المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان أسباب الخطأ ...!



إلى حب الله
11-26-2011, 12:04 AM
أسباب الخطأ ...!

الإخوة الأحباب ..
منذ فترة طويلة ويراودني الأمل في كتابة هذا الموضوع الذي أدعو الله عز وجل أن ينفع به ..
ولكن كان يقعد بي الانشغال تارة .. والإرهاق تارة .. والتكاسل تارةً أخرى ..
أما وقد شعرت اليوم بقدرة على البدء فيه ..
فها أنا أضع بذرته بين أيديكم الآن ..
فلعلي عند التكاسل أن يرعاه غيري : فيُنمّيه .. أو يُعيد صياغته وترتيبه واختصاره غيري :
فيُجمّله ..

وأما طريقة الكتابة : فهي كما تعودت معكم :
السهل البسيط .. والذي أقوم باشتقاقه من الواقع بغير تزييف ..
سواء ٌمن أخطاء وقعت بنفسي فيها (ولم أزل) .. أو أخطاء وقع فيها غيري ..
وسواء ٌكانت أخطاء فكرية أو في الحُكم على الأشياء ..
أو أخطاء أدت لسوء فهم في الدين أو العقيدة ..
على أن أراعي في ذلك كله تقديم أمثلة توضيحية مع كل خطأ للتقريب إذا أمكن ..
فلعل المخطيء يقرأها فيعرف أنه على خطأ : وأن طريقته في الحياة أو التفكير خطأ :
فيتنبه بإذن الله .. وينصلح حاله إن شاء الله ..

والله تعالى من وراء القصد ..
--------

1)) لا تحكم على ما لم تمر به من خبرات الحياة !!..

هو واحد من أبرز الأسباب لوقوع الخطأ في الحكم على الأشياء : ولاسيما من الشباب
الصغير أو المراهقين للأسف ..

وقد وجدت ذلك في نفسي في الكثير من مواقف الحياة ..
ولعلي اختار لكم أقربها مني حالا ًفي غربتي (أنا أتحدث على سجيتي بغير تحضير) ..

حيث كنت أتعجب مثلا ًمن رجل ٍيعمل في الغربة لأعوام ٍ: تاركا ًزوجته وأولاده في بلده ..
وهو الشيء الذي لم كان مستحيلا ًبالنسبة لي : وأتعجب منه أشد العجب بل : ربما أسأت
الظن بصاحبه للأسف ..
ولكني مع مرور الوقت : وظهور العديد من المشاق التي لم تكن في الحسبان بالنسبة لي
في الغربة (مشاكل اجتماعية - أسرية - مادية - الحضانات - المدارس - إلخ) :
أدركت أنه ليس كل مَن يترك زوجته وأولاده : هو بذلك السوء الذي كنت أظن !!..
فربما هو وزوجته قد اختارا الأفضل معا ً: على الأقل في هذه المرحلة من الحياة : مع
أهمية زيارتهم له في شهور الإجازات السنوية : وزيارته لهم في غيرها من الأعياد إلخ ..

فإذا فهمتم ذلك : فقيسوا عليه عشرات المواقف التي تغير رأيي فيها في حياتي : فقط لأني :
حكمت على ذلك الشيء أو ذاك : وأنا تنقصني الخبرة الحياتية اللازمة للحكم عليهم !!..

بل لا أكذبكم أني لما لمست ذلك المعنى منذ سنوات طويلات :
تورعت عن الفتوى في الحج والزواج : لأني لم أكن قد مررت بهما بعد !!!..
ورغم أن الفتوى فيهما تجوز على هذه الحال :
إلا أني لما تزوجت ولما حججت والحمد لله رب العالمين : اكتشفت أني كنت على صواب !
فكثير ٌهي الخبرات العملية فيهما : والتي تخفى عن البعض أثناء فتواه للأسف !!..

فإذا أردنا أن نربط ذلك السبب للخطأ بالزملاء الملاحدة واللادينيين واللا أدريين حتى
تعم الفائدة أقول :
أن معظمهم يتناول الكثير من أمور الدين والحياة والموت والمشاعر والحقائق الإنسانية :
بسطحية شديدة جدا ًوقلة خبرة حياتية :
والتي مهما وضحناها لهم أو ذكرناها لهم : لا يُصدقوننا !!.. بل ولن يُصدقنا معظمهم
إلا إذا مر بالفعل بما نحدثه عنه بنفسه !!..
ولكن للأسف : مَن يضمن لنا أنه سيحيى حتى ذلك الوقت ؟!!..

ولعلي أختم هنا بمثالين ..

>>> الأول :
وهو اعتراض شاب من منكري السنة على أحاديث مباشرة النبي لزوجاته وهن في
وقت الحيض !!..
(والمباشرة هي استمتاع الزوج بكل جسد زوجته : ما عدا الجماع .. وهي مشتقة لغويا ً
من تلاقي البشرة بالبشرة) ..

حيث رسم له النصارى ورؤوس منكري السنة في مخيلته : صورة مقززة لهذا الأمر !!..
ولأن الشاب لم يتزوج بعد : ولم يكن لديه تلك الخبرة بعد : فقد صدقهم !
وصار يتحدث عن هذه المباشرة وكأنها وحشية وهمجية وبهيمية شهوانية لا تغتفر !!..
ولو كان متزوجا ً:
لعرف أنه : لا شيء البتة في مباشرة الزوجة الحائض :
ما دام بعيدا ًعن محل الجماع !!!..

>>> الثاني :
وهو مثال : قلما أنساه منذ قرأته على إيميلي أول مرة منذ سنوات ..
وهو جيد لإبراز هذا النوع من الخطأ لكل شاب أو مراهق يندفع في الأحكام رغم نقص
خبراته في الحياة ..!
والمثال مأخوذ من رسالة متداولة على الإيميلات بعنوان : (( أنا .. و .. أبي )) يقول :

وأنا عمري 4 أعوام : أبي هو الأفضل ..

وأنا عمري 6 أعوام : أبي يعرف طبيعة كل الناس

وأنا عمري 10 أعوام : أبي ممتاز ولكن خلقه ضيق

وأنا عمري 12عاما : أبي كان لطيفا عندما كنت صغيرا

وأنا عمري 14 عاما : أبي بدأ يكون حساسا جدا

وأنا عمري 16 عاما : أبي لا يمكن أن يتماشى مع العصر الحالي

وأنا عمري 18 عاما : أبي ومع مرور كل يوم يبدو كأنه أكثر حدة

وأنا عمري 20 عاما : من الصعب جدا أن أسامح أبي ،
أستغرب كيف استطاعت أمي أن تتحمله !!!

وأنا عمري 25 عاما : أبي يعترض على كل موضوع

وأنا عمري 30 عاما : من الصعب جدا أن أتفق مع أبى ،
هل ياترى تعب جدى من أبي عندما كان شابا ؟!!!

--- * * * ---

وأنا عمري 40 عاما: أبي رباني في هذه الحياة مع كثير من الضوابط،
ولابد أن أفعل نفس الشيء

وأنا عمري 45 عاما : أنا محتار ، كيف أستطاع أبي أن يربينا جميعا ؟!!!

وأنا عمري 50 عاما: من الصعب التحكم في أطفالي،
كم تكبد أبي من عناء لأجل أن يربينا ويحافظ علينا !!!

وأنا عمري 55 عاما: أبي كان ذا نظرة بعيدة وخطط لعدة أشياء لنا ،
أبي كان مميزا ولطيفا !!!

وأنا عمري 60 عاما: أبي هو الأفضل !!..
-----

يُتبع إن شاء الله ..

نديم
11-26-2011, 01:22 AM
)
) لا تحكم على ما لم تمر به من خبرات الحياة !!.
كلام سليم ينطبق على المسلم وغير المسلم وللامانة كثيراً ما اقرأ مواضيع للادينين ينم عن جهل وعدم دراية بالموضوع المراد طرحه, فمثلاً تجد البعض يتحدث عن الحروب وكأنه يريد ان يرى نبياً رومانسياً يقود امة في حرب دفاع عن النفس والكيان.
الى هنا اتفق معك
اما ماتبقى فلا اتفق معك فيه, فلامثلة التي ذكرتها متعلقة بالرغبة وليس بطبيعة الحكم وخصوصاً مثال الابن والاب

إلى حب الله
11-26-2011, 08:34 AM
الزميل نديم ...
أشكر لك أولا ًتفاعلك مع الموضوع .. وأن كنت أول المُعلقين عليه ..
وأشكر لك ثانيا ًصدقك وصراحتك فيما اتفقت معي عليه ..
وصدقني :
الدافع بالفعل من وراء هذا الموضوع : ليس إلا توعية ًإنسانية ً(للمسلم وغير المسلم) بتلك الأخطاء !
وهي على طريقة إنسان دخل ممرا ًمظلما ًبه حفرة : فسقط فيها وانجرح :
فبدلا ًمن أن يمضي غير مكترث بالضحايا من بعده في ذات الحفرة (والذين قد يصل بهم جرحهم إلى الموت) :
أنفق من وقته وجهده قليلا ًليكتب لوحة ويُنيرها بمصباح وعليها :
" انتبه .. هنا حفرة " !!..

وعليه : فأرجو ألا يتحسس بعض الإخوة أو الزملاء مما قد يجد فيه تطابقا ًمع خطأ ٍلديه بالفعل ..

وأما عبارتك الأخيرة زميلي والتي هي سبب عدم اتفاقك معي :


فلامثلة التي ذكرتها متعلقة بالرغبة وليس بطبيعة الحكم وخصوصاً مثال الابن والاب

فلم أفهمها للأسف ..
فيا حبذا التوضيح حتى نعرف هل فهمت كلامي بالفعل أم أني لم أ ُحسن البيان ؟!..
وشكرا ًلك مقدما ً..

إلى حب الله
11-26-2011, 03:03 PM
2)) علامات الهوى : تدق ناقوس الخطأ !!..

وهذا هو الآخر من أحد الأخطاء الغريبة لدى بعضنا للأسف ..
وأقول الغريبة : لأنه خطأ ٌ: معلومٌ مجهولٌ لصاحبه : إن صح التعبير !!..
فهو من جهة معرفة صاحبه به : فهو معلوم ..
وأما من جهة عدم اكتراث صاحبه به : فقد تعامل معه وكأنه لم يقع فيه أصلا ً!!..

وأما علامات الهوى في أقوالنا وأفعالنا : فكثيرة .. وأذكر منها المثالين التاليين :

>>> الأول :
أن يتبع ويميل الواحد فينا إلى جهةٍ ما : أو شخص ٍما : أو مذهب ٍما : أو دين ٍما :
ثم يتبين له على مر الوقت : كذب وزيف هذه الجهة أو الشخص أو المذهب أو الدين :
ثم هو يظل يتبعه ويميل إليه !!!!..
فهنا :
هذه علامة هوى تدق ناقوس الخطأ لكل عاقل : أن رأيه حينئذ ليس إلا عن مزاج
وهوى : وليس عن صواب وحق وعلم وصدق !!!..
ويمكن لكل منا أن يُسقط مثل هذا المثال على الكثير من الأشياء من حوله أو في نفسه !
كذبات وخداعات النصارى .. والملاحدة .. ومنكري السنة .. والشيعة الروافض ..
وشيوخ ودعاة السوء المفترين على الله ورسوله الكذب ... إلخ

فكيف يكون هؤلاء على حق لكل مَن يتبعهم بعد افتضاح كذبهم أمامه أكثر من مرة :
وصدق مَن قال : " مَن كذب لك مرة : فسيكذب عليك عشرا ً" !!..

>>> الثاني :
أن يُعرَض على الواحد فينا عدة حقائق : فيرفضها كلها أو بعضها فقط : لكرهه لأصحابها
بمجرد الاسم : من غير حتى أن يكون قد قرأ لهم أو سمع لهم !!!..

والصواب : أن يقبل أحدنا الحق ممَن يأتيه عنه : حتى ولو كان مخالفا ًله في الدين أو المذهب
أو الرأي !!..

وأتذكر هنا حوارا ًدار بيني وبين بعض اللادينيين عن التطور : فأخبرتهم أني سأذكر لهم
آراء كثيرة تدحض هذه النظرية المزعومة : فاشترطوا عليّ قبل البدء : أن لا أقتبس شيئا ًمن
هارون يحيى !!.. فلم أجدا ًبدا ًمن وعدهم بوعدٍ (ماكر) بعض الشيء !!..
حيث وعدتهم بأني لن أذكر لهم أي مقولة لهارون يحيى ..
ثم أوردت لهم عشرات ما في تمتليء به كتب هارون يحيى من استشهادات علماء الغرب :
باسم الكتاب أو المجلة ورقم الصفحة مباشرة ًبغير ذكر لهارون يحيى : فلم يتكلموا !!..
وذلك لأني عرضت لهم الحق : بعيدا ًعن الأشخاص !!..
مع وجوب بياني مؤخرا ًلنسبة المجهود والتجميع الأصلي إلى صاحبه ..

وقريبٌ من هذا الموقف : موقف شيخ مسلم هندي : كان يكره الشيخ محمد بن عبد
الوهاب رحمه الله من كثرة ما وصله عنه من أكاذيب وتنفيرات من الشيعة الروافض
والصوفية وغيرهم .. فقام أحد طلابه بنزع جلدة ومقدمة أحد كتب الشيخ محمد بن
عبد الوهاب في العقيدة : وعرضها عليه : فأ ُعجب بها الشيخ الهندي أيما إعجاب !!!..
فلما ذكر له ذلك الطالب حقيقة الكتاب وكاتبه :
انقلب العالم الهندي المسلم إلى مادح ٍللشيخ محمد بن عبد الوهاب من بعد ما كان
من أكبر شانئيه بالأمس !!..

والشاهد من هذه العلامة الدالة على الهوى وليس طلب الحق :
هو إعراض الشخص عن الحق الذي في كتب أو أقوال إنسان ٍما بعينه : لا لشيء :
إلا لمجرد الاسم وما يُشاع من تنفيرات عن ذلك الشخص مثلا ًبغير دليل !!..

وهو نفس ما كان يحدث مع الغربيين في الماضي والحاضر بالنسبة لإعراضهم عن قرآن
وسنة النبي محمد في العصور المظلمة وما تلاها :
حيث كانوا يرفضون مجرد القراءة لكل ماله صلة بالنبي محمد :
وما منهم أحد ٌيعرف أصلا ًالرسول وسيرته أو قرأ له على الحقيقة !!..

ومثله في منكري السنة أيضا ً: الإعراض عن البخاري وكتبه وأحاديثه عن النبي : فقط :
من مجرد ذكر اسم البخاري : وما منهم أحدٌ قد قرأ صحيحه مثلا ًأبدا ًفضلا ًعن قراءة
شرحٍ له لما استشكل عليه ..!
ولله دره القائل : " اعرف الرجال بالحق : ولا تعرف الحق بالرجال " !!..

والخلاصة :
أن علامات اتباع الهوى من اتباع الكاذبين والخداعين بعد الوقوف على كذبهم وخداعهم :
ومن الإعراض عن أقوال وكتابات البعض : مع عدم معرفتهم أصلا ً:
فكل ذلك يدل صاحبه على أنه إنما يتصرف بهوى وليس طلبا ًللحق كما يخدع نفسه !!..

يُـتبع إن شاء الله ..

إلى حب الله
11-27-2011, 10:29 AM
3)) لا تنتقد : ما ليس لك به علم !!..

بداية ً: ليس كل منا عالم ٌبكل شيء من علوم الحياة : بله حقائق الحياة نفسها !
ولذلك : كان التواضع سمة مَن أراد ألا يُحرج نفسه : فلا يتصدر لما لا يعلم :
ولا يستحي أن يقول لا أعلم .. ولا يستحي أن يسأل عما لا يعلم .. فإنما شفاء
العيّ (أي الجهل) : السؤال : وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ..
ووالله :
ما ازداد عبد ٌتواضعا ًوسكوتا ًعما لا يعلم : إلا رفعه الله في عين ناظريه ومخالطيه !

وأنا هنا : لن أتحدث فقط عن جهل أحدنا بمسألة ٍأو علم ٍما : لا .. وإنما سأتحدث
عمّن تخطى مرحلة الجهل : إلى التصدر للنقد أو الحديث أو الإفتاء في نفس ما يجهله
من العلوم أو المسائل !!..

ولأن هذا الموضوع كثيرة ٌأمثلته (وخصوصا ًفي هذا الزمان حيث صار النت منبر
مَن لا عقل له ولا علم) .. إلا أني اخترت مثالين فقط للتوضيح ..

>>> الأول :
حديث جابر رضي الله عنه قال :
" خرجنا في سفر ٍ: فأصاب رجلا ًمنا حجر ٌ: فشده في رأسه (أي بجرح ٍغائر شج رأسه)
ثم احتلم (والاحتلام يُوجب غسل الجسد بأكمله بما فيه الرأس في الأوضاع العادية) ..
فسأل أصحابه فقال : هل تجدون لي رخصة في التيمم ؟! (أي بالتراب بدلا ًمن الاغتسال
بالماء الذي لو أصاب رأسه ربما آذى جرحه) .. فقالوا : ما نجد لك رخصة : وأنت تقدر
على الماء !!.. (وهكذا أفتوا في حالة جديدة عليهم : في حين الرسول بين ظهرانيهم في
المدينة : فكان الأجدر أن ينتظروا حتى مجيئه وسؤاله) .. فاغتسل فمات (أي متأثرا ً
بجرحه) !!.. فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم أ ُخبر بذلك فقال :
قتلوه قتلهم الله !!.. ألا سألوا إذ لم يعلموا (لأنه حكم ٌجديد عليهم) !!.. فإنما شفاء العيّ :
السؤال " !!..
رواه أبو داود وحسنه الألباني ..
فهؤلاء لم يكتفوا بالجهل بالحالة الجديدة عليهم ولكن : رأوا في أنفسهم أهلية ًللافتاء فيها !
وهنا بيت القصيد الذي أعني !!.. فيا ليت شبابنا يتعلمون !!..
فالمستجدات في الحياة ومواقف البشر : لها علماؤها الذين يعلمون إلى أي جهة ٍتقاس عليها
في الدين !!..
فأما هؤلاء فقاسوا حالة الرجل المجروح على عدم مشروعية التيمم في وجود الماء والقدرة عليه !
وأما النبي صلى الله عليه وسلم فقد لفت النظر إلى رخصة من رخص الله تعالى للمريض لم
ينتبهوا لها أو لم يعلموها بجهلهم !!..
فليس العيب أن تجهل شيئا ًولكن : العيب كل العيب في أن تفتي بجهلك فيما لا تحسنه أو
فيما لا تعلمه !!!.. والله المستعان ..

>>> الثاني :
كلنا يعلم مدى التقصير (المتعمد) الذي أصاب تعليم اللغة العربية في مدارسنا للأسف !!..
ومن هنا ..
فكان حريا ًبالواحد فينا أن يتهم نفسه أولا ًبسوء الفهم : إذا ما استـُشكل عليه شيء ٌ
فيها !!.. وكلامي هنا مُوجه للمسلم ولغير المسلم الطاعن في القرآن والسنة على السواء !!..
فلا زلت أذكر في طفولتي يوما ًقرأت فيه قول الله عز وجل :
" إن تكفروا (أي يا أيها الناس) : فإن الله غني ٌعنكم (أي لا يضره لو كفر كل الناس بحريتهم
شيئا ً) !!.. ولا يرضى لعباده الكفر (سبحان الله : والكافر يرضى الكفر لنفسه !) وإن تشكروا
(أي تؤمنوا : فالإيمان لصيق الشكر) : يرضه لكم " الزمر 7 ..
أقول :
التبس عليّ الفهم في آخر كلمتين وهما : " يرضه لكم " !!!..
فظننت أن الهاء تعود على الكفر الذي لم يرضه الله للكافرين : فإن شكروا : ارتضاه لهم (أي
الكفر !!!!!!!!!!!) ..
ولكم أن تضحكوا من هذا الفهم السقيم العجيب الذي أصابني في هذه اللحظة !!..
حيث لـُذت بالصمت للحظات أتأمل الآية يمينا ًوشمالا ً: فلا أفهم منها إلا الذي فهمته بالخطأ !
فقلت في نفسي : لعل هناك خطأ في الكتابة في المصحف !!!..
فقمت وفتحت أكثر من مصحف على نفس الآية : فوجدتها هي هي لا تغيير !!!..
فنمت على السرير مهموما ًأتفكر !!!..
ثم ما هي إلا دقائق حتى فتح الله تعالى عليّ بالفهم الصحيح للآية فجأة !!!..

وهذا مسلم ٌآخر في سن المراهقة .. كنا نجلس في إحدى ليالي رمضان نقرأ القرآن في حلقة :
فلما أتى دوره في قراءة ربع الحزب الذي عليه : فبدلا ًمَن أن يقول عن اليهود :
" إن الذين اتخذوا العجل (أي إلها ًمن دون الله عبدوه) : سينالهم غضبٌ من ربهم وذلة " قال :
" إن الذين اتخذوا العجل : سينا : لهم " !!!..
فقاطعه أحد الرجال الجالسين معنا قائلا ً: " يا أخي حرام عليك !!.. بقى إحنا نحارب من
67 لـ 73 عشان سينا : وانت تيجي تقولي سينا : لهم " ؟!!!.. مازحا ًبالطبع !!..
وغير ذلك الكثير ..
وكل هذا : لا يعنيني في شيء .. فليس من العيب أن يُخطيء أحدنا أو ينقصه علم شيءٍ ما :
ولكن العيب كل العيب هو :
أن يُسارع للفتوى فيما لا يعلم ولا يُحسن بل : وينتقد ويطعن بكل جرأة : وكأنه من أهل
الصنعة !!..
وأختم هنا بهذا المثال من منكري السنة ... وقيسوا عليه العشرات من جهالات منكري السنة
والملاحدة والنصارى والروافض .. إلخ

فهذا اللقيط في محراب اللغة العربية بلا أب ٍولا أم :
يخرج في إحدى تعليقاته في موضوع عن الخمر فيقول (ولسان حاله قد اكتشف اكتشافا ًسيأتي
على أهل الحديث والبخاري ومسلم من القواعد) !!.. إذ يقول :
وجدت (أهل السُـنة) : يروون حديثا ًعن النبي في صحيح مسلم يقول فيه لـ (عائشة) :
" ناوليني الـخَمرة مِن المسجد .. فقالت له : إني حائض ! فقال : تناوليها : فإن حيضتك :
ليست في يدك " !...

فبلغ به الجهل أن قرأ "الخـُمرة " بفتح الهاء كما يسمعها في الأفلام العربية الهابطة هكذا :
"خـَمرة" !!..

فهذا أول خطأ فادح !!!.. ألا وهو : التصدر للحديث بل : للنقد والطعن فيما لا يُحسن !
وأما ثاني خطأ بديهي وقع فيه (وسوف أ ُفرد له نوعا ًمن أنواع الخطأ فيما بعد) :
فهو ظنه أنه هو الجهبز الذي قد وقع على : ما لم يقع عليه صناديد اللغة وأهلها من العرب
والمسلمين : طوال أكثر من 14 قرن ٍمن الزمان !!!.. فبالله عليكم : هل يُعقل هذا !!!....

والصواب :
أن الخـُمرة المقصودة في الحديث هي : شيءٌ أشبه بسجادة الصلاة المعروفة في زمننا اليوم !..
(وإلا : هل من المعقول ان يضع الرسول الخمر في المسجد ؟!.. الله المستعان) !!..
جاء في (سنن ابن ماجه ج 1 / ص 207) بعد روايته لنفس الحديث :
" (الخــُمرة) في النهاية (يقصد كتاب النهاية لابن الأثير) : هي مقدار ما يضع الرجل عليه
وجهه في سجوده مِن حصير أو : نسيجة خوص ونحوه مِن النبات ! ولا تكون خـُمرة : إلا
في هذا المقدار : وسُميت خـُمرة لأن خيوطها : مستورة بسعفها " !!..
وذلك لأن الخمر : هو التغطية .. منه الخمار وهو لباس وحجاب النساء المعروف .. ومنه
سُميت الخمر خمرا ً: لتغطيتها ولسترها للعقل والعياذ بالله !!..

ولو قرأ هذا الجاهل باللغة (ومثله الكثير للأسف) لو قرأ كتب الحديث فعلا ًالتي يتقرب إلى
الله زورا ًبالطعن فيها ليل نهار : لكان قرأ أبوابا ًكاملة ًباسم :
" باب الحائض تبسط الخـُمرة " أو " باب الصلاة على الخـُمرة " ... بل : وفي صحيح
البخاري نفسه وفي صحيح مسلم الذي نقل عنه : أحاديث " صلاة النبي على الخـُمرة " !..
بل :
وقد ذهب بعض العلماء لجواز إطلاق وصف الخـُمرة أيضا ًعلى ما زاد على قدر الوجه في
السجود : لا كما ذهب (ابن الأثير) في كتابه : واستدلوا في ذلك بحديث (ابن عباس) رضي
الله عنه في الأدب المفرد للبخاري وغيره بسنده قال :
" جاءت فأرة : فأخذت تجر الفتيلة (أي فتيلة المصباح) : فجاءت بها : فألقتها بين يدي رسول
الله صلى الله عليه وسلم على الخـُمرة التي كان قاعدا ًعليها : فأحرقت منها مثل موضع
الدرهم !.. فقال : إذا نِمتم : فأطفئوا سرجكم (جمع سراج) : فإن الشيطان : يدلُ مِثل هذه :
على هذا : فتحرقكم " .... والشاهد هو تعبير " التي كان قاعدا ًعليها " !
ولهذا :
وصف رسولنا الكريم الفأرة (والوزغ) في بعض الآحاديث بوصف (الفويسقة) : لأنها تضرم
النار في البيوت : ولضررها العديد الآخر : وقد جمعها فيمَن يُقتل في الحِل والحرم :
" العقرب والفويسقة والحِدأة والغراب والكلب العقور " !!.. رواه النسائي وصححه الألباني !

