المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الله على كل شيئ قدير؟؟



سلفي مغربي
11-24-2011, 06:44 AM
السلام عليكمورحمه الله وبركاته
دار حوار بين أخ من أهل السنة ومبتدع حبشي في صفة الظلم هل هي مقدوره أم لا ؟.؟

فقال صاحب السنة الله على كل شيئ قدير فالله يقدر على أن يظلم الناس ولكن نزه نفسه عن هذه المسألة وحرمه على نفسه وأن الظلم في حقه ليس بممتنع !
ثم بادر الحبشي بااسئلة هل يقدر الله على أن يظلم أم لا؟

أجاب الحبشي لا يقدر لأن هذا ممتنع والقدره على الممتنع ممتنعة ! ثم قال الله تعالى يقدر على أن يتزوج بمريم كما ادعت النصارى -تعالى الله عن ذالك علوا كبيراا -

السؤال بارك الله فيكم
أنا لا أشك أن قول الحبشي وقياسه ظلم الله تعالى بزواجه قياس باطل

ولكن السؤال الذي بقي في ذهني هل هذا العفل القبيح زواج الله بمريم ممتنع أم مقدور ولكن الله نزه نفسه عنه فقط وكيف نرد على هذا الحبشي الذي ألزم الخصم بهذه المسألة ؟؟

والسؤال الثاني أجمع المسلمون على القول بأن من قال أن الله بذاته في كل مكان فقد كفر فماهو الدليل على هذا التكفير ؟؟
أفيدونا وفقكم الله تعالى .

اخت مسلمة
11-24-2011, 09:21 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتـه


فقال صاحب السنة الله على كل شيئ قدير فالله يقدر على أن يظلم الناس ولكن نزه نفسه عن هذه المسألة وحرمه على نفسه وأن الظلم في حقه ليس بممتنع !

هذِه العبارة من الأخ المُجيب تحتاجُ الى بيانٍ وتحرير , فالله عزّ وجل نفى الظُلم عن نفسه ونزَّه نفسه عنه سبحانه وتعالى وحرَّمه على نفسه لأنه لا يليق به عز وجل , وعندنا معنى الظُلم الذي نفاه الله تعالى عن نفسه هو : وضع الشيء في غير موضعه , كأن يمنع أحدا من ثواب حسناته بأن ينقصه من حسناته أو أن توضع عليه سيئات غيره أو منع ذي الحق حقه , وهذا ماحرّمه تعالى على نفسه , فهُو ممكن الوقوع , ولو كان لا يمكن لما حرمه على نفسه ..وبالطبع الممتنع لذاته لا يُحتاج إلى تحريمه فالذي يحرم هو الممكن , إنما هو متنع على الله تعالى من جهتي الشرع والعقل ، لا من جهة أنه غير مقدور عليه ..!


ولكن السؤال الذي بقي في ذهني هل هذا العفل القبيح زواج الله بمريم ممتنع أم مقدور ولكن الله نزه نفسه عنه فقط وكيف نرد على هذا الحبشي الذي ألزم الخصم بهذه المسألة ؟؟

قال عزّ وجل : ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )
الله تعالى ... ليس كمثلِه شيئ , أحدٌ فردُ صمد , لو جوّزنا وجود اله غير الله تعالى شريكاً لهُ لجوزنا وجود الصاحبة ..!!
ذكر شيخ الإسلام في ( مجموع الفتاوى ) في فصل (في قول الله تعالى قل هو الله أحد الله الصمد) :
( ولهذا امتنع عليه أن يلد وأن يولد؛ وذلك أن الولادة والتولد وكل ما يكون من هذه الألفاظ لا يكون إلا من أصلين، وما كان من المتولد عينًا قائمة بنفسها، فلابد لها من مادة تخرج منها، وما كان عرضًا قائمًا بغيره، فلابد له من محل يقوم به.
فالأول: نفاه بقوله: { أحد }، فإن الأحد: هو الذي لا كفؤ له ولا نظير، فيمتنع أن تكون له صاحبة، والتولد إنما يكون بين شيء ين، قال تعالى: { أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [11]، فنفي سبحانه الولد بامتناع لازمه عليه، فإن انتفاء اللازم يدل على انتفاء الملزوم، وبأنه خالق كل شيء، وكل ما سواه مخلوق له، ليس فيه شيء مولود له.
والثاني: نفاه بكونه سبحانه الصمد، وهذا المتولد من أصلين يكون بجزئين ينفصلان من الأصلين، كتولد الحيوان من أبيه وأمه بالمنى الذي ينفصل من أبيه وأمه، فهذا التولد يفتقر إلى أصل آخر، وإلى أن يخرج منهما شيء، وكل ذلك ممتنع في حق الله تعالى فإنه أحد، فليس له كفؤ يكون صاحبة ونظيرًا، وهو صمد لا يخرج منه شيء، فكل واحد من كونه أحدًا، ومن كونه صمدًا يمنع أن يكون والدًا، ويمنع أن يكون مولودًا بطريق الأولى والأحرى )


