عبدالرحمن الحنبلي
11-28-2011, 10:25 PM
ملاحدة من بلدي!. بقلم: د.محمد العوضي
من بلدي... ومن بلدك أيضاً، فالإلحاد كما الإيمان لا جنسية له ولا وطن، فلا يكاد يوجد بلد إلا وفيه أهل الإيمان، ولا يكاد يخلو من جاحدين. والسؤال الذي ينبغي ان ينطلق منه الفريقان، المؤمنون والملاحدة، ويجعلوه محور النقاش: هل العلم يقف في صالح المؤمنين أم انه ينصر الملحدين؟ بعد الاتفاق على مفهوم العلم اصطلاحاً. كان مقالنا السابق بعنوان «هل يوجد ملحد كويتي؟»، واستعرضت نماذج تعبر عن تباين الملاحدة في إلحادهم، واتفقنا على أمرين: الأول ان الحوار هو السبيل الأمثل للمختلفين في أصول العقائد، وانه علينا ان نفتح صدورنا وعقولنا ونستقبل أسئلة المستفهمين أو المتشككين من أبنائنا وطلبتنا حول كل ما يخطر ببالهم عن مسائل الإيمان مهما كانت حساسة أو غريبة أو مستفزة، فالدين لا يضجر من حوار أي اعتراض لأن الإيمان ينبغي أن يقوم على البرهان واليقين لا على الظنون والأوهام.
المسألة الثانية التي اتفقنا عليها هي: إهمال فريق الملاحدة العابثين الساخرين المراهقين، وهذا الإهمال ينسحب على هذا النوع ليس في شأن الإيمان فحسب بل في كل شؤون الحياة الاجتماعية والفكرية والسياسية والاقتصادية وحتى الرياضية... بقي أن نتساءل إذا كان الإيمان بالله فطرياً وبأن هذا الكون لم يوجد من نفسه ومحتاج إلى خالق، فلماذا نسمع عن ملاحدة ونقرأ لهم أو عنهم؟ أظن ان الإجابة المختصرة لا تفي بالمقصود، ولكن أحاول ان أشارك برأيي، فأقول، أحد أنواع أصناف الملاحدة هم جماعة الإلحاد التبريري، أقصد الذين يسرفون على أنفسهم بالملذات الحرام والشهوات والمجون، فإذا سألتهم عن هذا السلوك المنحرف لماذا تشربون الخمور وتزنون وتأكلون الربا وتلعبون القمار وتتركون الصلاة والصيام؟... الخ، أجابوك لأننا لا نؤمن بالله، ومن ثم لا نؤمن بأحكامه الحلال والحرام، فهم يبررون فجورهم بإلحادهم. وصنف آخر إلحاده نفسي كردة فعل لأزمات عديدة وحادة في حياتهم، فكلمات إلحادهم عبارة عن نفثة مصدور. وفريق ثالث يريد من إعلان إلحاده الشهرة والتباهي بالعصرنة، وهذا يمكن أن يفهم من بداية عصر النهضة من باب الانبهار بالغرب أو الفتنة بالعلم ولكن الآن يعتبر ضرباً من النفاق أو الحمق! وهناك الإلحاد العملي، أي الذي لا يصرح بإنكار وجود الله ولكن المسألة كذلك لا تعنيه، فالمسألة عنده سيان موجود أم غير موجود، هو إنسان مادي مشغول بجمع المال وزيادة الأرباح وتوسيع دائرة الملكية وتحقيق آماله وأحلامه في امتلاك شركات وشراء جزر، وهناك ملحد جعل إلحاده مادة ووسيلة لإغاظة المؤمنين والتحرش بهم وإيذائهم وهذا مسكين ينتقم بطريقة انتحارية بلا وعي.المهم، عندي من الملاحدة صنفان الأول الذين بنوا إلحادهم من منطلقات فلسفية عقلية، والثاني بنوا إلحادهم على أسس العلم الطبيعي كما يقولون، وهؤلاء الذين علينا محاورتهم بجدية وعقلانية ونبدأ النقاش معهم أولاً بتحديد المنهج والاتفاق على الأرضية التي ننطلق منها (فلسفية أو علمية)، ولكن هل الفلسفة والعلم الحديث في صالح الملاحدة كما قلنا في مقدمة المقال؟ وهل يوجد في بلدي ملاحدة علميون أو متفلسفون؟!
