horisonsen
11-30-2011, 05:23 AM
لا يخفى على الجميع أن دول الشمال الإسكندنافية تمتاز بإحترامها للقانون والنظام والعدالة الاجتماعية، و ديمقراطيتها فريده من نوعها و تقدس الحريات الفردية و الإنسان عندها ملاك حتى تثبت آدميته. لهذا فإن الشعوب الإسكندنافية بعمومها تتطلع إلى تحقيق السلام الإجتماعي و السلام الداخلي أيضاً.. وهم يتطلعون إلى تحقيق السلام في هذه الحياة ولكنهم بعيدين كل البعد عن الآخرة، ونحن نعرف أن الطريق السليم لتحقيق ذلك هو التعريف بالإسلام و تشجيع الأفراد لإعتناق الإسلام. وهناك إقبال متواضع على اعتناق الإسلام و هناك فرق بسيط بين عدد النساء مقارنة بعدد الرجال، وفي بداية عملي الدعوي لاحظت أن هناك الكثير من النساء يدخلن إلى الدين الإسلامي، ولكن في السنوات الأخيرة اغلب الشهادات التي شهدتها كانت من الشباب، لهذا أستطيع القول: إن عدد المهتدين الجدد من المسلمات والمسلمين متماثل. و حسب ما يردنا من الجمعيات الإسلامية فإن اكثر من 1000 شخص يعتنقون الإسلام سنويا في دول الشمال و تحتل الدنمارك المركز الأول و تليها السويد و و من ثم النرويج و اخيرا فنلندا. لا يوجد لدي احصاء عن المهتدين الجدد في ايسلندا و لكن عدد المسلمين هناك لا يزيد عن 100 شخص.
قليلةٌ هي المعلومات التي تنشر عن واقع الجاليات العربية والمسلمة في سكندنافيا التي تققع في اقصى بقعه شمالية من الكرة الأرضية و الذي ينشر عن احوال المسلمين الإجتماعية والدينية يصدر عن المؤسسات الإسلامية و غيرها. ولا نسمع سوى أن بعض المسلمين يتعاملون مع المجتمعات الإسكندنافية بأساليب غير اخلاقية ومنهم متطرفون و يكفرون المجتمعات و يستبيحون اموالهم واعراضهم و هذه النسبة لا تزيد عن 15% من عموم المسلمين و هناك الملتزمون من رواد المساجد و نسيتهم لا تزيد عن 20% من عموم المسلمين و السؤال اين البقية الباقية منهم. القليل يرشح عن واقع المهاجرين الذين لا يتصلون بالمساجد ، ولن أكون مبالغا إذا قلت: إن اكثر من 65% من مسلمي دول الشمال لا يعلمون إلا القليل عن الإسلام رغم أن اسماؤهم عربية ولا يتواصلون مع المساجد .. وهناك من لا يعرف شئ يذكر عن دينه و نبية وخالقه و كتابه و اصبت بالدهشة عندما سألت مقدمة برامج في التلفزيون السويدي فتاه مسلمة في سن الخامسة عشرة من هو ربك؟ قالت الفتاه بكل ثقه والإبتسامه لا تفارق محياها ... محمد هو ربي... و تعجبت السيدة من جوابها و أعادت السؤال و سمعت منها نفس الجواب و اضافت الفتاه بعد أن شاهدت على محيا السيده الحيرة . نعم بما أن عيسى (جيسوس) هو رب النصارى فمحمد هو ربنا...ومما يؤسف له، ما تواجهه الجاليات المسلمة في سكندنافيا من خطر الذوبان والانقراض؛ بسبب ظاهرة الإقبال على الزواج من غير المسلمات للذكور و إقبال الإناث على الزواج من غير المسلمين أو في احسن الأحوال تكتفي الفتاه من زوج المستقبل أن ينطق الشهادتين إرضاء للوالدين.