واعذروني في الإسهاب في المثال الأخير : فما فعلته متعمدا ًإلا لغرض ٍواحد ٍفقط وهو :
بيان مدى ثقل مثل هذه العلوم التي يخوض فيها البعض بكل سطحية وجهل ولامبالاة !!!!!..
والله المستعان على مثل هذه الأخطاء !!..

يُـتبع إن شاء الله ..

إلى حب الله
11-28-2011, 12:35 PM
4)) قبل الحكم على الشيء : ابحث في ماضيه ومستقبله !!..

إن الحكم الآني واللحظي على ما يراه الإنسان أمامه في الكثير من المواقف والأشياء والأشخاص :
هو أحد أكبر أسباب الخطأ كذلك !!..

فأنت عندما ترى مثلا ًرجلا ًممسكا ًبطفل ٍيُعلقه من قدميه ويضربه على ظهره :
فقبل أن تتعجل الحكم : فقد يكون الطفل ابتلع شيئا ًقد يقتله : والرجل يحاول إنقاذه !!..

وأنت أيضا ًعندما ترى مظلوما ًيقتص من ظالمه :
فلو لم تكن تعرف ما فعله الظالم به أولا ً: لوصفت ذلك المظلوم بالتعدي !!..

والشاهد : أن الحكم الآني أو اللحظي على الأشياء : يجب ألا يقف على حدود الظاهر بل :
يتعداه لما سبقه : أو لما سيأتي بعده أيضا ً..
وعليه : فقد تتغير رؤيتنا (( تماما ًللأمور )) ..
وإليكم أمثلة ًلوجوب النظر للماضي قبل الحكم .. ويليها أمثلة ٌلوجوب النظر للمستقبل :

>>> الأول :
توقف المترو ..
دخل رجل ٌبأطفاله الثلاثة وجلس ..
الأولاد يعبثون في كل شيء ..
يجرون ويضحكون ويلعبون وسط عربة المترو : وقد يؤذون الناس أو حتى : يؤذون أنفسهم ..!
راكبو المترو بدأوا ينظرون للرجل نظرات استهجان وغيظ !!..
فكلمة واحدة منه : ستحمل أطفاله على الجلوس بأدب ..!
الأمر يتزايد : ويبدو على الأب عدم الاكتراث تماما ًلما يحدث : مما زاد نظرات الناس استنكارا ً!
وأخيرا ً:
ذهب أحد الراكبين إليه يوبخه قائلا ً:
يا هذا : ألا ترى ما يفعل أطفالك الصغار ؟!.. ألا تشعر بنا أو بهم ؟!!.. ألا ترى ما قد يقع
بسببهم من الأذى لنا أو لهم ؟!!..
فانتبه الرجل فجأة على هذا الكلام : وبدا أنه كان غارقا ًبالفعل في تفكير عميق ..
ثم تنهد في ألم ٍقائلا ً:
أعتذر يا أستاذ .. ولكن أم هؤلاء الأطفال زوجتي : قد ماتت في المستشفى منذ ساعات !!!..
ولا أعرف كيف سأشرح للأطفال هذا ؟!.. ولا أعرف كيف سأتصرف معهم ؟!!..
وأعتقد أنهم لو سكتوا : لبدأوا في سؤالي بما لا طاقة لي ولا علم بإجابته !!..
أعتذر إليكم مرة ثانية ...
وعلى الفور ..
انقلبت عيون الراكبين الذين حوله في عربة المترو : إلى عيون مشفقين ؟!!..
بل : وراحوا يواسونه ويُفكرون معه ويقترحون له الحلول ويُشاركونه في مشكلته !!!..
ولم يطلب أحدهم من الأطفال الجلوس أو الكف عن اللعب !!..

وإليكم مثال ٌآخر ٌلرجل قروي عجوز : يعيش في أقاصي الشمال في أسيا ..
حيث الصقيع الرهيب في الشتاء ..
وفي أثناء عودته يوما ًمن الغابة على عربته ودابته .. وجد امرأة ًتحمل طفلا ًإلى صدرها تدفئه :
وتطلب المساعدة بالتوصيل .. فوافق الرجل .. ولكنه نصحها بالحركة باستمرار أو التحدث
معه : حتى لا تتجمد وهي لا تدري ..
فوافقت المرأة .. ولكنها رغم ذلك بدأت تستسلم للصمت والسكون : حتى سمع الرجل
صوت اصطكاك أسنانها عاليا ً!!.. فعلم أنها ستتجمد منه لا محالة وتموت ..
فالتفت الرجل القروي العجوز إليها فجأة : فخطف من حضنها الطفل : ثم دفعها خارج العربة :
ثم جعل يعدو بدابته وعربته : والمرأة تعدو خلفه مذهولة : تارة ًتشتمه : وتارة ًتسترحمه !!..
وهي تسيء به الظنون كلها ..
وبعد دقائق :
توقف الرجل القروي العجوز ليحملها معه ..
وأخبرها أنه ما فعل ذلك إلا : ليدفأ جسدها مع الحركة السريعة والجري !!..
وبالفعل هذا ما كان !!..
فشكرته المرأة وقد علمت انه أنقذها للتو من غيبوبة موت محققة متجمدة !!!..

والشاهد :
أن الحكم على الرجل ذو الأطفال الثلاثة : اختلف بعد معرفة ما سبق ركوبه لعربة المترو من
حدث موت زوجته الأليم !!..
وكذلك الحكم على الرجل القروي العجوز وقت أن خطف الطفل من حضن أمه ودفعها خارج
عربته : اختلف حتما ًبعد معرفة الموت المحقق الذي كانت تستسلم له ببطيء وهي لا تدري قبل
ذلك بدقائق !!!..

>>> الثاني :
وهو وجوب النظرة المستقبلية للأشياء : قبل الحكم الآني واللحظي عليها ..
ولذلك أمثلة ٌكثيرة ٌهو الآخر : يصعب حصرها ..
فالزنا : ورغم لذته الآنية واللحظية : إلا أن التفكير العقلاني في عواقبه على جميع المستويات :
يُغير حتما ًنظرة العاقل إليه !!!..
وكذلك الظلم !!..
وكذلك الخيانة !!..
وكذلك الإلحاد واللادينية !!..
وكذلك العلمانية والليبرالية !!..
فيمكن النظر لعواقب كل ذلك فيمَن سبقنا إليه من الأشخاص والأمم : وما جناها عليها من
مشاكل ومصائب وخسائر متنوعة !!..
وأما الحكم على الإسلام بالنظر في مستقبله :
فالإسلام عندما تم تطبيقه في حياة المسلمين : نهض بهم وجعلهم في مصاف أمم الأرض قرونا ً!
وعندما فتحت الأمم والبلاد أبوابها له طوعا ًأو كرها ً:
نفت عنها خبث الشرك والوثنية والظلم والاستبداد والوحشية والكهنوت والغش والخيانة !!!..
وهذا ليس كلامي ..
ومَن أراد التأكد : فليأخذ جولة ًفي أول رابطين من مواضيعي في توقيعي في الأسفل ..
ولذلك :
فالحكم على الإسلام في المستقبل : ينبغي أن يكون على الإسلام فعلا ً: وليس على ما تم تشويهه
منه : أو الحول دون المسلمين عنه : أو أخطاء الافراد المسلمين فيه !!..
فنحن عندما نحكم مثلا ًعلى العلمانية والليبرالية : نحكم على جنسها نفسه وقواعدها وأسسها
وقوانينها ومبادئها : وليس على أفرادها .. وكذلك الإسلام .. وكذلك كل مذهب أو دين ..

يُـتبع إن شاء الله ..

إلى حب الله
11-30-2011, 02:11 PM
5)) متى توافق رأي الجماعة : ومتى تخالفها ؟!..

قضية تغليب الرأي بالكثرة : هي قضية عامة في كل زمان ومكان ..
فترى العوام والنهزاميين يتبعون في أحكامهم وآرائهم دوما ًرأي الكثرة :
حتى ولو كان خاطئا ً !!..
في حين تجد النخبة المفكرة دوما ًوالصادقة مع النفس والفعالة في ضميرها :
تتبع ما تراه صحيحا ًأو تؤمن بصحته أو تراه الحق :
حتى ولو عاداها العالم كله !!!..

ولنضرب على الحالتين كما تعودنا الأمثلة البسيطة ..

>>> الأول :
وهو اتباع رأي وحُكم الجماعة والموافقة عليه ...
وسبب ذلك :
أن يكون الأمر المتفق عليه من تلك الجماعة هو أمر مُشاهد : يُمكن التأكد منه ..
أو أن يكون خبرا ًمتواترا ً: اتفق على الشهادة عليه بنفس التفاصيل أكثر من شخص :
لا يعرفون بعضهم البعض : ولم يتقابلوا قط من قبل !!..
أو أن يكون الأمر المتفق عليه من تلك الجماعة : يخص علما ًمن العلوم التي لم يخالفهم
أحد ٌفيها !!..
ومثال على هذا الأخير هو : علوم القرآن ولغته العربية مثلاً .. وعلوم الحديث والسند ..
فمن غير المعقول أن تتفق على لغة القرآن وصحته آلاف العقول العربية بملكاتها الفذة
التي عُرفت عنها في اللغة : سواء منهم العرب والعجم :
ثم يأت مَن لم يمسك بكتاب نحوٍ أو لغةٍ في حياته قط :
فيتهمهم جميعا ًبالخطأ أو بالغفلة !!!!!!!!!!!...
ومثله فيذلك علوم الحديث والسند كما قلت ..

والذي سيفهم هذا الأمر : وأنه لم يقم قائمٌ يُبطله على مدى أكثر من 14 قرن من الزمان :
سيفهم حقيقة أدعياء الشبهات من الملاحدة واللادينيين والنصارى والجهلة اللاأدريين :
عندما يتناقلون الشبهات المتهافتة للطعن فيما اجتمع عليه الناس بحق على صحته !!!..

>>> الثاني :
وأما العكس (أي مخالفة الجمع الكبير من البشر) .. فلا رقيب عليه من بعد الله : إلا الضمير
الإنساني والفطرة الإنسانية : والتي أودعها الله تعالى في كل إنسان للتمييز بين الصواب والخطأ
(ولذلك أُسمي الضمير والفطرة بالبوصلة) .. يقول تعالى :
" ونفسٍ وما سواها : فألهمها فجورها : وتقواها !!.. قد أفلح مَن زكاها : وقد خاب مَن دساها "
الشمس 7: 10 ..

ويقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
" البر : حُسن الخلق (وهذا مقياس عام ودليل على الخير المطلق) .. والإثم : ما حاك في
صدرك (لمخالفته للفطرة) : وكرهت أن يطلع عليه الناس " !!!..
رواه مسلم وغيره ..

ومن هنا ..
فلو أدركت خيرا ًأو حقا ً: وآمنت به بغير شك : وارتاح له صدرك ولم يتردد فيه :
فاثبت عليه : حتى ولو خالفك فيه جميع أهل الأرض !!..
وليس أدل على ذلك من قضية الإيمان والتوحيد بالله عز وجل !!..

فالمسلم : هو الوحيد المطمئن قلبه بها ..
وأما غير المسلم كائنا ًمَن كان : فهناك دوما ًما يتردد في صدره ويحيك فيه : ومهما
تظاهر بغير ذلك !!..

وللعلم : هذا ليس محض خيالي الشخصي وافتراضي ولكن :
هو عين اعترافات غير المسلمين أنفسهم حين دخولهم في الإسلام !!..
سواء دخلوا الإسلام من باب الكفر والإلحاد :
أو من باب الوثنيات والشرك والأديان الباطلة !!.. أو انتقلوا من الفرق الإسلامية الضالة
كالشيعة الروافض والصوفية وغلاتها ونحوه ..

حيث الكثرة هنا : لا معنى لها ولا وزن طالما كانت على الباطل وكنت على الحق الذي
يعرفه قلبك : وارتاح له صدرك ..

يقول عز وجل :
" يا أيها الذين آمنوا : عليكم أنفسكم : لا يضركم مَن ضل : إذا اهتديتم " !!..
المائدة 105 ..

" وإن تطع أكثر مَن في الأرض : يُضلوك عن سبيل الله " !!.. الأنعام 116 ..

" وما أكثر الناس ولو حرصت : بمؤمنين " !!.. يوسف 103 ..

يُـتبع إن شاء الله ..

إلى حب الله
12-01-2011, 12:05 PM
6)) معرفة الغاية : تغني عن خطأ الحكم على التفاصيل !!..

في إحدى المرات .. والولد الصغير يجلس أمام أمه التي تقوم بتنقية الأرز من الشوائب :
تعجب مما تفعله أمه (ولا يفهمه لصغر سنه) : والذي استغرق منها ما يقارب الثلث أو النصف الساعة !!..
وتعهد أنه في المرة القادمة : سوف يساعدها ..
وبعد أيام ..
وعندما جلست الأم لتنقية الأرز .. وقامت بتكويم الأرز في أحد شقي الصينية : تمهيدا ًلتنقيته أثناء نقله
مجموعة مجموعة إلى الشق الآخر :
وقبل أن تبدأ قال لها الولد فرحا ً:
أمي أمي .. دعيني أساعدك !!.. فأنا أعرف كيف أقوم بما تقومين به في وقت ٍومجهود ٍأقل !!..
فابتسمت الأم .. وأعطته الصينية ..
فما كان منه إلا أن نقل كومة الأرز من الشق التي فيه : إلى الشق الآخر مباشرة في ثوان !!!..
وأخبرها أن مثل هذه الطريقة الجديدة : ستوفر عليها كثيرا ًمن الوقت والجهد !!..
فلم تتماسك الأم نفسها من الضحك .....!
---

إن الحكم على تفاصيل عملية ما أو شكل ما أو إجراء ما :
لا ينبغي أبدا ًأن يتم فصله عن الغاية الموضوعة لها ابتداء ً!!.. وإلا : لأتينا بأشياء أو أسئلة مضحكة !!..
ومَن لا يعرف : يسأل ..
فليس من العيب أن يسأل الإنسان عن شيء ٍ: لا يعلمه ..
---

فهذا مدرس الرياضيات : وفي القرن الواحد والعشرين : يُصر على أن يُجري تلاميذه عمليات الضرب
والقسمة القصيرة منها والمُطولة : بأنفسهم : بدون استخدام الآلة الحاسبة !!!..
فعندما ينظر أحدنا إلى هذا التصرف : وبغير أن يسأل هذا المدرس عن غايته من فعله هذا :
فيقينا ًسيصف هذا المدرس بالتخلف والرجعية والجمود عن التطور ومواكبة العصر الحديث و .. و ....
فهل فعلا ًهذا هو الحكم الصائب على هذا المدرس ؟!!..

إن المدرس يُريد قبل أن يعتمد التلاميذ على الآلة الحاسبة في الحساب : أن يُعلمهم (عمليا ً) مباديء وأ ُسس
الرياضيات أولا ً: وكيف يقومون بإجراء عمليات حسابية بأنفسهم وإلا :
فهل من الجيد أو المفيد أو اللائق : أن تجد محاسبا ًفي الثلاثين أو الأربعين من عمره :
وإذا قابلته مسألة حسابية بسيطة : وهو بغير موبايل ولا آلة حاسبة ولا كمبيوتر :
أن تجده أجهل من إنسان الغاب والقبائل البدائية ؟!!..
---

كثير ٌهي الأمثلة من حياتنا التي يتكرر فيها مثل هذا الخطأ عند مَن لا علم له بالغايات من الكثير من الأشياء !
فهلا أعاد كل ٌمنا : النظر في مفاهيمه وأحكامه المنقوصة المغلوطة ؟!!..

وحتى لا أ ُطيل عليكم ..
فسأكتفي هذه المرة بضرب مثال واحد فقط (أو هي عدة أمثلة ولكن في إطار واحد فقط) ألا وهو :
أهم ما في هذه الحياة وهو شرع الله عز وجل وأحكامه ومخلوقاته ..

>>> المثال :
لقد صار من أكثر النوادر التي يلقاها المرء في قراءته للملاحدة واللادينيين :
هو اعتراضاتهم على تفاصيل أشياء لله عز وجل : بعد أن فصلوها تماما ًعن غاياتها !!!..
فجاءت كلماتهم مضحكة مُبكية : وهم لا يشعرون !!!..

فهذا سائل يسأل : لماذا خلق الله المرض ؟!!!.. لماذا خلق الله الفقر ؟!!.. لماذا سمح بالحروب ؟!!!..
فنقول له : وهل جاء في الدين أن الله تعالى قد خلق الدنيا للتنعم ؟!!!..
أم أنه سبحانه : خلقها وهو يعلم بما وضعه فيها من اختبارات كثيرة ومتنوعة لبني البشر على تنوعهم :
لإظهار حقائقهم ؟!!!.. وحقيقة إيمانهم التي يسهل على كل أحد قولها باللسان بغير دليل ؟!!..

يقول عز وجل عن نفسه سبحانه :
" الذي خلق الموت والحياة : ليبلوكم : أيكم أحسن عملا ً" !!.. ويقول :
" أحسبَ الناس أن يُتركوا أن يقولوا أمنا : وهم لا يفتنون ؟!!.. ولقد فتنا الذين من قبلهم : فلنعلمن
الذين صدقوا (أي علما ًتقوم به الحُجة عليهم وإلا : فالله يعلم حقيقتهم) : ولنعلمن الكاذبين " !!..
ويقول سبحانه أيضا ً:
" ولنبلونكم بشيء ٍمن : الخوف .. والجوع .. ونقص ٍمن الأموال .. والأنفس .. والثمرات : وبشر
الصابرين !!.. الذين إذا أصابتهم مصيبة ٌقالوا : إنا لله : وإنا إليه راجعون !!.. أولئك عليهم صلوات ٌ
من ربهم ورحمة : وأولئك هم المهتدون " !!..

إذا ً: فكل ما يعترض عليه الملاحدة واللادينيين (وكأنه يتم بغير إرادة الله وعلمه وتقديره) : هو أصلا ً
مقدور ٌبقدر الله : مُراد ٌبإرادته الكونية سبحانه للابتلاء الذي كتبه بحكمته علينا لإظهار المؤمن من
الكافر إظهارا ً: تقوم به الحُجة على كل فريق ٍفي الجنة أو في النار !!!..

أيضا ً...
ومن غريب أحكامهم التي يتندرون بها هي : لماذا لا ينصر الله تعالى المسلمين والمؤمنين به في كل
وقت ٍوحين !!.. أقول :
وماذا لو نصر الله تعالى كل مسلم ومؤمن في كل وقت ٍوحين ؟!!.. ألن يكون ذلك دافعا ًلدخول
الكفار والمنافقون في الإسلام : بغير اقتناع ولا تمحيص حقيقي ؟!!..
دخول مَن يعبد النصر والقوة والمنعة والقوة الخارقة : وليس دخول مَن يعبد الله عز وجل ؟!!..
ثم :
وأين الابتلاء هنا للمؤمنين والكافرين على السواء ؟!!..
يقول عز وجل :
" ذلك : ولو يشاء الله : لانتصر منهم (أي بنفسه من غير أن يُصيب المؤمن أي أذى من حرب ٍونحوه)
ولكن (أي جعل الحروب سجالا ًبين المؤمنين والكافرين) : ليبلوَ بعضكم ببعض " !!..

أيضا ًمن عجيب قولهم : لماذا جرى في الكعبة والحرم بعض القتالات عبر التاريخ : وسُرق الحجر
الأسود : ونرى ساحة الطواف وهي غارقة في السيول والمطر .. إلخ إلخ إلخ :
أليس الله بقادر على أن يمنع كل ذلك ؟!!..
وأقول مثل سابقه :
وماذا بعد ؟!!..
مشكلة هؤلاء كما قلنا أنهم فصلوا الغاية : ونظروا للتفاصيل ليحكموا عليها !!..
هو الابتلاء والحكمة البالغة إذ :
ماذا لو كان الحرم أو الحجر الأسود أو البيت : هي أشياء فوق الطبيعة الخارقة : فأين البتلاء والتمحيص
هنا بين المؤمن والكافر ؟!!..
بل : وهل كان من الصعب أصلا ًعلى الله تعالى (وحاشاه) : أن يجعل مثل هذا المكان : آية ًخارقة ؟!..

يقول عز من قائل :
" إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية : فظلت أعناقهم لها خاضعين " !!!.. ويقول أيضا ً:
" ولو شاء ربك : لآمن مَن في الأرض : كلهم جميعا ً(ولكنه في هذه الحالة لن يكون إيمانا ًمن حرية
اختيارهم : وهو ليس مراد الله تعالى وإلا : فعنده الملائكة : يؤمنون ولا يكفرون : ويُطيعون ولا يعصون) !!..
أفأنت تـُكره الناسَ : حتى يكونوا مؤمنين " ؟!!!..

فالله تعالى لا يريد إكراه الناس على الإيمان به : " لا إكراه في الدين : قد تبين الرشد من الغيّ " !!..
وإنما هو فقط يُريدهم أن يؤمنوا به بعقولهم وحرية اختيارهم لـ (الرشد) : وتركهم لـ (الغي) !!..
فهذه هي الاستجابة المُثلى من كل عاقل يُحب الخير : لنداء الفطرة التي أودعها الله فيه :

" ونفس ٍوما سواها : فألهمها فجورها وتقواها .. قد أفلح مَن زكاها .. وقد خاب مَن دساها " !!..

وشيءٌ عجيب ٌآخر :
تجدهم يُكذبون وصف الله نفسه بالرحمة : متخذين في ذلك أحكاما ًقاصرة ًلابتلاء الله لبعض خلقه ومخلوقاته
في الدنيا : كموت جنين أو طفل ٍصغير .. مذابح .. مجازر .. مظالم .... إلخ
والصواب : أنك لو آمنت بالله تعالى : فآمن بكلامه وقم بتصديقه : فلا حاجة له بالكذب لو تعقل !!..
وإنما الأشياء التي تراها :
فهي في الدنيا ابتلاء لأصحابها تارة : أو لمَن لهم علاقة بهم تارة ًأخرى : أو للمؤمنين عموما ًفي تصديقهم بربهم
تارة ثالثة !!..
ثم في الآخرة : لا يظلم ربك أحدا ً!!.. بل ربما تمنيت من جميل إحسان الله لهؤلاء الضحايا ورفعة منازلهم :
أنك كنت منهم في الدنيا : تلك الدنيا ذات العمر الذي لا قياس له : بجوار الخلود !!!..
------

وأخيرا ً...
مَن يفهم هذا النوع من الخطأ الذي اخترته لكم اليوم :
لن يصعب عليه بعد ذلك ترك الكثير من الأفكار التي (والله) نضحك عليها : أن تصدر من مسلم سابق :
أو مسلم حالي لم يرتوي من القرآن والسنة بقطرة :
ولا يعلم أصلا ًغاية الله من خلقه المعلونة في كتابه :
ثم هو يعترض على التفاصيل : غير قاريء ولا عالم ٍبالغايات الحكيمة لله منها ...

يُـتبع إن شاء الله ..

أسلمت لله 5
12-02-2011, 10:50 PM
بارك الله فيك أخى أبو حب الله موضوعك شيق ويجذب
أضحكنى مثال أنا وأبى صراحة وهذه خاصة

وأنا عمري 20 عاما : من الصعب جدا أن أسامح أبي ،
أستغرب كيف استطاعت أمي أن تتحمله !!!
.

إلى حب الله
12-03-2011, 12:09 AM
7)) لا تجعل الشك : يتغلب على اليقين !!..

لا زالت حالات الإلحاد (العاطفي) : تتصدر قائمة أسباب الإلحاد في العالم !!..
فهذا ألحد لأن الله تعالى لم يستجب لدعائه في موقف ما !!..
وهذه ألحدت لأن الله تعالى سمح بتعرضها للحرج الشديد في وضع ٍما !!..
وهذا ألحد نتيجة رؤيته للظلم في العالم وعدم رضاه عن الله (وحاشاه) !!..
وهذه ألحدت لأنها رأت أحد المتدينين في موقف لا ترتضيه !!..
وهذا ألحد لتفكيره في المرضى والمعاقين ولو من أول ولادتهم في الحياة !!..
إلخ إلخ إلخ ..

ثم تأتي بعد ذلك لهؤلاء الملحدين : (الشبهات العلمية المختلفة) : لتسويغ هذا
الإلحاد (العاطفي) !!.. أي أنها : لم تكن عندهم ولا سبب إلحادهم ابتداءً كما
يدّعون ...!

المهم (وحتى لا أُطيل عليكم) ..

لفت نظري خطأ ٌغريب : يكاد هؤلاء جميعا ًأن يكونوا وقعوا فيه بغير تنبه !!!..
ألا وهو :
تغليبهم للشك : على اليقين !!!..

تغليبهم للشك في محبة الله لهم أو للناس : على يقين محبة الله للناس ابتداء ًحين
خلقهم (فالناس كلهم مخلوقين سواسية لله .. إنما يكره الله من يكفر بعد ذلك) !

وتغليبهم للشك في حكمة الله : على اليقين بحكمته الدال عليها هذا الكون البالغ
الكمال في التقدير !!!..

وتغليبهم للشك في رحمة الله : على اليقين برحمته مما لا يُحصى من مظاهر تلك الرحمة
في حياتهم : وفي كل شيء من حولهم : من الجنين إلى الأمومة والأبوة إلى علاقات
الحب والود والرحمة حتى في الحيوانات !!!.. (مع ملاحظة أن رحمة الله عز وجل
ليست هي الرقة في فعل الأشياء وتقديرها) ..

وتغليبهم للشك في عدله نتيجة النظرة القاصرة أو حتىالقصيرة في الحياة : على
اليقين بعدله المطلق : وجزائه للمحسن وللمسيء : ولو بعد حين .. بل : ولو في
الآخرة يوم الحساب ..!

وهكذا ....

