المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حد السرقة أنفى للسرقة....من حكمة الله!



نور الدين الدمشقي
10-21-2011, 11:03 PM
كما نعلم...فان بعض المعترضين يستبشعون قطع اليد للسارق ...وينظرون اليها وكأنها "وحشية" و "بربرية" يجب ان يتوقف العمل بها في زماننا...زمان التطور والعصرية. وكأن نفوس البشر تختلف باختلاف الزمان..وكأن اهواءهم وشهواتهم وميلهم الى الدعة والراحة و"سرقة أعمال الغير" يختلف من زمان الى زمان أو حتى من مكان الى مكان.

ثم ان هناك من يشكك في أن مثل هذا الحد أنفى للسرقة. فهل هو كذلك؟
كنت ابحث في موضوع فوقعت على هذه الاحصائية. ولفت نظري أمر. كما تعلمون فان هذا الحد لا يطبق في زماننا قانونا الا في السعودية فيما أعرف. والمثير هو أن هذه الاحصائية تدرس حالات السرقة من البيوت (يعني اقتحام البيت والسرقة منه). وهذا النوع من السرقة يكون المسروق فيها غالبا في حرز حتى ينطبق احد شروط تطبيق الحد. طبعا هو موقع اجنبي (أقولها لأن المستضعفين والمضطهدين فكريا عندنا لا يقتنعون بدراساتنا...وانما يسلمون رقابهم لدراسات الغرب): http://www.nationmaster.com/graph/cri_bur_percap-crime-burglaries-per-capita

النتيجة:
من الدول التي جمعت فيها الدراسة (وقد ضمت 54 دولة)....الدولة التي وقعت في آخر القائمة بنسبة السرقات هذه هي: السعودية.
فهل الحد انفى للسرقة؟

صدق الله: ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير.
وللمزيد من الحكم والبيان..اترككم مع كلام الشيخ الشعراوي رحمه الله:
ogw1hdZEuo4

مجدي
10-22-2011, 12:21 AM
بارك الله فيك ,والعقوبة يجب ان تكون رادعة وان لم تردع فما قيمتها ,اليوم يعاقب السارق وقد يستبدل حكمه بغرامة مالية !!!واغلب اللصوص لهم اسبقيات متكررة في السجون !!!!

إلى حب الله
10-22-2011, 12:44 AM
بارك الله في الأخين الحبيبين نور الدين والأخ مجدي ...

العقوبة في الإسلام لهدفين :

الأول :
عقاب للجاني .. وفيها طهارة له من الذنب ومن الحساب في الآخرة لو تاب وهو مسلم ..

الثاني :
ردع لكل مَن تسول له نفسه الإقدام على نفس الجريمة !!!..
وهنا : فإن إعلان الحد من قطع يد أو جلد أو قتل وسط جماعة من الناس :
هو بهدف صيانة المجتمع ككل !!..

والحاضر يبلغ الغائب بما رأى وبهول الموقف ...
والنفس الإنسانية جبانة بطبعها هلوعة ..
فإذا لم تنزجر بهذا : فبماذا ستنزجر ؟!!!..

< تخيل سارقا ًيـُقبل على السرقة وهو يعرف أن الفشل معناه فقد يده إلى الأبد !! >

ومن هنا :
فكان الغير مسلمين أنفسهم يمدحون لي تلك الحدود الزواجر في السعودية لما كان تطبيقها جهارا ًلا حياء فيه ولا خوف ولا حقوق إنسان مزعومة ولا يحزنون :
وهم أنفسهم هؤلاء الغير مسلمين :
هم الذين اشتكوا لي أيضا ًمن قلة إقامة الحدود الآن في السعودية بسبب تأثرها بحقوق الإنسان والكتابات والآراء والضغوطات الليبرالية والعلمانية : حتى استخف سفهاء الشباب وغيرهم بالكثير من الجرائم ...

نسأل الله العافية ..
وندعوه عز وجل لحفظ السعودية وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ..
وأن يُعيدنا جميعا ًلشرعه ودينه عودا ًحميدا ً...

مع التذكير بأن لقطع اليد في الإسلام على السرقة : شروط ..
فيا حبذا لو أتحفنا بها بعض الإخوة أو الأخوات لكي تكتمل الصورة والفائدة ..

والله المستعان ..

أبو يحيى الموحد
10-22-2011, 01:18 AM
:
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
شروط قطع يد السارق

السؤال الخامس من الفتوى رقم ‏(‏17627‏)‏

س5‏:‏ ما هي شروط قطع اليد في السرقة‏؟‏

ج5‏:‏ يشترط لقطع يد السارق تسعة شروط‏:‏

1- السرقة، وهي‏:‏ أخذ المال مختفيا، فإن اختطفه أو اختلسه فلا قطع عليه‏.‏

2- أن يكون السارق مكلفا، فلا يجب الحد على الصبي ولا المجنون‏.‏

3- أن يكون المسروق نصابا، فلا قطع فيما دونه، والنصاب‏:‏ ربع دينار من الذهب أو ما قيمته ذلك من غيره‏.‏

4- أن يكون المسروق مما يتمول عادة‏.‏

5- أن يكون المسروق مما لا شبهة فيه‏.‏

6- أن يسرق من حرز‏.‏

7- أن يخرجه من الحرز‏.‏

8- أن تثبت السرقة عند الحاكم بشهادة عدلين أو إقرار من السارق‏.‏

9- أن يأتي مالك المسروق ويدعيه‏.‏

والنظر في هذه الشروط، وتنزيلها على السرقة راجع إلى القضاء الشرعي‏.‏ وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو‏:‏ صالح بن فوزان الفوزان

عضو‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

عضو‏:‏ بكر بن عبد الله أبو زيد

نور الدين الدمشقي
10-22-2011, 08:01 AM
على ذكر شروط السرقة...وقعت على هذا الفيديوا الذي يبين بعض أثر الدعاية في الكرتون الأمريكي:
ملاحظة: الفيديوا يحتوي موسيقى فاقفل الصوت:
1u-h0Iw6_58

gamalgamal1
10-22-2011, 11:14 AM
بعد التحية للجميع
أود أن أسأل - قياسا على ما أراه عنفا غير مبرر فى حد السرقة -
ماذا لو أن مدير مدرسة لاحظ غيابا كبيرا فى المدرسة
وقرر أن يعاقب من يتغيب بخلع أحد أظافره بكماشة
فهل تقبلون مثل هذا القرار مع أنه بالتاكيد سيكون له نتيجة إيجابية
من ناحية إلتزام التلاميذ بالحضور
=======================
لماذا تقطع يد من سرق 100 جنيه لأول مرة
كما تقطع يد من عاش محترفا للسرقة
هل تجدون فى ذلك عدالة
====================
لماذا تقطع يد من سرق 100 جنيه لأول مرة
ولا تقطع يد من إرتشى بأكثر من مليون جنيه مهما إنتشر ذلك ومهما كان مدمرا للمجتمع
ولا تقطع يد من خان وصل الأمانة مهما كانت قيمته ومهما كان تأثيره على صاحب الأمانة
ولا تقطع يد من إقتحم مكانا عنوة فسرق مافيه وأرهب من فيه
====================
ماذا لو أننا أمام إثنين سارقين . واحدا عفا عنه صاحب المال والثانى قطعت يده
هل تروون فى ذلك عدل
===================
هل لو طبقنا الحد دون معالجة المشاكل الإجتماعية سنقضى على السرقة؟
لماذا إستطاعت الأمم المتقدمة الحد من السرقات بمعالجات وتشريعات بشرية ؟
هل يعجز المجتمع البشرى أن يعالج ما يطرأ عليه من مشاكل لكى يلجأ إلى المقدس؟

