المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وهم الديمقراطية



هشام مصطفي الزيني
11-27-2011, 01:32 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا مقال يوضح حقيقة الديمقراطية و يعقد مقارنة بينها و بين ديننا الحنيف و يبين أيضاً لماذا الغرب متقدم عنا . و هذه المقالة و إن كانت موجهة إلي أهل مصر فإن فيها ما يفيد أي دولة أخري تمر بنفس الظروف، عسي الله أن ينفع بها من يقرأها.

وهم الديمقراطية

د. هشام مصطفي الزيني

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا الله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده و رسوله أدي الأمانة و بلغ الرسالة و نصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في الله حق جهاده فصلي الله عليه و علي آله و صحبه وسلم تسليما كثيرا و علي التابعين و من إتبعهم بإحسان الي يوم الدين

أما بعد

فيكثر الحديث في هذه الأيام عن شكل نظام الحكم القادم في مصر, ومع اختلاف الأراء الا أن الأغلبية تجمع علي أنه يجب أن يكون ديمقراطيا بشكل ما ، سواء أكان النظام اسلامي أم غير ذلك ، و نحن لا ننتقد هذا التوجه فبعد ألف عام من ملك عضوض حكم الأمة الاسلامية كلها و بعد الستون عاما الأخيرة في تاريخ مصر وما شابها من ديكتاتورية و امتهان لادمية المواطن المصري فليس من المستغرب أن تتوجه الأنظار الي العالم حولنا لنري ما سبب تقدمهم و رقيهم و نحاول أن نقتدي بهم أو نقتبس منهم علنا نلحق بهم و ننعم مثلهم. و أعتقد أنه ليس من المبالغة أن أقول أن معظم الشعب المصري يكاد يوقن أن الديمقراطية هي سبب تقدم الغرب و سبب الإزدهار و الرفاهية التي ينعمون بها.
و أنا لا أبرئ نفسي من هذا الاحساس فقد هاجرت من مصر منذ ثلاثه عشر عاما بحثا عن هذه الديمقراطية و لكن الله سبحانه و تعالي يأمرنا بأن نتدبر في الأمور و لا نأخذها علي علاتها حتي نتعرف علي الحقيقة و نتبعها و الآيات في القرآن علي ذلك كثيرة.
و هذه المقالة هي محاولة لالقاء الضوء علي الديمقراطية وهل هي الحل الأمثل والطريق الأوحد أم هي وهم كبير نجري وراءه

قبل أن أبدأ أحب أن أبين بعض النقاط التي أرجو أن يضعها القارئ الكريم في اعتباره و هو يقرأ هذا المقال

أولا هذا المقال ليس لنصرة فريق علي فريق أو لوسم فريق بالكفر دون فريق انما هو مقال توضيحي يسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية دون تلوين أو تزيين
ثانيا في يقيني و اعتقادي أن كل من خرج في هذه الثورة المباركة انما خرج بنية صادقة للتخلص من كابوس الظلم والاضطهاد و حتي الخلاف الجاري اليوم حول النظام الأمثل فهو ينبع أيضا من نية صادقة لتحقيق الرفاهية و الازدهار لهذه الأمة كل من وجهة نظره.فلا مجال هنا للتعادي و تبادل الاتهامات بل كما يقول القران الكريم" تعالوا الي كلمة سواء بيننا و بينكم" و علي من يعلم أن ينصح لمن لا يعلم.
ثالثا هذا المقال هو نصيحة مخلصة و دعوة صادقة لهذه الأمة لتتدبر في الأمور و تهتدي الي الطريق السوي باذن الله
رابعاً: لقد راعيت التبسيط الشديد في تفسير الديمقراطية و النظام الديمقراطي حتي لا أثقل علي القارئ و علي من يريد التبحر أن يبحث و يقرأ بنفسه.

لكي يكون هذا البحث موضوعي فهو يتكون من ثلاثة أجزاء
الأول هو تعريف الديمقراطية لكي نعرف عن ماذا نتحدث
الثاني هو تعريف النظام الديمقراطي فهذا سبب اللبس الحادث اليوم
الثالث هو بيان هل الديمقراطية هي سبب ازدهار الغرب أم هناك سبب اخر

