المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (لَا إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ) .. وهمٌ .. أَمْ حقيقة؟



بهجت الأبصيري
12-21-2011, 12:26 PM
(لَا إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ), (سورة: البقرة، مدنيّة، آية:256) .. وهمٌ .. أَمْ حقيقة؟..

(فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ), (سورة: الكهف, مكيّة, آية:29) .. تخييرٌ .. أَمْ تهديدٌ وتخويفٌ ووعيدٌ؟..

أهذا هو حقاً الإسلام كما نعرفه من القرآن أم هو الإسلام كما يريده دعاة الفكر الحداثي الحالمون؟..

هل فعلاً يمكن اعتبار الآيات أعلاه تشريعاً يؤسس لحرية الإيمان, وأنَّ الإسلام يقبل مبدأ عدم الإكراه في الدين كما ورد في الآية؟..

هل كانت حقاً تكفل الحرية المطلقة للعقيدة أم لا؟..

هل غرض الآيات حرية العقيدة حقاً؟..

أترك هذه الأسئلة في مهب النقاش..

تحياتي للجميع.

عبد تحت امر ربى
12-21-2011, 12:29 PM
لم يذكر تاريخ البشرية حادثة واحدة تدل على ان الاسلام انتشر بحد السيف . ولو انت راجل فعلا هات اى دليل .

بهجت الأبصيري
12-21-2011, 12:53 PM
لم يذكر تاريخ البشرية حادثة واحدة تدل على ان الاسلام انتشر بحد السيف . ولو انت راجل فعلا هات اى دليل .

عزيزي: عبد تحت أمر ربي..
المسألة ليست على هذا النحو من البساطة..
اشكر لك ردك.. وأفضل الانتظار قليلاً حتى تتبين آراء بقية الأعضاء لنتناقش في محتواها.
تحياتي لك ولكل من يرغب بالمعرفة!!

إلى حب الله
12-21-2011, 12:59 PM
استجابة لطلبك زميل بهجت بنقل مشاركاتي لهنا :
فإليك هي ...
وأنعم به حوارا ًهادئا ًمُكللا ًبالحُجج والأدلة .. والله الهادي ..
----
أما بالنسبة لتفسير الآيتين :

1...
آيات القرآن الخاصة بالأحكام : يؤخذ منها العموم وعدم القصر على سبب نزولها عند انتفاء المانع (كخصوصية الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجاته في بعض الأحكام .. إلخ) ..

2...
بالنسبة لآية :
{ لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

يمكنك أن تطالع من الصفحة التالية :
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=1&tTafsirNo=1&tSoraNo=2&tAyahNo=256&tDisplay=yes&Languageid=1
الآتي :

اختلف أهل التأويـل فـي معنى ذلك، فقال بعضهم: نزلت هذه الآية فـي قوم من الأنصار، أو فـي رجل منهم كان لهم أولاد قد هوّدوهم أو نصروهم؛ فلـما جاء الله بـالإسلام أرادوا إكراههم علـيه، فنهاهم الله عن ذلك، حتـى يكونوا هم يختارون الدخول فـي الإسلام. ذكر من قال ذلك:

حدثنا مـحمد بن بشار، قال: ثنا ابن أبـي عديّ، عن شعبة، عن أبـي بشر، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس قال: كانت الـمرأة تكون مِقْلاتاً، فتـجعل علـى نفسها إن عاش لها ولد أن تهوّده؛ فلـما أجلـيت بنو النضير كان فـيهم من أبناء الأنصار، فقالوا: لا ندع أبناءناٰ فأنزل الله تعالـى ذكره: { لا إِكْرَاهَ فِى ٱلدّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيّ }.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مـحمد بن جعفر، قال: ثنا سعيد، عن أبـي بشر، عن سعيد بن جبـير، قال: كانت الـمرأة تكون مِقْلـى ولا يعيش لها ولد ـ قال شعبة: وإنـما هو مقلات ـ، فتـجعل علـيها إن بقـي لها ولد لتهوّدنه. قال: فلـما أجلـيت بنو النضير كان فـيهم منهم، فقالت الأنصار: كيف نصنع بأبنائنا؟ فنزلت هذه الآية: { لا إِكْرَاهَ فِى ٱلدّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيّ } قال: من شاء أن يقـيـم أقام، ومن شاء أن يذهب ذهب.

حدثنا حميد بن مسعدة، قال: ثنا بشر بن الـمفضل، قال: ثنا داود، وحدثنـي يعقوب، قال: ثنا ابن علـية، عن داود، عن عامر، قال: كانت الـمرأة من الأنصار تكون مقلاتاً لا يعيش لها ولد، فتنذر إن عاش ولدها أن تـجعله مع أهل الكتاب علـى دينهم. فجاء الإسلام وطوائف من أبناء الأنصار علـى دينهم، فقالوا: إنـما جعلناهم علـى دينهم، ونـحن نرى أن دينهم أفضل من ديننا، وإذ جاء الله بـالإسلام فلنكرهنهمٰ فنزلت: { لا إِكْرَاهَ فِى ٱلدّينِ } فكان فصل ما بـين من اختار الـيهودية والإسلام، فمن لـحق بهم اختار الـيهودية، ومن أقام اختار الإسلام. ولفظ الـحديث لـحميد.

حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا معتـمر بن سلـيـمان، قال: سمعت داود، عن عامر، بنـحو معناه، إلا أنه قال: فكان فصل ما بـينهم إجلاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بنـي النضير، فلـحق بهم من كان يهودياً ولـم يسلـم منهم، وبقـي من أسلـم.

حدثنا ابن الـمثنى، قال: ثنا عبد الأعلـى، قال: ثنا داود، عن عامر بنـحوه، إلا أنه قال: إجلاء النضير إلـى خيبر، فمن اختار الإسلام أقام، ومن كره لـحق بخيبر.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن أبـي إسحاق، عن مـحمد بن أبـي مـحمد الـحرشي مولـى زيد بن ثابت عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس قوله: { لا إِكْرَاهَ فِى ٱلدّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيّ } قال: نزلت فـي رجل من الأنصار من بنـي سالـم بن عوف يقال له الـحصين؛ كان له ابنان نصرانـيان، وكان هو رجلاً مسلـماً، فقال للنبـيّ صلى الله عليه وسلم: ألا أستكرههما فإنهما قد أبـيا إلا النصرانـية؟ فأنزل الله فـيه ذلك.

ويمكنك متابعة باقي أقوال التفسير بتقليب رقم صفحة الرابط المذكور من أسفل زميلي ..
كما يمكنك اختيار كتاب التفسير الذي تشاء من أعلى الصفحة - والمنقول هو للطبري - ..

3...
تفسير قوله تعالى :
{ وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً }
أنقل لك من الصفحة التالية :
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=1&tTafsirNo=1&tSoraNo=18&tAyahNo=29&tDisplay=yes&Languageid=1
الآتي :

يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: وقل يا مـحمد لهؤلاء الذين أغفلنا قلوبهم عن ذكرنا، واتبعوا أهواءهم: الـحقّ أيها الناس من عند ربكم، وإلـيه التوفـيق والـحذلان، وبـيده الهدى والضلال يهدي من يشاء منكم للرشاد، فـيؤمن، ويضلّ من يشاء عن الهدى فـيكفر، لـيس إلـيّ من ذلك شيء، ولست بطارد لهواكم من كان للـحقّ متبعا، وبـالله وبـما أنزل علـيّ مؤمناً، فإن شئتـم فآمنوا، وإن شئتـم فـاكفروا، فإنكم إن كفرتـم فقد أعدّ لكم ربكم علـى كفركم به نار أحاط بكم سرادقها، وإن آمنتـم به وعملتـم بطاعته، فإن لكم ما وصف الله لأهل طاعته. وروي عن ابن عبـاس فـي ذلك ما:

حدثنـي علـيّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: { فَمَنْ شاءَ فَلْـيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْـيَكْفُرْ } يقول: من شاء الله له الإيـمان آمن، ومن شاء الله له الكفر كفر، وهو قوله:
{ وَما تَشاءُونَ إلاَّ أنْ يَشاءَ اللّهُ رَبْ العَالَـمِينَ }
ولـيس هذا بإطلاق من الله الكفر لـمن شاء، والإيـمان لـمن أراد، وإنـما هو تهديد ووعيد.

وقد بـين أن ذلك كذلك قوله: { إنَّا اعْتَدْنا للظَّالِـمينَ ناراً } والآيات بعدها. كما:

حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن عمر بن حبـيب، عن داود، عن مـجاهد، فـي قوله: { فَمَنْ شاءَ فَلْـيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْـيَكْفُرْ }. قال: وعيد من الله، فلـيس بـمعجزي.

حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فـي قوله: { فَمَنْ شاءَ فَلْـيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْـيَكْفُرْ } ، وقوله
{ اعْمَلُوا ما شِئْتُـمْ }
قال: هذا كله وعيد لـيس مصانعة ولا مراشاة ولا تفويضاً. وقوله: { إنَّا أعْتَدْنا للظَّالِـمينَ ناراً } يقول تعالـى ذكره: إنا أعددنا، وهو من العُدّة. للظالـمين: الذين كفروا بربهم. كما:

حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { إنَّا أعْتَدْنا للظَّالِـمِينَ ناراً أحاطَ بِهمْ سُرَادِقُها } قال: للكافرين.

وقوله: { أحاطَ بِهمْ سُرَادِقُها } يقول: أحاط سرادق النار التـي أعدّها الله للكافرين بربهم، وذلك فـيـما قـيـل: حائط من نار يطيف بهم كسرادق الفسطاط، وهي الـحجرة التـي تطيف بـالفسطاط، كما قال رؤبة:
يا حَكَمَ بنَ الـمُنْذِرِ بْنَ الـجارُودْ * * * سُرادِقُ الفَضْلِ عَلَـيْكَ مَـمْدُودْ
وكما قال سلامة بن جندل:
هُوَ الـمُوِلـجُ النُّعْمانَ بـيْتاً سَماؤُهُ * * * صُدُورُ الفُـيُولِ بعدَ بَـيْتٍ مُسَرْدَق
يعنـي: بـيتا له سرادق. ذكر من قال ذلك:

حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عبـاس، فـي قوله: { إنَّا أعْتَدْنا للظَّالِـمِينَ ناراً أحاطَ بِهمْ سُرَادِقُها } قال: هي حائط من نار.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنا أبو سفـيان، عن معمر، عمن أخبره، قال { أحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } قال: دخان يحيط بـالكفـار يوم القـيامة، وهو الذي قال الله ................

يمكنك تكملة الأقوال والتفاسير زميلي بتقليب عدد الصفحات من أسفل الرابط المذكور ..
ويهمني هنا التركيز على ما خططت لك تحته خطوطا ً: ففيه درء جبر العباد على الكفر وإنما :
كل كفر وإيمان هو واقع تحت مشيئة الله عز وجل .. والله يصرف من هذا وهذا لمَن يستحق ..
وإن شئت التوسع في معنى ذلك معك : توسعنا ..

4...
ولغياب حقائق الفتوحات الإسلامية ورحمتها وعدالتها وكفالتها لحرية العقيدة للمسالمين :
فإليك زميلي هذه الحقائق والاعترافات إذا كنت لا تعرفها ..


أقول : لم ولا ولن : يجد العالم أمة ًكانت لها تشريعاتها الرحيمة العادلة : حتى في الحروب : وطبقتها بالفعل على أرض الواقع : إلا الأمة الإسلامية السُـنية !!..
وأرجو قراءة الأحاديث التالية بتمعن :
ومقارنة حال (المدنيين الذين لا يشتركون في الحرب) فيها : بما سبق !

فهذا رسول الله بأبي هو وأمي يُعلم أصحابه فيقول :
" اغزوا باسم الله : في سبيل الله .. قاتلوا مَن كفر بالله .. اغزوا : ولا تغُلّوا .. ولا تغدروا .. ولا تمثلوا (أي تشويه القتلى والجثث) .. ولا تقتلوا وليدا ً" !!..
صحيح مسلم !!..

