مشاهدة النسخة كاملة : سؤال من فضلكم أريد كتبا فيما يخص توحيد الربوبية
خلف السنة
11-26-2011, 04:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف هي أحوالكم إخوتي في الله
أستفسركم في قضية توحيد الربوبية ....هل هنالك من كتب تخصصت في هذا المجال "كتب للمبتدئين و المتوسطين " في توحيد الربوبية و الدلائل عليه و من فضلكم أريد كتبا للسلف و أيضا كتبا عصرية إختصت في هذا المجال ...
وجزاكم الله خيرا
اخت مسلمة
11-26-2011, 05:42 PM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=231006
أبو عثمان
11-26-2011, 07:43 PM
ارى لو تبدأ بكتاب :
الفيزياء ووجود الخالق , لجعفر شيخ ادريس
كتاب سهل جداً , واذكر اني قد بدأت به في بدايات طلبي للعلم
وهو مميز , وهو موجود ضمن رابط الاخت مسلمة
خلف السنة
11-26-2011, 11:47 PM
المشكلة يا إخوتي أنني أعاني من وسوسة تفرض علي فكرة مرادها التالي..."هذه الكتب تنقد الإلحاد و اللادينيين فنحن ننقدهم و هم كذلك ينقدوننا و فالنقد يظل دائما موجودا ... فإنك إذا نقدتهم في فكرة فهم ينقدون تلك الفكرة و نحن ننقد تلك الفكرة و..و..و.. و هكذا ......" فكيف أزيل هذه الوسوسة ؟؟
وقضية أخرى أنني كلما رأيت برنامجا و ثائقيا أو مقالا في الإنترنت عن الإعجاز العلمي تتبادر إلى ذهني العديد من الأسئلة التي تشكك في صحة ذلك و كأنني لا أثق في التجارب العلمية حول تلك المسألة فأقول في خاطري "ربما واضع هذا الموضوع نقل تلك التجربة و هي ليست موجودة أصلا ..فإن قلت هي موجودة فأين الدليل على ذلك فهو لم يذكر مصدرا و إنما يقول اكتشف العلماء بصيغة الجمع ..."
فأدخل فيب وساوس و أفكار الله المستعان
و أمورا كثيرا مثل هذه الوساوس ..و أعلم أن الكثيرين لهم وساوس و لكني لا أدري لماذا أرى وساوسي غريبة فحتى أذا قمت بنقدها و دحضها تأتيني فكرة أخرى تقهرني و هي ""ورغم ذلك كله يبقى الأمر مجردة فكرة لا أصل لها "
أفيدوني جزاكم الله خيرا
اخت مسلمة
11-27-2011, 02:18 AM
فحتى أذا قمت بنقدها و دحضها تأتيني فكرة أخرى تقهرني و هي ""ورغم ذلك كله يبقى الأمر مجردة فكرة لا أصل لها "
لاتُحاول التركيز معها نقداً ولادحضاً , فقط حاوِل بكُل جُهدك صرف تفكيرك عنها , وتغيير نشاطك الذهني بأي فكرة أو عمل آخر , وأكثر من الذكر والإستعاذة .. فكُلما نقدتها وركزت فيها تفكيرك استحكمت عليك وانتقلت بك إلى أكبر منها ولن ينتهي الأمر , لذا اصرفها فقط واذكر الله كثيراً ولاتُحاول البحث في المسألة التي تُسبب لك هذه الوساوس حتى ترى من نفسك قدرة على صرفها عن تفكيرك حال هجومها وهذا يتطلب تمرينات تُعود نفسك بها على هذا , وحال شعورك باستقرار نفسك ان كان لديك سؤالات لن تُعيدك الى حالك الذي وصفت اطرحها وخذها بيقين بدون ترك المجال لنفسك بتكذيبها , فأي محتوى عقلي إذا تركنا الاستجابة القهرية له وصممنا على ذلك فإن النتيجة تكون هبوطا تدريجيا في حدته حتى يتلاشى , لا أعلم أخي هل لديك أفعال قهرية كذلك كهذه الأفكار ؟؟
أم أن الأمر يقتصر فقط على الأفكار التسلطية ...؟
أميرة الجلباب
11-27-2011, 03:24 PM
كتاب "المنة شرح اعتقاد أهل السنة" للشيخ الفاضل د.ياسر برهامي -حفظه الله- مناسب جدا للمبتدئين.
