المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان لنفــرض أن الله فرضيـّـة (Hypothesis)...



عبدالله الشهري
12-07-2011, 10:27 PM
لنفرض أن الله فرضية (hypothesis)، حتى في هذه الحالة سوف نجد أنها أفضل وأمثل فرضية ممكنة بالنسبة "لـلخبرة البشرية" بجميع مكوناتها على كافة المستويات. لذلك كان خطاب الله - أي وحيه - صديقاً للخبرة البشرية ومألوفاً لها أو كما يمكن أن يقال في الإنجليزية experience-friendly. سيقول الملحد: لا ننكر أن فرضية الإله فرضية مريحة جداً لكثير من الأمم في القديم والحديث ولكن محل نزاعنا معكم أساساً هو في هذه النقطة فما الذي يمنع أن تكون الخبرة البشرية هي من اخترع فرضية الإله، فالجواب: نحن أصلاً لم نجعل الله فرضية إلا من أجل سؤالكم هذا !
فرضنا أن فرضكم هذا صحيح، فوجدنا أنه ما زال بإمكاننا أن نقول أن فرضية الخالق تبقى أفضل فرضية اخترعتها الخبرة لقطع دابر حيرتها على عدة مستويات، وهذا متسق مع التفكير العلمي إذ ما زال العلماء يهرعون إلى افتراض أفضل البدائل الممكنة وإن لم يكن لها وجود الآن. للملحد أن يقول: نعم ولكن الفرق بيننا وبينكم أننا نعتمد في افتراضنا على معطيات وقرائن حسية حاضرة على الأقل أما أنتم فبناء على ماذا يكون افتراض وجود الخالق معقولاً ومقبولا؟ الجواب: سوف نسلّم لكم جدلاً مشروعية هذا السؤال وإن كان يحتوي ضمناً على مفارقة وننتقل بكم إلى ما يجعل فرضية وجود الخالق أمراً معقولاً ومقبولاً ألا وهو حاجتنا للجواب عن لماذا؟ لماذا هذا الكون وليس غيره؟ لماذا أنا الواعي المُدرِك العاقل بدلاً من غير ذلك؟ لماذا أنا المتسائل المتطلع المتشوف لما وراء الزمان والمكان وليس غير ذلك؟ لماذا أنا الأخلاقي بدلاً من اللآّأخلاقي والإنساني بدلاً من اللاّإنساني؟ فكل هذه الأسئلة لا ننكر أن الملحد قادرٌ على إخراسها بالافتراض الذي يريد ولكن تبقى فرضية الخالق الأفضل على كافة الاعتبارات والمستويات النفسية والوجودية معاً. فإن قال الملحد: سوف أسلّم لك أن فرضية الخالق صحيحة ولكن من وجه آخر هي تهدم وتفسد لأنها سوف تحجز الإنسان عن البحث وتغلق عليه طريق المعرفة. الجواب: هذا اعتراضٌ براجماتي (نفعي) محض وهو اعتراض ينتمي إلى جنس من الاعتراضات أنتم من أشد الناس عداوة له ومخاصمة للقائلين به. أليس احتجاجنا بكون فرضية الخالق أو الإله (God hypothesis) أفضل وأمثل فرضٍ لقطع دابر الحيرة احتجاجٌ براجماتي بامتياز، فلماذا تنقمون منا مالا تنقمون من أنفسكم؟

....إن سنح لي شيء أضفته.

جُنيد الله
12-07-2011, 10:55 PM
مقال رائع استاذ عبد الله الشهري....
بارك الله فيك

د. هشام عزمي
12-08-2011, 12:45 AM
أضف يا شيخنا .. كلامك جميل جدا ويبين الوهاء الفكري للبناء الإلحادي ..

إلى حب الله
12-08-2011, 01:15 AM
سبحان الله العظيم ..
لي فترة أريد أن أكتب موضوعا ًقريب من هذا في بذرته باسم :
(( المؤمن أحسن حالا ً )) !

ولكني لم أكن لأظهره بهذا الوضوح والتركيز المنطقي من جهة فكرة الفرضية في حد ذاتها وإنما :
بتفصيل أكثر من جهة سرد بعض الفروق الجوهرية بين حياة المؤمن وحياة الملحد !