وعن رباح بن ربيع قال :
" كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة .. فرأى الناس مجتمعين على شىء .. فبعث رجلا فقال : انظر علام اجتمع هؤلاء ؟!.. فجاء فقال : على امرأة قتيل (أي مقتولة) .. فقال : ما كانت هذه لتقاتل !!.. قال : وعلى المقدمة خالد بن الوليد .. فبعث رجلا ًفقال : قل لخالد : لا تقتلن امرأة ولا عسيفا ً" !!..
رواه أبو داود وصححه الألباني ..

ونهى عن الغدر : حتى في الحرب ..! يقول صلى الله عليه وسلم :
" إن الغادر : يُنصب له لواءٌ يوم القيامة فيُقال : هذه غَدْرة فلان بن فلان " !!..
رواه البخاري ومسلم ..

والآن : أترككم مع الثمرات .. ومع تطبيق الأقوال إلى أفعال ..
وليس مثل دساتير حقوق الإنسان والأسرى وعصابة الأمم ورحمة النصارى المزعومة !

1...
يقول (توماس آرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام ص99) :
" لم نسمع عن أية محاولة مُدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام .. أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي من قِـبل المسلمين " !!!!!...
أقول :
قارنوا ذلك بما سبق !!.. بل :
وعندما أقدم الرافضة الباطنيون العبديون (الذين تسموا زورا ًبالفاطميين) على حمل المسلمين جبرا ًعلى الكفر والتشيع والرفض : للدرجة التي أجبروا فيها حتى النصارى أنفسهم على ذلك : كان الحادثين التاليين هما موقف الإسلام منهم حيث : (لا إكراه في الدين) !!..

2...
يذكر الحادثتين الدكتور (أيه إس ترتون) في كتابه (أهل الذمة في الإسلام ص214) حيث يقول :
" وهذا ما حصل بالفعل زمن (الحاكم بأمر الله الفاطمي الشيعي الرافضي) الذي أقل ما يوصف به هو : (الخبل والجنون) ..! وكان من خبله : أن (أكره) كثيرين من أهل الذمة (أي اليهود والنصارى) على الإسلام !!!!.. فسمح لهم الخليفة (الظاهر) بالعودة إلى دينهم .. فارتد منهم الكثير بالفعل سنة 418 هـ " !!..

" ولما تم جبر (موسى بن ميمون) على التظاهر بالإسلام : فر إلى مصر .. وعاد إلى دينه : فلم يعتبره القاضي (عبد الرحمن البيساني) مرتداً .. بل قال : رجل ٌ يُـكره على الإسلام : لا يصح إسلامه شرعاً " ..

ويعلق على ذلك الدكتور (ترتون) نفسه فيقول :
" وهذه عبارة تنطوي على : التسامح الجميل " ..!

3...
يقول (ول ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة 12/131) :
" لقد كان أهل الذمة المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح : لا نجد لها نظيراً في البلاد المسيحية في هذه الأيام !!!!.. فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائر دينهم .. واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم " !!..

ويقول أيضا في نفس الكتاب السابق :
" وكان اليهود في بلاد الشرق الأدنى قد رحبوا بالعرب الذين حرروهم من ظلم حكامهم السابقين .. وأصبحوا يتمتعون بـ (كامل الحرية) في حياتهم وممارسة شعائر دينهم . وكان المسيحيون أحراراً في الاحتفال بأعيادهم .. وكان الحجاج المسيحيون يأتون أفواجاً آمنين لزيارة الأضرحة المسيحية في فلسطين .. وأصبح المسيحيون (أي في بلاد المسلمين) والذين خرجوا على كنيسة الدولة البيزنطية (أي كنيسة روما) .. والذين كانوا يلقون صوراً من الاضطهاد على يد بطاركة القسطنطينية وأورشليم والاسكندرية وإنطاكيا .. أصبح هؤلاء الآن : (أحراراً آمنين تحت حكم المسلمين) " !!!!!..

4...
وينقل مترجم كتاب (حضارة العرب) لـ (غوستاف لوبون) في حاشية الصفحة 128 :
قول ما جاء عن (روبرتسن) في كتابه (تاريخ شارلكن) :
" إن المسلمين وحدهم هم الذين جمعوا بين (الغيرة لدينهم) .. و(روح التسامح) نحو أتباع الأديان الأخرى .. وإنهم مع امتشاقهم الحسام (أي السيف) نشراً لدينهم .. فقد تركوا مَن لم يرغبوا في هذا الدين : أحراراً في التمسك بتعاليمهم الدينية " !!!..

5...
وينقل أيضاً عن الراهب (ميشود) في كتابه (رحلة دينية في الشرق) قوله :
" ومن المؤسف أن (تقتبس) الشعوب النصرانية من المسلمين (التسامح) !!.. والذي هو آية الإحسان بين الأمم !!.. واحترام عقائد الآخرين .. وعدم فرض أي معتقد عليهم بالقوة " !!!!...

6...
وينقل (أيه إس ترتون) مرة أخرى في كتابه (أهل الذمة في الإسلام ص159) شهادة البطريك (عيشو يابه) الذي تولى منصب (البابوية) حتى عام 657 هـ حيث يقول :
" إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم يعاملوننا كما تعرفون .. إنهم ليسوا بأعداء للنصرانية !!.. بل يمتدحون ملتنا !!!.. ويوقرون قديسينا وقسسنا !!!.. ويمدون يد العون إلى كنائسنا وأديرتنا " !!!!..

7...
ويقول المفكر الأسباني (بلاسكوا أبانيز) في كتابه (ظلال الكنيسة) متحدثاً عن الفتح الإسلامي للأندلس :
" لقد أحسنت (أسبانيا) استقبال أولئك الرجال الذين قدموا إليها من القارة الإفريقية (يعني المسلمين) .. وأسلمتهم القرى برمتها بغير مقاومة ولا عداء !!!.. فما هو إلا أن تقترب كوكبة من فرسان العرب من إحدى القرى .. حتى تفتح لها الأبواب !!.. وتتلقاها بالترحاب !!!.. فكانت غزواتهم غزوة (تمدين وحضارة) ولم تكن غزوة (فتح وقهر) .. ولم يتخل أبناء تلك الحضارة زمناً عن فضيلة (حرية الضمير) .. وهي الدعامة التي تقوم عليها كل عظمة حقة للشعوب !!!... فقبلوا في المدن التي ملكوها (كنائس النصارى) و (بيع اليهود – جمع بيعة) ولم يخشَ (المسجد) من (معابد الأديان) التي سبقته .. بل عرف لها حقها !!.. واستقر إلى جانبها .. غير حاسد لها .. ولا راغب في السيادة عليها " !!!..

8...
ويقول المؤرخ الإنجليزي السير (توماس أرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام ص51) :
" لقد عامل المسلمون المنتصرون العرب : المسيحيين : بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة !!.. واستمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة .. ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام : قد اعتنقته عن (اختيار وإرادة حرة) !!.. وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين : لخير شاهد على هذا التسامح " !!..

9...
وتقول المستشرقة الألمانية (زيغريد هونكه) في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب ص364) :
" العرب (لم يفرضوا) على الشعوب (المغلوبة) الدخول في الإسلام .. فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين لاقوا قبل الإسلام (أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها) : سمح لهم جميعاً دون أي عائق يمنعهم بممارسة شعائر دينهم .. وترك المسلمون لهم بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم دون أن يمسوهم بأدنى أذى !!!!.. أو ليس هذا منتهى التسامح ؟!!!.. أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال ؟.. ومتى ؟!!.. " ..

وفعلا ًزميلي : وكأن السؤال لك !!.. بل : ولغيرك ممَن لا يقرأ عن دينه إلا للحاقدين الكاذبين الذين يُطلقون الكلام على عواهنه !!!..

10...
ويقول المـؤرخ الإسباني (أولاغي) :
" فخلال النصف الأول من القرن التـاسع : كـانت أقـلية مسيحية مُهمة تعيش في قرطبة وتمارس عبادتها بحرية كاملة " !!..

11...
ويقـول القس (إيِلوج) :
" نعيش بينهم دون أنْ نتعرض إلى أيّ مضايقات في ما يتعلق بمعتقدنا " !!!!..

12...
ويبين لنا (توماس أرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام ص93) أن :
" (خراج) مصر كان على عهد (عثمان رضي الله عنه) : (اثنا عشر مليون دينار) .. فنقص في عهد (معاوية رضي الله عنه) حتى بلغ (خمسة ملايين) .. ومثله كان في (خراسان) .. فتلاعب بعض الأمراء في شرع الله : طمعا ًفي (الخراج والجزية) .. فلم يُسقطهما بعض الأمراء عمّن أسلم من أهل الذمة !!!!!.. ولهذا السبب : قام أمير المؤمنين (عمر بن عبد العزيز) بعزل واليه على (خراسان) : (الجراح بن عبد الله الحكمي) .. وكتب له كلمته المشهورة : " إن الله تعالى بعث محمداً هادياً .. ولم يبعثه جابياً " !!!!..

والسؤال الآن زميلي هو :
إذا كان الحال هو كما عرفنا وقرأنا الآن .. من عدم (غصب) شعوب العالم على اعتناق الإسلام .. أو حتى مضايقتها في أديانها .. فما هو السر إذا ًفي :
تقبل هذه الشعوب للإسلام وانتشاره فيها إلى الآن ؟!!!!!!!!!!..

13...
ينقل (الخربوطلي) عن المستشرق (دوزي) في كتابه (نظرات في تاريخ الإسلام) قوله :
" إن تسامح ومعاملة المسلمين الطيبة لأهل الذمة : أدى إلى إقبالهم على الإسلام .. وأنهم رأوا فيه اليسر والبساطة : مما لم يألفوه في دياناتهم السابقة " !!!!!..

14...
ويقول (غوستاف لوبون) في كتابه (حضارة العرب ص127) :
" إن القوة لم تكن عاملاً في انتشار القرآن .. فقد ترك العرب المغلوبين أحراراً في أديانهم .. فإذا حدث أن انتحل بعض الشعوب النصرانية الإسلام .. واتخذ العربية لغة له : فذلك لِـما كان يتصف به العرب الغالبون من (ضروب العدل) الذي لم يكن للناس عهد بمثله !!!.. ولِـما كان عليه الإسلام من (السهولة) التي لم تعرفها الأديان الأخرى " !!..

ويقول أيضا ً:
" وما جهله المؤرخون أن (حِلم) العرب الفاتحين و (تسامحهم) : كان من (الأسباب السريعة) في اتساع فتوحاتهم وفي سهولة (اقتناع) كثير من الأمم بدينهم ولغتهم !!!!.. والحق : أن الأمم لم تعرف (فاتحين رحماء متسامحين ) مثل العرب . ولا ديناً سمحاً مثل دينهم " !!..

15...
ويوافقه المؤرخ (ول ديورانت) فيقول في كتابه (قصة الحضارة) :
" وعلى الرغم من منهج التسامح الديني التي كان ينتهجها المسلمون الأولون .. أو بسبب هذا المنهج : اعتنق الدين الجديدَ (معظمُ) المسيحيين .. وجميع (الزرادشتيين والوثنيين) إلا عدداً قليلاً منهم !!!.. واستحوذ الدين الإسلامي على قلوب مئات الشعوب في البلدان الممتدة من (الصين وأندنوسيا) إلى (مراكش والأندلس) !!!!.. واستحوذ على خيالهم .. وسيطر على أخلاقهم !!.. وصاغ لهم حياتهم .. وبعث آمالاً : (تخفف عنهم بؤس الحياة ومتاعبها) " !!..