نبدأ بتعريف الديمقراطية و الله المستعان فنقول
الديمقراطية حرفيا هي لفظ يوناني قديم مكون من كلمتين ديموس أي الشعب و كراتوس اي حكم وهي تعني حكم الشعب لنفسه و حيث أن ذلك مستحيل عمليا فان كل جماعة ذات أراء و سياسات معينة تختار مندوبين عنها يمثلونها ثم تجري انتخابات و الفائز بالأغلبية يطبق هذه السياسات
هذه بالتبسيط الشديد هي الديمقراطية
و هي في هذا لا تشترط أن يكون رأي الأغلبية هو الحق ولكن ما تقرة الأغلبية هو ما يكون و بمعني اخر فالديمقراطية هي ديكتاتورية الأغلبية و من الطريف أن الأمثلة موجودة في القران الكريم في قصة آل لوط وفي قصة آل شعيب فهذان عبدان صالحان علي الحق و قومهما علي الباطل و انظر الي قوم شعيب حين يقولون " قالوا ياشعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد ءاباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء انك لأنت الحليم الرشيد" طلب الحرية المطلقة دون التقيد بأي سلطان و ما أشبه البارحة باليوم.
ومن الجدير بالذكر هنا أيضا أن الديمقراطية لا تعترف بسلطان الله سبحانه و تعالي علي شئون الشعب فاذا قالت الأغلبية أن الزنا مباح فهو مباح و أن قالت أن الربا مباح فهو مباح و أن قالت أن الخمر مباح فهو مباح و أن قالت أن المثلية الجنسية مثل اللواط و السحاق مباحة فهي مباحة وهذا حادث بالفعل في الدول الغربية كلها التي تعمل بالديمقراطية.
ومن هذا المنطلق يتبين أن الديمقراطية تدخل تحت مسمي الكفر بئايات الله، فأوامره و نواهيه سبحانه و تعالي من أياته، و الديمقراطية لا تعترف بسلطانه تعالي عليها من تحليل الحلال و تحريم الحرام أو أي من شرائع الله التي أمر بها. و هي في هذا لا تعني الكفر بالله باللزوم .
و نقف هنا وقفة بسيطة لنوضح معني كلمة الكفر:
الكفر لغويا تعني " جحود الشئ و نكرانه" أو"تغطية الشيئ" أي لا نعترف به. و قد قام علماء الدين بتعريفه و تصنيفه و لكن سنتبع هنا تصنيف مبسط يخدم هذا المقال فنقول
الكفر ثلاثة أنواع:
كفر بوجود الله , كفر بوحدانية الله , و كفر بئايات الله .
فمن لا يعترف بسلطان الله تعالي علي شئونه و أن له أن يحكم بما شاء فقد كفر بئايات الله .
و من هذا يتبين أن
من يؤمن بالديمقراطية إيماناً حقيقياً لا يؤمن بسلطان الله سبحانه و تعالي علية من تحليل الحلال و تحريم الحرام أو بمعني اخر يكفر بايات الله لا نقول يكفر بالله بل باياته, و هذا ليس قولي حاشا لله بل قول الله تعالي حين يقول " و من لم يحكم بما أنزل الله فأولاءك هم الكافرون" و قال " و من لم يحكم بما أنزل الله فأولاءك هم الظالمون" و قال تعالي أيضا" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولاءك هم الفاسقون".

وقد يقول قائل أن الشعب يستطيع أن يختار الإسلام و الرد: إذا كان الشعب يستطيع أن يختار الإسلام فهو يستطيع أن يرفضه إذا فقد جحد سلطان الله عليه .
و قد يقول قائل إن الله أعطانا حرية الإختيار و الرد: نعم أعطاك حرية الإختيار لكن متي إخترت الإسلام فلا تستطيع أن تأخذ و تترك ما شئت من الدين فمعني كلمة إسلام هو التسليم لله و أوامره ، ومتي أخترت الإسلام دينا فإتباع الشريعة أصبح فرضا عليك هذا إذا كنت مسلماً حقاً.
يقول تعالي" إن الله إشتري من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة" أي أسلمت نفسك(أي أمرك كله) و مالك لله في مقابل الجنة و يقول تعالي" قل إن صلاتي و نسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" أي أمري كله لله أفعل ما أمرني به ، و يقول تعالي" قل إن كان أباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال إقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله و رسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتي يأتي الله بأمره "

و الله تعالي أمرنا أن نحكم بما أنزل فهو يقول لنبيه (صلعم)" فاحكم بينهم بما أنزل الله" و قال " و أن احكم بينهم بما أنزل الله و لا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله اليك".

و يبين لنا سبحانه أنه ليس لنا أن نحكم بما نريد و نختار فيما أمر الله به أو نهي عنه فيقول" و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله و تعالي عما يشركون".

و أنظروا ماذا قال الله تعالي فيمن يعمل مثل أصحاب الجنة ( الحديقة) حين أرادوا أن لا يطبقوا شرع الله ولا يخرجوا حق المسكين منها في سورة ”القلم" بعد أن عاقبهم بإرسال جنود أكلت المحصول يقول تعالي " أفنجعل المسلمين كالمجرمين" "مالكم كيف تحكمون"فوصف من يحكم بهواه بالمجرمين
ثم يقول تعالي " أم لكم كتاب فيه تدرسون أن لكم فيه لما تخيرون أم لكم أيمان علينا بالغة الي يوم القيامة أن لكم لما تحكمون" " سلهم أيهم بذلك زعيم"
تفكروا و تدبروا يا عباد الله ,ألكم كتاب من الله أنكم تختارون ما تشاءون أم لكم عهد من الله أن لكم ما تحكمون؟فالله تعالي لم يعطنا هذا الحق بل الحكم و الإختيار لله وحده.

و قد حذر الله سبحانه و تعالي هؤلاء من مغبة أعمالهم فيقول" قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا " "أولائك الذين كفروا بئايات ربهم و لقائة فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا" "ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا و اتخذوا ءاياتي و رسلي هزوا"
فهؤلاء لم يكفروا بالله بل بالايات و هم في هذا يهزأوا بالله و رسله حين يظنون أنهم يستطيعون أن يحكموا بما يشاءون أو يجيئوا بأفضل مما أنزل الله تعالي , و قد قال ابن كثير في هذه الاية"هذه الآية الكريمة عامة في كل من عبد الله على غير طريقة مرضية يحسب أنه مصيب فيها، وأن عمله مقبول، وهو مخطئ، وعمله مردود".و من مظاهر عبادة الله علي طريقة مرضية أن نخضع لمشيئته و نؤمن بسلطانه علينا و نعمل بما أمر به و ننتهي عما نهي عنه.
فانظر الي المخلوق يقول لخالقه تعالي " أنا أؤمن بك يا رب و لكن عفوا لن أطبق شرعك فهناك نظام أحسن أو نظام مكمل اسمه الديمقراطية "
ومن المعلوم أن الدين الاسلامي لا ينهي عن أخذ ما يصلح أمور المسلمين من أي نظام أو منهاج اخر ( دون تعديل في أصل الشريعة) وما قول النبي(صلعم) في حزب الفضول بخافي عليكم انما ينهي عن اتباع منهج اخر غير الاسلام و شريعته

