محمود القاعود
10-21-2011, 04:57 AM
إبراهيم عوض وست روايات مثيرة للجدل
كتب – نورالدين محمود
عندما يتحدث العلامة الدكتور إبراهيم عوض في شأن من شئون الأدب ، فإن علي الساحة الأدبية أن تصغي باهتمام شديد ، مثلما تصغي الساحة الإسلامية له عندما يتحدث في شئون التنصير لينافح عن دين الله ويفضح حيل المنصّرين السفهاء ، ومثلما أيضاً تصغي له الساحة الفكرية وهو يتجول في أعماق التاريخ والحضارة ليبحث عن الدرر التي طمسها الزمن ، وليقدمها بأسلوبه الرشيق الجذّاب " السهل الممتنع " .
وفي أحدث كتبه " ست روايات مثيرة للجدل " الصادر عن مكتبة " جزيرة الورد " بالقاهرة ، يمارس عوض مهنته التي برع فيها – النقد الأدبي – فيتناول ست روايات أثارت جدلا واسعا في الشارع المصري والعربي ، والروايات هي ( أشواك لسيد قطب وأولاد حارتنا لنجيب محفوظ وعزازيل ليوسف زيدان و واحة الغروب لبهاء طاهر والبشموري لسلوي بكر والعمامة والقبعة لصنع الله إبراهيم ) .
سيجد القارئ ناقدا لم ير مثله من قبل ، فهو ليس بالناقد الذي يجامل روائياً يخطأ في النحو والصرف والإملاء ، وليس بالناقد الذي يهلل لصديق أو قريب ، كما أنه ليس بالناقد الذي يسعي لشيطنة كاتب ما لمجرد أنه يختلف معه فكريا أو أيدلوجيا ، ومن هنا تأتي أهمية الدكتور إبراهيم عوض أستاذ النقد والأدب العربي الذي أفني عمره في خدمة قضايا أمته ووطنه مدافعا عن الخير والحق والجمال .
وربما المشكلة الوحيدة التي يواجهها الدكتور عوض أنه لا يجيد فن " التسويق " و " العلاقات الخاصة " ، لذلك تصدر كتبه دونما ضجيج ودونما " حفل توقيع الكتاب الفلاني أو العلاني " كما يفعل أشباه الكتاب وأنصاف الأميين الذين يقلبون الدنيا إن كتب أحدهم كلاما فارغا لا يمت للأدب أو الفكر بأية صلة ، لكن حسب عوض إيمانه بقول الله تعالي : فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ " .
والمتتبع لأعمال عوض يجد نفسه أمام بحر من العلم والثقافة والأدب والفكر ، يتحدث في موضوع فيُلم به إلماما عجيبا ، ويستطرد في إطار الموضوع ليدلل علي فكرة معينة ، وقد كانت الفكرة التي تسيطر علي عقله طوال العشر سنوات الماضية إن لم يكن قبل ذلك ، ضرورة أن تتغير الشعوب وتعمل وتجد وتجتهد حتي تغير واقعها المزري ، بل أكثر من ذلك أنه كان من أول دعاة الثورات في العالم العربي ، وغالبية كتبه المنشورة في العقد الأخير ( 2000 – 2010 ) تشهد علي ذلك ، فكثيرا ما كان يكتب فقرات اعتراضية خلال أبحاثه وكتبه ليقول أن الشعوب هي السبب في الهوان والخضوع ، وأن الحكام هم مجرد أفراد من هذه الشعوب ، وكان يعلق صلاح البلاد والتخلص من الديكتاتورية بصلاح المؤسسات والعباد .
وكتاب ست روايات مثيرة للجدل يحفل بالكثير من هذا القبيل ، فضلا عن تعرية بعض أدعياء الأدب الذين حولهم أصحاب الأهواء والمصالح إلي عظماء عقمت الأرحام أن تأتي بأمثالهم !
ففي تناوله لرواية أولاد حارتنا وضح عوض أن نجيب محفوظ كان يقصد بشخصيات روايته الخالق سبحانه وتعالي والأنبياء الكرام ، وأهال التراب فوق الدفاع الهش الذي قدمه رجاء النقاش الذي حاول فيه نفي تناول محفوظ لله ورسله .
وفي رواية البشموري لسلوي بكر ، وجدها عوض رواية " مشوّشة " تنتصر للعامية علي حساب الفصحي وتحفل بالأخطاء التاريخية ، هذا عدا أسلوبها الركيك .
