المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فظيع .. فظيع الكلام ده



latnsallah
11-01-2011, 08:05 PM
نحن نعيش أشدّعصور العبوديّة إظلاما

المذهل أنّه بينما يظنّ كلّ منّا أنّه صار أكثر حرّيّةً في هذا العصر مقارنة بالعصور السابقة، فإنّ الحقيقة هي أنّنا نعيش في سجن كبير، وعبوديّةٍ أشدّ وأنكى من تلك التي عاناها العبيد في الإمبراطوريّة الرومانيّة!!


كيف؟.. انظر معي :


منذ يوم مولدنا، يتلقّفنا سادة العصر بكلّ وسائل الإعلام، ليقنعونا بما راق لهم من أفكار، وينفّرونا ممّا لا يروقهم.. وبهذا، بينما كان الطغاةُ يُمعنون في تعذيب العبدِ لإكراهه على ما يريدون فلا يقدرون، لا يبذل الطغاة اليومَ أيّ مشقّةٍ في برمجة قطعانِ البشر على مشيئتهم..!!


بل نقبلُ نحنُ على ما يريدونَ بلهفة، وندفع ثمنَه من جيوبِنا !!

ومن لم يكفِه الإعلام، يتمّ استيعابه في نظام التعليم الإلزاميّ، الذي ينفقُ فيه أجملَ وأهمّ سنواتِ عمره، ليتشبّع بالمزيد من الأفكار المريضة، ويتمَّ عزله عن دينه وتراثه وواقعه وهدفه في الحياة..


إنّ الجاهل قديما كان أكثر حرّيّة من المتعلّم اليوم، فنظام التعليم الحاليّ عبارة عن سجنٍ ليس أكثر، ليس لك فيه حرّيّة اختيار الزمان ولا المكان ولا المناهج ولا المدرّسين ولا الطلبة الزملاء ولا نظام الإدارة، بالإضافة إلى أنّك لا تعرف إلى أين سينتهي بك، فدخول الكلّيّة معتمد على المجموع النسبيّ، ممّا يعني أنّه لا يختصّ بك وحدك، بل يختصّ بباقي المتعلّمين، وعدد من يتفوّق عليك منهم..!!

ثمّ بعدكلّ هذا، تكتشف أنّ الشهادة التي حصلت عليها ـ إن حصلت عليها ـ لم تؤهّلك إلا للوقوف في طابور البطالة الطويل!!


ليس هذا فحسب،بل إنّ تصميم هذا المسار التعليميّ بمثل هذا الطول يفقدك استقلالك وحرّيّتك، فبلوغ السادسة عشرة في العصور السابقة كان يعني الرجولة والاستقلاليّة والزواج والإنجاب لمعظم الرجال، أمّا الآن فهو لا يعني أيّ شيء، فأنت مجرّد طفلٍ ينفق عليه أبواه ليتعلّم، وبالتالي ليس لك أيّ حرّيّة في اختيار ما تريد، سوى أن ترضح لرغبة والديك وتذاكر..!


هل علمت لماذا تتحوّل بيوتنا إلى جحيم، لمجرّد بلوغ أحد أبنائها هذه السن، ومحاولتِه للاستقلالِ واكتشافِ الحياةِ على طريقتِه؟


ليس هذا فحسب، بل إنّ إدراكك لتأخّر سنّ الزواجِ الإجباريّ، يدفعك دفعا لتصبح عبدا لشهواتك، ليتدرّج بك الأمر من مشاهدة العاريات في التلفاز والمجلات والإنترنت، إلى مصاحبة الفتيات وممارسة الرذائل، وربّما يفضي بك إلى الزنا..


أمّا لو حاولت أن تتبع ضميرك، فهذا معناه أن تعيش تصارع أقوى غريزة بشريّة عرفها الإنسان ـ بل والحيوان ـ والتي تعتبر الدافع الأوّل لاستمرار الحياة، لفترة لا تقلّ عن 14عاما بل تزيد، في ظلّ العري والفجور والفحش المنتشر، ممّا يضعك في كبت ومعاناة وضيق مستمرّ..


