المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد علي مقالات اللادينيين عن الإسلام . (2) (تساؤلات محرمة فى الإسلام)



حسام الدين حامد
11-21-2004, 03:47 AM
في القرآن ثلاث آيات تثير الكثير من التساؤلات المحرمة اذا صح التعبير

1- ( ويطوف عليهم غلمان كانهم لؤلؤ مكنون ) ( الطور : 24 )
2- ( ويطوف عليهم ولدان مخلدون ) ( الانسان : 19 )
3- ( يطوف عليهم ولدان مخلدون ) ( الواقعة : 17)

أما عن التساؤلات التي تثيرها عبارة ( الولدان ) أو ( الغلمان ) في الجنة فهي كثيرة ، ومنها :

1 – ما علة وجودهم غلمانا أو ولدانا في الجنة ؟؟
2- هل هم فقط للخدمة ؟؟ وما طبيعة هذه الخدمة ؟؟ وهل لها علاقة بمتعة معينة يحققونها للأكبر منهم ؟؟
3 – وهل هم مشاركون للنساء ( الحور العين ) بتحقيق المتعة المذكورة للرجال عندما يرغبون بذلك ؟؟

ولندخل في عمق هذه التساؤلات :

1- كون الولدان أو الغلمان المخلدين في الجنة يرتبطون بعلاقة اجتماعية في العمق فهم يخدمون المخلدين في الجنة من الرجال ، ومفهوم الخدمة له أكثر من دلالة ، فالخدمة لا تقتصر على المعنى الظاهري لها ( أداء خدمات معينة للآخر فقط ) بل – ربما – يكون الجسد الخادم نفسه داخلا في الخدمة المتعية ، وفي ضوء ذلك يصبح المحرم في كثير منه محللا كما في حال الخمرة والاستمتاع بالنساء ( فهم كثيرات ويتجاوزن الأربع هذه المرة ) والغلمان داخلون في اطار تمتيع الجسد ، حيث لا تحديد لذلك .

2- التركيز على جمال غلمان وولدان الجنة ، فهم ( لؤلؤ مكنون ) ، وهم في وضعية واحدة لا يتغيرون ولا يتبدلون عمرا ولا يكبرون ولا يشيخون ( فهم مخلدون ) أي باختصار متعة الجمال الجسدي الخارجي ، فالطبري على سبيل المثال يقول بأن الله أظهر لهؤلاء الغلمان جمالا وصفاء ، وأن ( هؤلاء الغلمان يطوفون على هؤلاء المؤمنين في الجنة بكؤوس الشراب ) ( لاحظ هذه الصورة خمر يقدمها غلمان يتميزون بالجمال ) بل يزيد الطبري الصورة وضوحا بقوله ( وما أحد من اهل الجنة الا ويسعى عليه ألف غلام كل غلام على عمل ما عليه صاحبه )

3- ثمة مقاربة لافتة وتثير أكثر من دلالة : وهي أن هؤلاء الغلمان يخدمون أهل الجنة ، ومثل هذا التصور يذكر بالخدمات التي كانوا يقدمونها في حياتهم ، فالغلمان كعادتهم يؤدون خدمات مختلفة لذويهم أو لمن يكلفهم في مجالات مختلفة ، فهل هناك خدمات في الجنة ايضا ؟؟ الا يعني وجودهم في الجنة وهم يخدمون الكبار تعبيرا عن وجود أكثر من طبقة اجتماعية في الجنة ؟؟ الا يعني ذلك وجود تفاوت طبقي في الجنة هو ذاته امتداد لما هو سائد في واقعنا ؟؟ وما هي طبيعة الخدمة التي يقدمونا للكبار ؟؟؟ انهم يذكروننا هنا بحور الجنة اللواتي يقدمن خدمة لرجال الجنة وهي النكاح والوطء ، فالعلاقة اذن بين طرفين يتفاوتان قيمة في النهاية : خادم ومخدوم ..

