المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر حول الزمان وهل النسخ يقتضي البداء؟



thinkdeep
11-06-2011, 01:17 PM
من المعلوم أن القول بالنسخ هو من تلازمات الشريعة الإسلامية، فهي تعتبر نفسها الناسخة لما قبلها من الأديان جميعا
كما أن النسخ جواب لكثير من المسائل الواردة على الإسلام كمسألة نقص القرآن وتغير أحكامه فإن بعض أحكامه ناسخة لبعض
وقد ألف فيه خلق جم، منها الناسخ والمنسوخ لابن حزم، وقتادة، والمقري، والقاسم بن سلام، والنحاس، وقلائد المرجان في بيان الناسخ والمنسوخ في القرآن لمرعي المقدسي وغيرهم كثير
لكن هذا الرد طرح عليه إشكال آخر وهو أن القول بالنسخ يثبت على الله البداء ومن هذا انبجس خلاف بين الفرق الإسلامية
1-فذهبت الرافضة إلى جواز البداء على الله تعالى
وافترقوا هل يكون ذلك مقترنا بالمشيئة والإرادة على ثلاث مقالات:
- فالفرقة الأولى منهم يقولون أن الله تبدو له البداوات وأنه يريد أن يفعل الشيء في وقت من الأوقات ثم لا يحدثه لما يحدث له من البداء وأنه إذا أمر بشريعة ثم نسخها فإنما ذلك لأنه بدا له فيها وأن ما علم أنه يكون ولم يطلع عليه أحداً من خلقه فجائز عليه البداء فيه وما اطلع عليه عباده فلا يجوز عليه البداء فيه.
- والفرقة الثانية منهم يزعمون أنه جائز على الله البداء فيما علم أنه يكون حتى لا يكون وجوزوا ذلك فيما أطلع عليه عباده وأنه لايكون كما جوزوه فيما لم يطلع عليه عباده.
- والفرقة الثالثة منهم يزعمون أنه لا يجوز على الله البداء وينفون ذلك عنه -من مقالات الإسلاميين للأشعري
والثالثة أعقلها فإن كان الله قد خلق الزمان وهو يرى أوله كما يرى آخره، فإن الحدوث فيه لا يخفى عليه بحال من الأحوال والنصوص العامة متوافرة متكاثرة في هذا، فبهذا يستحيل البداء على الله مطلقا لأنه يستلزم الجهل والنقص من وجوه كثيرة
وإن كان الرافضة قد عبدوا عليًّا والأئمة على نقصهم، فكيف لا يتورعون عن عبادة إله على نقص
2- وذهبت المعتزلة إلى أن الله ليس بذي علم محدث يعلم به ولا يجوز أن تبدو له البدوات (من بداة كقناة وقنوات) ولا يجوز على أخباره النسخ لأن النسخ لو جاز على الأخبار لكان إذا أخبرنا أن شيئاً يكون ثم نسخ ذلك بأن أخبر أنه لا يكون لكان لا بد من أن يكون أحد الخبرين كذباً قالوا: وإنما الناسخ والمنسوخ في الأمر والنهي. -من مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري
لكنهم تناسوا كثيرا من النصوص ما ظاهرها يوحي بالبداء من جهة العلم كقوله "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31)" [محمد]وقوله "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا....(7)" [هود] وقوله "وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ...... (21) [سبأ]، وقوله"وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ....(143) [البقرة].
فهم مع كيسهم نفوا أن تكون علاقة بين النسخ في الأحكام والبداء في العلم والأخبار، فذلك قد يكون منهم روما للتنزيه
ولكن الإشكال الذي يبدوا عند حصر النسخ على الأحكام فقط من نهي وأمر من جهة البداء
هو أن كل مأمور فهو مرغوب محبوب فيه مصلحة، كما أن النهي عن شيء يدل على أنه منبوذ مكروه في نفسه
وهذا ما يدعوا للقول هل ما كان يبدوا أن لله فيه مصلحة قد تبين له في الحقيقة عبر تمخض الزمن أنه في الحقيقة مفسدة فغيّر الحكم بناء على ذلك.
ومن باب الأمانة العلمية وجدت جوابا عن ذلك لأبي بكر الباقلاني في تمهيد الأوائل في تلخيص الدلائل قال:
"وَكَذَلِكَ يسْأَلُون عَن نقض الجماد بعد تأليفه وتربيعه بعد تسديسه وترطيبه بعد تيبيسه وتحريكه بعد تسكينه وتسويده بعد تبييضه وَغير ذَلِك من تغير أَحْوَاله وأوصافه فَيُقال لَهُم أَلِبداءٍ من الله واستدراك علم غير مَا فعله وَنقض مَا أَلفه وَفرق مَا جمعه وحرك مَا سكنه وَأَحْيَا مَا أَمَاتَهُ أم لَيْسَ لِبَداء؟ فَإِن قَالُوا لبداء تَركُوا دينهم واعتلالهم، وَإِن قَالُوا لَيْسَ لبداء وَلَكِن لِأَن النَّقْض فِي وَقت مصلحَة للمكلفين والتأليف مصلحَة فِي غَيره وَكَذَلِكَ التحريك والتسكين قيل لَهُم مثله فِي الْأَمر بالشَّيْء فِي وَقت وَالنَّهْي عَن مثله فِي غَيره وَلَا جَوَاب لَهُم عَن شَيْء من ذَلِك"
إلا أن الجواب الأقرب إليه والأولى به هو الأول (يعني أن تطويره وتحريكه للحياة يقتضي البداء أيضا) لأنه إذا كان قد فرغ من الخلق في ستة أيام فهذا يقتضي أن يكون الخلق مصمتا ميتا ثابتا لا تطور فيه من نسل وتكاثر وحركة وغيرها، ونتيجة هذا الجواب إثبات النقص على الله والخروج من الدين، كما قال الباقلاني.
كما أن الجواب عن الشطر الثاني موجود أيضا، وهو: - ماذا إن تقارب وقت المصلحة مع غيره بحيث اشتبه الحال ولم تعد حكمة في النسخ أبدا
فلو كان الوقت بين الحكم ونسخه طويلا لكان للحكمة في ذلك مدخل، مثلا كنسخ الأديان بعضها لبعض قد تكون لطول أمد وقسوة قلب وفترة من الرسل وتغير لأحوال الناس كما قيل.
أما أن يرادف المنسوخ ناسخه ببرهات، فليس للحكمة والتعليل أي منفذ إلى العقل من ذلك
وبذكر أمثلة من النصوص يتبين هذا الاعتراض
فمن ذلك قوله "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66) [الأنفال] فلم يفصل بين الحكم وناسخه إلا رقم الآية
فما فائدة النسخ هنا وقد اجتمعت من الأسباب والعَدد والعُدة لدا العدو حين اللقاء، ما يدل على الضعف مسبقا، فإن قيل ربما قد نزلت الآيتان مفترقتين، إلا أنهما أُردفتا حين جمع المصحف، فيقال: قد ثبتت النصوص بنزول السورتين (الأنفال وبراءة) جملة واحدة
وحديث عن البراء، قال: لما نزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} [النساء: 95] ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ادع لي زيدا وليجئ باللوح والدواة والكتف - أو الكتف والدواة -» ثم قال: " اكتب {لا يستوي القاعدون}" وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى، قال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير لأولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله} [النساء: 95] {غير أولي الضرر} [النساء: 95] الجامع الصحيح للبخاري
فكيف لم يفصل بين الآيتين إلاّ هُنيّات، مع علم الله المسبق باعتراض ابن أم مكتوم بضرره، ومع علمه أيضا بوجود هذه العلل في خلقه تمنعهم وتشق عليهم في الجهاد
فتقرر إذن أنه إن كان للنسخ حكمة فالحِكَم بقدرها، ولا جواب لهم عن ذلك
وأخيرا ينبغي بيان أن البداء في حق خالق مستحيل، إلا أنه في حق البشر ليس جائزا فقط بل واجب.

د. هشام عزمي
11-06-2011, 02:01 PM
معنى البداء هو أن أمرًا ما قد بدا للمرء بعد أن لم يكن باديًا ..
وهو محال في حق الله تعالى لأن علمه أزلي يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ..
أما النسخ فهو تبديل حكم شرعي بآخر ، وهذا لا يكون - حتى عند البشر - لأجل البداء فقط ..
بل يكون مناسبةً لأحوال المكلفين ..
كالطبيب الذي يغير النظام العلاجي والغذائي لمريضه حسب مراحل المرض والشفاء ..
والمريض قد لا يستوعب الحكمة في تغيير الطبيب للدواء والغذء كل فترة ، لكن هذا لا يقدح في علم الطبيب ..
وما غاب عنك من حكمة الحكيم في نسخ أحكامه لا يرفع عنه صفة الحكمة لأننا لا نحاكم الله إلى علمنا لقاصر المحدود ..
فأما آية المصابرة ، فهناك فترة زمنية كبيرة بين الحكمين خاض فيها المسلمون تسع غزوات ذكرها الشيخ فوزي السعيد في كتابه (شبهات حول قضية النسخ) ، وهو متاح في موقع صيد الفوائد ..
وأما آية غير أولي الضرر ، فهي تكريمٌ لابن أم مكتوم ، خاصة أن الحكم الشرعي معروفٌ مسبقًا بأنه ليس على الأعمى ولا على الاعرج ولا على المريض حرج ..
وأما آية (ليعلم الله ..) وأشباهها ، فالمقصود بها أن يعلم علمًا يحاسبهم به ويجازيهم عليه ، فالله لا يحاسب العباد بعلمه الأزلي ، بل يحاسبهم بما وقع منهم فعلاً وكتبته الملائكة وشهدت به عليهم ألسنتهم وجوارحهم زيادةً في الحجة والبينة ..

وأختم بهذا الفيديو الذي يرد على قولك : (هل ما كان يبدوا أن لله فيه مصلحة قد تبين له في الحقيقة عبر تمخض الزمن أنه في الحقيقة مفسدة فغيّر الحكم بناء على ذلك)
شبهة: كيف الشيء يكون حرامًا ثم حلالاً أو العكس ؟!
http://www.youtube.com/watch?v=W-R90Nyi3XY

والله الموفق .

إلى حب الله
11-06-2011, 02:01 PM
أخي الكريم إليك هذا الرد المختصر لضيق الوقت في العيد للأسف :

النسخ في القرآن : أثبته علماء الأمة ..
وأما النسخ بمعنى البداءة (أي يقضي الله بأمر ٍ: ثم يبدو له خيرا ًمنه فينسخه) :
فلم يقل به عالم من أهل السنة والجماعة ..
بل هو مما توارثه الروافض لتعضيد افتراءاتهم عن الوحي والإمامة مما نسبه اليهود من البداءة على الله في كتبهم (كثير من المواضع في سفر التكوين وغيره في العهد القديم) ..

ولكن علماء أهل السنة والجماعة وضعوا للنسخ القرآني حِكما ً: لن يُعدمها مَن يحمل أمور الشرع على أحسنها تفسيرا ًوتأويلا ً..
< ملحوظة : ابن حزم كان يعد حتى الاستثناء بـ إلا مثلا ً: نسخا ً>

وبالمثالين من آخر كلامك : يتضح المقال ..

1...

وبذكر أمثلة من النصوص يتبين هذا الاعتراض
فمن ذلك قوله "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66) [الأنفال] فلم يفصل بين الحكم وناسخه إلا رقم الآية
فما فائدة النسخ هنا وقد اجتمعت من الأسباب والعَدد والعُدة لدا العدو حين اللقاء، ما يدل على الضعف مسبقا، فإن قيل ربما قد نزلت الآيتان مفترقتين، إلا أنهما أُردفتا حين جمع المصحف، فيقال: قد ثبتت النصوص بنزول السورتين (الأنفال وبراءة) جملة واحدة


أقول : سبب النسخ هنا واضح بل : وذكره الله عز وجل بنفسه !!!!!!..
يقول سبحانه : " الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا " !!..
والمعنى :
أن هذه الآية من نوع النسخ بترك الحكم الناسخ والمنسوخ معا ًفي القرآن :
(حيث هناك أيضا ًالنسخ بمحو المنسوخ من القرآن وترك الناسخ مثلا ًوفائدته :
إرشاد الأمة لأهمية السنة التي لم يُعرف بها تفصيل ذلك إلا عن طريقها) ..
وأما الآية التي ذكرتها أخي فهي :
لبيان رحمة الله تعالى بالمؤمنين وتدرجه معهم : وهو ما يجب على المؤمن انتهاجه أيضا ًفي الدعوة والتعليم !!!..

فالخمر مثلا ًأتى حكمها متدرجا ًفي القرآن في أربعة مواضع : كان آخرها الأمر بالاجتناب !
ومباشرة الصائم لزوجته في ليل رمضان من بعد الإفطار كان منهيا ًعنه : فأباحه الله !
فبقاء الناسخ والمنسوخ هنا :
هو لبيان رحمة الله تعالى بالمؤمنين وتيسيره وتخفيفه عليهم ...

2...

وحديث عن البراء، قال: لما نزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} [النساء: 95] ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ادع لي زيدا وليجئ باللوح والدواة والكتف - أو الكتف والدواة -» ثم قال: " اكتب {لا يستوي القاعدون}" وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى، قال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير لأولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله} [النساء: 95] {غير أولي الضرر} [النساء: 95] الجامع الصحيح للبخاري
فكيف لم يفصل بين الآيتين إلاّ هُنيّات، مع علم الله المسبق باعتراض ابن أم مكتوم بضرره، ومع علمه أيضا بوجود هذه العلل في خلقه تمنعهم وتشق عليهم في الجهاد


أقول :
في هذه الهنيات أخي : نزل الوحي مُجددا ًببيان رحمة الله تعالى بالمعاقين !!!..
ونزول الوحي من بعد سؤال ابن أم مكتوم : أبلغ مما لو نزل من أوله منسوخا ً!!..
وإليك الحديث كاملا ً: وبه الجزء الناقص الدال على نزول الوحي في هذه الهنيات ..

فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال (وهو من أشهر كتبة القرآن) :
" كنت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فغشيته السكينة (وهي علامة نزول الوحي عليه فكان يُذهل عن العالم لحين قضاء الوحي) .. فوقعت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي : فما وجدت ثقل شىء ٍأثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهذه علامة مادية لثقل الوحي حينما كان يتغشى رسول الله : وقد حكت مثلها بعض أزواج النببي) .. ثم سري عنه فقال : اكتب .. فكتبت في كتف (حيث كانوا يكتبون في عظام لوح الكتف) : {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} إلى آخر الآية .. فقام ابن أم مكتوم : وكان رجلا ً أعمى لما سمع فضيلة المجاهدين فقال : يارسول الله .. فكيف بمَن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين ؟!.. فلما قضى كلامه : غشيت رسول الله صلى الله عليه وسلم السكينة .. فوقعت فخذه على فخذي .. ووجدت من ثقلها في المرة الثانية : كما وجدت في المرة الأولى .. ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اقرأ يا زيد .. فقرأت : {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {غير أولي الضرر} الآية كلها .. قال زيد : فأنزلها الله وحدها فألحقتها (أي ألحقتها في وسط الأولى) .. والذي نفسي بيده : لكأني أنظر إلى ملحقها عند صدع ٍفي كتف " ..

واعذرني أخي على الاختصار والاقتصار لضيق الوقت ..
وبالمناسبة : يمكنك عمل بحث في شريط جوجل أعلى صفحات المنتدى عن الناسخ والمنسوخ ..
والله الموفق ..
وكل عام وأنت بخير ...

thinkdeep
11-06-2011, 04:43 PM
كالطبيب الذي يغير النظام العلاجي والغذائي لمريضه حسب مراحل المرض والشفاء ..
والمريض قد لا يستوعب الحكمة في تغيير الطبيب للدواء والغذء كل فترة ، لكن هذا لا يقدح في علم الطبيب ..
وما غاب عنك من حكمة الحكيم في نسخ أحكامه لا يرفع عنه صفة الحكمة لأننا لا نحاكم الله إلى علمنا لقاصر المحدود ..

مشكور على الرد، لكن هذا الي ذكرته أسميه قياسا غير صحيح، لأنه قياس مع فارق، والفارق ههنا معروف، ولو تدبرت آخر ملحوظة ذكرتها في الموضع لعرفت ما هو الفارق، فلا يجوز هذا القياس مطلقا لأنه لا يسمن ولا يغني من جوع القضية شيئا ، فهذا يعني أنك تقيس المخلوق على المريض وهذا لا بأس به، أما أن تقيس الطبيب على الخالق فهذا ممتنع في الموضوع الذي نحن فيه من وجوه عدة
1- أن الطبيب لا يغير الدواء والغذاء إلا لما يبدو له (البداء) من أعراض الداء ، ولو صادفه داء وعرَض غير الذي يتوقعه لكان علاجه أيضا بحسبه
2-وماذا لو علم الطبيب مسبقا بأعراض الداء بعد بداية العلاج وأحواله تماما بشكل يقيني، ألن يُعلم مريضه مسبقا أيضا لما يَعلَم من احتمال تضرره إن واصل على الدواء الأول، ولهذا تجد الطبيب الحاذق من في كلامه يقول: إذا حدث فافعل كذا وإذا كذا فكذا، بل الأحذق منه من يقول سيحدث لك كذا بالتأكيد فإذا حدث فيجب أن تفعل كذا
3- أن الطبيب لا يختلف أصلا مع المريض في امكان حصول العلم لكليهما بالحكمة من تغيير الدواء، بل الأعجب من هذا أن الطبيب يجوز عليه المرض أصلا، فتأمل
والخلاصة أن مثل هذه الأقيسة لا يعول عليها أبدا، لأن الكلام على الخلق من جهة النقص والكلام عن الخالق هو من جهة الكمال، أليست الآية تقول: (ولا تضربوا لله الأمثال)، مع أني أجدهُ أسلوبا للكثير من مشايخ الإسلام كابن القيم فهو كثيرا ما يقيس الخالق على الملِك في حُججه.
وأما قولك (فأما آية المصابرة ، فهناك فترة زمنية كبيرة بين الحكمين خاض فيها المسلمون تسع غزوات ذكرها الشيخ فوزي السعيد في كتابه (شبهات حول قضية النسخ) ، وهو متاح في موقع صيد الفوائد ..)
فقد اطلعت على كلامه وليس معناه أبدا ما ترمي إليه، لم يقل أنه بين الحكم تسع غزوات، بل ذكر المواقع التي نصر فيها المسلمون بالمصابرة فقط مع الضعف، يعني أنه كان يستشهد للآية الأولى أو الحكم الأول، فتحقق من معلوماتك، ولا تتسرع في أقوال قد تحسب عليك، وكأني بك وبه ممن يجيز الجهاد اليوم بالسيف مع المصابرة حتى مع الضعف ، الذي جعله المشايخ شرطا في تعطيل الجهاد اليوم. فإن كنت كذلك وإياه، فهذه طامة لا أريد الخوض فيها لأنها تستطردنا بعيدا عن الموضوع الذي نحن بصدده، إذن فلا فاصل زمني بين الآيتين.
وقولك (وأما آية غير أولي الضرر ، فهي تكريمٌ لابن أم مكتوم ، خاصة أن الحكم الشرعي معروفٌ مسبقًا بأنه ليس على الأعمى ولا على الاعرج ولا على المريض حرج ..)
هذا إثبات منك للحكمة من نسخ الآية، وحي حكمة زهيدة بالمقارنة مع الحكم الذي فيها والذي يترتب عليه حياة أقوام وموتهم، ثم إن الله قد كرمه سابقا في سورة عبس، فما شأنه الآن هنا أيضا، كما أن الروايات الأخرى تدور حول علة النسخ وهي الضرر وليست حول الشخص الذي قال العلة وهو ابن أم مكتوم وهاكها
عن ابن عباس أنه قال : { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر } – عن بدر – والخارجون إلى بدر – ، لما نزلت غزوة بدر قال عبد الله بن جحش ، وابن أم مكتوم : إنا أعميان يا رسول الله فهل لنا رخصة فنزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما } فهؤلاء القاعدون غير أولي الضرر وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر.
فعلة النسخ كانت من أجل العمى لا من أجل التكريم.
والآية التي ذكرتها لا دليل فيها أبدا وهذا تمامها "لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)"
فهي في آداب الاستئذان للطعام، وشتان بين اللسان والسنان. وقوله: "ولا على أنفسكم" دالة على أنها للضرير وغير الضرير، مع أن مسألة الأكل لا دخل للعمى فيها، فلا يمكن لأحد أن يخطئ فاه باللقمة ولو كان مفقوء العينين.
وردك على الآيات الدالات على البداء من جهة العلم زهيد أيضا فقولك (المقصود بها أن يعلم علمًا يحاسبهم به ويجازيهم عليه ، فالله لا يحاسب العباد بعلمه الأزلي) سواء علمهم علم حساب أو جزاء ، فهو علم مع بداء
أمّا أن الله لا يحاسب بعلمه الأزلي فمن قال هذا؟ ألم يقل أنه قد أخرج بعث الجنة والنار من ذرية آدم لما سبق في علمه من مآل كل واحد منهم
وبالنسبة للفيديو فقد شاهدته وجوابي عنه بمثل جوابي عن قياس الطبيب فلا حاجة لإعاتده ولا حاجة لكم أيضا لإعادة مثل تلك الأقيسة عند النقاش
لأنه من عجيب المفارقات أن المسلمين عند مناقشتهم في مسألة وجود الله بقولنا هو محتاج لأن يخلق قالوا لا تقيسوا صفات الخالق على صفات المخلوق، وعند تعارض أحكامه مع الحكمة، قاسوا أفعال البشر على أفعاله مع أن الأفعال هي آثار عن الصفات.
أم هو الكيل بمكيالين؟

أهل الحديث
11-06-2011, 05:20 PM
القرآن الكريم كلام الله تعالى : ألفاظه وحروفه ومعانيه ؛ منه بدأ ، وإليه يعود ، تكلم الله تعالى به ، وسمعه منه جبريل عليه السلام ، وأنزله على محمد صلى الله عليه وسلم . قال سبحانه : ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الواقعة/77- 80 ، وقال : ( الم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) السجدة/ 1، 2 ، وقال : ( تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ) الزمر/ 1.

وهو من جملة كلامه ، الذي هو صفة من صفاته ، فمن قال : مخلوق ، فهو كافر ، هذا ما يعتقده أهل السنة والجماعة ، خلافا لما عليه أهل الزيغ والانحراف . إنتهى قولهُ حفظه الله تعالى .

فإن إعتقاد أهل السنة والجماعة في ان كتاب الله تبارك وتعالى كلام الله تكلم فيهِ كيفما شاء , ولازال جل في علاه متكلماً بما شاء , فمن قال بخلاف هذا فهو مبتدع قال الطحاوي رحمه الله في عقيدته المشهورة : " وأن القرآن كلام الله ، منه بدأ بلا كيفية قولا، وأنزله على رسوله وحيا ، وصدقه المؤمنون على ذلك حقا ، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ، ليس بمخلوق ككلام البرية. فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر، وقد ذمّه الله وعابه وأوعده بسقر، حيث قال تعالى: (سأصليه سقر) فلما أوعد الله بسقر لمن قال : (إن هذا إلا قول البشر) علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر، ولا يشبه قول البشر " انتهى.

وقال ابن قدامة رحمه الله : " ومن كلام الله سبحانه : القرآن العظيم ، وهو كتاب الله المبين ، وحبله المتين ، وصراطه المستقيم ، وتنزيل رب العالمين ، نزل به الروح الأمين ، على قلب سيد المرسلين ، بلسان عربي مبين ، منزّل غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود ، وهو سور محكمات ، وآيات بينات ، وحروف وكلمات ، من قرأه فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات ، له أول وآخر ، وأجزاء وأبعاض ، متلو بالألسنة ، محفوظ في الصدور ، مسموع بالآذان ، مكتوب في المصاحف ، فيه محكم ومتشابه ، وناسخ ومنسوخ ، وخاص وعام ، وأمر ونهي { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } فصلت/ 42، وقوله تعالى : { قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } الإسراء/ 88 . والكلام هي صفة من صفات الله تبارك وتعالى التي يثبتها أهل السنة والجماعة لله جل في علاه , نثبتها لله جل في علاه دون " تشبيهِ , أو تجسيم , أو تعطيل " وهو منزه عن كل البشر جل في علاه وهذا المتفق عليه عند أهل السنة والجماعة .

ويقول الشيخ المنجد في الكلام حول وصفهِ بالقدم :

الأول : أنه غير مخلوق ، كما تقدم ؛ وأن جنس الكلام ، في حق الله تعالى ، قديم ، لم يزل متكلما ، متى شاء ، وكيف شاء ، ويكلم من عباده من شاء . وهذا حق ، وهذا هو مأخذ من أطلق " القِدَم " في حق القرآن ، أو في حق كلام الله تعالى عامة ، من أهل السنة . ولننقل لك نص كلام اللالكائي في شرح إعتقاد أهل السنة والجماعة .

ومن هؤلاء : أبو القاسم اللالكائي في كتابه " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " قال (2/224) : " سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مما يدل على أن القرآن من صفات الله القديمة " . ثم قال (2/227) : " ما روي من إجماع الصحابة على أن القرآن غير مخلوق " . فما ترى فمن وصف القرآن بالقدم هو اللالكائي في كتاب شرح إعتقاد أهل السنة والجماعة وبين الشيخ المنجد المعنى من القول بانهُ كلام الله مخلوق .

قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى مجموع الفتاوي (12/24) : " السلف قالوا : القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وقالوا لم يزل متكلما إذا شاء . فبينوا أن كلام الله قديم ، أي : جنسه قديم لم يزل . ولم يقل أحد منهم : إن نفس الكلام المعين قديم ، ولا قال أحد منهم القرآن قديم .
بل قالوا : إنه كلام الله منزل غير مخلوق .
وإذا كان الله قد تكلم بالقرآن بمشيئته ، كان القرآن كلامه ، وكان منزلا منه غير مخلوق ، ولم يكن مع ذلك أزليا قديما بقدم الله ، وإن كان الله لم يزل متكلما إذا شاء ؛ فجنس كلامه قديم . فمن فهم قول السلف وفرق بين هذه الأقوال زالت عنه الشبهات في هذه المسائل المعضلة التي اضطرب فيها أهل الأرض " .

