المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار عــام



beammer
11-13-2005, 02:58 AM
السلام عليكم،

في شريط آخر يتحدث عن موضوع محدد، تطرقنا إلى أسئلة من الزملاء الكرام، و حرصا على حفاظ ذلك الشريط برونقه و فكرته الأساسية و عدم الخروج عنها، فقررنا أن نفتح هذا الشريط كي ننقل النقاط الجانبية التي أُثيرت هناك إلى هنا :

بدأت بسؤال من زميل:


فى رؤيتك ...ايه هو تعريف الملحد ؟

ما معنى الإلحاد ؟

يجيبك لودفيج بخنر زعيم ملاحدة القرن التاسع عشر :

"الإلحاد هو الجحود بالله ،وعدم الإيمان بالخلود "

و بما أن هذا التعريف قديم بعض الشيء، فطوروا نفسهم الملاحدة و جاءوا بهذا التعريف الجديد:

" الإلحاد هو الإيمان بأن سبب الكون يتضمنه الكون في ذاته وأن ثمة لا شيء وراء هذا العالم "

أي أنهم ينكرون الميتافيزيقيا، إذن:

الملحد: هو من يعتقد بعدم وجود اله، ولا بعث، و لا رسالة، ولا نبوة، و لا وحي. (مجرم بنظر القرآن)

فالإلحاد كونه ينكر وجود الإله فهو بالتالي ينكر الأديان، بالتالي هو يجمع اللادينية.

إذن كل ملحد بالضرورة لاديني.


اللاديني: هو من لا يعتقد بصحة الأديان، و يقول أنها صناعة بشرية، (أي أرضية و ليست سماوية).

و لكن هذا لا يمنع أن يؤمن بوجود إله (و لكنه يستبعد أن يكون الإله الآخر هو الله رب الأديان)

أي أنه هناك لادينيين ألوهيين (Deists) يؤمنون بالله، و لكنهم لا يعتقدون أن الله اتصل مع مخلوقاته أبدا، و لم يبعث نبي و لا رسول، و لا يعرفون شيء عن اليوم الآخر، أو يعتقدون بتناسخ الأرواح.

و بالتالي ليس كل لاديني ملحد بالضرورة أبداً.

فالقاطع المشترك بين اللادينية و الإلحاد هو نكران الأديان جميعها، فقط.





ولو كان شخص , مش عجبه بعض التشريعات فى دينه ....فهل يكون لادينى ؟


ربما تحتاج إلى إعادة صياغة السؤال.

فالتشريعات الدينية، جائت لمصلحة الإنسان، و كل من يعترض عليها هو فقط يريد التمرد، و قد يقوده ذلك للادينية، أي إلى التمرد بدون سبب مقنع. التمرد من أجل التمرد و العصيان فقط.




* وسؤال اخر ....من اقرب الى الالحاد واللادينية " المسلم او المسيحى ام من...؟


لم أجد ترابط منطقي في صيغة الطرح.

فلكل شخص أسبابه و طرقه الخاصة إلى اللادينية (التمرد على الأصل).

لا يوجد طريق مشترك للناس للوصول للادينية.

فهناك من اعتقد أن الدين هو عسر و ليس يسر، و ضجر من ضغطه و ارتاح للادينية، حيث وجد فيها الحرية.

و ذلك وهم، لأنه تحرر من مفاهيم خاطئة، حيث أنه لو فهم الدين، لما اعترض عليه من الأساس.

و لكن المفاهيم الخاطئة عن الأديان، هي من تنفر الناس إلى اللادينية.

و هناك من يزرع تلك المفاهيم الخاطئة عمدا بغية الفتنة ، (والفتنة أشد من القتل).

و هناك من قرأ صفحتين في العلوم الطبيعية ، و صفحة من الفلسلفة، و أصبح لاديني عامل نفسه مثقف و عنده حجة و سبب للادينيته.

و لكن كما قال الفيلسوف فرانسيس بيكون : قليل من الفلسفة يؤدي إلى الإلحاد، كثير من الفلسفة يؤدي للدين.

