، فإن تقديم قراءة في فلسفة التاريخ العربي، تستوجب قراءة متمعنة، لا في أحداثه السياسية فحسب، خاصة أن هاشم صالح يعد في كتابه بقراءة الواقع العربي على ضوء فلسفة التاريخية الهيجلية، بل عليه أن يعرج أولا على تاريخ الأفكار، إذ من المعلوم أن هيجل مفكر مثالي، بالمعنى الفلسفي لمفهوم "مثالية"، أي يقول بأسبقية الأفكار و تأثيرها و توجيهها للتاريخ البشري.

في الواقع د. هاشم صالح لم يفعل شيئا من ذلك، بالعكس فإن من يقرأ كتابه هذا يصاب بالذهول و يظل مشدوها من شتات الأفكار، بحيث لا تكاد معه تجد خيطا ناظما، حتى إنه يمكن القول أن عنوان الكتاب لا يمت بصلة لمضمونه، فالكتاب في مجمله "ملحمة شتائمية" بامتياز، كال فيه كل أنواع السب و الشتم لخصومه الايديولوجيين الذين اعتلوا سدة الحكم بعد أحداث الانتفاضات العربية، و يذهب في سبه هذا إلى درجة وصف فيها ما يحدث بأنه "التاريخ يتقيأ خبائثه" تبعا لنظرية "مكر العقل" التي قال بها الفيلسوف الألماني هيجل، بمعنى أن التاريخ الآن قبل أن يفوض مفاتيحه لزملائه الليبراليين لا بد أن يتخلص من درنه و نجسه المتمثل في الإسلاميين، و هذا ما حدث الآن، و هذا من مكر التاريخ.

وفي الحقيقة فإن د. هاشم صالح أساء فهم المفهوم الهيغلي "مكر العقل"، فالأصل أن المفهوم ديني ثيولوجي بامتياز علمنه الفيلسوف الألماني، إن الأصل في مكر العقل هو "مكر الله"، و المكر هنا كما يقصده هيغل لا يختلف في شيء عن صفة المكر التي ينسبها الله لنفسه في القرآن، بمعنى أن يكون المكر الذي يوظفه "أعداء الله" للنيل من رسالته و معارضتها شرا عليهم لا خيرا بحيث تحقق أهدافه هو سبحانه و تعالى، بالضبط كما كان المكر اليهودي ضد عيسى شرا على صاحب فكرة المكر بالنبي المسيح، و هكذا فإن المكر التاريخي كما يفهمه هيجل يعني ببساطة، تورط أعداء الحرية أنفسهم في تحقيق أهدافها، و إذا علمنا أن أصل الحرية عند هيجل هي الدولة، لزم منه أن لا يكون المستقبل حسب فلسفة التاريخ الهيجلية لليبرالية كما يفهمها هاشم صالح، الحرية المتسيبة التي يعبر عنها بقوله " أنا لست ضد رجال الدين بالمطلق بشرط أن يتركونا نشرب عرقا و ويسكي و نسمع الجاز و الموسيقى الكلاسيكية و نغازل الآنسات و السيدات.. و بقية الحريات" [1]، إن تحقيق وعي الإنسان بذاته و هي الحرية التي يقصدها هيجل لا يمكن أن تتجسد إلا من خلال قيام كيان سياسي "دولة"، هذا هو مقصود هيجل من الحرية، و ليس ما فهمه هاشم صالح، بل و الأدهى أن الدولة التي نظر لها هيجل ديكتاتورية إلى حد أن البعض ربط بين انتشار الاستبداد و الطغيان في ألمانيا النازية و فلسفة هيجل [2].

نقد فلسفة التاريخ :

كان سلفنا يقولون "أثبت العرش ثم انقش"، و يذكرون ذلك في إطار عدم التسليم بالأساس الذي يبني عليه الخصم حجته، و إذا أردنا أن نسقط هذا المثل على موضوعنا سنقول كان على هاشم صالح أن يثبت صحة الأساس الذي بنى عليه تصوره، أقصد أن يبين قدرة فلسفة التاريخ على احتواء الماضي و التنبؤ بالمستقبل، و إثبات موضوعية المبحث، و أنه لا تشوبه أية نزعات إيديولوجية، و بعد ذلك أن يوغل في تعميق رؤيته المنهجية فيبين جدوائية الفلسفة التاريخية المثالية التي يحمل لواءها هيجل، و ينقض الفلسفات التاريخية الأخرى، سواء تلك التي تشارك هيجل في الإيمان بالتقدم المطرد رغم اختلافها معه حول المحرك الأساسي للتاريخ، و من باب أولى أن ينسف فلسفة التاريخ التعاقبية، أي تلك التي تؤمن بالسير الدوراني للتاريخ. و د هاشم صالح لم يفعل شيئا من ذلك، بل إنما عرف فلسفة التاريخ الهيجلية في كلمات يتيمة ثم مضى يسرد النتائج التي سيؤول إليها الواقع العربي، من غير هاد أو مرشد سوى أهواء النفس.

إن ما قد يجهله هاشم صالح أو يتجاهله – و هو ما يبدو واضحا من كتابه هذا- أن فلسفة التاريخ ليس مبحثا ينأى عن النزعات الايديولوجية التي توجه كل فيلسوف، و هو عندما يقول مثلا " البعض يخشى هيمنة الإخوان المسلمين على المرحلة المقبلة و قطف ثمار كل هذه الثورات التي انطلقت بشكل عفوي خارج إطار الإخوان و غير الإخوان .. و لكن نرجو أن تكون هذه الهيمنة مؤقتة أو مرحلية فقط، عندئذ يتحول السلب إلى إيجاب و ذلك طبقا لفلسفة التاريخ الهيجيلية التي أرتكز عليها في هذا الكتاب و التي تقول لا يمكن تجاوز المرحلة التراثية المتجذرة في أعماق الجماهير قبل المرور بها و الاكتواء بحر نارها" [3] فإنه يبدو أشد دوغمائية و إطلاقية من أولئك الذين يشتد نكيره عليهم عندما يقولون "قال ابن تيمية أو قال الغزالي" أو غيره من رموز التراث كما يسميهم.

إن فلسفة التاريخ ليست تنأى عن النزعات الإيديولوجية التي يخضع لها كل فيلسوف و تشكل قوامه الفكري، و إنما هي مرتع خصب يفرغ فيها كل فيلسوف جملة النظريات التي يتبناها، من هنا نفهم الاختلافات التي نشبت بين من من خاض في هذه الفلسفة، و التمييزات ذات الدلالة العميقة في تأكيد هذا الخلاف، بين فلسفة تاريخ مثالية و أخرى مادية، ليس هذا فحسب بل إن تحوير و تغيير الموضوع الذي تهتم به فلسفة التاريخ من التأمل إلى النقد، لم يكن ليحصل لولا هاجس المستقبل الذي يدهس كل أسس الموضوعية و التجرد في البحث، لقد كانت الليبرالية البرجوازية في عز انتصاراتها لما كان التاريخ في صالحها تتحدث عن التطور وعن فلسفة تقدمية للتاريخ، لكن عندما ظهر ماركس و بشر بحقبة أخرى صار البحث في التاريخ من وجهة النظر فلسفية تميل إلى الهدم و التشكيك، لم يعد الحدث التاريخي مسلمة، ولا الوثيقة التي يعتمد عليها المؤرخ معطى جاهز يمكننا مباشرة أن نأخذ ما فيها من معلومات، و دافع هذا التحول هو الطعن في الدورة التاريخية التي قدمها ماركس و التي تبدأ من الشيوعية الأولى و تنتهي بالشيوعية الثانية كمرحلة لاحقة على الرأسمالية [4]، و هكذا اتجهت الأنظار من تأمل التاريخ كمسار له هدف معين، إلى نقد أدواته و ذلك من أجل الضرب في الأسس التي قامت عليها الماركسية، و ما يزكي هذا الطرح الذي يعزو الانتقال من فلسفة التاريخ التأملية إلى فلسفة التاريخ النقدية إلى دوافع إيديولوجية، عودة الليبراليين إلى تأمل التاريخ كمسار له هدف غاية بعد سقوط الاتحاد السوفييتي و انكماش إيديولوجيته، لقد تحدث الليبراليون مباشرة عن فلسفة التاريخ مستلهمين هيجل و نظرية التايموس الأفلاطونية، و تحدثوا عن الليبرالية كآخر نمط حضاري تعرفه البشرية [5].