في ظل هذه الظروفٍ الصعبة التي يواجهها جيل الأبناء ، وفي ظل غياب التعليم الإسلامي وندرة الدعاة المتفرغين وغياب الكتب الإسلامية باللغات الإسكندنافية ، خاصة ، و الكثير منهم يتبع عادات أمهاتهم المسيحيات؛ من زيارة الكنائس والمشاركة في الاحتفالات الدينية النصرانية.
عدد المسلمين في دول الشمال كبير جدا من اصل تعداد سكان دول الشمال ( السويد و الدنمارك و النرويج و فنلندا و ايسلندا الذي يزيد عن 25 مليون نسمة، و عدد المسلمين بينهم يزيد عن المليون و مائة الف نسمه - الإحصاءات الأخيرة تقول: إن هناك أكثر من 700 الف مسلم في السويد و اكثر من 250 الف مسلم في الدنمارك و اكثر من 100 الفا في النرويج و حوالي 30 الفا في فنلندا. أكثرالمسلمين من العراقيين و الذين يزيد عددهم عن 200 الف و الأتراك الذين يزيد عددهم عن 150 الفا و الإيرانيين الذين يزيد عددهم عن 80 الفا و البوسنيين الذين يزيد عددهم عن 75 الفا و الباكستانيين الذين يزيد عددهم عن 50 الفا و الصوماليين الذين يزيد عددهم عن 50 الفا و اللبنانيين والفلسطينيين و باقي العرب الذين يزيد عددهم عن 300 الفا و غيرهم الكثير . هؤلاء هاجروا إلى سكندنافيا خلال 60 عاما. ونود الإشارة هنا إلى أن دول الشمال باستثناء الفنلنديين من جنس واحد و هو الفايكنج مع خليط من عدة أجناس أوروبيه.
يوجد في سكندنافيا حوالي خمسة عشر مسجد ا و اغلبها في السويد و هناك مخطط لبناء مسجدين في كوبنهاجن و هناك حوالي 300 جمعية إسلامية بدول الشمال و اغلب مقراتها اقبية و شقق سكنية صغيرة و هناك بعض العقارات التي اشتريت و حولت لمساجد. أغلب المساجد تديرها الإثنيات والقوميات و لذلك نسمع عن مساجد الأتراك و الصوماليين والعرب و البوسنيين و الباكستانيين ... الخ
أغلب المساجد والجمعيات تتواجد في المدن الكبيرة و تفتقر المدن الصغيرة للمصليات.. و من هنا نتلمس اساس المشكلة... الآف المسلمين يقيمون في مدن لا توجد بها مصليات و لا يزورها احد و يقول شيخ بنغالي من جماعة التبليغ زرنا عشرات المدن والتقينا بمسلمين ولم نرى اي جمعية أو مصلى.
المدن و القرى الواقعة شمالي السويد والنيرويج و فنلندا تفتقر للمساجد و لذلك يعاني المهاجرون نقصاً حاداً في العلوم الدينية وأيضا نقصاً في الترفيه الحلال، و رغم جهودنا من أجل ملء هذا الفراغ وسد هذه الثغرة؛ إلا اننا فشلنا و اليوم هناك الاف الشباب العربي الذي لا يجيد اللغة العربية ولا يعرف شئ عن تعاليم الإسلام وسُنة نبينا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام. يقول شاب متدين التقيت بفتاه بوسنية جميلة جدا و تحدثنا طويلا و فجأه قالت لي هل تريد أن تكون صديقي و قال لها ما فهمت قالت بوي فرند فقلت لها الست مسلمة قالت نعم و اضافت لذلك اريد صديق مسلم لأني لا احب مصادقة النصارى. يقول الشاب استغفرت الله وحاولت اشرح لها شئ من تعاليم الإسلام إلا انها خاوية تماما... هذا التواصل الضعيف مع الإسلام ينتج عنه مسلمين بالإسم.
