المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التنبيه على خطأ شائع



عبدالرحمن الحنبلي
11-11-2011, 11:29 AM
يقول المؤلف: (لو عذب الله أهل سماواته وأهل الأرضين برهم و فاجرهم عذبهم غير ظالم لهم), هذا مأخوذ من حديث: (لو عذب الله أهل السماوات والأرض لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته خيراً لهم) والمعنى: أن الله لو وضع عدله في أهل سماواته، وأهل أرضه، وحاسبهم على أعمالهم وعلى نعمه عليهم لصاروا مدينين له, وحينئذ لو عذبهم لعذبهم وهو غير ظالم لهم، فلو يحاسب الإنسان بنعم الله عليه وعمله فإنه يكون مديناً وحينئذ يعذب؛ لأن نعمة البصر قد تعدل عمل الإنسان كله فينتهي العمل فيعذب، لكنه سبحانه يحاسبهم بأعمالهم. ولا يجوز أن يقال عن الله تبارك وتعالى إنه ظالم , فالظلم هو وضع الشيء في غير موضعه, وهذا هو التعريف الصحيح لا كما عرفه الجبرية، والله تعالى حرم الظلم على نفسه, ولم يحرمه عليه أحد؛ لأنه ليس فوقه أحد، كما أنه كتب على نفسه الرحمة، ولم يكتبها عليه أحد، وحرم الظلم على نفسه، وقد جاء في حديث أبي ذر القدسي يقول الله تعالى: (يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا). والظلم يقدر عليه الله، لكنه تنزه عنه, فلا يقال: إنه لا يقدر عليه؛ ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [غافر:17]، وقال: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا [طه:112] ولو كان الظلم غير مقدور له لما أمّن الإنسان من خوف الظلم. وقالت الجبرية من الأشاعرة والجهمية: إن الظلم هو الممتنع المستحيل الذي لا يدخل تحت قدرة الله كالجمع بين النقيضين, فالظلم لا يقدر عليه الله؛ لأنه ممتنع عندهم، وقالوا: الظلم هو تصرف المالك في غير ملكه أو مخالفة الآمر للمأمور. والله تعالى كل شيء ملكه فهو يتصرف في ملكه, فلو عذب أهل السماوات وأهل الأرضين لكان غير ظالم، فالظلم كما عرفوه هو أن يتصرف المالك في غير ملكه, وهل هناك شيء يخرج عن ملك الله؟ فلو فعل أي شيء لا يكون ظلماً. وقالت الجبرية: يجوز لله أن يقلب التشريعات والجزاءات, فيجعل العفة محرمة والزنا واجباً والعياذ بالله, ويجوز على الله أن يحمل الأبرار والأنبياء أوزار الفجار والكفار ويعذبهم ولا يكون ظالماً لهم؛ لأنه تصرف في ملكه، وهذا من أبطل الباطل, فالله تعالى حرم الظلم على نفسه وهو قادر على الظلم, ولو كان غير قادر على الظلم فما الفائدة من التحريم؟ قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ ولو عذب الله أهل السماوات وأهل الأرضين برهم وفاجرهم, عذبهم غير ظالم لهم, لا يجوز أن يقال لله تبارك وتعالى. إنه ظالم، وإنما يظلم من يأخذ ما ليس له، والله جل ثناؤه له الخلق والأمر، والخلق خلقه، والدار داره، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون, ولا يقال: لم؟ وكيف؟ لا يدخل أحد بين الله وخلقه ]. قوله: (وإنما يظلم من يأخذ ما ليس له) هذا الكلام يتماشى مع مذهب الجبرية, القائلين بأن الظلم تصرف المالك في غير ملكه، والصواب الذي عليه أهل السنة أن الظلم وضع الشيء في غير موضعه، وأن الله تعالى لا يظلم لكمال عدله لا لعجزه وقد حرم على نفسه. وقوله: (لايسأل عما يفعل) لكمال عدله ولكونه حكيماً عادلاً, والجبرية يقولون: لا يسأل عما يفعل لكونه يتصرف في القدرة والمشيئة وينكرون الحكمة, وكان ينبغي على المؤلف أن يقرر مذهب أهل السنة والجماعة ويقول: وإنما يظلم من يضع الشيء في غير موضعه كأن يحمل أحداً وزر غيره أو يمنعه من حقه, أما قوله: (وإنما يظلم من يأخذ ما ليس له) فهو يتماشى مع مذهب الجبرية. (والله جل ثناؤه له الخلق والأمر، والخلق خلقه، والدار داره) فإذا تصرف فيهن بما يشاء فلا يكون ظلماً. قوله: (ولا يقال: لم؟ وكيف؟) لا يقال لم في أفعال الله، ولا يعترض أحد على الله، فلا يقال: لم فعل كذا, ولا يقال: كيف في الصفات، ولا يسأل: لم؟ لأنه حكيم يضع الأشياء في مواضعها, لا لأنه يفعل بالقدرة والمشيئة فقط، فلابد لطالب العلم أن يفرق بين مذهب أهل السنة في الظلم وبين مذهب الجبرية.



منقول من محاضرة ( شرح كتاب السنة للبربهاري [8] ) للشيخ : ( عبد العزيز بن عبد الله الراجحي

عبدالرحمن الحنبلي
11-11-2011, 11:38 AM
الخطأ الشائع هو تعريف الظلم بانه تصرف المالك في غير ملكه أو مخالفة الآمر للمأمور

وبالتالي تفسير قوله تعالى تفسير خاطئا

لايسأل عما يفعل

وشرح الحديث شرحا خاطئا

(لو عذب الله أهل السماوات والأرض لعذبهم وهو غير ظالم لهم،

وهذا الخطأ الشائع لاحظته في اكثر من موضوع ...وفي اكثر من مداخله

الإصبع الذهبي
11-11-2011, 12:01 PM
جزاك الله خير أخوي عبدالرحمن نقل موفق وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى آمين آمين

أبو القـاسم
11-11-2011, 12:23 PM
مرحبا بالحبيب المشاكس ..في كلام الشيخ نظر , والراجح في تأويل الحديث أن الله جل ثناؤه مهما عذب من خلائق فإن تعذيبه إياهم لو وقع ,يكون على ما اقترفوه وأذنبوا فيه مما كلفوا به من سيدهم الخالق ,فيكون عدلا .. قال الإمام ابن تيمية الحراني نور الله قبره: (وقوله " وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين " بين أن عقاب المجرمين عدلا لذنوبهم لا لأنا ظلمناهم فعاقبناهم بغير ذنب . والحديث الذي في السنن : " لو عذب الله أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيرا من أعمالهم " يبين أن العذاب لو وقع لكان لاستحقاقهم ذلك ; لا لكونه بغير ذنب وهذا يبين أن من الظلم المنفي عقوبة من لم يذنب ..) من مجموع الفتاوى..هذا القول هو الحقيق أن يكون الحق ,لاتفاقه مع قواعد الشريعة المعلومة التي دلت عليها عشرات النصوص ,من مثل قوله تعالى "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" وغيرها..والله أعلم

مشرف 11
11-11-2011, 01:03 PM
مغلق حتى لا يتحول إلى صفحة جدلية من قبل الجهلة تفسد ما أراده صاحب الموضوع الأخ الفاضل الحنبلي