وما مثال كل ذلك إلا مثل ولد ٍيُحبه أبوه : ثم يضربه الأب يوما ًأو يُعنفه على خطأٍ
ما : أو على فعل ٍما قد لا يفهم الولد الحكمة منه بعد (كأن يلعب بمخرج الكهرباء
مثلاً فيعنفه أبوه أو يضربه على ذلك حتى لا يعود) أقول :
فهل تتخيلون أن هذا الولد :
يقوم بتغليب الشك في محبة أبيه له : على يقينه بمحبة أبيه له ؟!!!..
أو تغليب الشك في إرادة أبيه للخير والصالح له : على يقينه بذلك من أبيه !!!..

والصواب : أن هذا لا يكون ..!
بل الولد العاقل حتى ولو لم يفهم فعل أبيه معه : فهو يرجع به إلى المتيقن لديه من
محبة أبيه له : ومن إرادته الخير والصالح له : فلا يترك أبيه ولا يكرهه !!!..

يُـتبع إن شاء الله ..

إلى حب الله
12-04-2011, 09:16 AM
أخي الحبيب أسلمت لله ...

لقد تأخرت في الرد على تعليقك الطيب : لأني كنت أبحث عن مقطع فيديو أهديه إليك :
يتعلق بمسألة الأب والابن هذه ..
كثير ٌمنا للأسف : لا يقف على حقيقة الاختلاف بين معاملته لأبويه : ومعاملة أبويه له عندما
كان صغيرا ً!!..
ففي الوقت الذي كان الأبوان فيه يتحملان كل شيء من ابنهما الصغير بمحبة مثل : قصصه
وأفعاله المكررة : نجد الابن اليوم يضيق ذرعا ًبأبويه الذان في حاجة لأن يتحدثا مع مَن
يُحبان في كبرهما : حتى ولو كررا قصصا ًأو مواقف بعينها عشرات المرات دون أن يدريان
بسبب ضعف ذاكرتهما ربما : أو لحبهما لتلك القصص والمواقف أن يقصانها عليك !!..

وتأمل معي قول الباري الرحيم عز وجل :

" وقضى ربك : ألا تعبدوا إلا إياه .. وبالوالدين : إحسانا ً!!.. إما يبلغن عندك الكبر :
أحدهما أو كلاهما (تأمل : عندك : وليس في دار المسنين !) : فلا تقل لهما أف ٍ!!.. ولا تنهرهما :
وقل لهما : قولا ًكريما ً!!..
واخفض لهما جناح الذل من الرحمة (كما يفعل الطائر بأبنائه) وقل :
رب ارحمهما : كما ربياني صغيرا ً" !!!!.. الإسراء 23- 24 ..

وأتركك مع المقطع الرائع أخي الحبيب :

kJHTqeysZ20

فاللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا ً..
واجعلهما سببا ًفي دخولي الجنة ..
اللهم آميــن ..

إلى حب الله
12-05-2011, 05:38 PM
8)) لا تجعل الحكم يتعدى إلى غيره مما لا يلزمه ..

هناك عدد كبير من البشر ممَن يتميزون بحُسن النية والطيبة .. وهذه الخصلة جيدة ..
وهي من الدلائل على صفاء قلب المرء وطيبته .. ومن أسباب صب محبة معظم العباد
على صاحبها صبا ً..

ولكن ..
ولكي لا تنقلب تلك الصفة الجميلة إلى فخ ..
ولكي لا تتحول تلك الصفة المحمودة إلى مكروهة :
لها بعض الضوابط التي سأختار منها إحداها الآن : وربما أفردت للباقين وقتا ًآخرا ً
بإذن الله ..

وأما الضابط الذي اخترته الآن فهو :
> لا تجعل الحكم يتعدى إلى غيره مما لا يلزمه < ..!
ولمَن لم يفهم هذه الكلمات المركبة : أضرب له المثالين القصيرين التاليين :

>>> الأول :
شخص متدين ملتزم : تعرفه وتثق في أخلاقه وأمانته إلخ إلخ إلخ :
وأنت تعلم أن من علامات المؤمن : أن يُتقن ما يعمل .. ولكن :
لا تسحب تلك الثقة فيه دينيا ً: على ما هو غير متلازم معها بالضرورة مثل :
الثقة في قيامه بعمل دنيوي : قد لا يكون يعرفه أصلا ًأو لا يتقنه !!.. فتسنده أنت
له بحسن ظنك (الديني) فيه : فيخذلك !!..
وهذا نبي الله يوسُف عليه السلام لما طلب ولاية خزائن الأرض من مَلك مصر : لم يقل
له اجعلها لي : فإني نبي !!!.. ولكنه عرض له من نفسه : مؤهلات هذا المنصب الفعلية
لديه فقال كما حكى الله عنه عز وجل :
" اجعلني على خزائن الأرض : إني حفيظ ٌعليم ٌ" !!..

>>> الثاني :
والعكس بالعكس ..
فهذا شخص ٌمحبوبٌ دنيويا ً(مرح - شهم - عادل - وسيم - متكلم لبق .. إلخ) :
فلا يُستلزم من ذلك أن تجعله عالما ًبدينه : أو عالما ًبالدين عموما ًوفقهه وشرعه : فتأخذ
برأيه في الدين أو كلامه أو تتخذه قدوة ً: فتندم !
فلا تلازم بين ذلك وذاك !!..
وقد أعطانا ربنا عز وجل مثالا ًعلى ذلك بالمنافقين : فقال عنهم مُحذرا ًنبيه منهم :
" وإذا رأيتهم : تعجبك أجسامهم !!.. وإن يقولوا : تسمع لقولهم !!.. كأنهم خشبٌ مسندة " !
-----

وأخيرا ً:
أرجو فصل التلازم الموهوم بين ما يظنه الكثير منا متلازما ًبحسن نواياهم !!!..
فهذا أخ ٌتاجر ملتزم ما شاء الله : شكى لي يوما ًأن أغلب المشاكل التي تقع بينه وبين أترابه
في التجارة : هي بينه وبين الملتزمين منهم مثله !!.. فسألني متعجبا ًعن السبب .. فقلت له :
هل تكتبون ما تتداينون به لبعضكم البعض : أو لأجل ؟!!..
فقال لي : لا ..! بل نحن نحسن الظن بأنفسنا !!..
فقلت له : وهذا ليس من دين الله ولا الإلتزام في شيء !!.. فأطول آية في القرآن : هي آية
الديْن من سورة البقرة !!.. فكيف تغضون الطرف عنها ؟!!..

نعم .. نحسن الظن بأنفسنا ولكن : ماذا لو نسيَ أحدنا مع الوقت : كم تداين من أخيه
بالضبط ؟!!.. أو كم أودعه بالضبط ؟!!.. وهذا كله ليس مستبعدا ًعلى بني الإنسان نسيانه
أو تخليط في ذكرانه !!.. بل :
ماذا لو مات هذا المودع لديه أو المستدين !!.. على أي شيء ٍسيُصدقك ورثته إن طالبتهم بما
كان لك عنده ؟!!..
فطأطأ الأخ رأسه : وقد أيقن وجوب الفصل بين ما لا تلازم فيه من حسن النية وغيرها ...
وهذا الأمر لو فهمناه : وهذا السبب للخطأ لو وعيناه :
لتجنبنا الكثير من الأخطاء التي تتقاسم معه نفس المبدأ في حياتنا عموما ًلمَن يستطيع القياس !!..

يُـتبع إن شاء الله ..

إلى حب الله
12-06-2011, 10:22 AM
9)) أخطاء في الحكم على الناس ..

في دنيا البشر : نحتاج كثيرا ًلإطلاق أحكاما ًعلى مَن حولنا ممَن نراهم أو نسمعهم
أو نقرأ لهم أو نتعامل معهم من الناس ..

وفي هذه الأحكام : يجب الانتباه لبعض الأخطاء التي يقع فيها الكثيرون مثل :

>>> الأول :
وهو من باب فصل التلازم الذي حدثتكم عنه في النقطة السابقة .. وصورته هنا هي :
جعل العيب الواحد في الشخص : يسحب حُكمك عليه بالسوء في أخلاقه جميعها !!..
مثل : أن يكون إنسانا ًمُدخنا ًمثلا ً..
فهذه صفة قبيحة بلا شك (فصاحبها يتقبل الخبث على نفسه : ويتقبل أن يراه عليه
غيره : وهذه وحدها منقصة) .. أقول :
ومن طريقة وأسلوب هذا المدخن : نستطيع الوقوف على بعض أخلاقه ولكن : ليس
كلها أو بتعميمها كما يفعل البعض للأسف !!..

فمثلا ًلو كان لا يُدخن إلا منفردا ًأو وحيدا ًبعيدا ًعن أعين الناس : فهذا أقلهم سوءا ً
في هذا الباب بل : يدل ذلك على حياء ٍمن الناس .. ومروءة في عدم الإضرار بهم كما
يقول رسولنا الكريم في الحديث الصحيح : " لا ضرر ولا ضرار " !!..

وأما إذا كان يُدخن في الأماكن العامة : فإذا دخل مكانا ًمغلقا ً(مصعدا ًأو سيارة) لا
يستطيع الناس تجنبه فيه : فيُطفيء سيجارته : فهذا أقل سوءا ًمن الأول : وإن كانت
الرائحة الخبيثة العالقة بفمه وثيابه تؤذي لم تزل .. فبقدر ما فيه حسن نية .. بقدر ما
فيه نسبة من عدم اللامبلاة بالآخرين ..

وأما إذا كان لا يهمه التدخين في خاص ولا عام : فهذا أسوأ الثلاثة .. ويمكنك البصم
بالعشرة على أن هناك متلازمات في سلوكه بهذا الفعل .. أقلها هي اللامبالاة .. وقد
تمتزج بسلوكيات أخرى مثل حب الظهور والعُجب بالنفس وتعظيمها والتكبر والغرور !

حسنا ً.. كل هذا جيد وفي محله ولكن :
هل يمنع ذلك من كون الشخص يحمل صفات ٍأو أخلاق ٍأخرى كريمة ؟!!..
لا !!..
إذا ً: فلنراع ذلك في حديثنا عنه : وفي تعاملنا معه : وفي مواقف دعوته بالحسنى أو
دفعه لعمل خير ٍأو اجتناب شر (حتى الكافرين أنفسهم لن يخلوا من صفات خير) !!!..

وقد أ ُتي لرسول الله بشارب خمر يُضرب تعزيرا ً: فلم يمنع ذلك رسول الله أن يشهد له
بأنه يُحب الله ورسوله !!..
بل :
ومَن يتعمد تعميم الحكم السيء على الشخص ببعض عيوبه او ذنوبه : قد يدفعه للغوص
أكثر في وحل المعاصي والأخطاء !!.. وإنما الأفضل من المسلم أن تمد له يدا ًلتساعده على
الخروج مما هو فيه !!.. ولا تدعو عليه فيظفر به الشيطان ولكن : ادعو له !!..

فقد أ ُتيَ النبيُ صلى الله عليه وسلم برجل ٍقد شرب الخمر فقال :
" اضربوه (أي تعزيرا ًعلى شربه للخمر) .. فمنا الضارب بيده .. والضارب بثوبه ..
والضارب بنعله .. ثم قال : بكتوه .. فأقبلوا عليه يقولون : ما اتقيت الله ؟.. ما خشيت
الله ؟.. وما استحييت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!!.. فقال بعض القوم : أخزاك
الله !!.. قال (أي رسول الله) : لا تقولوا هكذا .. لا تعينوا عليه الشيطان .. ولكن قولوا :
اللهم اغفر له !!.. اللهم ارحمه " !!..
رواه أبو داود وصححه الألباني وأصله في البخاري ..

>>> الثاني :
قد يكون بعض الأشخاص في المكان الواحد أو البلدة الواحدة أو المدينة الواحدة سيئين :
فلا تجعل ذلك دافعا ًلك لتعميم الحكم بالسوء على المكان والبلدة والمدينة بأكملها وأهلها !
فحتى البيت الواحد : قد يختلف أفراده بين الحُسن والسوء : والصلاح والفساد : بل :
والكفر والإيمان !!..

فللأسف الشديد انتشر مثل ذلك التعميم الذميم بين الكثير من الناس :
حتى صار من التندر الذي يتندرون به ويضحكون ويؤلفون عليه النكات !!..
فهذا صعيدي .. وهذا سوداني .. وهذا مصري .. وهذا لبناني .... إلخ
وغفلوا عن التأثير النفسي السيء لذلك على قلب سامعه من هؤلاء : مما يدفعه للرغبة في
مقابلة المثل بالمثل : فينشق صف المسلمين أو حتى أي مجتمع ..!
ولو أن الراغب في التنكيت والتندر قد انتقى الخـُلق المذموم وحده (كالكسل أو البخل
مثلا ً) : وتحدث عنه بالذم أو التنكيت : لكان أسلم وأعدل ..

>>> الثالث :
الحكم على أخلاق إنسان من موقف ٍواحد ٍفقط رأيته فيه ..!
حيث معلوم أن حياة الشخص تتنوع مواقفه فيها : بين الشدة واللين .. وبين الضعف
والقوة .. وبين الحسم والتردد .. إلخ
فلا تكن كالأربعة إخوة الذين أرسلهم أبوهم لإحدى الأشجار الكبيرة : كل واحد فيهم
في موسم من المواسم الأربعة ليصفها : فجاءه كل منهم بوصف مختلف عن الآخر :
وهو يظن أنه وصفها الوحيد !!!..

فللحكم على شخص ٍما ولا سيما أخلاقه : حاول أن تتعهد مراقبته في أكثر من موقف
متنوع .. أو تسأل عليه جارا ًأو زميلا ًأو صديقا ًأو خبيرا ً!!!..
وقد حُكي عن الفاروق عمر رضي الله عنه (ولا أعرف للقصة سندا ً: والمتن من ذاكرتي) :
أن رجلا ًأتى برجل ٍليشهد في قضية .. فسأله عمر عن عدالة هذا الشاهد : وكما أمر الله
ورسوله (أي أن يكون الشاهد في أي قضية هو رجل مشهود له بالصلاح : وليس مثل هذه
الأيام : العشرة شهود ربما بمائة جنيه !) .. فسكت الرجل ولم يرد ..
فقال عمر بفراسته : لعلك تراه في المسجد يتلو .. فقال الرجل : هو ذاك ..
فقال عمر : لا .. بل ائتني بجار ٍله أسأله عنه !!!..

يُـتبع إن شاء الله ..

عَرَبِيّة
12-06-2011, 11:32 AM
يُـتبع إن شاء الله ..
متابعة إن شاء الله , السلسلة شيّقة ونافعة بإذن الله .. بارك الله فيك أستاذنا .

إلى حب الله
12-07-2011, 03:08 PM
جزاك الله خيرا ًأختنا عربية ..
وأشكر لك حسن ظنك بالعبد الفقير ..
وجيد أنك تحملتي هذا الإسهاب : والبعيد كل البعد عن الاختصار ! :):
----

10)) احترام التعميمات المفيدة وعدم الحكم بإبطالها !!..

كثيرا ًما نقرأ أو نسمع بعض من قصُر عقله عن إدراك الحكمة من شرع الإسلام :
فنجدهم يطعنون في تعميمات كثيرة لأوامر ونواهي الله ورسوله !!..

فذلك يطعن في ضرورة وجود أربعة شهود على زنا زوجته لو أراد إقامة الحد عليها :
ونسيَ أن هناك معدوم الضمير الذي لو فـُتح له الباب لاتهم زوجته بالزنى زورا ًلغرض ٍ
في نفسه الدنيئة (مال أو انتقام أو خيانة .. إلخ) !!..

وتلك تطعن في أنها لو صافحت رجلا ًلا تفكر بشيء خارج الأدب !!.. ونسيت أن
هناك مَن تتعمد مصافحة الرجال والشباب لأشياء خارج الأدب !!..

وتلك تطعن في النهي عن الخلوة بالرجال بغير محرم : وأنها لا تفكر بشيء خارج الأدب :
ونسيت أن هناك مصائب تـُروى على أرض الواقع لما جلبته مثل هذه الخلوة من زنا
وتعد ٍوفجور وهتك أستار ٍوأعراض وخيانة !!..

وذلك يطعن في أن مشاهدته للنساء المتبرجات في التلفاز أو النت : لا يؤثر فيه بشيء !
ونسيَ أن هناك مَن يؤثر ذلك فيه أيما تأثير فيتخذه سببا ًلتتبع المزيد من العورات
والتكشفات : فلا يتركه إلا وقد وصل به الأمر لمشاهدة الزنا الصُراح أو حتى الوقوع
فيه !!!..

وذلك يطعن في نواهي النبي عن أشياء كثيرة في المعاملات والتجارة : لا تبع ما ليس
عندك : لا تخطب على خطبة أخيك ولا تبع على بيعه : لا تبع الذهب إلا بمثله إلخ
فيقول : أنه فعل من هذه النواهي أشياء : ولم يحدث شيء !!..
ونسيَ أن عشرات آخرون فعلوا : وحدث بينهم ما وصل لمعارك وقتل وخصام !!!!..

والشاهد إخواني حتى لا أ ُطيل عليكم :

لماذا تجعل من نفسك محورا ًلتشريع الله عز وجل : وكأنه ما أ ُنزل إلا لك وحدك ؟!

لماذا لو كنت أو غيرك شاذين عن القاعدة : تنادي بإبطال القاعدة برمتها :
سواء كانت هذه القاعدة شرعية دينية أو تنظيمية دنيوية :
مع وضوح الفائدة منها والحكمة فيها ؟!!..

والسؤال بصيغة أخرى وأمثلة ًللتوضيح :

>>>
هل لأنك مشيت مرة بسيارتك في الاتجاه المخالف ولم تقع حادثة ولم تدهس إنسانا ً:
هل معنى ذلك أن نلغي النهي عن السير المخالف في الطريق ؟!!!..

>>>
هل لأن طفلك الصغير أخرج يده من نافذة القطار أو السيارة : فلم تنقطع يده
بفعل عامود أو سيارة أخرى أو قطار آخر : هل معنى ذلك أن نلوم السائق أو
الناصح الذي ينهاه ؟!!!!..

>>>
هل لأنك جلست يوما ًعلى طرف سور ٍحديدي من فوق مرتفع ٍعالي ٍ: فلم تسقط
ولم يُصبك دوار فتنقلب صريعا ًولم تتلق خبطةً من أحدهم بقصد أو بغير قصد فتنقلب
نزهتك لمأساة : فهل معنى ذلك أن نلغي النهي عن الجلوس بهذه الطريقة الخطرة فوق
هكذا أسوار ؟!!!..

>>>
وهل لأنك أخذت مالك من صرّاف البنك أو الحوالات : ولم تقم بعدّه قبل انصرافك :
ووجدته كاملا ً: هل معنى ذلك : أن نلغي الأمر بعدّ المال قبل الانصراف : لأنه بعد
الانصراف : تفقد حقك فيه لو كان ناقصا ً؟!!..

والأمثلة لا تنتهي من حياتنا اليومية .. واحسب فيما ذكرته الكفاية في توضيح المغزى ..
فيا ليتنا عاملنا شرع الله تعالى : بحكمة مَن ينظر للتعميمات المفيدة في حياته فيفهمها !
وإن كان شرع الله أوجب في ذلك : لأنه من لدن حكيم عليم !!..

يُـتبع إن شاء الله ..

أسلمت لله 5
12-08-2011, 11:05 AM
فاللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا ً..
واجعلهما سببا ًفي دخولي الجنة ..
اللهم آميــن ..

اللهم امين

بارك الله فيك أخى الحبيب وجزاك الله خيرا على هذا العمل الطيب .

إلى حب الله
12-11-2011, 10:04 AM
11)) لا تجعل حُـكمك : لإرضاء كل الناس - فلن تنجح !!..

إن الرغبة في إصدار حُـكم أو قول أو فعل : يُرضي كل الناس :
قد تصدر من إنسان طيب يؤثر فيه ألا يَرضى كل الناس : أو من إنسان فهلوي :
يظن أنه بإمكانه إرضاء كل الناس .. ولكنه أبدا ً:
لن يصدر من إنسان ٍحكيم !!!..

نعم .. هناك بعض المواقف التي تتميز بقلة الأطراف المرجو إرضائها .. اثنين .. ثلاثة ..
ولكن كلما زاد العدد : فالمعادلة أصعب بكثير مما يتوقعه البعض !!..
بل :
بعض الحكماء عدّ الرغبة في إرضاء كل الناس : علامة على الفشل الأكيد المبكر !!..

ويُروى في ذلك قصة ًشهيرة مُضحكة عن أب ٍوولده وحماره ..

>>>
حيث ركب الأب وولده فوق الحمار ومشوا .. فرآهم مجموعة من الناس فاستنكروا
ذلك قائلين : هذا ليس من الرحمة في شيء !!.. اثنين كثير على ظهر حمار كهذا ..!

>>>
فنزل الأب وولده بجوار الحمار ومشوا .. فرآهم مجموعة من الناس فاستنكروا ذلك قائلين :
هذا ليس من الذكاء في شيء !!.. لماذا اشتروا الحمار إذن ولماذا خلقه الله !

>>>
فركب الأب على الحمار وترك ولده يمشي بجواره .. فرآهم مجموعة من الناس فاستنكروا
ذلك قائلين : هذا ليس من الشفقة في شيء !!.. الأب الكبير يتحمل السير عن الولد !!..

>>>
فأركب الأب ولده على الحمار ومشى بجواره .. فرآهم مجموعة من الناس فاستنكروا
ذلك قائلين : هذا ليس من الأدب في شيء !!.. كيف يركب الولد ويترك أباه يمشي !!..

>>>
فلما يئس من إرضائهم جميعا ًولم يدر ماذا يفعل مع حماره :
حمله وسار به !!!!!!!!!... :p:

والشاهد :
أن الناس كلهم متفاوتون في التفكير .. وفي الأولويات .. وفي مقدار تأثير الهوى والرأي
والخبرة الذاتية على كل ٍمنهم .. فإرضائهم جميعا ًبحُكم ٍأو قول ٍأو فعل ٍما :
هو من الصعوبة بمكان إن لم يكن مستحيلا ً!!!..

فقد خلقهم الله تعالى على هذا التفاوت : كلٌ حسب ابتلائه الذي سيُظهر مكنونات
نفسه على حقيقتها :
فهذا جاهل ظل على جهله : وهذا جاهل تعلم فعرف وأسلم !!..
وهذا عالم اغتر بعلمه : وهذا عالم أوصله علمه إلى الله فأسلم !!..
وهكذا ...

يقول عز وجل :
" ولو شاء ربك : لجعل الناس أمة ًواحدة : ولا يزالون مختلفين (أي في قبول الحق) :
إلا مَن رحِمَ ربك (أي المستحق لرحمة ربه بقبوله الحق واتباعه) ولذلك خلقهم (أي :
ليبتلي كلا ًمنهم بما يناسبه فوجب اختلافه وفق مكنونات نفسه) : وتمت كلمة ربك :
لأملأن الجهنم من الجِـنة والناس أجمعين (أي كل ٍبحسب عمله وقبوله أو رفضه للحق) " !

ولذلك نصيحتي لكل إنسان أنه :
إذا كان إرضاء الناس كلهم أو مَن حولك كلهم : غاية لا تـُدرك :
فاهتم بالحُكم الحق .. وبقول الحق .. وبفعل الحق !!!..
فعلى الأقل : هو ذاك الذي سيُحاسبك الله عليه يوم القيامة !!!..

وتأكد أنك حينما تفعل ذلك : فحتى مَن عارضوك : يعرفون أنك على الحق فينكسر
هواهم في قلوبهم : ويعرفون في قرارة أنفسهم أنك إنسان ٌصادق ٌوأمين !!!..

فتجدهم وإن عرض لأحدهم عارض (ورغم معارضته لك في الظاهر) : إلا أنه سيترك
الكل ويأتيك لمعرفته بصدقك وأمانتك (فهو يعرف بنفاق الآخرين ومداهنتهم في الحق) !!..
وهذا نوع ٌمن الرضا ممَن عارضتهم في الله :
مصداقا ًلقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" مَن التمس رضا الله (أي الحُكم والقول والفعل بالحق) : بسخط الناس (أي حتى ولو
تسبب ذلك في سخط الناس عليه) : رضيَ الله عنه : وأرضى عنه الناس (حيث يعرفون
في قرارة أنفسهم لذلك الصادق الأمين قدرا ًحتى ولو لم يتكلموا به) !!.. ومَن التمس
رضا الناس : بسخط الله : سخط الله عليه : وأسخط عليه الناس (حيث أن مَن أرضيتهم
بترك الحق : سيعرف في قرارة نفسه دناءة نفسك في الحق حتى ولو لم يتكلموا به) " !!..
رواه ابن حبان وصححه الألباني لغيره ..

وفي رواية أخرى له بلفظه :
" مَن أرضى الله بسخط الناس : كفاه الله (أي من الخير والأجر ما لا يساويه سخطهم) !!..
ومَن أسخط الله برضا الناس : وكله الله إلى الناس " !!!..

أقول : وكفى بالمرء خذلانا ًأن يوكله الله إلى نفسه أو إلى الناس طرفة عين !!..

يُـتبع إن شاء الله ..

hani1984
12-13-2011, 02:11 PM
بارك الله بك اخي الكريم والله انه كلامك رائع واعجبني جدا جدا الله يبارك فيك ويكثر من امثالك وبانتظار التتمة بفارغ الصبر اخي

ولدي طلب اخي لو ممكن تضع لنا قصص ومواعظ اكثر اذا امكن وبارك الله بك

إلى حب الله
12-13-2011, 03:21 PM
جزاك الله خيرا ًأخي الكريم هاني على التفاعل الطيب ..
وطلبك على العين والرأس كما يقولون ..

ولحين تفرغي لاستكمال باقي الأسباب :
إليك هذه الهدية مني إذا أردت عبرة ًوعظة ...
http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=34141

أدعو الله عز وجل أن ينفعني وإياك بمثلها ..
وللعمل لمثل ذلك اليوم ..