تقوم الجمعيات الإسلامية والمساجد في سكندنافيا بجهود دعوية وتعليمية؛ للحفاظ على أبناء الأعضاء بالغالب من الضياع، و لا تبالي هذه الجمعيات بالأعداد الكبيرة من المسلمين المغيبين أوو الغائبين. تصلنا بعض الكتب المترجمة و لكنها لا تتناسب مع ثقافة وقيم الشباب الذي يعيش كالنصارى و هي بالغالب تنفر اكثر من ان يستفيد منها الشباب المسلم في سكندنافيا. يقوم الأئمة و الدعاة بالتركيز على زوار المساجد ولا يوجد تواصل مع العدد الأكبر الذي يقضي اوقات الفراغ في النوادي الليلية و قبل اعوام تعرض مرقص ليلي للإحتراق و قتل عدد كبير من الشباب و البنات و اصيب العشرات بحروق شديدة و كان اكثر من 80% منهم من ابناء المسلمين.
يوجد في سكندنافيا عشرات الأئمة المبعوثين من وزارات الأوقاف و المنظمات الإسلامية و هم يلتحقون بالغالب في المؤسسات العاملة لتعاليم الدين الإسلامي و إمامة المصلين ولكنهم بالغالب لا يقومون بوظيفة التعريف بالإسلام بين الناطقين باللغات الإسكندنافية و السبب انهم لا يتقنون هذه اللغات و لا يريدون اصلا تعلمها. هناك بعض الأئمة البوسنيين و الأتراك و البنجال يتجولون في المناطق التي بها مسلمين ولا يوجد بها مساجد؛ من أجل تعليم الجالية المسلمة هناك. يقولون أن الإقبال على الإسلام ضعيف و يضيفون أن الإقبال على الدين الإسلامي من قِبَل الفتيات أكثر من الشباب.
خطر الذوبان تحت مسمى الإندماج
هناك خطورة على ذوبان ابناء عموم المسلمين في المجتمعات الإسكندنافيه، خصوصاً بعد زواج شباب المسلمين من الفتيات المسيحيات. لقد شهدت بنفسي عشرات الحالات التي تزوج فيها شباب مسلمين من مسيحيات، وأنجبوا أطفالاً و تقوم الأم عادة بتربيتهم على دينها النصراني. وفي حالة الطلاق أو الإنفصال تحتفظ الأم بحقها في تربية الأبناء.
وأتذكر منذ نحو عام، عندما ذهبتُ لزيارة بعض المناطق التي بها تجمعات مسلمة، وقررت أن أبحث عن مسلمين هناك.. وجدت اسماء كثيرة في قائمة دليل الهاتف، و حاولت التواصل معهم ولكنهم كانوا يردون علي بحذر شديد ز كأني متسول يريد شئ يسد رمقه. التقيت ببعظهم ولكن المفاجأة أنهم يدفنون من يوفي في مقابر النصارى، وعندما سألتُ بعض الشباب والفتيات عن الإسلام، قالوا: إن ذويهم كانوا يقرأون القرآن و يصلون ولكنهم لا يؤدون الصلاة و يأكلون لحوم الخنزير و يشربون الخمر و يتخذون خليلات و للفتيات علاقات محرمة مع الشباب، ماذا نقول و ذويهم لم يعلموهم أي شيء عن الإسلام ولا حتى اللغة العربية أو لعة الأم إن كانوا من الأعاجم، و هناك العشرات من المسلمين مدفونين في مقبابر النصارى.
حالات أخرى شهدتها، وهي رجال و نساء نلتقي بهم و يقولون: إن والدي كان تركيا أو عربيا و كانوا مسلمين، ولكنهم اليوم نصارى أو لادينيين و لم يتعلموا اي شئ وهم أطفال عن الدين الإسلامي، وقد كبر الأبناء وتربوا على المذاهب النصرانية، وهناك العديد من هذه الحالات المنتشرة في أنحاء دول الشمال. و اشهر لاعب كره سويدي الذي يدعى زلاطان ابراهيموفيش يضع الصليب و ذوية مسلمين و يعاقر الخمر .