و هناك من اعتقد أن العلم يخدم الإلحاد، و أن الدين و العلم لا يلتقيان،بل يعتقدون أن بينهم تناسب عكسي ، و هذا قمة الغباء.

فالعالم آينشتاين قال: العلم بدون دين أعرج، و الدين بدون علم أعمى.

فالإيمان بوجود الله ووحدانيته وباليوم الآخر إيمان تسليم، والتسليم يقوم على مسلَّمة وهي الإيمان بالله واليوم الآخر. ومن هنا جاء الإسلام. والمُسَلَّمة هي الأطروحة التي لايمكن البرهان عليها علمياً، كما لايمكن دحضها علمياً، وبالتالي تبقى خيار شخصي يتساوى فيه آينشتاين وبائع الفول، فلا يمكن أبداً أن تقول أن الإلحاد موقف علمي والإسلام موقف لاعلمي – وكذلك العكس.

فالإيمان و الكفر، مسألة خيار إنساني، وهناك خلاف في الخيار، ولكن هذا الخلاف والاختلاف لايفسد للود قضية، بل لايجوز أن نسمح له بذلك، لابهمز ولا بلمز، ولا بتعريض ولا بسخرية . فما رأيته من اللادينيين العرب في عدد من مواقع الإنترنت لست ملزماً به ، وبما رجح عندي وصدقته. بل علينا الإلتزام بالتحاور من منطلق إنساني بحت يهدف بالمحصلة إلى أن يفهم أحدنا الآخر، بعيداً عن موقفه الإيماني، و لكن للأسف، و بكل أسف، فمنهجيتهم الوحيدة، هي التطاول على المقدسات و السخرية اللاذعة من المؤمنين، و زعمهم أنهم فاهمين الدنيا كلها و عارفين كل شيء، بينما نحن لا. أي أنهم أعلى منزلة، و بالتالي يحق لهم السخرية ! منطلق عنادي تكبري غروري نهايته الجنون أو الغباء.





هل تؤمن بان الشك هو اول خطوات التعلم ؟ .


إن الشك أول مراحل الإيمان، أو إن شئت قل أول مراحل اليقين. فبدون الشك لايوجد أي اكتشاف علمي أو أي قناعة دينية راسخة.

إن الإيمان بالله الواحد وباليوم الآخر هو تذكرة الدخول إلى الإسلام وهي إيمان تسليمي. أما ماعدا ذلك فعليك أن تتساءل عن كل شيء.


عموما، الشك – كمنهج فكري معروف – يمكن توظيفه في شكلين: شكل سلبي وشكل إيجابي. الأول سلاح من يعتقد بالعبثية واللا جدوى في هذا الوجود بقسميه المادي والروحي (أعني الفكري)، والثاني أول الطريق إلى المعرفة اليقينية، أي إلى الإيمان حسب تعبير الإمام علي كرم الله وجهه، فالمنهج التجريبي في العلوم الطبيعية والمخابر ومراكز البحث العلمي هو الإبن الشرعي للشك الإيجابي، واقرأ إن شئت خبر سيدنا ابراهيم وهو يبحث عن ربه بين النجوم، ثم وهو يطلب أن يرى كيف يحيي الله الموتى، فصار إمام التجريبيين.

في الجانب المادي من الوجود لامحل للشك العبثي السلبي على الإطلاق، فليس ثمة اليوم من يشك بكروية الأرض مثلاً، أو بأن الماء يتألف من ذرة أوكسجين وذرتي هيدروجين، لأن البينات والبراهين في هذا الجانب قطعية ثابتة نتيجة تجارب. أما في الجانب الفكري (أعني العلوم الإنسانية وعلى رأسها الفلسفة) فالبراهين فيها ظنية تقوم على الممكن والمحتمل والراجح، ولهذا يبقى فيها محل للشك السلبي والإيجابي بدرجة أو بأخرى.

شخصيا، أنا أتبع الشك الإيجابي الهادف للمعرفة الحسنة.