أقول : ولم يكن للإسلام كل هذا زميلي :
إلا لو كان من رب البشر !!.. فقد عجزت عقول أباطرة الناس عن مثله !
وما زالوا يُخرجون لنا العفن بعيدا ًعن الدين (علمانية - ليبرالية - دولة مدنية إلخ)
وقد فشلت هذه الخداعات في بلاد الكفر نفسه : فهل من معتبر ؟!!..
http://altwheed.blogspot.com/2011/10/blog-post_2657.html

16...
ويقول (روبرتسون) في كتابه (تاريخ شارلكن) :
" لكنا لا نعلم للإسلام (مجمعاً دينياً متسلطا) .. ولا (رُسلاً وراء الجيوش) .. ولا (رهبنة بعد الفتح) !!!.. فلم يُكره الإسلام أحدا على اعتناقه (بالسيف ولا باللسان) .. بل دخل القلوب عن (شوق واختيار) .. وكان ذلك نتيجة ما جاء في القرآن من مواهب (التأثير) و (الأخذ بالأسباب) " !!!!...

17...
ويقول (آدم متز) في كتابه (الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري 2/93) :
" ولما كان الشرع الإسلامي (خاصاً) بالمسلمين .. فقد أفسحت الدولة الإسلامية المجال بين أهل الملل الأخرى وبين (محاكمهم الخاصة بهم) .. والذي نعلمه من أمر هذه المحاكم أنها كانت (محاكم كنسية) .. وكان رؤساء المحاكم الروحيون يقومون فيها مقام (كبار القضاة) أيضاً . وقد كتبوا كثيراً من كتب القانون في ذلك الوقت .. ولم تقتصر أحكامهم على مسائل (الزواج) .. بل كانت تشمل إلى جانب ذلك مسائل (الميراث) وأكثر (المنازعات) التي تخص المسيحيين وحدهم : مما لا شأن للدولة الإسلامية به " !!...

ويقول أيضاً :
" أما في الأندلس .. فعندنا من مصدر جدير بالثقة أن النصارى : كانوا يفصلون في خصوماتهم بأنفسهم .. وأنهم لم يكونوا يلجؤون للقاضي المسلم إلا في مسائل القتل " !!!!..

أقول : ورغم هذا : ففي بلاد العرب ولاحتكاكهم الأطول والأقرب بالإسلام وعدله :
فقد كانوا كثيرا ًما يلجأون إلى شرعه !!!..

18...
فينقل لنا (الخربوطلي) عن الدكتور (فيليب) في كتابه (تاريخ العرب) حديثه عن :
" رغبة أهل الذمة في (التحاكم) إلى التشريع الإسلامي !!.. واستئذانهم للسلطات الدينية في أن تكون (مواريثهم) حسب ما قرره الإسلام " !!..

وسبحان الله العظيم على الافتراءات !!..

5...
الختام : ومقارنة بين موقفين ..
--------

1... موقف دخول الصليبيين للقدس ..

منذ أن فتح أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه القدس : وأهلها يعيشون جميعا في سلام .. المسلمين مع اليهود مع النصارى .. بل وقد وجد اليهود والنصارى (الأرثوذكس) في كنف المسلمين مالم يجدوه أبدا في اضطهاد نصارى (الكاثوليك) الأوروبيين لهم .. فكل منهم يتعبد في دينه كما يريد .. بل وظلت (بيع) اليهود و (كنائس) النصارى كما هي عليه لم يمسها المسلمون بسوء ..!

فهل خمد الشيطان الرابض في قلوب الكافرين والملحدين والمُحرفين بعد ؟؟؟؟....
لنرى ...

نتيجة للنداء الذي أعلنه (البابا أوربانوس الثاني) في اجتماع (كليرمونت) عام 1095م :
توجه ما يزيد على (المائة ألف رجل) من جميع أنحاء أوروبا بدافع :
(تحرير الأراضي المقدسة من المسلمين) !!!.. وأما الدافع الحقيقي فكان :

>> إبادة المسلمين !!!!..
>> الحصول على الثروات الأسطورية للشرق !!!..

وفي نهاية رحلة طويلة ومضنية استمرت (4 سنوات) .. وبعد الكثير من المجازر وعمليات النهب والسلب التي ارتكبوها بحق المسلمين وغيرهم في طريقهم .. استطاعوا فعلا دخول القدس عام 1099م .. ونتيجة حصار طويل للمدينة استمر مدة خمسة أسابيع .. سقطت المدينة في أيديهم .. وارتكبوا فيها مجزرة : أقل ما يقال عنها أنه :
يصعب إيجاد نظير لها في تاريخ العالم !!!!..
حيث ذبحوا جميع المسلمين واليهود في المدينة وأبادوهم !!!..

< لا يحضرني مجزرة مثلها إلا ما فعله التتار فياجتياح بغداد بخيانة الشيعة >

يقول أحدهم مفتخرا ً(وهو : رايموند من اجيلس) واصفا ًهذه الوحشية :
" لقد تحققت مشاهد رائعة تستحق الرؤية ..! حيث كان بعض رجالنا – وكان هؤلاء أكثرنا رحمة - يقطعون رؤوس الأعداء ..! وكان البعض : يصوب الأسهم عليهم ويردونهم قتلى ..! أما الآخرون منا : فكانوا يلقون بهم في النار أحياءً !.. ليستمتعوا بقتلهم وتعذيبهم فترة ًأطول !!!!...
وامتلأت شوارع المدينة بالرؤوس المقطعة والأيدي والأرجل ..! حتى أنه كان يصعب المشي دون التعثر فيها والوقوع من كثرة الأعضاء !!!!.. لكن كل هذه بقيت خفيفة : بالمقارنة مع ما فعلناه في هيكل سليمان .. ماذا حصل هناك ؟؟؟.. لو حدثتكم بالحقائق لما صدقتموني .. على الأقل سأقول لكم : أن ارتفاع الدماء المسفوكة في هيكل سليمان وصلت إلى حد ركب رجالنا " !!!!...

المرجع : August C. Krey, The First Crusade: The Accounts of Eye-Witnesses and Participants (Princeton & London: 1921), p. 261. emphasis added…

كما وصف (ستيفن رنسيمان) في كتابه (تاريخ الحروب الصليبية جـ1 – 404 : 406) ما حدث في القدس يوم دخلها الصليبيون فقال :
" وفي الصباح الباكر من اليوم التالي : اقتحم باب المسجد ثلة من الصليبيين .. فأجهزت على جميع اللاجئين إليه !!!... وحينما توجه قائد القوة (ريموند أجيل) في الضحى لزيارة ساحة المعبد : أخذ يتلمس طريقه بين الجثث والدماء التي بلغت ركبتيه !!!.. وتركت مذبحة بيت المقدس أثرا ًعميقا ًفي جميع العالم !!!!.. وليس معروفا ًبالضبط عدد ضحاياها !!!.. غير أنها أدت إلى (خلو المدينة من سكانها المسلمين واليهود) !!!!.. بل إن كثيراً من المسيحيين : اشتد جزعهم لما حدث " !!!..

وحتى (غوستاف لوبون) في كتابه (الحضارة العربية) : ينقل بعض روايات (رهبان ومؤرخين) رافقوا الحملة الصليبية الحاقدة على القدس ..! فيقول نقلا ًعن الراهب (روبرت) : (وهو أحد الصليبيين المتعصبين الذي يروي ما أحدثوه في بيت المقدس) صـ 325 :
" كان قومنا يجوبون الشوارع والميادين وسطوح البيوت : ليرووا غليلهم من التقتيل !!!.. وذلك كاللبؤات (جمع لبؤه وهي أنثى الأسد الشرسة) التي خـُطفت صغـارها !!!!..
كانوا يذبحـون الأولاد والشباب ويقطعونهم إربا ًإربا ً!!!.. وكانوا يشنقون أناسا ًكثيرين بحبل ٍواحد بغرض السرعة !!!!... وكان قومنا يقبضـون على كل شيء يجدونه .. فيبقرون بطون الموتى ليخرجوا منها قطعا ًذهبية !!!... فيا للشره وحب الذهب !!!!.. وكانت الدماء تسيل كالأنهار في طرق المدينة المغطاة بالجثث " !!!!!!!!!...

وأقول : لعل رهبانهم وقساوستهم أوهموهم بأن في قلوب وبطون المسلمين (ذهبا وكنوزا) !!!!..
أو لعلهم اليهود ابتلعوا ذهبهم في بطونهم والله أعلم !!..
واقرأوا التالي أيضا ًوقارنوه بوصايا نبي الرحمة محمد في النهي حتى عن التمثيل في القتل والجثث !

يقول كاهن أبوس (ريموند داجميل) شامتاً صـ 326 : 327 :
" ففعلنا كل ما هو عجيب بين العرب عندما استولى قومنا على أسوار القـدس وأبراجها !!!.. فقد قطعت رؤوس بعضهم !!!!.. فكان هذا أقل ما يمكن أن يصيبهم !!!.. وبقرت بطون بعضهم .. فكانوا يضطرون إلى القذف بأنفسهم من أعلى الأسوار ...! وحرق بعضهم في النـار : وكان ذلك بعد عذاب طويل !!!!!!!... وكـان لا يرى في شوارع القدس وميادينها سوى أكداس من رؤوس العرب وأيديهم وأرجلهم !!!!.. فلا يمر المرء إلا على جثث قتلاهم !!!!.. ولكن كل هذا لم يكن سوى بعض ما نالوا " !!!!!!....

ويقول أخزاه الله وهو يصف مذبحة (مسجد عمر) في القدس :
" لقد أفرط قومنا في سفك الدماء في هيكل سليمان !!!.. وكانت جثث القتلى تعوم في الساحة هنا وهناك !!!!!.. وكانت الأيدي المبتورة تسبح كأنها تريد أن تتصل بجثث غريبة عنها !!!!.. ولم يكتف الفرسان الصليبيون الأتقياء بذلك (ولاحظوا وصفهم بـ : الأتقياء !!!!) .. فعقدوا مؤتمرا ًأجمعوا فيه على (إبادة) جميع سكان القدس من المسلمين واليهود وخوارج النصارى (أي نصارى الشرق الأرثوذوكس) الذين كان عددهم جميعا ً(ستين ألفا ً) ..! فأفنوهم عن بكرة أبيهم في ثمانية أيام !!!..
ولم يستبقوا منهم امرأة ًولا ولدا ًولا شيخا ً" !!!!!!!...

يا سبحان الله !!.. " ما كانت هذه لتقاتل " صدق رسول الله !
< ولم يستبقوا منهم امرأة ًولا ولدا ًولا شيخا ً> !!..

ويقول هذا الهالك أيضا ًفي صـ 396 :
" وعمل الصليبيون مثل ذلك : في مدن المسلمين التي اجتاحوها : ففي (المعرة) : قتلوا جميع من كان فيها من المسلمين : (اللاجئين في الجوامع والمختبئين في السراديب) !!!!.. وأهلكوا صبراً (أي حبسا ًبغير طعام ولا شراب حتى الموت) : (ما يزيد على مائة ألف إنسان) في أكثر الروايات !!!!.. (أقول : انظروا لذلك : وانظروا لرحمة الإسلام وعدله مع الأسرى والمسجونين !) .. وكانت (المعرة) من أعظم مدن (الشام) بعدد السكان : بعد أن فر إليها الناس بعد سقوط (أنطاكية) وغيرها بيد الصليبيين " !!..
---------

والآن زميلي .. ولكي تكتمل المقارنة في نفس الموقف :
تعال نرى معا ً: بماذا (( انتقم )) المسلمون لهذه المجازر عند دخولهم فاتحين للقدس ؟!

2... موقف دخول المسلمين للقدس ..

وأقصد به هنا : الموقف التاريخي لدخول القائد المظفر (صلاح الدين الأيوبي) للقدس !!..
حيث تثبت كتب التاريخ والمؤرخين العرب والكفار على حد سواء أنه :

لم تتعرض أي دار من دور بيت المقدس للنهب !!!!!....

ولم يحل بأحد من الأشخاص مكروه !!!!...