و فلسفة التاريخ ككل هي تحوير علماني لمبدأ ديني، و هو ما يزكي ما ذكرناه سابقا من تدخل الأهواء في نسج خيوط المبحث، يقول أحد الباحثين : "لابد من الاعتراض على فلسفة التاريخ المنقولة إلينا بجلها و دقها، ذلك أن هذه الفلسفة لم تكن –كما يظن- إبداعا عقليا مبنيا على دراسات علمية للظواهر التاريخية و إنما كانت في أصلها ثمرة صياغة علمانية لخبر له أصل في التوراة، و مضمون هذا الخبر عند جمهور اليهود هو أن المسيح لم تتم بعثته بعد و أنه لن يبعث إلا في آخر الزمان لينهي الخطيئة و يقيم الحياة الكاملة في الأرض." [6].

و د.هاشم صالح و هو يوظف فلسفة التاريخ الهيجلية ليبشر من خلالها بالمستقبل الواعد الذي ينتظر الليبرالبية لم يلق بالا لهذه النزعات التي تتخلل فلسفة التاريخ ككل، و هو ما يفرض كخطوة منهجية الاحتفاظ بهامش الحذر في التعاطي مع هكذا مباحث، بل إنه أساء بشكل كبير للأسس التي قامت عليها فلسفة تاريخ هيجل نفسها. كيف ذلك؟

إن هيجل إذ يصرح بأن العقل أو الروح هي التي تحكم العالم و مساره التاريخي عندما يقول : "إن العقل يسيطر على العالم، و أن تاريخ العالم بالتالي يتمثل أمامنا بوصفه مسارا عقليا" [7]، دعى إلى ضرورة قيام هذه الفلسفة المثالية -التي تعزو تحريك التاريخ و تغييره في اتجاه تقدمي مطرد إلى الفكر- على دعامات واقعية تاريخية لا متخيلة ميتافيزيقية، إن فلسفة التاريخ هي حصيلة نظرة معمقة متعالية على التاريخ، تحاول استجلاء محددين : الغاية والعلة، غاية التاريخ و علته، إنه لا بد من الوقوف على الوقائع و الأحداث التاريخية التي تخفي وراءها فلسفة التاريخ و طبيعته التقدمية من أجل تحديد فصول الديالكتيك، و هذا ما عبر عنه هيجل باختصار بقوله : " ينبغي أن نتبنى بأمانة كل ما هو تاريخي" [8]، و السؤال هنا : هل قدم هاشم صالح قراءة في تاريخ الأفكار في العالم الإسلامي؟ هل وظف قانون الديالكتيك الذي طبقه هيجل على التاريخ الغربي؟ إذا كان تاريخ الفكر يتمثل في الفكرة و نقيضها و مركب الفكرة و نقيضها، و التي تصير فيما بعد محل اعتراض فكرة أخرى مناقضة لها و هكذا، فماذا كان قبل المرحلة التراثية؟ بل و هل مجرد اعتلاء الاسلاميين سدة الحكم برهان على إسلامية الحضارة المنتشرة الآن؟ خاصة أن هيجل إذ يبرز مكونات ديالكتيكه لا يحتكم إلى التاريخ السياسي و إنما إلى تاريخ الفكر، يقول أحدهم و هو يشرح معالم الديالكتيك الهيجلي : "إن كل تغيير يمر من خلال دورة ذات مراحل ثلاث هي الفكرة و هي عملية تأكيد و توحيد و النقيض و هو يعبر عن عملية انفصال عن الفكرة و نفي لها، و المركب و هو توحيد جديد يوائم بين الفكرة و النقيض" [9].

إن فلسفة هيجل التاريخية ليست بالبسيطة، لأنها حصيلة تأملات متعددة في الفلسفات السابقة استطاع هيجل أن يضمنها في قالب فلسفي متين، إن كل عنصر من العناصر الرئيسية في فلسفة هيجل للتاريخ –يقول كولنغوود- "مشتق من أسلافه و لكنه ألف بين آرائهم في قدرة فائقة، فخلق منها نظرية متماسكة موحدة إلى الحد الذي يتطلب دراسة كاملة بوصفها نظرية مستقلة" [10].

واحتكام هيجل إلى الأفكار في بناء نسقه الديالكتيكي يتبين كذلك في تقسيمه للمجتمعات إلى "ما قبل تاريخي" و "تاريخي"، فالمجتمعات التاريخية هي تلك بلغت من الوعي العقلي الذي يمكنها من التعالي على الطبيعة و السيطرة عليها، صحيح أن الوعي بالذات في الفلسفة الهيجلية يرتبط بقيام تجمعات سياسية في هيأة دولة، لكن الفكر سابق على السياسة في الفلسفة الهيجلية، إن "تاريخ العالم ليس سوى صراع من جانب الروح لكي تصل إلى هذه المرحلة : مرحلة الوعي الذاتي، أعني المرحلة التي تكون فيها حرة عندما تستحوذ على العالم و التعرف عليه على أنه ملك لها". [11]

إذا كان د.هاشم صالح أساء توظيف فلسفة التاريخ الهيجلية، باحتكامه إلى التاريخ السياسي للحظة الراهنة، تبين أن خطأه مزدوج، ذلك أن فلسفة هيجل التاريخية ليست حقيقة مطلقة، و لم تسلم من الانتقادات، فهيجل نفسه كما قال مترجم كتابه في فلسفة التاريخ "قد عرف الشيء الكثير عن المسار الذي ينبغي أن يسلكه التاريخ قبل أن يعرف وقائع تاريخية على الإطلاق" [12]، لقد آمن هيجل إيمانا بلا برهان أن التاريخ يجب أن يسير في مسار تقدمي تطوري ثم اتجه إلى التاريخ يبحث عن مشروعية لهذا الاعتقاد. كما أن فلسفة هيجل لم تكن إنسانية، بل كانت تعج بالأحكام العنصرية من تحقير للأمم الأخرى و ازرائها، و قد أشار إمام إلى أن "أحديث هيجل عن الهنود الحمر و عن الزنوج، تثير السخط و الحنق، و تمثل ظاهرة غير إنسانية على الإطلاق" [13]، كما آمن بجبرية جغرافية، و رأى أن شعوبا دون أخرى هي التي تحقق ثورات هائلة تسير بها نحو معانقة الحرية، و أما بعض الشعوب الأخرى فقدرها أن تظل متمرغة في تخلفها [14]، هذا فضلا عن الانحياز القومي للألمان و اعتباره لدول الشرق بأنها لم تعرف الحرية [15].

ولعل من أهم الاعتراضات التي وجهت لمن يرى بأن التاريخ يسير في اتجاه واحد نحو التقدم، هي تلك التي أوردها الفيلسوف كارل بوبر، فعند الفيلسوف سعي دعاة التقدم و التطور نحو السيطرة العلمية على الطبيعة الإنسانية من أجل الوصول إلى الإنسان الأسمى إنما هو سعي انتحاري خطير لا يدرك هؤلاء مدى خطورته على مستقبل الإنسانية، ذلك أن ينبوع التطور ومصدره الأوحد كما أبرز كارل بوبر هو الغنى و الرثاء الثقافي و الحضاري الذي يصير مادة للانتخاب [16].

في الختام، من المؤسف حقا أن يخرج مقلدة الحداثيين بعناوين براقة توحي بجدية في الطرح، لكن عندما تتوغل في مضامين ما جاؤوا به، تجدك مشدوها مذهولا، من قصور تنظيري لا مثيل له، بل و سوء فهم للفلسفة التي يتكئون عليها في مقاراباتهم الفكرية. إنهم في الحقيقة يتزينون بهذه العناوين و يتخفون وراءها ثم يطلقون العنان للسان لينطلق في سب الخصوم و كيل الشتائم لهم. إن الفلسفة لم تكن يوما مصدرا لحقيقة مطلقة، الفلسفة تقدم مجالا خصبا لتبادل الأفكار، و تتأثر بمجالها التداولي بشكل كبير، هذا إن لم تكن إفرازا مباشرا لها، من هنا لا يمكن أن نورد فلسفة انطلقت من معطيات بيئة مغايرة لنسقطها علينا إسقاطا ممسوخا لا يسلم هو الآخر من سوء توظيف.

[1] هاشم صالح، الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ، دار الساقي، ط1، بيروت، 2013. ص 95.

[2] جان هيبوليت، مكر العقل و التاريخ عند هيجل. مقال ترجمه : فؤاد بن أحمد.
http://www.aljabriabed.net/n56_11fouad.htm

[3] هاشم صالح، الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ، ص 77.

