نقد
12-15-2011, 07:11 PM
صديقنا الملحد إما مجنون أو عابث أو متعالم !
ينبغي أن نفرق في الملاحدة بين ثلاثة أنواع :
ملاحدة مجانين ، وهؤلاء ينبغي أن يقتصر حوارنا معهم على إرشادهم إلى أقرب مستشفى للأمراض العقلية.
وملاحدة عابثين ، وهؤلاء ينبغي أن لا نسرف في حوارهم ، إنما يكفي كشف عبثية الشبه التي يطرحونها.
وملاحدة متعالمين، وهؤلاء ينبغي إنتقاؤهم وتقديرهم وفتح حوارات جادة معهم ، تنتبه إلى التأصيل المنهجي لمقدمات المعرفة ، وضبط شروط بنائها.
لبيان ما سبق أوضح بما يلي :
أنواع الشبه وكيفية جوابها
من خبرتي المتواضعة في قراءة كثير من الكتابات الناقدة للإسلام في المنتديات الحوارية انتهيت إلى تصنيف الشبه إلى أنماط ثلاثة هي :
- شبه تليق بمستشفى المجانين،
- وشبه تليق بالعبث الطفولي،
- وشبه معرفية متعالمة صادرة عن إشكالات في المنهج والتصور.
فما معنى هذه الأنماط الثلاثة من الشبه ؟
وكيف ينبغي أن نتعامل مع كل نمط بما يناسبه ويليق به؟
- أما شبه مستشفى المجانين ، فلا ينبغي أن نلتفت إليها. لأن الحوار فيها لا يمكن أن يتقدم ما لم يشف صاحبها من خلله العقلي وأزمته النفسية.
إذ مبعثها وأصلها خلل مرضي ، لذا ينبغي أن نرشد الملحد لكي يذهب ليتمدد على فراش المرض لا أن يجلس إلى طاولة الكمبيوتر حاسبا نفسه أنه بذلك سيخط أفكارا تقيم الدنيا ولا تقعدها .
ومثل هذا النوع من الشبه كثير و لا ينبغي أن نلقي له بالا؛ إلا إذا أردنا أن نحول المنتدى إلى مستشفى للأمراض العقلية.
وأغلب هذه الشبه التي أقترح أن نسميها " شبه الحمقى"، لا يغرنك أن الملحد ينشرها تحت مزاعم مبالغ فيها ، من قبيل هدم الإسلام ، أو تحطيم الدين الإسلامي، أو هدم القرآن ... أو غير هذا وذاك من العناوين الجوفاء التي تدل بحد أسلوب تعبيرها عن هيجان وجدان مريض، لا عن تيقظ ذهن عاقل.
- وأما شبه النوع الثاني ،أي الشبه العبثية؛ فيكفي لفضحها أن نترجم عباراتها بشكل صحيح ، حيث سيتبين أنها تؤول إلى العبث.
ومثال ذلك :
شبهة :
"هل يستطيع الله أن يخلق صخرة يعجز عن حملها ؟"
فالدخول في مناقشة مسهبة في هذا النوع من الشبه الطفولية ، واستحضار مقدمات مفاهيمية لتأسيس معنى تعلق القدرة بالممكن وعدم تعلقها بالواجب والمستحيل . أراه مع الملحد العابث إسرافا في غير محله؛ لأن الملحد المشاغب لن يفهم معنى تعلق القدرة بالممكن فقط ، وكونها رغم ذلك مطلقة. لذا يجب أن نقتصر على فضح عبثية سؤاله . أما إقناعه بالدين فتلك عملية أخرى تشترط الانتقال إلى المدخل المنهجي لتأسيس الإيمان. وهذا المدخل يستلزم تحقيق قواعد وأصول ، ثم بناء المفاهيم ، ثم بيان الترتيب المنهجي للنظر الفكري، وكيف يختلف الترتيب بحسب كل نوع من أنواع القضايا – ( حيث أن ترتيب النظر في قضية عقدية ، ليس كترتيب النظر في قضية عملية قيمية . و ترتيب النظر في تحقيق سند القول ، ليس كترتيب النظر في تحقيق دلالة القول . وترتيب النظر لفهم آية قرآنية يستلزم تحقيق مقدمات عديدة أولها معرفة علوم اللغة وما يتصل بها ... وقس على ذلك ). وإذا كان المحاور اللاديني يرغب بصدق في الوصول إلى الحقيقة ، - وقدر الله له الهداية (إنك لا تهدي من أحببت ) - لابد أن نؤسس معه في الحوار قواعد وأصول، ونبين له مدلولات المفاهيم ونستدل على صدقية وصوابية المعنى الذي نعطيه لمفهوم الألوهية ... وبعد ذلك قد يرفض هو نفسه شبهته العبثية التي جاءنا بها ابتداء، كشبهة "هل يستطيع الله أن يخلق صخرة يعجز عن حملها؟"؛ لأنه قد استقر لديه معرفيا وجود الله، بما يليق به سبحانه من تنزيه يقترن به ،ضرورة ، نفي العبث.