نور الدين الدمشقي
10-22-2011, 03:09 PM
وقرر أن يعاقب من يتغيب بخلع أحد أظافره بكماشة
فهل تقبلون مثل هذا القرار مع أنه بالتاكيد سيكون له نتيجة إيجابية

يبدو أنك أولا تقر بأن حد السرقة هو بالفعل أنفى للسرقة.
أما الفرق هنا هو أن هذا الحد حده الله لنا بنص القرآن الصريح (افترض أنك مسلم لأنه هكذا مكتوب في معرفك)....والعقاب بالكماشة جاء من رأس المدرس.
ثم هل الغياب مثل السرقة...هل من غاب في محاضرة ما...مثل سرق تعب غيره لأجل كسله وطمعه؟


لماذا تقطع يد من سرق 100 جنيه لأول مرة
كما تقطع يد من عاش محترفا للسرقة
هل تجدون فى ذلك عدالة

طبعا اذا كنت لا تؤمن بآخرة يحكم الله فيها بين العباد..فسيكون مفهوم العدالة عندك مغلوطا ومحدودا في الدنيا وحدها. وبهذا اقلب السؤال عليك واقول: هل لو لم تكن هناك آخرة ستتحقق العدالة بين العباد!!
ثم محترف السرقة قد يكون الله قد ستره لأمر ما...ثم قد يتوب توبة نصوحا يكون احسن حالا فيها من الأول. وكما ذكرت..فالله يعاقب في الآخرة او يغفر بمقتضى علمه وحكمته مما لا تدرك الا القليل منها...فلعله اطلع على ما لا تعرف من قلبيهما!!..فكيف تفترض عدم العدل؟
كل ما ذكرت بعده يتعلق بهذه النقطة.

أما مسألة التشريع البشري والمقدس: فهل عندك مشكلة في التشريع الالهي وانت تؤمن بالله وبرسوله؟ اما أن هناك شبهة أو هناك خطأ في معرفك...هداك الله.

الإصبع الذهبي
10-22-2011, 03:41 PM
نور الدين الدمشقي أسأل الله العلي القدير أن ينور بصيرتك ويملئ قلبك إيماناً وحكمة آمين ...

لا شك أن مثل هذه المواضيع مهمة لا سيما في هذا الزمان والله المستعان

نكتفي بقول ربنا تبارك وتعالى ( ومن أحسن من الله حكماً لقومٍ يوقنون ) الآية ...

إلى حب الله
10-22-2011, 04:08 PM
الأستاذ جمال ..
كلامك في مشاركتك وتعليقك يحتوي على الكثير من المغالطات المنطقية والشرعية ..
فإئذن لي بالتوضيح على قدر المستطاع ..

1...
نرى في خانة مُعرفك (( مسلم )) ..
والمسلم : إذا ثبت عنده حكم ٌمن أحكام الله تعالى ورسوله قرآنا ًأو سنة : لا يحتمل التأويل :
فعليه أن يتهم عقله وتفكيره إذا ًعند تعارض فهمه مع حكمة الله عز وجل من هذا الحكم ..
ومن هنا :
فقل لي بالله عليك على أي محمل يُحمل اعتراضك على حكم الله تعالى الصريح الواضح في قوله :
" وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ : فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا : جَزَاءً بِمَا كَسَبَا : نَكَالًا مِنَ اللَّهِ : وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " !!.. المائدة 38 ..

فلو كانت خانة معرفك مثلا ًعلمانيا ًأو ليبراليا ًأو ملحدا ًأو لا دينيا ًأو غير ذلك من المخالفين :
لكان هناك محمل لتفهم اعتراضاتك وشبهاتك !!!..
لأن الأصل في المسلم : هو تسليم الوجه لله عز وجل وأحكامه وشرعه : فهمها أو لم يفهمها !!.. فإيمانه بها وبصحتها : قد انبنى أصلا ًعلى إيمانه أولا ًبالله عز وجل ..
وعلى كل حال ...
فإليك التالي والله المستعان ...

2...

بعد التحية للجميع
أود أن أسأل - قياسا على ما أراه عنفا غير مبرر فى حد السرقة -
ماذا لو أن مدير مدرسة لاحظ غيابا كبيرا فى المدرسة
وقرر أن يعاقب من يتغيب بخلع أحد أظافره بكماشة
فهل تقبلون مثل هذا القرار مع أنه بالتاكيد سيكون له نتيجة إيجابية
من ناحية إلتزام التلاميذ بالحضور

أقول ..
من الأخطاء التي باتت شائعة بين العوام ومَن لم يقرأ في العلم الشرعي لدينه (فصار فريسة ًلشبهات المخالفين) : هي القياس على حدود الله عز وجل !!!..
بمعنى ...
قد يخرج علينا أحدهم بنفس كلامك أستاذ جمال : فيستنكر مثلا ًحد الجلد ثمانين لقاذف المؤمنات بالزنا بغير شهود : فيقول :
وهل لو شتم أحد امراة فقال لها مثلا ً(يا غبية) : هل يُعقل أن يُجلد ثمانين جلدة ؟!!..
فنقول له (وبكل بساطة) :
قياسك ساقط ٌأصلا ً: إذ : لا قياس على حدود الله عز وجل المعلومة !!..
نعم .. يمكن الاجتهاد في جرائم مستجدة أو غيرها .. ولكن لا قياس على حد معلوم !!..
كما أن القياس ساقط منطقا ًأيضا ًإذ السب : وبالغا ًما بلغ من السوء : فهو لا يساوي قول أحدهم لمسلمة او مؤمنة (يا زانية) أو ما يساويها في المعنى : بغير شهود ودليل دامغ !!!..
وهل تتساوى نقيصة العرض لامرأة : مع غيره من النقائص في نظرك حتى ولو كانت كذبا ًفي الحالتين ؟!!..
وهل وصف امرأة بالزنا : سيعود أثره عليها فقط كما يصفها بالغباء مثلا ً: أم أن وصفها بالزنا هو تعدي ٍعلى شرف وعرض أبيها وأخيها وأبنائها وزوجها .. إلخ ؟!..
هذه فقط : بعض صور الاختلاف في القياس الساقط !!..