[4] انظر تفاصيل التحول في :
التاريخ و الفلسفة : ملاحظات حول إشكالية الأصالة و المعاصرة، ضمن :
محمد عابد الجابري، التراث و الحداثة : دراسات و مناقشات. مركز دراسات الوحدة العربية، ط 3، بيروت، 2006. ص 95 و ما بعدها.
البحث نفسه في :
محمد عابد الجابري، من أجل رؤية تقدمية لبعض مشكلاتنا الفكرية، مطبعة دار النشر المغربية، ط 4. 1983. ص 83 و ما بعدها.

(5) انظر : فرانسيس فوكوياما، نهاية التاريخ و الإنسان الأخير. ترجمة د.فؤاد شاهين و آخرون. مركز الإنماء القومي. بيروت. 1993.

[6] طه عبد الرحمن، الحق العربي في الاختلاف الفلسفي. المركز الثقافي العربي. ط2. 2006. ص 73.

[7] هيجل، محاضرات في فلسفة التاريخ، ترجمة إمام عبد الفتاح. بيروت. 1983. ص 78.

[8] نفسه، ص 80.

[9] أرمان كوفيليه، مدخل إلى علم الاجتماع، ترجمة نبيه صقر، ط 2، منشورات عويدات، بيروت، 1980، ص 54-55.

[10] كولنجوود، فكرة التاريخ، ترجمة محمد بكر خليل، مصر، 1961. ص 211.

[11] هيجل، محاضرات في فلسفة التاريخ، ص 48.

[12] هيجل، محاضرات في فلسفة التاريخ، ص 58.$

[13] نفسه، ص 59.

[14] نفسه، ص62-63.

[15] ويد جيري، المذاهب الكبرى في التاريخ من كونفوشيوس إلى توينبي، ترجمة ذوقان قرقوط، بيروت، 1979. ص 234.

[16] كارل بوبر، بؤس التاريخية، ترجمة سامر عبد الجبار المطلبي، بغداد، 1988. ص 170.

طارق منينة
06-08-2013, 08:21 AM
شكرا حبيبي عادل
اعتمد هاشم صالح على فلسفة نيتشه الإنقلابية الجدلية ، في مواضع من كتبه، في رفض الإسلام كما أنزله الله بقيمه وشرائعه وعقائده عن الإنسان والعلم والحرية وضوابطها وشروطها كما اعتمد على فلسفة هيجل في كتابه الإنتفاضات العربية في ضوء فلسفة التاريخ) ، ،مع ان هيجل هو الفيلسوف الذي برر الدكتاتورية البروسية ورفع ملك بروسيا لدرجة المسيح (الدرجة الغربية!!)، لقد أغفل هاشم صالح وهو يسرد لنا الفكر النيتشوي في سبيله لتهديم التصورات الحقيقية عن الإسلام، أغفل وحجب صرخة نيتشه-نفسه- التي كان قد اطلقها في كتابه المسمى(عدو المسيح)، والذي صرخ متألما فاقد الحيلة،محتار ضال،يرى الطريق مسدودا أمامه،صرخ صرخته المشهورة أن الكنيسة منعت عن أوروبا الحقائق عن الحضارة الإسلامية،الحضارة التي علمت الغرب العلوم!!،وخلقت فيها الفهوم .. قال نيتشه ان حضارة الاندلس أو(العالم الغرائبي لحضارة العرب في اسبانيا)اقرب الينا من اليونان والرومان والتي تتناسب مع شعورنا وذوقنا ، واضاف ان "الكنيسة حرمتنا من ثمار حضارة الاسلام" (ص179) وهو من قال ان المسلمين هم من علموا اوروبا النظافة كما مدح قرطبة الغنية بالعلم والسماحة، والنظافة والفنون (نفس الكتاب ص65) وذكر كيف ان الكنيسة كانت تقاوم حتى النظافة ومن ذلك اغلاقها حمامات قرطبة بعد طرد المسلمين ,ويقول ان الإسلام لدى احتقاره للمسيحية يمتلك الف حق ! (انظر ص 65)
لقد أطلقها نيتشه صرخة غاضبة وهو يهدم البنيان المسيحي وأثاره وغباره -في كتابه-وأيضا وهو يقتل رب المسيحية المصلوب في فكره وأدبه (في كتابه :عدو المسيح)، نعم صرخة أطلقها نيتشه، قبل أن يموت ويُميت معه ربه المصلوب ، وهي الصرخة المدوية الصريحة الأولى في صراحتها، قبل أن يموت الإنسان،أيضا، على يد فوكو وغيره ، وهي الصرخة الثانية-موت الإنسان- التي انطلقت بعد ذلك من فرنسا الحريات!، الصرخة الأوروبية الثانية والحديثة!!، والسؤال الآن هو: لماذا ساوى العلمانيين العرب بين المسيحية التي حجبت الحضارة ومنعت النظافة وحجبت العلم الطبيعي ،وحجبت الإنسان عن عالمه وسنن كونه ، وعبدت المصلوب تاركة الدنيا خربة عطبة لاتلوي على شيء؟، لماذا ساوى هاشم صالح بينها ، وهي الظالمة لأهلها، وبين الإسلام الذي اخرج الحضارة القيمية العلمية النظيفة للعالم، والتي كان خيرها لأهلها وغير أهلها؟ لماذا ساووا بين ماصرخ منه نيتشه منكرا ومتنكرا، وبين ماصرخ من أجل إضاءاته ونظافته المحجوبة بسبب بغضاء كنسية استمرت قرونا ولوثت الأجواء ومعامل الفكر والنظر!؟ أليس في تلك الصرخة النيتشية تفرقة صارخة واضحة -فرقان -بين الإسلام وحضارته وبين إنغلاق الفكر المسيحي وديانته؟ فلماذا يرمي أركون وهاشم صالح الإسلام والمصحف بالإنغلاق مع انه هو -هو نفسه لامصحف غيره ولا قرآن غيره ولا وحي غيره ولاتنزيل غيره ولا رسالة غيره-الذي دفع الأمة للإجتهاد والإنفتاح على سنن الكون وإنشاء العلوم والتقنيات العلمية والعملية وعالم الإنتاج التكنولوجي المعلوم في التاريخ؟
وعلماء الإسلام الذين انتجوا الحضارة العلمية الربانية الدينية التقنية بالإنغلاق؟ إن المساواة بين الإسلام والكنيسة، والإنجيل والقرآن، هو التحريف الكبير والتلبيس العظيم والفضيحة الكبرى التي وقع فيها العقل العلماني وهو الشيء الذي دفعه لإهانة القرآن ونقد القرآن وتحريف تأويل القرآن كما أوله الله نفسه وفسره النبي نفسه وبين حقيقته رب العالمين نفسه.
إنها الجريمة الكبرى، أي رمي الإسلام بما قال نيتشه إنه برئ منه، جريمة رمي المصحف ومبادئه وثوابته بالإنغلاق وعمل الإنسداد التاريخي، إن هاشم صالح وأركون عموا عن الحقيقة لأسباب متراكمة في نفوسهم ، ومنها فراغ البيئة الشيعية -المكونة المشكلة لنفوسهم ،التي خرجوا منها ، وإبتعثوا من منظموتها الجاهلة، فراغ تلك البيئة الشيعية من آليات وعلوم حقيقية تفرق بين الإسلام والمسيحية، في الإعتقاد والشريعة والعقل والمنهج والنظرة للإنسان والكون والحياة، والعلم والسبب، والإخلاق والقيم العلمية والكونية...
لاشك أن جريمة نيتشه هي عدم البحث عن المصدر الذي شغل العقل الإسلامي وثور الجغرافيا البشرية والأرضية في عالم المسلمين؟
ان تنبؤات هاشم صالح الأخيرة ، المبثوثة كالخيبة بين كلماته في كتابه(الإنتفاضات العربية في ضوء فلسفة التاريخ)، أن عقائد هذا الدين ستنهزم على يد الفكر العلماني الحداثي ،هي تنبؤات خائبة متذمرة، هذا هو دافعها الأصيل وصرخها العليل، والله الأعلى وهو نعم المولى والمعز النصير
https://www.facebook.com/tarekaboomi...67152540129900