لذا لا داعي لمناقشة عبارة عبثية ، بل يكفي عندئذ – أي بعد استقرار الأصول المنهجية لمعنى الوجود الإلهي وتنزيهه – أن نترجم له الشبهة بعبارة صحيحة تفضح عبثيتها . وهكذا نوضح له أن الملحد بدل أن يقول:
- هل يستطيع الله أن يخلق صخرة لا يستطيع حملها؟
يجب أن يقول :
- هل يستطيع الله أن يُعجز نفسه بنفسه؟.
وإذا قال هذا سيتبين له بوضوح أن مطلوب سؤاله لعب ظاهر العبث إلى درجة السخف.
وسنؤكد له أن جواب هذا وما يشبهه من الشبه لا يستحق أكثر من ثلاث كلمات فقط :
الله منزه عن العبث.
وكفى !
أما النوع الثالث ، أي الشبه المعرفية ، فذاك ما ينبغي في حواراتنا أن نركز عليه، ونخضعه للدرس والتفكيك .
ولتحقيق مشروع نقد الشبه المعرفية أقترح :
- ضبط أسلوب الحوار بتركيزه على النقد المعرفي فقط:
ذلك أن كثيرا من الحوارات يغلب عليها أسلوب السخرية والاستهزاء من المحاور. وهذا الأسلوب إن كان ذا فائدة في حق بعض المحاورين الملحدين الذين يأتون بقصد السب فقط، فيكون الاستهزاء بهم مقبولا ؛ لأنهم لا يحاورون بل يعربدون. والعربدة تستحق بعض الصفعات ليتم تنبيه المعربد وإفاقته التي تكون في أكثر الحالات إسراعا في الهروب من المنتدى ، والذهاب إلى منتدياته اللادينية ليتقوقع بداخلها، حيث يكون أول ما يفعله ،في الغالب، لتحقيق تعويض نفسي، هو فتح موضوع يتباكى فيه مع رفقائه عن سوء المعاملة التي تلقاها في منتديات المسلمين.
لكن هذا الأسلوب رغم فائدته – التي هي فائدة ضامرة وليست بذات قيمة في تقديري - يستبطن بداخله خطرا ينبغي التنبيه إليه، وهو :
أن المحاور المسلم قد لا ينتبه إلى أنه بسلوك مسلك السخرية ينتصر على الشخص لا على الفكرة. فالملحد المتعالم قد يكون قليل الأدب؛ لكنه قدم خلال مداخلته فكرة قد تثير شبهة في نفسية قارئها. فإذا ما انشغلنا بقلة أدبه وشاكسناه بلغة تليق به ، فاهتز وهرب ،فإننا لم نحسن أداء مهمتنا.
لأن النتيجة هي أن :
= الشبهة تبقى مضمنة في الحوار ، ولم يوجه لها نقد معرفي يقتلعها من أساسها. لأنه استعيض عن ذلك ب"بهدلة الملحد"، وحسبنا أننا ببهدلته قد أنجزنا المهمة!!