والسبب في هذه المآسي هو بالطبع النقص في الثقافة الدينية، وعدم اتباع تعاليم الدين الإسلامي، ونحاول في المراكز الإسلامية والمساجد تعميق الإسلام في نفوس المسلمين هنا . و لاكننا نحتاج الى دعم ضروري من قبل الدعاه .
نحن نحاول إيصال الدين الإسلامي من خلال الندوات والمؤتمرات، والتحدث إلى الناس، وإقامة فعاليات دعوية في مختلف الأماكن في العواصم الإسكندنافية، والذي ينقصنا هو الدعم المادي المستمر لطباعة منشوراتنا الدعوية التي لها صلة بمشكلات خاصة بالمجتمعات الإسكندنافيه.
و نتمنى على الدعاة المدعومين من الناحية المادية من قبل المنظمات الإسلامية و الحكومات أن يقوموا بواجبهم، وما دام هناك مرتبات خاصه للدعاه المبعوثين؛ بحيث يتفرغوا للدعوة وتدريس الدين الحنيف، نجدهم بالغالب منهمكين في أمور بعيده كل البعد عن تبليغ الإسلام للبعيدين عنه. و بما أنهم يتقاضون رواتب و لا يشغلهم التفكير في إيجاد عمل آخر بوقت كامل ليسدوا حاجة اسرهم، وخصوصاً في دول الغرب التي يجب على الفرد أن يعمل فيها طوال اليوم.. نراهم مقصرين بواجبهم الشرعي. انا اتعجب من الداعية المتفرغ يحصر نفسه في مصلى صغير تحليلا لراتبه و ينسى الواجب الذي من اجلة ابتعث لهذه الدول. و الأكثر عجبا أنهم بالغالب يكتبون التقارير المطولة عن انشطتهم الدعوية.
نحن بحاجة الى مراكز دعوة متخصصة في كل مدينة في دول سكندنافيا يلتحق بها دعاة من متقاعدي الكليات الشرعية وخاصة من الذين يتقنون الإنجليزية لفترات محدودة لا تزيد عن ستة اشهر و نحتاج الى توافير ميزانية ا مقطوعة سنويا لهذه المراكز ، حتى يتم فتحها للمسلمين وغيرهم . وقد نبعت فكرة إنشاء هذه المركز الدعوية المتخصصه من أجل تغطية احتياجات غير المسلمين للتعرف على الإسلام و حاجات شباب المسلمين الدينية، وتعليم أكبر عدد ممكن من الشباب المسلمين فن الدعوة والتعريف بالإسلام ، وهو مشروع على المدى الطويل مثمر، و عملياً يمكن إنجازه في وقت قصير.. إذا توفرت السيولة المالية . ومركز الدعوه هي التي نحتاج إليها في سكندنافيا الى جانب المساجد والمدارس.
و نحتاج الى أماكن للترفيه الحلال، لأننا نحتاج صرف نظر شبابنا عن أمور ومشاغل الدنيا، وذلك بتعليمهم العلم النافع مثل القرآن والحديث واللغة العربية، والأناشيد، والرياضه وغيرها من الأنشطة التي تساعد على تقوية روابط الأخوة بين أفراد الجاليات المسلمة. وبالنسبة للأخوات المسلمات سيكون هناك تدريب على المطبخ الحلال، والتشجيع على أكل الحلال ومنافعه والأشغال اليدوية.. بالإضافة إلى تخصيص دروس تربوية قبل الزواج و عن كيفية إدارة المنزل وتنشئة أسرة إسلامية، لأنه في الدول الغربية ليس هناك اهتمام كافٍ بتأهيل المرأة للبيت أو تربية الأسرة، وإن شاء الله سيتم تأهيل الأخوات في هذه الجاليات المسلمة في مراكز الدعوه المتخصصه.