وعليه :
فمثالك هو الآخر أستاذ جمال : ساقط بدوره !!!..
ولم يُسق في هذا السياق : إلا لتهويل وتشويه صورة هذا الحد من حدود الله !!..
إذ الحالة التي ذكرتها من خلع الظفر بكماشة : هي نفسها تستوجب اقتصاص القاضي من مدير المدرسة !!!!!!!!!!!!!...
وهذا يدل (كالعادة) على أنك (وكمثال لمَن ينتقدون الشرع) : لم تقرأ فيه أصلا ً!!!!..
فنصيحتي :
دع الشرع للمختصين ..
ولا تسأل سؤال المستنكر إذا لم تفهم ..
ولكن اسأل سؤال المتأدب الذي يريد أن (يتعلم دينه) ويطلب العلم فيه ..
والله الهادي ...

3...

لماذا تقطع يد من سرق 100 جنيه لأول مرة
كما تقطع يد من عاش محترفا للسرقة
هل تجدون فى ذلك عدالة

همممم ...
دعنا نعيد صياغة السؤال بصورة أخرى أستاذ جمال لننظر : عندما نترك شرع الله تعالى للأفكار والمفاهيم واختلاف العقول والإدراكات : كم سنتخبط بين عشرات الاحتمالات العاطفية في أحكام الله عز وجل ..
والسؤال هو :

رجل استدان على مدخراته وبعد أن باع فرش الشقة : ليوفر ثمن عملية خطيرة (وعاجلة) لزوجته الأم لأربعة أطفال ..
وهو في طريقه للمستشفى لدفع المال (حيث اشترطوا الدفع أولا ًقبل إجراء العملية) : قام أحد المساكين من وجهة نظرك أستاذ جمال : بسرقته !!.. وهي بالمناسبة : أول مرة يسرق فيها في حياته .. فتأخر إجراء العملية : حتى ماتت زوجته بعد ساعات < تذكر : هذه هي أول سرقة >

ورجل آخر : احترف السرقة من الشباب اللاهي في كل ليلة أثناء دخولهم الحانات والخمارات وصالات الديسكو : وقضى على ذلك عمرا ًبأكمله ...

هيـــــه ؟!!!..
أيهم أعظم في الجرم وأحق بإقامة الحد أستاذ جمال ؟!!!!..

هذا من جهة (فتح باب إدخال العاطفة والاحتمالات في حدود الله) ..
وأما من جهة المنطق :
فكيف عرفت أن هذا سارق محترف : وهو لم يُقم عليه الحد ولا مرة ؟!!!..
هيــــه ؟!!..
يسرق بواسطة هو الآخر حتى تخلت عنه الواسطة يوم أن قبض عليه متلبسا ًأم ماذا ؟!!!..
والله الهادي ...

4...

لماذا تقطع يد من سرق 100 جنيه لأول مرة
ولا تقطع يد من إرتشى بأكثر من مليون جنيه مهما إنتشر ذلك ومهما كان مدمرا للمجتمع
ولا تقطع يد من خان وصل الأمانة مهما كانت قيمته ومهما كان تأثيره على صاحب الأمانة
ولا تقطع يد من إقتحم مكانا عنوة فسرق مافيه وأرهب من فيه

وهنا تأكيد آخر أستاذ جمال أنك لم ولا تقرأ في شرع ربك عز وجل ولا الفقه !!..
وإلا :
فهناك من العقوبات والحدود والتعزيرات : ما يتجاوز أصلا ًقطع اليد في السرقة !!!..
ولكن الذي يحدث أن المتكلمين عن قطع اليد : يتخيلون أن هذه هي أقصى عقوبة على جريمة في الإسلام !!!..
ودعني أقتبس من كلامك بالأعلى آخر سطر حالة إذ تقول :

ولا تقطع يد من إقتحم مكانا عنوة فسرق مافيه وأرهب من فيه
فأسأل :
وهل تعرف ما هي عقوبة مَن يفعل هذا أصلا ً؟!!!..
أو حتى :
هل تسمع عن عقوبة الحرابة في الإسلام ؟!!..
أو تنزلا ً:
هل قرأت تفسير الآية التالية مرة ًفي حياتك أستاذ جمال :
" إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " !!!.. المائدة 33 ..
وينفي اقتصار الحكم السابق على الكفار أو المرتدين فقط قوله في الآية التي تليه :
" إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " !!!.. المائدة 34 ..
والتوبة تصلح أن تكون لمسلم هنا ...

والشاهد :
أن هناك من العقوبات في الإسلام : ما هو يتناسب مع تنوع الجرائم !!!..
وكله منصوص عليه في كتب العلماء والفقهاء ولكن للأسف الشديد :
أين الذين يقرأون ؟!!!.. وإذا قرأوا : يفهمون ؟!!!..

فباب (التعزير) وحده في الإسلام : هو أكثر أبواب العقوبات مرونة ..
فقد يبدأ فيه التعزير بالكلام والتوبيخ والضرب البسيط ونحوه .. وقد يشمل النفي والتغريب أو حتى الحبس : إلى أنه قد يصل أحيانا ًإلى القتل !!!..

مثال :
قد نص مالك وبعض أصحاب أحمد على قتل الجاسوس المسلم تعزيرا ًإذا اقتضت مصلحة المسلمين ذلك !!.. وكذلك نص بعض أصحاب الشافعي وأحمد على قتل الداعي إلى بدعة مغلظة مثل الداعي للجهمية أو الرفض أو إنكار القدر إذا لم يتوقف عن الجهر بفساده ولم يكف عن دعوة الناس لبدعته !!.. وكذلك جوز بعضهم قتل مَن لا يزول فساده مثل معتاد السكر وإيذاء الناس !!.. وقد خالفهم الحنفية في بعض ذلك ...

فبالله عليك أستاذ جمال :
لا تقل لي أين عقاب الاختلاس من المال العام أو الرشوة ؟!!!..

5...