المصدر: http://vb.tafsir.net/forum17/thread33218-2.html#post204218#ixzz2VbDBpxeX

متعلم أمازيغي
06-09-2013, 02:49 PM
بارك الله فيك عزيزي طارق.
المد العلماني على المستوى الفكري بدأ يتقلص مع وفاة أعمدة هذا الفكر كنصر حامد و أركون و الجابري و جمال البنا و غيرهم، و لم يبق إلا تلامذتهم، و هؤلاء في الحقيقة ليسوا في مستوى أساتذتهم.
من الطرائف التي رواها لس أحد الباحثين الأصدقاء، أنه التقى بهاشم صالح في "مراكش" عند افتتاح المؤسسة العلمانية "مؤمنون بلا حدود"، فسأل هاشم عن جديده فقال له أعد دراسة جديدة عن قراءة النص ههههه، فقال لي صديقي هذا مازحا "حتى إن قام بدراسة ما فلن تكون إلا من جنس سخافته الأخيرة الانتفاضات العربية.."، ثم أضاف قائلا "هاشم انتهى بانتهاء أركون".. و فعلا فمن يرى كتبه التي ألفها ابتداء يجدها كتبا تدريسية و تعليمية عادية جدا، مثل كتابه مدخل إلى التنوير الاوروبي.
لكن مع ذلك أعتقد أن نهاية المد العلماني فكريا لا يعني ظهور الفكر الإسلامي الأصيل، لأن هذا الأخير في الحقيقة لم يخط خطوات جادة في طريق التجديد، و لو على مستوى الخطاب فقط... مهمة المفكر الإسلامي هي تقريب الفكر الإسلامي في حلة جديدة يقبلها هذا الجيل الصاعد.
نعم هناك دراسات تنتقد الفكر العلماني، مثل دراستك أستاذ طريق، و الدراسة التي قام بها أحمد إدريس الطعان، لكن الملاحظ أن هذه الدراسة تهدم الفكر العلماني، أما بناء فكر إسلامي، فهذا قليل، و هذه القلة للاسف غير مشهورة، مثل علي عزت بيجوفيتش و الفصل الثاني من كتابه الاسلام بين الشرق و الغرب الذي عرف فيه بالإسلام و أظهره فكرا عالميا رائعا و طه عبد الرحمن و أبو يعرب المرزوقي..

طارق منينة
09-04-2013, 03:23 PM
من المعلوم استاذ عبد الرحمن ان النعيم تلميذ لمحمود محمد طه في كتابه نحو تطوير التشريع الإسلامي ترجمة وتقديم حسين احمد امين،(انظر ص25) وقد صدر الكتاب أولا،باللغة الإنجليزية.
وكتابه هذا اصدار مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان(سلسلة قضايا الإصلاح رقم7)
قال عن مضمون كتابه هذا أن عرض لعمل استاذه وهو التوفيق بين التعاليم الإسلامية ، ومقتضيات المعاصرة(ص17)، وقال ايضا:" وفي هذا الكتاب الذي بين أيدينا عرض واف لهذه الفكرة ولغيرها من الأفكار التي نادى بها المرحوم الإستاذ محمود محمد طه"(ص17) وأنه بعد مقتل أستاذه كما قال وقمع حركته:" استقر عزمي وهمي الأول كأحد المنتسبين لتلك الحركة على إشاعة المعرفة على أوسع نطاق بفكرة ونموذج أستاذي الذي إغتيل.. وهكذا تيسرت لي فرصة السفر إلى الولايات المتحدة في منحة للبحث العلمي .. بدأت بكتابة عدد من المقالات حول أفكاره للنشر في الدوريات العلمية التي تصدر باللغة الإنجليزية وتداعت تلك المقالات إلى مشروع للبحث حول قضايا الحكم وحقوق الإنسان من المنظور الإسلامي المعاصر الذي تمكنت من القيام به بمعهد "ودرو ويلسون" واشنطن عام 1987-1988"(ص25)
ومع ذلك فالرجل يشبه في كثير من تلبيساته ،جمال البنا ، في مفاجأته الفجة، الغريبة والطائشة،فهو مثلا يقول ليس هناك وجود لدولة اسمها الدولة الاسلامية -بل يقول لاداعي لتسمية الدولة بدولة اسلامية-ويقول بعلمانية اسلامية اي ان هناك داع لتسميتها بدولة علمانية!، ويطلب يضرورة الإقرار بعلمانية الدين، وأن دولة الإسلام كانت دائما علمانية!(ص10)
وله كلام كثير ينسجه بتعقيد أو بسطحية تلفيقية معقودة!،عن الدولة والسياسة والقانون والشريعة ،فالقول بعلمانية الدولة لايعني نقل النموذج الأوروبي وإنما كواقع تاريخي يوافق طبيعة الشريعة الإسلامية (ص10) فكأنه يطبق التصور الغربي ثم يقول ان الشريعة لاتخالفه
فالعلمانية لاتخالف الإسلام، بزعمه، وهذا الواقع التاريخي لايخالف الشريعة بل :"يحقق أهدافها أكثر مما يمكن أن يكون تحت أي نظام للحكم يدعي صفة الدولة الإسلامية"(ص10)
فالرجل لايريد أن يرى أسماء الإسلام ولاحتى كل من يرفع شعارات إسلامية يريد أن يحقق نموذجها تحت ظل وحقيقة المعاني الإسلامية!، بل إنه يقول:" ودعاوى الإسلام السياسي عندي باطلة وخطر مستطير، ولكن لاتكون هزيمتها ورد كيدها(!) أيدا بالتنكيل...وإنما بفضح بطلان دعواها وبيان خطرها على الإسلام والمسلمين"(ص 29) ويبدو أنه يشبه المستشار العشماوي في كتاباته وايضا السيد يسين وجابر عصفور والقمني وخليل عبد الكريم.
ويقول بأن إنحياز الدولة لدينها(!) :"إنما هو انحياز لفهم القائمين عليها لفهمهم للإسلام وللشريعة الإسلامية فإنه بالضرورة يعني حرمان عامة المسلمين من اتباع معتقداتهم الدينية في حرية كاملة من هيمنة الدولة"(ص12)
وأغفل الرجل أن دولة الإسلام المسماة بأسماء إسلامية لم تحرم الناس أن يتسموا بأسماء أرادوها حتى لو كانوا يمثلون فرق مسيحية أو يهودية أو حتى مجوسية وغيرها.
يزعم أيضا أن الدولة أيام ابو بكر وعمر لم تكن إسلامية(ص12) ويقول أن دولة النبي كانت استثنائية(ويبدو أن الرجل جمع مجموعة أفكار لعلي عبد الرازق وجمال البنا واستاذه طه وغيرهم وعمل كوكتيل(آسف للفظ!)
وهو يفعل مثل حسن حنفي في بعث اليسار الإسلامي بمفاهيم غربية تماما مع خليط من اسلاميات معاصرة استعصت عليه كفكر او ثورية سيد قطب مثلا
ففي نهاية مقدمة النعيم لكتابه يقول بأنه يسعى إلى بعث إسلامي!(المفروض أو المفترض يقول (بعث علماني إسلامي!) :" تحقيق هذا البعث الإسلامي الجديد"!!(ص16)، والغريب أنه يضع كل هذا في مقدمته الثانية للكتاب وهي تحت عنوان(حتمية علمانية لإمكانية التدين في المجتمع) !!!، وكأن الحتمية الإسلامية لو صح التعبير لاتدع للإنسان خيارا لإمكانية التدين في المجتمع أو التدين الكتابي أو الوثني كما عند المجوس مثلا، مع أن السلطات الإسلامية في التاريخ تركت أهل الملل والنحل يعيشون في ظلها في إمكانية حياتية في ظل أفكارهم ودينهم من غير طردهم من بلاد الإسلام
بل أتذكر أني قرأت لابن القيم في زاد المعاد أنه قال أن العرب الوثنيين يمكن مساواتهم بالمجوس وأهل الكتاب في ان يعيشوا بما يؤمنون به لكن في ظل دولة الإسلام وشرائعه.
المدهش أنه يقول:"صحيح أن هناك صورا من العلمانية المتشددة التي ترفض التعامل مع كل ماهو ديني، بل وتعادي الدين والتدين. ولكن الأعم في نظم الحكم هو تداخل المنظور الديني مع المنظور العلماني في متعقدات وسلوك الأفراد والجماعات. ومن ثمة في تعاملهم مع قضايا الحكم والقانون"(ص28)
وفي هذا النص أمور كثيرة ففيه من كلام أركون وغيره مثل القومي العلماني عزمي بشارة الذي راح يروج لهذه الفكرة في تونس وله كتب في العلمانية الناعمة وأن الدولة العلمانية لاتنفي الدين وإنما العلمانية المتوحشة فعلت ذلك!
لكن مايثير في هذا النص هو أنه يحاول أن يدعي أن العلمانيين متدينين وأن الغرب لم يفصل بين الشعور الديني وصناعة القانون، وعلى الرغم من أن مراعاة التدين في الحيز الذي أتاحته العلمانية أخيرا إنما هو أخيراا!، اي في مرحلة مابعد الحداثة الأوروبية، إلا أن الترويح لفكرة أن صناع القوانين في الغرب يتداخل عندهم الديني والعلماني هو كذب فاضح أو على الأقل امر يمكن تفسيره في نطاقهم وتوضيح معناه من أن التدين عندهم هو بقايا لاشعورية لاصلة لها بالإختيار الشعوري ولا بالقانون، ولا بالحياة التي يشرعوا لها او يعيشوها، وإلا فيقل لي كيف يمكن لعلماني متدين ،يتداخل عنده الديني والدنيوي(في معتقدات وسلوك!) أن يصنع قانونا للمثلية أو الدعارة والمخدرات وأمور كثيرة تنقض هذا الكلام المخدر
ثم إن كلامه هذا يعني أننا يجب أن نكتفي من الإسلام بشعور ديني مع عزل الأسماء وثوابت الشريعة عن أن تحكم الدولة والقانون والمجتمع وأن نجعل عليها المدار ويكون منها الإنطلاق والإجتهاد وهي الأصل للحكومة الإسلامية(العلمانية عند النعيم!)
أنا أرى أن الرجل عبارة عن خليط من الفكر اليساري لحنفي والفكر الغربي الحديث عن العلمانية التي عبر هو عنه في نصه الأخير هذا، محاولة منه كما يفعل عزمي بشارة تماما من أن يجعل من الإسلام نصرانية روحانية مع إعتبار بعض القوانين الإسلامية في القانون، ولذلك تجده ينحي الشريعة إسما ثم وصف الدولة بالإسلامية رسما، ثم يتهم التيار الإسلامي ويعلن الحرب عليه لهذا السبب تماما كما يفعل العشماوي وعصفور والسيد يسن والقمني وخليل وغيرهم كثير كثير
فلااجد عند الرجل مشروع يمكن تناوله
وإذا كان استاذنا عبد الرازق هرماس قد بين لنا من هو أركون بالصورة التي عرضها هنا، وأركون هو من هو، في عمق عرضه على الأقل!!، فكيف نجعل لهذا الرجل مشروع وهو شخص تلفيقي يأخذ نتفه من استاذه الشهيد!، وممن ذكرت، كلهم جميعا...
لامانع طبعا من الحوار معه ومع أفكاره
فكلامي ليس لمنع النقاش وإنما لبيان أنه لايستأهل -أو يستأهل لكن نحتاج مراجعه كلها-وإن حاولوا تكبيره في مترجمات جابر عصفور وسوزان مبارك!