وقال رحمه الله تعالى : " وكلام الله : تكلم الله به بنفسه ، تكلم به باختياره وقدرته ، ليس مخلوقا بائنا عنه . بل هو قائم بذاته ، مع أنه تكلم به بقدرته ومشيئته ، ليس قائما بدون قدرته ومشيئته .

والسلف قالوا : لم يزل الله تعالى متكلما إذا شاء ؛ فإذا قيل : كلام الله قديم ; بمعنى أنه لم يصر متكلما بعد أن لم يكن متكلما ، ولا كلامه مخلوق ، ولا معنى واحد قديم قائم بذاته ; بل لم يزل متكلما إذا شاء فهذا كلام صحيح .

ولم يقل أحد من السلف : إن نفس الكلام المعين قديم. وكانوا يقولون : القرآن كلام الله ، منزل غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود . ولم يقل أحد منهم : إن القرآن قديم ، ولا قالوا : إن كلامه معنى واحد قائم بذاته ، ولا قالوا : إن حروف القرآن أو حروفه وأصواته قديمة أزلية قائمة بذات الله ، وإن كان جنس الحروف لم يزل الله متكلما بها إذا شاء ; بل قالوا : إن حروف القرآن غير مخلوقة وأنكروا على من قال : إن الله خلق الحروف " وركز بني .

أما مراد اللالكائي ليس كما ذهبت بعض الأشاعرة فالأشاعرة تعتقد وهو أن القرآن معنى ، أو معنى وحروف ، تكلم الله بها في الأزل ، ثم لم يتكلم بعدها ، وهذا من بدع الأشاعرة ومن وافقهم من أهل الكلام ، التي أرادوا بها الخروج من بدعة المعتزلة والجهمية القائلين بخلق القرآن , بل إن ما ذهب إليه رحمه الله في شرح إعتقاد أهل السنة والجماعة خلاف ما ذهبت إليه في قولك أنهُ إعتقاد الأشاعرة فتأمل أيها الزميل المكرم هداك الله تعالى .

قال الشيخ المنجد : " فمن قال في القرآن ، أو غيره من صفات الله تعالى وأفعاله الاختيارية : إنه قديم ، وأراد ذلك فمراده باطل ، ثم إن اللفظ الذي أطلقه مجمل غير مأثور .

ولأجل هذا الاحتمال الباطل الذي يحتمله إطلاق هذا اللفظ ، ولأجل أنه غير مأثور ، كان الراجح هنا ألا يطلق لفظ القدم على القرآن ، بل يقال فيه ما قال السلف : القرآن كلام الله ، غير مخلوق "

يقول شيخ الإسلام إبن تيمية رضي الله عنهُ : " وأتباع السلف يقولون : إن كلام الله قديم ، أي : لم يزل متكلما إذا شاء ، لا يقولون : إن نفس الكلمة المعينة قديمة كندائه لموسى ونحو ذلك .

لكن هؤلاء [ يعني : الأشاعرة ومن وافقهم ] اعتقدوا أن القرآن وسائر كلام الله قديم العين ، وأن الله لا يتكلم بمشيئته وقدرته . ثم اختلفوا : فمنهم من قال : القديم هو معنى واحد ، هو جميع معاني التوراة والإنجيل والقرآن ؛ وأن التوراة إذا عبر عنها بالعربية صارت قرآنا ، والقرآن إذا عبر عنه بالعبرية صار توراة : قالوا : والقرآن العربي لم يتكلم الله به ، بل إما أن يكون خلقه في بعض الأجسام ، وإما أن يكون أحدثه جبريل أو محمد ؛ فيكون كلاما لذلك الرسول ، ترجم به عن المعنى الواحد القائم بذات الرب ، الذي هو جميع معاني الكلام .

ومنهم من قال : بل القرآن القديم هو حروف ، أو حروف وأصوات ، وهي قديمة أزلية قائمة بذات الرب أزلا وأبدا ...؛ إذا كلم موسى أو الملائكة أو العباد يوم القيامة فإنه لا يكلمه بكلام يتكلم به بمشيئته وقدرته حين يكلمه ، ولكن يخلق له إدراكا يدرك ذلك الكلام القديم اللازم لذات الله أزلا وأبدا .

وعندهم لم يزل ولا يزال يقول : { يا آدم اسكن أنت وزوجك } و : { يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك } و { يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } ونحو ذلك وقد بسط الكلام على هذه الأقوال وغيرها في مواضع .
والمقصود أن هذين القولين لا يقدر أحد أن ينقل واحدا منهما عن أحد من السلف ؛ أعني الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين المشهورين بالعلم والدين ، الذين لهم في الأمة لسان صدق ، في زمن أحمد بن حنبل ولا زمن الشافعي ولا زمن أبي حنيفة ولا قبلهم . وأول من أحدث هذا الأصل هو أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب ... " إنتهى كلام شيخ الإسلام إبن تيمية في مجموع الفتاوي رحم الله شيخ الإسلام وبركة الأزمان .

وعليه فمن قال : القرآن قديم ، أو كلام الله قديم ، وأراد المعنى الأول : أن القرآن ، وسائر كلام الله تعالى ، منزل من عنده غير مخلوق ، ومع ذلك فهو متعلق بمشيئته واختياره، فمراده صحيح ، وإن كان الأولى والأسلم في ذلك أن يقتصر على الألفاظ الواردة عن السلف ، السالمة من الإجمال واحتمال المعاني الباطلة . إنتهى

وما نسخ من الآيات بل في اللوح المحفوظ فيهِ علمُ الشرائع السابع , وعلم الشريعة كلها فما نسخ من القرآن الكريم معروفٌ بالسنة والنقل الصحيح عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين , وكما قالت لك الأخت رقة نفع الله بها في هذا الباب , قال الله تعالى: (ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب) [الحج:70 ] . فيا حبذا لو تأمل معي الفاضل رضا غلام .

وقال تعالى: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها) [الحديد: 22 ] قال القرطبي يعني اللوح المحفوظ.

وقد روى البخاري في صحيحه من حديث عمران بن حصين - الطويل - وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض". فلا نقول أن كتاب الله تبارك وتعالى هو اللوح المحفوظ فاللوح المحفوظ هو الكتاب الذي قال الله تبارك وتعالى فيهِ " إلا في كتاب من قبل أن نبرأها " وأما الناسخ والمنسوخ فلا يغير في معنى كتاب الله تبارك وتعالى ولا ما في اللوح المحفوظ , ونسخها من اللوح سنبينهُ بحول الله .

قال البغوي في تفسير قولهِ تعالى : " قوله عز وجل ( ما ننسخ من آية أو ننسها ) وذلك أن المشركين قالوا : إن محمدا ما يأمر أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمرهم بخلاف ما يقوله إلا من تلقاء نفسه يقول اليوم قولا ويرجع عنه غدا كما أخبر الله " وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر " ( 101 - النحل ) وأنزل ( ما ننسخ من آية أو ننسها ) فبين وجه الحكمة من النسخ بهذه الآية .

قلتُ : ليس كلُ ما في اللوح المحفوظ هو قرآن كريم , ولا يقال أن اللوح المحفوظ هو قرآن كريم فهذا القول خطأٌ عظيم بل يجب عليك أن تفقه القول قبل أن تتفوه بهِ فالإشكال الأول غريبٌ عجيب وحقيقةً إن اللوح المحفوظ فيهِ كل شيء , والقرآن الكريم كلامُ الله جل في علاه والذي يطرح هل الإنجيل من القرآن الكريم أيها المحترم إن كان لوحاً محفوظاً فهلا أخبرتنا أين شريعة الأمم الأخرى في القرآن الكريم إذ قلت أن ما في اللوح المحفوظ هو قرآن فهذا يحتاجُ إلي دليل وهو أن تأتي بالنصوص الثابتة .

والنسخ في اللغة شيئان [ ص: 134 ] أحدهما : بمعنى التحويل والنقل ومنه نسخ الكتاب وهو أن يحول من كتاب إلى كتاب فعلى هذا الوجه كل القرآن منسوخ لأنه نسخ من اللوح المحفوظ . قلتُ : قد ينسخ الله تبارك وتعالى آية ولكن هل هي من القرآن نقول أنها من القرآن ... ؟؟

والثاني : يكون بمعنى الرفع يقال : نسخت الشمس الظل أي ذهبت به وأبطلته . فعلى هذا يكون بعض القرآن ناسخا وبعضه منسوخا وهو المراد من الآية وهذا على وجوه ، أحدها : أن يثبت الخط وينسخ الحكم مثل آية الوصية للأقارب . وآية عدة الوفاة بالحول وآية التخفيف في القتال وآية الممتحنة ونحوها ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ( ما ننسخ من آية )ما نثبت خطها ونبدل حكمها ، ومنها أن ترفع تلاوتها ويبقى حكمها مثل آية الرجم ، ومنها أن ترفع تلاوته أصلا عن المصحف وعن القلوب كما روي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف : أن قوما من الصحابة رضي الله عنهم قاموا ليلة ليقرءوا سورة فلم يذكروا منها إلا بسم الله الرحمن الرحيم فغدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تلك سورة رفعت تلاوتها وأحكامها " وقيل : كانت سورة الأحزاب مثل سورة البقرة ، فرفع أكثرها تلاوة وحكما ، ثم من نسخ الحكم ما يرفع ويقام غيره مقامه ، كما أن القبلة نسخت من بيت المقدس إلى الكعبة ، والوصية للأقارب نسخت بالميراث وعدة الوفاة نسخت من الحول إلى أربعة أشهر وعشر ، ومصابرة الواحد العشر في القتال نسخت بمصابرة الاثنين ، ومنها ما يرفع ولا يقام غيره مقامه ، كامتحان النساء . والنسخ إنما يعترض على الأوامر والنواهي دون الأخبار .

قلتُ : الأمر متعلق بمشيئة الله تبارك وتعالى , والآية الأصل تكون في اللوح ودليلنا هو كلام الله يقول جل في علاه " يمحوا الله ما يشاء " وأن الأصل تكون في اللوح , وهي ثابتة قبل المحو وإن قلت غير هذا فأثبت أن الآية لم تكن في اللوح المحفوظ أيها المحاور الكريم فتأمل .

ملاحظة : أسلوبك لا يخفى علينا وهو أسلوب الملاحدة فما هي عقيدتك .

أما معنى الآية فقوله ( ما ننسخ من آية ) قراءة العامة بفتح النون وكسر السين من النسخ ، أي : نرفعها ، وقرأ ابن عامر بضم النون وكسر السين من الإنساخ وله وجهان :

أحدهما : أن نجعله كالمنسوخ .

والثاني : أن نجعله نسخة له [ يقال : نسخت الكتاب أي كتبته ، وأنسخته غيري إذا جعلته نسخة له ] ( أو ننسها ) أي ننسها على قلبك .

وقال ابن عباس رضي الله عنهما ، نتركها لا ننسخها ، قال الله تعالى نسوا الله فنسيهم " ( 67 - [ ص: 135 ] التوبة ) أي تركوه فتركهم وقيل ( ننسها ) أي : نأمر بتركها ، يقال : أنسيت الشيء إذا أمرت بتركه ، فيكون النسخ الأول من رفع الحكم وإقامة غيره مقامه ، والإنساء يكون ناسخا من غير إقامة غيره مقامه .



وقرأ ابن كثير وأبو عمرو أو ننسأها بفتح النون الأول والسين مهموزا أي نؤخرها فلا نبدلها يقال : نسأ الله في أجله وأنسأ الله أجله ، وفي معناه قولان : أحدهما : نرفع تلاوتها ونؤخر حكمها كما فعل في آية الرجم فعلى هذا يكون النسخ الأول بمعنى رفع التلاوة والحكم ، والقول الثاني : قال سعيد بن المسيب وعطاء : أما ما نسخ من آية فهو ما قد نزل من القرآن جعلاه من النسخة ، أو ننسأها أي نؤخرها ونتركها في اللوح المحفوظ ولا تنزل .

( نأت بخير منها )أي بما هو أنفع لكم وأسهل عليكم وأكثر لأجركم ، لا أن آية خير من آية ؛ لأن كلام الله واحد وكله خير ( أو مثلها ) في المنفعة والثواب فكل ما نسخ إلى الأيسر فهو أسهل في العمل وما نسخ إلى الأشق فهو في الثواب أكثر ( ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ) من النسخ والتبديل ، لفظه استفهام ، ومعناه تقرير ، أي : إنك تعلم " .

قال الحافظ إبن كثير في التفسير : " قال ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( ما ننسخ من آية ) ما نبدل من آية . وقال ابن جريج ، عن مجاهد : ( ما ننسخ من آية ) أي : ما نمح من آية . وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ما ننسخ من آية ) قال : نثبت خطها ونبدل حكمها . حدث به عن أصحاب عبد الله بن مسعود .

وقال ابن أبي حاتم : وروي عن أبي العالية ، ومحمد بن كعب القرظي ، نحو ذلك . وقال الضحاك : ( ما ننسخ من آية ) ما ننسك . وقال عطاء : أما ( ما ننسخ ) فما نترك من القرآن . وقال ابن أبي حاتم : يعني : ترك فلم ينزل على محمد صلى الله عليه وسلم .

وقال السدي : ( ما ننسخ من آية ) نسخها : قبضها . وقال ابن أبي حاتم : يعني : قبضها : رفعها ، مثل قوله : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة . وقوله : " لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثا " . وقال ابن جرير : ( ما ننسخ من آية ) ما ينقل من حكم آية إلى غيره فنبدله ونغيره ، وذلك أن يحول الحلال حراما والحرام حلالا والمباح محظورا ، والمحظور مباحا . ولا يكون ذلك إلا في الأمر والنهي والحظر والإطلاق والمنع والإباحة . فأما الأخبار فلا يكون فيها ناسخ ولا منسوخ . وأصل النسخ من نسخ الكتاب ، وهو نقله من نسخة أخرى إلى غيرها ، فكذلك معنى نسخ الحكم إلى غيره ، [ ص: 376 ] إنما هو تحويله ونقل عبادة إلى غيرها . وسواء نسخ حكمها أو خطها ، إذ هي في كلتا حالتيها منسوخة . وأما علماء الأصول فاختلفت عباراتهم في حد النسخ ، والأمر في ذلك قريب ; لأن معنى النسخ الشرعي معلوم عند العلماء ، ولخص بعضهم أنه رفع الحكم بدليل شرعي متأخر . فاندرج في ذلك نسخ الأخف بالأثقل ، وعكسه ، والنسخ لا إلى بدل . وأما تفاصيل أحكام النسخ وذكر أنواعه وشروطه فمبسوط في فن أصول الفقه .

وقوله تعالى : ( أو ننسها ) فقرئ على وجهين : " ننسأها وننسها " . فأما من قرأها : " ننسأها " بفتح النون والهمزة بعد السين فمعناه : نؤخرها . قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( ما ننسخ من آية أو ننسئها ) يقول : ما نبدل من آية ، أو نتركها لا نبدلها .

وقال مجاهد عن أصحاب ابن مسعود : ( أو ننسئها ) نثبت خطها ونبدل حكمها . وقال عبيد بن عمير ، ومجاهد ، وعطاء : ( أو ننسئها ) نؤخرها ونرجئها . وقال عطية العوفي : ( أو ننسئها ) نؤخرها فلا ننسخها . وقال السدي مثله أيضا ، وكذا [ قال ] الربيع بن أنس . وقال الضحاك : ( ما ننسخ من آية أو ننسئها ) يعني : الناسخ من المنسوخ . وقال أبو العالية : ( ما ننسخ من آية أو ننسئها ) أي : نؤخرها عندنا .

وقال ابن حاتم : حدثنا عبيد الله بن إسماعيل البغدادي ، حدثنا خلف ، حدثنا الخفاف ، عن إسماعيل يعني ابن مسلم عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : خطبنا عمر ، رضي الله عنه ، فقال : يقول الله عز وجل : ( ما ننسخ من آية أو ننسها ) أي : نؤخرها .

وأما على قراءة : ( أو ننسها ) فقال عبد الرزاق ، عن قتادة في قوله : ( ما ننسخ من آية أو ننسها ) قال : كان الله تعالى ينسي نبيه ما يشاء وينسخ ما يشاء .

وقال ابن جرير : حدثنا سواد بن عبد الله ، حدثنا خالد بن الحارث ، حدثنا عوف ، عن الحسن أنه قال في قوله : ( أو ننسها ) قال : إن نبيكم صلى الله عليه وسلم أقرئ قرآنا ثم نسيه .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا ابن نفيل ، حدثنا محمد بن الزبير الحراني ، عن الحجاج يعني الجزري عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : كان مما ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بالليل وينساه بالنهار ، فأنزل الله ، عز وجل : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) قال أبو حاتم : قال لي أبو جعفر بن نفيل : ليس هو الحجاج بن أرطاة ، هو شيخ لنا جزري . وقال عبيد بن عمير : ( أو ننسها ) نرفعها من عندكم .

وقال ابن جرير : حدثني يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا هشيم ، عن يعلى بن عطاء ، عن القاسم بن ربيعة قال : سمعت سعد بن أبي وقاص يقرأ : " ما ننسخ من آية أو تنسها " قال : قلت له : فإن سعيد بن المسيب يقرأ : " أو تنسها " . قال : فقال سعد : إن القرآن لم ينزل على المسيب ولا على آل المسيب ، قال الله ، جل ثناؤه : ( سنقرئك فلا تنسى ) [ الأعلى : 6 ] ( واذكر ربك إذا نسيت ) [ الكهف : 24 ] .

وكذا رواه عبد الرزاق ، عن هشيم وأخرجه الحاكم في مستدركه من حديث أبي حاتم الرازي ، عن آدم ، عن شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، به . وقال : على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه .

قال ابن أبي حاتم : وروي عن محمد بن كعب ، وقتادة وعكرمة ، نحو قول سعيد . وقال الإمام أحمد : أخبرنا يحيى ، حدثنا سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال عمر : علي أقضانا ، وأبي أقرؤنا ، وإنا لندع بعض ما يقول أبي ، وأبي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، فلن أدعه لشيء . والله يقول : ( ما ننسخ من آية أو ننسأها نأت بخير منها أو مثلها ) .

قال البخاري : حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا يحيى ، حدثنا سفيان ، عن حبيب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال عمر : أقرؤنا أبي ، وأقضانا علي ، وإنا لندع من قول أبي ، وذلك أن [ ص: 378 ] أبيا يقول : لا أدع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد قال الله : ( ما ننسخ من آية أو ننسها )

وقوله : ( نأت بخير منها أو مثلها ) أي : في الحكم بالنسبة إلى مصلحة المكلفين ، كما قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( نأت بخير منها ) يقول : خير لكم في المنفعة ، وأرفق بكم .

وقال أبو العالية : ( ما ننسخ من آية ) فلا نعمل بها ، ( أو ننسأها ) أي : نرجئها عندنا ، نأت بها أو نظيرها .

وقال السدي : ( نأت بخير منها أو مثلها ) يقول : نأت بخير من الذي نسخناه ، أو مثل الذي تركناه .

وقال قتادة : ( نأت بخير منها أو مثلها ) يقول : آية فيها تخفيف ، فيها رخصة ، فيها أمر ، فيها نهي " إنتهى كلام الحافظ إبن كثير . وبها الإجابة على الإشكال الاول حول نسخ التلاوة أصلحك الله تعالى فإن كان النسخ من القرآن الكريم وأصلها في اللوح المحفوظ فإن قولك هذا باطل .

مسألة المجاز في القرآن الكريم هي مسألة أخرى , أما ما في اللوح المحفوظ أصلحك الله تبارك وتعالى قولهُ جل في علاه ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها نأتي بخيرٍ منها , والنسخ لا يعني أن هناك قرآن أخر غير الذي بين الدفتين , أو في اللوح المحفوظ هو قرآن أخر بل أصلحك الله تعالى ان كتاب الله تبارك وتعالى هو كلام الله لا يحمل على المجاز أيها المحاور الكريم , والإشكال الثاني في غير محلهِ لأنهُ لا يقع الإحتمال بهذا القول أن يكون قرآن أخر في اللوح المحفوظ , ونسخ الآيات لتغيير حكمها إلي حكم خير منها لهذا قال الله جل في علاه " نأتِ بخيرٍ منها " وقوله : ( نأت بخير منها أو مثلها ) أي : في الحكم بالنسبة إلى مصلحة المكلفين ، كما قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( نأت بخير منها ) يقول : خير لكم في المنفعة ، وأرفق بكم . هذا والله أعلم . إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان أسأل الله المغفرة .

متروي
11-06-2011, 07:21 PM
1- أن الطبيب لا يغير الدواء والغذاء إلا لما يبدو له (البداء) من أعراض الداء ، ولو صادفه داء وعرَض غير الذي يتوقعه لكان علاجه أيضا بحسبه

كلامك أيها اللاديني غير صحيح بتاتا فالطبيب يعرف مراحل تطور المرض فيعطي لكل مرحلة دواءها و لا يتغيرعلم الطبيب ولا يبدو له شيئا جديدا و هذا موجود في أمور كثيرة ففي التدريب مثلا لكل مرحلة طريقة خاصة و المدرب لا يبدو له جديدا فيها و مع ذلك هو يتنقل بالمتدرب من طريقة إلى طريقة بل حتى في التعليم فلكل مرحلة منهجها الدراسي ولا يمكن إعطاء المتعلم الجديد طريقة جديدة إلا بعد مراحل سابقة و مراحل التعليم معدة مسبقا لا يبدو فيها جديد للقائمين على التعليم فالنسخ في الإسلام من هذا الباب تدرج بالمؤمنين .



فمن ذلك قوله "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66) [الأنفال] فلم يفصل بين الحكم وناسخه إلا رقم الآية

أصلا هذه ليس فيها نسخ فالوعد باق في الحالة الأولى فمتى وجد عشرون صابرون حقا سيغلبون المائتين بإذن الله ووعده و هذه كثيرا ما تحققت في التاريخ الإسلامي فإطلاق النسخ هنا ليس في محله بل الله عزوجل ذكر هنا حالتين حالة فيها صبر شديد وحالة صبر أقل و الوعد بالنصر محقق في الحالتين مع رفع الحرج عن الحالة الأولى حيث لا يؤاخذ من عجز .


وحديث عن البراء، قال: لما نزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} [النساء: 95] ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ادع لي زيدا وليجئ باللوح والدواة والكتف - أو الكتف والدواة -» ثم قال: " اكتب {لا يستوي القاعدون}" وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى، قال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير لأولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله} [النساء: 95] {غير أولي الضرر} [النساء: 95] الجامع الصحيح للبخاري
فكيف لم يفصل بين الآيتين إلاّ هُنيّات، مع علم الله المسبق باعتراض ابن أم مكتوم بضرره، ومع علمه أيضا بوجود هذه العلل في خلقه تمنعهم وتشق عليهم في الجهاد


و حتى هذه لا تسمى نسخا و إنما هي إستثناء من القاعدة فالقاعدون لا يستوون مع المجاهدين و الثانية إستثناء العجزة ..

و الحق أن كثير من الفقهاء و المفسرين يعدون آيات كثيرة منسوخة و ليست كذلك حتى ذهب كثير من المحققين أن الآيات المنسوخة حقيقة لا تزيد عن خمسا ..

thinkdeep
11-06-2011, 08:16 PM
شكرا أخي الكريم (أهل الحديث) على هذه التعريفات اللغوية والاصطلاحية لصفة الكلام في حق الله وللنسخ وأنواعه، المجموعة من بطون الكتب
ولكن استسمحك بأننا في صدد مناقشة النسخ وحكمته وعلاقته مع البداء في العلم
ونُقولاتك التي حشدتها هي ما أراه من باب الحشو الذي هو من أهم العوامل التي تقطع على عامة الناس الطريق وتصرفهم اليوم عن الدين (ولابن رشد كلام في هذا لا أستحضره)
فمثلا تجد المصنف ثم شرح المصنف ثم التعليق على شرح المصنف مصحوبا بالتخريج للأحاديث ثم مقارنة المخطوطات فيه هذا كله في كتاب واحد، بل تجد معه الحواشي على التعليق على شرح المصنف مع التخريج، بل تجد حواش الحواشي
وهذه طريقة استهجنها، فعلى الإنسان أن يملك آلة العلم ثم يستقل فيه بنفسه، فطالب العلم ليس بمكثر الرواية (وما أسهلها اليوم بعملية القص واللصق) ، بل هو من يستعصر الزبدة ويستخلص المفيد والوجيه.
سواء في الكتابة العامة أو في النقاش والحوار. وقد يوافقني البعض على هذا.
أنا لا أدري تماما الغاية والقصد من وراء هذا الأسلوب لكنه لا يجدي هنا، فالردود ينبغي أن تكون مختصرة جامعة مانعة في صميم أجزاء الموضوع المطروح حتى تثمر ما ينتفع به الجميع
على العموم - ذكرت آية "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
وتكلمت عن نوعين من أنواع النسخ وهو ما لم يثبت خطه ولكن ثبت حكمه،
وسأعطيك مثالين عنه
1- عن عائشة قالت لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها [صحيح ابن ماجه للألباني]
2- عن زر بن حبيش قال: قال لي أبي كم تعدون سورة الأحزاب قال قلت ثلاثا وسبعين قال قد كانت توازي سورة البقرة وقد كنا نقرأ فيها آية الرجم الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم
ونوع آخر وهو ما نسخ خطه وحكمه معا ومثاله هو الحديث السابق، أي تلك الآيات الباقية عدا آية الرجم
فلماذا لم تثبت تلك الآيات لتصبح كمثيلاتها مما أثبت خطه ونسخ حكمه؟، فلا شك في فائدة ذلك، إذا ما نظرنا لنصوص أخرى كقوله "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا"
ومسألة أخرى هي أنه اشترط حين الاستبدال الإتيان بمثل الآية أو خير منها، فأين المثيلات أو اللاتي هن خير من تلك الممحية من المصحف
كما اغفالها مما بين دفتي المصحف يدعونا للقول بأنها تعارض قوله "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" لأنه لم يحفظ ما نزّل

وبالنسبة لصفة الكلام في حق الله فإن أهل السنة يثبتونها بصوت وحرف
فإن قلنا أن الصوت والحرف هي نتاج من اصطكاك جرم اللسان أو الشفتين مقترنا بهواء من الجوف على صفات معينة من إطباق وإذلاق وقلقلة وغيرها، فمثلا حرف الضاد ناتج من التصاق حواف اللسان مع ما بين الأضراس العليا والسفلى بنوع من الانفجار واستطالة في اللسان وهكذا، فلا يكون الكلام إلا من تركب الحروف
فهل هذا يقتضي التركيب على الله وإثبات مثل تلك الأجزاء العاملة على النطق عليه كما للبشر؟

أهل الحديث
11-06-2011, 08:23 PM
أستسمحك عذراً ، ما أوردتهُ لك كنتُ قد كتبتهُ منذُ وقتٍ طويل في هذه المسألة وبما أنك أردت الحوار بشكل دقيق سنعود .
ووضعتُ الكلام حول نسخ التلاوة ، والتعريف وكلام أهل العلم من باب الفائدة فإن أهل العلم أصلوا في مسائل نسخ التلاوة وبدء العلم أيها الفاضل وسأخوضُ معك بما طلبت .
وليس في ذلك حشو كما قلت أيها المحاور الكريم وإنما هي فائدة ولا أعلمُ هل تميزون بين الفائدة وبين المناظرة ، قد أجاب الأخوة وأنا أوردت هذا من باب إثراء الموضوع ..