يبدو أن هذه التساؤلات كانت حاضرة في ذهن الكثيرين من المسلمين قديما ، فهذا يحيى بن أكثم المعروف باللواطة وحب الغلمان يقول : لقد أكرم الله أهل الجنة بأن طاف عليهم الولدان ، ففضلهم في الخدمة على الجواري ، فما الذي يخرجني عاجلا عن هذه الكرامة المخصوص بها أهل الزلفى لديه ؟؟؟ ) نزهة الالباب : 174 )

يبقى ربط القرآن بما هو متعي مع الغلمان – الولدان احتمالا قائما لا يمكن نسفه ، فرغم أن الآيات لا تجاهر بذلك لكنها تفتح مجالا للتأويل .. بل وللتفسير ايضا .

مقتبس بتصرف من كتاب : المتعة المحظورة لابراهيم محمود

شهاب الدمشقي


أفضل تعليق علي هذا المقال هو ما قاله الشيخ محمود شاكر رحمه الله :

( بُم بُم . . .انتهت الفرقعة ) { أباطيل و أسمار : 101 }

و يأتي الرد علي الفرقعة في المشاركة التالية إن شاء الله ...

حسام الدين حامد
11-21-2004, 03:58 AM
http://www.aljame3.com/forums/index.php?showtopic=1155

قرأت لأحدهم مقالا يدعي فيه أن القرآن الكريم يغري العرب كي يعتنقوا الإسلام بأن الجنة التي تنتظرهم فيها غلمان سوف يطوفون عليهم ليمارسوا معهم الشذوذ الجنسي وحجتهم في ذلك هذه الآيات:
قوله تعالى: (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ) ( الطور : 24 )
وقوله تعالى- (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا) ( الانسان : 19 )
وقوله تعالى (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ 17 بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ 18 لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ 19 وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ 20 وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ 21) ( الواقعة : 17 – 21 )

كم هو أمر خبيث أن يجهد المرء نفسه في سبيل افتعال نقائص في عقائد الآخرين للنيل منهم ومما يعتقدون
كم هو خبيث أن ينسلخ المرء من ضميره ومن إنسانيته كي يتهم دين الآخرين بما هو منه براء
كم هو خبيث أن يبرر الإنسان لغاياته كل الوسائل مهما كانت دنيئة منحطة
نعرف أن كل ما يخالف الفطرة السوية هو شيء خبيث لكننا لم نر بين الخبائث شيئا أخبث من البهتان .

لكن ما أيسر ذلك عند قوم لا يؤمنون والأحرى أنهم عن فطرتهم بعيدون معاندون لأن الأخلاق في الأصل هي فطرية وما دور الأديان فيها إلا التهذيب والتنمية والعمل على تفعيلها وتقويتها كي تكون مستقرة مستمرة

يقول أحدهم معلقا على قوله تعالى: { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا 19 وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا 20 عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ....}. ( سورة الإنسان )
هل كل هذا الشذوذ يليق بقدسية الله العلي؟...... غلمان لهم يرتدون الحرير!!! وعليهم حلي كالنساء!!!
وفي موقع مسيحي قرأت قولهم: إن القرآن يغري بغلمان نصفهم الأعلى ذكري والأسفل أنثوي

كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا

قالوا لنا قديما: كل إناء بما فيه ينضح
وصدقوا فمن ذا الذي يطمع في أن يجني سكرا من حنظل ، فالشيء يرجع في المذاق لأصله.

إن هذ الوصف { عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ....} هو وصف للأبرار المنعمين في الجنة وليس وصفا لخدمهم

الأبرار الذين تستطرد الآيات في وصف نعيمهم بدءًا من قوله تعالى: { إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا }
إلى أن قال: { عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا 21 إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا } لاحظ التقرير بأن هذا المذكور هو جزاء لهؤلاء الأبرار

ويتضح المعنى أكثر حينما نعود إلى الآيات القرآنية التي تناولت نفس الموضوع لنرى لمن يكون هذا اللباس ؟

قال تعالى في سورة الكهف: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا 30 أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا }
وفي سورة الدخان : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ 51 فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ 52 يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ 53 }
وفي سورة الحج: { إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ 23 }
وفي سورة فاطر: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ 32 جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ 33 }
وفي سورة الإنسان نفسها قال عن الأبرار: { وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا 12 }