المصدر: http://vb.tafsir.net/tafsir37299/#post207784#ixzz2dvTktW8G

طارق منينة
09-04-2013, 03:25 PM
تكلم هاشم صالح عن مصطلح الإسلاميات التطبيقية الأركونية بقوله :" يقصد اركون بالإسلاميات التطبيقية تلك المنهجية الجديدة التي اخترعها هو شخصيا لكي يتجاوز منهجية الإسلاميات الكلاسيكية الخاصة بالمستشرقين بعد أن يأخذ كل ماهو مفيد منها للمزيد من الإطلاع انظر بهذا الصدد كل الفصل الأول من كتاب" تاريخية الفكر العربي الإسلامي" وهو بعنوان" نحو إسلاميات تطبيقية. أي في الواقع تطبيق علوم الإنسان والمجتمع على دراسة الإسلام"(الفكر الإسلامي نقد واجتهاد(هامش) ص 193)


أما طزاجة القرآن فهو أيضا مصطلح من إختراع ذهنية أركون نفسه، أما غموض (فكرة ماقبل نحت المصطلح) في نفسه، فقد فكر الرجل وقدر ( داخل الدائرة المادية التي يدور فيها وهي مظلمة) ثم فكر وقدر فقتل كيف قدر، "فكر وقدر أي تروى ماذا يقول في القرآن .. ففكر ماذا يختلق من المقال" ويمكن رؤية ذلك من نتيجة الإختلاق وعمليات البناء الخارجية والتركيب المتعسر، النافرة أجزاؤه بعضها عن بعض ثم استعجال القياس مع هذا الخلل ومن ثم صك او نحت المصطلح غير المناسب للحقيقة الخارجية التي يحاول المساس بها، ولاشك أن التفكير الذي ينتهي بالمرء إلى نتائج باطلة ومصطلحات قاصرة ينشأ غالبا، من خلل في التقدير أو هوى في التفكير أو غموض في التقرير وعملية القياس والتحرير ، وقد يدفع إلى ذلك أن يرتبط هذا كله بشخصية كهذه (صفات تسعة ) ذكرها الله في سورة القلم ، ومنها ان صاحبها مناع للخير ، هماز، مشاء بنميم، أو عتل بعد ذلك زنيم، وهذه الصفات رأيناها في كثير من العلمانيين، الذين فيهم شبه من ابي جهل والوليد بن المغيره، ومعروفة هي قصة الوليد هذا، وسيأتي التعليق عليها بعد قليل، غير أني أسبق إلى القول بأنه يمكن للمرء أن يكتشف طيش الباحث المتطرف في أحكامه وكلماته، وتسرعه في الأحكام من خلال مصطلحاته وتطبيقاته، في استعجاله النحت والرصف، والوصف والحكم، يمكن ذلك من خلال تتبع عمليات التلفيق والإسقاط، خصوصا إذا كانت نظرته مادية، يحذف من طريق بحثه كل الظواهر المادية والروحية، التي تجعل بحثه المعتم يتراجع ويفقد فتنته في نفسه ، غير أن عملية الكشف تحتاج إلى معرفة بأدوات المتطرف العلماني وطرقه في التلاعب أو عملياته العلمية، وسوابقه ولواحقه ، وبداياته ونهاياته، وثغراته الفارغة الفاضحة، الكاشفة، خصوصا لو علمت أنه صاحب هوى وطريقة منحرفة ، وصاحب تلوين وتلفيق ، وأركون مثال على ذلك في عمليات اختراعه لتلك المصطلحات المخترعة، والأحكام الطائشة، والأسماء الباطلة، مثل كلامه عن القرآن الشفهي الطازج المفتوح على الدلالات!،فأنت إذا تمعنت في تلفيقيته ستجد معاناته ورهقه في عسر إختلاقه ،ظاهر باد ..في كثير من محاولاته في صك المصطلح ، تلك العمليات التي لفها غموض فوق غموض، وظلمات فوق ظلمات ، وعدم وضوح الرؤية عنده في مسائل كثيرة منها مسألتنا هذه اي موضوع القرآن الممدوح، أركونيا، الطازج المفتوح على الدلالات ـ ما هو؟ وأين هو و؟ كيف حكم أنه هو كذلك وليس عنده منه آية واحدة يمكن النظر فيها، وإقامة تجربة عليها كما يزعم هو عن تجاربه الفيزيائية!!؟،(ونتكلم هنا عن الشفهي المطلق الذي اثبته وهو يتهم المكتوب!) وقد رأينا بعضا من هذا في القديم مع الفلاسفة والمتفلسفة في محاولاتهم الربط بين أفكار يونان عن العقول العشرة والملائكة وفي كثير من المتناقضات المتعارضات، والكلام في هذا الأمر يطول،إلا أن الجهل بمغزى العقول العشرة عند يونان جعل كثير منهم يقيس قياسا باطلا ويجمع بين عاطل وفاعل ، ويساوي بين ملاك وخيال، بين حكمة ربانية شاملة للعالم ورؤية وثنية فيها نزر من العلم والمنطق.
وكذلك فعل اركون فربط بين خلاصات فيها نزر يسير من العلم مع باطل يحوطها من كل جانب (عن الإنسان البدائي(بحسب تقسيماتهم) والشفهي والمكتوب عند تلك المجتمعات القديمة ،والإيديولوجيات والسلطات، وبين القرآن المنزل الخالص، ولكي يبدو فيلسوفا في الوسط الغربي قام بصك مصطلحات مستعجلة تصف الحقيقة القرآنية بصفات مادية معتمة ثم راح من خلال ذلك يفعل فعلة العلمانية في المسيحية فقال إن قرآن محمد الشفهي منفتح كأي فكرة روحية على المطلق،(واركون لم يأتنا بهذا القرآن المخالف عنده للمكتوب المغلق كما يقول) ففرغ حقيقة القرآن في نفسه من جوهرها ثم أطلق عليها فكرة صوفية عدمية لاوجود فيها للاسماء الحقيقية الشرعية التي جاء بها الإسلام ، من العقيدة إلى الشريعة، أي أنه ألغي من الدين لبه وحكمه، غايته وحكمته، صلته بالأرض والإصلاح، والتشريع والتطوير.
نعم، حاول أركون أن يمد للقرآن بنسب (لموضوع الشفهي-المكتوب ،عند الأمم) للنصوص التي كانت شفهية أولا ثم صارت مكتوبة عند الأمم ، وكيف تم تهجينها وأدلجتها ..كيف تربض ايديولوجية سياسية مغرضة وراء (التثبيت) أو الكتابة و(غلق النص)!، وتوسل بنتائج علم الإجتماع المادي الذي اختصر الأشياء ونفي الأسماء، والحقائق، لكي يُتم تلفيقيته وتوفيقيته ، فحاول ان يمد بسبب لهذا كله مع موضوع بكر لم ينظر فيه بدئيا، وكمثل كثير من مخترعي النظريات الباطلة ورسم مصطلحات لها ،فإننا لو تمعنا في تاريخ تطور أركون الفكري، سنجد أنه اقتنع بالفكرة الغربية المابعد حداثية، مجتمعة قبل أن يبدأ في عملية تناول القرآن أو قراءاته له ..أو بالأحرى معرفته به!!!، ثم راح يتناوله من خلالها، فكيف يتحسس أعمى الشمس وهو في ظلماته يتخبط أو كيف يأتي بقبس منها قبسا من نور او شعلة من حقيقة وهداية وهو سادر في ظلماته لايلوي على شيء؟!
نعم جلب أركون تلك النتائج الغربية او خلاصات تلك المذاهب المادية لحقل هو أبعد مايكون عن ظلمات تلك المناهج وضلالاتها، وتصلبها وإنغلاقها، فحجر واسعا وضيق شاسعا وقاس باطلا وبدل وغير وفكر وقدر ثم فكر وقدر، ومدحه قومه فقتل كيف قدر، استعجابا منهم لفعله، مع شكهم وارتيابهم في تحليله،(هناك كتابين في حوار غربيين مع اركون،أحدهما مع وزير هولندي والآخر مع باحث هولندي، وهناك محاضرات عارضه فيها مستشرقون علمانيون وكلاسيكيون، انظر مثلا في هذه الأخيرة كتاب الفكر الإسلامي،قراءة علمية) وهو الذي حاول بتقدير مدفوع بخلل في النظر وهوى في النفس، أن يربط بين ماليس بينهما رابط، وأن يعكس نتائج تلك المعارف المادية المعتمة التصورات، الفارغة الثغرات والواسعة الفجوات ، ويقسم القرآن بحسب تقسيماتها،وماديتها الضامرة الكسيحة ، أي أنه إتخذ منهجا (ضيقا مظلما) (مُسبقا) قبل الإقبال على العمل، فمهما كان الأمر (أو الموضوع المدروس) خارج تلك الأذهان فإنه لابد أن يخضع لأحكام تلك المناهج المسبقة ، أي أن الحكم ليس قائم على نظر في العلوم كما هي ولكنه عملية قسرية أخذت من صاحبها مساحة من التركيب والتفكيك حتى يخضع الموضوع في النهاية للنتيجة المسبقة أيا كان التفاوت والتجاوز ، المفارقة والإختلاف ، وقد يوحي الأمر بوجود شبه بين الموضوع المقاس عليه