اللهم آمين ..

hani1984
12-13-2011, 04:39 PM
بارك الله بك اخي قصة جميلة جدا ياريتها واقعية وفعلا حدثت لشخص بانتظار المزيد اخي الفاضل بارك الله بك وانا اقرا تقريبا كل ردودك اخي لاني ووالله احبك في الله سبحان الله هذا الحب من الله فياريت لو ترسلي ايميلك بارك الله بك

إلى حب الله
12-14-2011, 09:25 AM
انظر بريدك الخاص أخي الحبيب هاني ..
ونواصل على بركة الله ..
-----

12)) من شدة الحرص : ما أضاع كل شيء !!!..

إن الإنسان مُحب للخير بطبعه .. مُحبٌ للاستزاده منه بكل صورها ..
يقول الله تعالى واصفا ًذلك الإنسان في سورة العاديات :
" وإنه لـُحب الخير : لشديد " !!..

وسواء كان ذلك الخير : مالا ًأو غيره : فهو مُتعلق ٌبحرص الإنسان على الحصول
عليه : بل : والاستزادة منه أيضا ً...

ولكن ..
إن لم يتحاوط ذلك الحرص وتلك الاستزادة بالعقل والحكمة : فلربما أذهبوا كل شيء !

>>>
فهذا رجل ٌقطف ثماره الغالية : ووضعها في شن ٍفوق رأسه : ليذهب بها للسوق لبيعها ..
فسلك طريقا ًمختصرا ًللهفته للوصول إلى السوق : فكان عليه أن يعبر مجرى مائي ٍفوق
خشبة ..

وقبيل النهاية بخطوات : سقطت منه إحدى الثمار على تلك الخشبة ..
فكان عليه :
إما أن يتركها ويمضي ويكتفي بالعشرات التي معه في الشنة .. وإما أن :
يحاول التقاطها مُغامرا ًبفقدان الكل ..!

فبلغ من شدة حرصه : أن قرر عدم ترك تلكم الثمرة .. فانحنى ليأخذها : فوقع منه
كل الشن في الماء !!!!!!!!..

والشاهد : أن شدة الحرص إن لم تحاوطها الحكمة : فقد تذهب بكل شيء مما في يديك !

>>>
فإذا نظرنا في حياتنا اليومية : وتتبعنا مثال هذا الرجل بعد إسقاطه على العديد من
أحوالنا ومواقفنا وقراراتنا : نجد أننا لسنا منه ببعيد للأسف !!!..

>>>
فتلكم الزوجة تعيش عيشة ًهنيئة ًمع زوجها وأولادها في بيتها المتواضع ..
فكان لديها من النِعم :
الزوج المحب .. والأولاد .. والبيت الطيب .. وطاعة الله : ما يجعلها ملكة ًلم يذق
طعم سعادتها ملكات المال والذهب .. فهل رضيت بما لديها - وهو كثير - ؟!!..

لا للأسف ..! لقد بلغ من شدة حرصها على استيفاء (كل) أسباب السعادة في
نظرها أن :
تطلب من زوجها سيارة !!.. وتطلب منه أن يُهاديها بذهب ٍكل حين !!.. وتطلب
منه بيتا ًمِلكا ًغالي الثمن !!.. وتطلب منه خادمة !!.. وتطلب وتطلب وتطلب ...
فإذا به يُطلقها آخر الأمر أو يتزوج أخرى يشعر منها بالرضا تجاهه !!!..

>>>
وفي مجال الأعمال : تتكرر مثل هذه المواقف كثيرا ًللأسف !!..
فهذا صاحب عمل : لديه عامل كفء مشهود له بالجد والخبرة ..
وهناك مسابقة أو مسألةٍ ما عاجلة يحرص صاحب العمل
على تحقيقها في وقت ٍقصير ....
والمشكلة :
أن حجم العمل المطلوب في هذه الفترة القصيرة - مسابقة مثلا ً- : يفوق إمكانيات
الشخص الطبيعي !!!..

فبدلا ًمن أن يستأجر صاحب العمل شخصا ًآخرا ًيساعد ذلك العامل الكفء الذي
لديه : فقد بلغ به حرصه لتحقيق الهدف بأقل تكلفة - حرصا ًمذموما ًعلى المال -
أن أوكل العمل كله في ذلك الوقت القصير المضغوط لهذا العامل الكفء وحده ..

وبالفعل انصاع العامل المسكين له .. وبذل كل ما يمكنه من مجهود ٍبصدق :
حتى إذا لم يبق على إنهاء العمل النهائي إلا ساعات :
أ ُصيب ذلك العامل بالضعف والإغماء من جراء الضغط الذهني والعصبي والعضلي
الذي بذله في تلك الفترة القصيرة !!!..

فلا أمكن لصاحب العمل إنهاء عمله !!!..
ولا احتفظ بمجهود عامله الكفء المُجد بل فقده أياما ًلحين شفائه وعافيته !!!..
وأخيرا ً- وبدلا ًمن كسب المال الذي كان حريصا ًعليه ويتوقعه - :
اضطر لدفع تكاليف علاج العامل !!!..

فهذا ما تصنعه شدة الحرص بغير حكمة وقراراتها ..

يُـتبع إن شاء الله ..

طالبة علم و تقوى
05-20-2012, 05:45 AM
ما هذه الدرر أستاذنا أبو حب الله ..الصراحة إستفدت كثيرا, الواقع يشهد فعلا بما قلته ... نورك الله بمزيد من الحكمة و رزقك خير الدارين و أصلح الله لك ذريتك كما تسعى لصلاحنا, و أرجو أن تستمر في متابعة هذا العمل الطيب ..جزاك الله عنا خير الجزاء.

بحب دينى
05-20-2012, 11:20 PM
هذا الموضوع رائع منك أخى الحبيب ...وجزاك الله خيراً أخى الحبيب ...وأسمح لى بنقله للأفاده ....بارك الله فيك وأحسن اليك ...

إلى حب الله
05-21-2012, 12:29 AM
أخجلتموني إخواني بارك الله فيكم .......... :):
وأواصل على بركة الله ...
-------

13)) ليس كل ما يُعرف : يُقال في أي وقت ...!

من الجيد أن يُخرج الإنسان ما لديه من العلم أو الفهم أمام الناس .. فهذا كفيلٌ بمدحه ...
ولكن :
من السيء ألا يعرف الواحد منا متى وأين يقول ما يعرف : أو يكتمه !!!..
وكم من كلمةٍ من مثل هذه قيلت يبتغي صاحبها وصف الناس له مثلا ًبالفطنة والذكاء :
فضرته أو ضرت غيره : حتى لود أن تعود إلى فمه ولم تخرج ولكن : هيهات !!!..

>>>
فهذا فلان قريب العائلة : زار صاحبنا مفلوت اللسان ولم يره منذ سنة .. فما أن رآه حتى
قال لقريبه هذا بصوت يسمعه الكل : يا فلان .. لقد قل وزنك وشحب لونك عن آخر مرة
رأيناك فيها ... هل أصابك مرض السكري أو الكبد الوبائي أو .. أو ... أو ......... ؟؟!!!
أنا أقول أنه مرض السكري لأن أعراضه تنطبق عليك .. انظر للون شفتيك ؟؟.. انظر لكذا
انظر لكذا ...... حتى تمنى ذلك القريب أن لو انشقت الأرض فتبتلعه !!!..
فبئس ما صنع : وبئس ما قاله صاحبنا بغير تبصر للوقت ولا للأين !!!..

>>>
والنساء أيضا ًلهن مثل ذلك نصيب - فهن شقائق الرجال :): - ...!
فهذه زارت ابنة خالتها التي تمت خطبتها : ووجدت في بيتها أخوات الخاطب معها .. فما هي
إلا لحظات من التعارف : حتى شرعت في سرد كل صغيرة وكبيرة عن ذكرياتها مع ابنة خالتها
في المدرسة والثانوي والجامعة .. وكيف كان يتمناها فلان زميلها !!.. وكيف كان يمشي خلفها
الآخر جارها !!!.. وكيف وكيف وكيف ... إلخ !
حتى أظن أن ابنة خالتها قد أقسمت من داخلها في تلك اللحظات الكالحة : أنها لن يجمعها معها
مجلسٌ أبدا ً!!!!...

وأما من أطرف ما قرأته تجسيدا ًلتلك الحكمة :
فهما قصتين عربية وأجنبية ... واسمحوا لي بنقلهما بأسلوبي - أي مع التصرف - ....

>>>
فأما القصة العربية : فأنقلها كما أتذكرها ولكن : بعد حذف الأسماء ...
حيث يُروى أنه وقعت بين شيخ وبين امرأته وحشة ٌوجفاء : فطلب من بعض أصحابه أن يصلح
بينهما ويرضيها .. فدخل الشيخ وصاحبه البيت على زوجته .. فكان مما قاله صاحبه لها - ظانا ً
بذلك أنه يؤلفها عليه - : إن شيخنا زوجك : رجل كبير القدر .. فلا يزهدنك فيه عمش عينيه ..!
ولا دقة ساقيه ..! ولا ضعف ركبتيه ..! ولا نتن إبطه ..! ولا بخر فمه ..! ولا جمود كفيه ..!
فقاطعه الشيخ بسخطٍ قائلا ًله : قم قبحك الله !!!.. فقد أريتها من عيوبي : ما لم تكن تعرفه !!!!!!..

>>>
وأما القصة الأجنبية .. فأحكيها من ذاكرتي أيضا ًمع بعض التصرف وتحوير الصياغة قليلا ً...
حيث يُروى أنه حُكم بقطع رأس ثلاثة رجال بالمقصلة : عالم دين .. ومحامي .. وعالم فيزياء ..
فتقدم عالم الدين أولا ًفقيل له : هل من كلمة أخيرة ؟؟... فقال :
قدمتموني للقتل : وما فعلت ما فعلته إلا للرب : وكنت أتمنى من الرب أن ينقذني ....
فلما أسقطوا سكين المقصلة : فوجئوا كلهم بتوقف السكين قبل رقبته بسنتيمترات : فتعجبوا لذلك :
وأطلقوا سراحه وقالوا : ربه أنقذه من القتل ....
ثم تقدم المحامي ثانيا ًفقيل له : هل من كلمة أخيرة ؟؟... فقال :
قدمتموني للقتل : وما فعلت ما فعلته إلا للعدالة والحرية : وكنت أتمنى بهما أن أكون من الناجين ....
فلما أسقطوا سكين المقصلة : فوجئوا كلهم بتوقف السكين قبل رقبته بسنتيمترات : فتعجبوا لذلك :
وأطلقوا سراحه وقالوا : أنقذه إيمانه وعمله للعدالة والحرية ....
ثم تقدم عالم الفيزياء أخيرا ًفقيل له : هل من كلمة أخيرة ؟؟... فقال :
قدمتموني للقتل بسبب العلم : ولست في إيمان رجل الدين بربه .. ولم أؤمن بالعدالة والحرية مثل ذلك
المحامي ولكن : أستطيع أن أخبركم بأن سبب عدم وصول سكين المقصلة إلى رأسيهما : هو هذه العقدة
التي في أعلى الحبل هناك ....!
فتعجب الحاضرون من تنبهه لهذا السبب الذي خفي عليهم فنسبوه تارة للرب وتارة للعدل والحرية !
فصعد أحدهم لأعلى الحبل فحل العقدة : ثم قطعوا رأسه !!!!!!!!!!!!...
ومن هنا :
فليس كل ما يُعرف : يُقال في أي وقت !!!!..

يُـتبع إن شاء الله ...

ريوم
05-21-2012, 04:07 AM
رائع أخي وجميل جدا ، دائما نترقب مواضيعك المفيدة :thumbup:

Almumen
05-23-2012, 12:28 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك شيخنا.
لي منك طلب و هو:
هل بإمكانك تزويدي بموضوعك هذا على صيغة Word أو PDF كما هو, نفس الصيغة و الأسلوب.
خفت أن أشق عليك لهذا لم أطلب جميع مواضيعك.
بارك الله فيك و زادك علما و نفع بكم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إلى حب الله
05-23-2012, 11:55 AM
للأسف أخي الكريم ....
فكل مواضيعي القديمة - قبل عامين - كان لها أصول لدي بصيغة الوورد :
حيث كنت أكتبها ببرنامج الوورد أولا ًبكامل تنسيقها : ثم أرسلها لقائمة إيميلاتي على النت ..
ثم لما اشتركت في هذا المنتدى الطيب : صار جل مواضيعي ومشاركاتي هو مما أكتبه هنا لأول مرة ...
ووجدت أنه سيستغرق مني وقتا ًومجهودا ًكبيرين إذا ما أردت إعادة تنسيقه بصيغة الوورد :
فتوقفت عن ذلك : واكتفيت بأن ما أكتبه يمكن عمل نسخ له وإرساله بالإيميل فيظهر بنفس تنسيقه كما تراه هنا ..
وأنا أعلم أن نسخ أي موضوع أو مشاركة من هنا ولصقها في برنامج الوورد : ستقلب التنسيق من اليمين لليسار :
وحتى بعد أن تقوم بعمل تنسيقه ليبدأ من اليمين : فستظل علامات التعجب والتنقيط مقلوبة ...
ولكن ما باليد حيلة ..
فهكذا أضطر إذا أردت نقل أي مشاركة أو موضوع هنا إلى الوورد ...

بارك الله فيك ...

موحد***
05-23-2012, 12:28 PM
بارك الله فيك استاذنا ابو حب الله
متابع وننتظر المزيد

قلب معلق بالله
05-23-2012, 03:01 PM
بارك الله فيكم
هل تسمحوا لنا بنقل ؟

إلى حب الله
05-24-2012, 11:25 AM
لأي مسلم أو مسلمة النقل أختي الفاضلة .. حتى ولو لم يذكر اسمي فيه ..
فطالما وجدتم فيه فائدة .. فأجري عند مَن لا تضيع عنده الأجور ولا تختلط ...
-------

14)) اعلم أن لحبيبك وصديقك عيبٌ أو عيوب !!!..

الإنسان الطيب بطبعه : يسبق حُسن ظنه تفكيره .. وتجده يبني في عقله أكثر الأفكار تفاؤلا ًتجاه الغير ..
وهذا جيد ومطلوب .. وحتى في مجال الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى والإسلام : مطلوب هذا التفاؤل لكي
يحث أحدنا على زيادة البذل والعطاء طمعا ًفي هداية إنسان ضال أو عاصي ...

ولكنه ليس من الجيد أن يتحول حسن الظن هذا والأفكار المتفائلة : لتصير غلافا ًيُغلف كل مَن يختلط
الإنسان به في حياته من أشخاص ...!
فإذا أحب زوجته : ظن أنها بلا عيوب يستنكرها !!.. أو ظن أنها ستنطبق صفاتها على موافقة صفاته بلا
خلاف قط !!!..
وإذا أحب أخا ًفي الله أو صديقا ًأو شيخا ًأو عالما ًأو داعية ًإلخ .. ظن أنه حتما ًسيكون كامل الصفات التي
يرغب فيها ويحبها هو الآخر ولن يجد فيه ما يستنكره قط ...!

فهل الواقع كذلك ؟؟؟..
أم أن إطلاق مثل هذا التفكير في حياة الواحد منا ( الطيب ) هو من أسباب الخطأ ؟.. والتي للأسف قد
تصنع عند مواجهة حقيقتها لأول مرة :
صدمة وربما أعقبها فـُرقة شديدة بين متحابيْن أو صديقين أو أخين في الله أو مُحب وشيخ !!!..

أقول :
والصواب : وكما أنه لا يخل أيٌ منا من عيوب : فهكذا الآخرين أيضا ً!!!!..
بل والأعجب من ذلك هو أن يكون ما عند غيرك من المحاسن : هو عيوب بالنسبة إليك !!!..

>>>
مثال : الرجل الداعية الكثير السفر والتجوال والانشغال بالدعوة : قد تتمنى الكثير من الأخوات
المتدينات الزواج بمثله : إلا زوجته !!!.. فلربما هذه الحسنة عندها صارت عيبا ً: لم تصبر عليه كما كانت
تتخيل من قبل الزواج !!!.. وليس لها من قوة الدين وحب الدعوة ما يجعلها تحتسب أجر ذلك : وترضى
بقليل الوقت الذي يقضيه زوجها معها وأولادهما !!!.. وتعرف أن لتلك الدعوة بركة يعيشون فيها في الدنيا
وفي الآخرة الثواب العظيم ... (وأنا لا أعني هنا التقصير المُخل لبعض الدعاة في بيوتهم)

فما هو المفهوم الصحيح المفترض أن ينتهجه أحدنا على ضوء ذلك ؟؟؟؟..

المفهوم الصحيح هو أن يوطن الإنسان نفسه على أن مَن يُحب : هو فيه عيبٌ أو أكثر - وإن لم يظهروا بعد - !
وأن يعرف أن هذا شيءٌ طبيعي : لا يهدم أصل المحبة الموجودة بينهما أو الاحترام .. لأنه - وبكل بساطة - هو
نفسه في ذات الموقف ولكن بالوضع المقلوب - أي هو نفسه فيه عيوب أيضا ًبالنسبة لمَن يحبونه - فإن تقبل :
تقبلوا .. وإن رفض : رفضوا !!.. وقديما ًقالوا على ما أذكر :
<< إذا أردت صديقا ًبلا عيب : فلن تجد مَن تصاحبه >> !!!..

ومن أجمل الأحاديث النبوية التي ترجمت هذا المفهوم إلى واقع في شكل نصيحة للزوجين .. هو قول النبي صلى
الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
" لا يفرك (أي لا يكره) مؤمن ٌمؤمنة ً(أي الزوج المؤمن زوجته المؤمنة) إن كره منها خلقا ًرضي منها آخر " !..
رواه أحمد ومسلم ... وإن كان الكلام للزوج بالمقام الأول لكونه الراعي المالك للطلاق .. فهو للزوجة أدعى ...

نعم ..
فمن أكبر القصور أن يتغاضى أحد الزوجين عن الحسنات الكـُثر في الآخر : ولا يرفع إلى عينيه وذاكرته إلا بعض
ما كرهه منه في مواقف معينة .. فكيف بالقليل أن يمحو الكثير ؟!!!..
فقط : كلٌ منا مُطالب قبل التسرع في الحكم على الشخص : أن يعرض حسناته الكثيرة أولا ً- والتي ربما لن
يجد مثيلها في غيره - بجوار السيئات القليلة التي يريد أن يُؤاخذه عليها ...
مع الوضع في الاعتبار - وكما قلنا - : أنه ليس هناك إنسانا ًكاملا ًبلا عيوب .. بل وحتى لو لم يكن بلا عيوب :
فقد تكون حسناته في عينه وعين من حوله : عيوبا ًعند بعض المقربين منه كما رأينا في مثال الداعية السابق !!!..

وأما ما أختم به ...
فهي طرفة شهيرة ذكرها العرب المسلمون قديما ًلاستنكار المبالغة في كمال صفات المطلوب ...!

حيث يُحكى أنه : دخل أحد النحويين السوق : ليشتري حمارا ً.. فقال للبائع :
أريد حماراً : لا هو بالصغير المـُحتقر ..! ولا هو بالكبير المـُشتهر ..!
إن أقللت علفه : صبر ..! وإن أكثرته : شكر ..! لا يدخل تحت البواري ..! ولا يزاحم بين السواري ..!
إذا خلا له الطريق : تدفق ..! وإذا كثر الزحام : ترفق ..!
فقال له البائع :
دعني حتى يمسخ الله القاضي حماراً : فأبيعه لك ...!!

يُـتبع إن شاء الله ...

قلب معلق بالله
05-24-2012, 12:57 PM
بارك الله فيكم
فعلا هناك بيت شعر يصف ذلك ابلغ وصف
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد ** جاءت محاسنه بألف شفيع

إلى حب الله
05-26-2012, 07:09 PM
15)) لا تنخدع بالكاذبين والمنافقين : فتكذب وتنافق نفسك !

في هذا العصر : عصر الثقة العمياء من العوام في الإعلام المرئي والمسموع ..
عصر احتراف الاستيلاء على عقل المشاهد والمستمع والتأثير عليه ..
عصر تصديق كل ما يُقال ويُشاهد مُقتطعا ًمُوجها ًحتى ولو خالف أبسط بديهيات العقل والمنطق !
في هذا العصر :
من الجدير بالإنسان أن يثق جدا ًفي فطرته الإنسانية وفي بديهيته المعرفية :
ومهما خالفه الأكثرون من حوله على ذلك !!!..

وفي القرآن الكريم والسنة الصحيحة من الإشارات التي تصب في ذلك الاتجاه : ما يجدر ذكرها ..

ففي عدم الانخداع بأكثرية الناس : يقول خالقهم والأعلم بحقيقة حالهم :
" وإن تطع أكثر مَن في الأرض : يُضلوك عن سبيل الله " !!!.. ويقول أيضا ًذاما ًتلك الأكثرية :
" وما أكثر الناس ولو حرصت : بمؤمنين " !!!.. ويقول أيضا ًمبينا ًانخداع تلك الأكثرية بالظنون :
" وما يتبع أكثرهم إلا ظنا ً: إن الظن لا يُغني من الحق شيئا ً" !!!!..

وفي الثقة بهذه الفطرة الإنسانية الداخلية : وهذا الوعي الإنساني بالمُدركات وحقائقها من خير وشر
وغير ذلك : نقرأ أروع مثال عليها عندما يحكي لنا وابصة رضي الله عنه كيف أنه سأل النبي صلى
الله عليه وسلم عن البر والإثم .. يقول وابصة :
" فجمع أصابعه الثلاث (أي النبي) فجعل ينكت بها في صدري ويقول : يا وابصة .. استفت قلبك ..
البر : ما اطمأنت إليه النفس : واطمأن إليه القلب .. والإثم : ما حاك في القلب : وتردد في الصدر :
وإن أفتاك الناس وأفتوك " !!!..
رواه أحمد بإسناد حسن .. وحسنه الألباني لغيره ...

وبهذه المقدمة التي استعرضنا فيها : بيان أهمية أن يثق كل إنسان بما استودعه الله تعالى فيه من حقائق
فطرية وإدراكية ذاتية بداخله .. وأهمية أن يثق الإنسان برأيه إن كان من تلك البديهيات :
فسأختم معكم الآن بقصة شهيرة لمَن يعرفها ...
وهي قصة (الملك العاري) أو (الملك عاريا ً) أو باسمها الحقيقي (ملابس الإمبراطور الجديدة) .. وهي
لكاتب القصص الدنماركي الشهير : هانس كريستيان أندرسن .. والذي برع في القصص الخيالية ..
لن أ ُطيل عليكم : ولن أتحدث معكم عن مغزى القصة بأكثر مما تحدثت به منذ قليل ..
وأترككم للقراءة مع التصرف من الذاكرة والاختصار الشديد (والقصة ظهرت لأول مرة 1837) ..
-------

ملابس الإمبراطور الجديدة ...

يُحكى أنه قرر اثنان من المخادعين واللصوص الضحك على إمبراطور أحد الممالك الذي كان مولعا ً
بالملابس الجديدة .. فزاراه وأخبراه أنهما بإمكانهما نسج لباس ٍجديد له وفخم : ولكنه فريد على غير
مثال سابق إذ : لن يستطيع رؤيته الأغبياء والغير مناسبين لمناصبهم أو الغير أكفاء !!!..

أصاب السرورُ الإمبراطور بهذا اللباس الفريد الذي لم يسمع به أحد من قبل !!!.. والذي بواسطته
- هكذا فكر - : سيعرف مَن في مملكته الذكي الحكيم الصالح لمنصبه : ممَن هو غير ذلك !!!.. ولم
يبخل على اللصين المخادعين بالسعر الباهظ الذي طلباه منه : ولا بأي نسيج ٍمُذهب وفخم يطلبانه
منه : طوال الأيام التي أخبروه باستغراق نسج اللباس لها ...

وبالفعل .. أقام المخادعان نولين !!.. وانهمكا في العمل الوهمي وكأنهما ينسجان نسيجا ً: في حين
كانت ماكينة الخياطة فارغة لا يُرى فيها شيئا ً!!!.. وفي الوقت الذي كانا يُخفيان فيه أيضا ًكل
نسيج ٍفاخر أو مُذهب يعطيهما الإمبراطور إياه : في مخزن سري لحين انتهاء الخدعة وهربهما ..!!!
وبالطبع ....... لم يتجرأ أحد العمال من التصريح بأنه لا يرى نسيج ذلك الثوب الفريد العجيب :
وحتى لا يُقال عنه غبي أو غير صالح في وظيفته !!!..

انتشر خبر هذا الثوب واللباس الغريب بين أهالي المملكة .. وبدأ كلٌ منهم يُفكر في هل سيكون
من الذين سيتمكنون من رؤية ذلك الثوب على الإمبراطور ؟!!.. أم لا ؟!!..

وفي هذه الأثناء وقبل انتهاء مدة العمل بقليل : لم يستطع الإمبراطور الصبر : وقرر أن يُرسل أحد
مَن يثق في رأيهم ليرى كم هو جميل هذا الثوب أم لا حتى الآن ...
ففكر .. فلم يجد أكفأ لهذه المهمة من وزيره العجوز .. فهو أكثر الناس الذين يعرفهم حكمة ....
كما هو من أصلح الناس في منصبه لسنوات طويلات .. كما أنه ليس غبيا ًبالطبع ...
وبالفعل : أرسل الوزير للرجلين المخادعين ...