ماذا لو أننا أمام إثنين سارقين . واحدا عفا عنه صاحب المال والثانى قطعت يده
هل تروون فى ذلك عدل

مرة ثالثة يتأكد لدينا أستاذ جمال (بالإضافة لما سبق) : أنك حتى لم تقرأ حتى في أحاديث النبي الشهيرة !!..
فحسبك عدم قراءتك في فقه شرع ربك الذي تستنكره : وعدم قراءتك حتى في أحاديث نبيك !
فهل صار ديننا على هذا : تابعا ًللعقل فقط والأهواء وتفاوت العقول والمدارك !!..
أقول ...
السارق أو الجاني : يمكن أن يسامحه صاحب الحق : فقط : قبل أن يصل أمره إلى الحاكم أو ولي الأمر أو القاضي ..
أما إذا وصل أمره إلى ولي الأمر أو الحاكم أو القاضي ومعه الحُجة والشهود :
فكان (وجوبا ً) على ولي الأمر ساعتها إقامة الحد : حتى ولو سامح صاحب الحق !!!..
وذلك :
درءا ًلمفاسد أعظم مثل :
>> أن يقول مجرم بعد ذلك : (اشمعنى فلان) !!!..
>> أن تنتشر (الانتقائية) في إقامة العقوبة على المجرمين !!!..
>> أن تظهر وتنتشر (الرشوة) !!!..
>> أن نرى بعد فترة أن الذي له ظهر وسند من علية القوم : يتدخلون لمنع إقامة الحد عليه !!.. وأما غيره من العوام : فيقام الحد عليه !!!..
>> أن تظهر جريمة تهديد صاحب الحق في الخفاء أن يستغني عن حقه وإلا : ناله الأذى في نفسه او أهله ...
وغير ذلك مما يُقوض به الشيطان عرش العدل في أي أمة من الأمم أو دولة من الدول !!..

وهنا :
أذكر هذا الحديث الشهير (الذي غفلت عنه أستاذ جمال) :
عندما سرقت المرأة من بني مخزوم (وهي ذات مكانة عندهم) : فالتمسوا من أسامة بن زيد رضي الله عنه : أن يشفع لها عند رسول الله ألا يقام عليها الحد وقد ردوا ما سرقته ..
ورغم أن أسامة هو الحِب ابن حِب رسول الله : زيد بن حارثة رضي الله عنه :
إلا أن رسولنا الكريم غضب غضبا ًشديدا ًوقال قولته الشهيرة كما في البخاري ومسلم :

" أتشفع في حدٍ من حدود الله ؟!!.. ثم قام فاختطب ثم قال :
إنما أهلك الذين قبلكم : أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف : تركوه !!.. وإذا سرق فيهم الضعيف : أقاموا عليه الحد !!.. وأيم الله .. لو أن فاطمة بنت محمد سرقت : لقطعت يدها " !!!..
فصلي اللهم عليك بأبي وأمي أنت يا رسول الله !!..
ويا ليت قومي يسمعون !!..

6...

هل لو طبقنا الحد دون معالجة المشاكل الإجتماعية سنقضى على السرقة؟

أقول :
وهل وصل إلى علمك أستاذ جمال أن الإسلام يدعو لإقامة الحدود مع وقف معالجة المشاكل الإجتماعية ؟!!.. أقول : بل اعمل أولا ًعلى إعلاء الإسلام وتطبيقه : ثم انظر ثانيا ًكيف سيصل فيه الخير إلى الجميع : حتى أنه يكون للفقير بيت مال يقوم به : ثم احكم بعد ذلك على ما تريد !!!..

7...

لماذا إستطاعت الأمم المتقدمة الحد من السرقات بمعالجات وتشريعات بشرية ؟

الرابط الذي وضعه الأخ نور الدين جزاه الله خيرا ًفي أول مشاركة :
يُكذب ادعائك أستاذ جمال !!!..
وإليك الرابط من جديد إذا لم تكن شاهدته :
http://www.nationmaster.com/graph/cri_bur_percap-crime-burglaries-per-capita

فمن بين الـ 54 دولة عالميا ً:
فجلهم من دول الكفر (المتقدمة) ذات التشريعات (البشرية) على حد قولك !!!..
ولا يوجد من بينهم دولٌ إسلامية إلا الآتي (ولاحظوا : من بين 54 دولة عالميا ً) :
>> ماليزيا 33
>> تونس 42
>> قطر 47
>> اليمن 53
>> السعودية 54

لا تعليق !!!..

8...

هل يعجز المجتمع البشرى أن يعالج ما يطرأ عليه من مشاكل لكى يلجأ إلى المقدس؟

نعم ...
عندما يصل معدل جريمة القتل المتعمد عام 2004م كما بالرسم التالي لكل 100 ألف نسمة :

http://up.ql00p.com/files/8szycbst9y9g7beyv7sl.png

فمع ملاحظة تركيزات الجريمة في الدول الغير إسلامية خصوصا ً:
نعلم مدى حاجتنا إلى هذا (المقدس) الذي تعني أستاذ جمال !!..

وللمزيد من الإحصائيات عن الأرقام المفصلة في القرن الماضي وتزايدها طرديا ًمع الوقت في دول العالم (ولاحظ عدم الإشارة للدول الإسلامية لقلة هذه الجرائم فيها عموما ً) : أرجو مطالعة الرابط التالي :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85% D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84_%D8%AD%D8%B3% D8%A8_%D9%85%D8%B9%D8%AF%D9%84_%D8%AC%D8%B1%D8%A7% D8%A6%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AA%D9%84

9...
وأخيرا ًأستاذ جمال :
أختم معك بهذا الاقتباس من موضوعي (حوار مع مسلم) الفصل 21 :
< الرحمة العامة لنبي الإسلام محمد > على الرابط التالي من الثلث الأخير من الصفحة :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=31313&page=2
-----

وهنا ابتسمت (جوليان) وقالت :
1))
لماذا نجد في (عقوبات) الإسلام : (شدة وغلظة) : يصفها البعض بأنها (لا إنسانية) !!!.. وذلك مثل :
(قطع يد السارق) !!!.. و(جلد الزاني) أو (رجمه بالحجارة حتى الموت) ؟؟؟!!..
فأرجو توضيح مدى صحة ذلك .. ولو صح : فما هو تفسيرك لهذا أيها الشيخ المسلم ؟؟!!..
وشكرا ً..

وهنا .. ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
حسنا ً.. طالما طلبتي استخدام هذه الطريقة في الحوار : فدعيني أسألك سؤالا ًأولا ًآنسة (جوليان) ..
فأجابت (جوليان) : تفضل ...

فقال الشيخ :
حسنا ً.. إذا افترضنا (لا قدر الله) : أنه قام أحد المجرمين بـ (اغتصاب) أمك ثم (تمزيقها) و(قتلها) هي وإحدى أخواتك مثلا ً:
ثم تم الحكم على هذا المجرم بـ : (قطع رقبته) أمام الناس جميعا ً: ليكون (عِـبرة) لغيره : فلا تتكرر مثل هذه الجريمة الشنيعة مرة أخرى :
فهل ستعتبرين في ذلك القتل بهذه الصورة : (تجني) على هذا المجرم أو (وحشية) ؟؟!!!..