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-06-2011, 08:50 PM
فكيف لم يفصل بين الآيتين إلاّ هُنيّات، مع علم الله المسبق باعتراض ابن أم مكتوم بضرره، ومع علمه أيضا بوجود هذه العلل في خلقه تمنعهم وتشق عليهم في الجهاد
فتقرر إذن أنه إن كان للنسخ حكمة فالحِكَم بقدرها، ولا جواب لهم عن ذلك

الأسباب تربط بمسبباتها ، فطالما أنت هنا تثبت نصاً قرآنياً منزلاً من لدن حكيم خبير ، وتعترض على الآية من وجه كونها جاءت مصادفة لطلب شخص ، فيلزمك إذاً أن تسلم
بربانية النص ، إذ أن اعتراضك عن المصادفة المزعومة يجاب عنه بأن الله ربط الأسباب بمسبباتها ، فإذا كان هو سبحانه وتعالى منزل النص وخالق الشخص فقد هيأ سبحانه للسؤال شخصاً وللقضية حكماً عاماً ..
فالخلاصة : إذا كنت تقول بنزول الآية وتقول بالبداء في علم الله ، فتجاب بأن الله هيأ للأمر أسبابه كما أنزل الآية ، فنزول الآية جاء بعد سؤال الصحابي ، ولو لم يكن الصحابي لكان الأمر بما يريده الله كيف يشاء ...

إلى حب الله
11-06-2011, 09:13 PM
رغم أنك لم تعلق على ردي زميلي :
إلا أني سأ ُعلق على كلامك التالي :


وبالنسبة لصفة الكلام في حق الله فإن أهل السنة يثبتونها بصوت وحرف
فإن قلنا أن الصوت والحرف هي نتاج من اصطكاك جرم اللسان أو الشفتين مقترنا بهواء من الجوف على صفات معينة من إطباق وإذلاق وقلقلة وغيرها، فمثلا حرف الضاد ناتج من التصاق حواف اللسان مع ما بين الأضراس العليا والسفلى بنوع من الانفجار واستطالة في اللسان وهكذا، فلا يكون الكلام إلا من تركب الحروف
فهل هذا يقتضي التركيب على الله وإثبات مثل تلك الأجزاء العاملة على النطق عليه كما للبشر؟


أقول ...
عندما تستمع لمقطع صوتي أو فيديو أو قرآن من الكمبيوتر أو المذيع أو التسجيل :
هل لسماعات كل ذلك (وحتى سماعة التليفون) : لسان وشفتين وحنك ؟!!..

أم أنها جميعا ًتصدر الصوت عن طريق تحويل الصوت لاهتزاز عدد من الحبيبات الصغيرة !
ثم يقوم هذا الاهتزاز بإخراج صوت مماثل للأصل تماما ًبتمام ؟!!..

فالسؤال هنا :
هل احتاج خروج هذا الصوت محاكيا ًللأصل : لسانا ًوشفتين وحنك ؟!..
والسؤال من جهة أخرى :
هل بلغت سعة علمك قول أهل السنة بكلام الله القرآن :
ولم يبلغك أنهم دونا ًعن باقي الفرق الضالة بالنسبة لصفات الله عز وجل :
لا يُشبهون ولا يُمثلون ولا يؤولون ولا يُعطلون ولا ينفون .. ولا يُكيفون ؟!!..
وإنما :
يُسلمون بكل ما يقوله الله تعالى ورسوله عن نفسه : ولكن في إطار قوله عز وجل :
" ليس كمثله شيء " ؟!!..

واختصارا ًللوقت زميلي (لأن كلامك به مغالطات أخرى) ....

ماذا تريد الوصول إليه بطرحك بالضبط ؟!!!..

د. هشام عزمي
11-06-2011, 09:23 PM
مشكور على الرد، لكن هذا الي ذكرته أسميه قياسا غير صحيح، لأنه قياس مع فارق، والفارق ههنا معروف، ولو تدبرت آخر ملحوظة ذكرتها في الموضع لعرفت ما هو الفارق، فلا يجوز هذا القياس مطلقا لأنه لا يسمن ولا يغني من جوع القضية شيئا ، فهذا يعني أنك تقيس المخلوق على المريض وهذا لا بأس به، أما أن تقيس الطبيب على الخالق فهذا ممتنع في الموضوع الذي نحن فيه من وجوه عدة
1- أن الطبيب لا يغير الدواء والغذاء إلا لما يبدو له (البداء) من أعراض الداء ، ولو صادفه داء وعرَض غير الذي يتوقعه لكان علاجه أيضا بحسبه
2-وماذا لو علم الطبيب مسبقا بأعراض الداء بعد بداية العلاج وأحواله تماما بشكل يقيني، ألن يُعلم مريضه مسبقا أيضا لما يَعلَم من احتمال تضرره إن واصل على الدواء الأول، ولهذا تجد الطبيب الحاذق من في كلامه يقول: إذا حدث فافعل كذا وإذا كذا فكذا، بل الأحذق منه من يقول سيحدث لك كذا بالتأكيد فإذا حدث فيجب أن تفعل كذا
3- أن الطبيب لا يختلف أصلا مع المريض في امكان حصول العلم لكليهما بالحكمة من تغيير الدواء، بل الأعجب من هذا أن الطبيب يجوز عليه المرض أصلا، فتأمل
والخلاصة أن مثل هذه الأقيسة لا يعول عليها أبدا، لأن الكلام على الخلق من جهة النقص والكلام عن الخالق هو من جهة الكمال، أليست الآية تقول: (ولا تضربوا لله الأمثال)، مع أني أجدهُ أسلوبا للكثير من مشايخ الإسلام كابن القيم فهو كثيرا ما يقيس الخالق على الملِك في حُججه.

القياس في هذه الحالة صحيح لأن موطن القياس هو تغير الحكم بتغير الأحوال ومناسبة الحكم لأحوال المكلفين ..
ولا يشترط أن يكون تغير الأحوال راجعًا إلى البداء كما ذكرت لك ..
ولا لزوم لما ذكرته من كون الطبيب يعلم مراحل المرض بالبداء ، فهذا تحكم لا داعي له ولا دليل عليه ..
ولا لزوم أيضًا أن يخبر الطبيب المريض بنظام كل مرحلة ، فهذا أيضًا تحكم لا لزوم له ولا دليل عليه من الواقع المشاهد ..
واعتراضك الثالث خارج محل النزاع أصلاً ..
فالخلاصة أن معرفة الطبيب بالمرض وأعراضه ومراحله هي من صميم عمله ومهنته ومهاراته ..
وتغييره العلاج حسب هذه المراحل لا يكون بسبب البداء ..
واعتراضاتك تدل على عدم تصور لسير العملية العلاجية أصلاً وكيفية علاج الأطباء لمرضاهم ..
ولو تأملت لأدركت أن كل ما استدللت به لا يدل على مرادك ..
لأن مناسبة الحكم لأحوال المكلفين لا يلزم عقلاً أن يكون نتيجة لتجدد العلم الحادث ..
وإلا فأخبرني عن المانع عقلاً من كون صاحب الحكم يعلم مسبقًا أنه سينسخ حكمه ..؟
والجواب المباشر أنه لا مانع ..
لأن تغير الحكم في حد ذاته لا يلزم أن يكون لتغير العلم ؛ بل هو لأجل مجرد تغير أحوال المكلف ، بصرف النظر عن وقوع تغير في علم صاحب الحكم من عدمه ..
وهذا واقع في النظم العلاجية والغذائية والتدريبية والحربية وغيرها ..

وأما قولك (فأما آية المصابرة ، فهناك فترة زمنية كبيرة بين الحكمين خاض فيها المسلمون تسع غزوات ذكرها الشيخ فوزي السعيد في كتابه (شبهات حول قضية النسخ) ، وهو متاح في موقع صيد الفوائد ..)
فقد اطلعت على كلامه وليس معناه أبدا ما ترمي إليه، لم يقل أنه بين الحكم تسع غزوات، بل ذكر المواقع التي نصر فيها المسلمون بالمصابرة فقط مع الضعف، يعني أنه كان يستشهد للآية الأولى أو الحكم الأول، فتحقق من معلوماتك، ولا تتسرع في أقوال قد تحسب عليك

طيب جميل ، ليس عندي اعتراض ..
طالما أنك اطلعت على كلام الشيخ فوزي في الكتاب ، فهذا يدل على أن الرد قد بلغك ..
وأرى أن جواب الشيخ يأتي على هذه الشبهة تمامًا ، ونصه :
(( أمَرَ اللهُ نَبيَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَثِّ المؤمنين وتحريضهم على القتال ومصابرة العَدُو ، أي يُكون صبرُهم أكثر من صبر العدو حتى لو كان عدد عدِّوهم عشرة أضعاف عددهم . لا يسوغ ولا يجوز لهم الفرار أمام العدو ، فواجب على المؤمن أن يصبر ويثبت لمقاتلة العشرة ، والمائةَ لمقاتلة الألف وهكذا ، وجاءت البشارة بغلبة المؤمنين بتأييد الله لهم طالما التزموا شرط المصابرة المأمور به كما تقدم ، فهنا أمران : الأول: البشارة بالنصر ، والثاني : الأمر بثبات المؤمنين لعشرة أمثالهم ( لأنه خَبَر بمعنى الأمر) ، وذلك يتطلب إيمانًا عاليًا ، وقلبًا قويًا ، وشجاعة إيمانية ، وإعْدادًا للعدة وتدرُّبا على المصابرة ، وتخلصًا من آثار الذنوب والسيئات ، وغير ذلك مما كان عليه الصدر الأول من الصحابة ، فتحققت البشارة لهم ولمن تبعهم ، ولا تزال تتحقق متى تحققت الأوصاف والشروط السابقة . غير أن الأمر قد شق على بعضهم ، وعَلِمَ علام الغيوب بما سيكون إلى يوم القيامة من ضعف الإيمان وضعف الصبر وضعف الشجاعة والقلوب ، فخفف عن المسلمين برحمته ، ونسخ الحكم الأول ( مصابرة الواحد لعشرة ) بالحكم الناسخ وهو مصابرة الواحد للإثنين ، والمائة للمائتين ، وهكذا ، ودليل النسخ قوله تعالى :(( الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ )) ، ولكنه تعالى ثبَّت البشارة لمن أراد أن يغتنمها فحقَّق أسبابها أو لمن اضطر إليها ، ولقد أثْبَت التاريخُ ذلك كثيرًا .
هذا عن العدد ، أما عن العتاد الحربي ووسائله المتطورة فهذا له شأن خر .
* فإذا قال قائل : إذا كان الحكم الواجب الذي يعلم الله أنه سيسْتَقِرِّ إلى يوم الدين هو مصابرة الواحد للاثنين ، فلماذا لم يجعله الله حكمًا واحدًا منذ البداية ، ولا داعي للنسخ الذي يستغله خصوم الإسلام !!
فالجواب : هذه بشارة لم تُنْسَخ ، وامتنان من الله عظيم على المؤمنين إلى يوم الدين ( غلبة الواحد لعشرة كفار ) إذا فَرَضَت الظروف قتالاً بين المؤمنين وعشرة أمثالهم من الكافرين أو أكثر من ذلك بكثير ، فَصَابروا فالنصر حليفهم بهذه البشارة . وإنما الذي نُسِخ هو الحكم للتخفيف كما تبين ، حيث لو وَجَد المؤمنون عَدُوًّا أكثر من مِثْلَيهم ، فلهم أن يتحوزوا عن القتال ، ولهم أن يفرُّوا ، لا يُلْزمهم الله بمصابرة الواحد لعشرة ، لكن إن فعلوا واضطروا إلى القتال بمصابرتهم ذكر من مثليهم فالبشارة حاضرة ، والواقع التاريخي يؤيد ذلك تمامًا ، فالذي أنزل القرآن هو علام الغيوب ، وهو الذي يُقَلِّب الليل والنهار ، وهو الذي يُقَدِّر الأحداث كما يشاء ، وسأذكر بعد قليل أمثلة على ذلك ليعلم القارئ أنَّ قضية النسخ في القرآن تمثل وَجهًا من وجوه الإعجاز فيه الدالة على أنه كلام العليم الحكيم .
وأيضًا فالأصحاب الذين عاصروا الحكم الأول قبل النسخ ، قد صابروا لذلك وأثبتوا صدقهم ، وأن قوة المؤمن أساسًا في قلبه ، وأنه بهذا القلب القوي يستطيع المصابرة لعشرة وبالتالي غلبتهم ، وضربوا بذلك المثل والقدوة والأسوة لجميع الأمة ونالوا بذلك أعلى الأجر وأرفع الدرجات .
وأيضًا : فإن حق الله كبير ، ومن حقّه أيضًا أن يصابر المؤمن لعشرة ، وأن يعد العُدَّة لذلك ، وأن يتحمل في الله أقصي ما يستطيع ، والله تعالي عَفوّ ، يحب العفو ، ويسقط كثيرا من حقه لدي عباده ، ومن ذلك هذا الحق الذي نسخه بمصابرة الواحد للاثنين تخفيفا عنهم ، وفي ذلك بيان عفوه عن عباده بهذا النسخ كما مضي ، والله يحب لعباده الإقرار بنعمه وشكرها .
وكلما قرأ المسلم هذه الآيات تذكر هذه المعاني وأكثر . ))
ا.هـ.

وقولك (وأما آية غير أولي الضرر ، فهي تكريمٌ لابن أم مكتوم ، خاصة أن الحكم الشرعي معروفٌ مسبقًا بأنه ليس على الأعمى ولا على الاعرج ولا على المريض حرج ..)
هذا إثبات منك للحكمة من نسخ الآية، وحي حكمة زهيدة بالمقارنة مع الحكم الذي فيها والذي يترتب عليه حياة أقوام وموتهم، ثم إن الله قد كرمه سابقا في سورة عبس، فما شأنه الآن هنا أيضا، كما أن الروايات الأخرى تدور حول علة النسخ وهي الضرر وليست حول الشخص الذي قال العلة وهو ابن أم مكتوم وهاكها
عن ابن عباس أنه قال : { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر } – عن بدر – والخارجون إلى بدر – ، لما نزلت غزوة بدر قال عبد الله بن جحش ، وابن أم مكتوم : إنا أعميان يا رسول الله فهل لنا رخصة فنزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما } فهؤلاء القاعدون غير أولي الضرر وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر.
فعلة النسخ كانت من أجل العمى لا من أجل التكريم.

أولاً: أنا أثبت أن هناك حكمة في وقوع النسخ وفي جميع أفعال الله تعالى ..
وما ذكرته أنت من عدم إدراكك للحكمة أو عدم تقديرك لها أو تقليلك من شأنها لا يعني أن الحكمة غير موجودة ..
ثانيًا: قولك عن ابن أم مكتوم إن الله كرمه في موضع آخر ، فما شأنه في هذا الموضع = كلام عجيب ..
فضل الله يؤتيه من يشاء ، فهل أنت تحجر على رحمة ربك ..؟
ثالثًا: اعتراضاتك تدل على عدم تمييزك للفرق بين علة النسخ والحكمة الإلهية من وراءه ، والفرق بين الاثنين والحكمة من ذكر هذا أو ذاك في النص الإلهي المنزل ..
فالحكمة الإلهية من الحكم الشرعي شيء ، والحكمة من ذكر النص شيء آخر ؛ لأن هذا فعل وهذا فعل آخر ..
والاثنان - فوق هذا - مختلفان عن علة الحكم الشرعي ومراده ..
فافهم وتدبر ..

والآية التي ذكرتها لا دليل فيها أبدا وهذا تمامها "لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)"
فهي في آداب الاستئذان للطعام، وشتان بين اللسان والسنان. وقوله: "ولا على أنفسكم" دالة على أنها للضرير وغير الضرير، مع أن مسألة الأكل لا دخل للعمى فيها، فلا يمكن لأحد أن يخطئ فاه باللقمة ولو كان مفقوء العينين.

أضحك الله سنك ..
لا أقصد هذه الآية بالطبع ، بل أقصد قوله تعالى في سورة الفتح :
( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما )
قال البغوي : ( ليس على الأعمى حرج ) يعني في التخلف عن الجهاد ..
وقال القرطبي : أي: لا إثم عليهم في التخلف عن الجهاد لعماهم وزمانتهم وضعفهم ..
وقال ابن كثير : ثم ذكر الأعذار في ترك الجهاد ، فمنها لازم كالعمى والعرج المستمر ، وعارض كالمرض الذي يطرأ أياما ثم يزول ، فهو في حال مرضه ملحق بذوي الأعذار اللازمة حتى يبرأ ..
فأنا أتحدث عن الأعذار في ترك الجهاد وليس عن آداب الطعام ..

وردك على الآيات الدالات على البداء من جهة العلم زهيد أيضا فقولك (المقصود بها أن يعلم علمًا يحاسبهم به ويجازيهم عليه ، فالله لا يحاسب العباد بعلمه الأزلي) سواء علمهم علم حساب أو جزاء ، فهو علم مع بداء
أمّا أن الله لا يحاسب بعلمه الأزلي فمن قال هذا؟ ألم يقل أنه قد أخرج بعث الجنة والنار من ذرية آدم لما سبق في علمه من مآل كل واحد منهم

الله يعلم أهل الجنة وأهل النار قبل خلقهم ، لكنه لا يحاسب العباد بمقتضى هذا العلم ..
بل هو يحاسبهم بمقتضى أفعالهم في الدنيا ، وهذا هو ما ذكرته الآيات من أنه يبتليهم ليعلم الصابرين والمتخلفين ..
وهذا العلم الحادث ليس هو العلم الإلهي الأزلي ..
لأنه لو حاسبهم بمقتضى العلم الأزلي لما خلقهم في الدنيا أصلاً ، بل لأدخلهم الجنة والنار ابتداء دون امتحان وابتلاء ..
بل الله يبتلي الخلق فيعمل كل امريء بحسبه ، وعلى هذا يكون الجزاء بالثواب أو العقاب ..

وبالنسبة للفيديو فقد شاهدته وجوابي عنه بمثل جوابي عن قياس الطبيب فلا حاجة لإعاتده ولا حاجة لكم أيضا لإعادة مثل تلك الأقيسة عند النقاش
لأنه من عجيب المفارقات أن المسلمين عند مناقشتهم في مسألة وجود الله بقولنا هو محتاج لأن يخلق قالوا لا تقيسوا صفات الخالق على صفات المخلوق، وعند تعارض أحكامه مع الحكمة، قاسوا أفعال البشر على أفعاله مع أن الأفعال هي آثار عن الصفات.
أم هو الكيل بمكيالين؟

قياس الشاهد على الغائب لا يجوز فيما افترق فيه الشاهد عن الغائب ..
لكنه يجوز في الأقيسة العقلية المحضة التي لا تشبيه فيها ولا تمثيل ..
يعني أنا أضرب لك أمثلة على وقوع النسخ في أفعال البشر دون أن يكون فيها بداء لأدلل لك على أن البداء والنسخ غير متلازمين في أفعال البشر ، وأنهما في الأصل غير متلازمين عقلاً ، فكيف تجعلهما كذلك في أفعال الله تعالى ..؟
وعمومًا ، طالما أنك ترفض ضرب الأمثلة لموضوع النسخ وعلاقته بالبداء ، فعندي لك جواب قصير :
إذا كان النسخ يقتضي البداء في أفعال البشر ، فهو لا يقتضي هذا في أفعال الله تعالى لأن أفعال الخالق لا تقاس على أفعال المخلوقين ..
هل يرضيك هذا الجواب إذن ..؟

أما مسألة قولكم إن الله محتاج لأن يخلق ، فالرد عليها موجود ..
ولو أردت مناقشتها معي ، فافتح شريطًا آخر وأنا أجيبك فيه بإذن الله تعالى ..
والله الموفق .

thinkdeep
11-06-2011, 09:34 PM
الأسباب تربط بمسبباتها ، فطالما أنت هنا تثبت نصاً قرآنياً منزلاً من لدن حكيم خبير ، وتعترض على الآية من وجه كونها جاءت مصادفة لطلب شخص ، فيلزمك إذاً أن تسلم
بربانية النص ، إذ أن اعتراضك عن المصادفة المزعومة يجاب عنه بأن الله ربط الأسباب بمسبباتها ، فإذا كان هو سبحانه وتعالى منزل النص وخالق الشخص فقد هيأ سبحانه للسؤال شخصاً وللقضية حكماً عاماً ..
فالخلاصة : إذا كنت تقول بنزول الآية وتقول بالبداء في علم الله ، فتجاب بأن الله هيأ للأمر أسبابه كما أنزل الآية ، فنزول الآية جاء بعد سؤال الصحابي ، ولو لم يكن الصحابي لكان الأمر بما يريده الله كيف يشاء ...
حديثي عن الآيات هو من باب موافقة المحاور على اصطلاحاته (فلا مشاحة في الاصطلاح كما قيل) ولعلك تلمس ذلك عند ذكري لآيةٍ، بكلمة "وقوله" بصيغة الغائب
فلا تعتبرها كمسلمات لدي أنها آيات منزلة، بل اعتبر مناقشتها كمقدمات وأصول للوصول إلى نتائج
وقد بينت ذلك تلميحا لا تصريحا في الملحوظة الأخيرة بقولي (أن البداء في حق خالق مستحيل، إلا أنه في حق البشر ليس جائزا فقط بل واجب.)
كما أنني أريد الردّ بهذا على كلام الأخ (أبي حب الله) في أمارات نزول الآيات
من الوقار والسكينة والأمَنَة، فأقول أن السكينة ثابتة في حق من يدعي أنه يوحى إليه وثابتة في حق غيره، فقد تكون من الأمور الطبيعية أو المكتسبة أو المُتكلّفة،
وكذلك القول بالنسبة لثقل فخذه على الصحابي.
وهذا صنيع كثير من المتنبئين كمسيلمة والأسود العنسي فكثيرا ما كانوا يقلدونه في تدثره وتزمله و خلوته وانقطاعه زاعمين أنهم مختلون بالمَلَك يوحي إليهم.
ومن فضل الإخوة ألا يغرقوني بالردود، ويتخذوا ذلك وليجة، حتى يتسنى ليَ الردّ، فأنا واحد بضيق وقت، وأنتم شتىّ، ولا شك أن وقت البِضع أوسع من وقت الواحد.

د. هشام عزمي
11-06-2011, 09:46 PM
بقولي (أن البداء في حق خالق مستحيل، إلا أنه في حق البشر ليس جائزا فقط بل واجب.)
البداء في حق الله تعالى مستحيل ، لكنه ليس واجبًا في حق البشر ..

أهل الحديث
11-06-2011, 09:56 PM
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .


و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين

أما بعد :

أولاً : المشاركة التي اوردتها أنا في هذا الموضوع هي من باب الفائدة ، ولم أتوقع أن ترد عليها ولم أرد أن ترد عليها في تعريف الناسخ والمنسوخ وهي مقال كتبناهُ بفضل الله تبارك وتعالى في وقتٍ سابق ، ولم أرد إلا أن أضعهُ حتى يتم الإستفادة من الموضوع ومن الكلام عن الناسخ والمنسوخ ، لا أن يكون له علاقة بالموضوع الذي طرحتهُ ، وقد تسميت " التفكير العميق " كما أني أردوا ان تفكر تفكيراً عميقاً حتى تصل إلي هذه المسألة وتكون الخلاصة إن شاء الله تبارك وتعالى يا ضيفنا الكريم ، فحياك الله وأحسن الظن بما أوردناهُ وعلك تفهمهُ إن شاء الله .
ثانياً : هذا من سوء الظن أن تسمي هذا من الحشو ، وإن كان الأصل في ان الكلام الذي أوردناهُ لم نتوقع أن ترد عليه لأنه خارج عن أصل موضوعك ، وهو من باب الفائدة ولم نتظرق للموضوع لأن الموضوع في الحقيقة قد تم التعليق عليه من قبل الأخوة وقد وعدتُ ان أعود للتعليق على ما تفضلت به من كلام إن شاء الله تعالى علنا نجيبُ على كلامك وقد سبقوني بها .
ثالثاً : أما عملية القص واللصق ليست مخالفة إن وقع أصلاً من طالب العلم لأن القص واللصق لشيءٍ قد سبقهُ به غيرهُ مع العزو لا بأس بذلك ، ولكننا يا أيها المكرم أشرنا إلي أن هذا المقال كان في مناظرة دارت بين هذا العبد الفقير ، وبين أحد المنكرين لنسخ التلاوة في أحد المواقع الإسلامية والله تعالى المستعان فالقصُ واللصق ليس منهجاً في الردود ننتهجهُ لنفسنا والحمد لله.
رابعاً : الغاية من إيراد الرد السابق هي الفائدة لا أكثر ، ولم أتوقع أن ترد عليها وتقول ما قلت فأنا لم أوجه الكلام اليك ولا حول ولا قوة إلا بالله .

"مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"

1) حديث الداجن .

أخرجه الإمام مسلم في الصحيح بشرح النووي رحمه الله تعالى (2/1075) : " عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ: عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ، ثُمَّ نُسِخْنَ، بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُنَّ فِيمَا يُقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ " قال الإمام النووي رحمه الله تعالى عقب شرحه لهذا الحديث : "وَقَوْلهَا : ( فَتُوُفِّيَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُنَّ فِيمَا يُقْرَأ ) هُوَ بِضَمِّ الْيَاء مِنْ ( يَقْرَأ ) وَمَعْنَاهُ أَنَّ النَّسْخ بِخَمْس رَضَعَاتٍ تَأَخَّر إِنْزَالُهُ جِدًا حَتَى أَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم تُوفِي وَبَعْض النَّاس يَقْرَأ خَمْس رَضَعَات وَيَجْعَلهَا قُرْآنًا مَتْلُوًّا لِكَوْنِهِ لَمْ يَبْلُغهُ النَّسْخ لِقُرْبِ عَهْده فَلَمَّا بَلَغَهُمْ النَّسْخ بَعْد ذَلِكَ رَجَعُوا عَنْ ذَلِكَ وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ هَذَا لَا يُتْلَى " فنصُ صحيح مسلم يخالفُ ما إعتقد بهِ الرافضي في حديث الداجن , فهذا شرحهُ الإمام النووي رحمه الله تعالى وبين صحيح المتن , فقالا لرافضي لنعرف من هم الملاحدة , فالملاحدة هم أنتم لجهلهكم بأبسط قواعد في علم الحديث نسأل لله تعالى العافية والسلامة مما إبتليتم بهِ .

وأنقل عن أحد الأخوة في رده على المذكور :قال الجورقاني في كتابه "الأباطيل والمناكير" (حديث 541): ((هذا حديث باطل. تفرَّد به محمد بن إسحاق، وهو ضعيف الحديث. وفي إسناد هذا الحديث بعض الاضطراب)). اهـ وقال ابن حزم في كتابه "الإحكام" (4/453): ((وقد غلط قومٌ غلطاً شديداً، وأتوا بأخبار ولَّدها الكاذبون والملحدون. منها: أنّ الداجن أكل صحيفةً فيها آية متلوة فذهب البتة ... وهذا كلّه ضلالٌ نعوذ بالله منه ومن اعتقاده! وأمّا الذي لا يحلّ اعتقاد سواه فهو قول الله تعالى {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}. فمَن شكّ في هذا كفر، ولقد أساء الثناء على أمهات المؤمنين ووصفهن بتضييع ما يتلى في بيوتهن، حتى تأكله الشاة فيتلف! مع أنّ هذا كذب ظاهر ومحال ممتنع ... فصحّ أنّ حديث الداجن إفك وكذب وفرية، ولعن الله من جوَّز هذا أو صدَّق به)) . أهـ . وبذكر تلك المناسبة قد إضطرب محمد بن إسحاق في رواية هذا الحديث , وإختلف فيما يرويه عن أم المؤمنين عائشة , ولهذا فالحديث مضطرب وواضح الإضطراب فيه , فكما إختلفت روايته من طريق محمد بن إسحاق فلم يكن لمحمد بن إسحاق عناية في الحديث , ولم يكن بالمكثر على عكس ما يرويه في السير وسنبينُ بإذن الله تعالى ما موقف العلماء من محمد بن إسحاق .

أما وقد إختلف في وثاقة إبن إسحاق رحمه الله تعالى , في الجرح والتعديل والأصلُ ان إبن إسحاق من ثقات من حدث في السير وقال الذهبي في السير(7/41)[وأما في أحاديث الأحكام فينحط حديثه فيها عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن إلا فيما شذ فيه،فإنه يعد منكراً] وقال الذهبي في العلو صـفحة39 [وابن اسحاق حجة في المغازي إذا أسند وله مناكير وعجائب] وقال النسائي في الضعفاء (211) : [ محمد إبن إسحاق ليس بالقوي ] , ورغم أن هناك من دافع عنه رحمه الله تعالى إلا أنه إضطرب في حديثه هذا .

1-قال الآلوسي في [ روح المعاني – ج 11 – ص 140 ] :[وأما كون الزيادة كانت في صحيفة عند عائشة فأكلها الداجن فمن وضع الملاحدة وكذبهم في أن ذلك ضاع بأكل الداجن من غير نسخ كذا في الكشاف ].

2- قال السرخسي في [ المبسوط – ج 5 – ص 134 ] :[ أَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا - فَضَعِيفٌ جِدًّا؛ لِأَنَّهُ إذَا كَانَ مَتْلُوًّا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ، وَنَسْخُ التِّلَاوَةِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَجُوزُ فَلِمَاذَا لَا يُتْلَى الْآنَ.؟ وَذُكِرَ فِي الْحَدِيثِ «فَدَخَلَ دَاجِنٌ الْبَيْتَ فَأَكَلَهُ» وَهَذَا يُقَوِّي قَوْلَ الرَّوَافِضِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ ذَهَبَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمْ يُثْبِتْهُ الصَّحَابَةُ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ - فِي الْمُصْحَفِ وَهُوَ قَوْلٌ بَاطِلٌ بِالْإِجْمَاعِ، وَلَوْ ثَبَتَ أَنَّ هَذَا كَانَ فِي وَقْتٍ مِنْ الْأَوْقَاتِ، فَإِنَّمَا كَانَ فِي الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ إرْضَاعُ الْكَبِيرِ مَشْرُوعًا وَعَلَيْهِ يُحْمَلُ الْحَدِيثُ الثَّانِي، فَإِنَّ إنْبَاتَ اللَّحْمِ وَإِنْشَازَ الْعَظْمِ فِي حَقِّ الْكَبِيرِ لَا يَحْصُلُ بِالرَّضْعَةِ الْوَاحِدَةِ، فَكَانَ الْعَدَدُ مَشْرُوعًا فِيهِ ثُمَّ انْتَسَخَ بِانْتِسَاخِ حُكْمِ إرْضَاعِ الْكَبِيرِ عَلَى مَا نُبَيِّنُهُ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ].

3- قال القرطبي في [ تفسير القرطبي – ج 14 – ص 113 ] :[ وَأَمَّا مَا يُحْكَى مِنْ أَنَّ تِلْكَ الزِّيَادَةَ كَانَتْ فِي صَحِيفَةٍ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ فَأَكَلَتْهَا الدَّاجِنُ فَمِنْ تَأْلِيفِ الْمَلَاحِدَةِ وَالرَّوَافِضِ].

4- قال النسفي في [ تفسير النسفي :: مدارك التنزيل وحقائق التأويل – ج 3 – ص 14 ] :[وأما ما يحكى أن تلك الزيادة كانت في صحيفة في بيت عائشة رضى الله عنها فأكلتها الداجن فمن تأليفات الملاحدة والروافض ].

أخرجه ابن ماجة (1944) قال : حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف . قال : حدثنا عبد الاعلى ، عن محمد بن إسحاق ، عن عبد الرحمان بن القاسم ، عن أبيه ، فذكره , قال شيخنا عبد الرحمن الفقيه : ( عن حديث عائشة عن عمرة قال نزل القرآن بعشر رضعات معلومات يحرمن ثم صرن إلى خمس فقال:يرويه يحيى بن سعيد وعبدالرحمن بن القاسم واختلف عن عبدالرحمن فرواه حماد بن سلمة عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عمرة عن عائشة قاله أبو داود الطيالسي عن حماد بن سلمة وخالفه محمد بن إسحاق فرواه عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة لم يذكر عمرة وقول حماد بن سلمة أشبه بالصواب وأما يحيى بن سعيد فرواه عن عمرة عن عائشة قال ذلك ابن عيينه وأبو خالد الأحمر ويزيد بن عبدالعزيز وسليمان بن بلال وحدث محمد بن إسحاق لفظا آخر وهو عن عائشة لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ، فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم انشغلنا بموته فدخل داجن فأكلها) انتهى. فقد إضطرب إبن إسحاق إضطراباً عظيماً في روايته لهذا الحديث , وللشيخ الفقيه تعليقاً كبيراً عليه بين وهن هذه القصة ، أما الكلام عن هذه المسألة والتي أسهبت أنت فيه فقد تقدم ذكرُ النسخ الحكم ونسخ الكتابة ، وما نسخ حكما ، وما نسخ كتابةً في الكلام السابق أعلاه ، ولعل المسألة أوسعُ من ذلك يا رجل أصلحك الله تعالى فلا ترمني بما لا تعي الله يصلح شأنك .

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=221085
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86784
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83455

قال الشيخ محمد بن عثيميين : [ والآية إن صحت الشيخ والشيخة تعلق الحكم بالشيخوخة لا بالإحصان، وبينهما فرق فقد يكون الشيخ غير محصن يعني لم يتزوج ومع ذلك لا يرجم ومقتضى الآية أن يرجم لأنه شيخ، وقد يكون المحصن شاباً فيرجم ومقتضى الآية إن صحت أنه لا يرجم، ولذلك هذه الآية الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم، في القلب من صحتها شيء وإن كانت قد وردت في السنن وفي المسند وفي ابن حبان، لكن في القلب منها شيء لأن حديث عمر رضى الله عنه الذي أشار إلى آية الرجم قال وإن الرجم حق ثابت في كتاب الله على من زنا إذا أحصن، إذا أحصن فمقتضى هذا اللفظ الثابت في الصحيحين أن الآية المنسوخة قد علقت الحكم بالإحصان لا بالشيخوخة، ولهذا يجب التحرز من القول بأن الآية المنسوخة بهذا اللفظ أي بلفظ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة لأن إثبات أن هذه هي الآية المنسوخة معناها إثبات أنها من كلام الله، وكلام الله سبحانه وتعالى حسب الحكم الشرعي الثابت الآن مقيد بالإحصان لا بالشيخوخة وهو في الحديث الذي في الصحيحين عن عمر يدل أيضاً على أن الآية المنسوخة قد علقت الحكم بالإحصان لا بالشيخوخة، على كل حال في نفسي وفي قلبي شيء من صحة هذا اللفظ أي لفظ الآية التي كانت منسوخة وهي أن لفظها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم فلا أستطيع أن أجزم بأن هذه هي الآية أي أن هذا هو لفظها، لأنها كما أشرنا إليه لا تطابق الحكم الشرعي الثابت الآن، ولا تطابق أيضاً الحديث الثابت في الصحيحين أن الآية المنسوخة على من زنا إذا أحصن، ففي القلب من صحتها شيء، أما قول الأخ أنه لم يجدها فصدق فهي غير موجودة في المصحف آية الرجم، وأما أين السورة التي ذكرت فيها ففي صحيح ابن حبان أنها كانت في سورة الأحزاب، والله أعلم بذلك، هل هي في سورة الأحزاب أو في سورة النور، الله أعلم، لأن الحديث يجب النظر فيه، يجب النظر فيه، والخلاصة أن قوله والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة، وإن كان مشهوراً ومعروفاً في السنن ومسند الإمام أحمد وصحيح ابن حبان فإن في نفسي من صحته شيئاً أولاً لأنه يخالف الحكم الشرعي الثابت إذ الحكم معلق بالإحصان لا بالشيخوخة، ثانياً أن لفظ حديث عمر الثابت في الصحيحين ذكر أن الرجم على من زنا إذا أحصن فمقتضى ذلك أن الآية المنسوخة تعلق الحكم بالإحصان لا بالشيخوخة، وهذا مما يدل على ضعف هذا الحديث المروي فيجب التثبت فيه ] . أهـ .


وبالنسبة لصفة الكلام في حق الله فإن أهل السنة يثبتونها بصوت وحرف
فإن قلنا أن الصوت والحرف هي نتاج من اصطكاك جرم اللسان أو الشفتين مقترنا بهواء من الجوف على صفات معينة من إطباق وإذلاق وقلقلة وغيرها، فمثلا حرف الضاد ناتج من التصاق حواف اللسان مع ما بين الأضراس العليا والسفلى بنوع من الانفجار واستطالة في اللسان وهكذا، فلا يكون الكلام إلا من تركب الحروف
فهل هذا يقتضي التركيب على الله وإثبات مثل تلك الأجزاء العاملة على النطق عليه كما للبشر؟

أهل السنة والجماعة في صفة الكلام " صفة ذاتية وفعلية " وهي صفة لا تليق إلا بالله تبارك وتعالى .
ولا يجبُ الوقوف على النصوص إلا وقفة الإذعان والقبول ، وهذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة لأن القاعدة " المعنى معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعه " .
وأقول في الختام أن الموضوع قد فصل فيه الأخوة ، وأنا أعتذر عن التدخل بالموضوع ولكن الكلام أعلاه كان من باب الفائدة لا أكثر والله تعالى أعلى وأعلم .

هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

مشرف 9
11-06-2011, 10:48 PM
الزميل thinkdeep إذا تكرمت بشرح توقيعك:
أو قم بتغييره:
أو نقوم بإلغائه

وشكرا ,,,

thinkdeep
11-06-2011, 11:17 PM
عندما تستمع لمقطع صوتي أو فيديو أو قرآن من الكمبيوتر أو المذيع أو التسجيل :
هل لسماعات كل ذلك (وحتى سماعة التليفون) : لسان وشفتين وحنك ؟!!..

أم أنها جميعا ًتصدر الصوت عن طريق تحويل الصوت لاهتزاز عدد من الحبيبات الصغيرة !
ثم يقوم هذا الاهتزاز بإخراج صوت مماثل للأصل تماما ًبتمام ؟!!..

فالسؤال هنا :
هل احتاج خروج هذا الصوت محاكيا ًللأصل : لسانا ًوشفتين وحنك ؟!..

الكلام باعتبار قائله الأول وهو من سجل الفيديو ومن يتكلم بالمذياع؟ أليس لهم ألسانة وشفاه وحنوك؟
فالمسجل أو المذياع ليست إلا وسائط
ولو عاملتك بمنطقك لقلت أن القرآن مخلوق لأن الله خلقه في أفعال عباده التي هي تلاوتهم

إلى حب الله
11-06-2011, 11:55 PM
الكلام باعتبار قائله الأول

أفهم من هذا أني لو قمت بتقليد صوت وقوع صخرة :
أن لساني وشفتي وحنكي صاروا صخرا ً((وباعتبار مصدر الصوت الأول أيضا ً؟!))

زميلي ...
أنت تحاور منتدىً به مهندسون وأطباء وغير ذلك ...
وأنا أعرف ما أكتبه لك .. ولا بأس بإعادته مرة أخرى : مع تلوين بعضه للتركيز عليه :


فالسؤال هنا :
هل احتاج خروج هذا الصوت محاكيا ًللأصل : لسانا ًوشفتين وحنك ؟!..

فالعبرة هنا زميلي هي ليست فيمَن أصدر الصوت الأصلي (المتكلم أم السماعة) ؟
بل الشاهد الواضح من كلامي إن لم تلحظ أو تفهم فهو :

قدرة عدد من الحبيبات على إصدار نفس صوت الكلام باهتزازاتها :
من غير الحاجة للسان وشفتين وحنك !!!!..

فهل وقع هذا أم لا ؟!!!..

فإذا كان هذا هو حال ما نراه أمامنا :
فكيف تريد تقييد فهم أهل السنة والجماعة لكلام الله تعالى بهذه الصورة التي قستها
على البشر : في حين لم يقل بها عالم من أهل السنة ((ولو واحد فقط)) ؟!!!!..

وأزيدك ...
(وبمناسبة أن الكلام البشري يمكن صدوره مما لا لسان له ولا شفتين ولا حنك وإنما
ربما اهتزازات مادية كما رأينا) :
فقد جاء في القرآن الكريم التقريرات التالية مثلا ً(وبمناسبة أنك لا ديني) :

" يوم تشهد عليهم : ألسنتهم .. وأيديهم .. وأرجلهم : بما كانوا يعملون " !
النور 24 ..

" اليوم : نختم على أفواههم .. وتكلمنا أيديهم ! وتشهد أرجلهم : بما كانوا يكسبون " !
يس 65 ..

وأخيرا ًهديتي إليك :
" حتى إذا ما جاؤوها : شهد عليهم : سمعهم وأبصارهم وجلودهم : بما كانوا يعملون !
وقالوا لجلودهم : لمَ شهدتم علينا ؟!!.. قالوا : أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء :
وهو خلقكم أول مرة : وإليه ترجعون !!..
وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن :
ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا ًمما تعملون !!..
وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم : أرداكم : فأصبحتم من الخاسرين !!..
فإن يصبروا : فالنار مثوىً لهم !!.. وإن يستعتبوا : فما هم من المعتبين " !!..
فصلت 20 : 24 ..

والله الهادي ..

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-07-2011, 12:20 AM
أرى الإخوة قد أجادوا وأجابوا فألجموا وحجتك داحضة ، وبالنسبة لابن أم مكتوم الأعمى رضي الله عنه قد وقع عنده نزول الآية بسؤاله والله جعل السؤال سبب النزول والآية بليغة لا يقدر أحد أن يأتي بمثلها ...

thinkdeep
11-07-2011, 12:26 AM
لأن تغير الحكم في حد ذاته لا يلزم أن يكون لتغير العلم ؛ بل هو لأجل مجرد تغير أحوال المكلف ، بصرف النظر عن وقوع تغير في علم صاحب الحكم من عدمه ..


نعم طيب......... ولكن هل لك أن تسقط وتطابق هذا الكلام على نسخ أو (استثناء- على حد قول المتروي-) الآية في حديث غير أولي الضرر، وتريني أين تغيرت أحوال المكلف هنا، أم أن ابن أم مكتوم كان بصيرا ولما نزلت الآية عمي.
وأما قول فوزي في مقاله


* فإذا قال قائل : إذا كان الحكم الواجب الذي يعلم الله أنه سيسْتَقِرِّ إلى يوم الدين هو مصابرة الواحد للاثنين ، فلماذا لم يجعله الله حكمًا واحدًا منذ البداية ، ولا داعي للنسخ الذي يستغله خصوم الإسلام !!
فالجواب : هذه بشارة لم تُنْسَخ ، وامتنان من الله عظيم على المؤمنين إلى يوم الدين ( غلبة الواحد لعشرة كفار ) إذا فَرَضَت الظروف قتالاً بين المؤمنين وعشرة أمثالهم من الكافرين أو أكثر من ذلك بكثير ، فَصَابروا فالنصر حليفهم بهذه البشارة . وإنما الذي نُسِخ هو الحكم للتخفيف كما تبين ، حيث لو وَجَد المؤمنون عَدُوًّا أكثر من مِثْلَيهم ، فلهم أن يتحوزوا عن القتال ، ولهم أن يفرُّوا ، لا يُلْزمهم الله بمصابرة الواحد لعشرة ، لكن إن فعلوا واضطروا إلى القتال بمصابرتهم ذكر من مثليهم فالبشارة حاضرة

فنفى نسخ البشارة وأثبت النسخ للتخفيف فقط، ولكنه قال "إذا فرضت الضروف قتالا، يعني أنهم لم يقصدوا الجهاد ابتداء ، وهذا مخالف لأول الآية في قوله "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ"
ومع إثباته بالبشارة بالنصر وهو الفائدة من الجهاد، انتفى عذر التخفيف أصلا
وسأصوغ السؤال بشكل آخر الآن ردا مني على هذه الغربلة للنسخ: - إذا استقر في علم الله أن النصر حليفهم مع مصابرة الواحد للعشرة (والنصر هو الغاية من الجهاد)، فما فائدة نسخ الحكم للتخفيف في العدد؟ ولماذا لم يُبقِ على الحكم الأول كما هو؟
وقولك



لا أقصد هذه الآية بالطبع ، بل أقصد قوله تعالى في سورة الفتح :
( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما )

اعتذر عن عدم معرفتي للآية المقصودة، لكن هذه الآية أيضا ليست دليلا، لأنها متأخرة عن آية الأنفال، فآية الأنفال كانت أيام بدر، أما الآية التي ذكرتها فهي في سورة الفتح، فلا تقل أن الحكم كان موجودا مسبقًا في تلك الآية لأن اعتبار المنسوخ يكون بالزمان، فالمتأخر هو الناسخ فإذا كانت هذه الآية متأخرة فهي إذن مؤكدة للنسخ فقط.
وهل لك أن تثبت لي أن البداء على البشر ليس بواجب؟ (أقصد به الوجوب الكوني وليس الوجوب بمعنى الحكم الشرعي)

thinkdeep
11-07-2011, 12:37 AM
أرى الإخوة قد أجادوا وأجابوا فألجموا وحجتك داحضة ، وبالنسبة لابن أم مكتوم الأعمى رضي الله عنه قد وقع عنده نزول الآية بسؤاله والله جعل السؤال سبب النزول والآية بليغة لا يقدر أحد أن يأتي بمثلها ...
أرى أنكم تتسرعون كثيرا في إصدار الأحكام الجاهزة
وأرى أن البغية من ردودكم هي مجرد النصر، بصرف النظر عن اقتناع المخالف من عدمه، لا تناظروا الناس بعين العداء من فضلكم

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-07-2011, 12:48 AM
أنت جئتنا بدروس في علوم القرآن وقد كان موضوعك أشبه بدرس ربع ساعة ، ثم طلبت من الإخوة الإختصار والإبتعاد عن القص واللصق ، ثم قلت أن الوقت لا يسمح للرد على الجميع ثم جئت تتهمنا بتوهم النصر والعداء ...
يا رجل خليك موضوعي معنا وبلاش توجيهات من حضرتك ..
إما أن ترد على الردود أو تطالب بثنائية الحوار بينك وبين أحدهم ....

thinkdeep
11-07-2011, 01:06 AM
إما أن ترد على الردود أو تطالب بثنائية الحوار بينك وبين أحدهم ....
هذا أفضل، وأجد الأولى بها هو الدكتور هشام عزمي، لأنني قد آنست منه تفهما لِما أرمي إليه.

إلى حب الله
11-07-2011, 01:32 AM
خلاص .. يبقى معاك د. هشام عزمي من غدا ًبإذن الله تعالى ..
(من بعد إذنه بالطبع وإذا سمح وقته) ..
ونرجو من الإخوة الأفاضل عدم تشتيت الحوار بينهما ..
والله الهادي ..

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-07-2011, 02:02 AM
لقد اخترت بحراً لا ساحل له فهنيئاً لك اختيارك ونسأل الله لك الهداية ...

د. هشام عزمي
11-07-2011, 02:17 AM
أفهم من هذا الرد أنك توافقني في قولي إن النسخ والبداء غير متلازمين عقلاً ..؟
لأن كل ما تسأل عنه يعتبر حواشي على هذا الموضوع الرئيس ..
لأن النزاع ليس في الحكمة الإلهية من التشريعات أو نزولها في أوقات بعينها دون غيرها ..
وعلى أسوأ الفروض أنك لم تفهم الحكمة أو لم تستوعبها أو حتى جهلتها ، فهل هذا ينفي وجودها ؟
القضية الآن ، وقبل أي شيء ، هل النسخ والبداء متلازمان بحيث أنه لا يمكن بأي حال أو صورة أن يكون هناك نسخ دون بداء ..؟
وما قولك فيما ذكرت لك من أمثلة على هذه القاعدة العقلية من تغيير الطبيب لخطة العلاج حسب مراحل المرض ..
كما في علاج الأورام مثلاً من البدء بالاستئصال الجراحي ..
ثم شهور للعلاج الكيماوي والاشعاعي مع تغيير الجرعات وعدد الجلسات في كل مرحلة ..
أو علاج الأزمات التنفسية والأمراض العصبية بالبدء بعقاقير معينة وتأخير أخرى لمرحلة تالية ..
ثم سحب الأولى وإدراج الثانية بشكل منظم وجرعات محسوبة ..
وكذلك قادة الحروب في ساحات المعارك ..
بالضربة الجوية مثلاً في البداية ثم المدفعية ثم تقدم المشاة والمدرعات ثم نصب الكباري وتأمينها ..
وكذلك المدربون في الأندية والصالات الرياضية ..
بالبدء مثلاً بالتمارين الخفيفة ، ثم تقوية مجموعات العضلات المختلفة تدريجيا مع التدرج في الكم والكيف على مدار أسابيع وشهور ..
وغيرها من الأمثلة التي تبين أنه لا تلازم عقلي بين النسخ والبداء في عالم البشر ..
فإن كان الأمر كذلك في البشر المخلوقين ، فما الذي أوجب هذا التلازم بين النسخ والبداء عند الله تبارك وتعالى ؟

د. هشام عزمي
11-07-2011, 02:21 AM
جزاكم الله خيرًا على هذه الثقة الغالية .. وأنتم أعلى مني قدرًا وعلمًا ، لا ريب عندي في ذلك ..

أهل الحديث
11-07-2011, 07:30 AM
أخي الدكتور هشام وفقكم الله وأعانكم ، متابعٌ لكم أحسن الله إليكم وأنتم خيرُ المناظرين .