إذ فور دخوله للقدس : أصدر أوامره لرجال الشرطة بأن يطوفوا بالشوارع والأبواب : لمنع أي اعتداء يحتمل وقوعه على النصارى كانتقام !!!!!...

وقد تأثر الملك (العادل) (وهو أخو صلاح الدين) لمنظر (بؤس الأسرى) !!!!..
فطلب من أخيه (صلاح الدين) إطلاق سراح (ألف أسير) !!... فوهبهم له !!!!..
فأطلق (العادل) سراحهم على الفور !!!!!..
كما أعلن (صلاح الدين) نفسه : أنه سوف يطلق سراح كل (شيخ) وكل (امرأة) !!..

وعند ظهور هذه الرحمة من المسلمين الفاتحين : أقبل (نساء الصليبيين) وقد امتلأت عيونهن بالدموع !!!.. فسألن (صلاح الدين) : أين يكون مصيرهن بعد أن لقي أزواجهن أو آباؤهن مصرعهم ؟؟!!.. أو وقعوا في الأسر ؟؟!!..

فأجابهن (صلاح الدين) بأن وعدهن بإطلاق سراح كل من في الأسر من أزواجهن !!..

وبذل (للأرامل واليتامى) من خزانته العطايا : كل بحسب حالته !!!!...
فكانت رحمته وعطفه : نقيض أفعال الصليبيين الغزاة منذ 88 عاما ًمضت !!...

أما بالنسبة لرجال الكنيسة أنفسهم (وعلى رأسهم بطريرك بيت المقدس) :
فإنهـم لم يهتـموا إلا بأنفسهم !!!!!.. وقد تعجب المسلمون حينما رأوا (البطريرك هرقل) وهو يؤدي العشرة دنانير (مقدار الفدية المطلوبة منه) عن نفسه ( فقط ) : ويغادر المدينة !!..
وقد انحنت قامته : من وطأة ثقل ما يحمله من الذهب !!!!!!!...
وقد تبعته عربات تحمل ما بحـوزته من الأموال والجواهر والأواني النفيسة !!!!!!!!!...

ومع أن جميع النصارى كانوا يشعرون بالخوف الشديد .. بل وكانوا ينتظرون خائفين من أن يقتص
منهم (صلاح الدين) : فيقوم بقتلهم أشنع قتلة كما فعل أسلافهم من قبل عند دخولهم المدينة :
إلا أن (صلاح الدين) الذي تربى في محراب القرآن وسنة نبيه العدنان : لم يقم بإيذاء أيا ًمنهم !!!!!!!!.. ولم يكتف بذلك .. بل وقد أمر اللاتين (أي الكاثوليك) بترك المدينة .. وسمح (للأرثوذكس) الذين لم يكونوا يحملون صفة الصليبية الأوروبية الغاشمة : بالبقاء فيها : والتعبد فيها : كيفما يشاءون !!!!!...

وفي هذا تصف المؤرخة الإنجليزية (أرمسترونج) الفتح الإسلامي الثاني للقدس فتقول :
" في 2 تشرين الأول 1187م دخل (صلاح الدين) وجيشه القدس فاتحاً .. لتبقى المدينة : مُسلمة للسنوات الثمانمائة القادمة ... و قد أوفى (صلاح الدين) بوعده الذي كان قد قطعه للمسيحيين .. وأخذ المدينة دون أن يقوم بأي (مجازر) بما يتوافق و (المبادئ الإسلامية السامية) !!!... فلم يقتل أي مسيحي !!!!!... ولم تحدث عملية نهب واحدة !!!!... وتم تعيين مبالغ ضئيلة للغاية لإخلاء سبيل الأسرى !!!!!... وكما أمر القرآن الكريم : فقد تم إخلاء سبيل معظم الأسرى دونما دفع أي ديّة (تقصد حض القرآن والسنة عموما ًعلى عتق الرقبة) !!!!..
وكان شقيق (صلاح الدين) الملك (العادل) قد طلب من (صلاح الدين) أن يمنحه (ألف أسير) لخدمته ... لكنه عاد وأخلى سبيلهم : لمّا رأى حالتهم التي يرثى لها !!!!!!...
ولقد سارع (أغنياء المسيحيين) لترك المدينة : حاملين معهم ممتلكاتهم الثمينة !!!!!!.... على الرغم من أن ثرواتهم كانت كافية لدفع فدية جميع أسرى الحرب من أتباع دينهم وإخلاء سبيلهم !!!!... أما كبير الأساقفة (هرقل) .. فقد دفع فدية العشرة دنانير مثله مثل الباقين !!!!!... وترك المدينة بثروته التي حملتها عدة عربات " !!!!!!!!!...
المرجع : Armstrong, Holy War, p. 185. emphasis added....

فالحمد لله على نعمة الإسلام زميلي !!..
والحمد لله الذي جعلنا مبصرين لما يتعامى عنه الآخرون ..
والحمد لله على أخلاق الإسلام التي إذا ذ ُكرت في أي زمان ٍومكان ٍعلى حقيقتها :
فتـُحمد ..

والحمد لله رب العالمين ..

مواطن
12-21-2011, 01:00 PM
اقتباس
(( أَمْ تهديدٌ وتخويفٌ ووعيدٌ؟ ))

سؤال لك
لماذا الانسان الذي في قلبه الاغتصاب والاجرام الا انه لا يستطيع المجازفة
لانه يخشى عقوبة الاعدام

اليس ذلك تخويف ؟

هشام بن الزبير
12-21-2011, 01:08 PM
أيها الزميل بهجت:
الإسلام يدعو العالمين إلى اعتناقه, ولا يجبرهم على ذلك, ولا يدعو أتباعه لإكراه الناس على الإسلام. والقرآن صريح في ذلك. لهذا دخل عمر الفاروق بيت المقدس, فلم يصنع بأهلها ما يصنعه النصارى واليهود إلى اليوم, لم يقتّل الرجال والنساء والصبيان.
هل تعلم أيها الزميل أين تعلم الغرب معنى التسامح؟
لقد تعلموه في مدرسة رجل من أبطال الإسلام اسمه صلاح الدين الأيوبي. هل سمعت بفيلسوف ألماني من عصر "الأنوار" يسمى ليسنغ Lessing؟ هل تعلم أن كتابه ناتان الحكيم جعل من صلاح الدين رمز التسامح والعدل Tolerance؟
لا أعتقد أنك تحب سماع هذا الكلام المزعج, هل تعلم أيها الزميل ما هو السبب في وجود النصارى واليهود والدروز والإسماعيلية وكل هذه الطوائف بين المسلمين إلى اليوم, رغم أنهم حكموا العالم ألف عام, كم من الوقت كانوا يحتاجون في نظرك ليقوموا بعملية التطهير العرقي التي اخترعها الغرب؟ انظر إلى الطوائف المختلفة في بلاد الإسلام, في حين تعتبر بلاد الغرب بيضاء نصرانية متجانسة؟ هل سألت نفسك يوما هذا السؤال الكبير؟
فلتسمع الجواب أيها الزميل, وإن فيه جواب مسألتك لو كنت تعقل:
السبب أن خالد بن الوليد وعبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة وطارق بن زياد وصلاح الدين الأيوبي لم يتتلمذوا على الغرب الذي أنتم عبيده أيها الملاحدة المساكين, لأنهم لو أخذوا عن أسيادك, لأصبحوا مثل ريتشارد قلب الأسد, الذي مرض عند قدومه لقتال المسلمين في بيت المقدس, فأرسل له صلاح الدين طعاما وطبيبا, ثم قتل الخبيث ثلاثة آلاف مسلم من الرجال والأطفال والنساء صبرا, قتلهم وقد كانوا أسرى لديه بعدما دخل عكا, وأنت تعلم كيف تعرض سكان أمريكا وأستراليا الأصليون للإبادة من طرف الأوربيين..
أيها المسكين, إن وجودك بين المسلمين أكبر جواب على سؤالك الفاشل لو كنت تعقل, لكن الملاحدة قوم لا يعقلون ولا يفقهون ولا يبصرون.

ابو ذر الغفارى
12-21-2011, 01:14 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
ما أسهل القاء التهم بغير بينة واطلاق الدعاوى بغير بينة وليس هذل سبيل العقلاء أبدا
الاسلام جاء بالبينات القاطعة والهدى للناس فى كل زمان ومكان وان لم تقبل ذلك فعليك أن تأتى بالأدلة التى تهدم ذلك فان لم تفعل ولن تفعل أنت ولا أحد ممن تتبع فلا تكذب على الاسلام وتحاول تشويهه

فالأدلة واضحة من القرآن والسنة فى أن من ظلم نفسه وأبى الا الكفر فلا يكره على الاسلام فى الدنيا ليدخل فيه وحسابه عند ربه يوم القيامة يدخله نار جهنم خالدا فيها أبدا

واما اذا تعدى هذا الظلم من الكافر الى غيره أى الى المجتمع حوله بنشر الزندقة والدعوة الى الكفر أو الدخول فى الاسلام ثم الردة بدعوى أنه فهم الدين على حقيقته من الداخل وهو فى الحقيقة جاهل منافق فتأتى العقوبة هنا فى الدنيا حفاظا على المجتمع وصيانة له

فالاسلام لم يكره احد على الدخول فيه لا فى الفتوحات الخارجية والجهاد ولا فى الكفار المقيمين بالدول الاسلامية واليهود ظلوا بالمدينة زمنا الى أن نقضوا العهود
وفى نفس الوقت الاسلام لا يقبل بنشر الضلال والباطل والذندقة التى تفسد المجتمعات
والله أعلم

Maro
12-21-2011, 01:31 PM
تسجيل متابعة للمناظرة...
ونسأل الله أن يجرى الحق على لسان الزميل بهجت... (أو بالأحرى على لوحة كتابته) :):
وأتمنى أيضاً أن تقتصر المناظرة على المحاورين وطلبة العلم... تعظيماً للإفادة إن شاء الله
وما التوفيق إلا بالله

مبتلى
12-21-2011, 02:47 PM
...............................

إلى حب الله
12-21-2011, 05:27 PM
لي مشاركة الليلة إن يسر الله تعالى : فيها :

>> موقف النبي صلى الله عليه وسلم من الغلام اليهودي الذي كان يخدمه :
هل أجبره على الإسلام مستغلا ًحاجته ؟!!..

>> وفي المقابل : ماذا فعلت محاكم التفتيش في المسلمين بأسبانيا !!!.. وكيف تم تنصير مَن عاش منهم ؟!..
وكيف تم تنصير الأفارقة أيام استجلاب الأوروبيين والأمريكان لهم كعبيد ؟!!..

لنرى بالفعل زميلي بهجت :
هل عرفت البشرية دينا ًأكثر تسامحا ًمن الإسلام أو عدالة ًمنه أو تقبلا ًمنه لاختلاف الأديان ؟!

والله المستعان ...

مواطن
12-21-2011, 06:36 PM
(لَا إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ), (سورة: البقرة، مدنيّة، آية:256) .. وهمٌ .. أَمْ حقيقة؟..

(فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ), (سورة: الكهف, مكيّة, آية:29) .. تخييرٌ .. أَمْ تهديدٌ وتخويفٌ ووعيدٌ؟..

أهذا هو حقاً الإسلام كما نعرفه من القرآن أم هو الإسلام كما يريده دعاة الفكر الحداثي الحالمون؟..

هل فعلاً يمكن اعتبار الآيات أعلاه تشريعاً يؤسس لحرية الإيمان, وأنَّ الإسلام يقبل مبدأ عدم الإكراه في الدين كما ورد في الآية؟..

هل كانت حقاً تكفل الحرية المطلقة للعقيدة أم لا؟..

هل غرض الآيات حرية العقيدة حقاً؟..

أترك هذه الأسئلة في مهب النقاش..

تحياتي للجميع.