والموضوع المقيس، كما فعل الوليد بن المغيرة في موضوع السحر والنبوة أو فعلت قريش في موضوع الكهانة والنبوة، أو الجنون والنبوة، أو كما يحاول أن يفعل البعض اليوم بين الملك والنبوة(خليل عبد الكريم، سيد القمني)، أو الكهانة والوحي كما فعل نصر حامد ابو زيد، وغير ذلك من عمليات الربط التقديرية الطائشة التي يحدوها الهوى والتفكير المجنون بدلا من التفكر بعلم خال من المؤثرات التي ذكرنا بعضها من قبل،والسؤال هنا هل يمكن تتبع خواطر إنسان من خلال مايلفقه، او بالأحرى هل يمكن اكتشاف عملية تفكير ما ، أو تلاعب ما من خلال نتائج مايسطره ، أنا أرى أنه يمكن ذلك، خصوصا في حالتنا هذه ، وخصوصا أن عندك الخلفية التاريخية عند، وعن الرجل وتطوره الفكري وبداية القراءة بالمناهج التي انتهجها ،(وقصدي بكلمة (عنده):أي من كلامه هو عن نفسه,,عن تطوره الفكري.. عن صلاته الأولى!) وعندك خبرة بطريقته وأدواته وتطبيقاته (وقد ذكرت نموذج لتطبيقاته على القرآن في أقطاب العلمانية(1) في الفصل المخصص له، كان ذلك عام2000م)..إلخ وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية كيف أن المتفلسفة قاموا بتلك العملية المتعسرة القسرية في نفوسهم للربط بين الملائكة والعقول العشرة السماوية المزعومة، ثم راح يفكك تلك العمليات وفضح أهلها.
وهنا نقول، يمكن لأركون أن يدعي وينحت ، أن يصنع المصطلحات الملفقة التي تقربه (بأيقونة مصطلحه المختصرة ) من مواده المختلفة النزعات والنتائج أو يأخذها جاهزة منها(كما فعل مع مصطلح"الرأسمال الرمزي، مثلا)، لكن لبعد الشقة بين ماتتناوله مراجعه في ظلمات تصوراتها التي حذفت حقائق الموضوع المدوروس كلها، وبين القرآن كما أنزل، ، فإننا نجد ان الفشل بدا واضحا في صنع مصطلحات مناسبة وموافقة ، وحقيقية وتامة!،، أما كيف تكشف محاولته ،(غموض المصطلح) في نفسه، فكما أشرت منذ قليل، فالرجل لم يأت بدليل واحد على ماهو القرآن الطازج (الذي أخبرنا اركون بنفسه عنه) المخالف لما أسماه-هو ب- القرآن الأيديولوجي، (دليل واحد مثبت (فقط)) فإذا لم يأت بذلك،وهنا يمكن الإطلاع على ثغرة أو (فجوة) عميقة ،وثقب أسود غائر وغائم، ثم وجدته يستعجل صناعة مصطلح لما يدور في نفسه ولو تقريبي، او تلفيقي، أو بشكل فيه من الوضوح والغموض في نفسه،فإننا بدورنا يمكننا أن نكتشف من خلال ذلك ماوصفناه بعملية غموض وعدم اكتمال،(فلو كان الأمر واضحا كل الوضوح له لسبقنا إلى شرحه بنفس التفصيل الذي شرح به مصطلحات الفلاسفة أو لشرحه لنا مترجم كتبه هاشم صالح بتفصيل واضح)، يمكننا أن نكتشف عملية تفكير فيها من الثغرات والعثرات، التسرع في النتيجة والطيش في الإستخدام،بل عدم معرفة مايتكلم عنه (أي وكمثال"القرآن الطازج" الممدوح ، والمفارق للمكتوب، ماهو؟ أين هو ؟ كيف اكتشف الطزاجة فيه ؟ وهو أصلا قد نفي ليس وجوده فقط بل العثور عليه بل قال بإستحالة الحصول عليه،(وهناك نصوص لأركون في ذلك) وليس عنده مصدر قبلي أو بعدي يعرض مادته او مفهومه او علومه،(وهذا كله يؤدي إلى غموض الفكرة عنده مع وضوح الهدف وهوى الفكرة المسبقة التي تدفع إلى التسرع بأحكام غير صحيحة أو مصطلحات ضعيفة وشحيحة.. فإنك إذا رحت تستوفي فكرته من كلامه لم تجد تلك الفكرة مطبوعة في الموضوع الذي يبحث فيه (وهو هنا"القرآن") وإنما،هي أصلا وفصلا، في الموضوع الأول الذي جاء به (الأحكام المسبقة) !، كما أنك ستجد فكرة (غموض الفكرة في نفسه) في هروبه من الكلام عن أي شيء يخص ذلك القرآن الطازج الذي لايعرف هو حده ولا قده!، وإلا لأخبرنا في نص واحد، على طول كتاباته، ونشاط عملياته الذهنية، واسعة النشاط، والتحليل والتركيب، والقياس والتبويب،عن: ماهو؟ ما صك المصطلح الكبير عنه؟! ، بل في هروبه من الشرح المفصل لفكرته عن طزاجة القرآن الذي قال انه من المستحيل العثور عليه) لذلك أقول أن لذلك شبها برجل من قريش ، وإن كان أركون أخبث وأعظم حيلة وقبيلة!، حاول أن يضع تفسيرا للوحي وماعليه النبي ، بعد أن وجد حلاوته في نفسه، وعلوه في قيمه وأخلاقه، وروحه ونوره، ففكر وإعترف وأنكر، ثم فكر وتخير، ثم فكر وأنكر، و إفترى وتحير، ولكن الذي دفعه إلى ذلك هو جهله وقومه -مع صحة بعض وصفه للقرآن -ولأركون مثله في صحة وصف!!-لكن لهواه وخضوعه لمذهبية قومه واهواءهم وميولهم اختار حكما باطلا، ولفظا عائبا.. وذلك بعد تبدلات سريعة في عقله وفكره (إنه فكر وقدر[18] فقتل كيف قدر[19] ثم قتل كيف قدر[20] ثم نظر[21] ثم عبس وبسر[22] ثم أدبر واستكبر[23] فقال إن هذا إلا سحر يؤثر[24] إن هذا إلا قول البشر) فقال: فَوَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ رَجُل أَعْلَم بِالْأَشْعَارِ مِنِّي , وَلَا أَعْلَم بِرَجَزِهِ مِنِّي , وَلَا بِقَصِيدِهِ , وَلَا بِأَشْعَارِ الْجِنّ , وَاللَّه مَا يُشْبِه الَّذِي يَقُول شَيْئًا مِنْ هَذَا , وَوَاللَّهِ إِنَّ لِقَوْلِهِ لَحَلَاوَة , وَإِنَّهُ لَيُحَطِّم مَا تَحْته , وَإِنَّهُ لَيَعْلُو وَلَا يُعْلَى ; قَالَ : وَاللَّه لَا يَرْضَى قَوْمك حَتَّى تَقُول فِيهِ , قَالَ : فَدَعْنِي حَتَّى أُفَكِّر فِيهِ ; فَلَمَّا فَكَّرَ قَالَ : هَذَا سِحْر يَأْثُرهُ عَنْ غَيْره: وفي نص آخر(وأنقل لك من تفسير الطبري):" هَذَا الْوَلِيد بْن الْمُغِيرَة قَالَ : سَأَبْتَار لَكُمْ هَذَا الرَّجُل اللَّيْلَة "فَأَتَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَوَجَدَهُ قَائِمًا يُصَلِّي وَيَقْتَرِئ , وَأَتَاهُمْ فَقَالُوا : مَهْ ؟ قَالَ : سَمِعْت قَوْلًا حُلْوًا أَخْضَر مُثْمِرًا يَأْخُذ بِالْقُلُوبِ , فَقَالُوا : هُوَ شِعْر , فَقَالَ : لَا وَاللَّه مَا هُوَ بِالشِّعْرِ , لَيْسَ أَحَد أَعْلَم بِالشِّعْرِ مِنِّي , أَلَيْسَ قَدْ عَرَضْت عَلَى الشُّعَرَاء شِعْرهمْ نَابِغَة وَفُلَان وَفُلَان ؟ قَالُوا : فَهُوَ كَاهِن , فَقَالَا : لَا وَاللَّه مَا هُوَ بِكَاهِنٍ , قَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْكِهَانَة , قَالُوا : فَهَذَا سِحْر الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهُ , قَالَ : لَا أَدْرِي إِنْ كَانَ شَيْئًا فَعَسَى هُوَ إِذًا سِحْر يُؤْثَر " فهذه ماكسبت نفس الوليد بن المغيرة وهو يخوض مع الخائضين، وقد فعل مثله أركون ، وأيضا بتحريض من الكتابات الغربية، التي فُتن بها
وفي تفسير التنوير والتحوير للعلامة بن عاشور يقول:" وقد وصف حاله في تردده وتأمله بأبلغ وصف. فابتدئ بذكر تفكيره في الرأي الذي سيصدر عنه وتقديره.