Omar Saad
11-07-2011, 11:10 AM
من بعد إذن المتحاورين الكرام, لدي مثال لقصة حقيقية حصلت معي شخصيا تدعم كلام الأخ الدكتور هشام عزمي فيما يخص قضية النسخ والبداء.

قبل نحو عامين تقريبا كنت أعاني من حساسية شديدة في عيني, وكانت تنتابني حكة مزعجة ولم أكن أستطيع التركيز في النظر. فعندما ذهبت إلى المستشفى, فحصت طبيبة المختصة عيني فوجدت أنني أعاني فعلا من نوع من الحساسية. فماذا كان العلاج؟

[هنا مربط الفرس]

وصفت الطبيبة لي قطرتين, وكانت إحداهما تحتوي على نسبة من الكورتزون (ومن منا لم يسمع بالكورتزون؟)

ولأن الكورتزون (كما تعلمون) مادة خطيرة إذا أسيء استخدامها, فقد أمرتني الطبيبة أن آخذ القطرة على مدى شهر كامل, مع تخفيف الجرعة أسبوعيا. فكنت آخذ في الأسبوع الأول أربع قطرات في اليوم, وفي الثاني ثلاثة في اليوم.. إلخ إلى أن أقلعت عن استخدامها تماما مع انتهاء الشهر.

و هذا مثال واضح تماما على أن نسخ الحكم لا يقضي بالضرورة أن يتبدى لمن سنه فجأة أنه لم يعد مناسبا. ففي هذا المثال, كان لدى الطبيبة علم مسبق بكل ما يجب فعله, ولذلك وضعت الحكم على مراحل محددة, وقامت في كل مرة بنسخ الحكم السابق وإبداله بحكم آخر عن علم ودراية مسبقة, وليس لأنه تبدى لها فجأة أن الحكم الحالي لم يعد مناسبا ويجب اسبداله بحكم جديد.

و الله أعلم.
وعذرا على الإطالة.

عبدالله الشهري
11-07-2011, 11:37 AM
وفق الله الجميع للصواب وشكر الله للدكتور هشام.

thinkdeep
11-07-2011, 02:27 PM
أفهم من هذا الرد أنك توافقني في قولي إن النسخ والبداء غير متلازمين عقلاً ..؟
لأن كل ما تسأل عنه يعتبر حواشي على هذا الموضوع الرئيس ..
لأن النزاع ليس في الحكمة الإلهية من التشريعات أو نزولها في أوقات بعينها دون غيرها ..
وعلى أسوأ الفروض أنك لم تفهم الحكمة أو لم تستوعبها أو حتى جهلتها ، فهل هذا ينفي وجودها ؟
القضية الآن ، وقبل أي شيء ، هل النسخ والبداء متلازمان بحيث أنه لا يمكن بأي حال أو صورة أن يكون هناك نسخ دون بداء ..؟
وما قولك فيما ذكرت لك من أمثلة على هذه القاعدة العقلية من تغيير الطبيب لخطة العلاج حسب مراحل المرض ..

بل مازلت أرى أنهما متلازمان وإن لم يكن النسخ يقتضي البداء من وجوه ، فإنه يقتضيها من وجوه أُخَر، أنت نقضت أن تكون القاعدة مطّردةً فقط، ولكن احتمال اقتضاء النسخ للبداء وارد وقائم بقوة
وسأصوغ الأمر بشكل آخر - هل تنفي مطلقا أن يكون البداء سببا للنسخ؟ فإن كنت كذلك فعليك بالدليل؟
مع أنه عندي من القرآن نفسه ما يخالفه ( وهو من باب ذكر الأدلة من مصدر المخالف )
وهي الآية "وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ"
أي لما بدا في علم إبراهيم عناد أبيه، نسخ فعل استغفاره ورجائه منه، بِبراءته ونفض يديه منه، فنفيُ البداء كسببٍ للعدول عن الحكم هنا، هو مكابرة، لأن الفعل "تبيّن" يدل عليه،
ويقابل مثل هذا النسخ أيضا في حق الله (على حدّ الزعم)
ففي الآية الأولى "اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ"
وفي الآية الناسخة "مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ (بدا) لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ"
أما قولك أن ما أسأل عليه حواشيا فقط، فأقول أن الجبال من الحصى، ولا ينبغي مناقشة الاسلام بعيدا عن نصوصه، لأنه لولا النصوص لما كنت أنت ذو معرفة بالإسلام من الأصل،
والسيل نتاج من الروافد، وقطع الأوردة والشرايين يعطل عمل القلب.
كما أنك لم تجبني على كثير من الأسئلة
منها قوله "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" فقلت أن ما الموصولة هي من صيغ العموم، فكل آية نسخها أو أنسأها أو نسّاها
استبدلها بمثلها أو خير منها، فأين مثيلات ما أغفل من المصحف وقد كان يتلى
وهناك مسألة أخرى في هذا، وهو أن النسخ يكون في الآيات والأحاديث فقط أي فيما ينسب إلى محمد فقط، فاحتمال تضييع تلك الآيات أنه كان من عمل جامِعي ونساخ المصحف وارد، وهوما يطعن في صحة "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" فإن تدوينه كما هو عليه الآن تأخر إلى زمن عثمان، فكيف يكون للصحابة التصرف في النسخ من عند أنفسهم، مع وجود القراء الذن يحفظون تلك الآيات الضائعة كأُبيّ وابن مسعود وأبي موسى الذي بعث إلى قراء أهل البصرة . فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرءوا القرآن . فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم . فاتلوه . ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم . كما قست قلوب من كان قبلكم . وإنا كنا نقرأ سورة . كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة . فأنسيتها . غير أني قد حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا . ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب . كنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات . فأنسيتها . غير أني حفظت منها : { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون } . فتكتب شهادة في أعناقكم . فتسألون عنها ييوم القيامة. [صحيح مسلم]
- والسؤال الذي وجهتُه حول هذه الآيات "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31)" ــــــــــــــــــ "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا....(7)" ــــــــــــــ "وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ...... (21) ـــــــــــــــــــــــــــــ "وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ....(143) .
قلتُ أنها تفيد البداء وحدوث العلم على الله
فكان جوابُكَ التفصيلي



الله يعلم أهل الجنة وأهل النار قبل خلقهم ، لكنه لا يحاسب العباد بمقتضى هذا العلم ..
بل هو يحاسبهم بمقتضى أفعالهم في الدنيا ، وهذا هو ما ذكرته الآيات من أنه يبتليهم ليعلم الصابرين والمتخلفين ..
وهذا العلم الحادث ليس هو العلم الإلهي الأزلي ..
لأنه لو حاسبهم بمقتضى العلم الأزلي لما خلقهم في الدنيا أصلاً ، بل لأدخلهم الجنة والنار ابتداء دون امتحان وابتلاء ..
بل الله يبتلي الخلق فيعمل كل امريء بحسبه ، وعلى هذا يكون الجزاء بالثواب أو العقاب ..

أنت تجزّء علم الله إذن إلى جزئين، أو بالأحرى تسوِّيه طبقتين من العلم، طبقة عليا وهي العلم الأزلي، وطبق أخرى تحتها وهي العلم الحادث، وكأنك تقول أيضا أن صفة العلم هي قديمة النوع حادثة الآحاد.
فالاعتراضات إذن:
1- يلزم من توحيد الله توحيد علمه فلم أستوعب أن يتجزء العلم هكذا وما جعلني لم أستوعبه هو الاعتراض الثاني
2- أنك تجعل صفة العلم كصفة الكلام، فصفة الكلام هي قديمة النوع حادثة اللآحاد أيضا، يعني أنه لم تزل فيه صفة الكلام كائنة، إلا أنه يتكلم حدوثا بمشيئته، وهذا يدعونا أن نثبت لله أيضا صفة الصمت وهي ضد للكلام، وهو ما يتخلل ذلك الكلام من فترات
3- وهذا ما يدعونا تَبَعًا، لإثبات صفة الجهل الذي بناء عليه يكون ذلك العلم الحادث الذي أثبته (أي ما يتخلل فترات العِلم تلك)
وسؤال آخر هل هناك من قال بالعلم الحادث في حق الله من أهل السنّة كما قلت؟
وخلاصة القول
هل تنفي أن يكون البداءُ سببًا للنسخ مُطلقا؟، (حتى و إن جئت بألف دليل على أن النسخ قد يكون أيضا على علم من جهة الناسخ)
معناه أن النسخ قد يكون على علم من جهة الناسخ، أو قد يكون من بداء وجهل كان يعتريه، فالاحتمالان واردان.
الإجابة نعم...... أو.......لا............. وإن كان (لا( فعليك بالدليل على أن النسخ لا يكون إلا على علم من جهة الناسخ بأحوال المخاطَب. مع أني جئتك بدليل ابراهيم.

د. هشام عزمي
11-07-2011, 04:56 PM
أنا يكفيني إقرارك بأن النسخ لا يقتضي البداء وجوبًا ..
بل هو على سبيل الاحتمال فقط ..
وبالتالي فإن وقوع النسخ لا يدل ولا يصلح كدليل على وقوع البداء ..
لأن الدليل هو ما دلّ على مدلوله وقطع به ، وليس على سبيل الاحتمال ..
وأنا أوافقك في أن النسخ قد يفيد وقوع البداء ، وقد لا يفيد ..
فلماذا يكون دليلاً على البداء وهو لا يقتضيه لزومًا ووجوبًا بل كاحتمال وارد ..؟

أما نفي البداء عن الله فهو يسير ؛ لأن الله عالم الغيب والشهادة وعلمه محيط بكل شيء وقع أو لم يقع ..
والبداء يتناقض تناقضًا قطعيًا مع علم الله المحيط ..
أما العلم الحادث ، فأنا أقصد به علم الشهادة في مقابل علم الغيب ..
فالله يعلم الأشياء قبل وقوعها (وهو علم الغيب) ، ويعلمها بعد وقوعها (وهو علم الشهادة) ..
وعلم الشهادة لا يعني زيادة في مفردات أو جزئيات علم الله - أي: المعلومات - ..
لأن كل معلومات علم الشهادة هي معلومة مسبقًا لله في علم الغيب ..
وهذا مذكور في كتب أهل السنة ..
وانظر على سبيل المثال كتاب (منة الرحمن) للدكتور ياسر برهامي وشرحه المعروف باسم (المنة شرح اعتقاد أهل السنة) ..

thinkdeep
11-07-2011, 06:34 PM
[center]أنا يكفيني إقرارك بأن النسخ لا يقتضي البداء وجوبًا ..
بل هو على سبيل الاحتمال فقط ..
وبالتالي فإن وقوع النسخ لا يدل ولا يصلح كدليل على وقوع البداء ..

وأنا يكفيني إقرارك بقولك:


وأنا أوافقك في أن النسخ قد يفيد وقوع البداء ، وقد لا يفيد ..

وهو الذي عليه مدار المناظرة. والذي حوله ندندن.
إذن فالاحتمالان واردان وهما:
1- أن النسخ قد يكون لِبداء من الناسخ
2- أنه قد لا يكون لبداء، بل لعلم مسبق من جهة النّاسخ
ولكن اعتراضك كان من جهة تسبيق وترجيح أحد الاحتمالين على الآخر فقلتَ


فلماذا يكون دليلاً على البداء وهو لا يقتضيه لزومًا ووجوبًا بل كاحتمال وارد ..؟

فماذا إن كان الاحتمالان وارديْن بشكل متساوٍ؟ وما سبيل ترجيح أحد الاحتمالين على الآخر؟ وهذا ما سأوضحه الآن على أبين قصد
فدليل الاحتمال الأول أنه قد التف حول كثير من النصوص من القرائِن ما يدل على أن النسخ كان لِبداء -كاستثناء أولي الضرر من آية تفضيل المجاهدين على القاعدين.
وقد سألتك أن تُطابِقَ و تسقطَ قولك الحسن عن النسخ في حق الله


أن تغير الحكم في حد ذاته لا يلزم أن يكون لتغير العلم ؛ بل هو لأجل مجرد تغير أحوال المكلف ، بصرف النظر عن وقوع تغير في علم صاحب الحكم من عدمه ..

على النسخ في الآية السابقة فلم تفعل.
وكذلك على آية نفي الاستغفار للمنافقين
وكذلك على تعارض نسخ كتابة تلك الآيات الضائعة مع الآية "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ومع آية "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" فلم تفعل
ولما قلتُ لك أن البداء في حق الله مستحيل وهذا متفق عليه، وأنه في حق البشر لازم
فأردت أن النتيجة أن ما ورد في النصوص من نسخ وما يوحي بالبداء في العلم، لماذا لا تكون من جهة محمد وليس من الله؟
معناه أن القرآن من محمد وكل ما ورد في القرآن والحديث من نسخ، إنّما هو من بداء محمد، ولوكان من عند الله لما حدثت مثل حادثة ابن أم مكتوم

وأما الاحتمال الثاني فعليك أنت إثباته، ومن إثباتِه أن تجيب على كل ما أغفلتَه من أسئلتي، لأنها تصب في ما نحن بصدده سواءٌ من قريب أو بعيد

أهل الحديث
11-07-2011, 07:15 PM
متابع أخي الدكتور هشام نفع الله بك .

د. هشام عزمي
11-07-2011, 07:18 PM
ما زال دليلك ناقصًا ولا يفيد ضرورة وقوع البداء من الله عز وجل يا زميلي ..
كما ذكرت لك من قبل أن البداء يتناقض مع علم الله المحيط ..
والنصوص التي أتيت بها لا تفيد البداء ؛ لأن البداء يعني أن يعلم الله شيئًا لم يكن معلومًا له من قبل ..
وليس إجابة الله لسؤال أو إنزال حكم جديد يعني تجدد علم الله تعالى ..
فهو كسؤال التلميذ أستاذه عن مسألة ما ، والأستاذ يجيب ..
فإجابة الأستاذ على السؤال لا تعني تجدد العلم لديه ..
كذلك إجابة الله تعالى لأسئلة واستفسارات الصحابة لا تعني هذا ..
كما أن إجابته تبارك وتعالى لدعاء المضطر إذا دعاه لا تعني تجدد العلم بعد أن لم يكن ..
بل الله تعالى جعل لكل شيء سببًا ، وهيأ لكل أمر أسبابه ومقتضياته ..
وهذا بحكم سننه الكونية الماضية في المخلوقات ..
لكنه يعلم أزلاً أن كل هذا سيقع وأنه سيجيب هذا الداعي وهذا السائل ..
ولو كان منطقك سليمًا ، لكانت كل آيات القرآن التي لها أسباب نزول تدل على البداء ..
لأن الله أنزلها لأجل مناسبة أو إجابةً لسؤال أو توضيحًا لغموض ..
لكن الوضع غير هذا ، والله تبارك وتعالى يعلم كل هذا مسبقًا لكنه إنما هيأ أسبابًا ودواعي من الناس ..

أظن هذا يجيبك على ما طلبت ، ولو هناك المزيد فأنا مستعد لجوابك إن شاء الله ..
والله الموفق .

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-07-2011, 07:18 PM
ولماذا يغض الطرف عن هذا الأصل ! قوله تعالى : (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) وقوله : (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) الْمُراد به : نُزول القرآن من اللوح المحفوظ جُملة واحدة .
قال القرطبي : ولا خلاف أن القرآن أُنْزِل مِن اللوح المحفوظ ليلة القدر جُمْلة واحدة ، فَوُضِع في بَيْت العِزّة في سماء الدنيا ، ثم كان جبريل صلى الله عليه وسلم يَنْزِل به نَجْمًا نَجْمًا في الأوامر والنواهي والأسباب ، وذلك في عشرين سنة .
وقال ابن عباس : أُنْزِل القرآن مِن اللوح المحفوظ جملة واحدة إلى الكَتَبَة في سَماء الدنيا ، ثم نَزَل به جبريل عليه السلام نجوما - يعني الآية والآيتين - في أوقات مختلفة .

وقال ابن كثير : القرآن إنما نَزل جُمْْلًة وَاحِدة إلى بَيت العِزّة مِن السماء الدنيا ، وكان ذلك في شهر رمضان ، في ليلة القدر منه ، كما قال تعالى : (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) . وقال : (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) ، ثم نزل بعدُ مفرّقًا بحسب الوقائع على رسول الله صلى الله عليه وسلم . هكذا رُوي مِن غير وَجْه عن ابن عباس . اهـ
وسامحني شيخنا هشام الحبيب على هذه الإضافة

د. هشام عزمي
11-07-2011, 07:55 PM
إضافة قيمة يا شيخنا والله ..

أهل الحديث
11-07-2011, 08:23 PM
لإثراء كلام أخينا محب أهل الحديث هذا من باب الفائدة شيخنا الكريم الدكتور هشام .

يخفى أن في اللوح المحفوظ من الشرائع الأمم السابقة , ولا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى أما التخصيص في قولهِ تعالى " بل هو قرآن مجيد في لوحٍ محفوظ " وقولك أنهُ خصصهُ بأن جعل كتابتهِ في اللوح المحفوظ نقول بحول الله تعالى وقوتهِ قال فضيلة الشيخ إبن عثيميين رحمه الله تعالى : " فأما قوله تعالى : { بل هو قرآنٌ مجيد ، في لوحٍ محفوظ } ( البروج 21 – 22 ) ، فإنه لا يتعين أن يكون القرآن نفسه مكتوباً في اللوح المحفوظ بل يكون الذي في اللوح المحفوظ ذكره دون ألفاظه وهذا لا يمتنع أن يقال إن القرآن فيه كذا والمراد ذكره كما في قوله تعالى : { وإنه لفي زبر الأولين } ( الشعراء 196 ) وإنه : أي القرآن ، { وإنه لفي زبر الأولين } : والمراد بلا شك ذكره في زبر الأولين ، لأنه ما نزل على أحد قبل محمد عليه الصلاة والسلام ، ولكن المراد ذكره والدليل على ذكره أو لم يكن لهم آية أن يعلم علماء بني إسرائيل وكلنا يقرأ قوله تعالى : { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها } ( المجادلة 1 )ولو كان القرآن العظيم مكتوباً في اللوح المحفوظ بهذا اللفظ لأخبر الله عن سمع ما لم يكن ، والله قال : { قد سمع } ثم قال : { والله يسمع } بالمضارع الدال على الحال والحاضر , يعني لو قال قائل : قد سمع عبر عن المستقبل بالماضي لتحقق وقوعه ؟

قلنا : هذا قد نسلِّمه لكن يمتنع مثل هذه الدعوى في قوله : { والله يسمع } فإن { يسمع } فعل مضارع تدل على الحاضر ،فالراجح عندي : أن القرآن تكلم الله به عز وجل حين نزوله وأن ما في اللوح المحفوظ إنما هو ذكره وأنه سيكون ويمكن فيه ثناء أيضاً كما قال تعالى : { بل هو قرآن مجيد ، في لوح محفوظ } ( البروج 21 – 22 )يعني أنه ذكر في اللوح المحفوظ بالمجد والعظمة وما أشبه ذلك " إنتهى كلام الشيخ إبن عثيميين في شرح العقيدة الواسطية وللمحقق كلام على ما قاله الشيخ إبن عثيميين رحمه الله تعالى وعلق تعليقاً طيباً .

قال محقق الكتاب : ( هذا الكلام ذكره الشيخ رحمه الله في شرحه الأول على العقيدة الواسطية ( 2 / 198 ) الذي شرحه في سنة 1408 هـ ، وقد شَرَحَ ( العقيدة السفارينية ) في سنة 1408 هـ ، ورجع عنه رحمه الله في شرحه الثاني على الأربعين النووية في الشريط الحادي عشر في الوجه الثاني من الشريط عند شرحه للحديث الثالث والعشرون عند قوله صلى الله عليه وسلم : ( والقرآن حجةٌ لك أو عليك ) فقال : ( وكونه في الكتاب المكنون هل معناه أن القرآن كله كتب في اللوح المحفوظ أو أن المكتوب ذكر القرآن وأنه سينزل وسيكون كذا وكذا ؟ الأول ، لكن يبقى النظر : كيف يُكتب قبل أن تخلق السماوات بخمسين ألف سنة وفيه العبارات الدالة على المضي مثل : قوله { وإذ غدوت من أهلك تبوئ للمؤمنين مقاعد للقتال } ، ومثل قوله : { قد سـمـع الله التي تجادلك } وهو حين كتابته قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة لم يسمع لأن المجادلة ما خلقت أصلاً حتى تسمع مجادلتها ؟ فالجواب أن الله قد علم ذلك وكتبه في اللوح المحفوظ كما أنه قد علم المقادير وكتبها في اللوح المحفوظ وعند تقديرها يتكلم الله عز وجل بقوله : { كن فيكون } ، هكذا قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو مـمـا تطمئن إليه النفس ، وكنت قبلاً أقول : إن الذي في اللوح المحفوظ ذكر القرآن ، لا القرآن ، بناءً على أنه يعرج بلفظ المضي قبل الوقوع ، وأن هذا كقوله تعالى – عن القرآن – : { وإنه لفي زبر الأولين } والذي في زبر الأولين ليس القرآن ، الذي في زبر الأولين ذكر القرآن والتنويه عنه ، ولكن بعد أن اطلعت على قول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى انشرح صدري إلى أنه مكتوبٌ في اللوح المحفوظ ولا مانع من ذلك ، ولكن الله تعالى عند إنزاله إلى محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتكلم به ويلقيه إلى جبريل ، هذا قول السلف وأهل السنة في القرآن ) ، وقد شرح الشيخ كتاب ( الأربعين النووية ) مرةً ثانية في دورته الصيفية الأخيرة في سنة 1421 هـ التي قبل وفاته ببضعة أشهر وشرحه موجودٌ منتشر وعدد أشرطته ( 19 شريطاً ) ، والصحيح : ما رجع إليه الشيخ رحمه الله وهو أن القرآن الكريم مكتوبٌ كله في اللوح المحفوظ ، وهذا هو قول أهل السنة والجماعة وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ( 12 / 126 و 127 ، 15 / 223 ) فاقتضى ذلك التنبيه والتنويه على ذلك ، والله أعلم ).

وقد فسر الشيخ محمد الحسن ولد الددو قوله تعالى : " يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ " فقال :

إن الله سبحانه وتعالى أخبر أنه يمحو ما يشاء مما كتبه معلقاً بالشروط وانتفاء الموانع، ويثبت ما يشاء من ذلك، {وعنده أم الكتاب} وهي الصحف التي عند الله فوق عرشه كتَبَ فيها ما هو كائن، فتلك الصحف ليس فيها تعليق بالشروط ولا بانتفاء الموانع.
وأما اللوح المحفوظ فيكتب فيه الأمر مشروطاً بالشروط وبانتفاء الموانع، ولذلك فالملائكة إنما يعرفون ما كتب في اللوح المحفوظ أو ما تكلم الله به، فإذا تكلم الله بشيء من قدره اهتز له الملائكة فرعبوا له، فإذا سري عنه قالوا: {ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير}، فيجيبهم جبريل عليه السلام بما أمر الله به من أمره، فذلك عندما يفزع عن صدورهم أي يزول عنهم الفزع: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} فيكتب الله تعالى في اللوح المحفوظ مقادير الأمور مشروطة بالشروط وانتفاء الموانع فيقال مثلاً: فلان بن فلان إذا وصل رحمه أو إذا تصدق بكذا زيد عمره بكذا، وإذا لم يفعل مات في الوقت الفلاني، فملك الموت لا يدري هل سيفعل ذلك أو لا يفعله لأن هذا من الغيب الحقيقي الذي اختص الله به، {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} في خمسٍ لا يعلمهن إلا الله: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} فملك الموت إنما يطَّلعُ على ذلك مشروطاً بالشروط وانتفاء الموانع، ودليل هذا ما أخرجاه في الصحيحين أن ملك الموت أتى موسى عليه السلام عندما حان أجله فأراد قبض روحه فصكه على عينه ففقأ عينه أي عين تلك الصورة التي ظهر فيها، فرجع إلى ربه فقال: أي رب أرسلتني إلى عبدٍ لا يريد الموت، فكلَّم الله موسى عليه السلام فعرض عليه أن يطول عمره أن يضع يده على صفحة ثور فله بكل شعرة سنة، فقال: أي رب ثم ماذا؟ قال: ثم الموت قال: أما إذا كان لا بد منه فالآن، فلذلك لم يكن ملك الموت يعلم أن عمر موسى قد تأخر قليلاً في تلك اللحظة، إنما كان يعلم أنه كتب أنه سيموت في تلك اللحظة إذا أدى شرطاً أو إذا انتفى مانع، فخفي عليه ذلك وقد علمه الله سبحانه وتعالى وهو في أم الكتاب عنده، فلذلك قال: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} أي من اللوح المحفوظ، {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} وهي الصحف التي عنده فوق عرشه ليس فيها محو ولا تبديل، فكل ما فيها فهو على حاله.

قد بينت لك عقيدة أهل السنة والجماعة , في نسخ التلاوة وهو أن نسخ التلاوة واقع لا محالة وإشكالك ما سأشيرُ لهُ الأن في الموضوع وهو : " هل هذا القرآن الذي في اللوح المحفوظ يحوي الآيات المنسوخة كآية الرجم وآية الرضاع وغيرهما ؟ " ثم قلت : " أعيد للمرة الثالثة أننا نتكلم عن نسخ التلاوة وليس نسخ الأحكام ، فأنا مؤمن بنسخ الأحكام ، والإشكال واقع فقط في نسخ التلاوة لأن فيه رفع لآيات بعينها من القرآن وإزالة رسم ، وهذا ما نحن بصدده الآن ، أما في نسخ الأحكام فلا يوجد رفع للرسم القرآني وبالتالي فإن الألفاظ والرسم لا يتغير في القرآن " نسخ التلاوة في القرآن الكريم مع بقاء الحكم أيها المحاور الكريم وهذا قد بينتهُ ولعل إشكالك في هذه النقاط التي أشرتُ إليها أنا باللون الأحمر فتأمل أصلحك الله تعالى وهداك , فنسخ التلاوة هل يتغير في اللوح المحفوظ أقول لك وأعيد للمرة الألف محاوري الفاضل أن في اللوح المحفوظ كل شيء , وأما إن كان في اللوح المحفوظ وثبوت ذلك م ننسخ التلاوة فالله تبارك وتعالى يقول " ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها نأتِ بخير منها أو مثلها " وقولهُ جل في علاه " ننسها " أي ننسيها للمؤمنين ويأتَ بخير منها وفي الحالتين هو كلام الله تبارك وتعالى المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم , وقد ناقش أهل الحديث مسألة نسخ التلاوة وهل تلقى جبريل عليه السلام من اللوح المحفوظ . ؟

قال الأخ الكريم النقادي : " ثبت عن ابن عباس-رضي الله عنهما- أنه قال"أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا فكان بمواقع النجوم فكان الله إذا أراد أن يوحي منه شيئا أوحاه"كما عند ابن جرير وغيره ولفظ" مواقع النجوم"ثبت من طريق ابن راهويه عند الحاكم وغيره ،فكان على الراد!! أن يتثبت قبل أن ينكر! " .

