المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بل القطع قطع والظن ظن وإن كرهتم!!



أبو الفداء
11-29-2011, 02:32 AM
الحمد لله وحده.
هذا المقال حملني على كتابته تعليق سخيف جاءني من أحدهم، يبث فيه اعتقاده وغيره من ملاحدة المنتديات أن نظريات كانط وهيوم وغيرهما في فلسفة التنوير الأوروبي لم تترك لشيء مما كان من قبل يعرف بالمعاني الضرورية أي قيمة يقينية أو قطعية في ميزان المعرفة الإنسانية، وأن الفلسفة الحديثة صارت تطرح كل شيء للمساءلة وتجيز التشكيك في كل شيء. فترى الواحد منهم يأتيك معترضا بقوله إن هذا التقسيم للمعاني المعرفية بين أوليات A-priori (يُتحصل عليها بالعقل المجرد وحده) وثانويات A-posteriori (لا تأتي من العقل المجرد وإنما من الخارج)، وجعل القطع واليقين صفة لبعض أفراد القسم الأول كما في القسم الثاني = تقسيم معرفي قديم، لم يعد له اعتبار عند فلاسفة العلم الطبيعي، وبالتالي يزعم هذا الزاعم – بالتبعية – هكذا دفعا بالصدر، أن من خالف تلك المدرسة السوفسطائية المعاصرة فهو جاهل لا يدري ما يقول، ثم يزيد تعصبا على تعصب لسوفسطائيته الجوفاء، ويقرر أن "الفكر الإسلامي" – هكذا – ليس إلا فكرا متأخرا لا يقدر على تقديم الإطار الأشمل للمعرفة البشرية المعاصرة، ما دام باقيا على ذلك التقسيم القديم!

مع أن هذا السفساط المسكين لو أنصف وتجرد وتأمل في لازم إصراره على نفي قطعية الدليل القطعي (كجنس من أجناس الأدلة)، لا سيما فيما يتعلق بأوليات العقل وبدهياته الأولى، لوجد أن فلسفة هؤلاء الذين ينتصر لهم في التشكيك المحض إنما هي معول هدم للمعرفة البشرية في الحقيقة وليست مما يمكن أن تتأسس عليه نظرية معرفية صحيحة! إذ كيف يصح في عقول الناس تصور مشروعية التأسيس المعرفي لعلم من العلوم أيا ما كان موضوعه، لبنة فوق لبنة، ومعلومة فوق معلومة، عند رجل لا يرى – على سبيل المثال – أن تحقيق المعرفة البشرية المطابقة للواقع (قطعا أو ظنا) أمر ممكن أصلا؟ وكيف يصح الانتقال إلى مرحلة البرهنة على الفرضيات النظرية الجديدة المفضية إلى تحصيل المعرفة الجديدة، دون استصحاب الاتفاق المبدئي على القطعيات العقلية من جنس المعرفة A-priori التي تمليها اللغة والبداهة العقلية أولا (ومنها يكتسب الحق والبرهان معناه بالأساس)، والقطعيات المعرفية من جنس A-posteriori التي يمليها ما أجمع أصحاب الصناعات المعرفية على أنه من القضايا المحسومة التي تقوم تلك العلوم عليها ابتداءً ثانيا؟ وهل تصاغ الفرضيات العلمية التفسيرية في العلم الطبيعي – الذي يتخذه أفراخ الإلحاد الجديد دينا – إلا بالتأسيس على قطعيات الإدراك البشري human cognition التي بها يتعاطى الباحث مع مدخلات الحس، وما تعمل به اللغة البشرية من آليات ثابتة (قطعية أيضا) في صياغة تلك المدخلات ما بين ترميز وتوصيف واستنباط واستقراء وتحليل وتقسيم وتصنيف وقياس و.. الخ؟
أفكان العلم الطبيعي يدخل في دائرة الإمكان، لو لم يكن عمل الباحث في معمله منطلقا من الاعتقاد اليقيني الراسخ بصحة تلك القطعيات العقلية الأولية في نفسه؟ أفيجرؤ أحد هؤلاء الأغمار على مطالبة أولئك العلماء والباحثين بالمكث خارج المعامل حتى ينتهي من يتعلقون بأهدابهم من فلاسفة الشك وأذنابهم من مخرفي ما بعد الحداثة من نزاعهم وجدالهم العبثي في حقيقة الحقيقة، والتشكيك المطلق في شتى قطعيات المعرفة، حتى يطمئن لقيمة المعرفة التي يتحصل عليها أولئك العلماء ويتسجيز قبولها والعمل بها؟

