موجز في قتل القذافي

[عمرو بسيوني]

موجز في قتل القذافي :

1 ـ يجوز قتل الأسير الكافر في الحرب بلا خلاف بين أهل العلم ، دل عليه الكتاب والسنة ، والإجماع .

2 ـ لا يجوز سحل الأسير ، أو ضربه ، ما لم يكن من ذلك طائل كما نص العلماء ، ودليله حديث أبي داود " فأمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بأرجلهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر " ، عنون عليه أبو داود ( باب الأسير ينال منه ويضري ) ، قال الخطابي : " وفيه دليل على جواز ضرب الأسير الكافر إذا كان في ضربه طائل " .
ومن ذلك الطائل إمكان أن يأتي به الأمير ، فيضرب لأجل إخضاعه .

ولا نرى غرضا صحيحا لذلك في الواقعة .

3ـ لا يعصم المرتد من القتل مجرد النطق بالشهادتين ، إذ إنه لم يقاتل عليها ، بل قوتل على ناقض آخر .

4ـ لا يجوز قتل الأسير بعد وقوع القبضة عليه ـ بخلاف المصاول المحارب ـ إلا بإذن الإمام ، او من ينوب عنه ، وقتله دون ذلك الإذن ، أو مع الأمر بعدم قتله أصلا = حرام ، وافتئات عليه صاحب الأمر .

قال ابن مفلح في الفروع : " فَصْلٌ: وَمَنْ أَسَرَ أَسِيرًا حَرُمَ عَلَى الْأَصَحِّ قَتْلُهُ إنْ أَمْكَنَهُ أَنْ يَأْتِيَ بِهِ الْإِمَامُ بِضَرْبِهِ أَوْ غَيْرِهِ, وَعَنْهُ التَّوَقُّفُ فِي الْمَرِيضِ, وفيه وجهان ونقل أَبُو طَالِبٍ: لَا يُخَلِّيه وَلَا يَقْتُلُهُ, وَيَحْرُمُ قَتْلُ أَسِيرِ غَيْرِهِ, وَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ, نَصَّ عَلَيْهِ. وَاخْتَارَ الْآجُرِّيُّ لِرَجُلٍ قَتَلَهُ لِلْمَصْلَحَةِ, كَقَتْلِ بِلَالٍ أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ أَسِيرَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف أعانه عليه الأنصار "

وهاهنا كان يجب أن يأتي به الإمام ، ولا مصلحة في قتله حالا ، بل تترتب عليه مفسدة .

وقال الرملي في النهاية : " وَمَنْ قَتَلَ أَسِيرًا غَيْرَ كَامِلٍ وَجَبَتْ عَلَيْهِ قِيمَتُهُ، أَوْ كَامِلًا قَبْلَ أَنْ يَتَخَيَّرَ فِيهِ الْإِمَامُ شَيْئًا عُزِّرَ فَقَطْ "

وقال شيخ الإسلام زكريا : " (وَمَنْ اسْتَبَدَّ بِقَتْلِ أَسِيرٍ عُزِّرَ) لِافْتِيَاتِهِ عَلَى الْإِمَامِ وَلَا قَوَدَ وَلَا دِيَةَ؛ لِأَنَّهُ لَا أَمَانَ لَهُ وَهُوَ حُرٌّ إلَى أَنْ يُسْتَرَقَّ وَلِذَلِكَ يَجُوزُ أَنْ يُخَلِّيَ سَبِيلَهُ "

واتفقوا أنه إن قتل أسيرا لم يستحق سلبه .

5ـ مضار قتل القذافي بتلك الهيئة ، من حيث السياسة الشرعية والمصلحة = كثيرة ، تبين خطا هذا الفعل .

6ـ الكلام عن شهادة القذافي = عبث ، وتجاسر على الشريعة .

7 ـ من يفتي بكفر القذافي ؛ فلا وجه لإفتائه بدفنه في مقابر المسلمين ، وأن يصلي عليه غير الإمام ، والزعم أنه ربما يكون قد تاب قبل موته = غلط

إذ القاعدة في مثل ذلك عند الفقهاء هي استصحاب الأصل ، وبقاء ما كان على ما كان ، والأصل في المرتد والأصلي أنهما كافران ، وإلا فقد يسلم النصراني قبل موته دون العلم بذلك ، فيجرى على الجميع حكم الظاهر ، والله يتولى السرائر .

والله أعلم

[متروي]

5ـ مضار قتل القذافي بتلك الهيئة ، من حيث السياسة الشرعية والمصلحة = كثيرة ، تبين خطا هذا الفعل .
الحكم على هذه الحادثة بالذات بأنها خطأ من ناحية السياسة الشرعية و المصلحة خطأ كبير فقتله أنهى كل الحجج التي يمكن أن يتذرع بها الناتو و أنصارهم في الداخل الليبي و أنهى وجود الناتو تماما و حمل الليبيين على الإنتقال السريع للبناء و أعطى رسائل قوية جدا لأنصار القذافي من المنافقين داخليا و خارجيا و كان إنذارا شديدا للطواغيت العرب لا أخطر منه و أقام عليه الحد الشرعي الذي لا خلاف فيه إطلاقا بدلا من تسليمهم إلى من لا يحكم بشرع الله سواء في الداخل أو الخارج و شفى قلوب المكلومين و المجروحين من ضحايا هذا المجرم و العقاب من جنس عمله فكم عذب و هتك و قتل دون رحمة ولا قانون فمن لا يرحم لا يرحم و ليس لأحد أن يعفو عن هذا المجرم فدمه موزع على الشعب الليبي ..