وهنا يجب أن نعلم أن الديمقراطية هي دين يتبع مثلها مثل الاشتراكية و القومية, فكلمة دين لغويا تعني منهاج أو نظام نعيش علي نهجه. و الأدله علي هذا تأتي من القران الكريم في سورة الكافرون" لكم دينكم و لي دين" فما هو دين الكافرون ؟ ما هو الا دين وضعي أي موضوع . و قد يقول قائل هذه عبادات فنقول أنظر سورة يوسف حين يقول تعالي" كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك الا أن يشاء الله" فما هو دين الملك و يوسف هو نبي ابن نبي ابن نبي ؟ انما دين الملك هو نظامه .
و نحن نعلم أن الله تعالي يقول "إن الدين عند الله الإسلام" و يقول تعالي " و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الأخرة من الخاسرين". و يلزم هنا التذكير بأن الاسلام ليس شعائر و طقوس تؤدي انما هو طريقة حياة كاملة متكاملة ( أي دين) كما بينا في تفسير معني كلمة "دين" فالله تعالي يقول"اليوم أكملت لكم دينكم" و يقول تعالي" ما فرطنا في الكتاب من شيئ" و لكن العيب في فهمنا و تطبيقنا للاسلام.


مما سبق يتبين لنا استحالة وجود ما يسمي " بالاسلام الديمقراطي" أو" الديمقراطية الاسلامية" لغوياً و ذلك لتعارض معني الاثنين فالانسان اذا اعترف بسلطان الله عليه فقد كفر بالديمقراطية (أي سلطان الشعب) و اذا أنكر سلطان الله عليه فقد كفر بئايات الله تعالي و لا سبيل هنا لمزج الاثنين دون جحد إحداهما مهما تفلسف المتفلسفون أو تفيقه المتفيقهون .



نتحدث الأن عن الجزء الثاني ألا وهو النظام الديمقراطي

شرحنا في الجزء الأول معني الديمقراطية وهي فكرة ليست جذابة و لا هي سهلة الابتلاع لكثير من الناس خاصة المتدينين الذين يؤمنون بالله ( من أي دين) و لذلك نجد أن الديمقراطية بالرغم من أنها وجدت منذ زمن الاغريق الا أنها لم تنتشر الا في منتصف القرن الثامن عشر تقريبا و ذلك لأسباب عدة لسنا في صدد شرحها بالتفصيل فهذا ليس موضوعنا و لكن من أهم الأسباب ما ارتكبته الكنيسة الغربية من انتهاكات صارخة و قهر شديد للأفراد ممثلا في محاكم التفتيش و صكوك الغفران بالاضافة الي التائييد المطلق للملوك و أنهم "ظل الله في الأرض" و الجمود و محاربة التقدم العلمي مما دعا الشعوب للنفور من الكنيسة و البعد عن الدين المسيحي و البحث عن نظام بديل ينقذهم من القهر. أما في الدول الاسلامية فانتشار الديمقراطية تأخر بسبب عوامل عده من أظهرها تدين الأمة (مسلمين و مسيحيين).

و من الملحوظ أن الدعوة للديمقراطية تنتشر و تقوي حين يضعف الفهم الديني و يكاد ينعدم التطبيق الصحيح للدين.

و علي الرغم من الاسباب السابقة فالديمقراطية لم تكن لتنتشر لولا وجود بعض "محليات الطعم" التي تسيغ بلعها.
فأنت حين تسأل أي شخص "ما هي الديمقراطية؟" ستجد اجابات عديدة ( ليس منها التعريف الصحيح للديمقراطية) و لكن هناك قاسم مشترك و هو كلمة الحرية . هناك من سيقول حرية الرأي أو احترام الرأي الأخر أو كرامة المواطن أو حرية التعبير أو حتي الرفاهية و التقدم .
فالملحوظ هنا هو هذا الايحاء بأن الديمقراطية هي الحرية و الكرامة و الازدهار كأنها الطريق الأمثل و الأوحد و هذا هو مثار اللبس عند الناس.
و الدارس للديمقراطية يلاحظ أن هناك حوالي ثلاثة و عشرون نوع من الديمقراطية فهم يحاولون تلبيسها لأي نوع من أنواع الحكم فمن الديمقراطية الليبرالية ( السائدة في الغرب) للديمقراطية الإشتراكية و حتي الديمقراطية الدينية و هلم جرا، أي شيئ ليبعدك عن قول أن الدين ( أي دين سماوي)أفضل من الديمقراطية و للإيحاء بأنها الطريق الأمثل و الأوحد و أنها يمكن أن تطبق مع أي نظام.

و يجب أن ننوه هنا بأن الديمقراطية لها توأمان هما الليبرالية و العلمانية فهذان هما"العسل" الذي يسهل بلع الديمقراطية و الثلاثة يكونون النظام الديمقراطي الغربي, فحين يبيحون الزنا و تعترض يقال لك أنت حر لا تزني و لكن احترم الأغلبية و احترم الرأي الأخر (الليبرالية), و اذا أردت أن تقول حكم الدين يقال لك دينك في بيتك و أنت حر فيه و لكن لا حكم للدين علينا بل ما تقوله الأغلبية(العلمانية).