ثم تفضل الزميل أبو جهاد بالتعليق:


xPsycho أنت قلت: : إن الشك أول مراحل الإيمان، أو إن شئت قل أول مراحل اليقين. و يا أخ xPsycho دعنى أذكرك بقول الله تعالى : (إن الظن لا يغنى من الحق شيئاً) فكيف ينبنى يقين على شك!؟
ربما هناك استنتاج ، نعم ، ولكن ليس شك بالمعنىالذى نعرفه نحن.
وأذكرك أيضاً بقول الصحابى الجليل جندب بن عبد الله حين قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا.
ولاشك أن الإيمان هو التصديق ، والتصديق ينافى الشك .فالإيمان لا يقوم إلا على اليقين الكامل. ولكن قد يسبق الإيمان مرحلة من الاستنتاج أو الاستدلال التى تدعم عملية اليقين.


الأخ أبو جهاد.

الآيت التي تفضلت بها: (إن الظن لا يغنى من الحق شيئاً)

معنى الآية : الإعتقاد الفكري سواء خاطيء أو مصيب، لا يغير من الحق شيء و لا يؤثر به، فإن اجتمعت الإنس و الجن على إعتقاد باطل، يبقى باطل و لا يغني من الحق شيء، و لو اجتمعوا على إعتقاد صحيح، لن يزيد على الحق شيء.


ربما هناك خطأ في الفهم الخاطيء السائد لمعنى كلمة "الظن" و اعتقدت أنه "الشك" ، و هذا خطأ، فالظن هو إتباع المعتقد الفكري.

كما في قوله تعالى : وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ(45)الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ(46) (البقرة)
فهل معنى الآية:

1- الخاشعون هم الذين يشكون في لقاء ربهم؟

2- الخاشعون هم الذين يتبعون معتقدهم و إيمانهم بلقاء ربهم؟

طبعا التعريف الثاني هو المقصود.


و نجد أيضا في نفس السورة : ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني وان هم الا يظنون.

أي هناك ناس يجهلون كلام الله، و سمعوا أنهم لن يدخلوا النار مهما فعلوا ، و تلك أمنياتهم، و يتبعون ذلك المعتقد الفكري الخاطئ !

و في نفس السورة أيضا :

قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين.

من يعتقد أنه ملاقي ربه، قال أن الفئة القليلة تغلب الكثيرة بإذن الله.

و في سورة آل عمران نجد :

انزل عليكم من بعد الغم امنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد اهمتهم انفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية

يعتقدون أمور غير صحيحة، إعتقاد خاطئ شبيه بإعتقاد الجاهلية الخاطيء (حيث كانوا يتصوروا أن الإله يبارك لهم عن طريق الأصنام، و ينسبون لله صفات جاءت من إعتقاد فكري خاطئ، تعالى الله عما يصفون).


فالظن هو الإعتقاد ، و ليس الشك.

و قد يكون الإعتقاد إيجابي، فيأتي منه الإيمان، و قد يكون إعتقاد سلبي، يدمر صاحبه إن اتبع إعتقاده (دوغمائية).

أما عن كيفية أن يكون الشك طريق المعرفة، و يــُبنى على أساسه اليقين.

فمثلا، أنا أسمع أن القرآن يحتوي على إعجاز لغوي و بلاغي، فأشك في ذلك، مبدئيا لا أحمل تلك الفكرة يقينا، بك أشك بها، و هذا حقي، ثم أذهب و أتعلم عن اللسانيات و علم البلاغة : مراعاة مقتدى الحال - لكل مقام مقال - الوضوح - المــُختصر - الجـُمــَـلْ القصيرة التي لها معاني كثيرة - تنوع الأساليب - الصور خيالية و التشبيهات - الفصاحة.
ثم أقرأ القرآن، فتذهب الشكوك، و يحل محلها اليقين بأن القرآن فعلا يحتوي على إعجازات لغوية و بلاغية، فأصل إلى اليقين عن طريق الشك.

أنا أشك أن هناك بيبسي في ثلاجتي، لا أدري إن كان هناك فعلا أم لا، فأذهب للتحقق بنفسي، فأقطع الشك باليقين، فكل شيء يبدأ بالشك.