أبي عبدالله الليبي
11-27-2011, 03:32 PM
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وأسمائه وصفاته وألوهيته وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبعد:
توحيد الربوبية كما ذكر أهل العلم أن الله عز وجل أخبرنا في كتابه أن الكفار الذين بعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم مقرون بأن الله هو الخالق الرازق المدبر وأن ذلك لم يدخلهم في الإسلام والدليل قوله تعالى: ( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقلون الله فقل أفلا تتقون )، فتوحيد الربوبية أقر به العالم إلا بعض الفلاسفة والملحدين.
توحيد الربوبية: هو إفراد الله بالخلق والملك والتدبير.
توحيد الألوهية وهو الذي دعت إليه الرسل وضلت فيه الأمم وهو حقيقة التوحيد: إفراد الله بجميع أنواع العبادة. والأسماء والصفات أيضا ضل فيه كثيرون والله المستعان. فعليك أخي بارك الله فيك بكتب التوحيد مثل:
1- كتاب التوحيد لشيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب، وكتاب القواعد الأربع له أيضا وكتاب الأصول الستة له أيضا وكتاب نواقض الإسلام له أيضا وغيرها من كتب أئمة السلف سأذكرها لاحقا إن شاء الله
خلف السنة
11-27-2011, 08:42 PM
لا أعلم أخي هل لديك أفعال قهرية كذلك كهذه الأفكار ؟؟
أم أن الأمر يقتصر فقط على الأفكار التسلطية ...؟
الحمد لله الأمر مجرد أفكار و ليست سلوكات و لكن هذه الأفكار لا أدري كيف أصفها فهي غريبة و أعلم أنها وساوس... وبما أنناافتتحنا هذا النقاش عندي سؤال ..
ما هي مقاييس الحق و كيف يعرف ؟؟
و لقد قلتم "ان كان لديك سؤالات لن تُعيدك الى حالك الذي وصفت اطرحها وخذها بيقين بدون ترك المجال لنفسك بتكذيبها.." المشكلة أنني لا أبد أن أطرح على نفسي ذلك السؤال فلو أنني أخذت مسألة بيقين إذا كلماجائني أحد بشيء أخذه بقين دون السؤال ..هنا تقع المشكلة
نسأل الله الثبات و الإعانة
اخت مسلمة
11-27-2011, 09:23 PM
بسم الله ..
الأفكار التسلطية اخي تحتاج إلى مُجاهدة لها , وعزم قوي على إقصائها وابعادها عن التفكير , وهذا يحتاج منكَ إلى تغيير نمط تعاملك معها , واستحداث نشاط ذهني يقوم بعملية احلال واستبدال لها بآخر , وفي حالتك أفكارك العقدية هنا نتيجة لحرصك بالتأكيد فالذي يكونُ مفرطًا في اهتمامه بالموضوع الديني يكونُ مرشحًا أكثرَ من غيره للمعاناة من أفكارٍ تسلطيةٍ دينية أو عقائدية , لا أعلم حالك أخي . هل أنت حديث الإلتزام مثلاً ..؟ وهل هذه الأفكار معك منذ فترة طويلة ؟ وهل هي مرتبطة بحادث أو أمر معين ؟ فان كانت الأفكار هي بدايات وسواس قهري , فهذا ينبغي فيه مراجعة الطبيب أخي , وهي تزول بالدواء ان شاء الله , فالفكرة الاقتحامية أو الوسواسية تحشر نفسها في وعي صاحبها رغماً عنه , ويحس بأنها غريبة عليه، لأنها عادة ما تكون مخالفة بشدة لتوجيهات هذا الشخص ومبادئه ومشاعره، أو أنها على الأقل فكرة لا معنى لها، أو لا وجاهة فيها، ويكون رد فعله شيئا من القلق و الضيق وربما القرف فيحاول أن يتخلص منها، ولكنه للأسف يعجز عن ذلك، وكلما قاومها زادت حدة إلحاحها على وعيه، وينطبق الكلام نفسه على الصورة العقلية الوسواسية , في أي أمر كانت مما يقشعر بدنه من فرط ما تزعجه وتؤلم ضميره , ولكنه لا يستطيع الخلاص منها، فعليك تجنب الوحدة والانفراد ، لأن من شأن الوحدة أن تهيج على الإنسان أحاديث النفس , والقيام بنشاطات تجد فيها راحة وتنفيس وترفيه في الحدود المشروعة بالطبع لتبعد عنك التركيز مع هذه الأفكار , وبالطبع الذكر وقراءة القرآن والمحافة على الصلاة في الجماعه , خير معين على تلاشيها وازالتها ان شاءالله , وان فشلت في كل هذا واستمر الأمر معك أو لاقدر الله زاد فهنا لابد من مراجعة الطبيب والأمر سهل يسير ان شاءالله فلا تخشاه والأدوية المطروحة للعلاج في حالة كهذه تأتي بنتيجة سريعة وحاسمة بحول الله وقوته ..