هنا يجب أن نقف و نناقش نقطتين مهمتين :

أولاهما: من الذي قال أن الديمقراطية هي الحرية و الاحترام و الكرامة و العدالة و الرفاهية و الازدهار و أن الاسلام ليس كذلك بل و أفضل (و لكن العيب في فهمنا و تطبيقنا للاسلام).
ثانيهما: ما الفرق بين حرية الاسلام و حرية الديمقراطية و الليبرالية و العلمانية ؟

نبدأ بالأولي فنقول بسم الله الرحمن الرحيم

حين ننظر عن قرب الي النظام الديمقراطي و الاسلام نري الأتي:

1- أن الديمقراطية تقوم علي مبدأ" الشوري" و هو مبدأ مكفول في الاسلام " فاعف عنهم و استغفر لهم و شاورهم في الأمر" و " و أمرهم شوري بينهم".
2- أن الليبرالية أي" الحرية في الاختيار" مكفولة في الاسلام " انا عرضنا الأمانة علي السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا". و الأمانة هنا هي حرية الإختيار و لذلك الإنسان مسئول عن عمله أمام الله تعالي يوم القيامة منهم من يدخل الجنة و منهم من يدخل النار و ذلك لا يكون الا إذا كان هناك حرية إختيار.
3- أن العلمانية تقوم علي مبدأ" حرية الدين أو الإعتقاد" و هذا أيضا مكفول في الاسلام " لا اكراه في الدين" " لست عليهم بمسيطر" " انما أنت نذير" .

فالاسلام أمرنا بالشوري و أتاح لنا حرية الاختيار( تريد أن تزني و تشرب الخمر... افعل, تريد ان تتعامل بالربا... تعامل ), و أتاح لنا حرية الدين أيضا( تريد أ ن تكون مسلما أو مسيحي أو يهودي أو لا ديني... أنت حر).

اذا فما الفرق بين الاسلام و النظام الديمقراطي و ما الفرق بين الحرية في كل منهما

أولا:

- النظام الديمقراطي يجعل السلطة و القرار في يد ممثلي الأغلبية ( و الأوقع أن نقول أغلبية من يدلون بأصواتهم ، فغالبية الشعب عادة لا يدلون بأصواتهم حسب الإحصاءات الغربية) و هم بشر ( يخطئون و يصيبون ) يضعون الأطر و الضوابط للنظام و يحددون الصواب من الخطأ و الحلال من الحرام حسب ما يرون، و هم في هذا يخطئون أكثر مما يصيبون و لذلك وصف الله الانسان حين حمل الأمانة بأنه " ظلوما جهولا"

- الاسلام يؤمن و يسلم أن الله تعالي له السلطان التام علينا( حيث أنه الخالق) يحدد لنا الاطار العام من حلال و حرام و صواب و خطأ و ما دون ذلك فشوري بيننا في حدود هذا الاطار .

فمن أحق أن يتبع من خلق أم مخلوق مثلك ؟ يقول تعالي "قل الله يهدي الي الحق . أفمن يهدي الي الحق أحق أن يتبع أمن لا يهـِدٌي الا أن يُهدى فمالكم كيف تحكمون " و يقول تعالي " ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير". و يقول " فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم و أنتم لا تعلمون"

أنجادل الخالق سبحانه و تعالي في شريعته ، يقول تعالي" إنما كان قول المؤمنون إذا دعوا إلي الله و رسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا و أطعنا و أولاءك هم المفلحون". أنظروا يقول "سمعنا" لم يقل فهمنا أو إقتنعنا بل سمعنا لأن قوله تعالي هو الحق و إن لم نفهم أو نقتنع.
يقول تعالي "و ما قدروا الله حق قدره و الأرض جميعا قبضته يوم القيامة و السموات مطويات بيمينه سبحانه و تعالي عما يشركون".



ثانيا:

- النظام الديمقراطي أباح الحرية الشخصية التامة و سمح لك بأن تعلن بذلك بل و تروج لة جهارا نهارا من زنا و ربا و خمر و دين و ما تتخيل و وضع لذلك ضوابط تحمي حرية الأخرين ( من وجهة نظرهم)و هي تؤدي الي تفكك و تحلل المجتمع كما هو حادث فعلا الأن و الحديث عن المساوئ الأخلاقية و الاقتصادية للديمقراطية تحتاج لأكثر من مقال و لكن ليس هذا مجالنا الأن.

- الاسلام أعطاك نفس الحرية انما منعك من أن تعلن بها أو تروج لها . لماذا لأن الله تعالي لا يريد أن ينتشر الفساد في الأرض فهناك نفوس ضعيفة و عقول ضعيفة و هناك عواقب وخيمة يقول تعالي" و الله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما" و يقول تعالي " يريد الله أن يخفف عنكم و خلق الانسان ضعيفا" و يقول أيضا " ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب أليمٌ في الدنيا و الأخرة و الله يعلم و أنتم لا تعلمون". أفهمتم.... الله يعلم و أنتم لا تعلمون