و نريد من الذين يلتحقون في هذه المراكز أن يلتزموا ويتمسكوا بهذا الدين الحنيف بالطريقة التي علمنا إياها حبيبنا ورسولنا محمد عليه الصلاة والسلام.. و نقول للقائمين على الدعوة في عالمنا الإسلامي أن تدركوا أنه من السهل لكم تأدية ما قد أمركم الله به، وخصوصاً إذا كنتم ممن يعملون في مجال الدعوة الإسلامية، وأنه من المحزن أن نرى نهاية العصاة من المسلمين ،الذين لم يتبعوا دين الله، تكون نهايتهم في مقابر النصارى وأنه ليس من السهل علينا التواصل مع المسلمين في دول الشمال بدون عون احبتنا الذين يعيشون في الدول العربية و الإسلامية. نريد إنقاذ اتباع تعاليم الدين الحنيف، وخاصه المسلمين الذين لا يُقدِّرون قيمة ما لديهم من نعمة الإسلام.
م محمود الدبعي
الأمين العام لإتحاد مسلمي السويد
منقول من
www.turkmani.com
قليلةٌ هي المعلومات التي تنشر عن واقع الجاليات العربية والمسلمة في سكندنافيا التي تققع في اقصى بقعه شمالية من الكرة الأرضية و الذي ينشر عن احوال المسلمين الإجتماعية والدينية يصدر عن المؤسسات الإسلامية و غيرها. ولا نسمع سوى أن بعض المسلمين يتعاملون مع المجتمعات الإسكندنافية بأساليب غير اخلاقية ومنهم متطرفون و يكفرون المجتمعات و يستبيحون اموالهم واعراضهم و هذه النسبة لا تزيد عن 15% من عموم المسلمين و هناك الملتزمون من رواد المساجد و نسيتهم لا تزيد عن 20% من عموم المسلمين و السؤال اين البقية الباقية منهم. القليل يرشح عن واقع المهاجرين الذين لا يتصلون بالمساجد ، ولن أكون مبالغا إذا قلت: إن اكثر من 65% من مسلمي دول الشمال لا يعلمون إلا القليل عن الإسلام رغم أن اسماؤهم عربية ولا يتواصلون مع المساجد .. وهناك من لا يعرف شئ يذكر عن دينه و نبية وخالقه و كتابه و اصبت بالدهشة عندما سألت مقدمة برامج في التلفزيون السويدي فتاه مسلمة في سن الخامسة عشرة من هو ربك؟ قالت الفتاه بكل ثقه والإبتسامه لا تفارق محياها ... محمد هو ربي... و تعجبت السيدة من جوابها و أعادت السؤال و سمعت منها نفس الجواب و اضافت الفتاه بعد أن شاهدت على محيا السيده الحيرة . نعم بما أن عيسى (جيسوس) هو رب النصارى فمحمد هو ربنا...ومما يؤسف له، ما تواجهه الجاليات المسلمة في سكندنافيا من خطر الذوبان والانقراض؛ بسبب ظاهرة الإقبال على الزواج من غير المسلمات للذكور و إقبال الإناث على الزواج من غير المسلمين أو في احسن الأحوال تكتفي الفتاه من زوج المستقبل أن ينطق الشهادتين إرضاء للوالدين.
في ظل هذه الظروفٍ الصعبة التي يواجهها جيل الأبناء ، وفي ظل غياب التعليم الإسلامي وندرة الدعاة المتفرغين وغياب الكتب الإسلامية باللغات الإسكندنافية ، خاصة ، و الكثير منهم يتبع عادات أمهاتهم المسيحيات؛ من زيارة الكنائس والمشاركة في الاحتفالات الدينية النصرانية.