ذكر شيخ الإسلام في فتاواه أن المحو والإثبات في اللوح فيه قولان بخلاف أم الكتاب لقوله تعالى (يمحو الله ما يشاء و يثبت وعنده أم الكتاب) الشيخ ابن عثيمين قد ردّ على كلامه السابق، كما ذكر أخونا الفاضل علي الفضلي أن الشيخ قال:( وكونه في الكتاب المكنون هل معناه أن القرآن كله كتب في اللوح المحفوظ أو أن المكتوب ذكر القرآن وأنه سينزل وسيكون كذا وكذا ؟ الأول ، لكن يبقى النظر : كيف يُكتب قبل أن تخلق السماوات بخمسين ألف سنة وفيه العبارات الدالة على المضي مثل : قوله { وإذ غدوت من أهلك تبوئ للمؤمنين مقاعد للقتال } ، ومثل قوله : { قد سـمـع الله التي تجادلك } وهو حين كتابته قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة لم يسمع لأن المجادلة ما خلقت أصلاً حتى تسمع مجادلتها ؟ فالجواب أن الله قد علم ذلك وكتبه في اللوح المحفوظ كما أنه قد علم المقادير وكتبها في اللوح المحفوظ وعند تقديرها يتكلم الله عز وجل بقوله : { كن فيكون } ، هكذا قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو مـمـا تطمئن إليه النفس ، وكنت قبلاً أقول : إن الذي في اللوح المحفوظ ذكر القرآن ، لا القرآن ، بناءً على أنه يعرج بلفظ المضي قبل الوقوع ، وأن هذا كقوله تعالى – عن القرآن – : { وإنه لفي زبر الأولين } والذي في زبر الأولين ليس القرآن ، الذي في زبر الأولين ذكر القرآن والتنويه عنه ، ولكن بعد أن اطلعت على قول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى انشرح صدري إلى أنه مكتوبٌ في اللوح المحفوظ ولا مانع من ذلك ، ولكن الله تعالى عند إنزاله إلى محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتكلم به ويلقيه إلى جبريل ، هذا قول السلف وأهل السنة في القرآن ) . وهذا قول أهل السنة والسلف في القرآن الكريم . والله تعالى أعلى وأعلم .

د. هشام عزمي
11-07-2011, 08:27 PM
ما شاء الله .. ما شاء الله ..
بس انتو كده هتلخبطونا .. مرة أهل الحديث ومرة محب أهل الحديث .. كده نتلخبط :)

thinkdeep
11-07-2011, 09:06 PM
ما زال دليلك ناقصًا ولا يفيد ضرورة وقوع البداء من الله عز وجل يا زميلي ..
كما ذكرت لك من قبل أن البداء يتناقض مع علم الله المحيط ..

أنا لا أستدل على وقوع البداء على الله، ألا ترى أنني صرحت أن الله إن كان من صفاته الكمال فالبداء يستحيل في حقه. في غير ما موضع من النقاش .
بل أستدل على أنه إن ورد احتمال البداء على تلك النصوص فإنه من جهة محمد وأن القرآن هو كلامه لا كلام الله، لأنه لابد من البداء على محمد فهو بشر.
وهو مالم تنقضه
ولقد أجبتَ عنه بمثل هذه الأقيسة مجددا فقلتَ:


والنصوص التي أتيت بها لا تفيد البداء ؛ لأن البداء يعني أن يعلم الله شيئًا لم يكن معلومًا له من قبل ..
وليس إجابة الله لسؤال أو إنزال حكم جديد يعني تجدد علم الله تعالى ..
فهو كسؤال التلميذ أستاذه عن مسألة ما ، والأستاذ يجيب ..
فإجابة الأستاذ على السؤال لا تعني تجدد العلم لديه ..
كذلك إجابة الله تعالى لأسئلة واستفسارات الصحابة لا تعني هذا ..
كما أن إجابته تبارك وتعالى لدعاء المضطر إذا دعاه لا تعني تجدد العلم بعد أن لم يكن ..
بل الله تعالى جعل لكل شيء سببًا ، وهيأ لكل أمر أسبابه ومقتضياته ..
وهذا بحكم سننه الكونية الماضية في المخلوقات ..
لكنه يعلم أزلاً أن كل هذا سيقع وأنه سيجيب هذا الداعي وهذا السائل ..

بل القياس الصحيح هو:
كأن يعرض أستاذ مسألة ثم يقابله التلميذ باعتراض يقدح في عموم تلك المسألة فيتدارك الأستاذ ذلك العموم باستثناء، كان ذلك التلميذ سببا في تذكيره به
وهذا ما أراه قدحا في الأستاذ وعلمه بحيث ترك ثغرة ومدخلا في مسألته، وأنه لو كان كفؤا لذكر الاستثناء من دون سبب، وهو ما يثبت جدارته وإحاطته بالمسألة، وهو ما يورث الثقة أيضا في نفس التلميذ باستاذه
وهذا ما كنت أعيبه كثيرا في أساتذتي فكثيرا ما كانوا يوردون المسائل، وعندما انبههم على بعض الاستثناءات والاستطرادات التي نسُوها، تداركوها، بل يعجزون عنها أحياناً
واستدلالك بأسئلة الصحابة وأسباب النزول وإن كان فيها نوع دليل أيضا على ما أرمي إليه، إلا أن تلك الأسئلة قد كانت ابتداء وليست اعتراضا كحالتنا هذه
وبالكلام على تهييئ الله للأسباب كما قلت وبالكلام على ما أورده الزميل الكريم (محب أهل الحديث) بقوله


ولماذا يغض الطرف عن هذا الأصل ! قوله تعالى : (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) وقوله : (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) الْمُراد به : نُزول القرآن من اللوح المحفوظ جُملة واحدة .
قال القرطبي : ولا خلاف أن القرآن أُنْزِل مِن اللوح المحفوظ ليلة القدر جُمْلة واحدة ، فَوُضِع في بَيْت العِزّة في سماء الدنيا ، ثم كان جبريل صلى الله عليه وسلم يَنْزِل به نَجْمًا نَجْمًا في الأوامر والنواهي والأسباب ، وذلك في عشرين سنة .
وقال ابن عباس : أُنْزِل القرآن مِن اللوح المحفوظ جملة واحدة إلى الكَتَبَة في سَماء الدنيا ، ثم نَزَل به جبريل عليه السلام نجوما - يعني الآية والآيتين - في أوقات مختلفة .

وبفرض تصديق هذا الكلام
فيمكننا أن نقول أن
- ما هي الآية التي كانت مثبتة في القرآن الموجود في السماء الآية الناسخة وهي غير أولي الضرر أم المنسوخة (التي بدونها)، أم هما معا؟
- ومعناه أن جبريل أنزل الآية الأولى ثم دفع الله ابن أم مكتوم (بقدَرِه الأزلي، وخلقِه لأفعال الناس) للاعتراض على الحكم فأنزل جبريل الآية الثانية.
هذا ما لست أنفي الحكمة فيه فحسب، (وعذرا) بل أربأ على الله أن يكون هكذا.
ولو دبروا لها وساسوا لها ما ساسوا من باب (وعين الرِّضا عن كل عيبٍ كليلة)
وكل من له آلة التمييز والعقل والاستقباح والاستحسان لا يخفى عليه هذا
فكثيرا ما رأيت اشتطاط الشُّراح في تكلف أنواع الحكم والغايات للمصنفين ولو لم يقصدوها.
فتجدهم يقولون قد قدّم هذا الباب لأنه كذا، وأخّر ذاك الفصل لما رأى له من كذا، ولو لم يقدمه لحدث كذا إلى غير ذلك من الاعتصارت على كره، وإدخال الجمل في سمِّ الخياط.

thinkdeep
11-07-2011, 09:11 PM
أليس عندكم أن "المسلمين عند شروطهم إلا شرطا حرم حلالا أو شرطا أحل حراما"
:)

أهل الحديث
11-07-2011, 09:12 PM
ما شاء الله .. ما شاء الله ..
بس انتو كده هتلخبطونا .. مرة أهل الحديث ومرة محب أهل الحديث .. كده نتلخبط :)

سألتْ محب أهل الحديث عن د.هشام عزمي فقال : ثقة ثقة من أئمة السنة والمنافحين عنها ، شديدٌ على البدعة .
أعلى الله مقامكم شيخنا الكريم ، وما نحنُ إلا توأمين كما قال لي محبُ أهل الحديث أعلى الله مقامهُ في عليين ، وما وضعتُ مشاركتي إلا لأثراء كلامه حفظه الله تعالى .

عبد الواحد
11-07-2011, 09:36 PM
كأن يعرض أستاذ مسألة ثم يقابله التلميذ باعتراض يقدح في عموم تلك المسألة فيتدارك الأستاذ ذلك العموم باستثناء، كان ذلك التلميذ سببا في تذكيره به
وهذا ما أراه قدحا في الأستاذ وعلمه بحيث ترك ثغرة ومدخلا في مسألته، وأنه لو كان كفؤا لذكر الاستثناء من دون سبب، وهو ما يثبت جدارته وإحاطته بالمسألة، وهو ما يورث الثقة أيضا في نفس التلميذ باستاذه
ترى في ذلك قدحا في علم الأستاذ ..
لأنه غاب عنك أنه ليس من الحكمة ذكر القاعدة وكل استثناءاتها منذ البداية. بل لابد أن تترسخ القاعدة العامة قبل أن يدرس التلميذ استثناءاتها
وليس من الحكمة أن يسرد المدرس على تلاميذه قائمة من الاستثناءات دون أن يضعهم أو يطلب منهم حل مشكلات متعلقة بأمثلة تطبيقية.
وبناء على تلك الأمثلة الواقعية يمكنهم القياس في المستقبل متى واجهوا حالات جديدة.

وهذا ما كنت أعيبه كثيرا في أساتذتي فكثيرا ما كانوا يوردون المسائل، وعندما انبههم على بعض الاستثناءات والاستطرادات التي نسُوها، تداركوها، بل يعجزون عنها أحياناًإذاً أنت تعيب على كل مدرسي العالم!

د. هشام عزمي
11-07-2011, 09:48 PM
سألتْ محب أهل الحديث عن د.هشام عزمي فقال : ثقة ثقة من أئمة السنة والمنافحين عنها ، شديدٌ على البدعة .
أعلى الله مقامكم شيخنا الكريم ، وما نحنُ إلا توأمين كما قال لي محبُ أهل الحديث أعلى الله مقامهُ في عليين ، وما وضعتُ مشاركتي إلا لأثراء كلامه حفظه الله تعالى .
بارك الله فيكم يا شيخنا .. وأنا أقل بمراحل مما ذكره الشيخ الحبيب في حقي ..

thinkdeep
11-07-2011, 09:54 PM
أرى أن الدكتور هشام وكَل إليك أن تنبري لهذه المناظرة يا زميلي الكريم عبد الواحد. فإن كان كذلك فأشكره جزيلا على ما منحني من وقته وقد استفدت منه كثيرا، وقد لمست فيه نباهة وكَيسًا.
وإن أراد المتابعة وكانت لكم الثقة التامة فيه، فليُترك الحوار بيننا، ممتنا للزملاء الأفاضل.
ومع ذلك سأجيب عن الأخ عبد الواحد

د. هشام عزمي
11-07-2011, 09:59 PM
أنا لا أستدل على وقوع البداء على الله، ألا ترى أنني صرحت أن الله إن كان من صفاته الكمال فالبداء يستحيل في حقه. في غير ما موضع من النقاش .
بل أستدل على أنه إن ورد احتمال البداء على تلك النصوص فإنه من جهة محمد وأن القرآن هو كلامه لا كلام الله، لأنه لابد من البداء على محمد فهو بشر.
وهو مالم تنقضه

أنا لا احتاج أن أنقضه ؛ لأنك لم تثبته ..
ومعنى كلامك أنه طالما هناك احتمال وقوع البداء ، إذن فالقرآن ليس من عند الله ..
فيكون الاستنتاج مبنيًا على انعدام الدليل أو احتماله ..
فهل هذا منطق سليم للتفكير أصلاً ..؟

د. هشام عزمي
11-07-2011, 10:09 PM
فيمكننا أن نقول أن
- ما هي الآية التي كانت مثبتة في القرآن الموجود في السماء الآية الناسخة وهي غير أولي الضرر أم المنسوخة (التي بدونها)، أم هما معا؟
- ومعناه أن جبريل أنزل الآية الأولى ثم دفع الله ابن أم مكتوم (بقدَرِه الأزلي، وخلقِه لأفعال الناس) للاعتراض على الحكم فأنزل جبريل الآية الثانية.
هذا ما لست أنفي الحكمة فيه فحسب، (وعذرا) بل أربأ على الله أن يكون هكذا.
ولو دبروا لها وساسوا لها ما ساسوا من باب (وعين الرِّضا عن كل عيبٍ كليلة)
وكل من له آلة التمييز والعقل والاستقباح والاستحسان لا يخفى عليه هذا
فكثيرا ما رأيت اشتطاط الشُّراح في تكلف أنواع الحكم والغايات للمصنفين ولو لم يقصدوها.
فتجدهم يقولون قد قدّم هذا الباب لأنه كذا، وأخّر ذاك الفصل لما رأى له من كذا، ولو لم يقدمه لحدث كذا إلى غير ذلك من الاعتصارت على كره، وإدخال الجمل في سمِّ الخياط.

ليس هذا من باب تكلف أو انتحال الأعذار الواهية كما تحسب ..
بل هو غاية في العقل والحكمة ..
وفيه تقوية الشعور بمعية الله واستجابة الله في علوه لخلقه وقربه منهم ..
تخيل أن يسأل هذا الصحابي سؤالاً أو يستدرك استدراكًا فيأتي القول من السماء جوابًا له ويثبت في قرآن تتلوه الأجيال إلى يوم الساعة ..
فهذا أمرٌ نزل تقويةً وتثبيتًا لقوم تجردوا لله تعالى ووهبوا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله ..
وهذا الأعمى الذي جاء يسأل عن نصيبه في الجهاد في سبيل الله ، فنزل الوحي سريعًا ليعفيه ويطيب خاطره ويكرمه ..
لا أتوقع منك أن تتفهم أو تتعاطف مع هذه المعاني ، لكنها فعلاً جزءٌ من خطة الله تعالى ..
ولله تبارك وتعالى رحماتٌ ونفحاتٌ يصيب بها من يستحقها من عباده المخبتين ..
والله الموفق .

د. هشام عزمي
11-07-2011, 10:48 PM
بل القياس الصحيح هو:
كأن يعرض أستاذ مسألة ثم يقابله التلميذ باعتراض يقدح في عموم تلك المسألة فيتدارك الأستاذ ذلك العموم باستثناء، كان ذلك التلميذ سببا في تذكيره به
وهذا ما أراه قدحا في الأستاذ وعلمه بحيث ترك ثغرة ومدخلا في مسألته، وأنه لو كان كفؤا لذكر الاستثناء من دون سبب، وهو ما يثبت جدارته وإحاطته بالمسألة، وهو ما يورث الثقة أيضا في نفس التلميذ باستاذه
وهذا ما كنت أعيبه كثيرا في أساتذتي فكثيرا ما كانوا يوردون المسائل، وعندما انبههم على بعض الاستثناءات والاستطرادات التي نسُوها، تداركوها، بل يعجزون عنها أحياناً
واستدلالك بأسئلة الصحابة وأسباب النزول وإن كان فيها نوع دليل أيضا على ما أرمي إليه، إلا أن تلك الأسئلة قد كانت ابتداء وليست اعتراضا كحالتنا هذه

أنت تصوغ القياس الذي يوافق رأيك ، ولا تناقش القياس الذي قدمته لك ..
وكاني أقول لك نقيس الفهد على النمر ، فتقول بل نقيسه على القطة ..!
لا مغزى لضرب مثل مخالف طالما أنا ذكرت لك مثالاً واضحًا صحيحًا على مفهومي الذي أبغي إيصاله ..
ونحن ناقش المفهوم - ونضرب له الأمثال - وليس المثال ..
أما كون أسئلة الصحابة ابتداءً أو استدراكًا أو اعتراضًا فهي تخضع لنفس القاعدة ..
ولا مغزى للتفريق بينها من هذا الوجه ..
وما الفرق إذن بين هذه الصورة وصورة العبد يتوجه إلى ربه بأن يرزقه بالولد ..
فإذا رزقه الولد وخرج إلى الوجود عليلاً أو خديجًا ، دعا الرجل ربه ليشفيه ، فشفاه وعافاه ..؟
ألا ترى هذا كله في إطار خطة الله تعالى ليظل العبد متعلقًا بربه يسأله ويعطيه مرة بعد مرة ..؟
كذلك كان الصحابة - هذا الجيل الفريد - يجيب الله أسئلتهم ويستجيب لاستدراكاتهم وتنزل عليهم الآيات لتشرح صدورهم وتطرب لها قلوبهم العامرة بالإيمان ..
فضل الله يؤتيه من يستحقه من عباده المقربين ..

thinkdeep
11-07-2011, 10:50 PM
ترى في ذلك قدحا في علم الأستاذ ..
لأنه غاب عنك أنه ليس من الحكمة ذكر القاعدة وكل استثناءاتها منذ البداية. بل لابد أن تترسخ القاعدة العامة قبل أن يدرس التلميذ استثناءاتها
وليس من الحكمة أن يسرد المدرس على تلاميذه قائمة من الاستثناءات دون أن يضعهم أو يطلب منهم حل مشكلات متعلقة بأمثلة تطبيقية.
وبناء على تلك الأمثلة الواقعية يمكنهم القياس في المستقبل متى واجهوا حالات جديدة.

كما أنه ليس من الحكمة أن تُذكَر القاعدة العامة، ثم لا يُذكرُ الاستثناء إلاّ إذا أورده التلميذ كاعتراض بسببٍ، فإن اعترضوا له، وإلّافسيترك التلاميذ وجهلَهم
وهذا مخالف أيضا لقاعدة "تأخير البيان عن وقت الحاجة ممتنع"، فماذا إن كان تأخيرا معتمدا على ورود سبب أو عدمه.


إذاً أنت تعيب على كل مدرسي العالم!

نعم، أعيبهم عيب نقص، وليس عيب ذمّ، لأن طبيعتهم تفرض ذلك بحكم أنهم بشر
ولكن هذا ما أنفيه عن إله بمثل هذا العلم
وإذا كانت هذه صفة نقص في مخلوق فنفيها في حق خالق أولى.
ولهذا اقترحت على أخي الدكتور هشام الامتناع عن مثل هذه الأقيسة لأن الجزم والقطع فيها محال وفيها مآخذ ومداخل.
وأن يرد بقواعد عامة كلية ...
مثلا كإقراره أن النسخ قد يقتضي البداء....

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-07-2011, 11:04 PM
حدثنا أبو مريم قال : يقال إن مسحراتيا كان يأمر مساعده بأن يطبل فى بعض الشوارع على أن يطبل هو فى شارع آخر فأخطأ المساعد وطبل فى نفس الشارع الذى طبل فيه الزعيم فقال له لقد طبلت فى المطبل ههههههههه
نحن هنا نطبل فى دماغ الملاحدة المطّبّلة

عبد الواحد
11-07-2011, 11:18 PM
كما أنه ليس من الحكمة أن تُذكَر القاعدة العامة، ثم لا يُذكرُ الاستثناء إلاّ إذا أورده التلميذ كاعتراض بسببٍ، فإن اعترضوا له، وإلّافسيترك التلاميذ وجهلَهم
الزميل thinkdeep الاسباب التي ستدفع الصحابي للسؤال.. كلها في يد الخالق.
ولو وضع الاستاذ تلاميذه في موقف يضطرهم الى السؤال.. فلن يُتركوا وجهلهم كما تقول
ثم أن الغاية من التعليم ليست سرد كل الحالات.. بل تعليم الطالب منهج التعامل مع الحالات الخاصة.
وتكفي بعض الأمثلة ليقيس عليها بعد ذلك.

وهذا مخالف أيضا لقاعدة "تأخير البيان عن وقت الحاجة ممتنع"، فماذا إن كان تأخيرا معتمدا على ورود سبب أو عدمه.
(ورود السبب من عدمه) لا يخرج عن إرادة الله.

نعم، أعيبهم عيب نقص، وليس عيب ذمّ، لأن طبيعتهم تفرض ذلك بحكم أنهم بشر
ولكن هذا ما أنفيه عن إله بمثل هذا العلم
وإذا كانت هذه صفة نقص في مخلوق فنفيها في حق خالق أولى.
بنيتَ اعتراضك على (عدم امتلاك الاستاذ للأسباب التي تحكم حاضر ومستقبل التلاميذ)
وهذه صفة نقص لو نفيتها عن المخلوق.. تنتفي عنه أيضا شبهتك.

متروي
11-07-2011, 11:20 PM
الزميل اللاديني بدأ موضوعه بالقول أن النسخ يقتضي البداء ثم بعد ردود الإخوة عليه تراجع و قال أن النسخ قد يقتضي و قد لا يقتضي و المفروض أن موضوعه إنتهى هنا لكنه واصل و تمسك ببعض الأمثلة فتم الرد عليها جميعا برد منطقي يقبله كل عاقل فلا أدري ماذا بقي للجواب عليه ؟؟؟
فالله عز وجل أراد أن ينزل أياته في أوقات محددة و ظروف محددة فما هو المانع العقلي لهذا ؟؟؟

thinkdeep
11-07-2011, 11:21 PM
أنا لا احتاج أن أنقضه ؛ لأنك لم تثبته ..
ومعنى كلامك أنه طالما هناك احتمال وقوع البداء ، إذن فالقرآن ليس من عند الله ..
فيكون الاستنتاج مبنيًا على انعدام الدليل أو احتماله ..
فهل هذا منطق سليم للتفكير أصلاً ..؟
ومعنى كلامك أيضا أنه طالما هناك احتمال لوجود الحكمة من النسخ وعدم وقوع البداء، (وهذا ما ألمسه في قولك لا يلزم من عدم العلم بالحكمة عدم وجودها)، إذن فالقرآن من عند الله
مع أن ظاهر ملابسات النسخ السابق لا يثبت الحكمة بحال، بما هو دليل نقصٍ كما أسلفنا عند قياسنا على حالة الأستاذ.
فأنت تبني أيضا استنتاجك على انعدام دليل واحتماله فقط.
وهذا ليس منطقا سليما للتفكير أيضا.
وأي الفريقين أولى بالدليل؟ النافي في هذه المسألة أم المُثبت؟

thinkdeep
11-07-2011, 11:39 PM
الزميل اللاديني بدأ موضوعه بالقول أن النسخ يقتضي البداء ثم بعد ردود الإخوة عليه تراجع و قال أن النسخ قد يقتضي و قد لا يقتضي و المفروض أن موضوعه إنتهى
بدأت موضوعي بصيغة الاستفهام وقلت هل النسخ يقتضي البداء؟
وأنتم من كان جوابكم الأول أنه لا يقتضي ..
ثم بعد الردود تراجعتم وقلتم أنه قد يقتضي، فلا ترمِ النا س بما ليس فيهم
ولو كنت تابعت المناظرة لوفرت علينا عناء الرد عليك

متروي
11-07-2011, 11:43 PM
يا عم أنت تخلط خلطا عجيبا فأنت تقول أننا نستدل على كون القرآن من عند الله بقضية النسخ هذه ؟؟؟ و موضوعنا إنما هو نفي قضيتك التي تجعل من النسخ بداءا ؟؟؟ أما أدلتنا على كون القرآن من عند الله فأكثر من أن تحصى و ليس هذا موضوعنا ؟؟؟؟

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-07-2011, 11:56 PM
وبفرض تصديق هذا الكلام
فيمكننا أن نقول أن
- ما هي الآية التي كانت مثبتة في القرآن الموجود في السماء الآية الناسخة وهي غير أولي الضرر أم المنسوخة (التي بدونها)، أم هما معا؟
- ومعناه أن جبريل أنزل الآية الأولى ثم دفع الله ابن أم مكتوم (بقدَرِه الأزلي، وخلقِه لأفعال الناس) للاعتراض على الحكم فأنزل جبريل الآية الثانية
يقول الحافظ ابن حجر" كأن يقال للملك إن عمر فلان مائة عام إن وصل رحمه وستون إن قطعها وقد سبق في علم الله أنه يصل أو يقطع فالذي في علم الله لا يتقدم ولا يتأخر والذي في علم الملك هو الذي يمكن فيه الزيادة والنقص واليه الإشارة بقوله تعالى" يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب" فالمحو الإثبات بالنسبة لما في علم الملك وما في ام الكتاب هو الذي في علم الله فلا محو فيه ألبتة ويقال له القضاء المبرم ويقال للأول القضاء المعلق" فتح الباري(10-430

قضاء الله نوعان
قضاء مبرم، وهو القدر الأزلي، وهذا لا يتغير.