فانظر و قارن أيهم أطهر و أحكم تريد أن تخطئ إفعل و لكن لا تؤذي غيرك و لا تعلن عنها أو تروج لها فان فعلت يقام عليك الحد سواء حد الفعل أو التعذير( لا تبلي غيرك) و النبي (صلعم) يقول " كل أمتي معافي الا المجاهرون"من هؤلاء " من يفعلون المعصية ليلا و الله يسترهم ثم يصبحون فيقصون ما فعلوا"فما بالك بمن يفعل جهارا نهارا بل و يروج لها أين تظن أنهم يذهبون؟" أليس في جهنم مثوي لهم"و ما العاقبة علي المجتمع ان سمح لهم بنشرها.
فالمعصية حدثت وستحدث في كل الأوقات( حتي في زمن النبي صلعم حدثت) فهناك عدو لنا أقسم بعزة الله أنه سيحتنك ذرية آدم إلا قليلا من المؤمنين و الله تعالي أخبر بأنه سيملأ جهنم من إبليس و ممن إتبعه ( إعاذكم الله و إياي من جهنم) و الله تعالي أعلم بنا و بضعفنا لذلك نهي عن فعل المعصية و إن فعلتها فقد نهي عن الجهر بها أو الترويج لها و توعد من يفعل ذلك. فمن أحق أن يتبع الله تعالي أم أهل الليبرالية؟

و كذلك في الدين اعتنق أي دين شئت و لكن لا تروج له و لا تنشره فالله تعالي لا يريد نشر الباطل, أنت آمن في دينك و عبادتك و لن يكرههك أحد علي اعتناق الإسلام و لكن لا تضل غيرك فالإسلام هو الدين الحق و هو الدين الذي ُينشر بين الناس فنحن نعلم أن كل رسالة يأتي بها نبي تجب ( أي تلغي) شريعة الرسالات السابقة لها و تبقي الرسالات كلها واحدة " لا الله إلا الله وحده لا شريك له و لا نعبد إلا إياه"و حيث أن الإسلام هو خاتم الرسالات فقد جبت جميع الشرائع التي قبله و بطلت و لا تنشر( هذا إذا سلمت من التحريف) بل إن حدث أن أحد الأنبياء كان علي قيد الحياة و جاء نبي بعده فإن هذا النبي لا يسعه إلا أن يؤمن بهذا النبي الجديد و ينصره و يعمل بالشريعة التي أتي بها و اقرأوا إن شئتم قول الله تعالي" و إذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب و حكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به و لتنصرنه قال ءأقررتم علي ذلكم و أخذتم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا و أنا معكم من الشاهدين".
هذا ما أمر به الله " إن الدين عند الله الاسلام" و هذا ما عاهد عليه النبي (صلعم) أهل الكتاب من اليهود و النصاري و هذا ما فعل الخلفاء من بعده و هذا ما عاهد عليه عمرو بن العاص (رضي الله عنه) النصاري في مصر و هو العهد الذي كسره عدو الله الا مبارك لإرضاء أسياده و البقاء علي الكرسي .
فمن أحق أن يتبع الله أم أهل العلمانية؟
يقول الله تعالي" يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان و من يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء و المنكر و لولا فضل الله عليكم و رحمته ما زكي منكم من أحد أبدا و لكن الله يزكي من يشاء و الله سميع عليم". فتدبروا و اعتبروا يا أولي الألباب.

مما سبق يتبين أن الإسلام يشتمل علي كل عناصر النظام الديمقراطي مع أفضلية أن التشريع يأتي من الله سبحانه و تعالي فهو أعدل و أحكم و أطهر.
و لكن المؤسف أن تجد الجميع في مصرنا يتسابقون لإستعمال كلمة الديمقراطية حتي في الإسلام. فنجد الأحزاب الإسلامية تقول أنها ستطبق الأمور بطريقة ديمقراطية؟؟؟؟؟؟
ماذا ينقص في ديننا لنكمله بالديمقراطية ؟ و ديننا كامل بقول الله تعالي " اليوم أكملت لكم دينكم" و يقول " ورضيت لكم الإسلام دينا" أيرتضي لنا دينا ينقصه شيئ؟
لماذا لا نقول سنطبق الأمور بطريقة إسلامية ؟ كيف ندعوا لديننا و نروج له بأنه الدين الكامل و نحن سنكمله بالديمقراطية ؟؟؟؟ أجهل هذا بالإسلام ؟ تلك مصيبة إذا كان من سيقودوننا جهلة أما إن كانوا يعلمون فالمصيبة أعظم فقد دخلنا في نطاق النفاق ، أيقولون هذا لطمأنة الغرب " أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين" أين ذهب عقلكم و علمكم يا أولي الألباب و يا أولي العلم؟؟؟؟؟؟
أن الحرية و الكرامة و العدل و الإحترام و إحترام الرأي الأخر و التسامح و الإحسان و الأمانةو النظام و الحسني كلها من أصل الإسلام و الأديان السماوية كلها لا الديمقراطية.
كيف نقول أننا أتباع محمد (صلعم) و أننا أهل الإسلام و حملة نور الدعوة و النبوة إلي يوم الدين و أن ديننا هو الدين الكامل ثم نكمله بالديمقراطية ؟؟؟؟؟أي تناقض هذا و أي منطق هذا.
لماذا لا نري العالم كله ما هو الإسلام الحق القائم علي العدل و الحرية( و تشمل حرية الرأي) و الشوري و التسامح والإحترام و إحترام الرأي الأخر و النظام و الأمانة والنزاهة و النظافة و الرحمة ، لماذا لا نريهم أن ديننا يشمل كل محاسن نظامهم و يخلوا من كل عيوب نظامهم ، لماذا لا نريهم أن ديننا هو الدين الكامل الذي أنزله الله تعالي للناس ليخرجهم من الظلمات إلي النور " ذلك الدين القيم و لكن أكثر الناس لا يعلمون" .
ماذا ينقص في الأسلام بالله عليكم؟ نحن من لا نطبقه و لا نعمل به حق العمل، لماذا لا نعود إليه و نذهب إلي الديمقراطية؟؟؟؟