ومعنى (فكر) أعمل فكره وكرر نظر رأيه ليبتكر عذرا يموهه ويروجه على الدهماء في وصف القرآن بوصف كلام الناس ليزيل منهم اعتقاد أنه وحي أو حي به إلى النبي . و)قدر( جعل قدرا لما يخطر بخاطره أن يصف به القرآن ليعرضه على ما يناسب ما ينحله القرآن من أنواع كلام البشر أو ما يسم به النبي من الناس المخالفة أحوالهم للأحوال المعتادة في الناس مثال ذلك أن يقول في نفسه، نقول: محمد مجنون، ثم يقول: المجنون يخنق ويتخالج ويوسوس وليس محمد كذلك، ثم يقول في نفسه: هو شاعر، فيقول في نفسه: لقد عرفت الشعر وسمعت كلام الشعراء، ثم يقول في نفسه: كاهن، فيقول في نفسه: ما كلامه بزمزمة كاهن ولا بسجعه، ثم يقول في نفسه: نقول هو ساحر فإن السحر يفرق بين المرء وذويه ومحمد يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه، فقال للناس: نقول إنه ساحر. فهذا معنى قدر ... والمقام هنا متعين للكناية عن سوء حاله لأن ما قدره ليس مما يغتبط ذوو الألباب على إصابته إذ هو قد ناقض قوله ابتداء إذ قال: ما هو بعقد السحرة ولا نفثهم وبعد أن فكر قال(إن هذا إلا سحر يؤثر)فناقض نفسه. ... وقوله )ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر( عطف على )وقدر( وهي ارتقاء متوال فيما اقتضى التعجيب من حاله والإنكار عليه. فالتراخي تراخي رتبة لا تراخي زمن لأن نظره وعبوسه وبسره وإدباره واستكباره مقارنة لتفكيره وتقديره. والنظر هنا: نظر العين ليكون زائدا على ما أفاده )فكر وقدر(. والمعنى: نظر في وجوه الحاضرين يستخرج آرائهم في انتحال ما يصفون به القرآن. وعبس: قطب وجهه لما استعصى عليه ما يصف به القرآن ولم يجد مغمزا مقبولا. وبسر: معناه كلح وجهه وتغير لونه خوفا وكمدا حين لم يجد ما يشفي غليله من مطعن في القرآن لا ترده العقول، قال تعالى )ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة( في سورة القيامة.
والإدبار: هنا يجوز أن يكون مستعارا لتغيير التفكير الذي كان يفكره ويقدره يائسا من أن يجد ما فكر في انتحاله فانصرف إلى الاستكبار والأنفة من أن يشهد للقرآن بما فيه من كمال اللفظ والمعنى.
... وجملة )إن هذا إلا قول البشر( بدل اشتمال من جملة )إن هذا إلا سحر يؤثر( بأن السحر يكون أقوالا وأفعالا فهذا من السحر القولي. وهذه الجملة بمنزلة النتيجة لما تقدم، لأن مقصوده من ذلك كله أن القرآن ليس وحيا من الله.
وعطف قوله )فقال( بالفاء لأن هذه المقالة لما خطرت بباله بعد اكتداد فكره لم يتمالك أن نطق بها فكان نطقه بها حقيقا بأن يعطف بحرف التعقيب"(انتهي كلام العلامة ابن عاشور).
وفي تفسير ابن كثير:" إِنّهُ فَكّرَ وَقَدّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدّرَ * ثُمّ قُتِلَ كَيْفَ قَدّرَ * ثُمّ نَظَرَ * ثُمّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَـَذَآ إِلاّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَـَذَآ إِلاّ قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ * لَوّاحَةٌ لّلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ"
يقول تعالى متوعداً لهذا الخبيث الذي أنعم الله عليه بنعم الدنيا فكفر بأنعم الله وبدلها كفراً وقابلها بالجحود بآيات الله والافتراء عليها, وجعلها من قول البشر وقد عدد الله عليه نعمه حيث قال تعالى: ذرني ومن خلقت وحيداً ...ثم يطمع أن أزيد * كلا إنه كان لاَياتنا عنيداً أي معانداً وهو الكفر على نعمه بعد العلم قال الله تعالى: سأرهقه صعوداً ... وقال مجاهد سأرهقه صعوداً أي مشقة من العذاب, وقال قتادة: عذاباً لا راحة فيه, واختاره ابن جرير. وقوله تعالى: إنه فكر وقدر أي إنما أرهقناه صعوداً أي قربناه من العذاب الشاق لبعده عن الإيمان لأنه فكر وقدر أي تروى ماذا يقول في القرآن حين سئل عن القرآن ففكر ماذا يختلق من المقال وقدر أي تروى فقتل كيف قدر * ثم قتل كيف قدر دعاء عليه ثم نظر أي أعاد النظرة والتروي ثم عبس أي قبض بين عينيه وقطب وبسر أي كلح وكره ومنه قول توبة بن الحمير:
وقد رابني منها صدود رأيته وإعراضها عن حاجتي وبسورها
وقوله: ثم أدبر واستكبر أي صرف عن الحق ورجع القهقهرى مستكبراً عن الانقياد للقرآن فقال إن هذا إلا سحر يؤثر أي هذا سحر ينقله محمد عن غيره ممن قبله ويحكيه عنهم, ولهذا قال: إن هذا إلا قول البشر أي ليس بكلام الله, وهذا المذكور في هذا السياق هو الوليد بن المغيرة المخزومي أحد رؤساء قريش لعنه الله, وكان من خبره في هذا ما رواه العوفي عن ابن عباس قال دخل الوليد بن المغيرة على أبي بكر بن أبي قحافة فسأله عن القرآن, فلما أخبره خرج على قريش فقال يا عجباً لما يقول ابن أبي كبشة, فو الله ما هو بشعر ولا بسحر ولا بهذي من الجنون, وإن قوله لمن كلام الله فلما سمع بذلك النفر من قريش ائتمروا وقالوا: والله لئن صبأ الوليد لتصبو قريش, فلما سمع بذلك أبو جهل بن هشام قال: أنا والله أكفيكم شأنه فانطلق حتى دخل عليه بيته, فقال للوليد: ألم تر إلى قومك قد جمعوا لك الصدقة ؟ فقال: ألست أكثرهم مالاً وولداً ؟ فقال أبو جهل: يتحدثون أنك إنما تدخل على ابن أبي قحافة لتصيب من طعامه, فقال الوليد: أقد تحدث به عشيرتي ؟ فلا والله لا أقرب ابن أبي قحافة ولاعمر ولا ابن أبي كبشة, وما قوله إلا سحر يؤثر فأنزل الله على رسوله ذرني ومن خلقت وحيداً ـ إلى قوله ـ لا تبقي ولا تذر وقال قتادة: زعموا أنه قال: والله لقد نظرت فيما قال الرجل فإذا هو ليس بشعر وإن له لحلاوة, وإنه عليه لطلاوة, وإن ليعلو وما يعلى عليه وما أشك أنه سحر فأنزل الله: فقتل كيف قدر الاَية.ثم عبس وبسر قبض ما بين عينيه وكلح, وقال ابن جرير: حدثنا ابن عبد الأعلى, حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن عباد بن منصور عن عكرمة أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي فقرأ عليه القرآن, فكأنه رق له, فبلغ ذلك أبا جهل بن هشام فأتاه فقال أي عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالاً. قال: لِمَ ؟ قال يعطونكه فإنك أتيت محمداً تتعرض لما قبله, قال قد علمت قريش أني أكثرهم مالاً, قال: فقل فيه قولاً يعلم قومك أنك منكر لما قال وأنك كاره له, قال فماذا أقول فيه, فو الله ما منكم رجل أعلم بالأشعار مني ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن, والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا, والله إن لقوله الذي يقوله لحلاوة, وإنه ليحطم ما تحته وإنه ليعلو وما يعلى, وقال والله لا يرضى قومك حتى تقول فيه, قال فدعني حتى أتفكر فيه, فلما فكر قال: إنْ هذا إلا سحر يؤثره عن غيره"
ويقول صاحب الظلال:" والخطاب للرسول - صلى اللّه عليه وسلم - ومعناه خل بيني وبين هذا الذي خلقته وحيدا مجردا من كل شيء آخر مما يعتز به من مال كثير ممدود وبنين حاضرين شهود ونعم يتبطر بها ويختال ويطلب المزيد. خل بيني وبينه ولا تشغل بالك بمكره وكيده. فأنا سأتولى حربه .. وهنا يرتعش الحس ارتعاشة الفزع المزلزل وهو يتصور انطلاق القوة التي لا حد لها .. قوة الجبار القهار .. لتسحق هذا المخلوق المضعوف المسكين الهزيل الضئيل! وهي الرعشة التي يطلقها النص القرآني في قلب القارئ والسامع الآمنين منها. فما بال الذي تتجه إليه وتواجهه! ويطيل النص في وصف حال هذا المخلوق ، وما آتاه اللّه من نعمه وآلائه ، قبل أن يذكر إعراضه وعناده.

