المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الإلتزام بالدين يمنعُ تنظيم الحياة أيها الملاحدة .. ؟



أهل الحديث
11-10-2011, 06:23 PM
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .

و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين .

أما بعد :

فيزعم الملاحدة أن الإلتزام بالدين يجعل الإنسان لا يستطيع أن ينظم حياته ،و إن قصدوا بهذه المقولة كل الأديان ما عدا الإسلام فحق أما إن قصدوا كل الأديان بما فيها دين الإسلام فقد كذبوا و ضلوا و كل من يعرف الإسلام حق المعرفة يعرف أن الإسلام دين النظام و الصلاح و الإصلاح ، وقد نظم حياة المسلم في جميع جوانبها .

و المسلم الحق يسلم كيانه كله لله و يسلم جميع أموره لخالقه و يجعل حياته كلها لله قال تعالى : ﴿ قلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ أي كل أعمالي ومقاصدي محصورة في طاعة الله ورضوانه، ، و بينت الآية أن المسلم يجب أن يكون قصده وعمله وكل ما يقدمه من عمل هو لوجه الله تعالى، سواء في أثناء حياته، أو ما يعقبه من عمل صالح بعد مماته، هو لله، وإلى الله، وفي سبيل الله، ولطاعة الله تعالى مما يجعل المسلم لا يعمل إلا العمل النافع .

والمسلم يمكنه أن يجعل كل حياته لله حتى الأمور الدنيوية البحتة؛ من طعام وشراب وملبس، ولعب ومزاح، وعمل وزواج، وما يلحق به من تعلُّمٍ وغيره من أمور الحياة بأن يحول العادة إلى عبادة؛ بابتغاء وجه الله - تعالى - في كل عمل، على أن يكون هذا العمل مشروعًا، فهو يأكل بنيَّة التقوِّي على عبادة الله، ويلعب بنيَّة الترويح المشروع عن النفس، ويتزوَّج بنيَّة تكوين ذريَّة صالحة تعبد الله من بعده ويعمل، بل يجتهد ويكد في العمل بنيَّة تقدُّم ورقي أُّمَّته، وبناء وطنه، ويتعلم ويعلم الناس، ويفقههم بنيَّة أن يعبدوا الله على بصيرة، فينجوا من عذاب الله يوم القيامة، ويتصدق وينفق قربة إلى الله - تعالى - ويلتزم بحُسن الأخلاق وجميلها، ويبتعد عن المذموم منها بنيَّة الاقتداء بسيِّد البشرية محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو إذا نظر في أي جانب من جوانب حياته، يجد الإسلام قد نظم له هذا الجانب بما يتلاءم مع الشرع الحكيم، فها هو أحد النصارى يتعجب قائلاً لسلمان الفارسي - رضي الله عنه -: عجبت من نبيِّكم هذا! يعلمكم كل شيء حتى الخراءة، كما يعلمكم الآية من القرآن .

و قد نظم الإسلام العلاقات بين الأفراد بعضهم بعضًا، وبين الأفراد وحكوماتهم، وبين الحكومات والحكومات الأخرى، وبين الدول والدول الأخرى حتى آداب ذبح الحيوان و آداب قضاء الحاجة .

و قد جاء الإسلام ليحكم الحياة من جميع نواحيها دينا و دنيا لا يزيد في جانبٍ على حساب آخر و كما أمر بتزكية الروح و إصلاحها و تهذيبها أمر بنظافة البدن و تجميله و الحفاظ عليه و كما نظم حياة المسلم الدينية نظم له حياته الدنيوية .

و كما أمر الإسلام بالالتزام بالدين أمر بعدم نسيان الإنسان حظه من الدنيا قال تعالى : ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ أي : ولا تترك حظك من لذات الدنيا فى مآكلها، ومشاربها وملابسها فإن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا و من هداية الآية : حلّية الأكل من الطيب والشرب من الطيب واللبس والركوب والسكن من غير إسراف ولا خيلاء ولا كبر

وليس من الدين الزهد في الدنيا حتى تتركها وتعيش عالة على غيرك، بل الدين يطالبك بالعمل والجد والغنى من طريق الحلال، فإذا جمعت المال فأعط حق الله فيه، ولا تنس نصيبك من الدنيا، أى: تمتع ببعضه بلا إسراف ولا تقتير .