مثال آخر، صادفت بوذي، و قلت له أن القرآن كلام الله، و هو عين اليقين، فله الحق أن يشك في كلامي، و يشك بالقرآن، و يذهب و يتحقق بنفسه، ثم يجد معجزات الله بالقرآن، فيقطع الشك باليقين، و يتأكد أن القرآن جاء من مصدر فوق بشري، فيقطع شكه الأول باليقين الأخير.

و هذه هي منهجيتي، الشك الإيجابي، أنا أشك في بعض الأمور المذكورة بالقرآن ليس بهدف النقد بل بهدف معرفة الحكمة، و مع الأيام دائما تأتيني الأجوبة من بعد البحث و ربط الكلمات و الرجوع للسان العرب، و هذه هي منهجيتي، الشك بغية المعرفة اليقينية.

أتمنى أن أكون قد وضحت :)



سلام

أبو جهاد الأنصاري
11-13-2005, 01:08 PM
أخى الكريم xpsycho
أسعدنى جداً ما قلت وأثلج صدرى حقاً منذ السطور الأولى التى كتبتها
خاصة وأنك فرقت بين مفهومى الظن
وهذا ثابت عندى أيضاً وأتفق معك فيه استناداً لما جاء بالقرآن الكريم
فكلمة (الظن) هى مما يعرف بالأضداد فى اللغة
أى من الكلمات التى تعنى الشئ وضده
ومثالها كذلك كلما (وراء) فهى تعنى الخلف والأمام
كقوله تعالى (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً) أى أمامهم والأمثلة على هذا كثيرة والاتفاق بيننا واضح فى هذه المسألة.

عموما، الشك – كمنهج فكري معروف – يمكن توظيفه في شكلين: شكل سلبي وشكل إيجابي. الأول سلاح من يعتقد بالعبثية واللا جدوى في هذا الوجود بقسميه المادي والروحي (أعني الفكري)، والثاني أول الطريق إلى المعرفة اليقينية، أي إلى الإيمان حسب تعبير الإمام علي كرم الله وجهه، فالمنهج التجريبي في العلوم الطبيعية والمخابر ومراكز البحث العلمي هو الإبن الشرعي للشك الإيجابي، واقرأ إن شئت خبر سيدنا ابراهيم وهو يبحث عن ربه بين النجوم، ثم وهو يطلب أن يرى كيف يحيي الله الموتى، فصار إمام التجريبيين.حقيقة حسب علمى المحدود فى هذه المسالة - ولك أن تصوبها لى - أن الذى أصل الشك كأساس للعلم هو الفيلسوف الفرنسى روجيه ديكارت وهو صاحب المقولة الشهيرة : أنا أشك إذن أنا موجود.
ولا أظن هذا نهجاً طيباً فى العلم. وإن كان هذا النهج مقبول لغير المسلم الذى يعرض عليه الإسلام لأول وهلة فهذا مقبول منه جداً ولا بأس من هذا ، أما المسلم الأصيل على الإسلام فلايقبل منه هذا الاتجاه.
ونلاحظ أن القرآن عندما يأمرنا بتدبر شئ فى خلق السموات والأرض مثلاً فهى أيضاً دعوة لإعمال النظر واستبدال الشك باليقين.