عدد المسلمين في دول الشمال كبير جدا من اصل تعداد سكان دول الشمال ( السويد و الدنمارك و النرويج و فنلندا و ايسلندا الذي يزيد عن 25 مليون نسمة، و عدد المسلمين بينهم يزيد عن المليون و مائة الف نسمه - الإحصاءات الأخيرة تقول: إن هناك أكثر من 700 الف مسلم في السويد و اكثر من 250 الف مسلم في الدنمارك و اكثر من 100 الفا في النرويج و حوالي 30 الفا في فنلندا. أكثرالمسلمين من العراقيين و الذين يزيد عددهم عن 200 الف و الأتراك الذين يزيد عددهم عن 150 الفا و الإيرانيين الذين يزيد عددهم عن 80 الفا و البوسنيين الذين يزيد عددهم عن 75 الفا و الباكستانيين الذين يزيد عددهم عن 50 الفا و الصوماليين الذين يزيد عددهم عن 50 الفا و اللبنانيين والفلسطينيين و باقي العرب الذين يزيد عددهم عن 300 الفا و غيرهم الكثير . هؤلاء هاجروا إلى سكندنافيا خلال 60 عاما. ونود الإشارة هنا إلى أن دول الشمال باستثناء الفنلنديين من جنس واحد و هو الفايكنج مع خليط من عدة أجناس أوروبيه.
يوجد في سكندنافيا حوالي خمسة عشر مسجد ا و اغلبها في السويد و هناك مخطط لبناء مسجدين في كوبنهاجن و هناك حوالي 300 جمعية إسلامية بدول الشمال و اغلب مقراتها اقبية و شقق سكنية صغيرة و هناك بعض العقارات التي اشتريت و حولت لمساجد. أغلب المساجد تديرها الإثنيات والقوميات و لذلك نسمع عن مساجد الأتراك و الصوماليين والعرب و البوسنيين و الباكستانيين ... الخ
أغلب المساجد والجمعيات تتواجد في المدن الكبيرة و تفتقر المدن الصغيرة للمصليات.. و من هنا نتلمس اساس المشكلة... الآف المسلمين يقيمون في مدن لا توجد بها مصليات و لا يزورها احد و يقول شيخ بنغالي من جماعة التبليغ زرنا عشرات المدن والتقينا بمسلمين ولم نرى اي جمعية أو مصلى.
المدن و القرى الواقعة شمالي السويد والنيرويج و فنلندا تفتقر للمساجد و لذلك يعاني المهاجرون نقصاً حاداً في العلوم الدينية وأيضا نقصاً في الترفيه الحلال، و رغم جهودنا من أجل ملء هذا الفراغ وسد هذه الثغرة؛ إلا اننا فشلنا و اليوم هناك الاف الشباب العربي الذي لا يجيد اللغة العربية ولا يعرف شئ عن تعاليم الإسلام وسُنة نبينا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام. يقول شاب متدين التقيت بفتاه بوسنية جميلة جدا و تحدثنا طويلا و فجأه قالت لي هل تريد أن تكون صديقي و قال لها ما فهمت قالت بوي فرند فقلت لها الست مسلمة قالت نعم و اضافت لذلك اريد صديق مسلم لأني لا احب مصادقة النصارى. يقول الشاب استغفرت الله وحاولت اشرح لها شئ من تعاليم الإسلام إلا انها خاوية تماما... هذا التواصل الضعيف مع الإسلام ينتج عنه مسلمين بالإسم.
تقوم الجمعيات الإسلامية والمساجد في سكندنافيا بجهود دعوية وتعليمية؛ للحفاظ على أبناء الأعضاء بالغالب من الضياع، و لا تبالي هذه الجمعيات بالأعداد الكبيرة من المسلمين المغيبين أوو الغائبين. تصلنا بعض الكتب المترجمة و لكنها لا تتناسب مع ثقافة وقيم الشباب الذي يعيش كالنصارى و هي بالغالب تنفر اكثر من ان يستفيد منها الشباب المسلم في سكندنافيا. يقوم الأئمة و الدعاة بالتركيز على زوار المساجد ولا يوجد تواصل مع العدد الأكبر الذي يقضي اوقات الفراغ في النوادي الليلية و قبل اعوام تعرض مرقص ليلي للإحتراق و قتل عدد كبير من الشباب و البنات و اصيب العشرات بحروق شديدة و كان اكثر من 80% منهم من ابناء المسلمين.