جزاك الله خيرا ًشيخنا عبد الله ..
وأعانك الله على كل خير ..

نيوتن
12-08-2011, 02:20 AM
فرضية نعم، أحسن فرضية لا أعتقد،
مهمة أسئلتك هذه

لماذا هذا الكون وليس غيره؟ لماذا أنا الواعي المُدرِك العاقل بدلاً من غير ذلك؟ لماذا أنا المتسائل المتطلع المتشوف لما وراء الزمان والمكان وليس غير ذلك؟
لكن هل فرضية الله هي أحسن إجابة، كيف؟

عبدالله الشهري
12-08-2011, 02:44 AM
تجربة شخصية subjective experience... جربتُ الإيمان بهذه الفرضية فوجدتها مريحة وحلوة جداً...سواء نظرتُ إليها من زاوية التكيفيين adaptationists أو من خلال تفسير اللاتكيفيين non-adaptationists ...ففي نهاية المطاف هي فرضية جنيت ولازلت أجني منها فوائد كثيرة جداً.

نيوتن
12-08-2011, 10:59 PM
إذا كان الأمر فرضيات و subjective experience فأنا سأضع لنفسي فرضية أحلى بكثير، سأفترض أن إله خلقنا ليمتعنا وأن الجميع سيدخل الجنة وأن هذه الحياة مجرد لعب ولهو وبعض التعب حتى يستشعر الانسان في الجنة المتعة الحقيقية.
و ربما سيحتج علينا مدمني الكحول والمواد المخدرة غدا بأن subjective experience عندما تعاطون هذه الأشياء من أحلى ما يكون.

الجالامبو
12-08-2011, 11:20 PM
هذا الsubjective experience أسمعه من المسلمين و المسيحيين و اليهود و البهائيين و البوذيين و الهندوس...إلخ إلخ إلخ.
إذاً فحسب كلامك كل الأديان صحيحة؟

عبدالله الشهري
12-09-2011, 12:22 AM
إذا كان الأمر فرضيات و subjective experience فأنا سأضع لنفسي فرضية أحلى بكثير، سأفترض أن إله خلقنا ليمتعنا وأن الجميع سيدخل الجنة وأن هذه الحياة مجرد لعب ولهو وبعض التعب حتى يستشعر الانسان في الجنة المتعة الحقيقية.
ما دام أن هذه الفرضية "أحلى بكثير" فما الذي يمنعك من قبولها واعتناقها، فهي أجدى لك من أن "تفترض" العكس، أليس كذلك؟

عبدالله الشهري
12-09-2011, 12:28 AM
هذا الsubjective experience أسمعه من المسلمين و المسيحيين و اليهود و البهائيين و البوذيين و الهندوس...إلخ إلخ إلخ.
إذاً فحسب كلامك كل الأديان صحيحة؟
كلامي بالدرجة الأولى منصب على وجود إله واحد خالق لكل شيء، وعليه أنا أنازع أصحاب الأديان الأخرى أيضاً بأن افتراض وجود إله واحد خالق لكل شيء نجتمع كلنا على الإيمان به هو أيضاً فرضية جميلة ورائعة وتحقق مكاسب كبيرة للبشر كلهم.

عبدالله الشهري
12-09-2011, 12:59 AM
...وفرضية وجود إله وحاكم للكون ، كما صرّح دارون، شهدت لها بعضٌ من أعظم العقول التي وجدت في التاريخ [1]...نحن إذاً لا نتحدث عن فرضية تستوي مع أي فرضية ممكنة وإنما عن فرضية ترجحها خبرة البشر في الواقع، منذ فجر التاريخ إلى هذه اللحظة.
= = = = = = = = = = = = = == = = =
[1] بشهادة دارون...لا تلازم بين نقصان العقل والإيمان بوجود الخالق (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=260794#post260794).

عبدالله الشهري
12-09-2011, 02:04 AM
...وفرضية وجود إله وحاكم للكون ، كما صرّح دارون، شهدت لها بعضٌ من أعظم العقول التي وجدت في التاريخ [1]...نحن إذاً لا نتحدث عن فرضية تستوي مع أي فرضية ممكنة وإنما عن فرضية ترجحها خبرة البشر في الواقع، منذ فجر التاريخ إلى هذه اللحظة.
= = = = = = = = = = = = = == = = =
[1] بشهادة دارون...لا تلازم بين نقصان العقل والإيمان بوجود الخالق (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=260794#post260794).