إنّهم يشاهدوننا ويضحكون، وكلّما ضعف أحدنا وسقط عبدا لشهواته ولهم، قرعوا كئوسهم وكدّسوا ثرواتهم، فهم أكبر المتاجرين بالغرائز، ونجحوا في تحويل المجتمعات إلى ماخور كبير، يكسبون النقود فيه مع كلّ نفس..!! أزياء.. موضات.. عطور.. أدوات تجميل.. منشّطات جنسيّة.. كتابات إباحيّة.. إعلانات.. أفلام.. دعارة.. إلخ.. إلخ.


ولكن عليك أن تحاذرَ حتّى عندما تنجرف لغوايتهم، فهم أيضا واضعو قوانين الأخلاق ومنفّذوها، ولا بدّ من التضحية ببعض الكباش بينَ الحين والآخر، للظهور بمظهر من يدافع عن الفضيلة في المجتمع، وإلصاق الفساد والرذيلة بالشعبِ المنحرف !!

وحينما تنجح أخيرا في اجتياز هذه المفرمة، وتحصل على وظيفة بائسة، تجد نفسك مضّطرا للسرقة والغشّ والاختلاس وقبول العمولات والرشاوى.. تقبلها لأنّ راتبك لا يمكن أن يحقّق حلمك بالزواج قبل ألف عام..!!


تقبلها لأنّك لن تكون المغفّل الوحيد الشريف في هذا المجتمع..!!


تقبلها لأنّك لو تمسّكت بشرفك، فستجد ألف لصّ ممّن حولك يتربّصون بك، خوفا من أن تعطّل مصالحهم أو تشيَ بهم، أو حتّى لمجرّد أنّك تمثّل لهم صوت ضمير أحمق يجب إخراسه!!


ثمّ تكتشف أنّ كلّ ذلك لا يكفي، وأنّ عليك أن تسافر للعمل في الخارج لاختصار وقت جمع النقود.. وبهذا يضيع المزيد من عمرك في الغربة لصالح أسيادك، فأنت بالنسبة لهم مجرّد سلعة تمّ تصديرها، تعود عليهم بالدولارات لتصحيح العجز في الموازنة..

هل علمت الآن لماذا يزيدون أعداد خرّيجي الجامعات باستمرار رغم فشل التعليم، ولماذا لا يحاولون حلّ مشكلة البطالة؟؟


وطبعا تنتهي حرّيّتك في تعدّد الزوجات، فأنت أساسا لا تستطيع تزوّج واحدة إلا بعد ضياع أكثرمن نصف عمرك.. بل إنّك تعلم تمام العلم أنّك لن تستطيع الإنفاق على أكثر من طفلين، أو ثلاثة على أقصى تقدير.


وليت هذا يكفي، بل إنّك تجد نفسك مضطرّا لتشغيل زوجتك ـ كما كانت الأمة تعمل طوالالتاريخ !! ـ حتّى لو كنت معترضا، فلن يمكنك أبدا أن تعول الأسرة بمفردك.. وبهذا تضيف لنفسك تلا جديدا من المشاكل، مثل ازدياد عصبيّة الزوجة مع ازدياد متاعبها، وقلّه متابعة الأطفال وزيادة احتمال انحرافهم، وتطاول الزوجة عليك لشعورها بأنّها تقوم بجزء من دورك بالإضافة لدورها، بجانب ماتمّ حشو رأسها به من المفاهيم التلفزيونيّة المدرسيّة الهدّامة.


وطوال الوقت، تحاصرك زوجتك وأولادك بمطالبهم الاستهلاكيّة.. سلع.. كماليّات.. تفاهات.. رسوم وفواتير.. طاحونة أبديّة.