اندهش الرجل لأول وهلة من منظر النولين الخاليين وماكينة الخياطة الخالية من أي ثوب !!!!!!..
ولكنه قبل التحدث قال في نفسه : عجبا ًلهذا المنظر !!.. وتبا ً.. كنت أتوقع نفسي أكثر حكمة ً
مما كنت أظن !!.. ليس أفضل من التظاهر بأني أ ُشاهد الثوب إذا ً...!
وبالفعل : شرع اللصان المخادعان في وصف جمال الثوب له !!.. وكيف هي رائعة تلك الزخارف
المذهبة به !!.. وتلك الألوان في القماش إلخ .. وهو يوافقهما على ما يقولانه : ويحفظ عنهما كل
ذلك الوصف ليُخبر الإمبراطور به : وكأنه رآه بالفعل ...!

وبدلا ًمن إطفاء قلة صبر الإمبراطور وشوقه لهذا اللباس والثوب الفريد العجيب بزيارة وزيره للثوب :
قرر أن يُرسل رجلا ًآخرا ًيأتيه بالأخبار من جديد : بعدما زود به الرجلين من جديد قماش ونسيج !
فاختار هذه المرة : الرجل الثاني في مملكته بعد الحكيم العجوز .. إنه قائد الحرس .. وحامي الإميراطور
والمملكة وأمينه على حياته ...

ولما وصل قائد الحرس إلى هناك وأصابه الذهول كغيره مما رأى من النولين الفارغين وماكينة الخياطة :
حدث معه نفس ما حدث للوزير من اختياره لكتمان أمره : والستر على نفسه !!!..

وحانت لحظة الصفر .. وقرر الإمبراطور أنه سيطوف المملكة بهذا الثوب الفريد في موكب ٍكبير :
للاحتفاء به ولمعرفة كل إنسان في المملكة لقدره !!!..
وخرج اللصان المخادعان على الإمبراطور فاردي أيديهما وكأنهما يحملان الثوب !!!..
واضطر كل مَن حضر ذلك الموقف أن يُطلق شهقات الإعجاب وكلمات الثناء على جمال الثوب :
حتى لا يكون هو أغبى الحاضرين ولا أبعد الموجودين عن الكفاءة واستحقاق منصبه !!!..

وذهل الملك من الصدمة التي يراها - أو لا يراها - لأول مرة !!!...
ولكنه تماسك في سرعة قائلا ًفي نفسه يؤنبها : والله لا أكون أنا الغبي الغير كفيء والغير مستحق
لمنصبه : وهؤلاء كلهم هم الأذكياء الحكماء المستحقين لمناصبهم !!!..
وعلى الفور : بدأ في القهقهة والضحك مسرورا ً.. وشكر اللصان المخادعان وقلدهما الأوسمة
وأعطاهما من العطايا : ثم ارتدى هذه الملابس الوهمية للخروج على مملكته والسير في موكبه الضخم
فيها بين الناس !!!!..

وهكذا اضطر كل الناس للنفاق والكذب في الظاهر : والسخرية والضحك والاستهزاء والتعجب
من الباطن !!!!.. كل تلك المسرحية الهزلية استمرت : إلى أن صاح طفل ٌصغير بفطرته وعفويته
وثقته بإدراكاته البديهية التي وهبها الله له ولم يلوثها النفاق والكذب بعد :
" ولكني أرى الإمبراطور عاريا ً" !!!.. " إني أرى الإمبراطور لا يرتدي أي شيء على الإطلاق " !

وبدأ الناس من حوله يتناقلون قولته :
ويشد بعضهم أزر بعض ويُشجعهم براءة هذا الصغير وصدقه !!..
حتى عُلم الأمر : وانكشفت الخدعة !!!!...
--------

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في قولته :
" كل مولود يولد على الفطرة " !!!.. رواه البخاري ومسلم وغيرهما ..

يُـتبع إن شاء الله ...

طالبة علم و تقوى
05-26-2012, 07:26 PM
نعم هكذا تابع أستاذنا الكبير أبو حب الله والله من أحسن ما قرأت سلسلة توعية و إصلاح بحكمة و هداية الدين ...بارك الله فيك لا تبخل علينا بمزيد من هذه الدرر خصوصا و نحن في مرحلة الرشد و تكوين الشخصية.

إلى حب الله
05-27-2012, 01:17 PM
16)) قبل الحكم على القول : اعلم قائله وخلفيته لتعرف دوافعه !!..

لو تذكرون إخواني في النقطة رقم 4 كانت باسم :
< 4)) قبل الحكم على الشيء : ابحث في ماضيه ومستقبله !!.. >

واليوم أقول : وقبل الحكم على القول أيضا ً: يجب أن نعرف قائل هذا القول :
مَن هو ؟.. وما هي خلفيته ؟.. للوقوف على دوافعه بقدر الإمكان !!!..
فالمؤمن كيس فطن : وكما يُقال ويُفترض ..

ولأضرب لكم مثلين .. مثال عن قبول الشهادة والأقوال في القضايا والمحاكم مثلا ً...
والآخر مثال طريف قرأته منذ فترة : أدخره لكم في آخر تلك المشاركة ...

>>>
فأما في مثال الشهادة في القضايا والمحاكم : فبالنظر لعدم قبول القول حتى يُنظر في أمر قائله
أولا ً: فلكم الحكم معي على الآتي - ومن ضوء شروط تحمل الشهادة في الفقه الإسلامي - :

هل يُقبل شهادة وأقوال طفل : في أمور لا يفهم أحداثها الأطفال عادة أو قد يتخيلونها ؟!
بل ومعلوم أن الطفل يمكن التأثير على عقله وتفكيره أو حتى تخويفه بسهولة ؟..

وهل يُقبل شهادة وأقوال مجنون أو معتوه ؟!!.. فيؤخذ كلامه على حقيقته وكأنه يعلم ما يقول ؟!..

وهل يُقبل شهادة وأقوال رجل ٍ: يُعرف ويشتهر بالكذب والظلم وانعدام الضمير ؟!!!..

وهل يُقبل شهادة وأقوال أعمى : في أمور لا يمكن التثبت منها إلا لمبصر ؟!!!..

وهل يُقبل شهادة وأقوال أخرس : فيما لا يُفهم عنه همهمته به ولا يستطيع الإشارة ولا الكتابة ؟!

وهل يُقبل شهادة وأقوال رجل : يشتهر بكثرة شرب الخمر وقلة الوعي أو ضعف الذاكرة غفلة ًأو مرضا ً؟!

وهل يُقبل شهادة وأقوال رجل : شهد زورا ًمن قبل على مؤمنة مُحصنة بالفاحشة (وهو ما يُعرف بقذف
المحصنات) ؟!!.. والله تعالى يقول عن مثله : " ولا تقبلوا لهم شهادة ًأبدا ً.. وأولئك هم الفاسقون " ؟!!!!..

وأخيرا ً(وتأكيدا ًعلى أهمية النظر في خلفية القائل قبل قبول قوله) : هل يمكن قبول شهادة وأقوال : أب
لصالح ابنه : أو ابن لصالح أبيه ؟!!.. لا بالطبع : لأن التهمة هنا بدوافع الزور موجودة !!!.. ومثلها رفض
شهادة وأقوال مثل هذه القرابات من الأصل لفرعه أو من الفرع لأصله .. ولكن إذا كانت الشهادة عليه :
لا له : فإنها تقبل .. كشهادة الأب على إبنه أو الإبن على أبيه لقوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا : كونوا
قوامين بالقسط .. شهداء لله ولو على : أنفسكم .. أو الوالدين .. والأقربين " .. أيضا ً: لا يُقبل شهادة ولا
أقوال مَن يُعرف أن الشهادة ستجر عليه مصلحة كأن تتسبب له في مغنم ٍأو تدفع عنه مغرم .. أيضا ًلا يُقبل
شهادة ولا أقوال الشاهد : إن كان بينه وبين المشهود عليه عداوة معروفة .. إلخ
هذا مثال على فقهنا وديننا ..
وحثه على اليقظة والفهم والنظر في خلفيات الأمور والكلام الذي يُقال لفهم دوافعه !

>>>
وأما المثال الطريف التالي ... فقد قرأته منذ فترة .. وأنقله لكم كما هو .. تاركا ًلكم استنباط منه ما قلته
آنفا ً.. لأن باب الانخداع بكل قول عن طريق عدم النظر في خلفية قائله : هو باب كبير من الخطأ في الحكم
على الأمور للأسف : أو للخطأ في بناء قاعدة البيانات التي سيُحكم بها على أمر ٍما - كمَن ينخدعون بأقوال
الإعلام .. فيُصدقون الإعلام الحكومي في كل بلد في مدحه لحكوماته الظالمة والماصة لدماء الشعوب والتي
تغرق شعوبها في الفقر والشهوات والشبهات لإشغالهم عن الدين والمطالبة بحقوقهم .. ويُصدقون إعلام الفلول
في مصر :) وإعلام أمريكا عن العراق وأفغانستان والحركات الجهادية إلخ إلخ إلخ - .. لن أطيل عليكم :
وأترككم مع النصائح الغالية .....
---------

** نصائح نورانية للزوجة العصرية **

- لا تجعلي مشاغل الحياة تسرقك من نفسك ومن زوجك ..
- أعيدي الشباب لعلاقتك العاطفية ..
- أطفئي أضواء الكهرباء وإستقبليه بشمعة في يديك ..
- ازرعي بيتك بالشموع الحمراء والصفراء ..

*** ***

- أعدّي له عشاءً رومانسياً على ضوء الشموع ..
- أطفئي المكيّفات والدفايات واجعليه يلجأ إلى دفء كلماتك ..
- وكذلك السخان فالماء البارد يجدد الحيوية ..
- أطفئي التلفاز ولا تدعية يتذرع بسماع الأخبار ..
- واستغني عن الميكرويف لتحميه من روائح الطبخ ..
- تعوّدي على كنس المنزل بالمكنسة العادية وليست الكهربائية ..
- ولكي تشعريه بتعبك وبمعاناتك من أجله :
> اغسلي ملابسه بيديك بالتشط بالطريقة التقليدية ..
> وارحميه من ضجيج الغسالة الكهربائية ..
> واستخدمي المكواة القديمة التي تسخن بالفحم لكي ملابسه ..
> عوديه على المشي معك يداً بيد في المنزل وسط الظلام الدامس ..
!
!
!
!
!
!
!
!
!
!
!
!
!
!

مع تحيات :
الهيئة العامة لترشيد استهلاك الكهرباء ..!

يُـتبع إن شاء الله ...

هيزم
05-27-2012, 01:55 PM
** نصائح نورانية للزوجة العصرية **

- لا تجعلي مشاغل الحياة تسرقك من نفسك ومن زوجك ..
- أعيدي الشباب لعلاقتك العاطفية ..
- أطفئي أضواء الكهرباء وإستقبليه بشمعة في يديك ..
- ازرعي بيتك بالشموع الحمراء والصفراء ..

*** ***

- أعدّي له عشاءً رومانسياً على ضوء الشموع ..
- أطفئي المكيّفات والدفايات واجعليه يلجأ إلى دفء كلماتك ..
- وكذلك السخان فالماء البارد يجدد الحيوية ..
- أطفئي التلفاز ولا تدعية يتذرع بسماع الأخبار ..
- واستغني عن الميكرويف لتحميه من روائح الطبخ ..
- تعوّدي على كنس المنزل بالمكنسة العادية وليست الكهربائية ..
- ولكي تشعريه بتعبك وبمعاناتك من أجله :
> اغسلي ملابسه بيديك بالتشط بالطريقة التقليدية ..
> وارحميه من ضجيج الغسالة الكهربائية ..
> واستخدمي المكواة القديمة التي تسخن بالفحم لكي ملابسه ..
> عوديه على المشي معك يداً بيد في المنزل وسط الظلام الدامس ..
!
!
!
!
!
!
!
!
!
!
!
!
!
!

مع تحيات :
الهيئة العامة لترشيد استهلاك الكهرباء ..!

يُـتبع إن شاء الله ...


http://im20.gulfup.com/2012-05-27/1338115989581.gif (http://www.gulfup.com/show/X7t8iw6dieo8408)

بحب دينى
05-29-2012, 05:46 AM
أسمح لى أخى بأضافه ...حيث انهم يقولون فى العامية المصريه ( من يده فى الماء ليس كمن يده فى النار ).....
فلقد وقعت فى اخطاء رآيت أن انبه عليها غيرى ...ووجدت انسب موضوع هو موضوعك أخى الفاضل ...
وجعلتها كالنقاط الموجهه على وجه التناصح ....وأقول :
- لسانك حصانك أن صنته صانك !....نعم تلك الكلمه لم افكر فيها الا من لويحظات !...حيث أن الانسان حينما يوعى من شىء !
لايدرك خطر ما قد تم توعيته منه الا بعد ان يقع فيه ويرى بعينه !......
- المرء يتكلم بالكلمه من سخط الله لايلقى لها بالاً تهوى به فى النار سبعين خريفاً !...فالكلمه خطيره !..لعل الانسان لو صمت وفكر !..
فما أخرجها !..ولن يخرجها !...قد تجرح انساناً وقد تجعل قلبه يتغير بين لحظة وأخرى !....
- ما اشقى ان تكون انت السبب فى جرح انسان عزيز عليك !...او حتى ان تكون انت السبب فى القيام بأيلامه وايجاع وايغار صدره !...
- عندما تكون مريضاً وبالأخص بمرض نفسى او شبه اكتئاب !..فلا تتكلم مع اصدقائك فأنك ربما تخسرهم جميعاً !....
- كثيرٌ من الناس بكلمه منك او صمت منك يظن فيك الظنون ويتقول عليك الاقاويل والتأويلات ما الله بها عليم !. فتعلم فن ادارة اللقاء ولو كان مع اخوك الصغير !.....
- تعلم ان لكل انسان قرين شيطانى يحرضه على الشر !...وانت كذلك !...فحاول ان تقهر الاثنين معاً وفكر كيف تقهرهم ..فلا تتكلم بكلمه تجرح قلب حبيب لك !..وربما تفقده !...فتقع فى امرين احلاهما مر !...فلقد خسرته وخسرت قلبه وافقدته ما كان يشعر به من سعاده قد كدرتها عليه !....
- انا الناصح احوج الناس الى النصحيه ولكن كن دائماً مع غيرك ناصحاً برفق ولين ، لاتجعل نفسك استاذاً على الناس حيث ان الكثير من القلوب تنفر منك فى لحظه وتنسى منك ما قد اعطيتهم اياه من خير فى سنوات !.....
-عندما تشعر باحباط او باكتئاب فتجنب فتجنب الكلام الثرثار فأنك ربما يخرج منك اشياء تحرجك وتفقدك قيمتك امام اعز الناس اليك !...
- ربما كان لك معَّزه عند شخص يحبك !...فتحولها ساعتها الى معزه تباع وتشترى وتأكل ..او ربما ينحرها فى لحظات !....
- احرص دائماً على ترك الجدال العقيم وقد اكتويت بناره !...فالجدال اما ان يكون منضبط او لافائده من جدال قلت وقالو الا ان يختصم الطرفين او ان كان الجدال بين مخالفين فلا فائده من تلك الكلمات النابيه التى ستجعلك امام محبيك او المتعاطفين حتى معك خاسراً لقيمتك ..
- فالكلمه شأنها عظيم !...فبكلمه يدخل الانسان الجنه وبكلمه يدخل الانسان النار ويخلد فيها !....
- لاتفكر وانت مصاب بشىء نفسى او وساوس حيث ان للشيطان مداخل حينها وربما تصاب بالوساوس الكفريه !.....
- كن مع الناس كمعطى ولا تكن مكثاراً ! مثل الطالب !...فإن للناس طاقات وربما تسمع كلمه تخرج من انسان تظهر ما فى باطنه !...وساعتها ستشعر بأشياء لن تفرح بعقباها !.........
- هناك مواطن يكثر فيها السؤال فانهم من ذلك العلم !..اما لو كان الموطن موطن انشغال فابتعد عن ذلك المطلوب منه !........
واخيراً اقول لاتعتبر ان كل الناس مثلك !...فاللناس طاقات !..فانت قد تستطيع ان تجيب الف سأل فى لحظات !..اما غيرك فطاقته ضعيفه !...فتلك هى الميزات التى ميزت البشر !..فهذا ذاكرته قويه ولكنه يسىء فى جانب معين خفى يعلمه هو !...واخر ذاكرته ضعيفه ولكنه فى الفهم اقوى !....فاختار ميزتك التى ميزت بها وابدع فيها وانتج منها للناس...وتذكر كن دائماً معطى وابتعد على قدر المستطاع من مواطن الطلب !...
- ولاتقول ان الاعتذار عيب اذا اخطأت وانا اولكم اعتذر لكل انسان جرحته او فعلت فيه شىء ضايقه !...ولربما من اعتذرت اليه يعذرك !...حيث لكل انسان طاقات وربما قد تجاوز الحمل ما يفوق ظهر الانسان !.....وانا لله وانا اليه راجعون ....واسأل الله ان تكون هذه النصائح هى حلقة فى اذنى قبلكم ...اللهم آمين .....

ريوم
05-29-2012, 09:02 AM
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههه
حلوة " نصائح للزوجة العصرية " :thumbup:

إلى حب الله
05-29-2012, 09:51 AM
جزاك الله خيرا ًبحب ديني على هذه النفسة الطيبة ....... :)
يبدو أنك عشت أحداث مؤثرة كثيرة مؤخرا ً.................... :)):
اللهم اجعلنا ممَن استقام بصر أعينهم ومـمَن نفذت بصيرة قلوبهم ومـمَن تأتيهم الحكمة يا كريم ...
-----

وأما الأخ هيزم والأخت ريوم .....
فأنا بالفعل أتعمد ذكر مواقف معينة - وأجتهد في ذلك - لأنها من إحدى أقوى وسائل تثبيت المعلومة للتذكر ..
ولذلك كثـُر حتى في القرآن ضرب الأمثال وعرض القصص للعبرة والعظة ولسهولة تذكرها كما قلت ..
فاللهم اجعلنا مـمَن يضحكون وأنت راض ٍعنهم .. في الدنيا وفي مستقر رحمتك ...
اللهم آميــن ...

إلى حب الله
05-31-2012, 01:10 AM
17)) وعسى أن تكرهوا شيئا ً: وهو خيرٌ لكم .....

الإخوة الكرام ...
لا شك أن الإنسان الذي يسبق ظنه السيء : ظنه الحسن بالأمور والقضاء والقدر :
هو إنسان ٌغارق ٌفي القلق والاضطراب بشكل كبير إن لم يكن بشكل دائم عند كل نازلة تنزل به !
فما هو أن يصيبه الضرر في أي شيء من حياته : حتى تتلون نظرته للأمور باللون الأسود !!!..
وحتى يُضيع الأوقات في المبالغة في التحسر على ما فات - رغم أن الحسرة لا تعيد ما مضى - :
أو يُضيع الأوقات في المبالغة في التوبيخ الذي كان يكفيه ذكره فقط مرة واحدة ليفهم ويتعلم !!!..

والخلاصة التي تقال لأمثاله لتجنب مثل هذه الأخطاء هي :
لا تسرف على نفسك في التشاؤم فيما جرت به المقادير أو ساقك إليه قدرك : وخاصة ًإن كان في
أشياءٍ لا يد لك فيها !!!.. فعلام المبالغة في التحسر والتوبيخ الذان قد يأتيان بنتائج عكسية للأسف ؟
فهذا كله من أسباب الخطأ ...
وأما الغريب والعجيب - ولعل معظمنا مر به في حياته أو رآه أو سمعه - هو :
فهو أن ذلك الذي ظنه أحدنا سوءا ًقد نزل به : إذ به ينقلب بعد قليل ٍلنعمةٍ تستوجب شكرا ً!!!!..
وإذ بالذي قد أصابته منك سياط الملامة منذ قليل : تشكره !!!.. وهكذا ...

مثال ....
شخص ٌما كان على موعد سفر للعمل : ففاته حجز وركوب العبارة التي ستسافر به في البحر بسبب
أحد الموظفين .. وإذ به وقد رجع إلى بيته مهموما ًمحزونا ً: يسمع بخبر غرق العبارة مثلا ً- حفظنا الله
وإياكم - !!!.. فصار يحمد الله عز وجل بعد أن كان يؤزه شيطانه على التسخط !
وربما لو كان الموظف أمامه - ذلك الذي بسببه لم يلحق بالعبارة - لكان شكره وعانقه وقبله !!!!...

وقد لفت الله تعالى نظر المؤمنين لهذه الحقيقة الحياتية فيقول عز وجل عن القتال في سبيله مثلا ً:
" كـُتب عليكم القتال : وهو كره ٌلكم .. وعسى أن تكرهوا شيئا ً: وهو خيرٌ لكم ..! وعسى أن
تحبوا شيئا ً: وهو شر ٌلكم ..! والله يعلم : وأنتم لا تعلمون " !!!...

وذكر عز وجل شبيه ذلك أيضا ًفي الصبر على الزوجات اللاتي وقعت بعض كراهيتهن في قلوب
أزواجهن بسبب بعض أفعالهن أو أخطائهن إلخ : بنصحه تعالى للأزواج بقوله :
" وعاشروهن بالمعروف .. فإن كرهتموهن : فعسى أن تكرهوا شيئا ًويجعل الله فيه خيرا ًكثيرا ً" !..
والكلام يصلح أيضا ًلأن يُقال للزوجات في الصبر على أزواجهن إذا ما وقعت بعض الكراهية في
قلوبهن عليهم .. وإنما جاء الخطاب للأزواج لامتلاكهم للطلاق ...
وعلى هذا نرى أنه :
بقدر ما في الجهاد والقتال في سبيل الله من خسائر : بقدر ما فيه من منافع جمة للإسلام والمسلمين
على حد سواء : تفوق خسائره بكثير .. وبقدر ما قد يكره بعض الأزواج زوجاتهن كمثال : فإن
تلكم الزوجات قد يحملن من الخير الكثير مثل تميزهن بالعفة والستر وإنجاب الولد عن غيرهن إلخ

وبالطبع لا يعني الرضا بوقوع المصائب قدرا ً: بلادة المشاعر أو عدم محاسبة النفس أو الغير على
الأخطاء أو التقصير إن وُجدت ولكن : يعرف فيها المؤمن والعاقل والحكيم وكما قال رسولنا الكريم :
" ما أصابك : لم يكن ليُـخطئك !!.. وما أخطأك : لم يكن ليُـصيبك " !!.. وكما قال عز وجل :
" ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم : إلا في كتاب من قبل أن نبرأها " !!..

فكل تلك النصوص وغيرها :
تكفي لمليء قلب المؤمن سكونا ً.. وقوة ًفي تحمل أخبار المصائب .. والثبات عند نزولها به ...
حيث بالصبر ترتفع الدرجات .. وحيث أنه أيضا ًلا يعرف إذ قد تحمل له المصيبة نعما ً: لم تكن له في
حال رخائه أو سلامته الأول !!!!..
فتلك مُصيبة ٌمثلا ًقامت بتجميع إخوة متفرقين !!.. وتلك أخرى جعلت من الموت أو المرض سببا ً
في إيقاظ ضال فاهتدى أو تاب .. وتلك ثالثة قد فوتت مكسبا ًصغيرا ًلتأتي لصاحبها بمكسب ٍأكبر !
وتلك رابعة قد فوتت على صاحبها برحمة الله ضررا ًأكبرا ً: عن طريق إصابته بضرر ٍأقل ! وهكذا !!
ولأنه بالمثال يتضح المقال :
فلأذكر لكم بعض أشهر المواقف التي تناقلها القوم في ذلك .......

>>>
فقد يسقط الواحد منا مثلا ًفي حفرة : فيحسب ذلك مصيبة :
ولا يدري أنه بسقوطه ذا : قد تخطاه إعصار ٌقد دمر كل شيء ٍمن فوقه !!!!..

>>>
وحُكي أن رجلا ًعجوزا ًله ولد ٌوحيد ٌوحصان ٌيعمل الولد عليه .. وكان الرجل العجوز ممَن يرضون
بالقضاء حسبما كان ويحتسب .. فهرب حصانه ذات مرة ٍليلا ً: فأخبره الناس بذلك : ينتظرون منه
سماع عبارات الجزع والحسرة فقال لهم : عساه يكون خيرا ً...!
ففوجئوا بعدها بأيام بالحصان يعود ويقود من خلفه قطيعا ًمن أحصنة الغابة صارت كلها للرجل !!..
وفي إحدى المرات وأثناء ترويض ولده لإحدى أحصنة الغابة هذه : سقط من عليه فانكسرت قدمه !
فجاءه الناس يخبرونه بذلك فقال لهم أيضا ً: عساه يكون خيرا ً!!!!..
وبعد أيام قلائل نزل جيش الحاكم الظالم ليجمع شباب القرية للحرب : لا يترك في ذلك أحدا ًولا
حتى وحيد أبويه الذي يقضي لهما حوائجهما !!.. فكان أن أخذوا كل شباب القرية بالفعل :
إلا هذا الشاب لكسر قدمه !!!!..

>>>
وهذا وزير أحد الملوك : كان أيضا ًممَن يرضون بالقضاء ويرون في كل شيء حكمة : مع رضاه بالقدر ..
وفي أحد الأيام : قـُطع أصبع الملك بالخطأ : وفي الوقت الذي أعلن فيه الجميع عبارات التسخط قال
له الوزير : عساه يكون خيرا ً......!
فسجنه الملك لهذه العبارة : لما رأى فيها من إهانة ٍله وزين له الحاضرون ذلك حقدا ًعلى هذا الوزير ........
وفي يوم ٍمن الأيام التي كان يخرج فيها الملك مع بعض حاشيته للصيد في الغابة .. قام الملك بمطاردة غزال
ظل يعدو في مسالك الغابة : حتى وصل إلى قبيلةٍ وثنيةٍ ممَن يعبدون التماثيل ويُقدمون لها القرابين ..!
فأمسكوا بالملك لأنه كان بمفرده .. وساقوه إلى محرابهم : وقرروا أن يُلقوه في آتون النار : قربانا ًلإلههم
وصنمهم ذلك التمثال !!!.. فبلغ الرعب والفزع من الملك مبلغه !.. وظن أنه هالك لا محالة : فلا قريب
ولا مدافع عنه في تلك اللحظات !!!..
وبالفعل : خلعوا عنه ثيابه : وقبل أن يُلقوه في آتون النار : تنبه احدهم لأصبعه المقطوع !!!.. فنادى على
الآخرين أنه لا يجوز لهم التقرب لإلههم بجسد ٍفيه عيب !!!!..
فخلوا سبيل الملك وتركوه لحال سبيله هائما ًفي الغابة لا يتخيل بعد أنه قد نجى من قتل ٍمحقق !!!..
وعندها تذكر مقولة وزيره حين قـُطع أصبعه حيث قال له : " عساه يكون خيرا ً" !!!!..
فقال الملك في نفسه بصدق ٍوانفعال : صدقت أيها الوزير ...
وما هي إلا ساعات حتى عثر عليه بعض حاشيته .. فألبسوه وأطعموه وعادوا به إلى قصره :
فأفرج عن الوزير !