اتطرق لك في ثلاث محاور فقط

اولا ,,, استخدام الترهيب
حينما ترى جنود الغزاة يجتاحون بلاد المسلمين
هنا لزم استخدام القوة لردع الغزاة وصدهم
اما من يحاول ان يستفز بمشاعر المسلمين
لا بد ان يعاقب
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ثانيا ,,,, نشر الدين الاسلامي عن طريق الدعوة
لا بالسيف ولا بالترهيب

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ثالثا ,,,, ان آمنت بالله واسلمت
كسبت الثواب
اما ان لم تقتنع بهذا الدين
انت تتحمل مسؤولية اعمالك والله عز وجل هو الذي يعاقب
لا المسلمون او الحالمون كما تزعم

unsettled
12-22-2011, 05:43 PM
نعم نعم نشر الإسلام كان بالدعوة والطيبة والموعظة ...الخ لكن إياك ثم إياك إن أعلنت اسلامك أن تفكر بإعادة الحسابات وإلا حينها فليس لديك إلا خيارين قطع الرقبة أو العيش منافقاً !

المسألة انتقائية , الايات التعايشية -رغم أنها ليست تعايشية تماماً- وعلى قلتها تؤخذ كما هي بل مع اضافة بعض البهارات اليها !

أما الايات والأحاديث النقيضة فتجد التكلف بكل أنواعه لإبطال معناها -الواضح جداً-
خذ على سبيل المثال

"بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده ، لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الذهبي - المصدر: سير أعلام النبلاء - الصفحة أو الرقم: 15/509
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح"

------------------------------

أمرت أن أقاتل الناس ، وفي رواية : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله . فإذا قالوا : لا إله إلا الله عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحقها . وحسابهم على الله . ثم قرأ : { إنما أنت مذكر . لست عليهم بمسيطر } [ 88 / الغاشية / آية 21 ، 22 ] .
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 21
خلاصة حكم المحدث: صحيح

--------------------------

واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف
الراوي: عبدالله بن أبي أوفى المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2818
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

--------------------------

سورة التوبة الا ية29
قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ

--------------------------

سورة محمد الاية 35
فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ

-------------------------

سورة الممتحنة الاية 1
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ

-------------------------

وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
(الأنفال 39).

---------------------

إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ
(المائدة 33).

--------------------

من مات و لم يغز ، و لم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من نفاق
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6548
خلاصة حكم المحدث: صحيح

-----------------------------------------


القران يا عزيزي -وحتى الأحاديث- يعج بايات القتال والتعبئة ضد الاخر .. بينما أحاديث السلم لا تكاد تتعدى الثلاث ايات .. ومع ذلك تظل شريحة ليست بالقليلة من المسلمون تأخذ ايات التعايش على قلتها , وتستبعد ايات القتل والعنف .. هذا جميل بالنهاية , لكنه يدل على الانتقائية المفرطة أيضاً وأن الأخلاق بالنهاية فعلاً مصدرها ليس الأديان , بل الأخلاق التعايشية المأخوذة من انسانيتنا أولاً تغلب في أحيان كثيرة على التعبئة وعدم قبول الأخر في النصوص الدينية الكثيرة ..

هشام بن الزبير
12-22-2011, 06:24 PM
طيب أيها اللاأدري:
- ماذا صنع المسلمون بأهل بيت المقدس حين افتتحها عمر؟
- وماذا صنع الصليبيون حين دخلوها في الحروب الصليبية؟ ألم يقتلوا سبعين ألفا من أهلها, رجالا ونساء وأطفالا؟ ألم يربطوا خيولهم في المسجد الأقصى؟
هل أنت أعلم بالقرآن من الصحابة؟ أم كيف تفسر أنهم لم يستأصلوا أهل بيت المقدس, فهم كفار, نصارى, يهود؟
أتعلم أيها الملحد العربي: أتحداك أن تأتيني بحضارة أكثر تسامحا من حضارة الإسلام, ثم أتحداك أن تأتيني برجل غربي يداني صلاح الدين الأيوبي في أخلاقه وفروسيته وسماحته؟ وإن رأيت نفسك أهلا للمناظرة في هذه المسألة فافتح موضوعا جديدا إن شئت, كي تعلم أي الفريقين أولى بالذم, أنحن المسلمين, أم أسيادك النصارى واليهود؟

اخت مسلمة
12-22-2011, 07:10 PM
أما الايات والأحاديث النقيضة فتجد التكلف بكل أنواعه لإبطال معناها -الواضح جداً-
خذ على سبيل المثال

والله الذي لا إله إلّا هوَ لو نُوقِشتَ في كُل نصّ مما وضعتَ مُستشهداً على فِريتِك بِسوء فهمٍ وجهلٍ وقِلّة اطّلاع , لَسَقط لحمُ وجهِكَ خجلاً لِما سيبدو لكَ ولمن يقرِأ من عوراتِ جهلِك..!
التّاريخ الإسلامي منذُ عهدِ النّبي عليه الصّلاةُ والسلام إلى آخر عصورالفتوحات تُخالِفُ ماقرّرتهُ واستشهدتَ عليه بهذِه النصوص جهلاً , فإمّا أنّ النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابُه خالفوها وهذا مُحال , إمّا أنّك كباقي ملاحِدة العرب أُوتيتُم من جهلِكم ,,,,!
خُذ هذِه الجائِزة مُكافأةً لَك على قلّة علمك وقدرتِك الخارِقة على تلقُف كل ماتراه بِدون استعمال العقل ولا حتى العلم ..
لماذا لا يفكر الملحد العربي ؟ (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=34356)

طاليس
12-22-2011, 07:40 PM
- صلاح الدين الأيوبي

على فكرة صلاح الدين الأيوبي كان أشعريا يقدم العقل على النّقل وكان له الفضل في انتشار الأشعرية في العراق ومصر فلا تنتظر منه أن يسير على طريقة الوهابية.

هشام بن الزبير
12-22-2011, 07:58 PM
وأنت ملحد تخجل من عقيدتك, فتخفف من وقع كلمة "ملحد" السيء على النفوس وتتستر وراء "علماني".
صلاح الدين الأيوبي من أعلام الإسلام, فهات ندا له من حضارة الرجل الأبيض الذي تعبدونه, وهيهات أن تجد.

unsettled
12-22-2011, 08:02 PM
والله الذي لا إله إلّا هوَ لو نُوقِشتَ في كُل نصّ مما وضعتَ مُستشهداً على فِريتِك بِسوء فهمٍ وجهلٍ وقِلّة اطّلاع , لَسَقط لحمُ وجهِكَ خجلاً لِما سيبدو لكَ ولمن يقرِأ من عوراتِ جهلِك..!
التّاريخ الإسلامي منذُ عهدِ النّبي عليه الصّلاةُ والسلام إلى آخر عصورالفتوحات تُخالِفُ ماقرّرتهُ واستشهدتَ عليه بهذِه النصوص جهلاً , فإمّا أنّ النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابُه خالفوها وهذا مُحال , إمّا أنّك كباقي ملاحِدة العرب أُوتيتُم من جهلِكم ,,,,!
خُذ هذِه الجائِزة مُكافأةً لَك على قلّة علمك وقدرتِك الخارِقة على تلقُف كل ماتراه بِدون استعمال العقل ولا حتى العلم ..
لماذا لا يفكر الملحد العربي ؟

أشكرك على تأكيد وجهة نظري , بأن ما لا يوافق أخلاقنا كبشر معاصرين نعيش في القرن الواحد والعشرين نقوم بكل تكلف بمحاولة تحميله معاني أخرى , رغم أن ما ذكرت من أمثلة يستطيع ابن ست سنوات أن يخبرك معناها الغير تعايشي الواضح جداً ..
وردك أيضاً يؤكد كلامي مرة أخرى , أنظري كم السباب الذي وجهته للملحدين بثلاثة أسطر فقط , لا لشيء إلا لأنهم لا يحملون ذات معتقداتك الغيبية .. لكن الأكثر طرافة أنك استخدمت نفس هذه المداخلة المليئة بالشتائم والتسفيه للاخر لتؤكدي على تسامح وتعايش الإسلام!

unsettled
12-22-2011, 08:09 PM
@هشام بن الزبير
لا أحتاج أن أعود للتاريخ عزيزي قروناً للوراء .. الواقع الحالي يشهد بكل سخاء أن المسلمين حتى بين أنفسهم عنصريين بشكل لا يطاق , ولا أحتاج أن أذكرك بكم الحقد بين السنة والشيعة على سبيل المثال , ولا أحتاج أيضاً أن أذكرك بالتفجيرات التي تحدث كلما حاولت جهة غربية نقد الإسلام , وحتى العنصرية التي يلقاها الملحدين هنا مثلاً!..

ثم في ردي سابق ذكرتلك عينة من النصوص الإسلامية نفسها تملئها التعبئة ضد المختلف عقائدياً , والواقع بوضوح يؤكدها

هشام بن الزبير
12-22-2011, 08:25 PM
هل طلبت منك شيئا معجزا؟ أنا أطلب منك أن تدخل بنفس الحقد الذي يغلي في صدرك على الإسلام, لتأتي لنا بشواهد عنصرية الغرب الذي لم يتعلم معنى التسامح حتى عايش المسلمين, هل هذا صعب أيها الزميل, هات شخصية تداني صلاح الدين من الغربيين من لدن الإمبراطورية الرومانية إلى الأخطبوط الأمريكي, هات رجلا واحدا يصلح للمقارنة.

اخت مسلمة
12-22-2011, 08:30 PM
فلا تنتظر منه أن يسير على طريقة الوهابية.

واضِح أنّ الزميل ممن لسَعتهُم سِياطُ "الهيئة " , أو من الرّوافِض أبناء المُتعه ...فصارَ إلى ماهوَ عليه الآن ...!

طاليس
12-22-2011, 08:34 PM
وأنت ملحد تخجل من عقيدتك, فتخفف من وقع كلمة "ملحد" السيء على النفوس وتتستر وراء "علماني".
صلاح الدين الأيوبي من أعلام الإسلام, فهات ندا له من حضارة الرجل الأبيض الذي تعبدونه, وهيهات أن تجد.

تسبون الملة وتأكلون الغلة
هؤلاء الغرب الذين تسبهم لماذا تستهلك منهم كلّ شيئ؟ هذا الحاسوب الذي تستعمله صنعه أبناء الرجل الأبيض.
ثانيا:
لا تكذب على أبناء جلدتك وتنسب الى مذهبك قادة وعلماء لا يوافقون في شيئ في أصول مذهبك
صلاح الدين الايوبي اشعري يقدم العقل على النقل وهذا ما ذكره المؤرخون الذين عاصروه ويكفيك فيه قول مؤرخ الاسلام الذهبي فشتان بين جهاد صلاح الدين الأيوبي وجهاد الوهابية الارهابيين.
وأما عن عقيدتي فأنا مسلم أؤمن بوجود خالق وأرى أنّ العلمانية هي الحل لمشاكل العصر وخاصة مشاكل الأمة التي تعاني من الجهل والبطش .

هشام بن الزبير
12-22-2011, 08:36 PM
هدئ من روعك يا طاليس, أعلم كم يشق عليكم أن تسمعوا ذما لمن ابتعتموهم في كل شيء حتى في كفرهم.
لكني أصر على سؤالي: هاتوا رجلا غربيا يصلح للمقارنة مع صلاح الدين الأيوبي في تسامحه؟
هل هذا صعب لهذه الدرجة؟

طاليس
12-22-2011, 08:37 PM
واضِح أنّ الزميل ممن لسَعتهُم سِياطُ "الهيئة " , أو من الرّوافِض أبناء المُتعه ...فصارَ إلى ماهوَ عليه الآن ...!