وإن تعجب فعجب أمرهم حين تبحث عن هدف هذه التشويهات هل هو محاولة تشكيك المسلمين في دينهم ؟
لو كان هذا هدفهم فإنهم في حال من الغباء لا يحسدون عليها لأن التجارب دلت على أن كل محاولات التشكيك في الدين الحنيف تذهب هباء فهي كسراب يحسبه الظمآن ماء. لأنها شبهات دائما شهواء ليس لها عين تبصر ولا أذن تسمع بل هي من كل مظاهر الحياة خواء.

أم تراهم يعتقدون أنهم بذلك يبنون لهم جدارا من الثقة بينهم وبين الناس احتفاء بذكائهم ورفعة تفكيرهم وأنهم وحدهم العقلانيون التنويريون التحرريون الذين حرروا أنفسهم من عبودية الحق ولكنهم سقطوا في بحر عبودية الخلق ، فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير رفضوا أن يعبدوا إلها واحدا هو خالقهم ورازقهم ومدبر أمورهم وعبدوا آلهة متعددة من خلق الله قادهم إليها رسول العقل أو بالأحرى شيطان العقل الذي زين لهم سوء عملهم فرأوه حسنا نعم عبدوا " نيتشه وآينشتاين وفولتير " وغيرهم وغيرهم

يقولون – زعما – نحن نعمل عقولنا ولا نغيِّبها ولقد خلطوا بين الهوى والعقل كما خلطوا بين الإغراض وحسن القصد
كلا فلقد غابت عقولهم وقلوبهم وأخلاقهم أيضا !!!!!
نعم غابت عقولهم يوم أن ظنوا أن طرائقهم تجدي في التشكيك فالمشكك يجب ان يكون أكثر حنكة من ذلك فأين هؤلاء من الذين كانوا يدسون السم في العسل ورغم هذا فقد رجع سمهم عليهم فكانوا هم الشاربين له فقتلهم ؟
كم أنتم مساكين قليلو البضاعة لا تعرفون كيف تشتبهون ولا كيف تغرون الناس بما تعتقدون ، وربما لأنكم تعرفون أن ليس لما تعتقدون من قرار ، فلو أغرقتم في طرحه لكانت النتيجة: الفرار الفرار.

هنا تبدو أفضل طريقة ما بات يعرف بـ " أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم "
لكن من تهاجمون ؟!!!!
تهاجمون عقيدة قوم لا أمل لهم في الحياة بدونها ، قوم يعلمون أنه لا خير فيهم إن لم يكونوا مؤمنين.
كناطح صخرة يوما ليوهنها *** فلم يصبها وأوهى قرنه الوعل
إن مشككي اليوم المتفاخرين بعقولهم يصنفون أنفسهم في خندق الضد ومَن مِن العقلاء يقبل نصيحةً من ضده عدوه الذي يكيل له الطعنات !!!!!!!

وغابت قلوبهم يوم أن حجبوها بحجاب من الظلمة حتى أصبحت لا تفرق بين ما ينبغي وما لا ينبغي يوم أن تنكروا لخالقهم ورازقهم والمنعم عليهم حيث أسكنهم في أرضه وغطاهم بسمائه وأسبل عليهم ستره وهم مع ذلك يبارزونه بالمعاصي لا بل بالافتراء عليه { إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ }
نعم فقد غرهم حلمه عليهم وصبره عن معاقبتهم وتلك والله صفة الخسيس الذي يكافئ على الجميل عصيانا ، وعلى الإحسان نكرانا { يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ }

وغابت أخلاقهم حين رضوا لأنفسهم بالكذب والتلفيق وإن بسوء التأويل واستنطاق النصوص بسيء ما يعتقدون هم ويباشرون لا بما تحتمله هذه النصوص تصريحا أو تلميحا.