ننتقل الأن الي النقطة الأخيرة: هل الديمقراطية هي سبب ازدهار الغرب


تحدثنا عن معني كلمة الديمقراطية و بينا تعارض معناها مع معني الإسلام و إستحالة الجمع بينهما في نظام واحد ثم تحدثنا عن النظام الديمقراطي و عقدت مقارنة سريعة بينه و بين الإسلام و بينت أن الإسلام يحتوي علي كل مقومات النظام الديمقراطي وبينت أنه في النظام الأول البشر هم من يحددون الإطار العام وفي الثاني (الإسلام) فإن الله تعالي هو من يحدد لنا الإطار العام و وضعت بعض الآيات الموضحة كما بينت بعض من عيوب النظام الديمقراطي كي يستطيع القارئ أن يبحث بعمق أكثر إن شاء و أن يتبين أيهما أفضل و بينت بأن الإسلام أفضل من كل الوجوه
و هنا لابد من أن يقفز سؤال ملح : اذا كان ما تقول صحيح اذن لماذا الغرب متقدم هذا التقدم و نحن متخلفون هذا التخلف ؟

الاجابة تكمن في آية صغيرة من سورة " آل عمران"

هذه الاية تشتمل علي فلسفة الدين الإسلامي كلة و حكمته و تجيب علي السؤال السابق

الآية هي: " ُكنتم خير أمةٍ أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله".
و نحن نعلم أننا حاليا لسنا خير أمة بل نحن في الحضيض من الأمم في كل المجالات و لكن لنتدبر في هذه الآية
و المتدبر في هذه الآية يري الأتي:
- أن هذه الآية عامة في أمة محمد (صلعم) و ليست خاصة بجيل دون جيل
- أن هذه الاية مشروطة بثلاثة شروط إذا ُحققت نكون خير أمة و الله تعالي لا ُُيخلف وعده بل نحن من يخلف فالله تعالي يقول" وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات ليحيينهم حياة طيبة و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم".
- أن هذه الآية تبين أن الإسلام دين عمل و عبادة بل ذكر العمل قبل العبادة ليبين أهميته و ليبين أن العبادة بدون عمل ليست كافية
فلنطبق هذه الآية علينا و علي الغرب لنري هل تفسر لنا ما يحدث الأن أم لا


أولاً: الإيمان

-هل الغرب مؤمن؟

الإجابة تبدو واضحة فبالرغم من أن معظم دساتير الدول الغربية تنص علي إنها مسيحية إلا أنها فعليا لا تعترف بسلطان الله علي شئونها، ذلك فضلاً عن أن الدين المسيحي محرّف أصلاً، إذاً هم ليسوا مؤمنين

-هل نحن في الدول الإسلامية مؤمنون ؟

أظن أن الإجابة إتضحت حين قلت "الدول الإسلامية"، فالله لم يأمرنا بأن نكون " دول" بل أمة واحدة فهو تعالي يقول" كنتم خير أمة" و لم يقل "أمم" فلو آمنا حق الإيمان لما تفرقنا .
ليس هذا فقط فالله تعالي يقول " فلا و ربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت و يسلموا تسليما " فبماذا كان يحكم النبي (صلعم) ؟؟ بشرع الله.......و هل نحن نحكم بشرع الله ؟ إذاً إنتفت عنا صفة الإيمان
فالله تعالي يقول" إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله و لا تكن للخائنين خصيما" و يقول تعالي " ثم جعلناك علي شريعة من الأمر فاتبعها و لا تتبع أهواء الذين لا يعلمون". ثم يحدًث تعالي " المؤمنون" فيقول "يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلي الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الأخر ذلك خيرٌ و أحسن تأويلا" .
إذا فنحن لسنا مؤمنين بل مسلمين فقط

و أحب أن أوضح هنا أمرين
- أن هناك فرق بين المؤمن و المسلم فكل مؤمن مسلم و ليس كل مسلم بمؤمن
- أنا هنا أتحدث عن المجتمع لا عن الأفراد فهناك بيننا المؤمنون و لكنهم قلة قليلة للأسف الشديد
و أحب أن أوضح أيضا أن المؤمن الحق هو من حفظ دينة و تفهمه و عمل به و ليس من حفظ بدون فهم و عمل بجهل.

مما سبق يتبين أننا لسنا بأحسن حالا من الغرب فهم غير مؤمنون و لا نحن كذلك فنحن مسلمون فقط بل وزرنا أعظم لأننا نعلم الحق و لا نتبعه.



ثانياً:النهي عن المنكر

- هل الغرب ينهي عن المنكر ؟

أيضاً الإجابة واضحة فإنهم يبيحون الربا و الزنا و الخمر و المثلية الجنسية و يروجون لها و يقننون بعض أنواع الإحتيال مثل شركات التأمين و بعض المعاملات الأخري .