فمثلا، أنا أسمع أن القرآن يحتوي على إعجاز لغوي و بلاغي، فأشك في ذلك، مبدئيا لا أحمل تلك الفكرة يقينا، بك أشك بها، و هذا حقي، ثم أذهب و أتعلم عن اللسانيات و علم البلاغة : مراعاة مقتدى الحال - لكل مقام مقال - الوضوح - المــُختصر - الجـُمــَـلْ القصيرة التي لها معاني كثيرة - تنوع الأساليب - الصور خيالية و التشبيهات - الفصاحة.
ثم أقرأ القرآن، فتذهب الشكوك، و يحل محلها اليقين بأن القرآن فعلا يحتوي على إعجازات لغوية و بلاغية، فأصل إلى اليقين عن طريق الشك.
هذا كلام طيب جداً ولا غبار عليه ولكن بالنسبة لغير المسلم الذى يعرض عليه الإسلام لأول وهلة. والذى يطلب منه فى البداية الإيمان إجمالاً وليس تفصيلاً.
أما المسلم أصيل الإسلام فلا يجب أن يكون هذا موقفه. لماذا؟
لعدة أسباب :
1- هناك شواهد كثيرة من حياتنا وكثيرون اتبعوا هذا وأخطأوا أخطاءً كثيرة وفادحة فى مجال العقيدة ثم بعد هذا لم يستطيعوا أن يوائموا بين ما يقوله الشرع وبين ما تدركه عقولهم من أمور أشكلت عليهم. ولو أنك قرأت شيئاً عن فلسفة ابن سينا والفارابى وابن الفارض لوافقتنى تمام الموافقة على ما أقول. ذلك أنهم ردوا من الدين أكثر مما قبلوا حتى أنكر ابن سينا البعث واليوم الآخر وأنكر الوحى وساوى بين الوحى وبين السحر وأمور أخرى لا أحب أن أذكرها. وإنالله وإنا إليه راجعون.
2- ليس باستطاعة كل أحد أن يقوم بهذا البحث بهذا الشكل ويصل إلى النتيجة الصحيحة المطلوبة شرعاً.
3- كثير من أمور الشرع يكون الركيزة فيها التسليم والإيمان قبل الفكر والاقتناع. ولو أطلقنا العنان لأذهاننا لأصبحت هى حاكمة على الشرع (تأخذ ما تشاء وترد ما تشاء) والواجب أن يكون العكس.
4- أن هذا منافى لمعنى الإسلام الذى هو : الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والولاء للإسلام وأهله والبراءة من الشرك وأهله.

مثال آخر، صادفت بوذي، و قلت له أن القرآن كلام الله، و هو عين اليقين، فله الحق أن يشك في كلامي، و يشك بالقرآن، و يذهب و يتحقق بنفسه، ثم يجد معجزات الله بالقرآن، فيقطع الشك باليقين، و يتأكد أن القرآن جاء من مصدر فوق بشري، فيقطع شكه الأول باليقين الأخير.هذا مقبول جداً من البوذى بل ونسعى إلى أن يطبقه - بحيادية- كل إنسان فحتماً سوف يصل إلىالإسلام لا ريب فىهذا .
ولكن هذا لن يقبل من أخى xpsycho لماذا؟
لأنه مسلم أصيل الإسلام ، يؤمن قبل أن يعلم ، ثم عندما يأتيه العلم يزداد إيمانه.

و هذه هي منهجيتي، الشك الإيجابي، أنا أشك في بعض الأمور المذكورة بالقرآن ليس بهدف النقد بل بهدف معرفة الحكمة، و مع الأيام دائما تأتيني الأجوبة من بعد البحث و ربط الكلمات و الرجوع للسان العرب، و هذه هي منهجيتي، الشك بغية المعرفة اليقينية.
(ما تحته خط) هو أجمل ما قرأت لك - أخىالكريم - وهو عين الصواب.
وأصبح الاختلاف بيننا اختلاف لفظى فحسب ، وليس اختلاف فى الفهم.
فقط ما أحب إضافته هو أن نعيد صياغة عبارتك بشكل جديد فنقول أنا وأنت : (وهذه هى منهجيتى ، العلم ، أبحث فى بعض الأمور المذكورة بالقرآن ليس بهدف النقد بل بهدف معرفة الحكمة).
إذن نحن نبدأ مع القرآن الكريم خاصة ومع الشرع عامة بموقف المتعلم الباحث عن الحق الذى يهدف لمعرفة الحكمة.
جزاك الله خير على رحابة صدرك.
وعذراً إن كنت قد أثقلت عليك.

رهين المحبسين
11-13-2005, 05:30 PM
أما المسلم الأصيل على الإسلام فلايقبل منه هذا الاتجاه.