خلف السنة
11-27-2011, 10:40 PM
طبعا فيما يخص حالتيالشخصية فأنا شخص كنت قد إلتزمت السنة التي قبل الفائتة ... و كانت مدة إلتزامي سنة و كان سبب تركي للإلتزام هذه الوساوس العقائدية و يرجع السبب الأول لأول فكرة في قرائتي لمواضيع الملحدين و اللادنيين ..فكانت هذه المواضيع من ترك أول وسوسة لي, فمن تم و الأفكار تنصب علي ..و قد إنتكست لمدة سنة أيضا من وراء ذلك فلاحظت أن تلك الأفكار لم تعد تطاردني فكلما جائتني فكرة قلت في نفسي"وما شأني الأن بذلك فأنا غير ملتزم .." ........و لكن و بفضل الله قررت العودة إلى إلتزامي ..و المشكلة أنني عندما بدأت في إلتزامي بدأت الأفكار مرة أخرى تعود إلى الذهن ...و لكنني هذه المرة عكس المرة الأولى أريد أن أتخلص منها إنشاء الله وبتوفيق من الله .. و هذه الوساوس تأتيني فيما يخص توحيد الربوبية أي في مسألة وجود الله و الغيبيات و الأمور التي تشبه ذلك, فكلما أردت التدبر في الكون و أياته لم أستطع إكمال التدبر و ذلك لما يأتيني من الوساوس التي تفرض علي أفكار تطرح إشكاليات لا أجد لها حل لقلة علمي بمواضيع تلك الإشكاليات, و غالبا ما تكون فلسفة أو قياس أو فكرة تشكك في الأمر كله ..مثلا الوسوسة التالية "ماذا لو كان الأمر كله لا شيئ أي ماذا لو عشنا حياتنا كلها نؤمن أن في أخر المطاف جنة و نعيما و في أخر الأمر عندما نموت لا يكون شيئ أي نموت و حسب ننسى ؟؟"
أو الوسوسة التالية " ماذا لو كانت الجنة مجرد فكرة لننسى معاناتنا في الدنيا , حيث كلما أصابتنا مصيبة قلنا تلك مجرد دنيا و ما بعدها خير , بمعنى أن هذه الفكرة مجرد فكرة طرحها الأوال لما فيها من تهرب لمواجهة الدنيا كما هي..." و أنا أعرف أنها وساوس ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله
و الحمد لله الذي من علي فأقول أمنت بالله ورسله . إلا أن هذه الوساس تلاحق المرئ و لا تنتهي فأرجو أن يشفينا الله جميعا و يلطف بنا و يثبتنا على دينه
خلف السنة
11-29-2011, 06:58 PM
يا السلام عليكم ...
كيف نرد على شبهة أن الأخلاق نسبية ...
و ما الذي جعل الثوابت العقلية شيئا مسلما به و أيضا هل من الممكن أن تتغير هذه الثوابت من عقل إلى أخر أي هل من الممكن أن نرى نحن أن لكل شيئ سبب ..و يرى أحد أخر أن هذا القانون يطبق على أشياء و لا يطبق غلى أشياء أخرى...
أفيدوني جزاكم الله خيرا
اخت مسلمة
11-29-2011, 08:28 PM
وعليك السلام ورحمة الله ....
كيف نرد على شبهة أن الأخلاق نسبية ...