- هل نحن المسلمون ننهي عن المنكر ؟

للأسف لا فماذا عن الغش و الخداع و الكذب و الإحتيال و البلطجة و السرقة و النصب و قلة الأدب مع الغير و مع الكبير و مع المريض و ماذا عن امتهان الإخرين و السخرية و الإستهزاء منهم و عدم إحترام الغير و عدم إحترام حقوق الإخرين و ماذا عن حق الجار و قول الزور و المحسوبية و الرشوة و النفاق و عدم النظافة و الإهمال و الأنانية و التكبر و الإختلاس و .......و القائمة تطول و تشمل كل شئ حتي حقوق الحيوان و البيئة و لكن يعلوها جميعا الظلم و ما أدراك ما الظلم كبيرة من الكبائر حتي أن أعلي درجات الظلم هي الكفر و الشرك بالله كما قال لقمان عليه السلام كما جاء في القرآن"و إذ قال لقمان لابنه و هو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم".
و الله تعالي يقول في الحديث القدسي" يا عبادي إني حرًمت الظلم علي نفسي فلا تظالموا".
و النبي (صلعم) يقول " أن الظالم لا يشم ريح الجنة و إن ريحها ليُشم من مسيرة ألف عام و لا ينظر الله إليه و لا يكلمه يوم القيامة".
ثم هناك قصة الإمام أحمد حين ُسجن و جاءه السجان يسئلُهُ إن كان ُيحسب من ِعداد أعوان الظلمة أم لا فقال له الإمام لا أنت لست من أعوان الظلمة بل أنت من الظلمة أنفسهم إنما أعوان الظلمة من يحيك لك ثوبك و يبيعك الطعام و يقضي لك حاجتك.
يقول تعالي" لعن الذين كفروا من بني إسرائيل علي لسان داوود و عيسي ابن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون " "كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون" قيل في تفسير هذه الآية أن النبي صلعم قال" أول ما كان اللعن في بني إسرائيل أن الرجل يفعل المعصية فيلقاه الرجل و يقول له هذا حرام ثم لا يمنعه ذلك أن يجالسه و يؤاكله و يبايعه " و كان النبي صلعم متكئا فجلس و قال" و الذي نفسي بيده لتأطرنهم علي الحق أطراً أو ليلعنكم الله كما لعن بني إسرائيل".
كل هذه الآيات و التحذيرات و تسعة و تسعون و نصف بالمائة من الشعب المصري إما من الظلمة أو أعوان الظلمة.
فعلي مدي الستين عاما الماضية كان الحكم يعتمد علي من في حمايته و تأمينه؟؟ العسكر من جيش و شرطة.... و أولاد من هم أولاءك العسكر ؟؟؟؟ أليسوا أولادكم؟..... فهلا منعتموهم من دخول تلك الكليات حتي لا يدعموا أعداءكم أو هلا علمتوموهم الدين الحق الذي ينهي عن الظلم و عن الطاعة في المعصية أو هلا قاطعتم من دخل تلك الكليات............ كلا بل رضينا و تحول كل منا إلي ظالم في مجاله .
يقول تعالي" و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" قيل في تفسير هذه الآية " إذا إنتشرت الذنوب و المعاصي و لم يمنعها الناس و هم يقدرون سلط الله عليهم شرارهم فحكموهم ثم يدعوا الصالحين منهم فلا يستجاب لهم" . أيبدوا هذا مألوفاً لكم؟
تريدون أن تعرفوا أعمالكم انظروا ألي حكامكم فمن أعمالكم يُسلط عليكم فإن الله تعالي لا يظلم مثقال ذرة " قل أن كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"

مما سبق فنحن و الغرب سواء في هذه أيضا و إن كان وزرنا أعظم لأننا "نعلم" و هم لا يعلمون

و نجئ للأخيرة

ثالثا: الأمر بالمعروف

- هل الغرب يأمر بالمعروف

نعم بل و جعلوه قوانين و يعلمونه لأبنائهم في المدارس و يتربون و ينشئوا علي إحترامه بل نكاد نقول تقديسه ، هذا ما أخذوه من الأديان الأمر بالمعروف فتجد عندهم الحق و العدل و الأمانة و إحترام الأخر و إحترام الكبير و الضعيف و الفقير و الصغير و المريض و التكافل الإجتماعي و المساواه و أحترام البيئة و الرحمة بالحيوان و من يكسر ذلك يعاقب بالقانون. و إن كانت هذه الخاصية( الأمر بالمعروف) ليست أصيلة في عدد كبير منهم إلا أنهم مجبرون علي العمل بها

- هل نحن المسلمون نأمر بالمعروف

كلا و حاشا فلو كنا نأمر بالمعروف لما كان هذا حالنا و انظر إلي فقرة النهي عن المنكر لتتأكد.

أعيد لفت النظر إلي أنني أتكلم عن المجتمع لا عن الأفراد.

و أحب أن أوضح أن الأمر بالمعروف لا ينحصر علي تكوين جماعة الأمر بالمعروف و الحسبة فهذا و إن كان حسناً إلا أنه لا يكفي بل يجب أن يجعل قوانين تضعها الدولة و تربي الأجيال علي إحترامها و تقديسها فهي منحة من الله تعالي إلينا و لا يجب التفريط فيها و يجب أن تطبق علي الكل الحاكم قبل المحكومين.