ماعليك سوى قراءة كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية لتري التكفير الذي لم تسمع به أيّ أمة على وجه هذه الأرض فحتى الدولة العثمانية كفرتموها معشر الوهابيين ومن لم يكفرها فهو لا يعرف معنى الشهادة
الدرر السنية في الاجوية النجدية ( 10 /429 )
سئل الشيخ عبد الله بن عبداللطيف آل الشيخ, عمن لم يُكفِّر الدولة (يعني العثمانية), ومن جرَّهم على المسلمين, واختار ولايتهم, وأنه يلزمه الجهاد معه, والآخر لا يرى ذلك كله, بل الدولة ومن جرهم بغاة, ولا يحل منهم إلا ما يحل من البغاة, وأن ما يغنم من الأعراب حرام ؟


فأجاب:


من لم يُكفِّر الدولة , ولم يُفرق بينهم وبين البغاة من المسلمين, لم يعرف معنى لا إله إلا الله , فإن اعتقد مع ذلك: أن الدولة مسلمون, فهو أشد وأعظم , وهذا هو الشك في كفر من كفر بالله, وأشرك به, ومن جرهم وأعانهم على المسلمين, بأي إعانة, فهي ردة صريحة. أ.هــ

طاليس
12-22-2011, 08:42 PM
لكني أصر على سؤالي: هاتوا رجلا غربيا يصلح للمقارنة مع صلاح الدين الأيوبي في تسامحه؟
هل هذا صعب لهذه الدرجة؟



هت لي رجلا وهابيا يصلح للمقارنة مع صلاح الدين الايوبي الاشعري الصوفي؟

متروي
12-22-2011, 08:43 PM
ويكفيك فيه قول مؤرخ الاسلام الذهبي فشتان بين جهاد صلاح الدين الأيوبي وجهاد الوهابية الارهابيين.

من من يا طاليس قال هذا الكلام ؟؟؟؟؟؟؟؟

هشام بن الزبير
12-22-2011, 08:44 PM
لماذا تحيد عن الموضوع يا طاليس؟
زميلك الملحد يدعي أننا ندين بإكراه الناس على الدين, وأنا أدعي أن الغرب لم يتعلم التسامح إلا بمخالطة المسلمين, وأنت تعلم أن عصر النهضة بدأ بعد الحروب الصليبية, حين تعلم النصارى الذين كانوا لا يغتسلون أن هناك على الأرض شيئا اسمه الصابون, كما تعلموا التسامح من قائد اسمه صلاح الدين, فهل عقمت الحضارة العلمانية الإلحادية أن تلد رجلا يقاربه على الأقل؟

اخت مسلمة
12-22-2011, 08:51 PM
أ
شكرك على تأكيد وجهة نظري , بأن ما لا يوافق أخلاقنا كبشر معاصرين نعيش في القرن الواحد والعشرين نقوم بكل تكلف بمحاولة تحميله معاني أخرى , رغم أن ما ذكرت من أمثلة يستطيع ابن ست سنوات أن يخبرك معناها الغير تعايشي الواضح جداً .

جهالة أخرى فوق السّابِقات ..!
تقدّم وناقِش الآيات لتعلم مدى جهالتِك ولاتتهرّب ...فقط حاوِل الفهم لن يضرك صدقني..!

هشام بن الزبير
12-22-2011, 08:55 PM
تسبون الملة وتأكلون الغلة
هؤلاء الغرب الذين تسبهم لماذا تستهلك منهم كلّ شيئ؟ هذا الحاسوب الذي تستعمله صنعه أبناء الرجل الأبيض.

سبحان الله لقد نطقت بالحق أيها الزميل:
أنتم تسبون الملة الحنيفية ونحن نسب الملة الإلحادية.
وأنتم تعبدون الغرب لا تردون له قولا كأنه معصوم, ونحن لا نقبل منه إلا ما وافق الحق, فأنت ترى أننا نستعمل هذه الوسيلة لنصرة ديننا, فهل يزعجك هذا أيضا؟
أكاد أتصور أن الزميلين ذهبا في رحلة جوجلية لعلهما يجدان جوابا لسؤالي.

متروي
12-22-2011, 08:55 PM
أين ذهب طاليس و أين جوابه

ويكفيك فيه قول مؤرخ الاسلام الذهبي فشتان بين جهاد صلاح الدين الأيوبي وجهاد الوهابية الارهابيين.

من من يا طاليس قال هذا الكلام ؟؟؟؟؟؟؟؟

متروي
12-22-2011, 08:57 PM
أكاد أتصور أن الزميلين ذهبا في رحلة جوجلية لعلهم يجدون جوابا لسؤالي...
مؤكد فسيبحث عن كلام مؤرخ الإسلام الذهبي عن الوهابية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

السيف القاطع
12-22-2011, 09:05 PM
رد سريع على شبهة صلاح الدين أشعري أو صوفي (http://shirarr.blogspot.com/2010/01/blog-post_11.html)

هشام بن الزبير
12-22-2011, 09:06 PM
أخي الكريم: إنما أردنا أن نلزم الزميل بالجواب, لأن ذكره لهذه الشبهة كان حيدة عن الجواب وتفريعا للموضوع حتى ننسى أصله, ولو جلسنا نناقشه في هذه الجزئية لوجد مجالا واسعا للجدال, فجزاك الله خيرا.

إلى حب الله
12-22-2011, 09:14 PM
** فاصل **

المسلم : الاغتسال بالماء طيب ومفيد ..
الجاهل بالإسلام : لا لا لا .. الماء يحرق الإنسان ويُشوهه !!..
المسلم : يمكنك أن تجرب !!..
الجاهل بالإسلام : لا لا لا .. لا تحاول تغيير رأيي !!!..
المسلم : يمكنك أن تشاهد ثمار الاغتسال بالماء :
(( ومن ثمارهم : تعرفونهم )) كما يُقال !
الجاهل بالإسلام : لا لا لا .. أنت كذاب وتغش في كلامك وتخدع الناس !!..
المسلم : لم أطلب منك إلا أن تتأكد بنفسك وتنظر لثمار ما تحاربه ولا تكن جهولاً !
الجاهل بالإسلام : هل رأيت وصفك لي بالجهول ؟!!..
أنتم هكذا يا مسلمين دوما ً: سبابين شتامين لعانين لكل مَن يُخالف رأيكم بموضوعية !

ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !!!..

فمَن كان لا يفهم النصوص الإسلامية إلا من شرح النصارى والملاحدة وتأويلاتهم لها :
فهلا نظر على الأقل لثمراتها في واقع المسلمين ؟!!!..
أم على قلوب ٍأقفالها ؟!!..

ونواصل ...
-------

1...
روى البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال :
" كان غلام ٌيهوديٌ يخدم النبيَ صلى الله عليه وسلم .. فمرض .. فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده .. فقعد عند رأسه فقال له : أسلم !!.. فنظر إلى أبيه وهو عنده (وكان ما كان يمنع إسلامه وإيمانه برسول الله طوال فترة خدمته هو خوفه من أبيه اليهودي) .. فقال (أي ذلك الأب لابنه) : أطع أبا القاسم (وهي كنية النبي) !!.. فأسلم .. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار " !!!..

أقول ...
هذا الحديث القيم : فيه وقفات كثيرة لمَن يفهم ويتدبر !!!..
ولعل أبرزها الآن لعدم الإطالة هو :
>>
جواز زيارة المريض الغير مسلم وعيادته ودعوته للإسلام ..
ويتأكد ذلك مع مَن له علاقة بالمسلم كالجار أو القريب الكافر أو الزميل .. إلخ
>>
في الروايات أن هذا المرض للصبي : كان مرض الموت .. ومن هنا نفهم سر مسارعة النبي لعيادته وزيارته والسؤال : ماذا سيستفيد النبي - لو كان كاذبا ًوحاشاه - من إسلام غلام خادم لن يقدم ولن يؤخر شيئا ًله في الدنيا بل : سيموت ؟!!!..
>>
هذا الغلام اليهودي خدم النبي ما شاء الله له من وقت .. فلم يستغل النبي يوما ًحاجته وأهله : ليُكرهه على الإسلام بأي صورة ٍمباشرة ٍأو غير مباشرة !!!..
>>
لو لم يكن الغلام وأبوه يعرفون من النبي خـُلق الأنبياء وصدقهم : ما كانوا أجابوه لطلبه ولا سيما مع صلف اليهود في العقيدة المعروف عنهم : ولنا في قصة إسلام عبد الله بن سلام مثال لمَن يعرف !

وعلى هذا المنوال زرع الإسلام بالقرآن والسنة في قلوب وتفكير المسلمين أن :
" لا إكراه في الدين " !!!..
حيث أن أصل الإيمان وأوله : هو القلب : يأتي بعده أقوال وأفعال اللسان والجوارح ...
والقلب يستحيل أن تجبره على شيء لا يرضاه !!!..

ولا يرضى الله من الإنسان إيمانا ً: إلا أن يكون خالصا ًمن قلبه ...
وعندما أ ُجبر عمار بن ياسر رضي الله عنه على قول كلمة الكفر لينجو بنفسه من كفار قريش : ثم أذاه ذلك كثيرا ًوذكره لرسول الله : فنزلت فيه وفي أمثاله من المستضعفين الآية :
" مَن كفر بالله من بعد إيمانه إلا : مَن أ ُكره وقلبه مُطمئن بالإيمان ولكن : مَن شرح بالكفر صدرا ً: فعليهم غضبٌ من الله : ولهم عذابٌ عظيم " النحل 106 !!..

والآن ...
وبعد أن استعرضت في مشاركتي السابقة اعترافات المنصفين من المؤرخين والمستشرقين عن رحمة الإسلام وفتوحاته وكفالته لحرية عقيدة الكافرين وعدم إجبارهم على الإسلام :
فدل ذلك كله على أنه :
لولا أن هذا الدين منضبط ٌبشرع الله حقا ً- وليس تحريفا ًمثلا ًكاليهود والنصارى - وصدقا ً- وليس كأدعياء الحرية والتسامح من العلمانيين والليبراليين ودعاة حريات الإنسان قولا ًلا فعلا ً- :
فما كنا رأينا ثمار تطبيق المسلمين لقيمه ومبادئه (عمليا ً) على أرض الواقع :
ولم يغضوا عنها الطرف كما يفعل النصارى مع نصوص أناجيلهم الغالية في الرحمة والاستسلام حتى للعدو بغير خيار !!..

فثبت بذلك أخيرا ًأن التوازن الحق المناسب للإنسان - وليس خياليا ًبعيدا ًعن الطبيعة البشرية - هو شرع الإسلام : فلم يهجره أهله وقت التطبيق كما فعل غيرهم بدينهم المحرف وأنظمتهم القاصرة ..

وتعالوا نرى معا ًصفحات ٍمما فعله النصارى لإجبار الناس على الكفر ..
واخترت النصارى وليس البوذيين مثلا ًولا الهندوس ولا غيرهم :
لأنهم أشهر مَن يحملون ادعاءات التسامح وتدوير الخد للاطم وترك الثوب لجاذبه !!..

وما سنقرأه الآن : هو نقطة من بحر خبثهم ومكرهم واستغلال ضعف الناس ومصائبهم وحاجاتهم قديما ً.. أو حتى حديثا ًتحت مظلة الاحتلالات الغاشمة كالعراق وأفغانستان .. أو تحت مظلة عصابة الأمم المتحدة والإغاثة العالمية لتمرير التنصير مقابل الغذاء للناس !!!..

والله المستعان ...
------------
---------

2...
ذكر القسيس البرتغالي ( فرناندو دى أليفيرا ) فقرات خطيرة في كتابه " فن الحرب في البحر" .. ذكر فيها كيف كان تجار الرقيق من البرتغاليين بقيادة صديقه القس ( لاس كاساس ) أكبر النَخّاسين في عصره !!.. يقومون بترحيل مئات الألوف من العبيد الأفارقة عبر المحيط الأطلنطي بعد خطفهم وانتزاعهم من أسرهم وتقييدهم بالسلاسل !!..

وذكر أيضا أنه كان يصاحب كل سـفينة قسيس ليقوم ( حسبما ذكر إليفيرا ) بتنصير العبيد مقابل مبلغ مالي يتقاضاه عن كل رأس !!.. وهكذا يسلبون الضحايا الحرية والدين أيضاً !!..