ثانيا استجماع الردود الجيدة وتصنيفها:
من بين ما نحتاج إليه لتحقيق نقد الشبه المعرفية هو تجميع الردود واختصارها وتصنيفها ، فبعض الحوارات التي تجري سواء في هذا المنتدى أو غيره من المنتديات الإسلامية أو الإلحادية المهتمة بالحوار الإسلامي/اللاديني فيها بعض المحاورين المسلمين والملحدين المقتدرين ، ويقدمون أفكارا جيدة، لكنها تبقى مدفونة ضمن عشرات الصفحات الحوارية، ويصعب على القارئ أن يخلص إليها. وإلا وجب أن يكون له وقت كاف، وصبر على قراءة تلك الحوارات من صفحتها الأولى حتى الأخيرة، مع ما يتخلل تلك الصفحات من مداخلات خارجة عن الموضوع أو مشتتة لمسار الحوار، بل هادمة أحيانا لصيرورته المثمرة.
لهذا لابد من بلورة مشروع نقد الشبه يستجمع الردود الجيدة . ولتحقيق ذلك أقترح:
- أن يقوم فريق في المنتدى بالتخصص في قراءة مختلف الحوارات التي سبق أن جرت ، واستخلاص الشبه، وما جادت به قريحة المحاورين المسلمين المتمكنين علميا من نقدها، ثم تلخيص تلك الانتقادات في نقط واضحة وجيزة. لتخضع دوما للتأمل والتفكير لمزيد تقويتها والإضافة عليها.
وهكذا نختصر الجهد ونطور العمل بشكل سريع.
وأخيرا :
قد يقول الملحد القارئ لهذا الموضوع – ولعله قد قال في نفسه – ما يلي:
لقد صنفت الملحدين تبعا لأصناف الشبه والإشكالات التي يطرحونها إلى ثلاثة أصناف: حمقى، وعبثيين ، ومتعالمين؛ وكأنه لا وجود لملحدين عالمين؟
أليس هذا تجنيا ؟
في أي صنف من أصنافك الثلاثة يمكن أن تدرج أناسا مثل الملحد المعاصر ستيفن هوكينغ؟ هل هو من صنف الحمقى ؟ أم من صنف العبثيين؟ أم من صنف المتعالمين ؟
أليس ثمة ملحدين لهم شواهد تعليمية عالية جدا في حقل الفيزياء والبيولوجيا ... وغيرها ؟
أستحضر هذا الاعتراض لأبين وجوب الاقتصار على ثلاثة أصناف لا غير، وأن تحت ماصدق المتعالم يجب أن يندرج حتى أولئك الملحدين ذوي الشواهد العلمية العالية. لأنه يبقى رغم شهادته متعالما لا عالما ، وذلك بسبب كونه يقف موقف إلحاديا نافيا لوجود الله.
إن عالم الفيزياء الملحد، عالم في الفيزياء ، متعالم في الإلحاد,
وعالم البيولوجيا الملحد، عالم في البيولوجيا، متعالم في الإلحاد ،
وعالم ..... عالم في ... متعالم في الإلحاد.
ألا يُكثر الفيزيائي من القول بأن مختلف مقاييس التفكير الفيزياء لا تتجاوز حائط بلانك، فإذن عندما نراه يقفز على الحائط ، بنظره الكليل؛ ويتنطع بالقول النافي للألوهية فقد تجاوز حدود علمه ، وصار متعالما.
وعندما يقول علم البيولوجيا باستعصاء تفسير سر الحياة تفسيرا ماديا ، فإننا عندما نجد ملحدا يبرر إلحاده بمجرد كونه ذا شهادة في علم البيولوجيا ، نسميه متعالما لا عالما..
وقس على هذا باقي الملاحدة من ذوي التخصصات العلمية الأخرى.
لذا عذرا عزيزي الملحد إذا قلنا لك:
كيفما كان تخصصك تبقى بسبب إلحادك أحد ثلاثة : إما أحمقا، أو عابثا أو متعالما!
