المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمة العربية والإسلامية ...ضرورات البقاء ومتطلبات المستقبل



ابو هزبر
11-19-2011, 08:20 PM
الأمة العربية والإسلامية ...ضرورات البقاء ومتطلبات المستقبل


الشعوب تحركت لتغيير واقعها المحزن الذي تحملته لسنوات طويلة، فرفعت شعارات طالبت برفع الظلم بكافة صورة وبالحرية والعدالة ومكافحة الفساد وغير ذلك، وهذه المطالب كانت بما تحتويه تمثل الاحتياج الأساسي اللازم توفره لإقامة حياة صحيحة وفق عالم اليوم، وقد كان من النتائج الأولية لنجاح الشعوب في تحقيق مطالبها ظهور العديد من الجماعات والأحزاب السياسية والإسلامية التي كانت تنشط في الخفاء أو تتعرض للاحتواء من قبل الأنظمة الحكمة، وذلك كنتيجة طبيعية لتفك وتراجع دور الأجهزة الأمنية التي كانت تمارس عمليات من المراقبة والحد للكثير من الحريات والأنشطة التي لا تتفق مع توجهات الأنظمة السياسية الحاكمة.


ومما يجب إدراكه سريعا ان ساحات العمل والنشاط الفكري في أوساط الأمة العربية وبصورة عامة يتوقع ان يشهد اتساعا ونمو خلال المرحلة القامة بإذن الله تعالى من خلال الانفتاح الواسع في حرية العمل فيه، وسيتاح أمام الجميع وبصورة لم يسبق لها مثيل ممارسة الكثير من الأنشطة الدعوية والثقافية والاجتماعية والخيرية وغيرها والتي كان العديد منها خلال الفترات والمراحل التاريخية الماضية يعاني من حالة من الانعدام أو المنع والإعاقة أو الضعف.

وعلينا اليوم وفي ظل هذه الرحلة ألهامة في تاريخنا الراهن مسئولية بالغة الأهمية والدقة تنصب على إعادة تحديد المنهج والأساليب والوسائل المناسبة للعمل الجهادي بما ينصب على إعادة ضخ ودفع ينابيع الإسلام الصافي والنقي في شريان الأمة العربية والإسلامية لإحيائها وتخليصها من كافة الشبهات والأفكار والأباطيل التي أدخلت عليها أو علقت بها خلال المراحل التاريخية الماضية، وبما يمكنها من استعادة قدرتها على النهوض واستيعاب عقيدتها الصحيحة وقيمها ومعانيه الإنسانية النبيلة واستعادة دورها الحضاري والتاريخية المشرق في الارتقاء بحياة البشرية على مستوى العالم.

ويجب علينا الإدراك التام ان أي عمل جهادي سلمي في أوساط الأمة العربية والإسلامية خلال المرحلة القادمة يجب ان يكون قائم على استيعاب وإدراك عدة مرتكزات أساسية لا يتم الخروج عنها وهي:-

يجب علينا النجاح في امتلك قلوب ووجدان ومشاعر ألامه حتى تمنحنا ثقتها وتستجيب لما نقوم من جهود الإصلاح الرامية للسير بها نحو الوضع الحق الذي يجب ان تكون عليه، وبها ومعها سيتم في مراحل لاحقة ومناسبة تغيير كل شيء مخالف لديننا ، فامتلكنا للحرية في القول والتعبير هو المفتاح الذي سيمكننا من إيصال أفكارنا إلى كل أبناء الأمة وإقناعهم بصحة وجهة نظرنا ومنها ضرورة الاحتكام إلى شرع الله وسنه نبيه...وسيكون ما يلزمنا للنجاح هو صبر وإصرار المجاهدين فقط.

الجهاد دعوي سلمي خالي من استخدام السلاح والعنف وقائم على الكلمة والموعظة الحسنة والدعوة إلى تحكيم شرع الله وسنة رسوله دون التصادم والغلظة في القول ذلك من خلال المساجد والمدارس والجمعيات والأحياء السكنية وفي كل الأماكن التي نستطيع فيها الحديث. وسيكون الخلق الحميد والتحلي بتعاليم الإسلام السمحة، وسيلتنا في التغلب على كافة الإشكاليات التي تواجهنا.

الحوار والنقاش البناء هو الوسيلة لإحقاق ما هو حق وإزالة ما هو باطل، ووجود بعض المتسلطين في بعض الأماكن لا يجب أن يثنينا عن جهادنا والقيام بدورنا، وليس سبب كافي يدفعنا لاستخدام العنف والتسبب في إراقة أي دماء.

يقع علينا واجب إعادة تصحيح كافة الأفكار والأكاذيب والافتراءات المغلوطة التي لحقت بالمسلمين والإسلام أو بالجماعات الإسلامية وذلك في كافة العالم باعتبار المسلمين أو الجماعات الإسلامية لا تمارس أو تخلت عن ممارسة أي أعمال تتسم باستخدام السلاح والعنف في كافة أنشطتها وأعمالها، بما يعيد للإسلام والمسلمين مكانتهم وصورتهم المشرقة في أنظار الجميع.