وحققت الكنائس الأوروبية ثروات هائلة من تلك الرسوم التي تتقاضاها من النَخَّاسين !!..

وشاركت هولندا أيضاً في تجارة العبيد، حيث طافت مئات من السفن الهولندية موانئ أفريقيا الغربية منذ القرن السادس عشر لنقل ملايين من العبيد إلى أوروبا وأمريكا ...
بل كانت جزيرة "جورى" التي يجمعون فيها العبيد تمهيداً لنقلهم عبر الأطلنطي تحت سيطرة الهولنديين إلى أن باعوها للإنجليز عام 1872م .. وكانت بعثات التبشير "والصواب التنصير" الهولندية متورطة في أخس تجارة عرفتها البشرية !!.. ويبدو أنهم اكتشفوا أن خطف واصطياد الأفارقة المساكين واستعبادهم يدر من الأرباح أضعاف العمل على تغيير عقائدهم باسم الرب الذي يزعمون !!!!!!!!!!...

وكان البابا يوجينياس الرابع قد أعلن رعايته لحملات الاستعباد التي يقوم بها الملك هنرى في أفريقيا !!.. وفى الفترة من 1450 حتى 1460 عقد البابا نكولا الخامس وكالكاتاس الثالث صفقة لاسترقاق الأفارقة مقابل "تعميد" – تنصير – العبيد : كراون واحد للكنيسة عن كل رأس !!.. بل وقد أرسل أحد الأساقفة سفينة لحسابه في إحدى الحملات !!..

<< وبعد كل هذه الفضائح : يجدون الوقاحة الكافية للتطاول على الإسلام !>>
<< الإسلام الذي حث قرآنا ًوسنة على تحرير رقاب العبيد وعده من مصارف الزكاة !>>
<< الإسلام الذي لا مقارنة بين جزيته الضئيلة كما سنرى وبين امتصاص خيرات البلاد >>

يقول آدم هوتشيلد في كتابه "شبح الملك ليوبولد" :
" أن هذا الطاغية قتل كل هؤلاء خلال 23 عاماً فقط !!.. حكم خلالها الكونجو التي كان يدعيها مستعمرة مملوكة له شخصياً بكل ما عليها من بشر وثروات وحيوانات " !!!...
ثم يقول هوتشيلد :
" وقد كان الأوروبيون : مثل "ليوبولد" في الكونجو !!.. والفرنسيون في مناطق أخرى !!.. والبرتغاليون في أنجولا !!.. والألمان في الكاميرون " !!!!!!!!..

وأما عن الإنجليز : فيقول هوتشيلد :
" والإنجليز في دول أخرى عديدة : قد وضعوا نظاماً إجرامياً للسخرة لاستخراج المطاط والذهب
وغيرها من كنوز القارة السوداء التي نهبها المجرمون !!.. كما سرقوا فلذات أكباد الأفارقة !!.. وعطلوا مسيرتهم مئات السنين !!.. ولم يتركوا لهم سوى الموت والخراب الشامل والتعاسة التي لم يفلت منها أحد " !!..
ويُعدد "هوتشيلد" وغيره من المؤلفين الغربيين الفظائع التي ارتكبها الأوروبيون في أفريقيا !..
فقد كان الشنق وتعليق الجثث على الأشجار, وقطع الأيدي والأقدام والأذن والعضو الذكرى أمراً شائعاً مارسه المحتلون على اختلاف دولهم وهوياتهم !!.. وكان من المألوف أيضاً الإجبار على العمل المتواصل تحت الشمس الحارقة بلا ماء أو طعام كاف .. والربط بالسلاسل الحديدية .. وحرق قرى بأكملها عقاباً على أية بادرة تذمر ..!!!!!!!!!!!!!!

أقول : قارنوا بين ذلك وبين ما رواه المعرور بن سويد قال :
دخلنا على أبي ذر بالربذة (اسم بلد - أي زاروه فيها) : فإذا عليه بُرد (وهو رداء جيد) وعلى غلامه مثله (ومن أدب الإسلام إطلاق وصف الغلام على العبد) !!.. فقلنا :
" يا أبا ذر ..! لو أخذت برد غلامك إلى بردك : فكانت حُلة : وكسوته ثوبا ًغيره !!.. قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إخوانكم : جعلهم الله تحت أيديكم (وانظروا لوصفه للعبيد بالإخوان) !!.. فمَن كان أخوه تحت يديه : فليُطعمه مما يأكل !!.. وليكسه مما يلبس !!.. ولا يكلفه ما يغلبه !!.. فإن كلفه ما يغلبه : فليُعنه عليه " !!!..
رواه أبو داود ونص حديث النبي في البخاري ومسلم ..

وقد جاء في دائرة المعارف البريطانية في مادة "العبودية" slavery :
" أن الإنجليز كانوا يشعلون النيران في الأحراش والأشجار المحيطة بأكواخ الأفارقة : فيضطر هؤلاء المساكين إلى الخروج من مساكنهم هرباً من النيران : فتتلقفهم رصاصات القناصة لقتل الرجال : بينما يتم أسر الأطفال والنساء، ثم ترحيلهم إلى مراكز لتجميع العبيد على طول الساحل الغربي الأفريقي : تمهيداً لنقلهم بالسفن عبر المحيط الأطلنطي في رحلة بلا عودة " !!..

3...
ولذلك كله :
وتحت ضغط فضائح التاريخ النصراني التي باتت سببا ًفي انتقال الآلاف للإسلام !!..
ففي عام 2006م قدمت كنيسة إنجلترا اعتذاراً رسمياً علنياً عن :
دورها المشين في الاتجار بالرقيق : واقتناء عشرات الألوف من العبيد : ظلوا يعملون حتى الموت في المزارع الواسعة التي تمتلكها الكنيسة في منطقة الكاريبي !!.. وقد شاركت في قنص وترحيل العبيد : 2704 من السفن البريطانية !!..

وفى مارس 2007م قاد الدكتور روان ويليامز رئيس أساقفة كانترى - كنيسة إنجلترا - مسيرة حاشدة : شارك فيها عشرات القساوسة والشخصيات العامة طافت شوارع لندن : اعتذاراً عن :
"تورط الكنيسة في التاريخ البشع للعبودية في العالم" على حد قول وليامز نفسه !!..

وأضاف رئيس أساقفة بريطانيا :
" أنه ليس الندم فقط بل : يجب إعلان التوبة عن مشاركتنا في هذه الوصمة التي كلفت الملايين من العبيد البؤساء أرواحهم وممتلكاتهم .. ودمرت إقتصاديات العديد من دول أفريقيا" !!..
موقع شبكة BBC باللغة العربية على الإنترنت – 24 مارس 2007م ..

4...
وإن الناظر والله لمآسي هؤلاء المجرمين بغيرهم من البشر (سواء في أفريقيا أو السكان الأصليين للأمريكتين) : ليوقن بأنهم لم يكونوا يتعاملون معهم على أنهم بشر !!.. بل ربما أقل حتى من الحيوانات !!.. وليعرف بهذا القاصي والداني :
أهمية إقرار الله ورسوله لقاعدة تساوي الناس جميعا ًعربهم وعجمهم أبيضهم وأحمرهم وأسودهم :
في المعاملة الإنسانية في أكثر من نص في القرآن والسنة !!!..

ولبيان الفارق أيضا ًبين الفتوحات الإسلامية ورحمتها : وهمجية الإنسان الذي بلا دين أو بدين محرف :
فلنقرأ التالي بقلوب ٍواعية ......

فقد حكى المؤرخون الأوربيون المنصفون : قصصاً يشيب لهولها الولدان .. ومثاله ما جاء في كتاب
( الحمر والبيض والسود ) للكاتب الهولندي ( جاري ناس ) حيث يقول :
" فقد كان الغزاة البيض يشعلون النار في أكواخ الهنود : ويقيمون الكمائن حولها !!.. فإذا خرج الهنود من أكواخهم هاربين من الحريق : يكون رصاص البيض في انتظار الرجال منهم !!.. بينما يتم القبض على الأطفال والنساء أحياء : لاتخاذهم عبيداً : ولاغتصابهم جنسياً أيضاً !!..
وبشهادة أحد الهولنديين يقول : انتزع البيض بعض الأطفال الهنود الصغار من أحضان أمهاتهم : وقطعوهم إرباً أمام أعينهن !!.. ثم ألقيت الأشلاء في النيران المشتعلة أو النهر !!.. وربطوا أطفالا ًآخرين على ألواح من الخشب : ثم ذبحوهم كالحيوانات أمام أعين الأمهات !!..
إنه منظر ينفطر له قلب الحجر – تعليق الهولندى الراوي نفسه – .. كما ألقوا ببعض الصغار في النهر !!.. وعندما حاول الآباء والأمهات إنقاذهم : لم يسمح لهم الجنود بالوصول إلى شاطئ النهر !!.. ودفعوا الجميع صغاراً وكباراً بعيداً عن الشاطئ : ليغرقوا جميعاً !!.. والقليل جداً من الهنود كان يمكنه الهرب ولكن : بعد أن يفقد يداً أو قدماً !!.. أو ممزق الأحشاء برصاص البيض !!!!..
وهكذا كان الكل :
إما ممزق الأوصال !!.. أو مضروباً بآله حادة !!.. أو مشوهاً بدرجة لا يمكن تصور أسوأ منها " !!!!!!..

5...
ولمن أراد الاستزادة : فليقرأ مثلا ًللمؤرخ ( لاس كاساس ) في كتابه الشهير ( تدمير الهنود الحمر ) ..! أو يقرأ لغيره من المؤرخين المنصفين .. والذين يؤكدون أن أعداد الهنود الحمر ( السكان
الأصليين للأمريكتين ) الذين تم إبادتهم على يد ( السادة البيض النصارى ) : ليس مليونا ًأو اثنين كما تدعي القنوات الرسمية ..! وإنما أباد ( السادة البيض ) :
112 مليون هندي أحمر !!..
وأُبيدت معهم حضارات كاملة مثل "المايا" و "الأزتيا" و "البوهاتن" وغيرها : لإقامة أمريكا زعيمة النظام العالمي الجديد !!!.. بلد التشدق بالحريات والمساوات المزعومة !!!.. والتي لو حدث معشار هذه الإبادات أو حتى 1% منها فقط ضد الحيوانات .. لأقامت لها جمعيات الرفق بالحيوان الدنيا ولم تقعدها - ولا سيما لو كان الفاعل مسلم - !!..
وأما إبادة مائة مليون هندي أحمر فهو أمر :
"يؤسف له" - على حد زعمهم- وأنه : كان "ضروريًا" لأمن البلاد !!!...

ومن المعلوم أن أبا "الحرية" الأمريكية المزعومة ( جورج واشنطن ) نفسه : كان يملك ثلاثمائة عبد وجارية في مزرعته الخاصة : ولم يحرر منهم واحداً قط حتى مماته !!...

ومن الجدير بالذكر أيضا ًأنه وحتى عام 1865م : كانت عمليات الإبادة والسخرة حتى الموت للهنود : ( مقننة ) رسميا ً..!
حيث كان يتم في بعض الولايات صرف ( مكافأة ) لكل من يُحضر فروة رأس هندي !!..
وليس هذا بمستغربا ًبالقياس إلى أحط الوسائل وأخس السُبل للقضاء على الهنود الحمر : والتي
استخدموا منها : تسميم آبار المياه التي يشرب منها السكان الأصليون !!.. وحقنهم بالفيروسات وجراثيم أشد الأمراض فتكاً مثل : الطاعون والتيفود والجدري ومسببات السرطان !!...