الأخلاق وُجدت على الأرض مع وجود الدين مع أول بشري خلقه الله عزّ وجل وووكله بعمارة الأرض سيدنا آدم عليه السلام , ومن ضمن وسائل الإعمار بالطبع الأخلاق , فلاحياة ولا إعمار بلا أخلاق , ودعوى أنها نسبية هذه دعوى باطلة بُطلانها يُغني عن إبطالها , فالقول بأن ما هو صحيح بالنسبة لي هو ما الأساس الأخلاقي للمجتمع الذي أعيشه أنا، في حين أن ما هو صحيح بالنسبة لك هو ما يعتقد به المجتمع الذي تعيشه أنت , وهذا جوهر النسبية الأخلاقية التي يدّعونها , وهو باطل قطعاً , فمن ناحية تقر النظرية النسبية بأنه لا توجد أخلاق عالمية، ومن ناحية أخرى تقول بأنه يوجد أساس أخلاقي عالمي بأن كل واحد فينا يتبع أخلاقيات المجتمع الذي يعيشه ,, الا يعني ذلك بأنه يوجد قانون أخلاقي عالمي (نسبي) مفاده "كل يتبع أخلاق مجتمعه"؟
الأمر نفسه يثار حينما يقول النسبيون بأن كل واحد يجب أن يحترم أفعال وأخلاق الآخرين، وهو في نفس الوقت لا يعتقد بوجود أخلاق عالمية يعتقد بها العقل,, ففي الوقت الذي لا وجود لعالمية الأخلاق لدى النسبيون، يتبنى النسبيون القاعدة الأخلاقية "على الكل أن يحترم اعتقادات وأخلاق الغير"، وهو إدعاء أخلاقي مجرد عن الزمان والمكان ..!
إن دعوى راسل ومن مال ميله بان الاخلاق نسبية دعوى باطلة، فالبشرية جمعاء اجمعت على اخلاق معينه، ولو فصلنا إنسان عن المجتمع وعاش في انعزال لا يتشرب من أحد تربية ولا عادة فإننا نجده يأنف من بعض الامور ويريد أخرى، والدليل على ذلك الصفات المشتركة بين أسر العصر الحجري واصحاب الكهوف، فجميعهم رغم كونهم في غير إحتكاك ولا اجتماع، إلا انهم يحملون الحب لذويهم، يتعاونون للصيد، وغيرها من الصفات المشتركة، وكذلك عندما ندرس المجتمعات البدائية المعاصرة، نجدهم ينبذون الكذب والقتل المتعمد من غير وجه والطبع السيء وغيرها، ويقبلون بالاخلاق الحميدة ,,فالاخلاق الاصلية مزروعة في الإنسان، وليست نسبية وإلا لأختلف الناس في قبولهم للقتل العشوائي والكذب والزنا بالمحارم والنميمة وغيرها من الاخلاق السيئة، ولكن رغم الاختلاف الشديد في العادات والتقاليد إلا إنهم جميعا متفقين على الاخلاقيات الطيبة ويدعون لها ويقبلونها...!!
ثم ان الدين الإسلامي لا يختلف في القيم مع الاديان الأخرى، فكلها كما اشرنا متفقين على الاخلاق الحميدة , وذلك كونها مصدرها واحد وأصلها هو الإسلام , ولكن العقيدة الاسلامية شرعت تشريعات توافق الاخلاق الحميدة أكثر بعدما ابتعد الناس عنها وتعودوا على خلافها، رغم إن في قرارة قلوبهم يرنون إلى التطهر والتطيب، والدليل على ذلك إنه عندما يستمعون إلى هذه الدعاوي فأنه يقبلها، بشرط ألا يكون عبدا لهواه وانانيته ومصلحته المادية، فلذلك تجد إن أغلب من يلبون هذه الدعاوي هم الفقراء والطبقة المتوسطة، بخلاف الطبقة الارستقراطية التي غاصت في اللذات الدنيوية وعبدتها وهي لا تريد غيرها أن تنال خيرها,, فالنبوة كانت تذكيرا وتحريكا للقلوب... وقال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام : ( إنما بُعثتُ لأُتمم مكارم الأخلاق ) , فالأخلاق وُجدت على الأرض مع وجود الدين والتشريع الإلهي لتفريق الإنسان عن الحيوان ورفعقيمته وكرامته وتكريمه الذي خلقه الله عليه , ومن بجعل الأخلاق نسبية يسقط المثل الاعلى و الخير الأقصى و يعتبر الخير ليس من الضرورات العقلية وهذا ضربٌ من العبث والبُطلان ..!