هل القرآن الكريم يغري بالشذوذ الجنسي ؟

لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على قوم قد شذت عقولهم كما شذت أخلاقهم فظنوا أن للقرآن شذوذا كشذوذهم
أي اجتراء وافتراء على الله ذلك الذي يتمتع به هؤلاء !!!!!
الله عز وجل يقول متحدثا عن بعض مظاهر نعيم أهل الجنة:
{ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ * لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } هذا حديث عن الخدم الذين يخدمون من أمضوا حياتهم طاعة للجليل اعترافا له بالجميل إنهم يقدمون لمخدوميهم ما يطلبونه منهم من مشروبات ومطعومات هذا ما تذكره الآيات فهل يفهم منها شيء غير هذا ؟

يقولون: نعم فهذه الآيات تقول: { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا * إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا }

يقولون: إن هذه الآيات تحكي عن نظافة هؤلاء الولدان وأناقتهم الشديدة وليس ذلك إلا للسبب الذي يعتقدونه !!!!

قولوا بالله عليكم ما ذا نقول لقوم يسيئون النية لمجرد الوصف بالنظافة والأناقة وكأنهما قد أصبحا جرما في عرف هؤلاء ولم لا والوسخ والدنس في عرف بعضهم وتقاليدهم شعيرة من الشعائر وعبادة من العبادات.
أما إسلامنا فهو دين النظافة فالنظافة عندنا من الإيمان وقول أحد الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم: " الرجل منا يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا فهل يدخل ذلك في الكبر ؟ فرد عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم قائلا: إن الله جميل يحب الجمال "
إسلامنا هو دين الوضوء والغسل وإماطة الأذى عن الطريق
إسلامنا هو الذي أمرنا بأن نلبس أحسن الثياب وأن نتطيب ولو كنا مقدمين على عبادة ربنا وخالقنا
ففي سورة الأعراف { يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ 31 قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ 32 }

فليتهم بدل أن ينطقوا بهذا السفه من القول أن ينظفوا أفعالهم ويتأنقوا في كلامهم

إن الإسلام يعتبر الشذوذ جريمة لا تضاهيها جريمة لأنها تخالف الفطرة التي فطر الله الناس عليها وكل ما يخالف الفطرة هو يخالف الإسلام لأن الإسلام دين الفطرة لنستمع إلى هذه الآيات: { أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ } وقوله تعالى: { وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } وقوله تعالى: { وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }

ولقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من عَمِل عمَل قوم لوط ثلاث مرات ولعله لم يلعن على ذنب ثلاث مرات إلا عليه
وهل بعد هذا التشنيع على هذه الفعلة وفاعليها يقال إن الإسلام يغري عليها لأجل الإيمان به ؟

أما كان الأوْلى أن يبيحها في الدنيا لأجل اجتذاب الشواذ في كل عصر وحين وما أوفر حظهم في هذه الأيام حيث تدافع عنهم بلاد الحريات !!
أما كان من الأوْلى بهؤلاء المفترين على الله أن يوجهوا طاقتهم لمحاربة مخالفي الفطرة الذين يرضون لأنفسهم بالدون من الأشياء أيهما أوْلى محاربة جريمة ظاهرة أم اختلاق وافتراء شيء ليس له وجود إلا في أذهان حقدة القوم وماكريهم ؟

هل كان العرب وقت نزول القرآن مشتهرين باللواط ؟

لقد فات هؤلاء المفترين أن يدعموا كلامهم ببيان حال العرب وقت نزول القرآن وهل كانت هذه الفعلة منتشرة بينهم وأنهم كانوا يستملحونها ويميلون إليها كي يكون لهم شيء من حجة يدفعون به عن أنفسهم الخجل من سوء تدبيرهم وشذوذ تفكيرهم.