وهل يطالبنا ملاحدة المنتديات، حتى نحرر أصولنا العقلية فيما يتعلق بالمعرفة البشرية تحريرا مقبولا نقيم له من البرهان ما لا يملكون له نقضا، أن نظل غارقين في المناظرة والمهاترة مع قوم يشك الواحد منهم في حقيقة وجوده نفسه، وقد أذهبت عقله لوثة الشك عند من افتتن بهم من الفلاسفة حتى صار لا يدري شماله من يمينه؟؟ وهل نحن مطالبون، معاشر العلماء وطلبة العلم المسلمين، بأن نحرر الأبحاث الطويلة حتى ننتهي منها إلى إثبات أن هذه الجارحة التي نكتب بها الآن هي ما يقال له في اللغة "اليد" وأنها موجودة أمامنا في الحقيقة لا في الوهم والخيال (مثلا)؟؟ (1) وهل نحن مطالبون بتحرير الردود الطويلة على من يرى أن الواقع كله ليس إلا وهما في عقله، وأن كل من حوله من البشر إنما هم صور وأوهام في رأسه؟

صحيح أن فلاسفة المعرفة المعاصرين منهم من غرق في تلك الأوحال على درجات متفاوتة، ومنهم من فتح باب الشك في كل شيء! فلقد شهدت هذه القرون المتأخرة في أوساط الفكر العالمي قوما استساغوا التشكيك فيما كان يربأ عن الخوض فيه أسلافهم من الفلاسفة لا جهلا به ولا قصورا عن تصوره، وإنما استخفافا بكل عقل سخيف يرتاب فيه! ولكن ليس هذا إلا واقعا منحطا يشكو منه عقلاء الفلاسفة في الحقيقة ومما نتج عنه من تهميش لهم وتحويل صنعتهم كلها إلى ضرب من العبث والترف الفكري لا يعبأ به العلماء في أي فن من فنون العلم الحديث! الناس تريد معرفة لا تريد شكا! تريد نتائج وحقائق ولا تريد وهما! فلا يزال العقلاء في كل مكان يؤسسون معرفتهم على الثقة واليقين في بدهيات أولى لا يتطرق إليها الشك لديهم، وهذا في جميع المعارف والعلوم بلا استثناء، ولا يزال العقلاء في كل مكان يهزؤون ممن يروم نقض بنيان العقل نفسه، مهما عظمت تلك الدعوى عند أصحابها وثقلت أوزان من يتكلمون بها من الفلاسفة! فلا يضيرهم في شيء من سفه عقله وحطّ به في التراب، ولا تزال القافلة تسير!
تقدم من قبل التقرير مرارا وتكرارا أن السوفسطائية مرض عقلي ذميم، لا يوصل إلى علم ولا ينتهى منه إلى معرفة، وأن المجادلة والمناظرة مع من ينكر حقيقة معنى الدليل والدلالة والبرهان ويطعن في إطلاق معنى الحقيقة نفسه، ليست إلا ضربا من العبث يتنزه عنه العقلاء والحكماء، لا لجهلهم بما يتخذه هؤلاء العابثون من الحجج والبراهين المزعومة، ولكن لأنهم يعلمون أن هؤلاء لا يريدون التسليم بالحقائق الأولى التي لا يصح للبرهان قيام في العقل دون التسليم بها!