أما رواية العمامة والقبعة ، لصنع الله إبراهيم ، اكتشف ناقدنا الكبير أنها تحفل بالأخطاء اللغوية " الفاضحة " ليتبين للقراء أن صنع الله ليس لديه أية فكرة عن " التمر الهندي " وفق قول المؤلف ، كما أن الرواية تحفل بما أطلق عليه عوض " الكتابة الاستمنائية " وهي ذلك النوع من القصص الذي يحفل بعبارات الجنس الفاحشة وأوضاع الجماع .
ثم ينتقل المؤلف إلي رواية عزازيل ليوسف زيدان التي أثارت موجة غضب عارمة من قبل الكنيسة الأرثوذكسية ، أشاد عوض بأسلوب زيدان ، ومع ذلك اكتشف له أخطاءً في النحو والصرف ، وبعض التناقضات بين أفكار الرواية ، كذلك تصويره للعملية الجنسية بأسلوب شيق يزيّنها للمراهقين .
وفي رواية واحة الغروب لبهاء طاهر يصفها المؤلف برواية متوسطة القيمة ، لا تستحق الضجة التي يقيمها أهل اليسار من النقاد وأدعياء الأدب ، ويري أن عبارات الجنس التي حشرها طاهر في سياق الرواية لا ضرورة لها ، ويخلص المؤلف إلي أن كل روائي أتي بعد نجيب محفوظ مجرد قزم ، رغم اختلافه مع بعض ما كتبه محفوظ إلا أنه يبدي ألما وحسرة علي خسارة هذا الأديب العملاق الذي خلفه صغار لا يعرفون معني الأدب !
تبقي رواية الشهيد سيد قطب " أشواك " التي كتب عنها المؤلف بعد أن قرأ تعليقا لأحد العلمانيين يتهم قطب بأنه عندما فشل في الأدب والنقد تحول إلي الدين ، فيثبت المؤلف أن رواية قطب من أروع الأعمال الإبداعية ، وتدل علي أنه " روائي كبير " يمسك بخيوط عمله في أستاذية مكينة .
ست روايات مثيرة للجدل ، هو أن تقرأ لناقد محترف يكتب لوجه الله ، لا ينتظر من الصحف والمجلات والفضائيات جزاءا ولا شكورا .
كتب – نورالدين محمود
عندما يتحدث العلامة الدكتور إبراهيم عوض في شأن من شئون الأدب ، فإن علي الساحة الأدبية أن تصغي باهتمام شديد ، مثلما تصغي الساحة الإسلامية له عندما يتحدث في شئون التنصير لينافح عن دين الله ويفضح حيل المنصّرين السفهاء ، ومثلما أيضاً تصغي له الساحة الفكرية وهو يتجول في أعماق التاريخ والحضارة ليبحث عن الدرر التي طمسها الزمن ، وليقدمها بأسلوبه الرشيق الجذّاب " السهل الممتنع " .
وفي أحدث كتبه " ست روايات مثيرة للجدل " الصادر عن مكتبة " جزيرة الورد " بالقاهرة ، يمارس عوض مهنته التي برع فيها – النقد الأدبي – فيتناول ست روايات أثارت جدلا واسعا في الشارع المصري والعربي ، والروايات هي ( أشواك لسيد قطب وأولاد حارتنا لنجيب محفوظ وعزازيل ليوسف زيدان و واحة الغروب لبهاء طاهر والبشموري لسلوي بكر والعمامة والقبعة لصنع الله إبراهيم ) .
سيجد القارئ ناقدا لم ير مثله من قبل ، فهو ليس بالناقد الذي يجامل روائياً يخطأ في النحو والصرف والإملاء ، وليس بالناقد الذي يهلل لصديق أو قريب ، كما أنه ليس بالناقد الذي يسعي لشيطنة كاتب ما لمجرد أنه يختلف معه فكريا أو أيدلوجيا ، ومن هنا تأتي أهمية الدكتور إبراهيم عوض أستاذ النقد والأدب العربي الذي أفني عمره في خدمة قضايا أمته ووطنه مدافعا عن الخير والحق والجمال .
وربما المشكلة الوحيدة التي يواجهها الدكتور عوض أنه لا يجيد فن " التسويق " و " العلاقات الخاصة " ، لذلك تصدر كتبه دونما ضجيج ودونما " حفل توقيع الكتاب الفلاني أو العلاني " كما يفعل أشباه الكتاب وأنصاف الأميين الذين يقلبون الدنيا إن كتب أحدهم كلاما فارغا لا يمت للأدب أو الفكر بأية صلة ، لكن حسب عوض إيمانه بقول الله تعالي : فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ " .
والمتتبع لأعمال عوض يجد نفسه أمام بحر من العلم والثقافة والأدب والفكر ، يتحدث في موضوع فيُلم به إلماما عجيبا ، ويستطرد في إطار الموضوع ليدلل علي فكرة معينة ، وقد كانت الفكرة التي تسيطر علي عقله طوال العشر سنوات الماضية إن لم يكن قبل ذلك ، ضرورة أن تتغير الشعوب وتعمل وتجد وتجتهد حتي تغير واقعها المزري ، بل أكثر من ذلك أنه كان من أول دعاة الثورات في العالم العربي ، وغالبية كتبه المنشورة في العقد الأخير ( 2000 – 2010 ) تشهد علي ذلك ، فكثيرا ما كان يكتب فقرات اعتراضية خلال أبحاثه وكتبه ليقول أن الشعوب هي السبب في الهوان والخضوع ، وأن الحكام هم مجرد أفراد من هذه الشعوب ، وكان يعلق صلاح البلاد والتخلص من الديكتاتورية بصلاح المؤسسات والعباد .
وكتاب ست روايات مثيرة للجدل يحفل بالكثير من هذا القبيل ، فضلا عن تعرية بعض أدعياء الأدب الذين حولهم أصحاب الأهواء والمصالح إلي عظماء عقمت الأرحام أن تأتي بأمثالهم !
ففي تناوله لرواية أولاد حارتنا وضح عوض أن نجيب محفوظ كان يقصد بشخصيات روايته الخالق سبحانه وتعالي والأنبياء الكرام ، وأهال التراب فوق الدفاع الهش الذي قدمه رجاء النقاش الذي حاول فيه نفي تناول محفوظ لله ورسله .
وفي رواية البشموري لسلوي بكر ، وجدها عوض رواية " مشوّشة " تنتصر للعامية علي حساب الفصحي وتحفل بالأخطاء التاريخية ، هذا عدا أسلوبها الركيك .
أما رواية العمامة والقبعة ، لصنع الله إبراهيم ، اكتشف ناقدنا الكبير أنها تحفل بالأخطاء اللغوية " الفاضحة " ليتبين للقراء أن صنع الله ليس لديه أية فكرة عن " التمر الهندي " وفق قول المؤلف ، كما أن الرواية تحفل بما أطلق عليه عوض " الكتابة الاستمنائية " وهي ذلك النوع من القصص الذي يحفل بعبارات الجنس الفاحشة وأوضاع الجماع .
ثم ينتقل المؤلف إلي رواية عزازيل ليوسف زيدان التي أثارت موجة غضب عارمة من قبل الكنيسة الأرثوذكسية ، أشاد عوض بأسلوب زيدان ، ومع ذلك اكتشف له أخطاءً في النحو والصرف ، وبعض التناقضات بين أفكار الرواية ، كذلك تصويره للعملية الجنسية بأسلوب شيق يزيّنها للمراهقين .
وفي رواية واحة الغروب لبهاء طاهر يصفها المؤلف برواية متوسطة القيمة ، لا تستحق الضجة التي يقيمها أهل اليسار من النقاد وأدعياء الأدب ، ويري أن عبارات الجنس التي حشرها طاهر في سياق الرواية لا ضرورة لها ، ويخلص المؤلف إلي أن كل روائي أتي بعد نجيب محفوظ مجرد قزم ، رغم اختلافه مع بعض ما كتبه محفوظ إلا أنه يبدي ألما وحسرة علي خسارة هذا الأديب العملاق الذي خلفه صغار لا يعرفون معني الأدب !
تبقي رواية الشهيد سيد قطب " أشواك " التي كتب عنها المؤلف بعد أن قرأ تعليقا لأحد العلمانيين يتهم قطب بأنه عندما فشل في الأدب والنقد تحول إلي الدين ، فيثبت المؤلف أن رواية قطب من أروع الأعمال الإبداعية ، وتدل علي أنه " روائي كبير " يمسك بخيوط عمله في أستاذية مكينة .
ست روايات مثيرة للجدل ، هو أن تقرأ لناقد محترف يكتب لوجه الله ، لا ينتظر من الصحف والمجلات والفضائيات جزاءا ولا شكورا .