ينبغي أن نفرق في الملاحدة بين ثلاثة أنواع :
ملاحدة مجانين ، وهؤلاء ينبغي أن يقتصر حوارنا معهم على إرشادهم إلى أقرب مستشفى للأمراض العقلية.
وملاحدة عابثين ، وهؤلاء ينبغي أن لا نسرف في حوارهم ، إنما يكفي كشف عبثية الشبه التي يطرحونها.
وملاحدة متعالمين، وهؤلاء ينبغي إنتقاؤهم وتقديرهم وفتح حوارات جادة معهم ، تنتبه إلى التأصيل المنهجي لمقدمات المعرفة ، وضبط شروط بنائها.
لبيان ما سبق أوضح بما يلي :
أنواع الشبه وكيفية جوابها
من خبرتي المتواضعة في قراءة كثير من الكتابات الناقدة للإسلام في المنتديات الحوارية انتهيت إلى تصنيف الشبه إلى أنماط ثلاثة هي :
- شبه تليق بمستشفى المجانين،
- وشبه تليق بالعبث الطفولي،
- وشبه معرفية متعالمة صادرة عن إشكالات في المنهج والتصور.
فما معنى هذه الأنماط الثلاثة من الشبه ؟
وكيف ينبغي أن نتعامل مع كل نمط بما يناسبه ويليق به؟
- أما شبه مستشفى المجانين ، فلا ينبغي أن نلتفت إليها. لأن الحوار فيها لا يمكن أن يتقدم ما لم يشف صاحبها من خلله العقلي وأزمته النفسية.
إذ مبعثها وأصلها خلل مرضي ، لذا ينبغي أن نرشد الملحد لكي يذهب ليتمدد على فراش المرض لا أن يجلس إلى طاولة الكمبيوتر حاسبا نفسه أنه بذلك سيخط أفكارا تقيم الدنيا ولا تقعدها .
ومثل هذا النوع من الشبه كثير و لا ينبغي أن نلقي له بالا؛ إلا إذا أردنا أن نحول المنتدى إلى مستشفى للأمراض العقلية.
وأغلب هذه الشبه التي أقترح أن نسميها " شبه الحمقى"، لا يغرنك أن الملحد ينشرها تحت مزاعم مبالغ فيها ، من قبيل هدم الإسلام ، أو تحطيم الدين الإسلامي، أو هدم القرآن ... أو غير هذا وذاك من العناوين الجوفاء التي تدل بحد أسلوب تعبيرها عن هيجان وجدان مريض، لا عن تيقظ ذهن عاقل.
- وأما شبه النوع الثاني ،أي الشبه العبثية؛ فيكفي لفضحها أن نترجم عباراتها بشكل صحيح ، حيث سيتبين أنها تؤول إلى العبث.
ومثال ذلك :
شبهة :
"هل يستطيع الله أن يخلق صخرة يعجز عن حملها ؟"
فالدخول في مناقشة مسهبة في هذا النوع من الشبه الطفولية ، واستحضار مقدمات مفاهيمية لتأسيس معنى تعلق القدرة بالممكن وعدم تعلقها بالواجب والمستحيل . أراه مع الملحد العابث إسرافا في غير محله؛ لأن الملحد المشاغب لن يفهم معنى تعلق القدرة بالممكن فقط ، وكونها رغم ذلك مطلقة. لذا يجب أن نقتصر على فضح عبثية سؤاله . أما إقناعه بالدين فتلك عملية أخرى تشترط الانتقال إلى المدخل المنهجي لتأسيس الإيمان. وهذا المدخل يستلزم تحقيق قواعد وأصول ، ثم بناء المفاهيم ، ثم بيان الترتيب المنهجي للنظر الفكري، وكيف يختلف الترتيب بحسب كل نوع من أنواع القضايا – ( حيث أن ترتيب النظر في قضية عقدية ، ليس كترتيب النظر في قضية عملية قيمية . و ترتيب النظر في تحقيق سند القول ، ليس كترتيب النظر في تحقيق دلالة القول . وترتيب النظر لفهم آية قرآنية يستلزم تحقيق مقدمات عديدة أولها معرفة علوم اللغة وما يتصل بها ... وقس على ذلك ). وإذا كان المحاور اللاديني يرغب بصدق في الوصول إلى الحقيقة ، - وقدر الله له الهداية (إنك لا تهدي من أحببت ) - لابد أن نؤسس معه في الحوار قواعد وأصول، ونبين له مدلولات المفاهيم ونستدل على صدقية وصوابية المعنى الذي نعطيه لمفهوم الألوهية ... وبعد ذلك قد يرفض هو نفسه شبهته العبثية التي جاءنا بها ابتداء، كشبهة "هل يستطيع الله أن يخلق صخرة يعجز عن حملها؟"؛ لأنه قد استقر لديه معرفيا وجود الله، بما يليق به سبحانه من تنزيه يقترن به ،ضرورة ، نفي العبث.