وقضاء معلق، وهو الذي في الصحف التي في أيدي الملائكة، فإنه يقال: اكتبوا عمر فلان إن لم يتصدق كذا، وإن تصدق فهو كذا. وفي علم الله وقدره الأزلي أنه سيتصدق أولا يتصدق، فهذا النوع من القدر ينفع فيه الدعاء والصدقة لأنه معلق عليهما، وهو المراد بقوله تعالى: لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ {الرعد:38-39}. وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم: لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر. رواه الترمذي وحسنه، وحسنه الألباني.


ولو دبروا لها وساسوا لها ما ساسوا من باب (وعين الرِّضا عن كل عيبٍ كليلة)
يا رجل قلعطتنا تظلش تسبسب ، يعني والله في الحقيقة بغض النظر عن لادينيتك لماذا أنت شايف حالك لهذه الدرجة تنصح وتأمر وتخصص وتعمم !!

د. هشام عزمي
11-08-2011, 12:05 AM
ومعنى كلامك أيضا أنه طالما هناك احتمال لوجود الحكمة من النسخ وعدم وقوع البداء، (وهذا ما ألمسه في قولك لا يلزم من عدم العلم بالحكمة عدم وجودها)، إذن فالقرآن من عند الله
مع أن ظاهر ملابسات النسخ السابق لا يثبت الحكمة بحال، بما هو دليل نقصٍ كما أسلفنا عند قياسنا على حالة الأستاذ.
فأنت تبني أيضا استنتاجك على انعدام دليل واحتماله فقط.
وهذا ليس منطقا سليما للتفكير أيضا.
وأي الفريقين أولى بالدليل؟ النافي في هذه المسألة أم المُثبت؟

أنا لا أبني اعتقادي في كون القرآن من عند الله على وقوع النسخ من عدمه ..
أنت الذي تعترض وتسعى لإثبات أن وقوع النسخ ينفي إلهية مصدر القرآن ..
فإذا كان النسخ لا يصح كاعتراض ، فأنا أتمسك بموقفي المبدئي بأنه من عند الله يا زميلي ..
وأدلتنا على كون القرآن من عند الله كثيرة بثيرة ، ولا تتوقف على مسألتنا هذه ..

وأنت المعترض ، وأنت المطالب بأن يكون اعتراضك في محله ..
لأننا لم نقل إن النسخ هو الدليل على كون القرآن من عند الله حتى نحتاج أن نثبت شيئًا من ورائه ..
بل أنت الذي قررت أن النسخ يقتضي البداء وبالتالي فلا يمكن أن يكون القرآن من عند الله ..
فإذا ثبت أنه لا يقتضي البداء إلا على سبيل الاحتمال ، فلا يصلح أن يكون دليلاً ..
لأن الدليل هو الذي يؤدي إلى مدلوله على سبيل الجزم والقطع لا الاحتمال ..
وإذا لم يصلح النسخ أن يكون دليلاً على عدم ألهية مصدر القرآن ، انتفى اعتراضك ..
والحمد لله رب العالمين ..

thinkdeep
11-08-2011, 12:45 AM
المهم في الأخير أنه لا دليل عليكم في إثبات الحكمة من النص المستشكل إلاّ الظن
فنحن إذن متقابلان في الاحتمالين الواردين (ليس على كل القرآن، بل على الآيات المستشكلة فقط)
ومن قال أن الحكمة هي التعاطف والترافق بأولي الضرر
قلنا أنه من تمام الحكمة أن لا يعمّيهم أصلا
بل من تمام الحكمة أن لا يفرض الجهاد أصلا مع قيام اسباب انتشار الإسلام في غيره، لأن في ذلك سفكًا للدماء، كما أن مسوغات قيام الجهاد اليوم مختلف فيها بين المسلمين بشدة.
وهو ما عانى الناس من نتائجه اليوم وقُتّلوا وشُردوا وعُذبوا واغتُصبوا، ..... ولا يستجاب لتضرعاتهم ولا لزفراتهم، فيموت الرضيع جوعا بين يدي أمه وهي تقلبه ونفسه تتقعقع أمامها
مع قوله "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" وما زال الخطباء على المنابر يدعون ولا شيء
كما أن الحس والواقع الكوني يشهد بغير التعاطف والرفق بهم،
ولماذا يتعارض ويتصادم شرع الله مع كونه؟
أعرف أن الرد سيكون
من أنت لتُري الله حكمته؟ و قد يكون استأثر بحكمة لا تعلمها أنت ..
فهذا هو ما أسلفتم من بناء الاستنتاج (في هذه الآية) على مجرد الظن.
ولأنه إن هُدمت آية واحدة أو اثنتان ، بل ما يعادل سورتين من الطوال من المصحف كما في حديث أُبَيّ وأبي موسى الأشعري في صحيح مُسلم، هُدم الجميع باعتبار نصوص أخرى تدل على امتناع ذلك.
بل تهافت الكثير من الشبه العقلية والعلمية الحديثة على الدين بحيث مازال الدين يرقع وغيره يشق حتى اتسع الشقّ على الراقع. بما لا يدع مجالا ليقينٍ ولا وازع ولا رادع.
وكثير من المسائل لم يجب عليّ فيها..
وكم هو سهل الادّعاء ..
قد اشترطتُ أن تكون المناظرة فردية ورضيتم بذلك، ثم جعلتم تحشرون أنفسكم، ولما اعترضت، جعلتم تتهمون الناس بأنهم جعلوا أنفسهم ناصحين وآمرين ومخصصين ومعممين......
مشكورٌ أخي هشام

والسلام

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-08-2011, 01:18 AM
حنانيك يا think deep ، ربما نحن أخطأنا بالدخول في الحوار بعد شرطك خروجنا منه وهذا اعتراف مني على هذا الخطأ فأرجو منك أن تعذرنا ولا تعيرنا ...
النصر الموهوم واتساع الرقع على الراقع ومسائل لم تُجب فيها هو من الألفاظ المكررة كثيراً هنا من قبلكم وأحسبها مائتي لفظة أو تزيد ، ونور الحق لن ترده العبارات المؤثرة كحجر دحرجته من علٍ فارتطم فأحدث صوتاً فيحسبه السامع شيئاً وليس بشئ ...
القضية محسومة كما رأينا ، ولو شئت المناظرة في غير ما موضوع فلك أن تجعل الحوار ثنائياً وتشترط لذلك وتطالب بحذف المداخلات الخارجية من غير محاورك ...

د. هشام عزمي
11-08-2011, 01:31 AM
أمرك عجيب ..
تسوق الاعتراض وتعرف جوابه ، لكنه لا يرضيك مع صحته عقلاً ..
صدق من قال إن الإنصاف عزيز ..

وحكمة الله واسعة ، وهو يبتلي الناس في هذه الدنيا لأنها دار ابتلاء وامتحان ..
وهو كما يبتليهم بالعمى والأمراض والأسقام ، يبتليهم بالشهوات والأهواء ..
ويبتليهم بأعدائهم الذين يضطهدونهم ويحاربونهم ويقاتلونهم ..
وهو يمتحنهم بهذا ليعلم منهم المجاهدين والصابرين والشاكرين ، وقد سقت أنت نفسك الآيات فيها هذا ..
كقوله تعالى {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} ..
وما الدنيا إلا مزرعة الآخرة ، فليست أسقام الدنيا وآلامها نهاية مطاف الإنسان ..
وأمر المؤمن كله خير : إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له ..
وليس ذلك إلا للمؤمن يقدم يوم القيامة وقد جاهد وصبر وشكر فيتبؤا مكانه في جنة النعيم ..
وهذا من تمام إنعام الله على المؤمن ..
يبتليه حتى يبلغ هذه المكانة العالية التي لم يكن ببالغها إلا بجهاده وصبره أمام الابتلاء والامتحان في الدنيا ..
هذه هي حكمة الله البالغة يا زميلي ، فهل ترى في حكمته من قصور ..؟!

thinkdeep
11-11-2011, 07:12 PM
هـل النسخ يقتضي البداء ..؟
هذا أصل شُبهتك المنقولة (http://www.haqeqah.com/showthread.php?mode=hybrid&t=102579) , وهي للعلم شُبهة نصرانية لو زُرتَ أحد المُنتديات الإسلاميـة المُتخصصة في الرد على النصارى لوجدت حُراس هذا الدين قد قتلوها وقُبرت تحت رُكام المواضيع , ولكن ( إلنا نصيب نشوفك ) ..!

لمّا يقترن التهافت والظنّ على الخصم مع الغمط، وأسلوب الحطّ، مع الإصرار على أن اللادينية أو الإلحاد لا يكونان إلا نتيجة عن عدم إلمام بأصول الشريعة، وأنهم مجرد جهَلة دجَلة سفَلة ونَقَلة لشتات الشبه من هنا وهناك.
لن نجد أفضل مما ردت به الأخت المسلمة الكريمة وأمضت فيه وقتًا ليس باليسير من البحث والتنقيب.
ويا له من بحث واستتباع، فما فعلته هو أنها عمدت إلى شريط المُقوقِل الحبيب، ونسخت عنوان المحاضرة فيه، وجاءت النتيجة أن ناسوخًا رادودًا، لا يجد إلا جهدَه لنقل جميع الشُّبه من منتداكم إلى منتداه
قد نسخ المناظرة بمضمونها وعنوانها وأصلها.

"وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا"
فقال


واعتقد ان العكس هو الذي حدث وهو ان ذلك العضو نقل من الزميل اللاديني
وهذا العضو رأيته منذ فترة ينقل كل المواضيع المكتوبة في منتدى التوحيد بحذافيرها حتى وان كانت سؤال حتى حسبت انه برنامج :)
انظري هذه الصفحة وانظري للمواضيع واترك لك التعليق
http://www.haqeqah.com/forumdisplay.php?f=27
فقط اردت تصحيح هذه النقطة

ولن نُعدم المُنصفين أبدًا .
فأقول إذن :
1- ألم تعلمي أن النسخ يُعرف بالزمان، قال كَمَالُ الدين الشمُنّي في نظمه للنُّخبة:
فإن يكُن عارَضه مُماثِلُهْ ........... والجمعُ ممكنٌ لِمَن يُحاوِلُهْ
فسَمِّه مُختلِفَ الأخبارِ ............. وإن تعذَّرَ على الأحبارِ
الجَمْعُ لكن عُلِمَ التاريخُ ............ فالمتقدِّمُ هُو المنسوخُ
فلو قارنت بين تاريخي الموضوعين لعلمتِ أن موضوعي هو المنسوخ منه.
2- نفسي أحقر عندي من أن ينقل عني أحد مثل ذلك الموضوع، والذي كان عن بحثٍ مني مستعينًا فيه بإصدار من المكتبة الشاملة، ولعلمك أنه أول مشاركة لي بموضوع مستقل في منتدىً على الإطلاق، ولك أن تصدّقي أو تكذبي فأنا لا أهتمّ، (وقد ترون أنه استصعب علي الاقتباس التراكمي المتعدد في بداية الحوار فقد كنت أجهل كيفيته )..:sm_smile:
3- تتهمون الناس بالكبر وحب الظهور، فهلاّ شققتم عن عقولهم لإصدار مثل تلك الأحكام عليهم، بل أرى أن الأولى بالكبر هو من يغمط ويستحقر ويستنقص ويستسقط ويزدري غيره، فلولا أنه يظن في نفسه ويحسب أن له الأثرة بالحق، وأن غيره على الباطل المحض الصِّرف، لَما فعل ذلك..... واستدلالك على ذلك بقولي للأخ الكريم عبد الواحد: (أرى أن الدكتور هشام وكَل إليك أن تنبري لهذه المناظرة) فكان ردي عليه هكذا من باب التهكم و "إنّ لصاحب الحق لمقالاً" لإنه نقض الشرط بأن المناظرة ستكون ثُنائية.... ولو كبّد نفسه عناء متابعتها من أولها لعلم ذلك..وألتمس له آلاف الأعذار على ذلك.
4- ورغم ذلك أقف وقفة المنصف أمام استنتاجاتك أيتها الأخت المسلمة، فلطالما كان في نفسي شيء من حديث "ما رأيت من ناقصات عقل ودين، أذهب للب الرجل الحازم، من إحداكن"
بل على العكس أرى منك إلمامًا عامًّا وفهمًا تامًّا لمقصودي من تلك المناظرة، وهذا هو ملخّصها بشكل عام واستقصائيّ


http://img104.herosh.com/2011/11/11/276198361.png (http://www.herosh.com)




هذا المخطط قد استوحيتُه من حديث شبّه فيه الإنسان وأمله في الحياة بالمربع والخط الخارج منه... وخطوط أخرى معترضة عليه وهي ما يعرض عليه من أخطار مهلكة مميتة .. فإذا إخطأه هذا نهشه هذا.
وهكذا حال العقائد الدينية
فالخط الوسط هو خط الإيمان والعقيدة، والخطوط المعترضة من الأسفل هي ما واجهته من إشكالاتٍ واعتراضاتٍ وقوادحَ وهي مُفعمة بالنفي. فكان طريق الاثبات شاقًّا .....
-فالمرحلة الأولى هي إثبات وجود الله، وقد صالوا في ذلك مع الفلاسفة والملاحدة وجالوا.
-والثانية إثبات الحكمة له وهو ما حمي بينهم وبين المعتزلة والقدرية من وطيس . فاستنفذوا جهدهم في الرد عليهم، ومن ذلك كتاب "شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل" لابن القيم... وانظر المناظرة فيه بين القدري والسنّي وانظر إلى الإنصاف فيها..
فلا شك في اعتراض القدر على الحكمة.
-والثالثة نفي البداء على الله، وهو ما كنا بصدده من مناظرة، وهو ما أثبته الرافضة فإنهم لمّا رأوا ما يثبت البداء في النصوص قالوا إنما هو من الله فأثبتوه له. وشتان بين شُبهتهِم والشبهة التي أوردتها.

فقد كانت المحاورة والمناظرة عن البداء والنسخ غايتُها سهلة يسيرة واستنتاجها هو:
- اتفق المتحاوران أن الله موجود (فرَضًا من جهتي، وتسليمًا من جهته)
- اتفقا أن البداء وحدُوث العلم في حقه مستحيل لأن الكمال في العلم من صفاته.
- وأن البداء في حقّ البشر كائنٌ لا محالة.
فإذا ثبت البداء في النصوص والأحكام (من جهة النسخ) فإن النصوص بشرية وليست إلهية..... يا لليُسر.

فكان الرد هو نفيكم البداءَ في النصوص، ... (بل يا حسرتاه!! .. نفيتم البداء عن البشر في أول الأمر بأدلة استثنائية كالطبيب والرياضي و........)
وكيف نفيتم البداء في النصوص؟...... بإثبات الحكمة من النسخ؟.....
ولما نفيتُ الحكمة عن النّسخ بل قلتُ أن الواضح منها ضدّ الحكمة وهو اللهو والعبث (من جهة الكمال)..؟
ما كان لكم إلا أن تثبتوا ما لسنا بصدده من الأدلة والبراهين على أن القرآن من وحي إلهي...(مع أن الآية المستشكلة هي من القرآن)
وهذا ما أرادت الوصول إليه الأخت المسلمة فقالت:


النسخ واقع ولايقتضي البداء أبداً والبون بينهما شاسع لكل مطلع , فعليك أن تفتح الآن شريطاً واضحاً صريحاً في ( صحة الرسالة المحمدية وأن القُرآن من عند الله تعالى ) ,وهذا هو المحك ..فهل ستتقدم ..؟؟

هو المحكّ فعلاً، فهو ما بقي للدين من رَمَق.
كان هذا عنوان موضوعك "مناظرة بدون مناظر يا أيها الزميل thinkdeep"
وها أنا ذا thinkdeep قد تقدمت للمناظرة متواضعًا ، فأنا أمام مُناقشة ما أسفر عنه أربعة عشر قرنًا من الصّنعة الدينية والحبكة الإيمانية.

ولا أنسى أن الزميل الفاضل د.هشام عزمي قد علم ما أريده فقال.


وأدلتنا على كون القرآن من عند الله كثيرة بثيرة ، ولا تتوقف على مسألتنا هذه ..

فلا حاجة لكِ في الموضوع من الأصل، ولو تُركنا لِحالنا كما اشترطنا لكان خيرًا للجميع.



.

مراقب 4
11-12-2011, 12:51 AM
المشاركة هنا مقتصرة على طلبة العلم والمحاورين منعًا لإطالة الموضوع.

عمرو بسيوني
11-12-2011, 01:28 AM
لا أعتقد أن ما سبق من محاورة كان شيئا أقل من المناظرة ، اللهم إلا إن كان الضيف يتمثل تصورا معينا للمناظرة بوضع خاص له إجراءات محددة .

وكما أن هذا ليس لازما في نفسه للوصول إلى الحق ، فإنه كذلك ليس في نفسه مما يتوقف عليه الحق بيانا وعرضا .

فإن كان عنده حجة بينة فليدل بها ، وإن كان لديه إشكال محدد فليتفضل بطرحه في جملة مفيدة معتصرة ، فإن هذا مما يساعد على الفهم ، ويمنع من التشتيت .

متروي
11-12-2011, 02:04 AM
لا اعرف لما أعدت الكلام عن الموضوع هنا و قد إنتهى هناك ؟؟؟ و لا أظن أن مراقب 4 إطلع على الموضوع السابق و إلا فلا معنى لإعادته هنا و قد حسم هناك ؟؟؟ و يبدو أن اللاديني ممن لا يعترفون بالحق و صعب عليه الهزيمة في أول موضوع له ؟؟؟
أما قوله أننا نفينا البداء حتى عن البشر فكذب صريح فمثال الطبيب الذي ذكرناه لم يكن هدفه نفي البداء و إنما هدفه إثبات أن النسخ غير مرتبط بالبداء فالطبيب يغير دواء المريض حسب تطور المرض دون أن يبدو له جديدا أثناء التطور و إنما كان يعرف مراحل التطور جيدا و مراحل تبديل الدواء من أول يوم فلا أعرف كيف يقول الزميل اللاديني مثل هذا الكلام و الشريط موجود ؟؟؟
بل الزميل اللاديني كان يتكلم في وادي أخر غير موضوع المناظرة فكان يستدل علينا بأننا نقول أن النسخ هو دليلنا على صحة القرآن و لم يقل أحد منا هذا فكلامنا واضح جلي فالتوراة أنزلها الله دفعة واحدة و القرآن أنزله الله منجما و أدلتنا على صحة التوراة و صحة القرآن ليست طريقة التنزيل و إنما التنزيل ذاته لكن الزميل اللاديني لم يستوعب هذا بعد ..

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-12-2011, 02:11 AM
تحية لشيخنا الدكتور عمرو بسيوني صاحب شرح سلم المنطق ونحن نحبك في الله شيخنا

thinkdeep
11-12-2011, 12:02 PM
لا أعتقد أن ما سبق من محاورة كان شيئا أقل من المناظرة ، اللهم إلا إن كان الضيف يتمثل تصورا معينا للمناظرة بوضع خاص له إجراءات محددة .

وكما أن هذا ليس لازما في نفسه للوصول إلى الحق ، فإنه كذلك ليس في نفسه مما يتوقف عليه الحق بيانا وعرضا .

فإن كان عنده حجة بينة فليدل بها ، وإن كان لديه إشكال محدد فليتفضل بطرحه في جملة مفيدة معتصرة ، فإن هذا مما يساعد على الفهم ، ويمنع من التشتيت .

لك الحق أيها الأستاذ الكريم الدكتور عمرو بسيوني

أريد بيان أن موضوع المحاورة هنا مغاير للأولى، بل كانت نتيجة عنها.
وهي هل القرآن من وحي إلهي؟، كما اقترحت ذلك الأخت المُسلمة الكريمة
وأسباب هذه المحاورة واضحة، ولنُبينها على آية "غير أولى الضرر" التي كانت صالحة، لتظهر أن أمارات البداء فيها كانت ##.(حاول أن تحاور بأدب ويمكنك أن تستعمل عبارات توصل مرادك دون هذه اللهجة-متابعة إشرافية)
- أن نبي الإسلام ذكر الآية الأولى من عند نفسه فقال: "لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"
- نَسِيَ وغفل أن يستثنيَ العُميَ، وسائر أولي الضرر من الجهاد فهم لا يستطيعونه (بحكم بَشَرِيَّته)
- اعترض عليه ابن أم مكتوم وعبد الله بن جحش الضريرين بعاهتهما
- فاستدرك الآية باستثنائهم من جديد لمِا بدا له من العلم ،كان اعتراض الضريرين سببا فيه، وبعد أن غشيته سكينة التفكير وأمنة التخمين، أدرج ثلاث كلِمات فيها فقال "لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"
فأنا لا أرى أي خلل منطقي في إثبات البداء هنا، وفي النّصوص الأخرى التي أوردتها، إلاّ باعتبار أن القرآن من وحي إلهيٍّ، فهو لا يجوز فيه البداء بشكل بديهيٍّ.
فإذا أثبتنا أنه من وحي إلهيّ أوّلاً، جاز لنا بعدها أن نتحدث عن الحكمة من النّسخ وغيرها من التبِعات.
وهذا ما ستثبتونه الآن، فهلا اتفقنا على حدود عامة واستقصاءات أصلية وقواعد كلية ، وجماع الدليل والبرهان والبيان على ما يُثبت إلهية القُرآن.
أما أنا فاقترح (من باب الاقتراح فقط) أسلوب التخلية ثم التحلية وهي الأدلة التي تدور حول النفي ثم الإثبات.
وكما قيل "أثبت العرش ثم انقش"
- فأول الأمرين نفي النّقص عنه الذي هو التناقض في نفسه ومع الواقع والحس والعقل والمنطق والتاريخ. وهي ما تُسمُّونه شُبَهًا وهي في الحقيقية حقائقُ...
- والثاني إثبات الإلهية فيه بالأدلة الموجَبة وهي ما اصطلحتم عليه باسم الإعجاز...
فلنبدأ بالأصل الأول وما ينضوي تحته من أصول تنطوي تحتها فروعٌ أُخَرُ.

.

عمرو بسيوني
11-12-2011, 12:29 PM
جزاكم الله خيرا ، وأحب أن أنوه أنني لست دكتورَ ، وإنما أنا طالب علم أتلمس طريقي .

وأرى أن قضية مثل ( هل القرآن وحي إلهي ) قضية كبيرة جدا أن تستوعبها محاورة ، بل هذا أشبه بالمحاورات الدعائية التي تكون في بعض التلفزات ، والتي لا تتسم بالعلمية والموضوعية بطبيعة الحال .

نعم ، قد تكون هذه القضية نتيجة لمحاورة جزئية ، لكن أن تكون هي رأس الموضوع دون تحديد العناصر التي تناقش في ضوئها تلك القضية = فهذا غلط .

الموضوع عن ( النسخ وعلاقته بالبداء )

النسخ تدور مادته الدلالية على معنى ( التغيير ) .

فالمبحث الأول الذي يجب أن ندلف منه إلى سؤالك :

ـ هل التغيير في الكلام ( مطلقا ـ للخالق أو المخلوق ) يقتضي البداء ؟

thinkdeep
11-12-2011, 01:49 PM
لا شك أن ما لقضية إثبات إلاهية القرآن من شجُون، وما ينبغي لمحاورها من باع في العلوم والفنون (والخرق بيننا وبين ذلك شاسع البون)، ما لا تحتمله مناظرة، ولابد له من طول محاورة ومناورة،
كنت أريد أن نبسط الكلام عن التناقض وحدِّه، ونتخاطر عن بعض ما أورده ابن تيمية في كتابه "درءُ تعارض العقل والنقل" من أصول وفصول لترجيح أيِّهما على الآخر: المعقول أم المنقول ؟...
لكن طلبك للاقتصار على مسألة تعلق النسخ (التغيير) بالبداء مقبول..
فأنا أرى أن إثباتي للعلاقة بين التغيير في الكلام والأحكام والبداء لكم، هو من جنس ما كانت قناة سبايستون تبثه من برنامج يدعى "الرابط العجيب"
وقد كان فيه ما هو الرابط بين المِنجل والحليب.
هو أن المِنجل يحشُّ الكلأ، والكلأ تأكله العنزة، والعنزة تدرُّ اللبنَ والحليب.
مع أن الرابط بين التغيير في الكلام والأحكام وبين البداء في العلم واضح بيِّن جلِيٌّ لكلّ ذي عينين.

هل التغيير في الكلام والأحكام (مطلقا) لا يقتضي البداء وحدوث العلم ؟ بل يقتضي.. (صحيح).
هل التغيير في الكلام والأحكام (مطلقا) يقتضي البداء وحدوث العلم ؟ لا يقتضي.. (صحيح).

فالإطلاق هنا إذن يتنازع مادتين ويتجاذب احتمالين.
أن التغيير في الكلام والأحكام قد يقتضي البداء وقد لا يقتضيه...
ماذا بعد العقل والمنطق إلا الجُنون..
أنا أعجب من إنكار هذا كل العجب وأقف مبهوتًا قائلاً: ماذا دهى الناس وعقولَهم.
وإذا كان نفي العلاقة بينهما بهذه السهولة الإنكارية الهزيلة
فلماذا خاض في مثل هذه المسألة الخائضون، وشمر عن سواعدهم السالكون، واستنفذوا فيها الوسع واستفرغوا فيها الوقت.
بين فلاسفة ومعتزلة وقدرية وسنة وروافض .

أبو القـاسم
11-12-2011, 02:21 PM
ونتخاطر عن بعض ما أورده ابن تيمية في كتابه "درءُ تعارض العقل والنقل"
همسة فنية: يحبذ أن تكف عن عرض العضلات العلمية "الزائفة بطبيعة الحال"بذكر أسماء أهل العلم بداعٍ وغير داعٍ لتوحي للناس أنك جذيلها المحكك وعذيقها المرجب ,الذي لم يكفر إلا عن علم! ..فهذه لعبة سخيفة ومكشوفة لا تليق في هذا المقام...