يوجد في سكندنافيا عشرات الأئمة المبعوثين من وزارات الأوقاف و المنظمات الإسلامية و هم يلتحقون بالغالب في المؤسسات العاملة لتعاليم الدين الإسلامي و إمامة المصلين ولكنهم بالغالب لا يقومون بوظيفة التعريف بالإسلام بين الناطقين باللغات الإسكندنافية و السبب انهم لا يتقنون هذه اللغات و لا يريدون اصلا تعلمها. هناك بعض الأئمة البوسنيين و الأتراك و البنجال يتجولون في المناطق التي بها مسلمين ولا يوجد بها مساجد؛ من أجل تعليم الجالية المسلمة هناك. يقولون أن الإقبال على الإسلام ضعيف و يضيفون أن الإقبال على الدين الإسلامي من قِبَل الفتيات أكثر من الشباب.
خطر الذوبان تحت مسمى الإندماج
هناك خطورة على ذوبان ابناء عموم المسلمين في المجتمعات الإسكندنافيه، خصوصاً بعد زواج شباب المسلمين من الفتيات المسيحيات. لقد شهدت بنفسي عشرات الحالات التي تزوج فيها شباب مسلمين من مسيحيات، وأنجبوا أطفالاً و تقوم الأم عادة بتربيتهم على دينها النصراني. وفي حالة الطلاق أو الإنفصال تحتفظ الأم بحقها في تربية الأبناء.
وأتذكر منذ نحو عام، عندما ذهبتُ لزيارة بعض المناطق التي بها تجمعات مسلمة، وقررت أن أبحث عن مسلمين هناك.. وجدت اسماء كثيرة في قائمة دليل الهاتف، و حاولت التواصل معهم ولكنهم كانوا يردون علي بحذر شديد ز كأني متسول يريد شئ يسد رمقه. التقيت ببعظهم ولكن المفاجأة أنهم يدفنون من يوفي في مقابر النصارى، وعندما سألتُ بعض الشباب والفتيات عن الإسلام، قالوا: إن ذويهم كانوا يقرأون القرآن و يصلون ولكنهم لا يؤدون الصلاة و يأكلون لحوم الخنزير و يشربون الخمر و يتخذون خليلات و للفتيات علاقات محرمة مع الشباب، ماذا نقول و ذويهم لم يعلموهم أي شيء عن الإسلام ولا حتى اللغة العربية أو لعة الأم إن كانوا من الأعاجم، و هناك العشرات من المسلمين مدفونين في مقبابر النصارى.
حالات أخرى شهدتها، وهي رجال و نساء نلتقي بهم و يقولون: إن والدي كان تركيا أو عربيا و كانوا مسلمين، ولكنهم اليوم نصارى أو لادينيين و لم يتعلموا اي شئ وهم أطفال عن الدين الإسلامي، وقد كبر الأبناء وتربوا على المذاهب النصرانية، وهناك العديد من هذه الحالات المنتشرة في أنحاء دول الشمال. و اشهر لاعب كره سويدي الذي يدعى زلاطان ابراهيموفيش يضع الصليب و ذوية مسلمين و يعاقر الخمر .
والسبب في هذه المآسي هو بالطبع النقص في الثقافة الدينية، وعدم اتباع تعاليم الدين الإسلامي، ونحاول في المراكز الإسلامية والمساجد تعميق الإسلام في نفوس المسلمين هنا . و لاكننا نحتاج الى دعم ضروري من قبل الدعاه .
نحن نحاول إيصال الدين الإسلامي من خلال الندوات والمؤتمرات، والتحدث إلى الناس، وإقامة فعاليات دعوية في مختلف الأماكن في العواصم الإسكندنافية، والذي ينقصنا هو الدعم المادي المستمر لطباعة منشوراتنا الدعوية التي لها صلة بمشكلات خاصة بالمجتمعات الإسكندنافيه.