و قد مر أبو بكر الصديق رضي الله عنه بحنظلة رضي الله عنه فوجده يجلس جنب حائط يبكي .. قال ما يبكيك؟ قال نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فيذكرنا الجنة والنار فكأنا رأي عين فإذا خرجنا من عنده عافسنا الزوجات وعالجنا الضيعات ولاعبنا الأولاد ونسينا كثيرا ثم قال نافق حنظلة فبكي أبو بكر وقال والله إني لأجد الذي تجد انطلق بنا إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم أكبر مصيبة أصبنا بها هي فقد رسول الله بابي أنت وأمي يا رسول الله لكن عزاؤوك أن بين يديك سنته قال فأتينا رسول الله صلي الله عليه وسلم: فقلنا : نكون عندك يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافَسْنا الأزواج والأولاد والضيعات ونسينا كثيرا .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « و الذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم و في طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة و ساعة – وكررها ثلاثا » أي هذه ساعة طاعة و هذه ساعة لترويح عن النفس بفعل شيء من المباحات .

وفي نظام الأسرة بيَّن الإسلام الأسس التي بها تختار بها المرأة زوجة، وهي: المال والجمال والحسب والدين، ومن يظفر بذات الدين، يكون قد ربح؛ لأن الدين يبقى وينتفع منه المؤمن بالعمل الصالح في الآخرة، أما الأمور الأخرى فتفنى، بل إن الدنيا كلها ستفنى، وبيَّن الإسلام كيف يفرح المسلم بزواجه؛ من لهوٍ مباح وغيره، بعيدًا عن الصخب ولهو الحديث، وبعيدًا عن المظاهر الخليعة والماجنة.

وحتى لا يظلم الرجل زوجته، ولا تقصِّر المرأة تجاه زوجها، بيَّن الإسلام حقوق كل منهما تجاه الآخر، ولكي يخرج النشء المسلم ذا تربية عالية، وأخلاق رفيعة ورجولة، وضَّح الإسلام وسائل التربية الإسلامية التي يجب اتباعها مع النشء من حين إتيان الرجل زوجته إلى خروج المولود إلى الحياة، ثم كيفية تربيته إلى أن يبلغ أشده بالرعاية والنصيحة، واهتم بالفرد اهتمامًا واسعًا، فبيَّن كيفية إعداد رجال الغد والمستقبل أبناء الأمة الإسلامية، ومن سيحملون لواء الدعوة والجهاد في سبيل الله؛ من خلال المنهج النبوي الذي اتبعه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مع هذا الصنف، وفي مجال التعامل مع غير المسلمين أرشدنا الإسلام إلى كيفية التعامل مع الذميين والمعاهدين وغيرهم، ومالهم من حقوق وما عليهم من واجبات، وما هو النظام الذي يطبق عليهم إذا أخل أحدهم بأحد الواجبات المفروضة عليه، أو ارتكب جريمة ما؟ وما هي الحدود الشرعية في المعاملات بينهم وبين المسلمين في مجال الزواج، والبيع والشراء، والطعام والشراب، وغير ذلك؟

و‌ في مجال العمل قال تعالى : ﴿ و َقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ أي : فسيرى الله عملكم خيرا كان أو شرا ، فيجب عليكم أن تراقبوه تعالى في أعمالكم ، و تتذكروا أنه ناظر إليكم ، عليم بمقاصدكم ونياتكم لا تخفى عليه منكم خافية، وجدير بمن يؤمن برؤية الله لعمله أن يتقنه، وأن يخلص له النية فيه، فيقف فيه عند حدود شرعه، ويتحرى به تزكية نفسه والخير لخلقه، ولا يكتفي فيه بترك معاصيه، واجتناب مناهيه و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه » .

و في استغلال الوقت في المفيد النافع قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة، والفراغ » و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال : عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، و عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه » .

و في مجال الاقتصاد يقوم النظام الاقتصادي الإسلامي على منهج عقائدي أخلاقي مبعثه الحلال والطيبات و الأمانة و الصدق و الطهارة و التكافل و التعاون و المحبة و الأخوة مع الإيمان بأن العمل ( و منه المعاملات الاقتصادية) عبادة ، و أساس ذلك قول الله عز وجل : ﴿ فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ ﴾ , و حث الإسلام على العمل قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده » ، و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي الجبل فيجيء بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه » .

و عندما طبق المسلمون الشريعة في صدر الإسلام ، تقدم المجتمع باتباع شرع الله و أحكامه بما فيها التعاليم الاقتصادية و خير دليل على ذلك ما شهدته الدولة الإسلامية من رخاء اقتصادي في عهد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز ، حيث بلغت الدولة الإسلامية من الغنى ما زاد عن حاجات المسلمين حتى أعطوا منه أهل الذمة .