الجواب بعد العودة من السفر.
مايهمنا من المقال اللاحق هو هذا الاقتباس لقول احد الملاحده السابقين ( من تجربتي مع الالحاد خرجت بقاعدتين: الأولى ان الملحد قلق، والثانية بداية الالحاد قد تكون بذكاء، ولكن الاستمرار في الالحاد قمة الغباء. قلت له هذا عين ما يقوله الفيلسوف الانكليزي فرانسيس بيكون «ان جرعة ضئيلة من الفلسفة قد تميل بذهن الإنسان الى الإلحاد، غير ان التعمق في دراسة الفلسفة يلقي بالإنسان في أحضان اليقين»، ولذا فإن كبار الأذكياء يعودون بعد إلحادهم إلى الإيمان، فهذا عباس العقاد أعظم مثقف موسوعي في القرن الماضي بعد نقده للقرآن يعود يدافع عن الرسول والقرآن ويؤلف كتاب «الله في إثبات وجوده»، وهذا زكي نجيب محمود الذي يسمونه أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء، يعد فلسفته الوضعية المنطقية، يعود الى تراثه ويكتب تجربته، وهذا اسماعيل مظهر العالم الذي ترجم كتاب دارون (أصل الأنواع) والذي يعتمد عليه الملاحدة، رجع عن فكره وأخذ يؤلف دفاعاً عن الاسلام، والبروفيسور جفري لانغ الاميركي يلحد عشر سنوات الحاداً رياضياً ثم يصل الى الإيمان بل يعلن إسلامه ويؤلف «انطباعات أميركي اعتنق الإسلام»، وغيرهم كثير. أما قولك انهم قلقون فإن أشهر ملحد عربي هو اسماعيل أدهم صاحب كتاب «لماذا أنا ملحد»، نهايته انتحر غرقاً. أما أشهر ملحد غربي فهو فريدرنس نيتشه صاحب مقولة «موت الإله» أصابته نوبة خبل واصابته بالزهري ومات دون ان يسترد وعيه الفكري.)
منقول
من بلدي... ومن بلدك أيضاً، فالإلحاد كما الإيمان لا جنسية له ولا وطن، فلا يكاد يوجد بلد إلا وفيه أهل الإيمان، ولا يكاد يخلو من جاحدين. والسؤال الذي ينبغي ان ينطلق منه الفريقان، المؤمنون والملاحدة، ويجعلوه محور النقاش: هل العلم يقف في صالح المؤمنين أم انه ينصر الملحدين؟ بعد الاتفاق على مفهوم العلم اصطلاحاً. كان مقالنا السابق بعنوان «هل يوجد ملحد كويتي؟»، واستعرضت نماذج تعبر عن تباين الملاحدة في إلحادهم، واتفقنا على أمرين: الأول ان الحوار هو السبيل الأمثل للمختلفين في أصول العقائد، وانه علينا ان نفتح صدورنا وعقولنا ونستقبل أسئلة المستفهمين أو المتشككين من أبنائنا وطلبتنا حول كل ما يخطر ببالهم عن مسائل الإيمان مهما كانت حساسة أو غريبة أو مستفزة، فالدين لا يضجر من حوار أي اعتراض لأن الإيمان ينبغي أن يقوم على البرهان واليقين لا على الظنون والأوهام.
