المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأصيل في وصف الكافر



عمرو بسيوني
10-20-2011, 02:10 AM
للشرع أسماء وأوصاف يطلقها على الأنواع والأعيان، وتلك الأسماء نوعان :

أ ـ أسماء مدح ديني: المؤمنون، المسلمون، المحسنون، المتقون، المفلحون، العابدون، التوابون، الصابرون، المجاهدون..

ب ـ أسماء ذم ديني: الكافرون، المنافقون، الظالمون، الفاسقون، الفجار، المشركون، المعتدون، الضالون..

ثم يكون إسقاط تلك الأوصاف على الأنواع باعتبار، وإسقاطها على الأعيان باعتبار، على ما هو مفصل في مباحث (الأسماء والأحكام).

1 ـ وصف الكافر بالكافر بإطلاق= وصف ذم، ليس وصف مدح، ولا وصفا محايدا مطلقا.

2 ـ وصف المؤمن بالمؤمن بإطلاق= وصف مدح، ليس وصف ذم، ولا وصفا محايدا مطلقا .

3 ـ أن ما سبق هي أوصاف شرعية، لا لغوية، وإن كان كونها شرعية لا ينفي مناسبتها لمعناها اللغوي.

وعلى ذلك :

1 ـ ليس في كتاب ولا سنة، ولا لسان السلف والخلف من العلماء؛ أن وصف المؤمن والكافر يكون وصفا محايدا يعني المؤمن أو الكافر بأي شيء .

2 ـ ليس في كتاب ولا سنة ولا لسان السلف والخلف إطلاق الكفر على المؤمن، ولا الإيمان على الكافر، إلا بتقييد لفظي ( يكفر بالطاغوت ، كفرنا بكم ، كافر بالكوكب، يؤمنون بالجبت).

ويكون ذلك الاستعمال لغويا محضا .

3 ـ استعمال الكافر مع غير المسلم استعمال شرعي، تترتب عليه أحكام دنيوية وأخروية، لا لغوي محض، ولا إشكال أنه يناسب اللغوي، لأن الشرعيات تناسب اللغويات بلا خلاف.

4 ـ وصف الكافر للكافر وصف ذم، ليس وصفا لغويا مجردا، فأي ذم أشد من وصفه بما يعني استحقاقه مقت الله وغضبه ولعنته وجهنم خالدا فيها .

5 ـ كون الوصف ذما دينيا، لا يعني إطلاقه من غير مناسبة، كما أن وصف المدح الديني لا يعني إطلاقه من غير مناسبة، فوصف المؤمن والمحسن والمتقي ونحوه لا يجوز إطلاقه إن كان فيه تزكية للنفس، أو إعانة على إضعاف صاحبه وفتنته.

وكذا وصف الكافر لا يجوز في مقام الدعوة، ولا في مقام حسن المعاملة .

6 ـ إطلاق القول إن وصف المؤمن أو الكافر أوصاف نسبية إضافية مطلقا =باطل .

7 ـ لا ينبغي أن نسمع ما نسمعه من مجازفات لإرضاء غير المسلمين، مثل قول بعضهم ( كل المسلمين كفار) ، أو (أنا كافر) ، بهذا الإطلاق، ليقابل إطلاق الإسلام على الكفار= كفارا، بل هذا غلط على الشريعة المطهرة، وإطلاقه بهذا الاعتبار خطر عظيم لا يحجز عن ولوجه إلا رحمته تعالى، وجهل قائله وتأوله .

8 ـ لا يمنع ذلك التقرير كله أن يشرح لغير المسلم أن ذلك الوصف ليس الغرض منه إيذاءه نفسيا ولا ماديا ولا ظلمه في حقوقه الشخصية أو الاجتماعية، وأن المراد منه أنه يكفر بالنبي محمد، وأن الله تعالى الذي أرسل محمدا يتوعد من يكفر بنبيه وكتابه النار خالدا فيها .

وهذا ـ لعمر الله ـ لا يؤذي النصارى مطلقا، لأنه بالنسبة له كقول المبشر بالنسبة لي: يجب أن تؤمن بيسوع كي تخلص وترث الملكوت، وإلا ستحرم من مجد السماوات..

ملاحظة أخيرة:
أحد الدعاة يفهم من قوله عز شأنه : (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن)، أن كل الناس مؤمنون كفار في آن واحد، أي بالاعتبارين اللغويين، رغم أن الآية في الوصف الشرعي لا اللغوي ـ كما تقدم في التأصيل ـ بلا ريب .

والذي لا يختلف فيه اثنان أن ذلك التعبير (منكم ومنكم) إنما هو تقسيم، لا تعميم.

وهو ما يسمى عند المناطقة (بمانعة الجمع)، كقولهم : الكلمة إما اسم أو فعل أو حرف، فلا يمكن اجتماعهم قط .

قال تعالى : (ومنكم من يتوفى، ومنكم من يرد إلى أرذل العمر)، فما عساه يقول (يعيش ويموت معا)!!

اخت مسلمة
10-20-2011, 03:59 AM
جزاكم الله خيراً
فوائـد نحتاجُها الآن في زمن ضياع معنى "الولاء والبراء " , والدعوة الى التقارب مع "الآخر " بدون زاد أو معرفة الضوابط الشرعيّة , والأدهى ادعاء البعض من أصحاب هذه " الميوعة الدينية " بأنها دعوة تأتي في معنى آيـة : ( ..أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) , فيرضى لنفسه بلقب " كافر " ظناً منه أنه بمُساواته مع غير المُسلم يُقرب اليه الهُدى , ويُزيل الحواجز المانعه من الايمان عنده متناسياً قول الله تعالى : ( لايستوي أَصحَابُ النَارِ وأَصحَابُ الجنة) , وقال تعالى: (أَفَمَن كَانَ مُؤمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَا يَستَوُونَ) , وقول الله تعالى: (أَفَنَجعَلُ الْمُسلِمِينَ كَالْمُجرِمِينَ) , فالبيان القرآني واضح والمُساواة التي يدعو إليها كثير من المشبوهين اليوم ترتكز على مساواة الكافر بالمسلم من جميع الوجوه فلا دين يحجز بين ذلك ولا أخلاق ولا عقيدة! وهذا باطل باتفاق المسلمين سلفا وخلفاً ...

أهل الحديث
10-20-2011, 08:07 AM
لاحرمتمْ الأجر أخي الكريم .

د. هشام عزمي
10-21-2011, 12:25 AM
فتح الله عليك يا شيخ عمرو ..!

عمرو بسيوني
10-22-2011, 05:03 AM
جزاكم الله خيرا ...