جاء في كتاب ( البداية والنهاية 9 / 162 )
وقال نمير بن عبد الله الشعناني عن أبيه قال قال الوليد بن عبد الملك لولا أن الله ذكر قوم لوط في القرآن ما ظننت أن ذكرا يفعل هذا بذكر
وقال ص 163 من نفس الجزء :
والمقصود أن مفسدة " اللواط " من أعظم المفاسد وكانت لا تعرف بين العرب قديما كما قد ذكر ذلك غير واحد منهم فلهذا قال الوليد بن عبد الملك لولا أن الله عز وجل قص علينا قصة قوم لوط في القرآن ما ظننت أن ذكرا يعلو ذكرا أ. هـ

نعم لكننا مع ذلك لا نستبعد أن تكون هناك حالات فردية لكنها لم تكن لترقى إلى مستوى الظاهرة وإلا لما قال الوليد بن عبد الملك ما قال وكان ذلك بعد بضعة عقود من نزول القرآن.

والحاصل أن هذه الدعوى الخبيثة باطلة من عدة وجوه أهمها:

الأول – أن الآيات التي احتجوا بها ليس فيها ما يشير إلى هذا الفهم لا من قريب ولا من بعيد.
الثاني – لو كان الإسلام يغري على اتباعه بتلك الأساليب الرخيصة لأباحها في الدنيا حتى يحصل على قلوب الشواذ خالصة له لكن الواقع أن الإسلام قد حاربها بكل قوة ففي الحديث " من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل و المفعول به " . ولقد فصل الفقهاء عقوبة اللواط في ضوء الأصول الشرعية وأجمعوا على أنها من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم .
الثالث: أنه لم يثبت تاريخيا أن مسألة اللواط كانت تمثل ظاهرة عند العرب حتى يغريهم القرآن بها بل إن النقل السابق عن الوليد بن عبد الملك ليؤكد أنهم ما كانوا يعرفونها، وعلى ذلك فكيف يغريهم بما لا يعرفون ؟

ونحن نتفهم دوافع مثل هذه الأفكار التي تطرح علينا بين الفينة والفينة .
فلقد قرأت لأحدهم في الحث عليه قوله: ربما يكون اللواط والسحاق أفضل من الناحية العملية فعلى الأقل لن تعاني مجتمعاتنا من مشكلة الإجهاض والحمل في سن مبكرة أ.هـ
وهنا ماذا نقول لقوم قد انتكست فطرتهم وراحوا يطالبون بما تأنف عنه البهائم الرتع ، إنهم ينظرون إلى أخلاقيات الغرب على أنها المثال الذي يجب أن نسعى إليه مهما تعارضت تلك الأخلاق مع أصولنا الدينية والعرفية بل مع فطرتنا السوية التي فطر الله الناس عليها
وعلى ذلك فإن عبدة الإله الغربي حين رأوا أن هذا الأمر قد شاع وذاع حتى أصبح قانونا في بعض بلاد أوربا - فالقانون البريطاني مثلا قد اعترف به كعلاقة شرعية – راحوا يحاولون إغراءنا به ولو عن طريق الادعاء بأنه متعة مستباحة لأهل الجنة.
إنها حرب ضد القيم تستخدم فيها كل السبل

من الإحصائيات الواردة عن حجم الشذوذ الذكوري في بلاد الغرب
" يؤكد Kinsey : أن 4 % من الشعب الأمريكي شاذون جنسياً . و في بعض الدراسات الحديثة وصلت نسبة الشاذين جنسياً في بريطانيا و أمريكا و السويد ما بين 18 _ 22 % من مجموع الرجال "
وعلى ذلك فإن الإغراء بمسألة الشذوذ الجنسي يصلح في البلاد التي تشجع عليه وتسن له القوانين التي تحميه حيث يعول كثير من قادة هذه البلاد على أصوات الشواذ في الانتخابات وليس في دين يشنع من أمره ويبالغ في النهي ويرتب على ارتكابه شديد العقاب في الدنيا والآخرة

انتهي الرد .

سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك .

حسام الدين حامد
11-21-2004, 04:00 AM
مع الشكر للأخ الدكتور هشام عزمي صاحب الدليل المتين في الرد علي المشككين ، و الشيخ " الخطيب " صاحب الرد المنقول أعلاه .

د. هشام عزمي
11-21-2004, 04:15 AM
بل الشكر كله لله ثم لشيخنا الحبيب الأستاذ الدكتور أحمد سعد الخطيب أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر .

حسام الدين حامد
11-21-2004, 04:20 AM
جزاك الله خيرًا أخي الحبيب دكتور هشام ، و أعان الله الجميع علي نصرة دينه و جعل أعمالنا خالصةً لوجهه .

ابن القيم
11-21-2004, 05:39 AM
أخى حسام مقال الشيخ الخطيب حول الغلمان فى الجنة سبقتك فى نقله إلى هذا المنتدى ;)

وها هو رابطه :
http://altwhed.com/vb/showthread.php?t=142

حسام الدين حامد
11-22-2004, 07:15 AM
أخي الحبيب " ابن القيم " : جزاك الله خيرًا و جعلك دائمًا من السباقين للخيرات الدالين عليها . :)

و ليتك و معك باقي الإخوة الكرام تقومون بنقل المقالات تحت عنوان " الرد علي مقالات منتدي اللادينيين عن الإسلام ( ) " مع ذكر رقم المقال ، لأن المقالات تزيد عن الثلاثين و لابد من التعاون في الرد عليها .

حسام الدين حامد
12-08-2004, 10:18 AM
قال أحدهم : هل القرآن الكريم يغري بالشذوذ الجنسي ؟
وأنا أقول، بسبب غياب الدراسات التاريخية الحقيقية، لربما لا نتمكن من الجزم بما يقوله أولئك،

أجاب الشيخ الخطيب : منهجنا التاريخي منهج محقق لأنه يعتمد على الأسانيد التي نقد رجالها بميزان دقيق ثم إن منهج الشك بهذه الطريقة ليس منهجا علميا البتة وهو منهج يستوي فيه الجميع الجاهل والعالم وهو يستخدم من قبل الجهال – عذرا لست المقصود – أكثر من استخدامه من قبل العلماء
وعلى ذلك فخاصية الأسانيد لدينا تأتي في إطار منهج توثيقي تنفرد به الأمة الإسلامية دون سواها وأتحدى أن تكون هناك أمة عرفت هذا المنهج التوثيقي للأخبار كأمة الإسلام التي عرفت المتواتر الذي يفيد القطع والعلم الضروري الخبر الآحادي الذي احتفت به القرائن التي تعلي من شأنه وخبر الآحاد الصحيح التي توافرت له مقومات الصحة والخبر الحسن الذي هو أقل منه والخبر الضعيف بأنواعه وقد حذرت منه
وأما غيرها فكثير من مصادر معارفها لا يوجد له منهج يدعم صدقه في إطار بعد زمني مجهول التاريخ بل إن شئت قل مجهول الزمان والمكان