سلفي مناضل
11-29-2011, 09:34 PM
المشكلة يا إخوتي أنني أعاني من وسوسة تفرض علي فكرة مرادها التالي..."هذه الكتب تنقد الإلحاد و اللادينيين فنحن ننقدهم و هم كذلك ينقدوننا و فالنقد يظل دائما موجودا ... فإنك إذا نقدتهم في فكرة فهم ينقدون تلك الفكرة و نحن ننقد تلك الفكرة و..و..و.. و هكذا ......" فكيف أزيل هذه الوسوسة ؟؟
وقضية أخرى أنني كلما رأيت برنامجا و ثائقيا أو مقالا في الإنترنت عن الإعجاز العلمي تتبادر إلى ذهني العديد من الأسئلة التي تشكك في صحة ذلك و كأنني لا أثق في التجارب العلمية حول تلك المسألة فأقول في خاطري "ربما واضع هذا الموضوع نقل تلك التجربة و هي ليست موجودة أصلا ..فإن قلت هي موجودة فأين الدليل على ذلك فهو لم يذكر مصدرا و إنما يقول اكتشف العلماء بصيغة الجمع ..."
فأدخل فيب وساوس و أفكار الله المستعان
و أمورا كثيرا مثل هذه الوساوس ..و أعلم أن الكثيرين لهم وساوس و لكني لا أدري لماذا أرى وساوسي غريبة فحتى أذا قمت بنقدها و دحضها تأتيني فكرة أخرى تقهرني و هي ""ورغم ذلك كله يبقى الأمر مجردة فكرة لا أصل لها "
أفيدوني جزاكم الله خيرا
اعاني من نفس الحالة ..
الله المستعان !
أميرة الجلباب
11-29-2011, 10:20 PM
يا السلام عليكم ...
كيف نرد على شبهة أن الأخلاق نسبية ..
هذه فقرات للرد على هذه الشبهة؛ كتبتها من قبل:
-----------------
إن الوضع المأساوي في الإلحاد يكمن في أصول الفكر نفسه، ومبادئه التي تتمثل في عدم وجود مرجعية عليا ثابتة للأخلاق والقيم، تتمتع بصفات الشمولية والكمال، مرجعية واضحة المعالم، بارزة الحدود، حدودها مُلزِمة، لا يجوز الاقتراب منها، فضلا عن تعديها أو تجاوزها، مرجعية عامة وأبدية، لا يعتريها نقص أو خلل كما يعتري الإنسان وقوانينه الوضعية، تكفل للبشرية مطامحها المشروعة، وتعترض على شهواتها الجامحة.
يفتقد الإلحاد إلى مرجعية تتبنى منهجا أخلاقيا متكاملا وملزما، ذلك لأن ( أي مذهب أخلاقي جديرٍ بهذا الاسم يستند –في نهاية الأمر- على فكرة الإلزام L’obligation ، فهو القاعدة الأساسية، والمدار والعنصر النووي الذي يدور حوله كل نظام أخلاقي، والذي يؤدي فقده إلى سحق جوهر الحكمة العملية ذاتها؛ وفناء ماهيتها؛ ذلك أنه إذا لم يعد هناك إلزام، فلن تكون هناك مسؤولية، وإذا عدمت المسؤولية؛ تتفشى الفوضى، ويفسد النظام، وتعم الهمجية.. ولا يمكن أن تتصور قاعدة أخلاقية بدون إلزام)(1).
إن المحاذير والمحظورات تستلزم وجودَ حدودٍ صارمة، وتلك الحدودُ لا تتمثل للمرء عيانا إلا في وجود مرجعية عليا مقدسة ملزمة، يتبناها الضمير والعقل الإنساني، يحملها ويعيش بها في كل الظروف والأحوال التي يمر بها، مرجعية راسخة الأركان، لا تتغير حدودُها بتغير اتجاهات رياح الهوى، وارتفاع أمواج الشهوات، هذه الأهواء والشهوات التي إذا أُطلقت عَصَفت بصاحبها، إذ صارت بلا لجام يقودها ولا زمام، وإن واقعَ بني إلحاد أثبت لنا لزاما وتكرارا أن شهواتهم فقط هي "الطوطم" المقدس الذي يصيحون حوله ويتراقصون ويطبلون، يسبحون بحمده ليل نهار ويطوفون!