و نتمنى على الدعاة المدعومين من الناحية المادية من قبل المنظمات الإسلامية و الحكومات أن يقوموا بواجبهم، وما دام هناك مرتبات خاصه للدعاه المبعوثين؛ بحيث يتفرغوا للدعوة وتدريس الدين الحنيف، نجدهم بالغالب منهمكين في أمور بعيده كل البعد عن تبليغ الإسلام للبعيدين عنه. و بما أنهم يتقاضون رواتب و لا يشغلهم التفكير في إيجاد عمل آخر بوقت كامل ليسدوا حاجة اسرهم، وخصوصاً في دول الغرب التي يجب على الفرد أن يعمل فيها طوال اليوم.. نراهم مقصرين بواجبهم الشرعي. انا اتعجب من الداعية المتفرغ يحصر نفسه في مصلى صغير تحليلا لراتبه و ينسى الواجب الذي من اجلة ابتعث لهذه الدول. و الأكثر عجبا أنهم بالغالب يكتبون التقارير المطولة عن انشطتهم الدعوية.
نحن بحاجة الى مراكز دعوة متخصصة في كل مدينة في دول سكندنافيا يلتحق بها دعاة من متقاعدي الكليات الشرعية وخاصة من الذين يتقنون الإنجليزية لفترات محدودة لا تزيد عن ستة اشهر و نحتاج الى توافير ميزانية ا مقطوعة سنويا لهذه المراكز ، حتى يتم فتحها للمسلمين وغيرهم . وقد نبعت فكرة إنشاء هذه المركز الدعوية المتخصصه من أجل تغطية احتياجات غير المسلمين للتعرف على الإسلام و حاجات شباب المسلمين الدينية، وتعليم أكبر عدد ممكن من الشباب المسلمين فن الدعوة والتعريف بالإسلام ، وهو مشروع على المدى الطويل مثمر، و عملياً يمكن إنجازه في وقت قصير.. إذا توفرت السيولة المالية . ومركز الدعوه هي التي نحتاج إليها في سكندنافيا الى جانب المساجد والمدارس.
و نحتاج الى أماكن للترفيه الحلال، لأننا نحتاج صرف نظر شبابنا عن أمور ومشاغل الدنيا، وذلك بتعليمهم العلم النافع مثل القرآن والحديث واللغة العربية، والأناشيد، والرياضه وغيرها من الأنشطة التي تساعد على تقوية روابط الأخوة بين أفراد الجاليات المسلمة. وبالنسبة للأخوات المسلمات سيكون هناك تدريب على المطبخ الحلال، والتشجيع على أكل الحلال ومنافعه والأشغال اليدوية.. بالإضافة إلى تخصيص دروس تربوية قبل الزواج و عن كيفية إدارة المنزل وتنشئة أسرة إسلامية، لأنه في الدول الغربية ليس هناك اهتمام كافٍ بتأهيل المرأة للبيت أو تربية الأسرة، وإن شاء الله سيتم تأهيل الأخوات في هذه الجاليات المسلمة في مراكز الدعوه المتخصصه.
و نريد من الذين يلتحقون في هذه المراكز أن يلتزموا ويتمسكوا بهذا الدين الحنيف بالطريقة التي علمنا إياها حبيبنا ورسولنا محمد عليه الصلاة والسلام.. و نقول للقائمين على الدعوة في عالمنا الإسلامي أن تدركوا أنه من السهل لكم تأدية ما قد أمركم الله به، وخصوصاً إذا كنتم ممن يعملون في مجال الدعوة الإسلامية، وأنه من المحزن أن نرى نهاية العصاة من المسلمين ،الذين لم يتبعوا دين الله، تكون نهايتهم في مقابر النصارى وأنه ليس من السهل علينا التواصل مع المسلمين في دول الشمال بدون عون احبتنا الذين يعيشون في الدول العربية و الإسلامية. نريد إنقاذ اتباع تعاليم الدين الحنيف، وخاصه المسلمين الذين لا يُقدِّرون قيمة ما لديهم من نعمة الإسلام.
م محمود الدبعي
الأمين العام لإتحاد مسلمي السويد
منقول من
www.turkmani.com