أعرفتم لماذا يُبارك للغرب في الرزق ؟ لأمرهم بالمعروف ليس بسبب الديمقراطية في حد ذاتها فهي نظام وضعي لا يغني شيئا.
فالعمل هو المهم ، العمل هو الذي يكافئ به الله أو يعاقب .
يقول تعالي" وقل اعملوا فسيري الله عملكم و رسوله و المؤمنون" و يقول في الحديث القدسي" يا ابن آدم إنما هي أعمالكم أحصيها لكم فمن وجد خيراً.......الحديث."
لا يهم النظام(الدين) الذي تتبعه المهم العمل، أن أمرت بالمعروف أو نهيت عن المنكر ولم تؤمن بالله فلك أجرك في الدنيا و لا أجر لك في الأخرة و إن أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و آمنت بالله فلك أجرك في الدنيا و الآخرة، يقول شيخ الإسلام ابن تيميه " إن الله ينصر الأمة العادلة و إن كانت كافرة و لا ينصر الأمة الظالمة و إن كانت مؤمنة". و نحن برعنا في الظلم و تفننا فيه.
وقد يقول قائل و ماذا عن الإختراعات العلمية فنقول أن الإختراع ما هو إلا إلهام من الله سبحانه و تعالي يلهم به من يشاء و إقرأوا إن شئتم قول الله تعالي لعباده نوح و داوود عليهم السلام" و علمناه صنعة لبوس لكم" و قوله تعالي" و إصنع الفلك بأعيننا و وحينا" ، فهم قد أخذوا بالأسباب و عملوا علي إصلاح المجتمع و البيئة ففتح الله عليهم هذا الباب.

أعرفتم ياأهل الإسلام ؟ لم تأمروا بالمعروف و لم تنهوا عن المنكر و لم تؤمنوا بالله حق الإيمان من أين يُبارك لكم في الرزق و الغرب الكافر أمر بالمعروف و تمسك به فبورك لهم في الرزق ( ليس هذا هو السبب الوحيد فهم لا أجر لهم في الآخرة فيعطون أجرهم كاملاً في هذه الدنيا و قد يزاد لهم في الرزق حتي يتمادوا في طغيانهم ، فهم يطغون علينا، فيأخذهم الله وهم مبلسون) .
أنتم في أيديكم كنز و وعد من الله فهلا عملتم به ، بل أعمتكم الدنيا فأعماكم الله عن الدين و الدنيا و بدلاً من أن تنظروا لما في أيديكم نظرتم لما في أيديهم نظرة سطحية و ظننتم أنها الديمقراطية و تريدون أن تحلوها مكان دينكم الدين الحق " ألا بعداً للقوم الظالمين".

"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله" هذا هو الإنسان المسلم المؤمن الحق، يأمر بالمعروف و ينهي عن المنكر و يؤمن بالله أي يفعل ذلك حسب ما أمر به الله ،و هذا هو الدين الأسلامي في ثلاث كلمات: الأمر بالمعروف ، النهي عن المنكر ، الإيمان بالله ،إن فعلتم ذلك أيوجد مخلوق أفضل منكم علي وجه الأرض؟ يستحيل

إن الدين الإسلامي جاء ليسموا بالإنسان إلي مصاف الملائكة ، تعرفون قصة حنظلة حين بكي و رأه أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال" مالك يا حنظلة؟" قال حنظلة " نافق حنظلة يا أبا بكر" فقال الصديق "لما" قال " نكون عند رسول الله صلعم يذكرنا بالأخرة و الجنة و النار ثم إذا خرجنا من عنده عافشنا الأهل و أخذتنا الدنيا" فبكي الصديق رضي الله عنه و قال " صدقت يا حنظلة هيا بنا نذهب ألي رسول الله صلعم" فلما أتيا النبي صلعم و قص عليه حنظلة قال صلعم" يا حنظلة لو تكونون طول نهاركم كما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات ولكن ساعة و ساعة".
هذا هو دينكم يسموا بكم إلي مصاف الملائكة " أتستبدلون الذي هو أدني بالذي هو خير" يقول النبي صلعم " إنما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق"و يقول" المسلم من سلم الناس من يده و لسانه"و يقول " المؤمن من أمن الناس بوائقه".
ماذا في الديمقراطية أفضل من هذا حتي تريدون أن تستبدلوها بالإسلام أو ماذا ينقص الأسلام حتي تضيفوا الديمقراطية إليه ؟؟
يقول تعالي" و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين" انظروا أنتم الأعلون أي أعلي و أفضل منهم متي ؟؟؟ إن كنتم مؤمنين لا مسلمين فالأيمان هو المفتاح فإن إستقر الإيمان في القلب لعملت بما أمر الله به أي الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و حين نفعل ذلك سنكون خير أمة أخرجت للناس.
دعوا الديمقراطية يا عباد الله و تمسكوا بدينكم فهو خير منها و أفضل و تعلموا دينكم فأنتم لا تعرفونه حق المعرفة وأوفوا بعهدكم يوفي الله تعالي بعهده لكم فهو لا يخلف الميعاد سبحانه و تعالي " ومن أصدق من الله قيلا".
و اعلموا أنه لا عزة لكم بغير الإسلام و بغير شرع الله .
لقد أعطاكم الله تعالي الفرصة و نصركم علي عدوه و عدوكم وهو تعالي يختبركم اليوم لينظر كيف تعملون أتعودون إليه أم تسيروا علي نهج من قبلكم ؟


ألا هل بلغت يا أهل مصر؟؟ اللهم فاشهد ...اللهم فاشهد ...اللهم فاشهد

بوعابدين
11-27-2011, 05:07 AM
سيقولون لك نحن بالديمقراطية سنفرض دولة التوحيد
وتناسو أن ما بني على باطل فهو باطل

هشام مصطفي الزيني
11-28-2011, 10:40 AM
صدقت يا أخي و لكن أمرنا بالنصيحة و الله يهدي من يشاء