وبهذا تكتشف أنّ الزواج لا يحقّق السكن والسكينة، ولا يعدو أن يكون مجرّد حكم مؤبّد بالأشغال الشاقّة، تكدح فيه لمدّة 25 عاما على الأقلّ للإنفاق على أبنائك حتّى يحصلوا على شهاداتهم العقيمة ويعيدوا الكرّة..!!


ألم يكن العبد وزوجته الأمةُ أكثر اتزانا وترابطا ومودّة من ذلك؟؟


هذا دون أن تدري أنّ الميزة الوحيدة التي تميّزك عن المقهورين تاريخيّا هي ميزة وهميّة..!


فبينما كان الإقطاعيّون والملوك والطغاة يرسلون أتباعهم ليفتّشوا الديار ويجلدوا الناس حتّى يحصلوا منهم على الضرائب، تجد أنّك تدفع ضرائب على كل ّشيءٍ دون أن تدري، فالضريبة تؤخذ من راتبك، وتضاف ألف مرّة على سعر كلّ منتج تشتريه.. مرّة حين تُستورد الخامات.. ومرّة حين تُصنّع.. ومرّة حين تُنقل.. ومرّات ومرّات عندما تنتقل من كلّ تاجر جملة إلى آخر.. ضرائب على الدخل، والسلع، والنشاط التجاري، والعقارات، والتركات.. ضرائب حتّى على الضرائب نفسها..!!


كلّ هذا وأنت راض قانع.. كلّ هذا وهم آمنون من أن تثورعليهم، مثلما كان يفعل من يجلدون ظهورهم في العصور السابقة!!


والأروع والأكثر عبقريّة، هي الطريقة الحديثة التي يمدّون بها أيديهم فيجيوبك ليسرقوا نقودَك دون أن تدري..


فمنذ اختراع العملات الورقيّة، صار بإمكانهم التلاعب بسعر العملة، فيقلّلون قيمتها ويطبعون المزيد من الورق.. إنّ الجنيه الذهبيّ المصريّ في يوم من الأيّام كان يباع بـ 98 قرشا، وذلك حتّى يخدعوا الناس لمقايضة الذهب بالورق..!! الآن بلغ سعر الجنيه الذهبيّ مئات الجنيهات الورقيّة..!!


أين في نظرك ذهبت كلّ هذه النقود..؟ لقد سرقت من جيوبنا على مرّ السنين دون أن ندرى.. ولو استمرّ الحال على ما هو عليه، فسنصل في نهاية المطاف إلى أنّ ورقة الكرّاسة ستصير أغلى من الجنيه الورقي..!! وكلّما تردّى المجتمع وتضاءل الاقتصاد، قاموا بتقليل سعر الجنيه الورقيّ ورفع الأسعار، وبذلك يستطيعون طباعة المزيد من الأوراق، لتعيين بعض العاطلين في أيّ مهن وهميّة، ودفع هذه الأوراق لهم.. وبهذا مهما اختلف شكل الاقتصاد، فإنّه لا يتجاوز أبدا الشكل الاشتراكيّ، حيث يتمّ أخذ النقود من الجميع، وإعادة توزيعها على العاطلين..!! وفي النهاية تخرج كلّ هذه النقود من البلد، لتصبّ في جيوب اليهود، كفوائد للديون الفاحشة التي كبّلونا بها..


إنّ هذه أكبر وأنجح عمليّات سرقة في التاريخ ..!!


ولكن للأسف: لا يتم معاقبة إلا صغار اللصوص، الذين يسرقون مئات أو آلاف الجنيهات، بينما كبار اللصوص في مأمن من القانون، لأنّهم هم مألّفوه ومطبّقوه!!

كلّ هذا وأنت تظنّ أنّك حرّ، لمجرّد أنّك تضع صوتك في صناديق الاقتراع.. وبفرض أنّ الانتخابات نزيهة، وأنّ صوتك له قيمة، فإنّك في النهاية لا تختار إلا ما يريدونه.. إنّك ترى بعيونهم وتسمع بآذانهم.. إنّك غارق وسط الفوضى التي اصطنعوها لك حتّى لا ترى الحقيقة..