>> فأجابت (جوليان) وملامح الاشمئزاز والتأثر على وجهها من تخيل مثل هذه الجريمة لـ (أمها) بالفعل :
لا بالطبع ... ولا أعتقد أن (عاقلا ً) سيحكم بغير هذا الحكم !!!..

وهنا .. ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
حسنا ً.. إذا ً: أنت تتفقين معي أن الطريقة التي استخدمناها في عقاب ذلك المجرم كانت :
أولا ً: (عادلة) .. وثانيا ً: (رادعة) لغيره ؟؟.. أليس كذلك ؟؟!!!..
>> فردت (جوليان) : نعم ...
فسألها الشيخ المسلم :
والآن .. لو عرضت عليكي أكثر من (عقاب) : (عادل) .. و(رادع) لغيره : فهل ترفضين ذلك أم تقبليه ؟؟!!..
>> وهنا ردت (جوليان) باستغراب :
إذا كان العقاب فعلا ً: (عادلا ً) .. و(رادعا ً) لغيره : فأعتقد أيضا ًأنه : لا (عاقل) سيرفضه !!!..

وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
حسنا ً... فإذا كان (الله) تعالى (وهو الأعلم بالناس) : قد قرر هذه (العقوبات) بالفعل في (الإسلام) !!!..
ووجدنا بالفعل طوال أكثر من (1429 عاما ً) : أنها كانت : (عادلة) و(رادعة) :
فهل من العقل : أن يتركها المسلمون لغيرها ؟؟!!!..

>> فأجابت (جوليان) : لا أعتقد أن هذا من الصواب ...!

فقال الشيخ (عبد الله) : حسنا ً.. والآن .. وقبل أن أشرح لك ببساطة نظام (العقاب) في الإسلام :
أقرأ عليكي وعلى الحاضرين جميعا ً: الاعترافات التالية .. والتي اعترف فيها مستر (موريس باتان) :
(أحد قضاة النقض في المحكمة الفرنسية) بـ (الفشل الذريع) لـ (القوانين الحديثة) !!!.. تلك القوانين التي تـُعد (فرنسا) فيها : (قبلة) العالم الحديث في أخذ (التشريع) عنها !!!... فقد قال في افتتاح مؤتمر (الوقاية من الإجرام) والذي انعقد في (باريس – 1959م) :

" أنا لست إلا قاضيا ًفي جهاز العدالة .. ولم يخطر على بالي في أي وقت من الأوقات : الاهتمام بأسس الوقاية من الإجرام .. لأن وظيفتي : لم تكن هناك .. بل على العكس : فقد كانت ولا تزال في (العقاب) لا في (الحماية) !!!.. كرست حياتي تبعا ًلمهنتي القضائية الطويلة في : محاربة المنحرفين حربا ًسجالا ً: لا هوادة فيها !!!.. سلاحي الوحيد الذي وضعه القانون تحت تصرفي :
هو سلاح العقاب التقليدي ... أوزع الأحكام القاسية والشديدة أحيانا ًعلى جيوش المجرمين والمتمردين ضد المجتمع ... ساعيا ًما أمكن إلى (التوفيق) بين : (نوعية العقاب) : وبين (نوع الجريمة) ... وكنت أسأل نفسي دوما ًكما كان الكثيرون من زملائي يتساءلون أيضا ً: عما إذا كان هذا السلاح قد أصبح في يدنا الآن : (لا وزن له ولا تأثير) !!!.. بل وقد شعرت (ولا أزال أشعر) بكثير من الألم والمرارة : واللذين كان يشعر بهما (أبطال الأساطير) !!!.. والذين كانوا كلما قطعوا رأسا ًمن رؤوس (المسخ) : كانت تنبت محله رؤوس ورؤوس !!!.. وقد تعاقبت السنوات وأنا ألاحظ بدهشة أن عدد المجرمين لا يزال مستقرا ًإن لم يكن يتزايد !!!.. وأنه كلما كنا نرسل الكبار منهم إلى (السجن) أو إلى (المنفى) أو إلى (المقصلة) : كان غيرهم يخلفهم في نفس الطريق : بأعداد ٍأكثر منهم " !!!...

والآن .. وبعد أن سمعنا جميعا ً: (اعترافا ًصريحا ً) من أحد (القضاة الفرنسيين) أنفسهم : يخبرنا فيه عن (فشل) أشهر (القوانين البشرية) في ملاحقة الجريمة أو الحد منها :
أفلا نتيقن بأن الحل (العادل) و(الرادع) :
يجب أن يكون من وضع وتشريع : (رب البشر) : العالم بهم .. وبخبايا نفوسهم : أكثر من أي أحد ؟؟!!..

لقد أنفقت (هيئة الأمم المتحدة) : الأموال الطائلة !!!.. وتكبدت : المجهودات الكبيرة !!!.. وكل ذلك لتنظيم المؤتمرات الدولية حول : (علم الإجرام) !!!.. وذلك منذ عام (1951م) ....
ولكن كل هذه المؤتمرات الدولية للأسف (وحتى الآن) : لم تستطع الحد من الجريمة : فضلا ًعن الحد من (انتشارها) !!!...
وذلك في إعلان صارخ منها عن : (الفشل التام للغرب العلماني) في هذا الأمر !!!..

في حين أننا نجد الله تعالى في الإسلام : لم يفصل أبدا ً(العقاب) : عن روح (الدين) نفسه !!!..
فالمجرم إذا أفلت من (العقاب) على جريمته في مجتمعاتكم الغربية : ففي ذهنه وذهنكم فعلا ً:
أنه قد هرب بفعلته من (العقاب) !!!....
ولكننا نجد الأمر : يختلف تماما ًفي الإسلام :
حيث قد زرع الله تعالى في قلوب وعقول المسلمين : (عقيدة : الحساب يوم القيامة) !!!..
أي أن الذي أفلت من العقاب في الدنيا : يعرف يقينا ًأنه : لن يفلت أبدا ًمن العقاب في الآخرة :
وذلك حينما يقف أمام الله تعالى : والذي يعلم عنه كل شيء !!!!...

ولهذا : فنجد مثلا ًامرأة ً(غامدية ً) : هي التي جاءت وأصرت على أن تعترف بأنها (زنت) : أمام النبي الخاتم (محمد) !!!.. مع علمها الكامل بأنه سيتم : (رجمها بالحجارة حتى الموت) لأنها : (زنت) وهي متزوجة !!..
وذلك بالرغم من أن : باب (التوبة) : مفتوح لكل من ارتكب ذنبا ً: وستره الله عليه : ولم يفضحه الله به !!!...
ولكن كانت رغبتها في التخلص تماما ًمن (عقاب) هذا الذنب في الدنيا : أكبر من رغبتها في السكوت عنه : ومواجهة (العقاب) في الآخرة !!!..
وكذلك أيضا ً: فعل رجل ٌيُسمى (ماعز) !!!!.. حيث جاء بنفسه واعترف للنبي : أنه قد زنى !!!.. فتم أيضا ً: (رجمه حتى الموت بالحجارة) !!!..