في هذا الصدد يقول Ray Billington في كتابه Religion without God :

To state, then, that religious experiences cannot be real because they have no form is to turn one’s eyes from a fair proportion of human affirmations over the millennia. - - - 1
الترجمة التقريبية للزملاء:
القول بأن "الخبرة/التجربة الدينية" لا يمكن أن تكون حقيقية لأنه لا صورة (متجسدة) لها ما هو إلا غض للبصر عن نسبة معتبرة من الإقرار البشري على مدى آلاف السنين.

= = = = = = = = = = = = = = = = = = =
[1] p. 131 ، Routledge، 2002

أبو عثمان
12-09-2011, 05:57 PM
بارك الله فيك شيخي ابا ضياء وكثّر للأمة من أمثالك
فائدة عظيمة وتنزّل جدلي مفحم , واشكر فيك الاختصار مع التركيز .. محبك حفيد

عبدالله الشهري
12-10-2011, 12:17 AM
اشكر كل الإخوة الذين اتحفوني بمروهم وأدعو لهم بالتوفيق والرشاد.

نيوتن
12-10-2011, 04:28 PM
ما دام أن هذه الفرضية \"أحلى بكثير\" فما الذي يمنعك من قبولها واعتناقها، فهي أجدى لك من أن \"تفترض\" العكس، أليس كذلك؟

لأني لا أتبع ما يعجبني ولا أتبع الحدس والعواطف ، ولكن أتبع العقل والمنطق وما تضافرت عليه الأدلة.

المقدسي السلفي
12-10-2011, 07:30 PM
لأني لا أتبع ما يعجبني ولا أتبع الحدس والعواطف ، ولكن أتبع العقل والمنطق وما تضافرت عليه الأدلة.

أدلة أجتماع الامر و نقيضه !!!!!و عقلك الذي يملك مبرهنات ظنية للقطعي من الامور و عقلك الذي تطور للبقاء اراه يبحث عن دليل عذرا هل هذه أنثولوجي (ontology) ميتفيزقيا لتبحث يا صديقي كف البحث فقد ثبت عندك بالدليل القاطع مع اجتماع نقيضه ان الامر مجرد بحث عن الدليل و نقيضه!!!!

أمَة الرحمن
12-10-2011, 07:38 PM
لأني لا أتبع ما يعجبني ولا أتبع الحدس والعواطف ، ولكن أتبع العقل والمنطق وما تضافرت عليه الأدلة.

أظرف نكتة سمعتها طوال اليوم! :)):