...فقد كان ممن يحسدون الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - على إعطائه النبوة.
وهنا يردعه ردعا عنيفا عن هذا الطمع الذي لم يقدم حسنة ولا طاعة ولا شكرا للّه يرجو بسببه المزيد :
«كَلَّا!» ، وهي كلمة ردع وتبكيت - «إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً» .. فعاند دلائل الحق وموحيات الإيمان.
ووقف في وجه الدعوة ، وحارب رسولها ، وصد عنها نفسه وغيره ، وأطلق حواليها الأضاليل.
ويعقب على الردع بالوعيد الذي يبدل اليسر عسرا ، والتمهيد مشقة! «سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً» .. وهو تعبير مصور لحركة المشقة. فالتصعيد في الطريق هو أشق السير وأشده إرهاقا. فإذا كان دفعا من غير إرادة من المصعد كان أكثر مشقة وأعظم إرهاقا. وهو في الوقت ذاته تعبير عن حقيقة. فالذي ينحرف عن طريق الإيمان السهل الميسر الودود ، يندبّ في طريق وعر شاق مبتوت ويقطع الحياة في قلق وشدة وكربة وضيق ، كأنما يصعد في السماء ، أو يصعد في وعر صلد لا ريّ فيه ولا زاد ، ولا راحة ولا أمل في نهاية الطريق! ثم يرسم تلك الصورة المبدعة المثيرة للسخرية والرجل يكد ذهنه! ويعصر أعصابه! ويقبض جبينه! وتكلح ملامحه وقسماته .. كل ذلك ليجد عيبا يعيب به هذا القرآن ، وليجد قولا يقوله فيه :
«إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ. فَقُتِلَ! كَيْفَ قَدَّرَ؟ ثُمَّ قُتِلَ! كَيْفَ قَدَّرَ؟ ثُمَّ نَظَرَ. ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ. ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ. فَقالَ : إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ. إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ» ..
لمحة لمحة. وخطرة خطرة. وحركة حركة. يرسمها التعبير ، كما لو كانت ريشة تصور ، لا كلمات تعبر ، بل كما لو كانت فيلما متحركا يلتقط المشهد لمحة لمحة!!! لقطة وهو يفكر ويدبر ومعها دعوة هي قضاء «فَقُتِلَ!» واستنكار كله استهزاء «كَيْفَ قَدَّرَ؟» ثم تكرار الدعوة والاستنكار لزيادة الإيحاء بالتكرار.
ولقطة وهو ينظر هكذا وهكذا في جد مصطنع متكلف يوحي بالسخرية منه والاستهزاء.
ولقطة وهو يقطب حاجبيه عابسا ، ويقبض ملامح وجهه باسرا ، ليستجمع فكره في هيئة مضحكة! وبعد هذا المخاض كله؟ وهذا الحزق كله؟ لا يفتح عليه بشيء .. إنما يدبر عن النور ويستكبر عن الحق .. فيقول : «إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ. إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ»! إنها لمحات حية يثبتها التعبير القرآني في المخيلة أقوى مما تثبتها الريشة في اللوحة وأجمل مما يعرضها الفيلم المتحرك على الأنظار! وإنها لتدع صاحبها سخرية الساخرين أبد الدهر ، وتثبت صورته الزرية في صلب الوجود ، تتملاها الأجيال بعد الأجيال! فإذا انتهى عرض هذه اللمحات الحية الشاخصة لهذا المخلوق المضحك ، عقب عليها بالوعيد المفزع :
«سَأُصْلِيهِ سَقَرَ»



المصدر: http://vb.tafsir.net/tafsir37075/#ixzz2dvUEDpKH

طارق منينة
10-01-2013, 01:07 PM
قال لي مستشرق هولندي أن موضوع الختان موضوع علماني!(يُعرض بموقف الاسلام وهو موقف لايعرفه اصلا!)، ونسى أن موضوع المثلية والدعارة المنتشرة بشوارعها ، والزواج المثلي علماني بجدارة
وتغيير شكل الأسرة البشرية إلى أشكال مثلية وغيرها لم يبق لها أثرا إلا قليلا، وهذا اعظم شأنا من الختان، لكن العلماني يمسك فيما لايعلم شأنه!!!
المثير للتأمل أن المسيحي الغربي كان يشاهد جنة المرأة ومتاعها ومتعتها ومنه الجنسي الحلال في حواضر الإسلام في الغرب يوم كان تصيبه الغيرة من ذلك!
واليوم يكلمنا عن الختان!

https://www.facebook.com/tarekaboomijma/posts/209973625847791
https://www.facebook.com/tarekaboomijma/posts/209973952514425
https://www.facebook.com/tarekaboomijma/posts/209974935847660