و لسنا بحاجة لحشد الدلائل والإحصائيات التي تثبت ذلك، مثل معدلات حالات الزواج غير الشرعي، والاغتصاب، والتحرش، والمواليد غير الشرعيين، والشذوذ، وحالات مرضى الإيدز، وغيرها من البلايا والمصائب التي ينضح بها واقع مجتمعاتهم اللادينية ويفوح منها عفنها!
إن الأخلاق لها أسس ومعايير حقيقية، وفق مفاهيم مقتبسة من تلك المرجعية الكاملة، وهي ليست اعتباريةً أو نسبية, أو من الأمور التي تتواضع عليها الأمم، وإن (معظم الجماهير التي لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر لا تستطيع أن تكتسب ضميراً أخلاقياً مُقوماً لسلوكها من منبع آخر، لأنها تسيطر عليها حينئذ أنانياتها وشهواتها، ولا يردعها عن الجنوح خوف، ولا يجذبها إلى الاستقامة طمع، وحينما تخشى من العقاب المادي الإنساني فإنها تستقيم استقامة الحذر من العدو، وترصد الانحراف كراصد الصيد، متى وجد الفرصة متاحةً له انقضَّ على فريسته. قد يقولون: إن النظرات الفلسفية، والعاطفة الإنسانية، والتربية الأخلاقية، وحبَّ الخير وفِعلَ الخير، كفيلةٌ بتربية الضمير الأخلاقي، ولكننا نقول لهم: لئن صلحت هذه الوسائل لتربية ضمير أخلاقي لدى فيلسوفٍ عالي الفطرة، له نظرات تأملية بعيدة عن غمرة الماديات، والمطامع والأهواء والشهوات، فإنها لن تصلح لتربية ضمير أخلاقي لدى أُلوف مؤلَّفة من البشر، لا يتحلَّون بخصائص ذلك الفيلسوف النادر.
ومعلوم أن الضوابط السلوكية لمنح البشرية أفضل مقدار من سعادة الحياة يجب أن تكون قادرة على ضبط الكثرة الكاثرة من الناس إلا من شذ، لا أن تكون للنماذج النادرة فقط، وتترك الأعداد العظمى من غير ضابط )(2).
لذا كان لا بد من (مرجعية مطلقة تكون فوق اختلافات الأفراد، والطوائف والطبقات والشعوب، بحيث لا تحابي أحداً على أحد، وهذه المرجعية هي الله عز وجل، ومَن الذي يمكن أن يتوفر له العلم المحيط بالأوضاع البشرية، ماضيها وحاضرها ومستقبلها، ولا يحابي فى ذات الوقت أحداً على أحد إلا الله سبحانه ؟)(3)، هذه المرجعية التي (تتميز بتلك السلطة الآمرة تجاه الجميع، والتي تنشأ عنها "ضرورة" يستشعرها كل فرد، أن ينفذ نفس الأمر، أياً كانت الحال الراهنة لشعوره، وهي ضرورة تجعل من العصيان أمراً مَقيتا ومستهجنا)(4).
إن (القانون الأخلاقي المطبوع في الإنسان ناقص وغيرُ كافٍ.. وإن الضمير إذا اقتصر على مصادره الفطرية وحدها، وجد نفسه عاجزا في غالب الأحيان عن أن يُقدم في جميع الظروف "قاعدة" ذات طابع عام، تستأثر باعتراف الجميع.. ومن هنا كانت الحاجة إلى الوحي الإلهي وتعاليمه، التي تعمل على حصر الاختلافات بين الناس في أضيق الحدود، خاصة فيما يتعلق بالحكم الأخلاقي.. وهذه التعاليم تخاطب الضمائر من ناحية لتحصل على موافقتها، ومن ناحية أخرى تُبرز "المثل الأعلى" لتدعم به شرعيتها، وهاتان الميزتان شرطٌ مزدوج وضروري لتأسيس مفهوم "القانون الأخلاقي")(5).