المسألة الثانية التي اتفقنا عليها هي: إهمال فريق الملاحدة العابثين الساخرين المراهقين، وهذا الإهمال ينسحب على هذا النوع ليس في شأن الإيمان فحسب بل في كل شؤون الحياة الاجتماعية والفكرية والسياسية والاقتصادية وحتى الرياضية... بقي أن نتساءل إذا كان الإيمان بالله فطرياً وبأن هذا الكون لم يوجد من نفسه ومحتاج إلى خالق، فلماذا نسمع عن ملاحدة ونقرأ لهم أو عنهم؟ أظن ان الإجابة المختصرة لا تفي بالمقصود، ولكن أحاول ان أشارك برأيي، فأقول، أحد أنواع أصناف الملاحدة هم جماعة الإلحاد التبريري، أقصد الذين يسرفون على أنفسهم بالملذات الحرام والشهوات والمجون، فإذا سألتهم عن هذا السلوك المنحرف لماذا تشربون الخمور وتزنون وتأكلون الربا وتلعبون القمار وتتركون الصلاة والصيام؟... الخ، أجابوك لأننا لا نؤمن بالله، ومن ثم لا نؤمن بأحكامه الحلال والحرام، فهم يبررون فجورهم بإلحادهم. وصنف آخر إلحاده نفسي كردة فعل لأزمات عديدة وحادة في حياتهم، فكلمات إلحادهم عبارة عن نفثة مصدور. وفريق ثالث يريد من إعلان إلحاده الشهرة والتباهي بالعصرنة، وهذا يمكن أن يفهم من بداية عصر النهضة من باب الانبهار بالغرب أو الفتنة بالعلم ولكن الآن يعتبر ضرباً من النفاق أو الحمق! وهناك الإلحاد العملي، أي الذي لا يصرح بإنكار وجود الله ولكن المسألة كذلك لا تعنيه، فالمسألة عنده سيان موجود أم غير موجود، هو إنسان مادي مشغول بجمع المال وزيادة الأرباح وتوسيع دائرة الملكية وتحقيق آماله وأحلامه في امتلاك شركات وشراء جزر، وهناك ملحد جعل إلحاده مادة ووسيلة لإغاظة المؤمنين والتحرش بهم وإيذائهم وهذا مسكين ينتقم بطريقة انتحارية بلا وعي.المهم، عندي من الملاحدة صنفان الأول الذين بنوا إلحادهم من منطلقات فلسفية عقلية، والثاني بنوا إلحادهم على أسس العلم الطبيعي كما يقولون، وهؤلاء الذين علينا محاورتهم بجدية وعقلانية ونبدأ النقاش معهم أولاً بتحديد المنهج والاتفاق على الأرضية التي ننطلق منها (فلسفية أو علمية)، ولكن هل الفلسفة والعلم الحديث في صالح الملاحدة كما قلنا في مقدمة المقال؟ وهل يوجد في بلدي ملاحدة علميون أو متفلسفون؟!
الجواب بعد العودة من السفر.
مايهمنا من المقال اللاحق هو هذا الاقتباس لقول احد الملاحده السابقين ( من تجربتي مع الالحاد خرجت بقاعدتين: الأولى ان الملحد قلق، والثانية بداية الالحاد قد تكون بذكاء، ولكن الاستمرار في الالحاد قمة الغباء. قلت له هذا عين ما يقوله الفيلسوف الانكليزي فرانسيس بيكون «ان جرعة ضئيلة من الفلسفة قد تميل بذهن الإنسان الى الإلحاد، غير ان التعمق في دراسة الفلسفة يلقي بالإنسان في أحضان اليقين»، ولذا فإن كبار الأذكياء يعودون بعد إلحادهم إلى الإيمان، فهذا عباس العقاد أعظم مثقف موسوعي في القرن الماضي بعد نقده للقرآن يعود يدافع عن الرسول والقرآن ويؤلف كتاب «الله في إثبات وجوده»، وهذا زكي نجيب محمود الذي يسمونه أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء، يعد فلسفته الوضعية المنطقية، يعود الى تراثه ويكتب تجربته، وهذا اسماعيل مظهر العالم الذي ترجم كتاب دارون (أصل الأنواع) والذي يعتمد عليه الملاحدة، رجع عن فكره وأخذ يؤلف دفاعاً عن الاسلام، والبروفيسور جفري لانغ الاميركي يلحد عشر سنوات الحاداً رياضياً ثم يصل الى الإيمان بل يعلن إسلامه ويؤلف «انطباعات أميركي اعتنق الإسلام»، وغيرهم كثير. أما قولك انهم قلقون فإن أشهر ملحد عربي هو اسماعيل أدهم صاحب كتاب «لماذا أنا ملحد»، نهايته انتحر غرقاً. أما أشهر ملحد غربي فهو فريدرنس نيتشه صاحب مقولة «موت الإله» أصابته نوبة خبل واصابته بالزهري ومات دون ان يسترد وعيه الفكري.)
منقول