عبدالله الشهري
12-10-2011, 11:17 PM
لأني لا أتبع ما يعجبني ولا أتبع الحدس والعواطف ، ولكن أتبع العقل والمنطق وما تضافرت عليه الأدلة.
هذا ما كنت أريده. أنا لا أوفقك.
التصور الذي كان يقول أن العقل كيان معزول عن مطالب/حاجات الشعورية هو تصور تقليدي عفى عليه الزمن يا نيوتن. الأبحاث كثيرة جداً جداً في هذا الباب ولكن من الكتب المعاصرة التي جمعت شتات خلاصتها كتاب عالم الأعصاب الشهير Antonio Damasio ، وخلاصة القول فيه بشأن هذا المسألة بعينها أن هناك علاقات تفاعلية عميقة بين الحاجات الشعورية و طريقة استعمال العقل. من القدماء اللذين أشاروا إلى هذه الفكرة قبل تواتر الأبحاث المعاصرة ديفيد هيوم وبلييز باسكال [1]، بل إن نظرية التطور - إن شئت أن نحتكم إليها في هذه المسألة فلا مانع عندي - تجعل "النفعية" الموجّه الأول للنشاط العقلي. فلا أدري على أي أساس علمي ادّعيت هذه القدرة "غير الطبيعية" على تشغيل العقل معزولاً عن تحيزاته النفعية/الحاجيّة؟ العلم الحديث في هذا المجال لا يؤيدك فحسب بل يغلّطك. لن تستطيع أن تأتي ببحث علمي واحد يثبت عكس كلامي.
نعم، مرة أخرى: هذا ما كنت أريده منك ومن غيرك من الملاحدة، لسبب مهم: وهو أن فرضية الإله تعبّر عن "اتجاه عقلي"، أي أنها حالة نفسية مركّبة من: اتجاه + عقل، والاتجاه يعبر عن مطالب شعورية بينما العقل يعبّر عن مطالب فكرية reasoning. المغالطة الكبيرة التي انخدع بها الملاحدة هي فرضهم أن إلحادهم قرار عقلي محض unalloyed، بينما المتدينون أفضل حالاً وواقعية منهم لأنهم معترفون بلسان الحال والمقال أن تعاطيهم مع فرضية الإله محكوم بحالة مركبة من حاجات ومطالب شعورية عقلية - احترز! هنا لفٌ ونشر - أي "اتجاه عقلي".[2]
النتيجة: لنفرض معك أن فرضية الإله لا يمكن إثباتها عقلاً - أي بالعقل المحض تنزلاً مع مفهومك للعقل - ولكن لا تستطيع أن تُصادر ما يقضي به الواقع من أن فرضية الإله أثبتت صلاحيتها كـاتجاه عقلي، أي بمعنى آخر: في حال فرضنا أن الإله فرضية عقلية وفي حال قبلنا مفهومك للعقل فإن فرضية الإله تبقى في أسوأ الأحوال فرضية ممكنة الصحة، إذاً ما هو المرجّح الذي يبقى معنا؟ الجواب: هو النفعي/الحاجي، وهو مرجّح مشروع بقانون الطبيعة وقد أخبرتك مراراً وتكراراً أن "التدين" حاجة شعورية مستقرة بإجماع علماء التطور والبيولوجيا النفسية وكذا العصبية غاية ما في الأمر أنهم انقسموا إلى حزبين تجاه تفسيرها: adaptationists في مقابل non-adaptationists، ولا يسع الملحد تجاه هذه النزعة إلا شيء واحد وهو توجيه طاقتها في اتجاه مختلف فقط، فبدلاً من أن توجه إلى الله فإنها توجه إلى إدمان البحث والنظر والسؤال والجدل، ولذلك تجد الملاحدة يعبّرون عن موقفهم هذا بطريقة ضمنية عندما يقولون: لو آمنا بوجود الإله فإن هذا يقطع علينا متعة البحث والتعلم، أو كما عبّرت أنت عن نفسك عندما قلت: (الحقيقة تجدها في الحياة الحقيقة والأجواء المنفتحة وبالتفكر وليس بالنقاش مع أصحاب العقائد الثابتة (http://www.eltwhed.com/vb/showpost.php?p=262907&postcount=7)). وموقفك هنا هو في حقيقته "اتجاه عقلي" وليس نتيجة يمليها العقل أو المنطق "المحض"، فهذا أصلاً لا وجود له كما أسلفت، ولكنه اتجاهٌ عقلي تجاه الخالق، أي يرفض فرضية الخالق لأسباب تتعلق برغبة أصيلة ولكن متطرفة جداً في التحرر واستنشاق الهواء النقي من وجهة نظر الملحد. الخلاصة مرة أخرى: لا يوجد مرجح عقلي محض يجعل الناس يستريحون إلى فرضية الإلحاد ولكن - في المقابل - يوجد مرجح "الاتجاه العقلي" الذي يمكن أن يجعل بعض الناس يستريح لفرضية الخالق وبعضهم لا يستريح لها، فإذا ما تعلق الأمر بهكذا مرجح فإن لغة الواقع منذ فجر التاريخ إلى هذا اليوم تؤيد صلاحية الاتجاه العقلي الأول وتستبعد الثاني، إن قال الملحد مرة أخرى: أنا اتبع العقل والمنطق ولا اتبع الهوى والعواطف..كما يحلو له، قلنا له: هذا كلام غير صحيح واقعاً وعلمياً، والأمر الثاني: في حال فرضنا صحة كلامك فإن الملايين من البشر في القديم والحديث أيضاً يقولون أنهم استعملوا عقولهم ومنطقهم في قضيتهم التي ارتاحوا إليها، فإذا استوت الإدعاءات كما ههنا لم يبق مرجح إلا لغة الواقع (والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم).