يُـتبع إن شاء الله ...

إلى حب الله
06-07-2012, 10:29 AM
18)) قـيّم ما لديك أولا ً...

الإخوة الكرام ...
الإنسان بطبعه : تواق ٌلما في يد غيره ناسيا ًلما في يده هو !!!..
وبقدر ما ذم الشرع ذلك : وبين لنا رسول الله أن ترك النظر لما في أيدي الناس هو أحد أسباب محبتهم فقال :
" ازهد في الدنيا : يُحبك الله .. وازهد فيما عند الناس : يُحبك الناس " .. رواه ابن ماجة وغيره وصححه الألباني ..
أقول :
بقدر ما ذ ُم النظر لما في أيدي الآخرين من هذه الجهة :
إلا أنه يبعث أيضا ًعلى إغماض عين الشخص نفسه : على ما لديه من إمكانيات أو أشياء أو نِعم !!!..

وفي علوم الاقتصاد - بل وحتى الإدارة - يُعد من إحدى أوائل طرق النجاح والنهوض هي :
النظر لما في اليد أو المتاح من موارد أو مزايا : ثم استغلالها : وذلك قبل شراء أشياء أو موارد وهي لديك بالفعل !!
لن أطيل عليكم .. ولكن وكما نقول :
بالمثال : يتضح المقال ...

>>>
المثال الأول : أكتبه من الذاكرة : من إيميل ٍقد جاءني قديما ًوفيه :
أن شخصا ًأراد أن يشتري بيتا ًوسيعا ًجديدا ًلنفسه .. فاتفق مع أحد مندوبي مجلات البيع والشراء والإعلان :
على أن يأتيه يوما ًليكتب وصفا ًلبيته الحالي : حتى يبيعه وينتفع بثمنه في شراء البيت الجديد ..
وترك الرجلُ المندوبَ يتجول في بيته الحالي - الوسيع أيضا ً- ليستطيع وصفه في الإعلان بما يُرغب الآخرين في
شرائه .. فانتهى المندوب من جولته .. ثم كتب نموذجا ًللإعلان الذي سيضعه في الجريدة .. وقرأه على الرجل
ليعرضه عليه للتعديل أو الموافقة .. فقال :
بيت واسع مساحة 350 متر .. بحديقة أمامية فيها أشجار الفل والفاكهة .. ومعها تعريشة للجلوس .. وبحديقة
خلفية بها حمام للسباحة .. ومعه جلسة مُظللة .. 4 غرف بحمامتها الخاصة .. وصالون استقبال كبير يطل على
الحديقة .. وصالة معيشة تطل على حمام السباحة ... إلى آخر الإعلان ...

فاعتدل الرجل في جلسته وهو يستمع لهذا الوصف - وكأنه ولأول مرة ينتبه إلى وجود هذه المزايا في بيته !- فطلب
من المندوب أن يُعيد عليه ما قرأه من جديد .. ففعل المندوب .. فقال له الرجل :
جزاك الله خيرا ًيا أخي .. والله ما كنت أدري أن في بيتي مثل هذه المزايا التي لم أستخدمها ولم أستمتع بها ليس بسببها
ولكن من نفسي !!.. فأنا الذي لم ألحظ وأ ُقيم ما عندي كما يجب : فلم أستمتع به ...!
وأعتقد أني لو اشتريت بيتا ًجديدا ًولم أكن استمتعت بهذا : فلن أستمتع بذاك !!.. لقد غيرت رأيي يا أخي !
ولا تخف .. لك المال الذي اتفقنا عليه للإعلان ولكن : لا تضعه .. فقد قررت الاحتفاظ بالبيت !!!..

وأقول أنا أبو حب الله :
ووالله مثل هذا الموقف ليتكرر كثيرا ًفي حياة الكثير منا لو ننتبه !!.. ودعوني أختزل أمثلة ذلك : لأهمها أثرا ًوهو حياة
الزوج والزوجة !!!.. فكثير ٌهم مَن لا يرون مزايا زوجاتهم .. وكثيرة ٌهن ما لا يرون مزايا أزواجهن !!..
ومن أخسر الميزان : أن يُرى زوجا ًما بعين المدح بحق ممَن حوله : ولا ترى زوجته فيه ذلك !!!..
ومن أخسر الميزان : أن تـُرى زوجة ًبعين المدح بحق ممَن حولها : ولا يرى زوجها فيها ذلك !!!..
وقليل ٌمن جلسات التفكر والتقييم بصدق : قد يكون فيها نجاة بيت ٍقبل أن يفرح به إبليس الذي قال عنه النبي :
" إن إبليس يضع عرشه على الماء .. ثم يبعث سراياه .. فأدناهم منه منزلة ً: أعظمهم فتنة .. يجيء أحدهم فيقول :
فعلت كذا وكذا .. فيقول : ما صنعت شيئا ً!!!.. قال : ثم يجيء أحدهم فيقول : ما تركته : حتى فرقت بينه وبين
امرأته !!.. قال : فيدنيه منه ويقول : نِعمَ أنت " .. رواه مسلم وغيره ...

>>>
وأختم بهذا المثال للتقريب أيضا ً....... حيث يُقال أنه :
قد جاء رجل ٌفقير ٌإلى أحد الحكماء يشكي له حاله وفقره مقارنة ًبغيره .. فقال له الحكيم : ومَن قال أنك فقير ؟!!..
فقال له الرجل متعجبا ً: أنا أقول لك أني فقير ...! فقال له الحكيم :
حسنا ً.. سأعطيك مالا ًكثيرا ً.. فتهلل وجه الرجل .. ولكنه فوجيء بالحكيم يردف قائلا ً:
سأعطيك خمسين ألفا ً: على أن آخذ عينيك فتصير أعمى ؟.. فهل توافق ؟.. فسكت الرجل لبرهة يتفكر في كيف
أنه سيُحرم لذة النظر لكل طيب في هذه الحياة وإلى مَن يُحب .. فقال : لا ..! فسأله الحكيم : سأعطيك مائة ألف :
على أن آخذ أذنيك .. فهل توافق ؟.. فتفكر الرجل لبرهة من الوقت .. وكيف أنه لن يفهم الناس ولن يسمع ما
يُحب وسيتعرض للأخطار إلخ .. فقال : لا !!.. وهكذا ظل الحكيم يُعدد له بعض النِعم في جسده : والتي لا يشعر
بقيمتها أحدنا للأسف إلا إذا مرضت أو فقدها عافاني وعافاكم الله ...!

وأخيرا ًقال له الحكيم .. قم يا رجل .. فلو حسبت ما قيمته لك من جسدك فقط : لكنت من أغنى رجال القرية !!..
ثم قال له : قبل أن تفكر فيما ليس عندك : فكر فيما هو عندك .. فاشكر نعمته .. وفكر في كيفية الاستفادة منه ..

يُـتبع إن شاء الله ...

ريوم
06-07-2012, 12:15 PM
جزاك الله خيرا استاذ ، موضوع جميل :thumbup:

إلى حب الله
06-19-2012, 02:35 PM
19)) تقديم سوء الظن بالناس .. والتسرع في الحكم عليهم ..

لا شك أن هناك صفات ممدوحة في كل إنسان إذا توافرت لديه .. وعلى هذا اجتمع العقلاء
وأثبتت وقائع الحياة .. ومن تلك الصفات : التريث والتثبت والأناة والروية ..

فإذا اجتمعت مثل هذه الصفات في إنسان - أو أغلبها وكلها متقاربة - : كان متمهلا ًفي
إصدار قراراته وردود أفعاله إزاء كل ما يرى ويسمع .. وكان سلوكه في حياته هو تقديم
إحسان الظن بالناس على سوء الظن بهم : إلا أن تظهر قرائن تستوجب إساءة الظن بهم ..
فما أكثر من أن ينخدع الناس بالمظاهر الأولية صوابا ًوخطأ ً!!!..

فكم من شخص ٍأعجبك ظاهره في باديء الأمر : ولكن كلما تقربت منه وسمعت حديثه :
نفرت عنه واكتشفت خطأ ما ظننته فيه ...

وكم من شخص ٍساءك منظره أو كلامه في باديء الأمر في موقف ما : ولكن كلما تقربت
منه وسمعت حديثه : تغيرت نظرتك الأولية إليه وظنك السيء الأول فيه ...

وأما اتخاذ القرارات المتسرعة في مثل تلك الأحوال : فهو مما قد يندم عليه المرء بعد ذلك
أشد الندم : أو يتسبب له أو لغيره في الضرر النفسي أو الحياتي الكثير ...

>>>
ففي إحدى السريات : قابل أصحاب النبي رجلا ًمعه غنم وقت حرب .. فظنوه عدوا ً...
وطمعوا في قتله واغتنام ما معه .. فلما ذهبوا إليه : بادءهم بالسلام !!.. فظنوه يخادعهم
لينجوا منهم بغنمه : فقتلوه !!!.. فنزل فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم قرآنا ً!!
فعن ابن عباس رضي الله عنه قال :
" مر رجل ٌمن بني سليم : على نفر ٍمن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه
غنم ٌله .. فسلم عليهم .. قالوا : ما سلم عليكم إلا ليتعوذ منكم !!.. فقاموا فقتلوه :
وأخذوا غنمه .. فأتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فأنزل الله تعالى : يا أيها الذين
آمنوا : إذا ضربتم في سبيل الله : فتبينوا (أي تثبتوا أولا ًممَن أمامكم) .. ولا تقولوا لمَن ألقى
إليكم السلام : لست مؤمنا " !!.. رواه الترمذي وصححه الألباني والقصة في التفاسير ..
وأما تكملة الآية فهي :
" تبتغون عرض الحياة الدنيا ؟.. فعند الله مغانم كثيرة .. كذلك كنتم من قبل : فمَن الله
عليكم !!.. فتبينوا .. إن الله كان بما تعملون خبيرا " ...

ففعلا ًوالله : " كذلك كنتم من قبل : فمَن الله عليكم " ..!

وأما في القصص الشعبي للتحذير من عادات التسرع مثل هذه في الحكم على الناس ..
فليس أشهر من قصة الكلب مع راعيه وولده الصغير والذئب ... وكما يقال :
بالقصة يتثبت المعنى ..

>>>
يُحكى أن راعيا ًوزوجته كانا سيخرجان في يوم ٍمن الأيام لزيارة بعض الأقارب .. وكان للراعي كلبٌ للحراسة
قويٌ .. كان بمثابة سبب الأمان له ولزوجته ولابنه الصغير أمام خطر ذئب ٍمعروف ٍفي المنطقة بشراسته :
وأنه لا يتورع حتى ولا يخاف من مهاجمة البشر العزل أو الأطفال الصغار ..
وفي ذلك اليوم الذي سيخرج فيه الراعي وزوجته : تواعدا على اللقاء عند هؤلاء الأقارب : واتكل كلٌ
منهم على الآخر في إحضار ابنهم الوحيد الصغير معه .. ولكنهما لما تقابلا في بيت الأقارب : واكتشفا
اللبس الذي وقع ونسيانهما للولد الصغير بمفرده في البيت : ملأ الرعب قلبيهما من أن يأكله الذئب
أو يتعرض لأي خطر .. فأخذ الراعي بندقيته وهرع جريا ًإلى بيته ... وعند اقترابه من البيت أفزعه سماعه
لصوت صراخ الطفل ونباح الكلب ... فدخل إلى بيته وحجرة ولده مسرعا ً: فقابله الكلب وعلى فمه ووجهه
وجسده آثار دماء وأشلاء .. فصوب الراعي بندقيته للكلب وقتله بالرصاص ...
ثم سقط على الأرض وقد اسودت الدنيا في عينيه وهو يظن أن الكلب هو الذي افترس ولده الصغير ...
ولكنه فجأة سمع صوت الولد من الداخل ينادي عليه بخوف .. فجرى إليه : فوجده سليما ًمعافا ًبفضل
الكلب اليقظ الذي جعله الله تعالى سببا ًفي حمايته من الذئب وقتل الذئب ...
فندم الراعي على قتله للكلب وعجلته وعدم تريثه حينما رأى دماء الذئب فظنها دماء ولده ...

يُـتبع إن شاء الله ...

قلب معلق بالله
06-19-2012, 03:27 PM
رائع وليتكم تقدمون ايضا محاسبة النفس والوقوف امام النقد بعين ايجابية
وليس كل ما يُقال يُقصد منه التنقيص بل على العكس
واتذكر قول احد الصالحين عندما عرّفه احد الاشخاص خطئه قال::
الحمدلله الذى بعث لى من ينقذ رقبتى من النار

إلى حب الله
06-19-2012, 06:00 PM
رائع وليتكم تقدمون ايضا محاسبة النفس والوقوف امام النقد بعين ايجابية
وليس كل ما يُقال يُقصد منه التنقيص بل على العكس
واتذكر قول احد الصالحين عندما عرّفه احد الاشخاص خطئه قال::
الحمدلله الذى بعث لى من ينقذ رقبتى من النار

هذه بالفعل من أهم أبرز علامات التجرد لله تعالى وللحق والاعتراف بالخطأ بغير غضاضة ..
حتى ولو كان ذلك على حساب النفس وشهرتها - وخصوصا ًبين الأتباع والمريدين والمحبين - ..
ولا يستطيعها ولا يتقبلها بصدر رحب ولا بمثل ما ذكرتي أختي الفاضلة إلا القليل بالفعل ..
أدعو الله تعالى أن نكون منهم دوما ً... اللهم آميــن ..
ويقابلها في ذلك - وحتى تعتدل الكفة :): - حُسن النصيحة وتعريف الغير بخطئه على منهاج
الأنبياء والصالحين والدعاة المصلحين ..
ولي في ذلك مشاركات آتية بالفعل بإذن الله تعالى ..
وجزاك الله خيرا ً...

LUCHA
06-19-2012, 08:16 PM
قرأت المداخلة الأولى ووجدتها تضج بالحكم سدد الله خطاك

إلى حب الله
06-27-2012, 11:29 PM
20)) أداب النقد لكلا طرفيه ...
< الموضوع منقول بتصرف واختصار من مقالات باسم : ثمار علم : لماجد بن عبد الله الطريف >

الإخوة الكرام ...
لا شك أن العقلاء يعرفون أنه : ما من بشر كامل في علمه وتفكيره معا ًبحيث يحيط بكل شيء فلا يُخطيء !
ومن هنا : فإن العقلاء أيضا ًقد عرفوا ومنذ القديم : فائدة النقد ومكانته في تقويم الأفراد والجماعات ..

والنقد في اللغة يدل على إبراز الشيء وبروزه ..
مثل النقد في الحافر : وهو تقشره .. والنقد في الضرس : وهو تكسره ...
ومن ذلك أيضا ً: نقد الدرهم : وهو كشف حاله في جودته أو زيفه وغير ذلك ...

وأما الفرق بين النقد والنصيحة :
فالنصيحة : تختص رأسا ًبمسألة الملائمة والإصلاح ..
ولهذا يمكن القول بأن النقد من النصيحة : في حالة واحدة فقط وهي إذا كان النقد للإصلاح ...
كما أن النصيحة تكون غالبا ً: قبل فعل الشيء .. وأما النقد فيكون أغلبه : بعد فعل الشيء ..
وأرجو فهم ذلك التداخل لمعرفة لماذا ومتى يتم استخدام وصف النقد = النصيحة .. وكما سيأتي ...

ومن هذا نخلص بأن :
>>
النقد من النصيحة إذا أ ُريد به الإصلاح وقد قال الله " إذا نصحوا لله ورسوله " وقال النبي " الدين النصيحة " ..

>>
وكذلك يرتبط النقد بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وإلا لصار المعروف منكرا ًوالمنكر معروفا ً!!

>>
وكذلك يرتبط النقد ببيان أخطاء أخيك في الإيمان بكل صدق لتقويمها كما قال النبي " المؤمن مرآة أخيه " !!

>>
يتنافى النقد الصادق مع النزعة الغرورية في اعتداد الشخص برأيه ولاسيما لو كان ذو مكانة ٍمثل فرعون وقولته :
" ما أريكم إلا ما أرى !!.. وما أهديكم إلا سبيل الرشاد " فلما غاب النقد : " فاستخف قومه : فأطاعوه " !!!

>>
الحاجة إلى وجود النقد مُلحة ولا سيما كلما تدهور حال الأفراد أو الشعوب الإسلامية بما نرى والله المستعان !
وعليه : فإن لم يُستطع النقد علناً : فلا أقل من أن يكون سراً .. وإن لم يكن للجماعة : فيُصرف للأفراد ...!
وهنا :
يوصلنا ذلك الكلام إلى ضرورة ذكر أهم وأشهر ضوابط النقد لطرفيه ......
فنقول ......

>>
أن يعلم الناقد بما ينقده جيدا ًوالإلمام به وبظروفه وملابساته إذا اقتضى الوضع ذلك .. وذلك لأنه وكما في الفقه :
الحُكم على الشيء : فرع عن تصوره .. وكما بين القرآن والسنة من أن العلم : هو قبل القول والعمل !!..
إذ ربما يُنكر الجاهل معروفا ً: فينخدع به العامة فيصير المعروف منكرا ً!!.. أو قد يمدح منكرا ًفيُصيره في أعينهم
معروفا ًبجهله !!!..
وفي ذلك قصة شهيرة وهي قصة : الرسام والإسكافي .. < والإسكافي هو صانع الأحذية > ..
حيث رسم الرسام صورة ًمن ضمنها حذاء .. فمر الإسكافي على الصورة : فصار ينتقد بعض تفاصيل الحذاء ..
فلما ذهب .. قام الرسام بالفعل بتعديل رسمة الحذاء من صورته .. فلما مر الإسكافي على الرسمة من جديد :
فوجد الرسام وقد استجاب لنقده الأول : أصابته نفخة ٌمن العلم المكذوب : فصار ينتقد في باقي الصورة مما
ليس له به علم ولا خبرة : ألوانا ًوظلالا ًوتخفيفا ًوتثقيلا ًإلخ .. فظهر له الرسام ساعتها قائلا ًله :
" يا إسكافي الزم الحذاء : ولا تتجاوزه لما لا تعلمه " !!!..

>>
على الذي ينتقد ألا يُحاسب الناس العاديين على الورع .. فالورع لا تأمر به إلا نفسك لأنه ليس كل أحد
يستطيعه .. ولكن تنتقدهم وتأمرهم بالتقوى .. فذلك هو الحد المطلوب من المسلم ..!
< التقوى هي : ترك الحرام والبعد عنه .. والورع هو : ترك حلال أو مباح : مخافة أن يؤدي إلى حرام > ...

>>
أيضا ًمن المصيبة أن يقع الناقد عمليا ًفيما ينتقده على غيره !!.. وقد ذم الله ورسوله ذلك الفعل :
" كبر مقتا ًعند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " وأيضا ً" أتأمرون الناس بالبر : وتنسون أنفسكم " ؟!!..
وحديث مَن يتعذب في جهنم يجر أمعائه لأمره الناسَ بالمعروف ولا يأتيه ونهيه عن المنكر ويأتيه !
وبالطبع :
ذلك الوقوع العملي : يختلف عن الاستجابة للنقد أو للنصح : حتى من صاحبه الذي لا يعمل به ..
حيث لا يجب أن يمنع المسلم سماع الحق أو النقد من أمثال هؤلاء أن يعمل به : وسواء كانوا لا
يطبقونه على أنفسهم بعمد أو بإكراه ...
< مثل مدمن السجائر مثلا ًعندما ينصح غيره بعدم شربها أو ينتقدها وهو ما زال يشربها > !!.. فذلك
وكما قال الشاعر :
خذ من علومي ولا تنظر إلى عملي ***** وإن مررت بأشجار لها ثمر
ينفعك علمي ولا يضررك إصراري **** فاجن الثمار وخل العود للنار

>>
الأفضل في النصح أو النقد هو : حُسن الخلق والرفق .. وذلك لأن ترك الإنسان لأفعاله وعاداته التي أقام
عليها زمنا ًمن عمره بسبب انتقاد أحد له : هو شيءٌ ثقيل على النفس عادة ًكما نعرف .. فإذا اجتمع مع
ذلك النصح أو النقد غلظة وفظاظة في غير محلها وبغير داع ٍلها : كان ذلك مدعاة لرد النقد ورفضه ولو
من باب العناد والانتصار للنفس !!!..
أيضا ًقد يصاحب كثيرا ًمسألة نقد الآراء : أنها قد تجر إلى بعض الغضب والنزاع إذا فـُقد الرفق وحُسن
انتقاء الألفاظ وحُسن الخلق ابتداءً !!!.. ولذلك يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
" ما كان الرفق في شيء : إلا زانه .. وما نــُـزع من شيء : إلا شانه (أي عابه وانتقصه) " ... ويقول أيضا ً:
" إن الله رفيق يحب الرفق .. ويُعطي عليه ما لا يُعطي على العنف " ...
ومما يُحكى في ذلك :
أنه قام رجل ٌيعظ المأمون فقال له : إني أريد أن أعظك : وأغلظ عليك (أي رجاء منفعتك ولصالحك) !!..
فقال له المأمون : يا رجل أرفق !!.. فقد بعث الله مَن هو خير ٌمنك : إلى مَن هو شر ٌمني : وأمره بالرفق !..
بعث الله موسى وهارون إلى فرعون .. فقال تعالى لهما : " فقولا له قولاً ليناً .. لعله يتذكر أو يخشى " !!!..

>>
هناك نوع من أخطاء المخطئين : يكون سببه غمامة ٌكبيرة ٌعلى بصيرتهم : قد أخفت عنهم الصواب والحق ..
فهذا النوع يؤتي معه الرفق ثمرة النقد والنصيحة .. كما يؤتي معه ذكاء ضرب الأمثال لتقريب الحق إليهم :
وإزالة الجهل والغمامة عن عين بصيرتهم ... ومن ذلك :
حديث الشاب الذي جاء يستأذن النبي في الزنا !!!.. فقال له صلى الله عليه وسلم وقد رفض أن يُعنفه كما
كان سيفعل به الصحابة : أترضاه لأمك ؟.. قال : لا ! قال : ولا الناس يرضونه لأمهاتهم .. أترضاه لأختك ؟
إلى آخر الحديث .. والذي فيه أن ذلك الشاب قد مضى ولم يعد شيء أبغض إليه من الزنا فيما بعد !!!!!..
ومن ذلك أيضا ً:
قصة الصحابي الذي تكلم في الصلاة : ورد فعل النبي الرفيق معه .. وأقوى منها موقف الأعرابي الذي بال في
المسجد !!!.. وترفق النبي معه في بيان خطأه ذاك الذي كان يجهله الرجل ... وغيرها كثير ..

>>
وكما قلنا من قبل : أهمية العناية في اختيار ألفاظ النقد : حتى يصير نصحا ًبناءً لا هداما ً.. ومن ذلك مثلا ً:
ما رأيك لو تفعل كذا ؟.. فهذا أفضل مثلا ًمن قولنا للمخطيء : أمجنون أنت ؟ لم فعلت كذا ؟ يا قليل الأدب ؟
وذلك باعتبار أنه يجهل جرمه وخطأه أو غير معتاد له .. وذلك لأنه من فطرة البشر هي : قبول الكلام بالعاطفة
أولا ًقبل العقل !!!!.. بل : قليل ٌفعلا ًمن يتفكر بعقله أصلا ًفيقبل النقد أو النصيحة حتى ولو كانت قاسية !
وكما قيل : " النصح ثقيل .. فلا تجعله جدلا ً.. ولا تــُرسله جبلا ً" ...
ومن اختيار الألفاظ أيضا ً: استخدام التعبيرات العامة لعدم إحراج المخطيء بذكر اسمه مباشرة ً.. وكان النبي
الرؤوف صلى الله عليه وسلم يقول : " ما بال أقوام ٍيقولون كذا وكذا " ولا يُسمي أحدا ًبعينه فيحرجه ...
ومن هنا جاء القول بأن نقدك لأحدٍ بينك وبينه فقط وفي السر : نصيحة .. وأما أمام الناس : فضيحة !!!..
وكذلك حتى لا أنسى :
ذكر بعض محاسن الشخص الذي ستنتقده : قبل أن تذكر عيوبه ..
كقول الصاحبة لصاحبتها المنتقبة مثلا ًتريد لفت نظرها لضيق عباءتها والتي قد تصف الجسم وتفاصيله :
" ما شاء الله عليك .. أدب وحياء وستر وعفاف .. ولو تلبسين عباءة واسعة أو إسدالا ًسيكون أفضل " إلخ

>>
وكما أن الفقه مطلوب في شأن المسلم كله - وهنا ملكات فطرية وأخرى مكتسبة بالعلم - : فالفقه مطلوب
جدا ًفي النقد أيضا ً.. فلا يتسبب الناقد مثلا ًبنقل المخطيء من خطأ ٍ: لخطأ ٍأكبر !!.. وذلك كما خشي النبي
من هدمه للكعبة لإقامتها من جديد على قواعد إبراهيم عليه السلام : فيظن مشركو قريش به سوءا ًفيرتدوا عن
الإسلام وكانوا حديث عهد ٍبالدخول فيه ....!
أيضا ً:
مراعاة المصالح والمفاسد وأخف الضررين .. وإلا لصار كمَن يريد عدل ضلعا ً: فيكسره !!!.. فالذكاء النقدي
والفقه ليس دوما ًفي مجرد بيان الصواب من الخطأ .. ولكن : في اختيار أخف الضررين إذا لم يكن بد ٌمن
وقوعهما معا ً.. أو اختيار خير الخيرين إذا لم يكن بد ٌمن فوات أحدهما ... وكما قلت :
في ذلك يتفاوت الناقدون تفاوتا ًكبيرا ًبين مجرد حافظ للصواب والخطأ يُلقيه ويطالب به ولو أعقبه الطوفان !
وبين جاهل ومتعلم .. وبعيد النظرة واسعها لاستشراف المستقبل .. وقريب النظرة ضيقها لا يرى إلا تحت قدميه !
أيضا ً:
معرفة الأولويات في النقد .. فلا يُتقد الخطأ الصغير قبل الكبير - اللهم إلا كان ذلك لحكمة أكبر - وهكذا

>>
مسألة التثبت جيدا ًمن وقوع الخطأ قبل نقد الإنسان أو الجماعة عليه !!.. فإذا كان الله عز وجل قد ذكر لنا
في قرآنه وجوب التبين من أخبار الفسقة : وذلك منذ أكثر من 1400 سنة .. فما بالنا في هذا العصر اليوم
الذي نعيشه ؟!!.. بكل كذبه وإعلامه الفاسق المحترف والمتفنن في الغش والخداع والتلبيس على الناس ؟!!
ولعل من أجمل طرق التثبت من الخبر قبل نقد صاحبه وجها ًلوجه هو : سؤال صاحبه بصيغة الشك .. وذلك
كما قال عمر أمير المؤمنين لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما عندما اشتكاه البعض لعمر أنه لا يُحسن
يُصلي ! فقال له عمر : " يا أبا إسحاق .. زعموا أنك لا تحسن تصلى " ؟!!!.. إلى آخر الخبر ...