وفي النهاية يصل للحكم والمناصب من يريدونه هم وليس أنت.. فإذا حدث خطأ ووصل أحد من تريدهم، فإنّهم يسارعون باحتوائه.. إن لم يكن بالقتل فبتلفيق الجرائم والتشهير.. أو بشرائه بالمال والسلطة.. أو بتهميشه وتثبيطه وإعاقته.. وعليك أن تظلّ تحلم إلى ما لا نهاية بأن يصل من يفهمك ويسمع صوتك إلى المكان المناسب.. بلا جدوى!!


وبهذا تجد نفسَك غارقا في نفسك.. في أسرتك.. في مجتمعك.. في دولة متخلّفة لا علم فيها ولا اقتصاد ولا ضمير ولا ديمقراطيّة ولا قوّة عسكريّة.. !!


فقط عليك أن تتمتّع بالبرود والسلبيّة واللامبالاة، لتموت في هدوء وصمت بمئات الأمراض الناتجة عن كلّ شيء ملوّث تأكله وتشربه وتشمّه.. أو بضربة مطواةٍ من بلطجيّ في شارعٍ جانبيّ.. أو في حادث سيّارةٍ على طريق مهمل.. أو في مبنىً ينهار على رأسك، أو قطارٍ يحترق بك.. أو ربّما تعيش طويلا، خاويا من الروح في زمن ضاع فيه كلّ شيء نبيل وجميل!!


وإن استطعتـ بعد كلّ هذا ـ أن تبرز برأسِك من وسْطِ هذا المستنقع، وكنت ممّن يعرفون ويفهمون ويتمرّدون، فما زالت الوسائل التاريخيّة القديمة باقيةً على حالها.. السجون والمعتقلات والتعذيب الوحشيّ.. إنّك لن تفلت من قبضتهم أبدا..! إنّهم يعرفون كيف يجعلونك عبرةً لمن لا يعتبر!


ولو حاولت أن تهرب من المجتمع الذي يضطهدك أو الذي لا تحقّق فيه ذاتك، فستصطدم بالحدود الجغرافيّة وتصريحات السفر وتأشيرات الدخول ومشاكل الحصول على الجنسيّة..


حتّى حرّيّة السفر والانتقال التي كانت مكفولة للأحرار عبر كلّ التاريخ صارت تاريخا.. إنّنا نعيش في سجون كبيرة بكلّ معنى للكلمة!


وأخيرا.. أخيرا بعد كلّ هذه المعاناة، تجد نفسك واقعا تحت الاحتلال العسكريّ لدولة أجنبيّة، مثلما حدث للعراق، ومثلما سيحدث لنا ولغيرنا عند أوّل بادرة نحاول فيها التملّص من قبضة هذه الحياة اللعينة!!


هل علمت الآن لِمَ تزدادُ معدلاتُ الإلحاد والإباحيّة والجريمة والإدمان والجفاء الأسريّ والطلاق والأمراض النفسيّة والعصبيّة والجنون والانتحار في كلّ مكان بالعالم؟

إنّ الحرّيّة الوحيدة المتاحة لنا هي حرّيّة الانحراف..

حرّيّتنا في أن نعصي اللهَ سبحانه..

حرّيّتنا في أن نؤذي أنفسَنا ومن حولنا..

حرّيّتنا في أن نبيع ضمائرَنا وأخلاقَنا وأنفسَنا!!


باختصار:


إنّنا نفقدُ الدنيا والآخرة.. نفقد سعادتنا واستقرارنا.. نفقد حتّى آدميّتنا!!

إنّ هذا هو ما قدّمه الغرب للعالم من حرّيّة!.. يا لها من حرّيّة!!

إنّ هذا هو ما يحاربُ المتأمركون والعلمانيّونَ دينَنا من أجله..!!