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
[1] انظر: Descartes' Error ، ص 200، لــ Antonio Damasio.
[2] الجدير بالذكر أن التصور الإسلامي للعقل- لا سيما عند أئمة أهل السنة كابن تيمية وتلميذه ابن القيم - متقدم على زمنه وذلك أن العقل في لغة القرآن واستعمال العرب يطلق ويراد به هذه الحالة المركبة، ومن التقريرات الشهيرة لأئمة أهلا السنة في تعريف العقل أنه مركز القلب وله تعلق بالدماغ، أي ليس في الدماغ فقط وليس في منعزلاً في القلب فقط، لذلك يقول الرياضي Blaise Pascal السالف ذكره :"إن للقلب أسبابه التي تخصه و التي لا يعرفها العقل" وذلك في جوابه عن أسباب بعض القرارات "الواعية" - كالإيمان بالله وغير ذلك - التي يتخذها الناس دون مبرر عقلي محض من وجهة نظرهم.

نور الدين الدمشقي
12-11-2011, 12:52 AM
فتح الله عليك ونور بصيرتك اخي عبد الله.
الزميل نيوتن: أما آن لك ان تؤمن؟

عبدالله الشهري
12-11-2011, 12:57 PM
تمشياً مع الرؤية الجديدة لعلاقة العقل بالمشاعر/والعواطف، يقول Andrew Collier أحد رواد الفلسفة النقدية الواقعية Critical Realism وهي المدرسة التي بدأت تعيد تفسير أسس فلسفة العلوم مؤخراً:

Hume is right in assigning reason a purely cognitive task. But he is quite wrong about emotions. He sees them as being, at bottom, just blind urges, like itches which have to be scratched. But any real emotion or even desire, love or hate, fear or hope or anger or joy, lust or hunger or thirst—involves ideas, beliefs, judgements, explanations, all sorts of cognitive operations of reason. - - 1

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
[1] Being and Worth, Routledge, 1999, p. 15

عبدالله الشهري
12-13-2011, 01:09 AM
إذاً نستطيع أن نقول بكل ارتياح أن الرؤية الجديدة أصابت الإلحاد في مقتل إذ لا يوجد شئ اسمه عقل محض، عمل العقل نتيجة لمجموع علاقات معقدة بين المشاعر والأفكار. سابقاً كان الملحد يظن أن قرار إلحاده أدّاه إليه العقل "الخالص الموضوعي"، واليوم تأكّد أن قرار إلحادِه يسبقه أو يُلازمه تحيّز شعوري ذاتي ولابد.

أبو عثمان
12-13-2011, 09:55 PM
فُصِلَ الخطاب
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

تائب جديد
05-23-2012, 04:33 AM
ما شاء الله .. عرض رائق يا أخ عبدالله. جزاك الله خيرا

عبدالله الشهري
05-25-2012, 07:33 PM
شكراً لك أخي تائب وفقكم الله.


[للبورفيسور هنتر ميد،من معهد كاليفورنيا للتقنية، في كتابه Types and Problems of Philosophy ، عبارة عميقة عن حال الفيلسوف الوضعي الملحد، فهو يخبرنا أن الفيلسوف أو العالم الوضعي الملحد يقول أن أكبر سبب يدعوه للتمسك برأيه ماهو إلا الاحترام المطلق لقيمة النزاهة في حد ذاتها، ولكنه يغفل أن هذا ليس محل نزاعنا ولا كلام لنا عليه، وإنما الكلام في مصدر هذه النزاهة ولم يتوجب عليّنا احترامها أساساً بل - وهو يستشهد بموقف وليم جيمز - هذا الاتجاه لا يمكن أن يخلو من أساس براجماتي (أي: نفعي) شاء أم أبى، والسؤال: الملحد الوضعي الموضوعي من أشد الناس كرهاً لاتخاذ خيار يوجهه تحيز براجماتي، لأن تعريف النزاهة عنده لا بد أن يمليه التعقل أو التفكير الخالص المحض الذي لا شائبة للنفعية المسبقة فيه، وهذا مستحيل في الواقع].
أصله من هنــا (https://www.facebook.com/HopeBringsHope/posts/10151011611867176).