(لا مكان للأخلاق بدون عقيدة، والعقيدة هنا تتصل بالأخلاق ذاتها، ومعناها الإيمان بالحقيقة الأخلاقية كحقيقة قائمة بذاتها "تسمو" على الفرد، و"تفرض" نفسها عليه، بغض النظر عن أهوائه ومصالحه ورغباته، غير أن موضوع هذه العقيدة يمكن تصوره بطريقتين مختلفتين: فعلى حين أن الملحد العقلاني يقف نظره عند فكرةٍ جامدة، أو عند مفهوم مجرد، أو عند كيان أخرس لا حياة فيه، نجد أن المؤمن يترجم في ثنايا قلبه الرسالة السماوية لخالقه، ونجده خلف الفكرة يلمح حقيقية حية ومؤثرة، ويشعر أنه مرتبط بها ارتباطاً عضوياً، ويستمد منها على الدوام القوة والنور، ويشعر نحوها بأعمق مشاعر الاحترام ممزوجة بأرق مشاعر الحب، هذه الشعلة العاطفية التي تحرك "إيمانه العقلي"، تغذي في الوقت نفسه "طاقاته الخلاقة"، وهو حين يتوقف أو يسقط لا ييأس من أنه سيعاود الوقوف على قدميه ومتابعة المسيرة، معتمداً على تلك القوة الهائلة التي يستمد منها العون، وبذلك يمكن القول إن الأخلاق لا تجد مكانا أكثر خصوبة، تزدهر فيه من ضمير المؤمن)(9).
إن الفكر المادي الإلحادي لا يعطي للقيم والمثل العليا أية قيمة؛ ما لم تكن ذاتَ منفعةٍ مادية، وتلك النظرة "البراجماتية" أدت إلى ضياع المقاييس والمعايير ضياعا مبينا!.. إذ أن "البراجماتيّ" لا يفكر في المبدأ ليعرف إن كان حقاً أم باطلاً، وإنما يفكر فيه ليعرف إن كان سيستفيد منه أم لا!.. فإن كان ثمّ استفادة منه فهو صحيح عنده، وإن لم يستفد منه فلا قيمة للتفكير فيه أصلاً!
(لقد نسفت هذه "البراجماتزم" فكرة المثل الأعلى، أو فكرة العقيدة أو فكرة الآيديولوجية، عندما لم تعتبرها في التعامل مع الواقع، أي دون أن تكون هناك معايير توجه العقل في حكمه على الواقع وأخذه له، فالشذوذ الجنسي مثلاً لا يُبحث فيه معيار كونه حراماً أو حيوانية، أو انحرافاً خلقياً أو مسخاً للفطرة الإنسانية، وإنما يُبحث فيه النتائج التي تعود على الإنسان من قبوله والتعامل معه، فإن كانت هذه النتائج إيجابية وتحقق فائدة يؤخذ ولو عارض جميع الأعراف.
إن فقدان "البراجماتزم" لفكرة المثل الأعلى أو لما يسمى الآيديولوجية المسبقة، أدى إلى ضياع المقاييس والمعايير، فعندما يصبح المعيار هو الفائدة، في الوقت الذي لا يوجد فيه معيار للفائدة أصلاً، فإن الإنسان ينحدر في التفكير حتى يصل به الحال إلى عدم القدرة على التمييز بين الحق والباطل، والصدق والكذب، والأخلاق الفاضلة والأخلاق الفاسدة)(10).
-----------------
1- "دستور الأخلاق في القرآن"، رسالة دكتوراة، د.محمد عبد الله درّاز، ص21، بتصرف.
2- "صراع مع الملاحدة حتى العظم"، د.عبد الرحمن حسن حبنّكة الميداني:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=5210
3- "المرأة والدين والأخلاق بين نوال السعداوى وهبة رؤوف"، مقال د. إبراهيم عوض، بتصرف:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3618
4- "دستور الأخلاق في القرآن"، رسالة دكتوراة، د. محمد عبد الله درّاز، ص22، بتصرف.
5- من مقدمة "دستور الأخلاق في القرآن"، أ. د.السيد محمد بدوي، " ص (ي ب- ي ج)، بتصرف.
9- من مقدمة "دستور الأخلاق في القرآن"، أ. د.السيد محمد بدوي، " صـ (ي د)، بتصرف.
10- "البراجماتزم.. تحليل وتعليق"، مقال بقلم: أبو الحارث التميمي:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4044
Powered by vBulletin™ Version 4.2.1 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, ENGAGS © 2010