و في المجال الاجتماعي فالنظام الاجتماعي في الإسلام يقوم على التكامل بين الأفراد الذكر و الأنثى كل له رسالة محددة يكمل بعضهم بعضاً. و الناس بمجموعهم تقوم حياتهم على التكامل لا على الصراع ، تقوم على أن يحب الفرد المسلم لأخيه ما يحب لنفسه فهم كالبنيان وكالجسد الواحد يكمل بعضهم بعضاً. الغني مع الفقير تقوم حياتهم على التكامل والتكافل لا على الحسد والتباغض والصراع الطبقي المقيت. الذي يظهر في المجتمعات الرأسمالية المعاصرة. وأيضاً التكامل في المهمات المتعددة والمناشط والمواهب الإنسانية التي يكمل بعضها بعضاً، فلا يمكن للفرد أن يصنع لنفسه كل حاجاته ولكن الجماعة في الإسلام يتحقق في رحابها جميع معاني التكامل في الحياة والتكافل الذي يحقق مصالح الدنيا والآخرة.

والتكامل في هذا الجانب يميز النظام الاجتماعي في الإسلام ويحقق قوة الترابط بين أفراد المجتمع على أساس من التقوى التي تزكى علاقة المسلم بربه وتنمى علاقة المسلم بأخيه المسلم و بمجتمعه و أمته.

ومن هذه الخاصية تتحقق الأخوة التي هي رابطة المؤمنين الوثيقة كما قال جل وعلا: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ و فضل الأخوة و التفصيل فيه مبسوط في كتاب "فقه الأخوة في الإسلام" للدكتور علي عبد الحليم محمود ، و الأخوة في الله هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في تأسيس المجتمع المسلم في المدينة المنورة، وهي الطريق الواضح لبناء المجتمع المسلم في المدينة المنورة وهي الطريق الواضح لبناء المجتمع المسلم في كل وقت وحين، الإخوة الإيمانية التي لا يعرف لذاتها إلا من عايشها ولا يعرف أبعادها إلا من سابق فيها كيف لا وهي تقوم على الحب في الله بجماله وعاطفته وبهائه مع سمو القصد فيه، الحب القائم على الإيمان بالله ما أجمله وما أصفاه

وفي المجال السياسي يحدد النظام الإسلامي العلاقة بين الإمام والرعية من ناحية تحديد سلطة ولي الأمر وبيان حقوقه وواجباته ، وحقوق الرعية وواجباتها، و علاقة الدولة المسلمة بغيرها من الدول في حالتي السلم والحرب ، و تنظيم موارد الدولة ونفقاتها وكيفية استثمار المال ,و نظم الإسلام القضاء ، والعقوبات ، والجنايات .

والكلمة العليا في النظام السياسي في الإسلام إنما هي لله تبارك وتعالى فالله وحده هو الذي له حق التشريع، وحق تنظيم أمور عباده قال تعالى : ﴿ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ ، ومظهر ذلك و دليله في الواقع : القبول و الإقرار و التقيد بالشرع المنزل كتاباً وسنة ، والانصياع له ، والدوران في فلكه، وعدم الخروج عليه. قال تعالى : ﴿ وَمَا كَانَ لِـمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْـخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ .

والنظام السياسي في الإسلام قائم على العدل والمساواة والشورى و النصيحة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .

ومن كمال نظام الإسلام وتمام تناسقه وعظمة شموله شرع الإحسان في ذبح الحيوان حتى لا يتألم الحيوان و هو يذبح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ ، وَ إِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ » .

ومن كمال نظام الإسلام و تمام تناسقه وعظمة شموله أن الإسلام وضع آدابا لقضاء الحاجة ومنها قضاء الحاجة والتبول في المكان المخصص فيجتنب المسلم قضاء الحاجة و التبول في موارد الماء، أو في مكان تجمع الناس أو في ظلهم، أو في الطرقات أو الشوارع على مرأى من الناس و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « اتقوا اللَّعَّانين ». قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال: « الذي يتخلَّى في طريق الناس أو في ظلهم » .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذهب لقضاء حاجته يسير حتى لا يكاد يُرى ابتعاداً عن أعين الناس، وهذا هو المقصود من قول المغيرة بن شعبة رضي الله عنه : « كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذهب المذهب أبعد » ، ولذلك لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يرفع ثوبه إلا بعد الدنو من الأرض .

وآداب تمنع من تعلّق النجاسة بالثياب أو الجسم، وتسهم في الحماية من وسوسة الطهارة كالأمر بالتبوّل جلوساً كي لا تتلوث الملابس، و كان أغلب حال النبي صلى الله عليه وسلم أن يقضي حاجته وهو جالس .