فهل رأيتم أو سمعتم : عن مثل هذه (الأخلاق السامية) في تاريخكم .. أو في بلادكم .. أو مجتمعاتكم المتحضرة ؟!..

لقد جعل الله تعالى (العقاب) في الإسلام : جزءا ًلا يتجزأ من (الدين) نفسه ..!
ليس هذا فقط .. بل وقد عظم شأن (العقاب) في النفوس : فمنع الناس حتى أن تأخذهم : (رأفة أو شفقة) بمَن ينزل به أشد العقاب !!!!...

ففي جريمة (الزنا) مثلا ً: لا يتم عقاب (الزاني) إلا في حالتين : إما اعتراف (الزاني) نفسه !!!.. أو بشهادة (أربعة شهود) !!!.. والآن .. هل تتخيلون معي أن جريمة (زنا) : يفعلها أصحابها بلا مبالاة : لدرجة أن يراها : (أربعة شهود) ؟؟!!!.. لا شك أن أصحاب هذه الجريمة : هم من عتاة (الزنا) و(الإجرام) في المجتمع !!!.. بل ولا شك أيضا ًأن (مستوى الاستهتار) عندهم بالمجتمع و(محارمه وقيمه) : قد بلغت القمة !!!..
ولذلك :
فقد وضع الله تعالى : أساسا ًقويا ًلحماية المجتمع من هذه الفعلة القبيحة .. فقال في قرآنه :
" الزانية والزاني : فاجلدوا كل واحد منهما : مائة جلدة ... ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله : إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر !!!.. وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين " !!!.. النور – 2 ..

فعندما ينهى الله تعالى المؤمنين عن (الرأفة والشفقة) على الجاني المُعاقب : فهو بذلك : يبني (حاجزا ًنفسيا ً) بين الناس وبين مرتكبي (الجرائم الكبيرة) في المجتمع !!!....
وعندما يأمر الله تعالى أن يشهد (عذاب) و(عقاب) هؤلاء المجرمين : طائفة من الناس :
فهو بذلك يعمل على : (نشر الخوف) من هذا (العقاب الأليم) بين أفراد المجتمع .. مما يجعل ذوي النفوس الضعيفة : يفكرون ألف مرة ومرة : قبل الجرأة على فعل هذه الجرائم !!!!...

فالله تعالى الذي يعاقب (فردا ًواحدا ً) : سواء بـ (الجلد) أو (قطع اليد) أو (الرجم حتى الموت) أو (قطع الرقبة) : فهو بذلك : يحافظ على سلامة المجتمع بأسره من : (الانهيار والفوضى الإجرامية) التي اشتكى منها القاضي الفرنسي : (موريس باتان) !!!..

وقد سمعنا الآنسة (جوليان) مثلا ً: قد أكدت أن (قطع رقبة) المجرم الذي اغتصب (أمها) ثم قتلها هي وإحدى أخواتها :
أكدت أن هذا (العقاب) : لا شيء فيه إطلاقا ً.. بل وأكدت أن هذا أيضا ً: ما يجب أن يقول به كل (عاقل) ...!
هي تقول ذلك :
في حين أنها لا تعرف أن هناك بعض الناس : (أدعياء الرحمة الإنسانية) : سيصفون (قطع رأس) هذا المجرم بأنه : (وحشية) !!!.. بل وقد يطالبون بأنه من الأفضل : (سجنه) لا (قتله) !!!!...
وأنا متأكد مائة بالمائة أن هذه الجريمة لو كانت وقعت لـ (أم) أحد هؤلاء الناس وإحدى أخواته :
لكان رأيه : هو من رأي الآنسة (جوليان) حتما ً!!!..

قال الشيخ (عبد الله) عبارته الأخيرة هذه بطريقة : جعلت الحاضرين يضحكون : فواصل قائلا ً:
إذا ًنستنتج من هذا : أن البشر : يختلفون دوما ًفي (وقع الجرائم على قلوبهم) : وذلك بحسب قربهم أو بعدهم من هذه الجرائم !!!.. ومن هنا : نعرف أهمية أن يقوم بتحديد (العقاب) : مَن هو (محايد) بين كل البشر بلا استثناء !!!...
وذلك لن يتحقق إلا في جانب الله تعالى فقط : والذي لن يُحابي أحدا ً: على حساب أحد !!!...

وإذا تأملنا نظام (العقاب) في الإسلام : نجد أنه قد حقق (أربعة أهداف) : لم يستطع أن يحققها أي (تشريع بشري) آخر على مر الزمان وحتى اليوم !!!.. وهذه الأهداف الأربع هي :

1)) أن ينجح (العقاب) في تحقيق (الغرض) الذي وُضع من أجله ..
2)) أن يكون ذلك : في (أسرع وقت) ممكن ..
3)) أن يكون ذلك : بـ (أقل التكاليف المادية) الممكنة ..
4)) ألا تكون السلبيات الناتجة عن هذا (العقاب) : أكبر من إيجابياته !!!...

فالإسلام مثلا ً: لم يجعل (السجن) : في تشريعاته الأساسية !!!!..
ولا يخفى عليكم : كيف أن (السجن) : يدخله المجرم (صغيرا ً) : فيخرج منه غالبا ً(مجرما ًمحترفا ً) !!!..
ويدخله المجرم (المحترف) : فيخرج منه غالبا ً(أكثر احترافا ًوإجراما ً) : بل وربما قد أعد خططا ًللمستقبل أيضا ً!!!..
ناهيكم بالطبع عن : (تكلفة السجون) من : (البناء) و(الطعام) و(الأمن) وسائر المرافق الأخرى !!!..
والتي قد تتعدى (المليارات سنويا ً) : في بعض الدول الكبيرة !!!..
فإذا أضفنا لكل ذلك :
التأثير البالغ الذي يقع على (أسرة المسجون) ومَن يعولهم من زوجة لها حق المعاشرة وأبناء :
لمسنا إلى أي مدى تتربع حدود الله تعالى وعقابه في تشريعاته : على القمة !!..