ليس الوصول إلى الحق غاية هؤلاء، فإن منهم من يزعم أنه لا يدرى للحق معنى معقولا أصلا! وإنما المطلوب عند هؤلاء، أن يظل الجدال مفتوحا أبد الآبدين (كما تراه في كثير من مؤلفات فلاسفة الدين المعاصرين وفلاسفة المعرفة وغيرهم)، وأن يظل التشكيك المطلق موقفا مقبولا مستساغا عند كل من يزعم الكلام في "نظرية المعرفة"، حتى يظل ذلك الموقف السوفسطائي بمثابة الدرع الفكري الواقي الذي يتخفى وراءه أفراخ الإلحاد واللادينيون العرب من سكان الشبكة العنكبوتية، تماما كما يتخفى من ورائه سادتهم من الماديين والملاحدة في أروقة البحث الفلسفي الأكاديمي في بلاد الغرب! فكلما قيل لهم إن المعرفة تتحقق بكذا لا بكذا، قالوا هذا كلام قديم، وما كان عليه الأولون قد رد عليه فلان وفلان من المعاصرين.. الخ! لا يناقشون في دليل ولا برهان، كيف وقد ارتضوا النزول بالشك إلى الأصول العقلية الأولى لمعنى البرهان نفسه؟؟

ترى الواحد منهم يأتيك ساخرا هازئا يقول: كيف تزعمون "أيها المشايخ" أن بوسعكم إعادة تأسيس النظرية المعرفية، وأنتم "تحرِّمون" الفلسفة نفسها؟ فهل يدري هذا البقباق مناط ذاك التحريم وضابطه وحدَّه، أم هو تشغيب وضجيج لا يريد منه إلا إسباغ صفة المشروعية الفكرية على ما اختاره لنفسه من ضلالة محضة (وليس في الأرض أضل ممن لا يرى إمكان الوصول إلى معرفة أو هداية أصلا!!)؟؟ أم تراه يحسب – كما يحسب عامة أولئك المفتونين المرضى من ملاحدة الإنترنت – أن "عم الشيخ" هذا، الذي كان عامة خطابه للناس بقال الله وقال الرسول، لا يمكن أن يبلغ في العقليات معشار ما بلغه الأسياد الأوروبيون بنظرياتهم وفلسفاتهم؟ هذا هو بيت القصيد، فمهما كان الواحد منكم معاشر الباحثين الشرعيين من المحاورين في هذا المنتدى وغيره على دراية وعلم واف بما يتكلم فيه، ومهما كتب من الأدلة والبراهين الفلسفية الكافية والمحكمة، فسيظل عند أولئك العميان بمثابة "عم الشيخ" الذي لا ناقة له ولا جمل في "جنة الفلاسفة"، وكلامه هذا "راحت عليه خلاص"!!

أقول فيما أقول إن أصول الفقه تشترك – كفن من فنون العلم - مع كافة أصول المعارف البشرية في التفريق بين قطعيات معرفية أولى لا يتطرق إليها النزاع والشك، وظنيات تتفاوت الأفهام في تقدير وجه الدلالة في أدلتها، فيأتيني المعترض – في حماقة محضة – بقوله: وهل وقفتَ أنت "أيها الشيخ" على كافة فلسفات العلوم حتى تنتهي إلى هذه النتيجة؟ فبالله هل هذا كلام يستحق عناء الرد عليه؟ وهل تحتاج البهديات العقلية الأولى إلى استقراء حتى ننتهي إلى التسليم بها؟؟ إنما يبدأ النظر – كل نظر – باستحضارها واستصحابها والتأسيس عليها في الابتداء، لا أنه ينتهي إليها!