وجاء النهي عن مس الذكر باليد اليمنى حال قضاء الحاجة، أو استخدامها في إزالة الأذى صيانةً وإكراماً لها، لحديث : « إذا بال أحدكم فلا يأخذنّ ذكره بيمينه، ولا يستنج بيمين» ، فإن الشريعة قد جعلت لليمين كل الأعمال الحميدة، وجعلت مباشرة الأذى والنجاسات باليد الأخرى .

ومن كمال نظام الإسلام و تمام تناسقه وعظمة شموله أن الإسلام وضع آدابا للجماع و منها الجماع في القبل موضع الحرث قال تعالى : ﴿ نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ ﴾ أي : نساؤكم موضع زرع لكم, تضعون النطفة في أرحامهن, فَيَخْرج منها الأولاد بمشيئة الله, فجامعوهن في محل الجماع فقط, وهو القبل بأي كيفية شئتم, وقَدِّموا لأنفسكم أعمالا صالحة بمراعاة أوامر الله .

وعلى المسلم أن يقدِّم بين يدي الجماع بالملاطفة والمداعبة والملاعبة والتقبيل، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلاعب أهله و يقبلها و المداعبات التى تتم قبل المعاشرة الزوجية مفيدة و هي أهم عملية تتم قبل الشروع بالوصال الجنسي إذ يوجد بعض الغدد التناسلية التى تفرز سائلأ مخاطيأ لزجا يساعد على إتمام اللقاء الجنسى بلا ألم بترطيب مهبل الزوجة ، و لتحسين الرغبة الجنسية عند المرأة لابد من المداعبه قبل المباشرة .

ونهى الإسلام عن الجماع وقت الحيض فقد قال تعالى : ﴿ َيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ و جماعه المرأة وقت الحيض يؤدي إلى اشتداد النزف الطمثي، لأن عروق الرحم تكون محتقنة وسهلة التمزق ، وجدار المهبل سهل الخدش، وتصبح إمكانية حدوث الالتهابات كبيرة مما يؤدي إلى التهاب الرحم أيضاً أو يحدث التهاب في عضو الرجل بسبب الخدوش التي تحصل أثناء الانتصاب والاحتكاك، كما أن جماع الحائض يسبب اشتمئزازاً لدى الرجل وزوجه على السواء بسبب وجود الدم ورائحته، وبالتالي قد يؤثر على الزوج فيصاب بالبرود الجنسي و مقاومة المهبل لغزو البكتيريا تكون في أدنى مستواها أثناء الحيض، إذ يقل إفراز المهبل للحامض الذي يقتل الميكروبات، ويصبح الإفراز أقل حموضة إن لم يكن قلوي التفاعل، كما تقل المواد المطهرة الموجودة بالمهبل أثناء الحيض إلى أدنى مستوى لها،و جدار المهبل المكون من عدة طبقات من الخلايا يرق أثناء الحيض، ويصبح رقيقاً ومكوناً من طبقة من الخلايا بدلاً من الطبقات العديدة التي نراها في أوقات الطهر، وخاصة في وسط الدورة الشهرية حيث يستعد الجسم بأكمله للقاء الزوج.

لهذا فإن إدخال القضيب إلى الفرج والمهبل في أثناء الحيض ليس إلا إدخالاً للميكروبات في وقت لا تستطيع فيه أجهزة الدفاع أن تقاوم، كما أن وجود الدم في المهبل والرحم يساعد على نمو تلك الميكروبات وتكاثرها ..

وقد شرع الإسلام الصلاة خمس مرات و في ذلك تمرين على النظام فى الحياة العامة، بما فيها من ضبط لأوقات الصلاة وتنسيق لأداء أركانها ، وترتيب الإنسان لمواعيد نومه ، ويقظته واعماله الأخرى .

والفرق شاسع بين نظم الإسلام و النظم الوضعية فنظم الإسلام مصدرها الله الخالق سبحانه وتعالى ، علَّمَها البشر عن طريق الوحي الإلهي و الوحي لا يخطيء لأن صاحبه هو خالق البشر فشريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان أما النظم الوضعية فمصدرها الفكر البشري و هي عرضة للخطأ إذ ليست المصلحة هي كل ما يراه الناس مصلحة بل المصلحة ما رآها الشرع مصلحة فالإنسان قد يرى الشيء الضار نافعا ، ويرى النافع ضارا متأثرا بشهواته و تتطلعه للنفع العاجل اليسير دون النظر للضرر الآجل الجسيم و لذلك تعجز النظم الوضعية عن حل كثير من القضايا العصرية و المستجدات التي تحدث في المجتمع ، بل و يفاجأ الواضعون لها بظهور أنواع من الخلل فيها ، و لذلك نجدها دائماً تتغير في كل بضع سنوات ، و شريعة الإسلام فيها من المرونة و الحيوية ما يجعلها دائماً صالحة لكل زمان و مكان .