اذن كيف سيصل لليقين :sm_smile:


أما المسلم أصيل الإسلام فلا يجب أن يكون هذا موقفه. لماذا؟
لعدة أسباب :
1- هناك شواهد كثيرة من حياتنا وكثيرون اتبعوا هذا وأخطأوا أخطاءً كثيرة وفادحة فى مجال العقيدة ثم بعد هذا لم يستطيعوا أن يوائموا بين ما يقوله الشرع وبين ما تدركه عقولهم من أمور أشكلت عليهم. ولو أنك قرأت شيئاً عن فلسفة ابن سينا والفارابى وابن الفارض لوافقتنى تمام الموافقة على ما أقول. ذلك أنهم ردوا من الدين أكثر مما قبلوا حتى أنكر ابن سينا البعث واليوم الآخر وأنكر الوحى وساوى بين الوحى وبين السحر وأمور أخرى لا أحب أن أذكرها. وإنالله وإنا إليه راجعون.

ياعزيزى هذه مشكلتهم وليس معنى انهم فسدوا بفكرهم وقالوا ان الله عالم بالجزئيات لا الكليات، ان الشك مرفوض والتسليم الاعمى هو المطلوب!
ولماذا نسيت ان تورد الغزالى وتتحدث عنه كما تحدثت عن بن سينا والفارابى

وهذا جزء من كلامه فى كتاب المنقذ من الضلال :


اعلموا - أحسن الله (تعالى) إرشادكم ، وألاَنَ للحق قيادكم - أن اختلاف الخلق في الأديان والملل ، ثم اختلاف الأئمة في المذاهب ، على كثرة الفرق وتباين الطرق ، بحر عميق غرق فيه الأكثرون ، وما نجا منه إلا الأقلون ، وكل فريق يزعم أنه الناجي ، و (( كلُ حزبٍ بما لدَيهْم فرحون )) (الروم: 32) هو الذي وعدنا بـه سيد المرسلين ، صلوات الله عليه ، وهو الصادق الصدوق[7] حيث قال:

(( ستفترق أمتي ثلاثاً وسبعين فرقة الناجية منـها واحدة ))[8]

فقد كان ما وعد أن يكون.

ولم أزل في عنفوان شبابي ( وريعان عمري ) ، منذ راهقت البلوغ قبل بلوغ العشرين إلى الآن ، وقد أناف السن على الخمسين ، أقتحم لجّة هذا البحر العميق ، وأخوض غَمرَتهُ خَوْضَ الجَسُور ، لا خَوْضَ الجبان الحذور ، وأتوغل في كل مظلمة ، وأتـهجّم على كل مشكلة ، وأتقحم كل ورطة ، وأتفحص عن عقيدة كل فرقة ، وأستكشف أسرار مذهب كل طائفة ؛ لأميز بين مُحق ومبطل ، ومتسنن ومبتدع[9] ، لا أغادر باطنيًّا إلا وأحب أن أطلع على باطنيته[10] ، ولا ظاهريّاً إلا وأريد أن أعلم حاصل ظاهريته ، ولا فلسفياً إلا وأقصد الوقوف على كنـه فلسفته ، ولا متكلماً إلا وأجتهد في الإطلاع على غاية كلامه ومجادلته ، ولا صوفياً إلا وأحرص على العثور على سر صوفيته[11] ، ولا متعبداً إلا وأترصد ما يرجع إليه حاصل عبادته ، ولا زنديقاً[12] معطلاً[13] إلا وأتجسس[14] وراءه للتنبه لأسباب جرأته في تعطيله وزندقته.
وقد كان التعطش إلى درك حقائق الأمور دأبي وديدني من أول أمري وريعان عمري ، غريزة وفطرة من الله وضُعتا في جِبِلَّتي ، لا باختياري وحيلت ي ، حتى انحلت عني رابطة التقليد وانكسرت علي العقائد الموروثة على قرب عهد سن[15] الصبا ؛ إذ رأيت صبيان النصارى لا يكون لهم نشوءٌ إلا على التنصُر ، وصبيان اليهود لا نشوء لهم إلا على التهود ، وصبيان المسلمين لا نشوء لهم إلا على الإسلام. وسمعت الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال [16]:

(( كل مولودٍ يولدُ على الفطرةِ فأبواهُ يُهودأنه وينُصرأنه ويُمجِّسَأنه ))[17]

فتحرك باطني إلى ( طلب ) حقيقة الفطرة الأصلية ، وحقيقة العقائد العارضة بتقليد الوالدين والأستاذين[18] ، والتمييز بين هذه التقليدات ، وأوائلها تلقينات ، وفي تمييز الحق منها عن الباطل اختلافات ،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا كان جزء من كلام الغزالى ويؤكد فيه انه اتبع الشك ليصل لليقين وليميز بين الحق والباطل.....اتبع الشك المنهجى لا الشك المذهبى العبثى الذى يبتدى بشك وينتهى بشك دون ان يصل لحقيقة واحدة!






2- ليس باستطاعة كل أحد أن يقوم بهذا البحث بهذا الشكل ويصل إلى النتيجة الصحيحة المطلوبة شرعاً.
نعم اصبت ليس باستطاعة الجميع القيام بهذا البحث ولكن هذه مشكلتهم وليست مشكلة المنهج ذاته.

3- كثير من أمور الشرع يكون الركيزة فيها التسليم والإيمان قبل الفكر والاقتناع. ولو أطلقنا العنان لأذهاننا لأصبحت هى حاكمة على الشرع (تأخذ ما تشاء وترد ما تشاء) والواجب أن يكون العكس.

هذا اسمه تغييب واعدام للعقل فبنفس المنطق ، لو انى كنت مسيحى فلا يجوز لى الشك فى دينى وان اخذ دينى كفكرة مسلمة بها! وبذلك لن اصل لحقيقة طيلة حياتى!

4- أن هذا منافى لمعنى الإسلام الذى هو : الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والولاء للإسلام وأهله والبراءة من الشرك وأهله
:13:

حازم
11-13-2005, 05:37 PM
هذا اسمه تغييب واعدام للعقل فبنفس المنطق ، لو انى كنت مسيحى فلا يجوز لى الشك فى دينى وان اخذ دينى كفكرة مسلمة بها! وبذلك لن اصل لحقيقة طيلة حياتى!

:13:
نعيد وضع رابط هذا الموضوع من جديد لمن لم يطلع عليه
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3281

أبو جهاد الأنصاري
11-13-2005, 08:56 PM
اذن كيف سيصل لليقين :sm_smile: هو واصل أصلاً فلماذا تريد إعادته إلى الوراء؟
هو على بر اليقين فلماذا تريد أن تلقى به فى غياهب الشك والشتات؟
إذن أنت تريد الشك لا للعلم ولا لليقين ،
ولكن الشك عندك وسيلة وغاية فى نفس الوقت ، أنت تريد الشك للشك.
اليقين لا يدرك إلا باليقين.
[line]ودعنى أحاورك :
هل هذا الكلام الذى تقوله أنت يقين؟
لو قلت : نعم ، لتناقضت مع نفسك ومع مذهبك ، لأنك نفيت الشك.
ولو قلت : لا ، فيكفينا أننا نحاور من لا يدرى أكلامه يقين أم شك.[line]

ياعزيزى هذه مشكلتهم وليس معنى انهم فسدوا بفكرهم وقالوا ان الله عالم بالجزئيات لا الكليات، ان الشك مرفوض والتسليم الاعمى هو المطلوب!
واضح أن حضرتك تريد أن تتحفنا ببعض معلوماتك عن هؤلاء ، لا بأس.
ولكن أليس من العجيب حقاً أن هؤلاء العمالقة فى التفكير - كما يطلق عليهم - قد ضلوا بل وكفروا فى كثير مما ذهبوا إليه ، ثم تريد أن نجعل من منهجهم هذا هو المنهج الأمثل لعامة المسلمين‍؟
ومن قال أو ادعى أو افترى أننا ندعوا إلى ما أسميته أنت بـ (التسليم الأعمى) أنا أقول إيمان وليس تسليم أعمى فشتان بينهما.
وإن لم تستطع أن تفرق بينهما فهذه مشكلتك أنت وليست مشكلة أحد غيرك.
أرجو قراءة مشاركتى السابقة جيداً.