حيث بنظرة سريعة إلى الإسلام :
فنجده قد شرع نظام : (القصاص) .. والذي يتم فيه (القصاص) من الجاني : بنفس ما فعل في المجني عليه !!!..
وذلك بالطبع في الأشياء التي يمكن القصاص فيها : كالقطع والبتر والجروح والقتل ... إلى آخر ذلك ...
وأما الذي (يصعب القصاص منه بدقة) : فيجوز (دفع الدية) : محله !!!...
كما يمكن أيضا ًأن يقبل المجني عليه أو أهله : (الدية) : بدلا ًمن (القصاص) إذا أرادوا ذلك ...
ولأهمية سرعة هذا (القصاص) في استقرار المجتمعات .. وتحقيق (العدل) فيها : وحفظ الدماء من الانتقام والثأر إذا تأخر الحق عن أهله :
فإن الله تعالى يشبهه بـ (الحياة) !!!.. بالرغم من أنه قد يؤدي إلى قتل (القاتل) !!!.. ولكنه في المقابل : (حياة) للمجتمع ككل فيقول :
" ولكم في القصاص حياة : يا أولي الألباب (أي يا أصحاب العقول النيرة) " !!!.. البقرة – 179 ..

فهذا أفضل لكل عاقل من هاوية (الثأر) الذي قد يستمر في بعض العائلات لأجيال وأجيال !!.

مجدي
10-22-2011, 10:32 PM
ما شاء الله الأخوة قد اجابوا ولم يدعوا لي الا تأكيد نقاط مهمة يجب معرفتها :
الحد للردع قبل الوقوع بالذنب وللعقوبة بعد الإصرار ,وتمنع تكرار الجريمة .
العقوبة إن لم تكن رادعة فليس لها قيمة ,وإن كانت في غير محلها كانت كالجريمة ,وشروط تطبيق الحد ذكرها الأخوة ولم يذكروها عبثا وإنما ليبينوا لك أمرا مهما في شرعنا وهو درء الحدود بالشبهات والدود لا تطبق الا من الحاكم او القاضي يحكم او يقضي ثم تطبق .

سؤال للاستاذ جمال :هل ترى أن قانون العقوبات البشري قد حد من السرقة بشكل يجعلها شيء قليل ونادر؟
أم أنه أحيانا يدفع نحوها ؟

gamalgamal1
10-23-2011, 12:47 AM
السادة الأفاضل
أشكركم على الرد وسعة الصدر
وأشكر الأستاذ // أبو حب على تلك الإجابة المفصلة والمنسقة بشكل رائع
ولكى لا أكون منافقا أنا الأن لاديني من ناحية العقيدة
أما من ناحية علاقاتى الإجتماعية ومشاعرى الشخصية فأنا مسلم علمانى
فأرجو أن يظل الإحترام موجودا بيننا
=========
أستاذ أبو حب
مجنون هو من لا يريد عقوبة على جرم . فهذا يا سيدى ليس محلا للنقاش . المسألة فى طبيعة العقوبة .
ومثال ( المدير وخلع أظافر التلاميذ ) ليس بعيدا عن حد السارق . فكلاهما عقوبتان مبالغ فيهما مع فارق قياس الجرم والعقوبة .
وإذا كان لا بد من عقوبة بدنية للسارق فلماذا لا نكتفى - مثلا - بخلع ظفر او إثنين أو نكتفى بقطع عقلة إصبع . أليس لذلك نفس التأثير ؟
وخاصة ان السرقة - فى رأيى - هى من أقل جرائم المجتمع خطورة . والسبب ببساطة ان اللصوص بطبيعة الحال أقلية فى المجتمع (فى أى مجتمع
يعيش ظروفا طبيعية ) كما أن كل إنسان حريص بطبيعة الحال على حفظ ما يملك بشكل آمن ( مثل البنوك فى حال المبالغ الكبيرة ).
أما فى حالات الكوارث والمجاعات فان أرى ما تراه الأمم كلها حديثا وهو تشديد العقوبة وليس تخفيفها كما فعل الخليفة الثانى عمر بن الخطاب
==============
مثال السارق لأول مرة ومحترف السرقة
اعلم أنه من الصعب التمييز فى الحكم بينهما لو كان العقاب بالقطع
أما لو كان العقاب غير القطع من التشريعات البشرية فهى تتيح للقاضى الفرصة لتقييم القضية بشكل يختلف فيه الحكم من شخص لآخر ومن قضية لأخرى
==================
أما مسالة السارق والفارق بينه وبين المنتهب والمرتشى والمختلس
فالإسلام قد وضع غقوبة شديدة وهى القطع على السارق . فى حين أن الحديث النبوى ذكر بقية الجرائم ورفع عنها الحد بما يفهم منه عدم وجود عقوبة . وإلا لذكرها النبى أو وصى بالعقاب بطريقة أخرى غير حد القطع .
هذا هو الحديث النبوى ( حدثنا علي بن خشرم حدثنا عيسى بن يونس عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ليس على خائن ولا منتهب ولا مختلس قطع "
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2698&idto=2699&bk_no=56&ID=995
فكما ترى الحديث نفى العقوبة ولم يوصى ببديل لها . فالأصح عندى أن هذه الجرائم مثل غيرها من الرزائل التى نهى عنها الإسلام مثل الكذب
الذى يكتفى فيه بالتوبة والدعاء بالمغفرة وعدم العودة إليه .
============
أما عن التعزير فى الإسلام يا أستاذى فهو أوضح الأدلة بالنسبة لى عن حق الإنسان فى التشريع لنفسه بما يلائم عصره . فهؤلاء الفقهاء الذين فتحوا بابا للتعزير لم يفتحه القرآن ولا الحديث النبوى إلا بحديث وحيد جاء فى البخارى ومسلم بالفاظ مختلفة لها نفس المعنى
منها ((لا عقوبة فوق عشر ضربات إلا في حد من حدود الله)) ومنها ((لا تجلدوا فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله)) ومنها ((لا يحل لأحد أن يضرب أحداً فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله))