والسؤال الثاني أجمع المسلمون على القول بأن من قال أن الله بذاته في كل مكان فقد كفر فماهو الدليل على هذا التكفير ؟؟

دلّت الأدلة السمعية ، والعقلية ، والفطرية ، أن الله تعالى على كل شيء ، وأنه عزّ وجل فوق السماوات مستوٍ على عرشه , وفي القول المذكور تكذيبٌ لهذه النصوص ..قال سبحانه: أأمنتم من في السماء , وقال جل وعلا: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه , وقال جل وتعالى: تعرج الملائكة والروح إليه في يوم ٍ كان مقداره خمسين ألف سنة ,,,و ذات المعنى في آيات كثيرة ، كما تواتــر في السنة في نصوص كثيرة لاتحصى إلا بكلفة ومن كذبها فقد كفر بالطبع..!

د. هشام عزمي
11-24-2011, 01:59 PM
زواج الله حاشاه أمر ممتنع عقلاً .. أما الظلم فغير ممتنع عقلاً ، إنما جهة امتناعه هي عدل الله وحكمته التي تمنع وقوع ذلك منه .. كما يمتنع صدور السفه والعبث منه سبحانه ، كذلك يمتنع وقوع الظلم ..

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-24-2011, 03:15 PM
أما الظلم فغير ممتنع عقلاً لكن أليس عند أهل السنة أنه ممتنع عقلا من جهة أنه ينافي كمال الصفات ؟

د. هشام عزمي
11-24-2011, 04:48 PM
لكن أليس عند أهل السنة أنه ممتنع عقلا من جهة أنه ينافي كمال الصفات ؟

ليس من الممتنع عقلاً ، بل هو في مقدوره تعالى ، لكنه لا يفعله تنزهًا عن الظلم والعبث والسفه ..
كقوله (( ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ))
وقوله (( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء انه بعباده إنه خبير بصير ))
وقوله (( وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ))
وقوله (( ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي ))
وقوله (( وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ))
وغيرها من الآيات التي تبين أن هذه كلها في مقدوره عز وجل ومن الممكنات لكنه لا يفعلها لأجل حكمة أو غاية ..
والله أعلم .

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-24-2011, 04:57 PM
فالظلم عند أكثرهم ( التصرف في ملك الغير ) ، فقالوا : هذا ممتنع على الله ، وبناء عليه فلا يكون تصرفه في ملكه إلا عدلا .

أما أهل السنة فيرون هذا التعريف غلطا ، من حيث اللغة والشرع ، بل تعريفه ( وضع الشيء في غير موضعه ) ، أو مخالفه الاستحقاق لمحله ، ونحو ذلك ، فيقولون هو يمتنع على الله من جهة الشرع والعقل ، لا من جهة أنه غير مقدور هذا كلام الشيخ عمرو البسيوني عندما سألته في أهل الحديث

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-24-2011, 05:04 PM
وجاء بعض الإشكالات من الإخوة وهو ما كنت اعتقد به مثلك شيخ هشام وهذا الإشكال
الأخ عمرو بارك الله فيك , ذكرت أن الظلم يمتنع على الله من جهة الشرع والعقل لا أنه غير مقدور , وبصراحة لم أفهم هذه العبارة لأنني أفهم من الامتناع العقلي أنه غير مقدور فكيف يمتنع الشيء عقلا ويكون مقدورا في آن واحد
وهذا رد الشيخ عمرو
امتناعه على الله من جهة العقل لمنافاته الكمال المطلق المستحق لله .