ونظم الإسلام حكمت بها دول وشعوب مختلفة على مدى ثلاثة عشر قرنا ، فكان فيها لكل مشكلة حل ، حتى في عهد التقليد والجمود أما النظم الوضعية رغم أنها لم تطل في البلاد الإسلامية إلا قرنا ، ومع هذا فقد ضاقت بها النفوس ، ولم يبق متعلقا به إلا شرذمة ترى أن حياتها مرتبطة بحياتها ، وسعة أرزاقها منوطة ببقائها . ولكن الله سيظهر دينه ولو كره المشركون .

ونظم الإسلام تربط دائما بين الجزاء الدنيوي والجزاء الأخروي . فليس معنى انفلات الشخص من الجزاء الدنيوي انفلاته من الجزاء الأخروي . ولذا رأينا المتدينين لا يهمهم أن يكسبوا قضية أمام القضاء إلا إذا ارتاحت ضمائرهم أن هذا الحق الذي أثبته لهم القضاء حق مشروع ، بينما المشتغلون بالفقه الوضعي لا يهمهم إلا الحكم لدنيوي حتى ولو رفضه الشرع ، ولذا يتفننون في الحيل التي يكسبون بها هذا الحق الدنيوي فالقوانيين الوضعية عرضة للخرقة و التحايل بخلاف القوانيين و النظم الإلهية .

ونظم الإسلام تهتم بالجانب الجسدس والروحي معا بخلاف النظم الوضعية إذ النظم الوضعية لا تهتم بالجانب الروحي للإنسان ولا تعامله كآدمي له روح، ولذلك لا نجد أي عناية للآداب والأخلاق والمكارم في هذه القوانين.

ونظم الإسلام تهتم بالحقوق والواجبات التي على الإنسان لغيره مثل بر الوالدين وتربية الأبناء وصلة الأرحام و النظم الوضعية لا تهتم بالحقوق والواجبات التي على الإنسان لغيره .

ومن هنا نخلص أن الالتزام بالإسلام تمام الالتزام يجعل المسلم منظما في جميع جوانب حياته الدينية و الدنيوية بخلاف الالتزام بالقوانيين البشرية و الأعراف البشرية .

هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

أهل الحديث
11-10-2011, 09:58 PM
سُبحان الله وبحمدهِ .. سبحان الله العظيم ..

الاسمر
11-10-2011, 11:48 PM
نرجو من العضو الأسمر عدم المشاركة خارج قسم السنة مع التزام المنهج العلمي وآداب الحوار
متابعة إشرافية

عَرَبِيّة
11-11-2011, 08:18 AM
ماشاء الله على أخي أهل الحديث , لا يدع للملاحدة مجالاً للتنفس .. زاده الله علماً وعملاً و تقبّله منه ,
وصدق أخي سلمة بارك الله فيه , لو تُلزم الإدارة هذا الأسمر بموضوع محدد يتحدّث فيه وعنه , هذا أفضل من شخطبته على جداريات المنتدى مُشتتاً للجهد مُضيّعاً للوقت .

أهل الحديث
11-11-2011, 09:46 AM
جزاك الله كل خير أختنا أنتم الأصول ونحنُ الفرع .

أهل الحديث
11-12-2011, 07:13 PM
سُبحان الله وبحمدهِ .. سبحان الله العظيم ..

أهل الحديث
11-13-2011, 11:57 AM
سُبْحانَ الله وبِحَمْدِهِ ... سُبْحانَ اللهِ العَظْيّمْ ...

أهل الحديث
11-14-2011, 11:47 AM
سُبْحانَ الله وبِحَمْدِهِ ... سُبْحانَ اللهِ العَظْيّمْ ...

أهل الحديث
11-15-2011, 08:07 AM
سُبْحانَ الله وبِحَمْدِهِ ... سُبْحانَ اللهِ العَظْيّمْ ...

أهل الحديث
11-15-2011, 05:52 PM
سُبْحانَ الله وبِحَمْدِهِ ... سُبْحانَ اللهِ العَظْيّمْ ...

أهل الحديث
11-16-2011, 06:48 AM
سُبْحانَ الله وبِحَمْدِهِ ... سُبْحانَ اللهِ العَظْيّمْ ...

أهل الحديث
11-18-2011, 06:03 PM
سُبْحانَ الله وبِحَمْدِهِ ... سُبْحانَ اللهِ العَظْيّمْ ...