لا يوجد فى القرآن والسنة النبوية غير ذلك الحديث الذى جعل العقوبة فى غير حد عشرة أسواط فأقل
ومع ذلك فقد جعل الفقهاء باب التعزير بابا واسعا لكل ما يحسبونه ضارا بالمجتمع الإسلامى ووصل التعزير إلى الالف جلدة لمن باع حرا
بل وصل إلى القتل تعزيرا كما أوضحت أنت فى مداخلتك .
لقد وجد الفقهاء أن الحدود فى الإسلام لا تلبى إلا جزءا يسرا من متطلبات المجتمع فى وقتهم . فما بالكم بالمجتمعات الحديثة وكل تعقيداتها
وما يمكن أن تسببه من إنهيار لفكرة الدولة الحديثة مما يطول معه الشرح
=============
اما عن الإحصائيات التى أشرت إليها فهى لأمم تعرف قيمة رصد ما بها من مشاكل لتعمل على إيجاد حلول لها .
المشكلة الكبرى فى الأمم المتخلفة سواء إسلامية أو غيرها من الدول الكثير التى لا تكتفى بحجب المعلومات بل تزيف الحقائق
لتظل فى حالة من الغياب عن الواقع . فالدول العربية والإسلامية يا أستاذى مليئة بالعنف والجريمة والتفكك والعنف الأسرى
وهذا ما لا يتم حصره لكى لا يكون هناك حساب مستمر لما تنجزه أو لا تنجزه هذه الحكومات .
وخوفى الشديد من نشر تلك الإحصائيات للدول التى تعرف قيمة مواجهة مشاكلها أن نحمد نحن ربنا على ما نحن فيه
فلا ترى فى أنفسنا غير ما تعلنه حكومات أدمنت الكذب .
===========
أما بالنسبة لحوار الشيخ (عبدالله )مع ( جوليان ) وعن عقوبة القتل للقاتل
فهذا ما نزال نحن فى مصر والدول العربية والإسلامية وبعض الدول وبعض الولايات الأمريكية يعملون به
فأنا لا اعارض مثل هذه العقوبة لشخص وجد أنه من حقه سلب إنسان آخر حياته.
المشكلة عندى أن التشريع الإسلامى أعطى حق القصاص لولى الدم
فله أن يعفو أو يقبل الدية أو يطالب بالقصاص
فهنا يكون ما أشرت أنت إليه عندما تكلمت أنا عن العفو عن سارق وقطع سارق آخر
فقلت أن هذا ليس من الإسلام وأنه لا عدل فى ذلك
لكن هذا ( العدم العدل ) موجود عند تطبيق حد القتل . فسنجد من يقبل الدية ومن يعفو ومن يصر على القصاص
وسيتوقف ذلك على الحالة المادية والإجتماعية لكل من الجانى وأسرة المجنى عليه
فلا أرى فى ذلك أى عدل
كما ان الحديث النبوى ذكر أن ( لا يقتل والد بولده ) وهذا ما لا تقبله الدولة الحديثة ولا الإنسان الحديث
ونص الحديث النبوى أيضا على أن ( لا يقتل مسلم بكافر ) وهذا ما لا تقبله الدولة الحديثة أيضا ولا الإنسان الحديث
ونص التشريع الإسلامى على أن (دية الذمى نصف دية المسلم ) وهذا ما لا تقبله الدولة الحديثة لا الإنسان الحديث
=======
أعتذر على الإطالة

إلى حب الله
10-23-2011, 03:46 PM
السادة الأفاضل
أشكركم على الرد وسعة الصدر
وأشكر الأستاذ // أبو حب على تلك الإجابة المفصلة والمنسقة بشكل رائع

والشكر لك أستاذ جمال على القراءة والاهتمام ..


ولكى لا أكون منافقا أنا الأن لاديني من ناحية العقيدة
أما من ناحية علاقاتى الإجتماعية ومشاعرى الشخصية فأنا مسلم علمانى

أرجو أن تقوم أستاذ جمال بتغيير مُعرفك من مسلم إلى :
لا ديني أو علماني ..
فلا شك أن هذا التعريف الدقيق يحفظ القاريء من التيه في الآراء والأقوال لكل مَن يكتب في هذا المنتدى الحواري ..


فأرجو أن يظل الإحترام موجودا بيننا

ثق زميلي أستاذ جمال أن الحوار في حد ذاته : هو شيء يبعث على الاحترام ..
وخصوصا ً: عندما تكون بغية طرفيه هي الوصول للحق فعلا ً..

وعليه ...
فلا حرج في الحوار بيننا (باحترام) إن شاء الله : طالما التزمنا نحن أيضا ًبذلك الاحترام ..
------

أما بالنسبة للرد على أسئلتك الجديدة في مشاركتك الأخيرة :
فالله يعلم كم هي في المقدور والاستطاعة (رغم الانشغال الشديد للأسف) ..
ولكني تعودت في منطقية الحوار زميلي :
ألا أترك فساد الأصل والجذور : لأتحدث عن فساد الفروع !!..
فإن كنت أنت بقلة قراءتك وعلمك الشرعي : قد تعلقت بك بعض الشبهات عن الدين والشرع :
فذلك أمر ٌميسور الرد عليه بإذن الله تعالى ...

ولكن الأولى في مثل حالتك زميلي هو :
التعرض أولا ًلمبدأ (اللا دينية) الذي أنت عليه الآن !!..
حيث أظنك (ربوبي) ولست ملحدا ً..

فيكون السؤال والبداية الصواب هي :

كيف في اعتقادك يخلق الرب خلقا ً: ثم لا يرشدهم لما فيه خيرهم ؟!!..
كيف يصنع الصانع صنعة : ولا يُبين وجه استعمالها على أوفق ما يكون ؟!!!..
بل :
كيف يخلقنا الله عز وجل : ولا يُبين لنا ما يريده منا بهذا الخلق (تعالى الله عن العبث) ؟!
هيــــــه زميلي ..؟
أرى أن هذه بداية جيدة لحوار بناء بيننا بإذن الله تعالى :
ربما تجد فيه نهاية لا دينيتك : وربما تجد فيه الاستقرار العاطفي على الإسلام !!..

وأما إذا أردت مثالا ًعن الفرق بين تشريع الله عز وجل الذي يعلم نفسية وطبيعة مخلوقاته :
وبين تشريع تلك المخلوقات بعقلها القاصر (ولا أقول قاصر في كل شيء) :

فهل لو تخيلنا الآنسة (جوليان) مثلا ًفي المثال السابق : وقد قيل لها أن هذا المجرم : وبعد كل ما فعل من وحشية واغتصاب وقتل : فسوف يتم قتله (قتلا ًرحيما ً) بحيث لا يشعر بالألم (وذلك هو حديث بعض الدول المتقدمة في منظورك الشخصي) :
فهل تعتقد أنها ستتقبل هذا الخبر (بكل ترحيب وبساطة) ؟!!..
أم ربما نقمت على المجتمع الذي لم يرو غليلها ويشفي انتقامها : فربما صارت مجرمة ًإرهابية ًإلخ إلخ إلخ ؟!!..
أم ماذا ؟!!!..

وسبحان الله العظيم ...
" ألا يعلم مَن خلق : وهو اللطيف الخبير " ؟!!.. سورة الملك ..

< ملحوظة : غياب الطالب عن المدرسة : لا يُصنف على أنه جريمة أصلا ً : بل العقاب الذي ذكرت في حقه : هو جريمة توجب القصاص من المدير كما قلت - وذلك بخلاف جريمة السرقة - وبالجملة : كلامك كله له تفنيد ولكن كما قلت لك : يحسن الحوار عن أصل الخلل لديك أولا ًزميلي عن الإله والرب المُشرع : فإن أردت هنا : فلا بأس .. وإن أردت أن تفتح له موضوعا ًجديدا ًفلا بأس .. ولو أردت ان تفتح له موضوعا ًفي قسم الحوارات الخاصة فلا بأس ..
والله يهدينا وإياك إلى طريق الحق >