ولماذا نسيت ان تورد الغزالى وتتحدث عنه كما تحدثت عن بن سينا والفارابىيا رجل اتق الله أتريد أن تسوى بين أبى حامد الغزالى وبين هؤلاء وهو - الغزالى- الذى قال عن ابن سينا ناظرته فى عشرين مجلساً كفرته فى سبعة عشر وبدعته فى الباقى.
وعل كل حال العبرة بخواتيم الأعمال ، ولا شك أنك تعلم كيف مات الغزالى وكيف كان دفاعه عن الإسلام وردوده على أهل الكلام والمتفلسفة ، رغم ما وقع فيه من بعض الأخطاء الاعتقادية.
على كل حال ليس الغزالى هو محل النقاش.

وهذا كان جزء من كلام الغزالى ويؤكد فيه انه اتبع الشك ليصل لليقين وليميز بين الحق والباطل.....اتبع الشك المنهجى لا الشك المذهبى العبثى الذى يبتدى بشك وينتهى بشك دون ان يصل لحقيقة واحدة!وهل بلغ الغزالى - رحمه الله - اليقين الكامل بشكه هذا؟
وهل كل الأمة مطالبون أن يكون غزالى آخر‍‍؟
هذا لبس على العامة.

نعم اصبت ليس باستطاعة الجميع القيام بهذا البحث ولكن هذه مشكلتهم وليست مشكلة المنهج ذاته.سيدى العزيز / من قوة المنهج أن يؤصل لمتبعيه الأسلوب الأمثل الذى يحميهم من الابتعاد عن هذا المنهج ويبين لهم أخطار هذا البعد ،حتى لا يتركوه يموت ويندثر ، ويصبح أثراً بعد عين.
فكم من نظريات ومذاهب وأفكار نشأت ثم ترعرعت ثم ذهبت أدراج الرياح ،ولا يعلم عنها شئ الآن.
أم المنهج الأمثل فيجب أن يحمل بداخله عوامل حفظه وثباته واستمراره.

هذا اسمه تغييب واعدام للعقل هذا اسمه صيانة المنهج من عبث العابثين.
فلا تتعجل أيها الفاضل ، فلربما ترى بعينيك مصرع ما تدعو إليه ، كما رأى غيرك مصرع مذاهبهم الفاسدة كالشيوعية والاشتراكية والإلحاد وغيرهم ،فقط لا تتعجل.
وسترى أى المناهج أثبت وأقوى وأدوم.

فبنفس المنطق ، لو انى كنت مسيحى فلا يجوز لى الشك فى دينى وان اخذ دينى كفكرة مسلمة بها! وبذلك لن اصل لحقيقة طيلة حياتى!
:13:أتفق معك فى هذه ، ولكن لا تنسى أن المنهج الصواب يجب ألا يتعارض مع العقل الصريح ، أما المنهج الفاسد فلا يقوى على مجابهة العقل ، وأنا أستطيع أن أضع أمامك مئات بل آلاف الأسئلة التى يطرحها العقل البسيط جداً جداً - عقل العوام والسوقة والرعاع - مما يثبت فشل وخطأ وبطلان أى دين عدا الإسلام.
مع تحياتى.
على فكرة :
لا تنسى أن تقول لى ما هى ديانتك أو معتقدك الذى تعتقده حتى أرسل لك بعضاً مما تتناقض فيه عقيدتك مع العقل الصريح المجرد.
أما إن كنت مسلماً سنياً على منهج أهل السنة والجماعة فلن أستيطع مهما أوتيت أن أذكر لك ولو شبه تناقض واحد فى معتقدك.
وأدعو الله أن تكون هذا الرجل الذى أريد.
والسلام على من اتبع الهدى.