لن يضرنا أن نتحمل القتل أو الظلم و السجن و التعذيب في سبيل ما نجاهد سلميا من أجلة إلى جانبنا امتنا وسيجزينا الله خيرا الجزاء على جهادنا وصبرنا.، وسيكون لكل ما نتحمله ونتعرض له من أذى مردودا فاعل في إظهار ما ندعو اليه وفي انضمام الكثير من الناس إلى صفوفنا.

سيكون علينا الاستفادة والاستثمار الفاعل للمتغيرات وثورة الاتصالات والقنوات الفضائية الحاصلة في العالم في الوصول إلي كبر كم ممكن من أبناء الأمة وبما يؤدي إلى اختصار المراحل، خاصة انه بات في مقدور إي جماعة إسلامية لا تتخذ من السلاح والعنف وسيلة لتحقيق أهدافها إنشاء العديد من القنوات فضائية وإدارتها وفق ما تؤمن به والأمثلة كثيرة.

الجهادي الدعوي السلمي يمتلك كل مقومات القوة والتأثير التي تضمن لنا النجاح من خلاله في تحقيق أهدافنا، وقد أدرك الكثيرون قوة العمل السلمي في أوساط شعوبهم فاستفادوا منها بالغ الاستفادة، فتم تحرير الهند من الاحتلال البريطاني من خلاله، وبه تم إزالة النظام العنصري في جنوب إفريقيا بكل ما فيه من قوة وقسوة ، وتم بالقريب من خلاله أيضن أحدث تغيير جذري في تونس ومصر ، وكل ما يلزمنا للاستفادة منه الانطلاق نحو استعادة امتنا مما هي فيه.

قد تواجهنا في البداية عدد من الإشكاليات منها عدم وجود تجاوب ملفت من الناس أول الأمر نتيجة أي مواقف أو أراء سابقة تكونت لديهم جراء أخطاء ارتكبت أو تشويه إعلامي، منها تكون صورة لديهم تربط ما بين العمليات المسلحة العنيفة التي خلفت سقوط ألاف الأبرياء والضحايا وتشككهم من الدعوات المتصلة بالجماعات الإسلامية، إلا أننا سيأخذ في التلاشي بعد فترة وسيبرز تجاوب مطرد من قبل الكثير من أبناء الأمة خاصة بعد تشكل ونمو توجه إسلامي ملتزم بانتهاج الأساليب الجهادية الدعوية السلمية الخالية من العمل المسلح والعنف، وسنلاحظ وخلال فترات ليست بالطويلة ان نشاط وتأثير المجهدين في أوساط ألامه اخذ في التعاظم خاصة مع تحليهم بالصبر مع من حولهم أو يخالف أو حتى يحاول الإضرار بهم و التأثير علي ما يقومون به من عمل خير، وعليهم أن يحتسبوا ذلك من مشقة وقسوة ألجهاد مستحضرين ان جميع الأنبياء والرسل والدعاة عانوا من الإيذاء والقسوة أثناء تبليغهم رسالته.

كما ان علينا من الحذر والتنبه الشديد من الانشغال بعمليات الصراع والتصادم بين الجماعات الإسلامية، وان يكون تركيزنا على هدف واحد وهو كسب الأمة وليس الاقتتال عليها او معها، ولعل هذا الأمر هو ما أدى الفشل والإحباط خلال السنوات الماضية، وأدخلنا في متاهة البحث عن أسباب ما نواجهه من عدم القدرة على التقدم وغياب الفاعلية اللازمة لتحقيق أي ما نريد ومحاكمة بعضن البعض.

يجب ان نصلا بعملنا الدعوي مستقبلا إلى المستوى الذي يشعر فيه كل فرد في الأمة ان عليه القيام بدور هام يتمثل في القيام بنصرة الإسلام بكافة الإمكانيات والوسائل المناسبة وفق ما يتاح له من وسائل وإمكانيات ..

ولنكن جميعا على ثقة ان الجهاد قد لا يكون في مرحلة ما مرتبط بجيل واحد فقط تقع عليه المسئولية الكاملة في تحقيق النصر، وان هذا الجيل مجرد حلقة ضمن سلسله من الأجيال المتعاقبة، وسيستخدم كل واحد منها ما سيتاح أمامه من إمكانيات للقيام بدورة في نصرة الإسلام والأمة الإسلامية، والمهم اليوم وما يجب علينا القيام به أن نبدأ في عملية إصلاح واعية ومدروسة لما لحق بنا من إضرار وتشوهات خلال الفترات الرديئة من تاريخنا الماضي،وذلك كضرورة حتمية لا غنى عنها تتيح للأجيال القادمة الحصول على ارض صلبة وقوية يستطيع وبمقومات نجاح مؤثرة الانطلاق نحو المستقبل.


هذا والله هو الموفق وهو الهادي وخير معين

قمت بنشرة بداية في شهر ابريل/2011م.