يا لهم من عباقرة!!

إنّ هذا هو هدفنا الأسمى في الحياة..!!
يا لها من حياة!!
احلُموا ما تشاءون، ما دمتم نائمين!
طيروا لأبعد ما تستطيعون، ما دمتم في أقفاصكم الصدئة!
اشمخوا برءوسكم كيفما تبتغون،
فإنّ كلّ ذرّة من كِيانكم راكعةٌ خضوعا ومذلّةً لسادة هذا العصر!!


آهٍ كم أحسد عبيد التاريخ!!

***
منقول

horisonsen
11-02-2011, 03:28 PM
لا فض فو كاتب السطور
هذا حقا ما كان يجول في فلك العقول دون التلفظ به
يستحق أن يسمى "صيحة حق في صماخ الباطل"

Maro
11-02-2011, 04:38 PM
موضوع رائع
بارك الله فى كاتبه وفى ناقله

horisonsen
11-02-2011, 08:44 PM
ولكن لا ننظر هذه النظرة اليائسة للمجتمع بشكل يبعث إما على الاستسلام، أو على الخروج وسفك الدم الحرام، فوالله إن الغاية لا تبرر الوسيلة.
بل نحن نأمل الخير دائما، فاعلم أن ما أصابك ما كان ليخطئك، والله يخلق ما يشاء ويختار، وهو الرحمن الرحيم، ورُب ضارة نافعة تكون كفارة لما نحن عليه من البعد عن الدين، ولربما إذا كنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة لم نصبر معهم في ساعة العسرة حيث المسلمون يتخطفون في الأرض ولنكصنا على أعقابنا هاربين، فعلم الله الضعف فينا فرحمنا وخلقنا في زمن كفينا فيه بارقة السيوف والمسلمون فيه كثير كثير.

وأرى أن حالنا يناسب قول الشاعر:
إذا لم تستطع شيئا فدعه* وجاوزه إلى ما تستطيع
فنحن نستطيع أن نفعل أمورا كثيرة هي أسهل وأولى من غيرها والله سائلنا عنها. فلماذا لا نقدمها على اسقاط الحكومات والثورات والقتال والعنف وثم لربما لا نجد منها شيئا يذكر لا دين ولا دنيا.
نحن نستطيع المحافظة على الصلوات ولكن أغلبنا مقصر فيها
نحن نستطيع أن نقرأ ونتدبر القرآن وقد حلف بعض العلماء أن من حافظ على قراءة خمسة أجزاء في اليوم لم يصبه لا كآبة ولا مرض نفسي ولا تعلق قلبه بامرأة عشقا وشغفا محرما، وكان مطمئن البال والخاطر.
أن نحافظ على الأذكار الصحيحة فأمرها يسير ومردودها في الثواب والراحة النفسية كبير جدا، فإننا لن نستفيد من أي حرية أو مال أو زوجات مادامت نفوسنا كالمراجل المغلية لا سكينة ولا طمأنينة.
ونتذكر أن الدنيا سجن المؤمن، فعلينا بالصبر والدعاء والتضرع، وهذا أمر يسير جدا وإن استصعبته أو لم تبال به فأن تصاب بالإحباط من أي عمل سياسي أو عسكري تبلغ فيه القلوب الحناجر لأولى وأجدر وأصعب في المنال
ثم بالنسبة لمشكلة الزواج التي تعاني منها الأجيال الكثيرة وتتأخر فيه إلى الأربعينات والخمسينات وحتى الستينات، ولربما سمعت أن قريبا لصاحبي تزوج لأول مرة في حياته وهو في السبعينات
أقول والله إن حل هذه المشكلة يسير قريب سهل في متناول يد كل شاب إن شاء الله، وهو الخروج من إطار العرف السائد والرغبات الجامحة والشروط الصعبة التي يتعلمها كل إنسان من بيئته التي تلقم بفقه المسلسلات والأفلام الأجنبية التي تحجر علينا الواسع بالإضافة إلى التقاليد المحلية التي قد ضيقت علينا الزواج الشرعي.
فنخرج من كل هذه الأطر الضيقة إلى فضاء الشريعة الفسيح.
فمثلا لماذا لا يتزوج القبلي الشريف ذو النسب من الحضرية ذات المهر الأسهل والأيسر؟
وقد أنجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنه ابراهيم من مارية القبطية
ولماذا لا يتزوج الشباب من المطلقات ذوات المهور اليسيرة ولعلهن لديهن بيت أيضا أو أمورا تيسر على من طلب ودهن
وكما قيل رب ثيب خير من ألف بكر
وها قد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة وأم سلمة وزينب بنت جحش وسودة وصفية
ولماذا لا يتزوج الشباب بنتا تكبرهم بالسن؟
والرسول صلى الله عليه وسلم تزوج خديجة وهي أرملة.
إن من وضع شروطا صعبة في زواجه وتزواجه حق له أن يصبر بضعة عقود لاغير.
وأقول يا هذا من تنعي على الشباب تأخر الزواج، إن بمقدورك أن تزوج بناتك لشباب حدثاء السن إذا ما هن بلغن بعد أن يرزقك الله بهن.
وليس بمشكلة تطبيق جميع الفتاوى المماشية مع الشريعة والتي تدعو إلى التيسير في هذه المسألة العظيمة
إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه الا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير

وقد نتوغل قليلا في الحواجز البشرية للزواج
فنقول يوجد في مجتمعنا أيضا عزوف عن زواج السمراوات الفاحمات في السمار
وقد نعلم أن زيد بن حارثة رضي الله عنه تزوج أم أيمن هي أمة حبشية فأنجبت له أسامة
وكذلك كره أهل فاطمة بنت قيس أن تتزوج من أسامة ولكنها رضيت به وهو عربي ابن حبشية
وكذلك تزوج بلال بن رباح الحبشي أخت عبدالرحمن بن عوف القرشي ذو النسب القبلي الرفيع وهكذا

فيا أخي إن كنت تريد أن تنعم بما تنعم به الصحابة رضوان الله عليهم، فعليك أن تتواضع لا تشترط شروطا أكبر مما اشترطوا.

latnsallah
11-02-2011, 09:07 PM
ولكن لا ننظر هذه النظرة اليائسة للمجتمع بشكل يبعث إما على الاستسلام، أو على الخروج وسفك الدم الحرام، فوالله إن الغاية لا تبرر الوسيلة.
بل نحن نأمل الخير دائما، فاعلم أن ما أصابك ما كان ليخطئك، والله يخلق ما يشاء ويختار، وهو الرحمن الرحيم، ورُب ضارة نافعة تكون كفارة لما نحن عليه من البعد عن الدين، ولربما إذا كنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة لم نصبر معهم في ساعة العسرة حيث المسلمون يتخطفون في الأرض ولنكصنا على أعقابنا هاربين، فعلم الله الضعف فينا فرحمنا وخلقنا في زمن كفينا فيه بارقة السيوف والمسلمون فيه كثير كثير.