>>
تقييم الناقد لما سينقده أولا ً: هل هو أمر مقطوع فيه بالأدلة ؟.. أم أنه أمر مما يجوز تنوع الاجتهاد فيه ؟..
وذلك حتى لا يُصادر الناقد رأي الآخرين المباح اجتهاده : تحت دعوى النقد وتخطئتهم بالكلية لمجرد مخالفتهم
لما يرى أو لما يعلم !!!..

>>
أيضا ًينظر الناقد لخطأ المخطيء : هل له عذر فيه أم لا ؟!!..
فشرب الخمر وأكل لحم الخنزير : ورغم أنهما محرمان : إلا أن الله تعالى أباحهما للضروررة بغير بغي ٍولا عدو !
بل : وأكبر من ذلك وهي كلمة الكفر يجوز للمسلم قولها : إذا خاف على نفسه القتل أو التعذيب إلخ : طالما
كان قلبه مطمئن ٌبالإيمان ... وهكذا ..
فمن الغفلة هنا وسوء العلم والتقدير والفقه أن يأت آت لينتقد ويُعنف الفاعل في مثل هذه الحالات : فيعامله
وكأنه اختار وفعل كل ذلك طوعا ًليس مكرها ً!!!!..
فيجب على الناقد هنا أن يتقي الله في عذر الناس .. وكما قيل : " مَن لا يعذر : لا يُعذر " !!!..

>>
التدرج في النقد بما يناسب الشخص : وخصوصا ًإذا كنا نعرفه .. فهناك مَن تكفيه نظرة اللوم لينتبه إلى خطئه !
وهناك مَن تكفيه الكلمة المهذبة .. وهناك مَن لا يصلح له إلا الكلمة الساخرة أو الغليظة ..
وكذلك هناك مَن لا يصلح معه النقد إلا بالتلميح والتورية .. وهناك مَن لا يصلح معه إلا بالتصريح !!..

>>
تجنب المراء في النقد .. فهو يُسقط المحبة ويُضيع الهيبة وقد يتساوى صاحب الصواب مع المخطيء ساعتها
في نظر الناس بسبب المراء !!..

>>
تحمُل أذى الناس للناقد الحق .. وخصوصا ًفي أزمنة الجهل التي نعيشها : حتى صار يُستثقل النقد بل وحتى
النصيحة إلا على مَن رحم الله .. ولعلها من أجمل الإشارات هنا في سورة العصر : أن يختم الله تعالى الأمر
بالتواصي بالحق : أن يتبعه التواصي بالصبر : لأن الناصح والناقد قد يصيبه الأذى كما قلنا في نصحه ونقده :
" والعصر .. إن الإنسان لفي خـُسر .. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " !
---------
----------------

وآخر ما أود الإشارة إليه وقد أطلت عليكم - واعذروني :): - هو :
أنه على المخطيء العاقل الذي يخاف الله ويبحث عن الحق والصواب : أن يستجيب للنقد على أي حال ..
أي : سواء جاءه ذلك النقد بأدب ورفق وحكمة .. أو جاءه غليظا ًفظا ًأو حتى فاحشا ًللأسف ...
وأنه حتى لو غضبنا من غلظة وفظاظة النقد زمنا ً: وأخذتنا فيه العزة بالإثم أو الخطأ : انتصارا ًللنفس أو عنادا ً:
فلا أحق من أن نتبع الحق حينما تهدأ النفوس وتستكين وتتعقل ...!
حيث نفوز بالحق الذي جاءنا بالنقد : ويخرج الناقد الجاهل أو الغشيم بإثم غلظته أو فحشه إلخ ...
إذا لم يكن لغشمه وغلظته وفحشه داع ٍ- لأن بعض المواقف أو الناس لا ينفع معهم إلا ذاك ساعتها - !

ولا أعرف لماذا قفز هذا الموقف إلى ذهني الآن قبل أن أترك هذه المشاركة .. ولكني سأذكره لكم على أي
حال .. وأترك لكم استنباط ما تريدونه وما ترونه منه ....
ولكن قبل أن أذكر ذلك الموقف لكم أريد أن أسأل الواحد فيكم : ماذا لو قال لك أحد :
تمنيت بالأمس أن أكون ممَن ظلمك !!!..

ماذا سيكون ردة فعلك عليه ؟.. أو : لماذا تظنون أن يقول هذا الإنسان ذلك القول الغريب ؟!!.. فاقرأوا :

كان الحسن البصري رحمه الله يدعو ذات ليلة :
" اللهم اعف عمّن ظلمني " .. فأكثر في ذلك .. فقال له رجل: " يا أبا سعيد .. لقد سمعتك الليلة تدعو
لمَن ظلمك : حتى تمنيت أن أكون فيمَن ظلمك !!.. فما دعاك إلى ذلك " ؟!!.. قال : قوله تعالى :
" فمَن عفا وأصلح : فأجره على الله " !!!..

يُـتبع إن شاء الله ...

قلب معلق بالله
06-27-2012, 11:45 PM
بارك الله فيكم

إلى حب الله
08-26-2012, 01:59 AM
21)) اعرف أنواع الشبهات وكيفية صياغتها !

أحد أسباب الوقوع في الخطأ في الدين إخواني هو : عدم معرفة أنواع الشبهات !
فضلا ًعن كيفية صياغتها من كل مخادع كافر أو كاره للإسلام ...

ففي الوقت الذي لا ولن تجدوا فيه دينا ًيلتزم بالصدق التام والتحري الكامل
لكل كلامه في المناظرات والحوارات والمحاجات : فستجدون الإسلام الوحيد في ذلك !
ولا أخص هنا إلا فرقة أهل السنة والجماعة : أهل الحديث والأثر وأتباع السلف الصالح !
فهم الوحيدون الذين يتورعون عن الكذب ظاهرا ًوباطنا ًلصدق إيمانهم وطهارة معتقدهم !

لن أ ُطيل عليكم ..
ولكني في عجالة وباختصار سأعرض بعضا ًمن أشهر تلك الشبهات وكيفية صياغتها ..
وذلك لعموم انخداع المسلمين البسطاء بها في النت والكتب والفضائيات المفتوحة اليوم ..
وعلى بركة الله نبدأ ...
------




1- اقتطاع الكلام ...

وذلك على طريقة " فويل ٌللمصلين " الشهيرة ...!
حيث يقوم صاحب الشبهة عمدا ًبعرض ما يريده فقط وإخفاء باقي الكلام من قبله ومن بعده :
والذي إن ظهر للقاريء أو السامع : عرف أن مراد ما تم اقتطاعه عمدا ً: ليس كما يظهر ..

وذلك كأن يأتي أحد الشيعة الروافض الخبثاء مثلا ًفيقتطع من كتاب ابن قتيبة رحمه الله :
تأويل مختلف الحديث : يقتطع منه أحاديث مكذوبة تطعن في أكابر الصحابة :
قد ذكرها ابن قتيبة في معرض حديث للرد عليها وبيان وضعها من الشيعة والمعتزلة
الروافض مثل المدعو النظام : الشيعي .. والآخر ابن أبي حديد صاحب كتاب :
(شرح نهج البلاغة) : والذي ملأه بالأخبار المكذوبة التي ألصقها بالصحابة وزوجات النبي !

فيأتي الشيعي أو الرافضي فيذكر للمسلم تلك الأحاديث بالرقم والصفحة من كتب أهل السنة :
فيظنها مَن لا يعرف تلك الكتب أصلا ًومؤلفيها العلماء الأجلاء : أنهم موافقون عليها !
وهذه الطريقة في الاقتطاع من السياق سواء لسطور أو صفحات :
يستخدمها النصارى والملاحدة أيضا ًكثيرا ًويتناقلونها بعمد أو جهل والله يفضحهم بطلبة العلم !
------

2- إظهار نصف الحقيقة ..

وهذه الطريقة شبيهة بالطريقة السابقة وفرقها عنها : أنه في الطريقة الأولى في اقتطاع النصوص :
يكون معنى النص المقتطع : غير صحيح بمفرده .. مثل " فويل للمصلين " ..!!
وأما في طريقتنا هذه هنا - طريقة إظهار نصف الحقيقة - فالنص المقتطع :
يكون صحيح في حد ذاته ولكن : لا ينبغي الاستدلال به - وحده - في مسألةٍ ما وإلا اختل المعنى !
مثال :
أن يذكر الشيعي مثلا ًمن كتب أهل السنة : مدحهم وذكرهم لفضائل علي رضي الله عنه :
ثم يقف النقل عند هذا الحد ليوهم القاريء أو السامع الجاهل بدينه أو العامي من أهل السنة أو الشيعة :
أن العلماء المذكورين لم يمتدحوا ولم يذكروا فضائل بمثل هذه : إلا لعلي فقط !!..
وأما أبي بكر وعمر وعثمان مثلا ً: فلا !!.. رضي الله عنهم أجمعين !!!.. فيغلو في علي !!..

فهنا يعد إظهار نصف الحقيقة فقط : هو نوع من الخداع والتدليس ...
وإنما الواجب أن يتم الجمع في المسألة الواحدة : كل أو معظم ما ورد فيها من نصوص :
ليقف القاريء أو السامع فيها على الحكم ككل : وكما أرادها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ...

مثال آخر :
أن يأتيك آت مثلا ًوأنت جاهل بالقرآن : يأتيك بإحدى الآيات التي تحدثت عن الخمر مثلا ً:
ولم يأت فيها الأمر صراحة ًبالتحريم أو الاجتناب .. وذلك مثل قوله تعالى مثلا ً:
" يسألونك عن الخمر والميسر ؟.. قل فيهما إثم ٌكبير .. ومنافع للناس .. وإثمهما أكبر من نفعهما " ..
فرغم أن الآية جاءت بتغليب ذمهما : مقارنة بنفعهما المالي والتجاري :
إلا أنه ليس في الآية أمرا ًمباشرا ًبالتحريم أو الاجتناب - والاجتناب أشد من التحريم - ..

فلو ذكر صاحب الشبهة هذه الآية فقط لمسلم عامي لا يقرأ القرآن أو لجاهل بدينه :
وعلى أنها هي ( الآية الوحيدة ) التي تحدثت عن الخمر في الإسلام والقرآن :
لكان غاشا ًله مخادعا ً!!!.. وإنما الصواب : أن الله تعالى تدرج في تحريم الخمر بأكثر من آية :
وإلى أن ختمها أخيرا ًبقوله تعالى :
" إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام : رجسٌ من عمل الشيطان : فاجتنبوه " ...
----------

3- الاعتماد على روايات ضعيفة أو موضوعة مكذوبة ...

وهذا النوع كثير الاستخدام .. فقد قام اليهود والمنافقين من بعد موت رسول الله :
بوضع العديد من المرويات من عندهم لإسقاط هذا الدين :
وكما فعلوا مع كل رسالة سابقة فحرفوها عن أصلها - مثلما وقع في النصرانية - :
ولكن الله تعالى كان من حفظ قرآنه عز وجل : حفظ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم :
لأنها الشارحة والمفصلة للقرآن .. فأوقف لها رجالا ًلتلقي أسانيدها عن النبي وصحابته :
فقاموا بوضع أسس علم الحديث الذي تفردت به أمة الإسلام عن سائر الأمم ..
والذي قام على قول الله عز وجل :
" يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ : فتبينوا " الحجرات 6 ...

والواجب :
أن يسأل المسلم أهل العلم عند استشكاله لحديث .. وخصوصا ًتلك التي تصل للإيميلات :
ومن نوعية : انشره وسوف تكسب مالا ًفي عشرة أيام !!.. ولو أضعته ستحدث لك مصيبة !!!..
فأغلب مثل هذه الرسائل تحمل أحاديثا ًضعيفة أو موضوعة أو حتى ليس لها أصل :
فيجب السؤال عنها قبل نشرها ..
بل وأدعى وأحرى للسؤال عنها : إذا جاءنا بها الحاقدين على الدين في حوار أو نقاش :
فهم لا أمانة لأغلبهم : فضلا ًعن العلم ...!
---------

4- استغلال الجهل بالمعاني .. والخداع بالتأويل المتشابه ...

وهذا النوع يكثر استخدامه في أوساط المسلمين والسنة العوام ..
ومنه ما يتعلق بالقرآن نفسه مثلما يفعل النصارى .. حيث يأتون لآية متشابهة :
وهي التي تحتمل مثلا ًأكثر من معنى : فيُبرزون منها فقط :
المعنى الذي يوافق هواهم : ثم يؤولونها إليه أمام المسلم أو السني العامي :
والذي لا يعرف في التفسير مثلا ً: فيفتنونه عن دينه ...!

مثل استدلالهم مثلا ًعلى صيغة الجمع في آيات مثل " إنا أنزلناه ... إلخ " :
على أن الله ثلاثة آلهة في واحد !!!..
فأبرزوا معنى التعدد - الغير مقصود - : وأخفوا الأصل المقصود وهو :
جمع التعظيم مثل قولنا للمدير مثلا ً: " سيادتكم " وهكذا .. وهو معروف في لسان العرب !

ومثل استدلالهم أيضا ًبقول الله تعالى للنبي محمد : " فوجدك ضالا ً: فهدى " ..!
فيبرزون منه معنى الضلالة في أسوأ معانيها : من نسبة الكفر وما لا يصح للنبي - وهو المعنى الغير مقصود - :
ويخفون الأصل المقصود وهو أن الضلال كان : عدم معرفة النبي للطريق الصواب :
وهو يعلم أن كل مَن حوله على خطأ : المشركين والنصارى الضالين واليهود المحرفين والمجوس والصابئين إلخ
فجاء وحي الله تعالى إليه ليدله على الطريق الحق إلى الله ورسالاته ...

وما قيل في القرآن : يقال مثله أيضا ًفي الخداع في أحاديث السنة ..
ومن أطرف ما قابلني في ذلك من أحدهم ذات مرة :
هو فرحه الشديد بأنه وجد حديثا ًللنبي يؤكد شربه للخمر ومن أين أتى به ؟؟.. من المسجد !!..
حيث يقول النبي في الحديث الصحيح لعائشة رضي الله عنها : " ناوليني الخمرة من المسجد " !!!..
فقرأها الجاهل صاحب الشبهة بفتح الخاء (وكما يسمعها في الأفلام العربي السفيهة) :
فظنها الخمر المذكورة في القرآن !!.. وبهذا المعنى نقلها لعوام المسلمين ليفتنهم :
وخصوصا ًأن الحديث صحيح !!!.. والصواب : أن الخمرة هي بضم الخاء :
وهي أشبه في يومنا هذا بسجادة الصلاة .. وكانت من الحصير أو الخوص يجلس عليها المصلي :
أو يضع عليها رأسه في السجود ..!
وهناك أسماء أبواب كاملة في كتب الحديث تذكر : صلاة النبي على الخمرة إلخ ..!!!!
--------

5- الإيحاء ...

وهي طريقة على اتصال وثيق بالطريقة السابقة في :
استغلال جهل القاريء أو السامع وخداعه بسوء التأويل أيضا ً...! ولكن اختلافها عنها :
أن الطريقة السابقة تعتمد على كلمات أو تعابير تخفى معانيها عن البعض ..
وأما في طريقة الإيحاء التي معنا الآن هذه : فالغش والخداع أكثر جرأة !!!..
حيث يأتي فيه الغشاش أو المخادع لنص : لا التباس فيه أصلا ًولا غموض بل : وكل معانيه واضحة وجلية !
ولكنه يعرضه على القاريء أو السامع بكلام ٍقبله وبعده : يوحي له فيه بما يريد فيه !!!!..

وهي أقرب لطرق الحواة وخدع السحرة في التلفاز وخارجه .. حيث يحترف فيها أصحابها فنون الإيحاء :
وذلك بمقدمات تمهيدية : تسوق عقل المشاهد لتصور معين عن الخدعة التي سيراها :
ثم يقوم مخرج البرنامج أو مدير التصوير المتواطئان معه :
بعرض تعبيرات الدهشة والتصديق على وجوه المشاهدين أو المذيعين - أكثرهم يكون كومبارس -
لتأكيد الخدعة : وحتى يتقبلها المشاهد بغير تفكير ولا شك ...!

وأمثلة ذلك في شبهات النصارى : كثيرة جدا ًيعرفها مَن خالطها ..
حيث لما وجد أهل الباطل حصار أهل الحق لهم بفضائح دينهم الجنسية مثلا ً(مثل نشيد الإنشاد) :
فحاولوا اصطناع مثلها على المسلمين لتكون على غرار (لا تعايرني ولا أعايرك : الهمّ طايلني وطايلك) !!؟؟؟
وبذلك تراهم مثلا ًيأتون للمسلم الجاهل بدينه والعامي - بل والجاهل باللغة العربية - :
فيوهمونه ويوحون إليه بأن كلمة (نكاح) مثلا ً: هي كلمة بذيئة وغير مهذبة !!!..
أو يوهمونه ويوحون إليه أن (مباشرة) الزوج لزوجته وهي حائض : هو فعل مقزز وشهواني وحيواني إلخ !!
< والمباشرة هي استمتاع الزوج بزوجته في كل شيء ما عدا الجماع في القبل في الحيض !!! > ..
وهكذا ..

وأما مع الشيعة الروافض الخبثاء : فالأمر أكثر طرافة لمَن يعلم ....!

وأترككم فيه مع مقطع الفيديو التالي لأحد أساطينهم في قنوات الغش والتزوير :
والذي تمتليء كل حلقات برنامجه بالـ ( إيحاء ) بشبهات ليس لها وجود أصلا ً!!!!..
حيث نرى في هذا المقطع القصير (7 دقائق) :
كيف يحترف فن ( الإيحاء ) ليطعن في أن أبا بكر رضي الله عنه : لم يكن مع النبي في الغار !
فانظروا لمكره الخائب وتمهيده من أول المقطع : والذي لا ينطلي إلا على الجهال ومسلوبي العقل :
حيث يتظاهر فيه وكأنه قد وقع على الصيد الثمين من كتب أهل السنة والدليل الدامغ !!!..


http://www.youtube.com/watch?v=I831b0ziYXY&amp;feature=player_embedded

ثم انظروا من الدقيقة 6.15 إلى ما بعد 6.30 : حيث نرى صراحة ًوفي أسفل الصفحة بوضوح :
وفي باقي الحديث نفسه الذي يصطنع الاستشهاد به : نرى مكتوبا ًفيه - ولم يقرأها - :
" فانطلق أبو بكر : فدخل معه الغار " !!!!...
أي : إثبات صريح بأن أبا بكر : هو الذي كان مع النبي في الغار لكل مَن يفهم اللغة العربية !
ولا تعليق !!!..
ويمكنكم متابعة الرد على أصل الشبهة التي أثارها ذلك المخادع من سؤال أبي بكر لعليّ : هنا :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/08/blog-post_10.html

فهذا هو سحر الإيهام والإيحاء أمام العوام والبسطاء ...
وأعتذر عن الإطالة التي أحاول الابتعاد عنها في هذا الموضوع قدر الإمكان ..

يُـتبع إن شاء الله ...

قلب معلق بالله
09-02-2012, 03:18 PM
امتحان القبض والبسط ..!
أحيانا ًتمر بحياة الواحد منا أوقات ٌ: يشعر فيها أن كل شيء في حياته :
على ما يرام !!!..
عبادته .. توفيقه في عمله .. دراسته .. علاقته مع زوجته .. حالته المادية .. الدعوية .. إلخ

وأحيانا ًأيضا ًتمر بحياة الواحد منا أوقات ٌ: يشعر فيها وكأن كل شيءٍ في حياته :
قد تعقد أو توقف أو ذهبت لذته أو فسد !!!..
عبادته .. توفيقه في عمله .. دراسته .. علاقته مع زوجته .. حالته المادية .. الدعوية .. إلخ

وأما المتأمل : فيجد أنه لا ذلك الحال يدوم !!.. ولا الآخر أيضا ًيدوم !!!..
وإنما هما امتحان ٌمن الله تعالى في حياة العبد بـ (القبض) و(البسط) !!!!...

وأن الخاسر : هو مَن تنسيه حالة البسط : شكر الله عز وجل على فضله ونعمه !!..
وأن الخاسر : هو مَن تدفعه حالة القبض : للتخلي عن طريق الاستقامة أو التنكب
أو القنوط من رحمة الله عز وجل !!!..
---
فأنا عن نفسي في حالة القبض .. أعلم أن الله عز وجل يُريد أن يرى مني : أدنى
قوة على الصلاح والعبادة عندي !!!..
أو بمعنى آخر :
في الوقت الذي ربما تخلى فيه البعض عن أداء (الصلوات المفروضة) مثلا ًفي حال القبض :
يكون التخلي مني أنا فقط عن (السنن) أو (النوافل) !!!!..
وهكذا ....
إذا ً:
على كل مَن يتموج به هذا الحال من القمة للقاع ومن القاع للقمة أن يعلم : أنما هو
في اختبار ٍلن يدوم : وأنه سرعان ما سينقشع الضباب عن نتيجة الامتحان !!!..
فليُري الله من نفسه : أقوى حال ٍفي أضعف حاله !!!!..
---
وأما في وقت البسط .. فأنا أعلم وأضع نصب عيني أن الدنيا : لن تكمُـلَ لأحدٍ أبدا ً!
وأنها إذا أعطتك منها شيئا ً: فستسحب منك شيئا ًآخرا ً!!!...
إذا ً: هي معادلة موزونة الطرفين لمَن يعقل !!!!..

وعليه : ففي حال البسط : لا تطغى فرحتي على عقلي وتفكيري !!!..
بل يتوجه عقلي لشكر المُنعم ولا يغفل عنه ...
ويتوجه تفكيري لمراقبة حالي والمسارعة برفع راية (الرضا بالمقسوم) !!!!...
فبهذا الرضا وحده : تــُستمطر سحائب السعادة على الإنسان !!!..
حيث بالرضا لا يطلب غائبا ً!!!.. وبالرضا لا يتكبر عما في يده !!!..
وبذلك :
يمر حال البسط عليه بسلام ٍلم يرتكب فيه ما يغضب الله :
تماما ً: كما مر عليه حال القبض من قبل !!!..
وقريبا ًمن هذا المعنى ما نجده في قول الله عز وجل :
" لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ !!.. وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ !!.. وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ :
مُخْتَالٍ فَخُورٍ " الحديد 23 ..

فالدنيا أصلا ًلم تــُخلق كاملة ًللتنعم فيها وإنما :
خلقت للامتحان والابتلاء !!!.. فبنقصها ومنغصاتها نشتاق للكمال وللراحة في
الجنة !!!.. والحمد لله رب العالمين ..


كتبه أبا حب الله
جزاه الله عنّا خيرا

إلى حب الله
09-02-2012, 04:49 PM
جزاك الله خيرا ًأختنا الفاضلة ...
وهذه النقطة (امتحان القبض والبسط) : قد اقتبستها لك من قبل من موضوعي :
(( تأملات عابر سبيل )) ..
وهو موضوع أرجو منه الإفادة أيضا ًمثل موضوع (( أسباب الخطأ )) هذا ..
وتجدينه على الرابط التالي :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?31445-%CA%C3%E3%E1%C7%CA-%DA%C7%C8%D1-%D3%C8%ED%E1

وجيد أنك ذكرتيني بهذا الموضوع هنا .. فقد كنت أعد بعض الأخوة والأخوات بالتكملة :
ثم انشغلت .. والله الموفق ...

قلب معلق بالله
09-02-2012, 05:27 PM
بارك الله فيكم وسدد رميكم
ما ذكرنى بتلك المشاركة أنى قومت بإقتباسها فى موضوع فى منتدى أخر
فجزاكم الله خيرا عن المسلمين

إلى حب الله
10-21-2012, 06:41 PM
22)) تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل ...