[ابو علي الفلسطيني]

بسم الله الرحمن الرحيم

عندي سؤال استاذنا الفاضل:

بما أن الكل مُجمع على ارتكاب القذافي لجرائم إبادة وقتل بحق المسلمين من أبناء شعبه .. فما الفرق بين تطبيق حكم الثوار عليه مباشرة بالقتل وبين حكم المحكمة _ فيما لو حوكم _ والتي ستقضي حتما باعدامه؟؟ أليست النتيجة واحدة وهي القتل؟؟

[عمرو بسيوني]

لا ليست القضية في أن النتيجة القتل .

فقد اتفق أهل العلم أن المرتد ونحوه إن قتل افتئاتا على الإمام = عزِّر .

ومسألة الأسير معروفة مشهورة كذلك كما نقلت .

فالشريعة قاضية بالنظام ، الذي يترتب عليه المصلحة ، ونافية للفوضى والقوى الغضبية التي لا تتعقل المصالح .

[عمرو بسيوني]

أما بالنسبة للمضار ، فكثيرة ، منها :

1 ـ تشويه وجه الثورة أكثر مما هو محل ارتباك بسبب الاستعانة بالنيتو .

2 ـ إثارة مشاعر الشفقة لدى ضعاف القلوب والثقافة تجاه ذلك الطاغوت .

3 ـ فتح ملف الضغط على السلطة الحالية في ليبا ، التي تبدأ من المطالبة بفتح التحقيق ، وتستمر لمحاولة فرض إملاءات معينة .

4 ـ مخالفة الشرع في ضرب الأسير دون طائل ، والافتئات على الإمام ـ إن لم يكن آذنا في القتل وهو الظاهر في تلك الحالة ـ .

[متروي]

شيخنا الفاضل إسمح لي بهذا التعقيب ..
فالمسألة الاولى في هذه القضية أن القذافي لو سلم للمجلس الإنتقالي فلا أحد يضمن ان يطبق عليه شرع الله فقد يحكم عليه بالسجن المؤبد أو غيرها من الأحكام و قد يسلم إلى الكافر ليحكم عليه بحكمه و هذا وارد جدا فهو متابع بإرتكابه جرائم حرب ..
المسألة الثانية هي الخوف من إطلاق سراحه تهريبا كما حدث فعلا مع إبنيه محمد و سيف الإجرام لما إعتقلا في طرابلس و الطابور الخامس لا زال موجودا و كل الإحتمالات موجودة ..
المسألة الثالثة أن وجوده حيا لشهور أو سنوات يبقي الأمل عند أتباعه فربما قاموا بإختطافات أو تفجيرات أو جرائم حرب كبرى لإستنقاذه و هذا وارد جدا فالأموال عندهم كثيرة جدا لكن بمقتله لم يعد هناك أي معنى للمقاومة ..
المسألة الرابعة أنه لا يوجد إفتئات على الأمير إذ لا يوجد أمير واحد فالثوار جماعات كثيرة لكل منها أمير فحتى الآن لا يوجد ولي للأمر بايعه الجميع فالذين قتلوا القذافي قتلوه بأمر أميرهم ..
أما قولك أن قتله يشوه وجه الثورة فغير صحيح فمعظم المسلمين فرحوا بقتله و خاصة أهل ليبيا أما حكام الغرب و شعوبه فلا يعجبهم شيء من الشريعة حتى نطالب الثوار بالحرص عليه..
أما إثارة التعاطف لدى البعض فيقابله و هو الأهم الرعب عند الطواغيت و أنصارهم لعلهم يرجعون..
أما الضغط على السلطة الحالية فموجود من الأول لكن فعل الثوار هو تعبير عن رفض الضغوط و عن إستقلالية إتخاذ القرارات و إلا لو حرصنا على رضاهم فلا يرضيهم إلا تقليدهم في كل شيء ..
أما أن فعلهم مخالف للشرع و إفتئات على الأمير فلا نسلم لك بذلك لأن تسليمه ليحكم بغير الشرع هو المخالفة للشرع .

[اخت مسلمة]

بارك الله فيك ياشيخ عمرو ...
نعـم هذا ما ندينُ لله به ,لايجوز قطعاً قتله بعد أن وُجد على الحال المُزري الذي رآهُ العالم , ومن الواضح لكل ذي عين أن الرجل لاخطر منه في حالته تلك , فلا مُبرر لقتله والاجهاز عليه بدون ولي ولا مُحاكمة بأيدِ الثوار , كذلك تحريم التمثيل بالجثة أياً كانت جرائم المتوفى , وكُل من شارك فى هذا التمثيل أصبح عليه إثم كبير , نسأل الله لهم المغفرة والعُذر , وفي هذه المشاهد مايُسيئ للاسلام مع مايُصاحب هذا الفعل من تكبيرات فيظُن كُل من شاهد ذلك من غير المُسلمين أن هذا هُو شرع الله وحالُ الأسير في الاسلام واسلامنا وفعلُ نبينا منه براء ..!!
فلا يجعلنا بُغضنا للرجل وأفعاله أن نحيدَ عن الحق والشرع في هذه المسألة , وان كانت نهايته هي من سُنن الله تعالى في كُل من تكبر وتجبر من طُغاة الأرض ...

[مشرف 9]

نرى أن هذا القذافي قد نال جزاءه الوفاقا
وما يحدث في مصر ليس منا ببعيد
ولعل النقاش في غير هذه الأمور أنفع لنا هنا إخواني
وجزاكم الله خيرا على مشاركاتكم الطيبة