عمرو بسيوني
11-12-2011, 03:10 PM
هل التغيير في الكلام والأحكام (مطلقا) لا يقتضي البداء وحدوث العلم ؟ بل يقتضي.. (صحيح).
هل التغيير في الكلام والأحكام (مطلقا) يقتضي البداء وحدوث العلم ؟ لا يقتضي.. (صحيح).



صغ إجابة في جملة واحدة .

thinkdeep
11-12-2011, 03:20 PM
الجملة الواحدة هي:
أن التغيير في الكلام والأحكام (مطلقا) قد يكون لِبداءٍ وحدوث علم، وقد لا يكون لبداء، بل لعلمٍ سابق
ولا منزلة ثالثة بين المنزلتين.

عمرو بسيوني
11-12-2011, 03:23 PM
الجملة الواحدة هي:
أن التغيير في الكلام والأحكام (مطلقا) قد يكون لِبداءٍ وحدوث علم، وقد لا يكون لبداء، بل لعلمٍ سابق
.[/size]

جيد .

النتيجة الأولي للحوار :
*التغيير في الكلام لا يقتضي البداء .

المرحلة التالية :
ـ هل هناك حد منضبط لما يلزم فيه أن يكون التغيير بداءً ، وما لا يلزم فيه ؟

thinkdeep
11-12-2011, 05:44 PM
الحد هو الأصل في الشيء
فإن الحس والواقع والعلم الضروري كعلمنا أن النار حارقة وأن الجزء أصغر من الكل
يشهد أن الأصل في طبيعة البشر هو أن جميع ما يكون منهم من حركة وسكنة لا يكون سببه إلا لعلم حادث وبداء يعرض لهم
والدّليل أن تغيير الكلام يكون لِبَداء من محاورتنا هذه:
- لقد أزمعتُ أن تكون المحاورة في "هل القرآن من وحي إلهي؟"...
- اعترضت أنت وارتأينا أن نحجم عن ذلك...
- فغيرت كلامي ونسخته بناء على ما بدا وحدث لي من علم بمقصودك..
- وحتى اعتراضك كان لعدم علم سابق بقصدي من الموضوع الأول ولذلك طلبت بالإفصاح عنه..
- ولما حدث وبدا في علمك لك غايتي من الموضوع عدلت إلى قولك بالإحجام عن المناظرة..
- ولو كنت على علم سابق بمقصودي (ولم تكن كذلك) لبَدَرتني بطلب المواصلة في مسألة النسخ والبداء من أول الأمر دون الحاجة إلى سؤال..
فتأمّل..

وأما مسألة التغيير في الأحكام (النسخ) بناءً على حدوث العِلم والبداء فمثاله أنني كنت عازما البارحة على زيارة صديق، فاتّفَق وفاجأني أن جاءني ضيف قد طرق من سفر بعيد، فعدلت عن حُكمي الأول ولبثتُ مع الضيف اشتغالاً بخدمته وقيامًا بحقّه. ولو علمت قدومه آنِفًا لما أقدمت على العزم الأول من الأصل.
وهكذا فجميع البشر في سائر أحوالهم ونواميس حياتهم لا تكون منهم من حركة ولا سكنة إلا بناء على ما يبدوا ويحدث لهم من علمٍ بسابقاتها. ودوام الحال من المُحال.
ولا أرى أن من قابل هذا بالإنكار، إلاّ مكابرًا باستكبار.
وأما الاحتمال الثاني من تغيير الكلام والأخبار والأحكام في حق البشر أنها لا تكون إلا عن علم سابق وليست لبداء فهو استثناء خارج عن القاعدة العامّةكمثال الطبيب
فهو حتى وإن كان على علم مسبق بمراحل الداء فصَرَف لمريضه الدواء بحسبه
فهو لا يخرج عن حالين
- إما كان ذلك عن خبرة وتمرّس طويلين فلاحظ تكرّر ذلك التسلسل على المرضى فأحدث ذلك له علمًا بذلك التدرّج وما يوافقه من علاج
- وإما أن يكون قد علم ذلك من كتاب أو كلام لطبيب آخر نقل له خبرته
وهكذا جميع الأمثلة الأخرى الخارجة عن القاعدة العامة في البشر.
فالذي نتفق عليه ومع التزام عامل الغلبة العددية أي بجعل الله عددا مع البشر (وهذا ما أثبتته الآية "مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ"
هو أن القاعدة العامة أن النسخ يقتضي البداء، إلا باستثناء الخُبراء.
- أما من جهة الله فأريد نقل هذه النقطة الرائعة البديعة التي ذكرها الشيخ عبد الله الشهري فقال:


كون الله تعالى يبدّل أحكامه وفق المصلحة هو أصل نابع من التزام القول بالحرية الحقيقية - لا الكسبية الأشعرية - التي منحها الباري لخلقه.فلا علاقة للأمر بالبداء، وإنما علاقته الوطيدة هي بطبيعة العلاقة التي "شاء الله" أن تكون بينه وبين خلقه. فالسؤال: هل طبيعة هذه العلاقة تجعل للنسخ معنى أم لا؟ ومقتضى ما سبق أن التشكيك في النسخ يلزم منه التشكيك في حرية إرادة الآدمي، إذ لا حاجة للنسخ لو كان الإنسان مسلوب الإرادة أو مجبوراً بالطبع على فعل ما يأتي ويذر، بل لا حاجة للوحي من أصله

بل لا حاجة لخلق الكون من أصله إذا كانت كل حركة فيه تنسخ سابقتها، ولا تكون الحركة إلا باعتبار الزمان، فإذا نفينا الزمان فما يكون لنا إلا أن ننفي الحركة، ولهذا أسلفت في نقطة سابقة أنه يقتضي أيضًا أن يكون الكون مُصمتًا ثابتًا لا حركة فيه ولا تكاثر ولا تناسل ولا تطور.
وهذا من تعارض القدر مع الحكمة
وليس من تعارض النسخ مع البداء
لأن الأولى من جهة النتائج والثانية من جهة الأسباب..
كما لا أرى فرقًا بين الإرادة الحقيقة والإرادة الكسبية إلا حروف الكلمتين اللتان أُضيفت إليهما.....

"سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149)
ومسكُ الختام، سلام.

عمرو بسيوني
11-12-2011, 06:53 PM
أرجو إجابة السؤال في نقاط مختصرة ، لا أحب قراءة كل هذا .

أتصور أننا لسنا بحاجة لاختراع العجلة .

عمرو بسيوني
11-12-2011, 07:00 PM
وبالمناسبة : كون الحد هو الأصل في الشيء ، فليس هو كذلك لا لغة ولا اصطلاحا ولا عرفا .

فانظر ماذا نجني من كثرة تشعبك وشرحك وتطويلك ( التطويل غير الإطناب )

ولو أحببت أن أكثر وأطيل وأشرح ، لما انتهينا أن نستلهم من كل حرف من حروفك تعليقا أو إيرادا .

وإنما نتكلم في موضوع محدد ، والسؤال محدد ، فالإجابة تكون محددة .

أما الاستفاضة والشرح فإن لم يكن رغبة في تقوية الكلام ، فهو سوء ظن منك في محاورك ، فإن كل هذا الشرح يناسب حجرة دراسية ، لا محاورة علمية .

وتأكد أنه سيطلب مني ومنك في محله التمثيل والشرح والتفسير ، لكن هذا الأسلوب ( سواليف منتديات )
ولا تظنن أنني لم اقرأ كل مشاركتك ، فقد قرأتها كرها ، ورغم كل ذلك التطويل ، فليس فيها إجابة المطلوب .

فحشف وسوء كيلة .

تقبل نصيحتي ، وتقديري

اخت مسلمة
11-12-2011, 08:44 PM
بسم الله...
يسّر الله الأمر لما فيه الخير للجميع ..
بالمُناسبة يُسمى البواب في احدى القُرى العربية " حداداً " ..مارأيُك يا زميلنا الفاضل ..؟
ومانمرُّ عليها عبر انتقالنا عبر البُلدان " حدوداً " ...!
طالما نبه مشايخُنا الأفاضل على أهمية " التعريفات " ...جزاهُم الله عنّا خيراً

عمرو بسيوني
11-12-2011, 09:05 PM
بسم الله...
يسّر الله الأمر لما فيه الخير للجميع ..
بالمُناسبة يُسمى البواب في احدى القُرى العربية " حداداً " ..مارأيُك يا زميلنا الفاضل ..؟
ومانمرُّ عليها عبر انتقالنا عبر البُلدان " حدوداً " ...!
طالما نبه مشايخُنا الأفاضل على أهمية " التعريفات " ...جزاهُم الله عنّا خيراً

قال في البيان : " صفة يَبِينُ بها عن غيره ويتميز ولهذا سمي البواب حدادًا لأنه يمنع غيره عن الدخول " .

للفائدة خارج الموضوع .

thinkdeep
11-12-2011, 09:37 PM
نعم أنتِ على حق أيتها الأخت المسلمة
فمنتهى كل شيء حّده، وإذا جاز أن يكون أصل الشيء منتهى له، فالأصل هو حدّ أيضًا. ونعم ليس كل حدٍّ أصلاً بالضرورة كما قلتُ، فشكرًا لاستدراكك فلا شك في أهمية التعريفات كما قلتِ
وقد يكون الحدُّ هو الفاصلَ بين الشيء والشيء أيضا، وقد يكون معناه الحيز الذي يندرج فيه معنى الشيء وهو التعريف، وكما يختلف حد الشيء فإن حد الحد يختلفُ أيضًا.

أعتذر على كثرة الاستطراد من قبلُ......

ولو سمَح الأستاذ بالإجابة على هذه الأسئلة، ونعم قد مللنا جميعًا من ترديد الكلمات التي أصبحت تصكُّ الآذان.
- هل نتّفق أن تغيير الكلام والأحكام وهو النسخ قد يكون لبداء من جهة مغيّره وقد لا يكون لبداء بل لعلمٍ سابق منه فالاحتمالان واردان؟ نعم أو لا، فإن لا، فأدلِ باعتراضك ....
وبعد إذنك لا تُجِبني بسؤالٍ آخر.

عمرو بسيوني
11-12-2011, 09:43 PM
- هل نتّفق أن تغيير الكلام والأحكام وهو النسخ قد يكون لبداء من جهة مغيّره وقد لا يكون لبداء بل لعلمٍ سابق منه فالاحتمالان واردان؟ نعم أو لا، فإن لا، فأدلِ باعتراضك ....
.

عفوا ، عمَّ تسأل ؟

فرغنا من هذا ، وقررناه في النتيجة الأولى للحوار .

أن التغيير في الكلام لا يقتضى البداء .

و متى لم تكن العلاقة اقتضاءً = كانت احتمالا ، ضرورةً ، فلا واسطة بين الاقتضاء والإمكان .

فالإجابة : نعم ، ومفروغ منها من المداخلة قبل السابقة .

عمرو بسيوني
11-12-2011, 09:44 PM
المرحلة التالية :
ـ هل هناك حد منضبط لما يلزم فيه أن يكون التغيير بداءً ، وما لا يلزم فيه ؟

.....

عمرو بسيوني
11-12-2011, 09:48 PM
ملاحظة : يمكنك أن تطلب مني الإجابة لهذا السؤال بدلا من التشتيت إن لم يكن عندك فيها رأي جاهز .

مشرف 9
11-12-2011, 11:53 PM
سيقتصر الحوار من بعد إذن الإخوة على الأستاذ الفاضل عمرو بسيوني والزميل thinkdeep

thinkdeep
11-13-2011, 12:07 AM
هل هناك حد منضبط لما يلزم فيه أن يكون التغيير بداءً ، وما لا يلزم فيه ؟

أرى من الحد في ذلك هو أن العلاقة بين التغيير والبداء علاقة سببٍ ونتيجة،
فإن التَّغيير يكون نتيجة عن السَّبب الذي هو البداء. أي حُدوث علم للمُغيِّر بعد أن لم يكن يَعلم.
فالصحيح قولك ما الحدّ الضابط لكون التغيير عن بداء فليس التغيير هو نفسه البداء.
فإذا ثبت أن البدَاء كان سببًا مباشراً للتّغيير علمنا أن التغيير كان لبداء.
فالحد والفاصل إذن هو مجرد السبب المباشِر بنتيجة مباشِرة، فإذا وُجد سببٌ غيره، انصرف ذلك من قطعية الثبوت إلى احتمال كونه لِبَداء، وكلما زادت الأسباب قل الاحتمال وهكذا ...
وإذا انضاف إلى ما سبق حدٌّ آخر (وإن كان خارجًا عن الحيّز) وهو أنّ الأصل في حالِ المُغيِّر أنه لا يُغيّر إلاّ لبداء (جميع البشر) رقى من الاحتمال إلى القطع (ولا يكون ذلك إلا باعتبار الأسباب الواردة أيضا)
فكلٌّ يمدُّ بمادّته .
هذا رأيي فما هو رأيُك؟

عمرو بسيوني
11-13-2011, 12:46 AM
أولا : قولي إن التغيير يكون بداءً ، معناه يكون عن بداء ! .

وهو كقولك : كلامه غباء ، وإسناد المسبب إلى السبب من سعة الكلام التي لا ينبغي التوقف في فهمها فضلا عن الاعتراض عليها .

ولذلك أرجوك أن يكون الكلام دائما في الموضوع ، دون تحشية ، تفضي لمثل تلك الأخطاء .

فأنا في غاية من وقتي ، وجهدي .

عمرو بسيوني
11-13-2011, 12:50 AM
أما الضابط الذي ذكرته فليس بضابط ، بل هو ( خواطر )

وأنا أذكر لك الضابط ، الذي يكون به تغيير الكلام بداءً اقتضاء ، أو لا يكون كذلك .

ـ متى كان التغيير متناولا حكما ثابتا ثبوتا واقعيا ، في فرض الكلام = كان بداءً ضرورةً

ـ ومتى كان التغيير متناولا حكما يثبت واقعا = لم يكن بداءً اضطرارا ، بل دخله احتمال .

تفضل .

thinkdeep
11-13-2011, 01:46 AM
فرغنا من هذا ، وقررناه في النتيجة الأولى للحوار .
أن التغيير في الكلام لا يقتضى البداء .


لقد كان الحد التافه الذي أوردته لما أرى من تفاهة إثبات ما نحن فيه من العبث
هلّ لي أن أسألك سؤالا؟
لماذا لا تكون نتيجة الحوار الأولى والمنطلق لنا

أن التغيير في الكلام يقتضى البداء .
فالاحتمالان واردان و متى كانت العلاقة احتمالا ً = كانت اقتضاءً ، ضرورةً

أنا لا أرى هذا إلا من باب المراوغات واللعب على الألفاظ والاصطلاحات والغرق في سفاسف المنطق المهترِئة لانكار أن النّسخ يقتضي البداء
فــــ النسخ يقتضي البداء بلا أمّ المنطق

وقد أثبتّه أنت ووافقتني قبل قليل كما قُلتَ
ووافقني عليه هشام
ومع ذلك شَرطط ومَوْضَع وعنون أحدهم بقوله أن النسخ لا يقتضي البداء إلا عند السفاء
وإذا كان الاحتمالان وارِدين فإن النسخ يقتضي البداء إلا عند البُلداء وهم في الخلاء

وهذا ما أثبتّه مع جدّتي ومع راعي الغنم الذي كنتُ أرعى مَعَه بالأمس.
:wallbash:
وسأدع هذا المنتدى للأبد الآن، الذي لا أجده إلا مرتعاً للمؤانسة والإمتاع وتضعيف الشك الذي يصدع كيانكم ويهز أركانكم.
وأذركم ووقتَكم وأدَع للطبيعة والدَّهر السّير.فهو كفيل بإبادة الأديان.
والتزمير والبندير أفضل لديّ، من هذه التسلية التي أمضيت فيها معكم على ما يزيد من أسبوع، لإثبات ما العقل مُبديه.
ومن ساءه أن يرى من أضله الله على علم فلينظر إلي، مع أنه من الأشخاص الذين اجتمعت فيهم خصال الذين يظلهم في ظلّه هو زميلكم هذا
وليس أخوكم فأنتم تنفون الأخوة عن الكفار المرتدين بطبيعة الحال......
طَبعت العقيدة على عقولهم فهم بين الشبهة والحقيقة مخلطون ملتبسون ( أترك للـ......مراقب حرية التّصرف الآن سواء في الرد أو الموضوع أو الاشتراك كله)

عمرو بسيوني
11-13-2011, 01:47 AM
ليه فقدت أعصابك وأدب الحوار ؟

عمرو بسيوني
11-13-2011, 01:49 AM
ثم إن قولك :

(( فالاحتمالان واردان و متى كانت العلاقة احتمالا ً = كانت اقتضاءً ، ضرورةً ))

قولٌ لا يستحي من موضع الحرف ، ولا العقل !

عمرو بسيوني
11-13-2011, 01:52 AM
ويكفي ـ عند العاقل ـ للدلالة على تهافت تقريرك ، وتشبعك بما لم تعط :

أنك طرحت تحديا لمناظرة ، عنوانها كان أولُ نتيجة للمناظرة الجزمَ بتغليطه .

( هل النسخ يقتضي البداء ) ، والنتيجة الأولي : ( لا يقتضي البداء )

فالحمد لله الذي بسط حجته في عقول العقلاء .

عياض
11-13-2011, 01:55 AM
وسأدع هذا المنتدى للأبد الآن
أرجوك لا تفعل ..فالمنتدى و العقائد و الناس و الأديان بل و الطبيعة و خالقها محتاجون اليك يا غني...

thinkdeep
11-13-2011, 01:56 AM
استنتاجك هو من معالجات الألفاظ والكلمات والمصطلحات وليس نابعا من حسن التصور

عمرو بسيوني
11-13-2011, 02:03 AM
لم تكشف لي عن تصور صحيح ، يستقيم على محك النظر والتداول .

مجرد ثرثرة مقاهي المثقفين ، تفرح بما فيها من ذباب نور أن يُخلف عليك شيئا نتج من استيحاش النور واليقين .

ثم عفصتَ في الأرض برجلك ، وخبطت رأسك بجدار ، وتقازفت كالصبي ، وأقللت من احترام من يحاورك .

عد وأكمل الحوار ، وأنا أصفح عن ذلك النقز والنزق الذي كان .

هداك الله وسدد مسعاك .

اخت مسلمة
11-13-2011, 03:22 AM
ماذا فعلتَ بالرجُل ياشيخ عمرو للهِ درُّك ..؟ (:
خابَ ظنّي للأسف , فقد قدّرتُ للزميل قُدرة أكبر على الـ " مُناظرة " بعد أن دعى إليها بنفسه , وبيّن أنّي كُنتُ على خطأ في ظنّي (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=33509) السابق به , الذي عالجهُ باستعدادٍ (http://www.eltwhed.com/vb/showpost.php?p=256852&postcount=61) مشحون بالقُوّة تندفعُ منه حروف التحدّي والعظمة للبدء بـ " مُناظرة " على حق ...وهاؤم يامعشر الملاحدة واللادينيين , النتيجة صفر للأسف ...!!
لا مكان لإدعاءٍ بطّال من أحد منكم بأن " منتدى التوحيد " يحجم أو يمنع أو يقهر أو يحذف , البُرهان أمامكم ساطع في هذا الشريط فلينُظرهُ كلّ أريبٍ لبيب ...تهاوى العملاق من بعض الرصاص الشرعي فمابالكُم لو فُتحت عليه صواريخ الأدلّة وقنابلها الفتّاكة ...؟؟! وأظنّ الرجل عرف النتيجة فارتأى الخروج سليماً , قبل أن يبدأ " إيمانهُ " الإلحادي بالتزلزُل بعدما توتر وبدأت سوءاتهُ بالظهور فطفق يخصفُ من عُباب المُفردات ليُواريها بها ...!!!

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-13-2011, 04:52 AM
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله


من المعلوم أن أهل الحديث يشاركون كل طائفة فيما يتحلون به من صفات الكمال ويمتازون عنهم بما ليس عندهم . فإن المنازع لهم لا بد أن يذكر فيما يخالفهم فيه طريقا أخرى ؛ مثل المعقول والقياس والرأي والكلام والنظر والاستدلال والمحاجة والمجادلة والمكاشفة والمخاطبة والوجد والذوق ونحو ذلك . وكل هذه الطرق لأهل الحديث صفوتها وخلاصتها : فهم أكمل الناس عقلا ؛ وأعدلهم قياسا وأصوبهم رأيا وأسدهم كلاما وأصحهم نظرا وأهداهم استدلالا وأقومهم جدلا وأتمهم فراسة وأصدقهم إلهاما وأحدهم بصرا ومكاشفة وأصوبهم سمعا ومخاطبة وأعظمهم وأحسنهم وجدا وذوقا . وهذا هو للمسلمين بالنسبة إلى سائر الأمم ولأهل السنة والحديث بالنسبة إلى سائر الملل . فكل من استقرأ أحوال العالم وجد المسلمين أحد وأسد عقلا وأنهم ينالون في المدة اليسيرة من حقائق العلوم والأعمال أضعاف ما يناله غيرهم في قرون وأجيال وكذلك أهل السنة والحديث تجدهم كذلك متمتعين . وذلك لأن اعتقاد الحق الثابت يقوي الإدراك ويصححه قال تعالى : { والذين اهتدوا زادهم هدى } وقال : { ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا } { وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما } { ولهديناهم صراطا مستقيما } . وهذا يعلم تارة بموارد النزاع بينهم وبين غيرهم فلا تجد مسألة خولفوا فيها إلا وقد تبين أن الحق معهم . وتارة بإقرار مخالفيهم ورجوعهم إليهم دون رجوعهم إلى غيرهم أو بشهادتهم على مخالفيهم بالضلال والجهل . وتارة بشهادة المؤمنين الذين هم شهداء الله في الأرض . وتارة بأن كل طائفة تعتصم بهم فيما خالفت فيه الأخرى وتشهد بالضلال على كل من خالفها أعظم مما تشهد به عليهم . فأما شهادة المؤمنين الذين هم شهداء الله في الأرض : فهذا أمر ظاهر معلوم بالحس والتواتر لكل من سمع كلام المسلمين لا تجد في الأمة عظم أحد تعظيما أعظم مما عظموا به ولا تجد غيرهم يعظم إلا بقدر ما وافقهم فيه كما لا ينقص إلا بقدر ما خالفهم . حتى إنك تجد المخالفين لهم كلهم وقت الحقيقة يقر بذلك كما قال الإمام أحمد : " آية ما بيننا وبينهم يوم الجنائز " فإن الحياة بسبب اشتراك الناس في المعاش يعظم الرجل طائفته فأما وقت الموت فلا بد من الاعتراف بالحق من عموم الخلق ."

أبو القـاسم
11-13-2011, 05:55 AM
"فبهت الذي كفر" , بارك الله في الشيخ العزيز عمرو ,
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=33537

عمرو بسيوني
11-13-2011, 11:40 AM
ليس حسنا إن كنتَ جهلت شيئا ؛ أن تستجهل كل الناس .

ولم يكن يعيبك إذ لم تفهم شيئا أن تستفهمني عنه .

وعجيب أن يحارب اللاديني المنطق والفلسفة ، وهو يزعم أن عقله أحاط باللاهوت والناسوت ، وحللهما ، وخلص لإنكار وإثبات !

هذا يذكرني بمناظرة مكتوبة في الإنترنت ، مع أخ أشعري ، في منتصفها قال لي لا تستخدم علم الكلام في المناظرة لو سمحت !

تستطيلون على الناس بمخارفكم ، ثم تعجزون .

لا أراك إلا تُهَاتِرُ فحسب .

بو عبدالله
11-13-2011, 11:45 AM
وددت لو يقتصر الحوار بين الدكتور هشام والعضو اللاديني
وتفاجئت من حصره فيما بعد يين الأستاذ بسيوني والعضو اللاديني

لو اقتصر من البداية على دكتور هشام عزمي والعضو thinkdeep لكان أكثر فائدة وأفضل

وجهة نظر

الحمدلله

أبو القـاسم
11-13-2011, 12:05 PM
لا تزرموه ..الرجل يحب الفضفضة , الظريف أنه كشف سركم بأنكم لم تفهموا كلام الأستاذ عمرو - يفصح بذا عما في نفسه- ,لكن هل يا ترى عرفه بالبداء ؟ ولكن لم يمتحنّا ليبدو له, فلم يبق إلا علم أزلي اختُص به ؟,, وكما قلت لكم يستلذ بذكر أسماء أهل العلم ,يشعره هذا بنوع من جنون العظمة وأنه ملحد سبيسيال ,مع أنه كلما ذكرهم أبان عن جهل فاحش فيظن مثلا أن ابن تيمية إذا تكلم عن اختلافهم في الحدود :يعني إنكار أصلها الذي يقع به التمايز بين الأشياء في العقول السليمة,لكن عليكم أن تشكروه يا إخوة الحق ,فقد نصحكم نصيحة فريدة :بأن فعلكم فعل العائل المستكبر ,بخلافه هو ففعل الغني المتواضع.

عمرو بسيوني
11-13-2011, 12:08 PM
لا إشكال أن يملك أكثر من قاصر نظرة واحدة لما يجهلونه .

ويكفي أنك لم تفهم فرقا بين الاقتضاء والاحتمال ، ولا بين الحد والأصل .

رغم أن السؤال كان سؤالك ، والتعبير تعبيرك .

ووالله الذي خلقك شئت أم أبيت أن كل كلمة كتبتُها لهي محكمة سديدة توصل إلى الغرض من المناظرة ، بدلا من ( العجن ) الذي تزاوله .

مشرف 11
11-13-2011, 12:11 PM
مغلق إلا إذا أراد الزميل "thinkdeep" الحوار مرة أخرى وفق آداب المناظرة فمرحبا من جديد ,وبعد أن وعد بالمفارقة رجع ليشتم ,ومع هذا لو عاد متعهدا بحفظ آداب الحوار ,عدنا لفتح الصفحة