هو إميل قديم جاءني منذ سنوات طويلة : ويأبى أن أنساه .. ولا أريد أن أنساه ..!
فأنقله لكم هنا : درة ًمكنونة في حياتنا : مع بعض التصرف ...
والموضوع لو تدبرناه بالفعل : لوجدناه يقينا ًمن بعض أنواع الخطأ تركه :
والذي تظهر آثاره المترتبة عنه في بغض الآخرين لك من داخلهم !! أو نفورهم عنك !!
أو استثقالهم إياك !! أو التهرب من محادثتك والفضفضة إليك !! إلخ
لن أطيل عليكم ... بل سنتعرف مباشرة ًعلى ما نعنيه هنا بخلق التغافل بببعض الامثلة ..
وكما يُقال ..
بالمثال : يتضح المقال ...
-----

>>> 1
دخل عبد الله بيته .. وما إن فتح الباب ومشى قليلاً : حتى تعثر بلعبة طفلته وكاد أن يقع ..
رفع اللعبة .. ثم واصل طريقه متجهاً إلى المطبخ حيث زوجته : وهو متضايق مما حصل له ..
فلولا عناية الله عز وجل لكان سقط على وجهه .. يا الله .. كم مرة قلت لها اهتمي بترتيب البيت ..
لم لا تأخذي بكلامي ؟!.. وصل إليها : فقابلته بابتسامة مشرقة وكلمة رقيقة ..
وإذا هي قد أعدت مائدة لذيذة من الطعام الذي يفضله .. وذاك سر انشغالها ..
فأطفأ كل ذلك غضبه .. وجعل يفكر للحظات ..
هل الأمر يستحق أن أكرر مرة أخرى عليها نفس الاسطوانة :
فتغضب وتخبرني أنها كانت مشغولة بإعداد الطعام : ثم تجلس على المائدة وهي متضايقة ؟!!
ويصيبنا النكد في باقي يومنا !!!.. أعتقد أنه من الأفضل أن أتغاضى قليلاً لنسعد كثيراً ..

>>> 2
انتظرت أمل مجيء خالد ليأخذها بعد انتهاء الحفلة التي دعيت لها .. لكنه تأخر ..
مرت عشر دقائق .. ثم نصف ساعة على الموعد الذي اتفقا عليه .. وبدأ المدعوون بالتناقص ..
ثم مرت ساعة كاملة ولم يبق إلا هي وأصحاب الدعوة الذين كانوا يجاملونها مع ما بدا عليهم من إرهاق !!
يا إلهي أين أنت يا خالد ؟.. ما كل هذا الحرج .. لقد كدت أبكي من الخجل ..
أخيراً حضر .. ركبت السيارة معه بسرعة وهي ترتجف من الغضب ..
وقبل أن تفتح فمها : أخبرها أنه قد طاف على سبع محلات تجارية ليشتري لها الجهاز الذي طلبته !
ولأنه يفضل أن يختار أجود نوع : فلم يكن يقنعه أي منتج حتى وصل آخر محل : فوجد عنده هذا الجهاز ..
أنه في الخلف .. هل انتبهت له عند ركوبك يا أمل ؟!!..
التفتت إليه .. فإذا هو الجهاز بالفعل على المقعد الخلفي : وإذا هو طلبها تماماً كأحسن ما يكون ..
مسكين أنت يا خالد .. ما أطيب قلبك !!.. لكن أيضاً قد أحرجتني عند أقاربي كثيرا ً..
ولا بد أن أخبره أني متضايقة وأعبر له عن غضبي ..
ثم فكرت أمل للحظات ...
إن عاتبته بشدة : قد يغضب .. ويعلو صوته كالعادة .. وأنا الآن في غنى عن هذه المشاكل ..
وإن تغاضيت وسكت : ارتحت ومضت سفينتنا على خير .. وهذا ما اختارته والحمد لله ..
---------

يقولون :
ليس الغبي : بسيد ٍفي قومه !!!.. لكن سيد قومه : المتغابي !!..

فهو الذي يترفع عن صغائر الأخطاء والهفوات فيُمررها وهو قادر على ألا تمر !!!..
فلا يخلو أحد الناس من نقص .. ومن المستحيل أن تنتظر الكمال في كل مَن حولك ..
ومن المستحيل أن تجد إنسانا ً- بالغا ًما بلغ من الحرص - : لا يخلو من أخطاء أو هفوات ..
سواء تلك التي يقع فيها عن غير قصد - كأن تكون في طبعه أو جبلته - :
أو التي يقع فيها بقصد : ولكن يُعرف أنه نادم عليها : وأن نيته ألا يُكررها مرة أخرى :
فساعتها يُكتفى معه فقط بالتوبيخ البسيط أو لفت النظر :
مع عدم إحراجه بذكر ((كل)) تفاصيل خطأه إليه .. وكأنك تستقصيه وتفصصه !!..
فيكفيه فقط الإشارة ...

ولعل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد علمنا مثل ذلك التجاوز والإعراض :
وذلك في موقف ٍيتجلى فيه خلقه الكريم - من آلاف المواقف مثله - :
وذلك عندما أخبر بعض أزواجه بحديث على وجه السر .. فأخبرت به غيرها ..
فنبأه الله تعالى بما وقع .. فماذا فعل في عتابه لها ؟؟؟.. هل ذكر لها كل ما أخرجته وفعلته ؟
تعالوا ننظر معا ًللقصص الرباني لذلك الموقف .. ونتلمس فيه سمو أخلاق النبي والإسلام ..
يقول عز وجل :
" وإذ أسرّ النبي إلى بعض أزواجه حديثا .. فلما نبأت به (أي أخبرت به غيرها) :
وأظهره الله عليه (أي أطلع الله تعالى نبيه على ما حدث) :
عرف بعضه (أي ذكر لها بعض ما قالت وفعلت) :
وأعرض عن بعض (أي وسكت عن الباقي تجاوزا ًوتغافلا ً)
فلما نبأها به قالت : مَن أنبأك هذا ؟؟!!.. قال : نبأني العليم الخبير " التحريم 3 ..
-------

فإلى الآن : قد لا يرى البعض خطأ في أن يستوفي كل حقه أثناء العتاب ..
ولكني أقول له :
ضع نفسك في الوضع المقابل وأنت تعرف أنه خطأ !!!..
فما من خطأ ٍتتشفى فيه عند غيرك : إلا أصابك الله تعالى بمثله : فوُضعت في مكانه !
لأنك بك أخطاء أيضا ًولست معصوما ً؟؟!!..
فكما تحب أن يُعاملك الناس : فعاملهم .. ولا تقل : أنا لا أ ُخطيء !!!..
وكما تحب أن يُعاملك الله : فعاملهم .. فالتجارة مع الكريم فوز ٌأي فوز ...

يُترجم لنا الواقع هذه المعادلة السامية :
عندما تورط الصحابي مسطح بن أثاثة في التحدث عن عائشة رضي الله عنها بما لا ينبغي ..
وذلك في فتنة حادثة الإفك الشهيرة .. والغريب : أن أبا بكر رضي الله عنه (والدها) :
كان يُنفق عليه لأن مسطحا ًكان فقيرا ً!!!..
فلما عرف أبو بكر بما وقع من مسطح لتناقله كلام الإفك عن عائشة ابنته :
قرر أن يقطع نفقته على مسطح : حتى بعد توبته .. فماذا أخبره الله تعالى في سورة النور ؟
يقول أرحم الراحمين - وانظروا للأدب الرباني الذي يغرسه الله تعالى في نفوسنا - :
" ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة : أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله !
وليعفوا وليصفحوا !!!.. ألا تحبون أن يغفر الله لكم ؟!!.. والله غفور رحيم " ..
سبحان الله العظيم ...

ولذلك يقولون :
" ما استقصى كريم ٌ: حقه قط " !!..
أو : " ما استوفى كريم ٌ: حقه قط " ...!

ويقول الحسن البصري رحمه الله : " ما زال التغافل من فعل الكرام " !!..
ويقول جعفر بن محمد الصادق‏ رحمه الله :‏ ‏" عظموا أقدراكم بالتغافل‏ " ...!
< لأن المتغافل عن هفوات الآخرين : يحبه الناس ويُقدرونه ويرفعونه في قلوبهم >
ويقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : " تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل " ..

وبعض الرجال والنساء – هداهم الله – يدققون في كل شيء : وينقبون في كل شيء :
ربما فقط لكي يصرخوا في الآخرين ويعاتبوهم !!..
فلا يدعون صغيرا ًولا مراهقا ً: إلا وكانوا عليه مستقصين لكل فلتة أو هفوة !!..
وربما لو أشاروا لخطئه فقط بأسلوب غير مباشر : لانتبه : وتركه من تلقاء نفسه واستحيا !
أيضا ًربما وقع تحت أيديهم وافد جديد أو متدرب جديد : أو حتى مسلم جديد أو مهتدى جديد :
فاستقصوا عليه كل شيء من قول وفعل : فينفر ..!!

بل وبعض الناس كما قلنا قد يكون عنده عادة معينة لا تعجب غيرهم ..
أو خصلة معينة تعود عليها ولا يستطيع تركها : وهي ليست حراما ًأو إثما ًمثلا ً...
فنجد ذلك الغير : يترك كل الحسنة في أولئك الناس : ويوجه عدسته على تلك الصفة !
وتستمر المشاكل .. ويستمر التباغض والشحناء ..
وما أصدق القائل :
" كثرة العتاب : تفرق الأحباب " !!!..

يُـتبع إن شاء الله ...

إلى حب الله
10-22-2012, 10:39 AM
23)) أخطاء في عقاب الصغار ...

الأخوة الكرام ...
لا شك أن أحد أنجح أساليب التربية للصغار - وللكبار أيضا ً- هو أسلوب :
الثواب والعقاب ..
فله مفعول السحر لتثبيت الأفعال الحسنة وتحبيبها إلى النفس : والتنفير من كل سيء ..
وذلك إذا أظلتها مظلة الحكمة في التعامل واختيار الثواب أو العقاب المناسبين ..
فما ينفع للطفل فلان من ثواب أو عقاب : قد لا ينفع للآخر ..
وخصوصا ًإذا بدأت شخصية الطفل في الظهور - حساس .. متبلد .. يحب الثناء والمدح إلخ -

فالضرب الخفيف على يد أحدهم مثلا ً: قد يفوقه في الألم : نظرة عتاب عند الآخر !!!..
وكلمة الثناء والمدح لأحدهم : قد تفوق ما يتلقاه الآخرون من هدايا وجوائز .. وهكذا ..
وإن كنا سنجد دوما ًأرضيات مشتركة بين الجميع لا يختلف فيها اثنان :
وخصوصا ًفي أوائل الطفولة وقبل تمايز الشخصيات كما قلت ...

وأنا اليوم سأقتصر حديثي على بعض الأخطاء في عقاب الصغار : يجب الإلتفات إليها ..
وسب ذلك أني سمعت الكلام التالي من إحدى أقاربي من الأمهات إذ قالت لجليستها :

>>>
لقد منعت ( س ) اليوم من مصروف الحضانة : ولكن الخالة (أو الدادة كما يسميها البعض) :
حسبته نسي مصروفه : فاشترت له إحدى الحلويات كعادته لما طلب منها ...!
وهنا التفت إليها وفي نبرة اللوم الظاهرة أخبرتها :
سامحك الله يا فلانه !!.. وهل تدركين معنى هذا العقاب لهذا الطفل : وفي هذا السن الصغير ؟
هل تدركين ما قد تزرعينه من أخلاق سوء فيه قد تظل معه ردحا ًمن عمره ؟؟؟..
هل تدركين أنها قد يكون لها مردودات أخرى على شخصيته للأسف فتصيبها بالخبث والمكر ؟
ألم تعلمي أنه قد يسرق من زملائه في الحضانة وهو على غير علم بخطأ السرقة بعد ؟!!!..
لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !!..
فاضطربت الأم وتوتر كلامها وهي تحاول التبرير ..
ولكنها سكتت من تلقاء نفسها وقد أدركت أنها كانت مخطئة أشد الخطأ ...
فحمدت الله عز وجل أن الأمور لم تتطور إلى ما ذكرته لها .. وحسبها أنها أول مرة : وآخر مرة !

والشاهد يا أخواني ...
البعض قد يُسارع إلى العقاب - أي عقاب - : ولم يفكر قبلها للحظة في نوعية هذا العقاب وآثاره ؟!

فقد يكون ضربا ًمؤلما ًللطفل : فيربيه على الجبن والخوف من الآخرين فينشأ جبانا ً!!!..
وقد يكون العقاب المؤلم مبالغا ًفيه : فينشأ الطفل ساديا ًيتلذذ بإيذاء الآخرين وآلامهم :
كطريقة نفسية - مباشرة أو غير مباشرة - في إخراج ما تعرض له من الظلم : وتطبيقه على الغير !
< وهذا ليس شرطا ً: لأن ذا القلب الرحيم لا يُحب أن يذوق غيره ما ذاقه من الألم : بل يحول دون ذلك >
وقد تكون طريقة العقاب نفسها فيها إهانة فادحة لشخصية الطفل مثل الضرب على الوجه ونحوه :
والأدهى والأمر لو كانت وسط جمع من الناس وخاصة ًأترابه من الأطفال مثله أو زملاءه وأصحابه :
فتنكسر نفسه أيما انكسار !!.. وينشأ مستسيغا ًلمهانة الآخرين له !!.. وينشأ مهزوز الإرادة !
ومنهم مَن يُكسبه العقاب خـُلق العناد والمغالاة فيه حملا ًللنفس على عدم إظهار التأثر !!..
ومنهم مَن يصير متبلد الأحاسيس .. ومنهم ومنهم ومنهم ...

يا اللــــه !!..
أبناؤنا : هم جزء من امتحاننا في هذه الدنيا والله .. وليس نحن فقط بل : وكل مربي أو مُعلم !!
بل : وكل مسؤول والله !!!..

فالعقاب الخطأ أخواني : هو نوع من أنواع الظلم .. لأن من معاني الظلم :
وضع الشيء في غير محله أو لغير مستحقه .. فضلا ًعن منافاة ذلك للحكمة كما هو معروف !
وقد روى الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :
" يا أيها الناس .. إياىكم والظلم .. فإن الظلم ظلمات يوم القيامة " !!.. حسنه أحمد شاكر ..

أي والله ..
قد يظلم أحدنا ظلما صغيرا ًفي حدود مسؤلياته وصلاحياته :
ولا يُعير انتباها ًلما سيترتب عليه هذاالظلم الصغير - في نظره - من عواقب وتداعيات :
ربما يرى بعضها : وربما لا يراها للأسف ...

غفر الله لي ولكم ...
وأعانني وإياكم على تربية أبناءنا على الوجه الذي يرضيه سبحانه ...
والله المستعان ..

يُـتبع إن شاء الله ...

قلب معلق بالله
10-22-2012, 04:53 PM
بارك الله فيكم أخانا الكريم
عندى طفلة أدرس لها وهى غير مصرية أجنبية
لكن أفشل فى جعلها تحفظ دروسها
جربت معها كل الوسائل الحلوى والنقود والتوبيخ
ولم يصلح معها شيء واشعر أنها لا تخاف منى
حتى أننى فى مرة وبختها وجعلتها تبكى لأول مرة
جاءت الحصة الثانية تمرح وتعطينى المرآة الخاصة بها لكى أقول لها أنها جميلة
والمشكلة الثانية أنها الطفلة الوحيدة فى وسط نساء وفتيات كبار
لا يوجد روح منافسة أو غيرة
هل هناك حل لأننى لن أعطيها كورس مرة أخرى فى اللغة العربية
وشكلى حدبس تانى وأدرس لها :(؟

إلى حب الله
10-22-2012, 06:53 PM
جربت معها كل الوسائل الحلوى والنقود والتوبيخ


جاءت الحصة الثانية تمرح وتعطينى المرآة الخاصة بها لكى أقول لها أنها جميلة

معظم الفتيات المسلمات اللاتي نشأن في الخارج أو قضين وقتا ًأطول هناك : يكن هكذا ...
والحل من وجهة نظري :
يمكنك أن تجربي معها أسلوب مدحها وجمالها إلخ : عن طريقين :
الطريق الأول : أنك أنت ترينها جميلة : وبهذا تنجذب لك نفسيا ًوربما صارت أطوع لك ...
الطريق الثاني : أن تبثي فيها أنها كلما حفظت أكثر : تصير في عينيكي وعين الآخرين أجمل :
وتبرهني لها على ذلك بمثال صغير : كأن تطلبي منها حفظ آية معينة مثلا ً:
وتتحدينها أنها ستصير في عينيكي وعين الجالسين أجمل - طبعا ًمش عايزين واحدة تحرجها بكلمة - :
فإن حفظتها : قولي لها : ما شاء الله : شوفتي إنتي بقيتي في عيني أجمل إزاي .. وبقى وشك منور ما شاء الله إزاي ..
صح يا جماعة ؟؟؟.. وطبعا ًمعروف رأي الجماعة ....

هذه طريقة للملاطفة والمسايرة بطريقة غير مباشرة .. ولكن في المقابل :
مثل هذه الطفلة يُخشى عليها الغرور في المستقبل أو كلما كبرت .. بمعنى :
أن يكون المدح بحساب .. والثناء بحساب .. وأن يُلفت نظرها إلى أنها ((ليست وحدها)) الجميلة ..
بل كل الطيبات والمؤمنات هن في عيوننا غاية في الجمال ....
ثم بعد ذلك - وبالتدريج وبطريقة متداخلة وغير مباشرة أيضا ً- : يتم تعريفها على ((جمال الروح أو القلب)) !
وذلك بمد مَن يفعلون أعمال الخير : ولاسيما للغير ...
ولا مانع من تأليف قصة أطفال تحكى لها عن طفلة جميلة : ولكنها تؤذي الناس مثلا ًوالحيوانات ..
في مقابل طفلة أخرى ليست في نفس الجمال : ولكنها تفعل الخير للناس والحيوانات إلخ ..

والخلاصة : السير معها فيما تحب حتى ننال منها قـُربة من القرآن ومنك كمعلمة أو محفظة :
ثم تحويلها عن مسألة الجمال المادي إلى الجمال المعنوي : وأننا يمكن أن نتعلمه مما نقرأه من القرآن ..

والله الموفق ...

إلى حب الله
11-22-2012, 08:08 PM
24)) أين تضع مواهبك وقدراتك ؟؟؟..

>> هل رأيت المتسابق الذي على اليمين ؟؟.. ذاك صاحب اللباس الأخضر ؟؟..
## أظن أن الآخر ذا اللباس الأسود على اليسار هو أقوى وأسرع منه ...

>> يا رجل ..! هل تمزح ..؟ ألا تنظر للياقة المتسابق الأيمن وعزيمته وإصراره على الفوز ؟؟..
## هل رأيت أنت الأوقات القياسية التي يٌنجزها المتسابق الأيسر في عدوه وجريه ؟؟..

>> الآن بدأت أشك في قوة نظرك !!.. ألا ترى إنجازات المتسابق الأيمن المتلاحقة مع الوقت ؟
## أنت الذي لا تريد أن ترى كمّ المجهود الخرافي الذي بذله ويبذله المتسابق الأيسر لقطع أكبر مسافة !

>> على العموم ... أنا لا أنكر أن المتسابق الأيسر قد بذل ويبذل مجهودا ًبالفعل :
أقل من أو يساوي أو حتى أكثر من المتسابق الأيمن ولكن يا عزيزي ....
ألا ترى أنه يبذل ما يبذله في الطريق الخطأ ؟!!!!..
.
.
.
.
.
.
http://up.ql00p.com/files/vzwn8xshgjt56k07zae6.jpg

إخواني وأخواتي ...
كثير ٌهم الذين يبذلون جهودا ً- قد تكون خرافية في بعض الأحيان - ولكن :
في الطريق الخطأ ...!
في طريق هلاكهم علموا أو جهلوا !!!..

فالعبرة ليست بالقدرات والمواهب والسرعات في تخطي المسافات في الطريق الواحد ولكن :
العبرة هي أن يكون الطريق نفسه هو الطريق الصواب ..!
والذي في نهايته تقبع : سلامة صاحبه ونجاحه :
حتى ولو ضعفت به مواهبه وقدراته عن السير فيه بسرعة !!!..

إذا ً:
لا يغرنك تسارع أهل الباطل بقدراتهم ومواهبهم في الطريق الذي هم فيه !!!..
ولكن :
انظر إلى ما سينتهون في آخره وفيما هم سائرون فيه !!!..

وأرجو أن يكون إيجاز الكلام مغنيا ًعن كثير الشرح والأمثلة ..
فوالله الأمثلة في حياتنا أكثر من أن تعد !!..
فاللهم لا تجعلنا ممَن قلت فيهم :
" الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم : يحسبون أنهم يُحسنون صنعا ً" !!..

يُـتبع إن شاء الله ...

قلب معلق بالله
11-24-2012, 08:50 PM
من أسباب الخطأ
عدم استيعاب فكرة الحياة الدنيا
كثيرا ما نرى حولنا تأفف تكاد تسمعه ..من السائق فيصب غضبه على الراكب
من الوالد على ولده ..من الأم على رضيعها
حتى أننى فى مرة رأيت أم بعينى تلطم طفلتها ذات العشرة أشهر على وجهها بشدة لا يتحملها وجهى أنا الكبيرة !!!..
وترى شبح الانتحار يظلل كثير من العقول
كأنه الهروب الكبير !!..وهم يعلمون أنه بوابة الجحيم!!
فالصبر والتحمل وقبل كل ذلك الاستعانة بالله عزوجل مفتاح
صعود ذلك الجبل الوعر الحياة!! ..
أدركت فى هذا العام تحديدا! شيء كنت غافلة عنه الإبتلاء سنة كونية ماضية إلى يوم القيامة
فليست الحياة جنة مفروشة بلأزهار نعم هناك متع خلقها الله كثيرة تساعد ذاك المخلوق
على تخطى هذا الجبل إلى أن يصل فى نهاية رحلته إلى مبتغاه
فأوصى نفسى وإياكم أخوانى الكرام بالصبر الصبر
ولا ينظر أحدنا إلى ما حُرم منه وينسى ما فى يده من نعم
وأترككم مع هذا المقطع القرآنى الرائع فما أجمل أن ينصت القلب لكلام خالقه

http://www.youtube.com/watch?v=2015Q8ebzCw



معذرة أخانا أبا حب الله على أقتحام موضوعكم

إلى حب الله
11-24-2012, 09:13 PM
بل الشكر موصول لك أختنا الفاضلة على إبراز هذا المعنى الهام عن الصبر ..
والصبر شقيق الإيمان ...
وذلك لأن المؤمن يعرف أن الخير والشر مقدر ٌمن عند الله تعالى .. فيشكر أو يصبر ويحتسب ..
ومن هنا :
فإذا وُجد الإيمان : وُجد معه الصبر .. وإذا زاد زاد .. وإذا نقص نقص .. وإذا اختفى اختفى ..
ولذلك نرى في الملاحدة خصوصا ًوالكفار عموما ًظاهرة الانتحار بكثرة ..
ولا نجدها في المجتمعات الإسلامية إلا في البعيدين عن الدين ...

وشكر آخر موصول لك أن نبهتيني لعمل موضوع يضم مقاطع فيديو لأجمل الأصوات في القرآن ..
جزاك الله خيرا ً...

lightline
11-24-2012, 09:48 PM
شيخنا ابو حب حاولت أن ارسل رسال لك لكن فشلت العملية
أكمل نقاشك مع اللاديني في هذا الموضوع http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?48963
حتى لا يفرح ويقول هرب المسلمين

إلى حب الله
11-24-2012, 10:51 PM
شيخنا ابو حب حاولت أن ارسل رسال لك لكن فشلت العملية
أكمل نقاشك مع اللاديني في هذا الموضوع http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?48963
حتى لا يفرح ويقول هرب المسلمين

في الأول فعلا ًقرأت الكلام الذي أنهى به الزميل مشاركته قائلا ً:


*||*||* الان اريد ان اعتذر من الجميع عن اكمال هذا النقاش .. ومع اني كنت متحمس لمتابعة الا اني لاحظت كيف انه يطول كثيرا وياخذ من وقتي دون داعي .. خاصة انني كنت اود النقاش في امور كثيرة اخرى والتطور ليس واحد منها ..فهو موضوع شائك ويحتاج الى تخصص وهو ليس من تخصصي .. ولم اكن انوي التطرق اليه هنا
ذلك كان ردي باختصار قدر الامكان .. واتمنى ان القاك في مواضيع اخرى

فبسبب الجملة التي لونتها باللون الأحمر :
لم أشأ أن أضيع وقتي أنا الآخر .. فكل ما أفعله مع الزميل تحصيل حاصل وهو :
أنه يلقي بأخطاء كثيرة : وأنا أقوم ببيانها للقاريء !!!!..
ولاسيما وقد صرح أكثر من مرة عن عدم تخصصه : ثم يتحدث بصيغة المتخصص بعدها فيخطيء !!!..

فراسلني منذ أسبوعين أو ثلاثة - لا أذكر - على البريد الخاص يسألني : لماذا لم ترد ؟؟..
فأجبته أنه بسبب كلامه الذي ختم به .. وأما السبب الأكبر فهو الإنشغال ..
ووعدته بأن أرد إن شاء الله حينما أتفرغ ...
ثم انشغلت بعدها ...

وإلى الآن ........... :):

وأنا أحاول ترتيب أولويات ردودي بقدر الإمكان ...

وطالما أنت ذكرتني بأهمية هذا الرد أخي ...
فيمكنني إمساك العصا من المنتصف كما يقولون ...
وهو انتقاء بعض النقاط الجوهرية والأخطاء الرئيسية من كلامه للرد عليها وبيان قلة علمه فيها :
وبذلك يستطيع اقاريء سحب نتيجتها على البقية ...

والله المستعان ...

Almumen
11-25-2012, 12:10 AM
أعانك الله أخي الحبيب "أبو حب الله"