لذا لا داعي لمناقشة عبارة عبثية ، بل يكفي عندئذ – أي بعد استقرار الأصول المنهجية لمعنى الوجود الإلهي وتنزيهه – أن نترجم له الشبهة بعبارة صحيحة تفضح عبثيتها . وهكذا نوضح له أن الملحد بدل أن يقول:
- هل يستطيع الله أن يخلق صخرة لا يستطيع حملها؟
يجب أن يقول :
- هل يستطيع الله أن يُعجز نفسه بنفسه؟.
وإذا قال هذا سيتبين له بوضوح أن مطلوب سؤاله لعب ظاهر العبث إلى درجة السخف.
وسنؤكد له أن جواب هذا وما يشبهه من الشبه لا يستحق أكثر من ثلاث كلمات فقط :
الله منزه عن العبث.
وكفى !
أما النوع الثالث ، أي الشبه المعرفية ، فذاك ما ينبغي في حواراتنا أن نركز عليه، ونخضعه للدرس والتفكيك .
ولتحقيق مشروع نقد الشبه المعرفية أقترح :
- ضبط أسلوب الحوار بتركيزه على النقد المعرفي فقط:
ذلك أن كثيرا من الحوارات يغلب عليها أسلوب السخرية والاستهزاء من المحاور. وهذا الأسلوب إن كان ذا فائدة في حق بعض المحاورين الملحدين الذين يأتون بقصد السب فقط، فيكون الاستهزاء بهم مقبولا ؛ لأنهم لا يحاورون بل يعربدون. والعربدة تستحق بعض الصفعات ليتم تنبيه المعربد وإفاقته التي تكون في أكثر الحالات إسراعا في الهروب من المنتدى ، والذهاب إلى منتدياته اللادينية ليتقوقع بداخلها، حيث يكون أول ما يفعله ،في الغالب، لتحقيق تعويض نفسي، هو فتح موضوع يتباكى فيه مع رفقائه عن سوء المعاملة التي تلقاها في منتديات المسلمين.
لكن هذا الأسلوب رغم فائدته – التي هي فائدة ضامرة وليست بذات قيمة في تقديري - يستبطن بداخله خطرا ينبغي التنبيه إليه، وهو :
أن المحاور المسلم قد لا ينتبه إلى أنه بسلوك مسلك السخرية ينتصر على الشخص لا على الفكرة. فالملحد المتعالم قد يكون قليل الأدب؛ لكنه قدم خلال مداخلته فكرة قد تثير شبهة في نفسية قارئها. فإذا ما انشغلنا بقلة أدبه وشاكسناه بلغة تليق به ، فاهتز وهرب ،فإننا لم نحسن أداء مهمتنا.
لأن النتيجة هي أن :
= الشبهة تبقى مضمنة في الحوار ، ولم يوجه لها نقد معرفي يقتلعها من أساسها. لأنه استعيض عن ذلك ب"بهدلة الملحد"، وحسبنا أننا ببهدلته قد أنجزنا المهمة!!