أولا بالنسبة لهدف وجود الغلمان في الجنة هو مجرد الخدمة هكذا قال القرآن ولم يقل غير هذا { يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ 17 بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ 18 لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ 19 وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ 20 وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } ( الواقعة : 17 - 21 ) فمن أين جاءت هذه الفكرة إلا من بنات أفكار قائليها المغرضين ؟
ولأن الجنة دار نعيم وكل ما فيها يساعد على الراحة والاطمئنان فإن القرآن الكريم وصف هؤلاء الخدم بأنهم لنضارتهم كاللؤلؤ المكنون ولك أن تتخيل هنا الهيئة التي يكون عليها المخدومون الذين أجهدوا أنفسهم في الدنيا طاعة لله فإذا كان هذا وصف الخدم فكيف بالمخدوم يا عزيزي هناك من أساليب اللغة ما يعرف بالتنبيه بالأدنى على الأعلى والعكس أي التنبيه بالأعلى على الأدنى وهما خاضعان لما يعرف عندنا في علم أصول الفقه بـ " مفهوم الموافقة "
وأضرب لك مثالا من القرآن الكريم يوضح لك المقصود يقول تعالى في سورة آل عمران: { وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا }
حيث يفهم من الجملة الأول { من إن تأمنه بقنطار } أنه يؤدي إليك الدينار وما هو أقل منه وهو من التنبيه بالأعلى على الأدنى ، ويفهم من الجلة الثانية { ومنهم من إن تأمنه بدينار ...} أنه لا يؤدي القنطار ، فهو من باب التنبيه بالأدني على الأعلي .
وما هنا كذلك فإنه أرشد إلى صفة الخدم لتأخذ منها دليلا على صفة المخدومين من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى وهذا من بلاغة القرآن ولك أن تسأل ولماذا أحجم عن وصف المخدومين ما دام أن هذا هو المقصود والجواب لتذهب نفس السامع في تصويره كل مذهب وهذا أحد أساليب التشويق
وأما سؤالك عن الجنة في عقيدتنا ماذا تعني ؟
فالجواب أن الجنة عندنا هي دار الراحة والجزاء بعد الكد والعناء
الجنة عندنا هي دار الرضوان لمن وقف عند حدود الرحمن
الجنة عندنا هي دار النعيم لمن أطاعوا ربهم امتثالا لأمره واجتنابا لنهيه
فإذا كان طلاب الدنيا يقفون بأبواب ملوك الدنيا لأجل رضاهم ، فيتقربون إليهم بطاعتهم ليفوزوا بجائزتهم
فإن طلاب الآخرة قد ابتغوا بطاعتهم وجه الله أملا فيما هو أكبر فماذا يكون جزاؤهم ؟ إنها الجنة دار المتقين الطائعين جزاء وفاقا لما قدموه .
وأعتقد أن العقل لا يرفض فكرة المكافأة على حسن العمل فليس من العدل ألا يجازى المحسنون بإحسانهم .
وربنا أهل للعدل والفضل !!!!!!!
ولا يمكن أن يقوم نظام أبدا بدون قانون الثواب والعقاب الثواب للمحسنين والعقاب للعاصين
وإلا فما الذي يفرق بين الطائع والجاحد ؟


* هذه الجنة التي وعد الرحمن عباده المؤمنين لخّص النبي صلى الله عليه وسلم وصفها بقوله " فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر "
إذا كانت هذه أوصاف الجنة فعندما يقرب المولى عز وجل مفهومها لنا فكيف يصفها ؟
نحن نعرف أن الألفاظ قوالب المعاني ونحن لا نعرف من المعاني إلا ما ندركه وما لا نعرفه كيف ندركه إن وصف لنا على حقيقته ؟
لا نستطيع !!!
لأجل هذا تضرب الأمثال لتقريب غير المعلوم من المعلوم ولتصوير المعنوي في صورة المحسوس وقد فعلت أنت معي شيئا من هذا في محاورتنا حول التوحيد والتثليث .
وعلى ذلك فكل ما يذكر من أوصاف الجنة لنا هو لتقريب صورتها منا تماما كما يجيئك ابنك الصغير ذو الست سنوات مثلا وقد تنامى إلى سمعه شيء اسمه اللذة الجنسية فيسألك عنها فماذا تقول له وهو لا يعرفها ؟
لابد من أنك سوف تشبهها له بشيء طيب وإن كان بعيدا عن مفهومها ولربما شبهتها له بأنها كعصير المانجو مثلا إن كان هذا مما يحبه هل ترى أن هناك علاقة بين اللذتين الجنسية والتذوقية ؟
لا علاقة لكن لم يكن هناك من بد من هذا الوصف لتقريب المفهوم !!!
ولذلك عندما كلمنا القرآن الكريم عن الجنة ماذا قال ؟
قال في سورة الرعد :
{ مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ 35 }
وفي سورة محمد :
{ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ }
لاحظ كلمة " مثل " إنها تعطينا هذا المفهوم الذي أشرت إليه وعليه يبنى كل ما جاء في وصف الجنة
هل قال القرآن هنا هذه هي الجنة أم قال مثل الجنة
وهنا يلتقي هذا التقريب القرآني مع ذاك الوصف النبوي للجنة في إطار من التشويق والترغيب حتى تهفو النفوس إلى جنة " فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر "
وإذا كان في الجنة كل هذا النعيم المقيم فإن شيئا واحدا يرقى فوق ذلك كله هو النظر إلى الحق تبارك وتعالى يقول سبحانه : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } والحسنى هي الجنة والزيادة هي الرؤية التي لا يعدل بها المؤمنون نعيما قط