فهو ممتنع لغيره ، لا لذاته .

والممتنع لغيره = جائز في نفسه مقدور وكذلك كلام الأخت مسلمة سليم موافق

د. هشام عزمي
11-24-2011, 05:35 PM
طالما الخلاف لفظي يبقى مفيش عندي مشاكل يا مولانا :)

سلفي مغربي
11-24-2011, 11:47 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتـه



هذِه العبارة من الأخ المُجيب تحتاجُ الى بيانٍ وتحرير , فالله عزّ وجل نفى الظُلم عن نفسه ونزَّه نفسه عنه سبحانه وتعالى وحرَّمه على نفسه لأنه لا يليق به عز وجل , وعندنا معنى الظُلم الذي نفاه الله تعالى عن نفسه هو : وضع الشيء في غير موضعه , كأن يمنع أحدا من ثواب حسناته بأن ينقصه من حسناته أو أن توضع عليه سيئات غيره أو منع ذي الحق حقه , وهذا ماحرّمه تعالى على نفسه , فهُو ممكن الوقوع , ولو كان لا يمكن لما حرمه على نفسه ..وبالطبع الممتنع لذاته لا يُحتاج إلى تحريمه فالذي يحرم هو الممكن , إنما هو متنع على الله تعالى من جهتي الشرع والعقل ، لا من جهة أنه غير مقدور عليه ..!



قال عزّ وجل : ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )
الله تعالى ... ليس كمثلِه شيئ , أحدٌ فردُ صمد , لو جوّزنا وجود اله غير الله تعالى شريكاً لهُ لجوزنا وجود الصاحبة ..!!
ذكر شيخ الإسلام في ( مجموع الفتاوى ) في فصل (في قول الله تعالى قل هو الله أحد الله الصمد) :
( ولهذا امتنع عليه أن يلد وأن يولد؛ وذلك أن الولادة والتولد وكل ما يكون من هذه الألفاظ لا يكون إلا من أصلين، وما كان من المتولد عينًا قائمة بنفسها، فلابد لها من مادة تخرج منها، وما كان عرضًا قائمًا بغيره، فلابد له من محل يقوم به.
فالأول: نفاه بقوله: { أحد }، فإن الأحد: هو الذي لا كفؤ له ولا نظير، فيمتنع أن تكون له صاحبة، والتولد إنما يكون بين شيء ين، قال تعالى: { أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [11]، فنفي سبحانه الولد بامتناع لازمه عليه، فإن انتفاء اللازم يدل على انتفاء الملزوم، وبأنه خالق كل شيء، وكل ما سواه مخلوق له، ليس فيه شيء مولود له.
والثاني: نفاه بكونه سبحانه الصمد، وهذا المتولد من أصلين يكون بجزئين ينفصلان من الأصلين، كتولد الحيوان من أبيه وأمه بالمنى الذي ينفصل من أبيه وأمه، فهذا التولد يفتقر إلى أصل آخر، وإلى أن يخرج منهما شيء، وكل ذلك ممتنع في حق الله تعالى فإنه أحد، فليس له كفؤ يكون صاحبة ونظيرًا، وهو صمد لا يخرج منه شيء، فكل واحد من كونه أحدًا، ومن كونه صمدًا يمنع أن يكون والدًا، ويمنع أن يكون مولودًا بطريق الأولى والأحرى )



دلّت الأدلة السمعية ، والعقلية ، والفطرية ، أن الله تعالى على كل شيء ، وأنه عزّ وجل فوق السماوات مستوٍ على عرشه , وفي القول المذكور تكذيبٌ لهذه النصوص ..قال سبحانه: أأمنتم من في السماء , وقال جل وعلا: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه , وقال جل وتعالى: تعرج الملائكة والروح إليه في يوم ٍ كان مقداره خمسين ألف سنة ,,,و ذات المعنى في آيات كثيرة ، كما تواتــر في السنة في نصوص كثيرة لاتحصى إلا بكلفة ومن كذبها فقد كفر بالطبع..!