إن القطع العقلي صفة معرفية واجبة التحقق في جملة من مفردات المعرفة البشرية لا محالة، وهي صفة تستمد وجوبها لا من قول فلان أو رأي فلان، وإنما من البداهة العقلية الأولى النابعة من منطلقات اللغة الطبيعية عند الإنسان! أرأيت من يشكك في صحة قضية أولية كهذه: "كل موجود في الواقع ليس بمعدوم" أو "الشيء الواحد لا يكون اثنين أو ثلاثة في نفس الوقت" أو "الحق المطابق للواقع هو ما ثبتت صحته بالدليل" أو "الحق نقيض الباطل"، ويرى أنها قضايا ظنية لا قطعية، كيف يثق هذا في لسانه الذي يتكلم به، وفي عقله الذي يفكر به، وكيف يطمع في التحصل على شيء اسمه "المعرفة" أصلا؟

هذه أمثلة لقضايا معرفية قطعية لا يمكن لعاقل أن يشكك فيها، ثم يبقى لشيء من محصوله المعرفي أي قيمة أصلا بعد ذلك:

- هذا الذي أراه من حولي هو العالم الخارجي الحقيقي، وليس وهما في خيالي!
- الأشياء كما أراها على الحقيقة ما لم يثبت العكس!
- إذا رأيت شيئا مطابقا لصفات ما اسمه عندي (س)، فهو (س) لا غيره!
- يجب أن أثق في مطابقة الألفاظ لمعانيها في اللغة، كما اتفق عليها البشر!
- يجب أن أقبل ما يأتيني الخبر به ممن عرفت صدقه ودقته، ما لم يناقض ما أعلمه بيقين. (ووجوب قبول هذه المعرفة الظنية = قضية قطعية من أنكرها أو شكك فيها، فقد نسف علم التاريخ نسفا، بل إنه يعجز عن قبول أي شيء يقرؤه في أي كتاب من كتب العلم، لأنها كلها أخبار ينقلها الناس عن تجاربهم وما مر بهم من أفكار وأحوال وأفعال!!)
- لا يمكن أن تتواطأ جماهير الناس على الكذب في التحديث بما سمعوه أو شاهدوه!
- كل مفعول له فاعل، وكل مصنوع له صانع، وكل سبب له مسبب! (وهذه ضرورة لغوية تأتي من معنى السبب ومعنى الفعل في اللغة)
- الواحد مع الواحد = اثنان، (وهذا – ونحوه - وجوب لغوي أيضا، لأن كلمة اثنان إنما ترادف معنى "الواحد مع الواحد" في اللغة، فمن قال بخلاف ذلك فقد خالف ما أجمع العقلاء على معناه من ألفاظ اللغة!)

فنحن نقول لهؤلاء: أثبتوا لنا إمكان قيام المعرفة البشرية على أساس لا ينعقد فيه الجزم واليقين بتلك القضايا سالفة الذكر وما يدخل تحتها من المفردات المعرفية! نعم في كل قضية من تلك القضايا كتبت وصنفت مجلدات من الجدل الفلسفي العبثي، ندريها تمام الدراية ولا تخفى علينا، ولكنها ما وصلت بنا إلى انطماس العقل وانهدامه وانحطاطه كما وصلت بهؤلاء، لأننا ندري على أي أساس نقف! فإن أرادوا المزيد من التدليل الفلسفي على وجوب ذلك التقسيم بين معاني أولية ومعاني ثانوية، وبين واجبات عقلية وممكنات، وبين قطعيات يقينية وظنيات، كتبناه لهم وحررناه في مقدمات ونتائج وما أعجزنا ذلك في شيء، ولكننا ندري أنهم لن يعقلوه ولو حرصوا، لأننا مهما قدمنا له بمقدمات منطقية، تناولوها بالتشكيك والسفسطة والتشغيب، حتى ينتهوا إلى ذاك التسلسل الفاسد الذي يهدم المعرفة من أصلها!!