وأرى أن حالنا يناسب قول الشاعر:
إذا لم تستطع شيئا فدعه* وجاوزه إلى ما تستطيع
فنحن نستطيع أن نفعل أمورا كثيرة هي أسهل وأولى من غيرها والله سائلنا عنها. فلماذا لا نقدمها على اسقاط الحكومات والثورات والقتال والعنف وثم لربما لا نجد منها شيئا يذكر لا دين ولا دنيا.
نحن نستطيع المحافظة على الصلوات ولكن أغلبنا مقصر فيها
نحن نستطيع أن نقرأ ونتدبر القرآن وقد حلف بعض العلماء أن من حافظ على قراءة خمسة أجزاء في اليوم لم يصبه لا كآبة ولا مرض نفسي ولا تعلق قلبه بامرأة عشقا وشغفا محرما، وكان مطمئن البال والخاطر.
أن نحافظ على الأذكار الصحيحة فأمرها يسير ومردودها في الثواب والراحة النفسية كبير جدا، فإننا لن نستفيد من أي حرية أو مال أو زوجات مادامت نفوسنا كالمراجل المغلية لا سكينة ولا طمأنينة.
ونتذكر أن الدنيا سجن المؤمن، فعلينا بالصبر والدعاء والتضرع، وهذا أمر يسير جدا وإن استصعبته أو لم تبال به فأن تصاب بالإحباط من أي عمل سياسي أو عسكري تبلغ فيه القلوب الحناجر لأولى وأجدر وأصعب في المنال
ثم بالنسبة لمشكلة الزواج التي تعاني منها الأجيال الكثيرة وتتأخر فيه إلى الأربعينات والخمسينات وحتى الستينات، ولربما سمعت أن قريبا لصاحبي تزوج لأول مرة في حياته وهو في السبعينات
أقول والله إن حل هذه المشكلة يسير قريب سهل في متناول يد كل شاب إن شاء الله، وهو الخروج من إطار العرف السائد والرغبات الجامحة والشروط الصعبة التي يتعلمها كل إنسان من بيئته التي تلقم بفقه المسلسلات والأفلام الأجنبية التي تحجر علينا الواسع بالإضافة إلى التقاليد المحلية التي قد ضيقت علينا الزواج الشرعي.
فنخرج من كل هذه الأطر الضيقة إلى فضاء الشريعة الفسيح.
فمثلا لماذا لا يتزوج القبلي الشريف ذو النسب من الحضرية ذات المهر الأسهل والأيسر؟
وقد أنجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنه ابراهيم من مارية القبطية
ولماذا لا يتزوج الشباب من المطلقات ذوات المهور اليسيرة ولعلهن لديهن بيت أيضا أو أمورا تيسر على من طلب ودهن
وكما قيل رب ثيب خير من ألف بكر
وها قد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة وأم سلمة وزينب بنت جحش وسودة وصفية
ولماذا لا يتزوج الشباب بنتا تكبرهم بالسن؟
والرسول صلى الله عليه وسلم تزوج خديجة وهي أرملة.
إن من وضع شروطا صعبة في زواجه وتزواجه حق له أن يصبر بضعة عقود لاغير.
وأقول يا هذا من تنعي على الشباب تأخر الزواج، إن بمقدورك أن تزوج بناتك لشباب حدثاء السن إذا ما هن بلغن بعد أن يرزقك الله بهن.
وليس بمشكلة تطبيق جميع الفتاوى المماشية مع الشريعة والتي تدعو إلى التيسير في هذه المسألة العظيمة
إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه الا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير

وقد نتوغل قليلا في الحواجز البشرية للزواج
فنقول يوجد في مجتمعنا أيضا عزوف عن زواج السمراوات الفاحمات في السمار
وقد نعلم أن زيد بن حارثة رضي الله عنه تزوج أم أيمن هي أمة حبشية فأنجبت له أسامة
وكذلك كره أهل فاطمة بنت قيس أن تتزوج من أسامة ولكنها رضيت به وهو عربي ابن حبشية
وكذلك تزوج بلال بن رباح الحبشي أخت عبدالرحمن بن عوف القرشي ذو النسب القبلي الرفيع وهكذا

فيا أخي إن كنت تريد أن تنعم بما تنعم به الصحابة رضوان الله عليهم، فعليك أن تتواضع لا تشترط شروطا أكبر مما اشترطوا.


نعم نعم أخى الكريم كل ما ذكرته حقا
واسأل الله ان يهدى ابناء وبنات المسلمين لاتباع نهج الرسول الكريم وصحبه فما احوجنا الى ذلك فى هذه الايام الصعبة
جزاك الله خيرا
ولكل جزيل الشكر على مرورك الكريم
مع خالص تحياتى