جزاكم الله أختي الكريمة على هذه المجهودات الطيبة

وجزى الله كل كل من شارك في الإجابات على هذه الأسئلة .

سلفي مغربي
11-24-2011, 11:50 PM
قلتم أختنا:
هذِه العبارة من الأخ المُجيب تحتاجُ الى بيانٍ وتحرير , فالله عزّ وجل نفى الظُلم عن نفسه ونزَّه نفسه عنه سبحانه وتعالى وحرَّمه على نفسه لأنه لا يليق به عز وجل , وعندنا معنى الظُلم الذي نفاه الله تعالى عن نفسه هو : وضع الشيء في غير موضعه , كأن يمنع أحدا من ثواب حسناته بأن ينقص..
نعم هذا ماقاله الأخ أن الظلم هو وضع الشيئ في غير موضعه
وهو كان يقول لهم لو أراد الله أن يظلم أحدا لفعل ذلك فهو على كل شيئ قدير =ضد أنه يمتنع عليه عقلا فعل أي فعل ولكن هو حرم ذلك على نفسه ولو شاء لفعل إذا لا مانع عقلي !!
صوبونا بارك الله فيكم..

اخت مسلمة
11-25-2011, 10:35 PM
نعم الأمر بهذه الكيفية أخي كما بينت بارك الله فيك ..
إنما آثرتُ التبيان أعلاه لمن يقرأ هذا الشريط حتى تكون الأمور واضحة ومُلمة بكُل التفاصيل ان شاء الله
وجزاكم الله خيراً

جُنيد الله
11-26-2011, 10:16 AM
السلام عليكم
ما رايكم اذن في رد ابن العربي على ابن حزم؟هل هو سليم؟
مسالة:هي اشدها قول ابن حزم: ان الله قادر على ان يتخذ ولدا و ان يخلق الها اذا شاء ذلك,واراده بقوله" لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء"
فرد عليه ابن العربي:
فانظروا الى هذا الداهية العظمى,كيف جهل الجائز من المستحيل في العقل و المعقول المفهوم من الكلام دون ما لا يعقل ,فان هذا الكلام ليس له معنى مفهوم ,اذ قوله تعالى:هل يقدر الله ان يتخذ ولدا
؟ ليس يفهم ,لان الله عز و جل هو الذي لا يتصور ان يكون له ولد ,و لا يمكن فاذن معنى ذلك من قول القائل:هل يقدر الله الذي لا يصح ان يوجد منه ولد ان يكون له ولد,فنقض اخر الكلام
اوله,فلم يكن له معنى معقول في نفسه فيستحق جوابا.

من كتاب العواصم من القواصم_لابن العربي.

د. هشام عزمي
11-26-2011, 12:35 PM
كلام ابن العربي رحمه الله سليم وفي محله تماما .. وقد جانب الصواب ابن حزم في هذا التقرير ..

جُنيد الله
11-26-2011, 01:00 PM
جزاك الله خيرا د.هشام عزمي على التوضيح.

متعلم
11-26-2011, 04:16 PM
وقد جانب الصواب ابن حزم في هذا التقرير
المشكلة هنا : أن ابن حزم قدّم لتقريره هذا بمقدمة تناقضه !

وهذه المشكلة قابلتني مرارًا في كتابات ابن حزم .. ومن وضوحها تحسب أن كاتبين يكتبان لا واحد !
كأن الكاتب الآخر ما فهم مقدمة الأول فقرر نقيضها !

وبعض الباحثين حاول - في هذا الموضع تحديدًا - إثبات أن تدليسًا حصل على ابن حزم من خلال المخطوطات.

كنت أتمنى الركون إلى هذه النتيجة .. أن محرفًا تناول مؤلفات ابن حزم بالتدليس عليه ..
لكن ما يؤرقني أن "طريقة التحريف" تتكرر كثيرًا بنفس السيناريو ..
أعني أنه في كل موضع من المواضع الشائكة ، نجد ابن حزم يقدم بمقدمات ثم ينتهي إلى نتيجة تناقضها بوضوح شديد !
فهل سار المحرف على طريقة واحدة لا يغيرها ؟
أم هي - مع الأسف - سمة أسلوبية لابن حزم ؟