هذه اللعبة، أصبحت هي غاية العمل الفلسفي نفسه وهي مرام الاشتغال بالفلسفة عند كثير من المعاصرين وممن يعدهم هؤلاء الأقزام سادة وأكابر في الصناعات العقلية! إنه البقاء على ذاك الجدار السميك من الضجيج والجدال والضوضاء الفكرية، حتى يكون ستارا و"شماعة" تسويغية نفسية يتذرع بها كل منهم في نفسه للإعراض عما صرخ فيه عقله بأنه حق لا سبيل للتشكيك فيه أو الطعن عليه! فبعدما كانت الفلسفة كلمة تطلق على طالب الحكمة ومحبها، أصبحت وصفا ذميما لمن كانت صنعته وغايته إبطال حقيقة أي شيء يعده العقلاء من الحكمة، واختراع الحجج المنمقة للرد على كل من يرد عليه في ذلك، والرد على رد من يرد على رده، وهلم سحبا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها!

لا يعنيني الآن من أي قرن جاءت تلك البذرة الشيطانية الخبيثة، ومن كان مصدرها ومنبعها في الفكر الفلسفي الغربي، ولكن الذي يعنيني أن ألقي الضوء على الثمرة التي أنبتتها تلك البذرة في عقول المساكين من الأتباع المقلدين من العرب وغيرهم، وكيف أنها باتت مرضا نفسيا معاصرا حقيقا بأن تفرد له المصنفات والمؤلفات في دائرة البحث السيكولوجي خاصة والفلسفي عامة، إذ تراهم يشترطون على من يقبلون منه كلامه في الفلسفة ألا يخرِّجه إلا على تلك الأصول السوفسطائية الهوائية التي تمسكوا بها، فيتخير الواحد منهم ما يناسبه منها كأنما يتخير رابطة عنقه أو الجورب في قدمه، مع أنها ليس يصح في العقل أن تسمى "أصولا" بالأساس!
فيالخيبة الرجاء، ويالسفاهة الابتداء ويالتعاسة الانتهاء، والله المستعان لا رب سواه!



------------------------------
(1) في نزاعه مع المتشككين skeptics، حرر جورج مور G. E. Moore حججا شكلية تحليلية قلب بها دعاواهم، لعل من أطرفها تلك الحجة المنمقة التي كتبها ليثبت أن العالم الخارجي موجود في الحقيقة!! فبالله هل هذا ما يريده منا أقزام الملاحدة التي عششت في زوايا المنتديات؟ أن نهبط بمصنفاتنا ومناقشاتنا إلى هذا الانحطاط العقلي الذي غرق فيه أساتذتهم الماديون من فلاسفة المعرفة، وأغرقوا فيه مخالفيهم من عقلاء الغرب حتى صار الواحد منهم مطالبا بإثبات الواضحات الجليات، والتدليل على ما لا يستقيم في العقل أن يفتقر إلى دليل؟
فليغرقوا فيما يشاؤون من ذلك بعيدا عنا، فنحن قوم نحفظ للعقل قدره، ولا نلتفت لمن يستخف بعقولنا ولا نقيم له وزنا، والحمد لله على نعمة الإسلام والعقل!

عبدالله الشهري
11-30-2011, 10:29 PM
بارك الله فيك فقد تطرقت لموضوع مهم. ولو فتشنا عن الأساس الذي تعتمد عليه ثقتنا في أحكامنا وكافة البدهيات التي أشرت إليها لوجدنا أنه الآتي: "أنا أؤمن أن ثقتي في إدراكي ليست اعتباطية، ولا مستمدة من مجموع انطباعاتي ومشاهداتي في هذا العالم فحسب، وإنما هي ثقة تستمد مشروعيتها من إخبار الخالق لنا بأنه واهب هذا الإدراك ومن إخباره لنا بأنه يمكننا أن نطمئن للأحكام التي يقضي بها هذا الإدراك"، ولذلك جنح هيوم على لسان فايلو في خاتمة كتاب "الحوارات" إلى الاستغاثة بتأييد الوحي الصحيح في مثل هذه القضية العظيمة.
أخوك عبدالله