ثانيا استجماع الردود الجيدة وتصنيفها:
من بين ما نحتاج إليه لتحقيق نقد الشبه المعرفية هو تجميع الردود واختصارها وتصنيفها ، فبعض الحوارات التي تجري سواء في هذا المنتدى أو غيره من المنتديات الإسلامية أو الإلحادية المهتمة بالحوار الإسلامي/اللاديني فيها بعض المحاورين المسلمين والملحدين المقتدرين ، ويقدمون أفكارا جيدة، لكنها تبقى مدفونة ضمن عشرات الصفحات الحوارية، ويصعب على القارئ أن يخلص إليها. وإلا وجب أن يكون له وقت كاف، وصبر على قراءة تلك الحوارات من صفحتها الأولى حتى الأخيرة، مع ما يتخلل تلك الصفحات من مداخلات خارجة عن الموضوع أو مشتتة لمسار الحوار، بل هادمة أحيانا لصيرورته المثمرة.
لهذا لابد من بلورة مشروع نقد الشبه يستجمع الردود الجيدة . ولتحقيق ذلك أقترح:
- أن يقوم فريق في المنتدى بالتخصص في قراءة مختلف الحوارات التي سبق أن جرت ، واستخلاص الشبه، وما جادت به قريحة المحاورين المسلمين المتمكنين علميا من نقدها، ثم تلخيص تلك الانتقادات في نقط واضحة وجيزة. لتخضع دوما للتأمل والتفكير لمزيد تقويتها والإضافة عليها.
وهكذا نختصر الجهد ونطور العمل بشكل سريع.
وأخيرا :
قد يقول الملحد القارئ لهذا الموضوع – ولعله قد قال في نفسه – ما يلي:
لقد صنفت الملحدين تبعا لأصناف الشبه والإشكالات التي يطرحونها إلى ثلاثة أصناف: حمقى، وعبثيين ، ومتعالمين؛ وكأنه لا وجود لملحدين عالمين؟
أليس هذا تجنيا ؟
في أي صنف من أصنافك الثلاثة يمكن أن تدرج أناسا مثل الملحد المعاصر ستيفن هوكينغ؟ هل هو من صنف الحمقى ؟ أم من صنف العبثيين؟ أم من صنف المتعالمين ؟
أليس ثمة ملحدين لهم شواهد تعليمية عالية جدا في حقل الفيزياء والبيولوجيا ... وغيرها ؟
أستحضر هذا الاعتراض لأبين وجوب الاقتصار على ثلاثة أصناف لا غير، وأن تحت ماصدق المتعالم يجب أن يندرج حتى أولئك الملحدين ذوي الشواهد العلمية العالية. لأنه يبقى رغم شهادته متعالما لا عالما ، وذلك بسبب كونه يقف موقف إلحاديا نافيا لوجود الله.
إن عالم الفيزياء الملحد، عالم في الفيزياء ، متعالم في الإلحاد,
وعالم البيولوجيا الملحد، عالم في البيولوجيا، متعالم في الإلحاد ،
وعالم ..... عالم في ... متعالم في الإلحاد.
ألا يُكثر الفيزيائي من القول بأن مختلف مقاييس التفكير الفيزياء لا تتجاوز حائط بلانك، فإذن عندما نراه يقفز على الحائط ، بنظره الكليل؛ ويتنطع بالقول النافي للألوهية فقد تجاوز حدود علمه ، وصار متعالما.
وعندما يقول علم البيولوجيا باستعصاء تفسير سر الحياة تفسيرا ماديا ، فإننا عندما نجد ملحدا يبرر إلحاده بمجرد كونه ذا شهادة في علم البيولوجيا ، نسميه متعالما لا عالما..
وقس على هذا باقي الملاحدة من ذوي التخصصات العلمية الأخرى.
لذا عذرا عزيزي الملحد إذا قلنا لك:
كيفما كان تخصصك تبقى بسبب إلحادك أحد ثلاثة : إما أحمقا، أو عابثا أو متعالما!