للاستزادة : كتاب (أمريكا طليعة الانحطاط) لروجيه جارودي - من أول الكتاب ..
والرابط التالي من موقع موسوعة الإعجاز العلمي :
http://www.quran-m.com/articleprint.php?id=479

6...
وملحوظة عن الجزية الإسلامية قبل الانتقال لمآسي محاكم التفتيش في إسبانيا :
فقد كانت الجزية لا يتم فرضها أصلا ًعلى الفقراء الغير قادرين عليها ..!
بل على القادرين من غير ملة الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم .. وكانت تنقسم أحيانا ًلثلاثة مستويات :
للعادي .. وللمتوسط .. وللغني .. وكانت تصل للغني ( 40 دينارا ) فقط في العام كله ..!
وذلك مهما بلغ مستوى غناه ..!!
أي لو أنه يملك مليون دينار .. فليس عليه في العام إلا 40 دينارا ًفقط لبيت المال ..!
في حين لو أن تاجرا ًمسلما ًيملك نفس المبلغ وهو مليون دينار :
فعليه أن يدفع في العام مبلغ ( 25000 دينار ) وهو مقدار الزكاة : 2,5 % !!!!!!!!!!!..
فهل يرى العاقل أي نسبةٍ مثلا ًبين الرقم 40 وبين الـ 25 ألف !!!!..

وأما الغريب : فهو أنه كان يُصرف من بيت مال المسلمين في تلك البلاد : على مصالح كل السكان في معايشهم وعلاجهم إلخ : لا فرق في ذلك بين مسلم وغير مسلم !!!..
بل أحيانا ًكان يتم إخراج عطاء منها لغير المسلم إذا كان لا نفقة له لفقر ٍمدقع أو عجز ٍأو كبر سن !!..

فهل علمتم الآن كيف كانت الكثير من البلاد تنفتح قلوبها للفتوحات الإسلامية :
قبل حتى أن يأتيها المسلمون ؟!!!..
------------
---------

7...
وقد يظن الواحد أنه لن يقرأ بعد المآسي السابقة : مآس ٍأخرى تساويها إن لم تكن تفوقها : للذين تنكروا لدين الله عز وجل الإسلام !!..
أقول ....
هل سمعتم عن محاكم التفتيش في إسبانيا وما فعلته مع المسلمين بل وكل معاد ٍللكنيسة الكاثوليكية هناك ؟!..
والله لتقرأون العجب العجاب !!!..

الرابط من موسوعة الإعجاز العلمي :
http://quran-m.com/container2.php?fun=artview&id=1040

الرابط من الويكيبديا الإنجليزية :
http://en.wikipedia.org/wiki/Inquisition

الرابط من الويكيبديا العربية :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%83%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%AA% D9%81%D8%AA%D9%8A%D8%B4

حيث يمكن مطالعة الصور في تلك الروابط لأني لن أضعها هنا ..

8...
فقد سقطت غرناطة ( آخر قلاع المسلمين في إسبانيا ) سنة ( 897 هـ : 1492م ) ..
وكان ذلك نذيرًا بسقوط صرح الأمة الأندلسية الديني والاجتماعي للأسف .. وتبدد تراثها الفكري والأدبي ..
وكانت مأساة المسلمين هناك من أفظع مآسي التاريخ !!.. حيث شهدت تلك الفترة أعمالاً بربرية وحشية : ارتكبتها في حقهم محاكم التحقيق (أو التفتيش) أو ما كانوا يُطلقون عليه اسم ( الديوان المقدس ) : تحت رعاية العرش والكنيسة وذلك : لتطهير أسبانيا من آثار الإسلام والمسلمين و :
إبادة تراثهم الذي ازدهر في هذه البلاد زهاء ثمانية قرون من الزمان !!....
التراث الذي ما خرجت أوروبا من عصور الظلام إلا على يديه أصلا ً!!..

وقد تم إنشاء محاكم التفتيش على يد ( فرناندو الخامس ) ملك أسبانيا ..
والذي توفي عام 1516م .. وقد ظل زهاء عشرين عامًا بعد سقوط الأندلس يُنزل العذاب والاضطهاد بمن بقي من المسلمين في أسبانيا .. وكانت أداته في ذلك هي محاكم التحقيق التي أ ُنشئت بمرسوم بابوي صدر في (رمضان 888 هـ : أكتوبر 1483م) : وعين القس "توماس دي تركيمادا" محققًا عامًا لها .. ووضع دستورًا لهذه المحاكم الجديدة : وعددًا من اللوائح والقرارات ..

وقد مورست في هذه المحاكم معظم أنواع التعذيب الرهيبة في العصور الوسطى !!..
وأزهقت آلاف الأرواح تحت وطأة التعذيب !!.. وقلما أصدرت هذه المحاكم حكمًا بالبراءة ..!
بل كان الموت والتعذيب الوحشي : هو نصيب وقسمة ضحاياها : حتى إن بعض ضحاياها كان
يُنفذ فيه حكم الحرق في احتفال يشهده الملك والأحبار !!!!!..
ولم يكن يُفلح حتى اعترافهم بترك الإسلام والدخول في النصرانية الكاثوليكية !!!..

وكانت احتفالات الحرق جماعية : تبلغ في بعض الأحيان عشرات الأفراد !!..
وكان فرناندو الخامس من عشاق هذه الحفلات !!.. وكان يمتدح الأحبار المحققين كلما نظمت له حفلة منها !!!!!..

ولن أطيل عليكم في ذكر الفظائع التي أحدثتها أيدي محاكم التفتيش بأمر الكنيسة للمسلمين
حتى تدفعهم للتنصر ( جبرا ًوقسرا ً) .. والتي لم يسلم منها حتى الذين أعلنوا أنهم أصبحوا نصارى كما قلنا - يمكنكم البحث في النت على جرائم القس بليدا - !!!.. ولكني سأترككم مع موقف واحد يحكيه أحد القادة الفرنسيين الذين دخلوا مع نابليون بونابارت لأسبانيا .. لتنظروا معي إلى حقيقة :

مَن يتشدقون في كل مكان بأن الإسلام انتشر بالسيف وأنه أكره الناس على الإسلام !!!!..

ولكم كنت أتمنى أنهم كانوا حتى بالرحمة التي يقتلون بها المسلمين وغيرهم بالسيف فقط الذي يتهمون الإسلام بالانتشار به !!.. ولكن ما ستقرأونه الآن والله :
لا يصدر إلا عن شياطين في جثمان بشر !!!!!..
وفيها دحض مَن يشمئزون من العذاب الأبدي في جهنم !!!..
والآن مع القصة التي يشيب لهولها الولدان .. ومع أبطالها : رجال الكنيسة !!..

9...
بعد مرور أربعة قرون على سقوط الأندلس : أرسل نابليون حملته إلى أسبانيا : وأصدر مرسوماً
سنة 1808م بإلغاء دواوين التفتيش في المملكة الأسبانية ..
والقصة التالية يرويها لنا أحد ضباط الجيش الفرنسي الذي دخل إلى إسبانيا بعد الثورة الفرنسية .. حيث كتب (الكولونيل ليموتسكي) أحد ضباط الحملة الفرنسية في إسبانيا قائلا ً:

" كنت سنة 1809 ملحقاً بالجيش الفرنسي الذي يقاتل في إسبانيا .. وكانت فرقتي بين فرق
الجيش الذي احتل (مدريد) العاصمة .. وكان الإمبراطور نابيلون أصدر مرسوماً سنة 1808م بإلغاء دواوين التفتيش في المملكة الإسبانية .. غير أن هذا الأمر أهمل العمل به للحالة والإضطرابات السياسية التي سادت وقتها ..
وصمم ( الرهبان الجزوبت ) أصحاب الديوان الملغى على قتل وتعذيب كل فرنسي يقع في أيديهم .. انتقاماً من القرار الصادر وإلقاءً للرعب في قلوب الفرنسيين حتى يضطروا إلى إخلاء البلاد .. فيخلوا لهم الجو !!..

وبينما أسير في إحدى الليالي أجتاز شارعاً يقل المرور فيه من شوارع مدريد .. إذ باثنين مسلحين قد هجما عليّ يبغيان قتلي .. فدافعت عن حياتي دفاعاً شديداً ولم ينجني من القتل إلا قدوم سرية من جيشنا مكلفة بالتطواف في المدينة .. وهي كوكبة من الفرسان تحمل المصابيح .. وتبيت الليل ساهرة على حفظ النظام .. فما أن شاهدها القاتلان حتى لاذا بالهرب .. وتبين من ملابسهما أنهما من جنود ديوان التفتيش فأسرعت إلى (المارشال سولت) الحاكم العسكري لمدريد وقصصت عليه النبأ فقال : لا شك بأن من يُقتل من جنودنا كل ليلة إنما هو من صنع أولئك الأشرار .. لا بد من معاقبتهم وتنفيذ قرار الإمبراطور بحل ديوانهم .. والآن خذ معك ألف جندي وأربع مدافع وهاجم دير الديوان .. واقبض على هؤلاء الرهبان الأبالسة !!..

حدث إطلاق نار من اليسوعيين حتى دخلنا عنوة .. ثم أصدرتُ الأمر لجنودي بالقبض على أولئك القساوسة جميعاً .. وعلى جنودهم الحراس تمهيدا لتقديمهم إلى مجلس عسكري .. ثم أخذنا نبحث بين قاعات وكراسي هزازة وسجاجيد فارسية وصور ومكاتب كبيرة ..
وقد صنعت أرض هذه الغرفة من الخشب المصقول المدهون بالشمع .. وكان شذى العطر يعبق أرجاء الغرف فتبدو الساحة كلها أشبه بأبهاء القصور الفخمة .. والتي لا يسكنها إلا ملوك قصروا حياتهم على الترف واللهو .. وعلمنا بعد أنَّ تلك الروائح المعطرة تنبعث من شمع يوقد أمام صور الرهبان .. ويظهر أن هذا الشمع قد خلط به ماء الورد ..

وكادت جهودنا تذهب سدى ونحن نحاول العثور على قاعات التعذيب .. إننا فحصنا الدير وممراته وأقبيته كلها .. فلم نجد شيئاً يدل على وجود ديوان للتفتيش !!.. فعزمنا على الخروج من الدير يائسين .. كان الرهبان أثناء التفتيش يحلفون لنا ويؤكدون أن ما شاع عن ديرهم ليس إلا تهماً باطلة، وأنشأ زعيمهم يؤكد لنا براءته وبراءة أتباعه بصوت خافت وهو خاشع الرأس !!.. توشك عيناه أن تطفر بالدموع ( بيتمسكن يعني ) .. فأعطيت الأوامر للجنود بالاستعداد لمغادرة الدير، لكن اللفتنانت "دي ليل" استمهلني قائلاً : أيسمح لي الكولونيل أن أخبره أن مهمتنا لم تنته حتى الآن ؟!!.. قلت له : فتشنا الدير كله، ولم نكتشف شيئاً مريباً .. فماذا تريد يا لفتنانت ؟!..
قال :
إنني أرغب أن أفحص أرضية هذه الغرف فإن قلبي يحدثني بأن السر تحتها !!.. عند ذلك نظر الرهبان إلينا نظرات قلقة، فأذنت للضابط بالبحث .. فأمر الجنود أن يرفعوا السجاجيد الفاخرة عن الأرض .. ثم أمرهم أن يصبوا الماء بكثرة في أرض كل غرفة على حدة – وكنا نرقب الماء – فإذا بالأرض قد ابتلعته في إحدى الغرف !!..
فصفق الضابط "دي ليل" من شدة فرحه، وقال ها هو الباب، انظروا ... فنظرنا فإذا بالباب قد انكشف، كان قطعة من أرض الغرفة، يُفتح بطريقة ماكرة بواسطة حلقة صغيرة وضعت إلى جانب رجل مكتب رئيس الدير !!.. ( شغل عصابات بالضبط ) .. فأخذ الجنود يكسرون الباب بقحوف البنادق، فاصفرت وجوه الرهبان، وعلتها الغبرة !!..
وفُتح الباب .. فظهر لنا سلم يؤدي إلى باطن الأرض، فأسرعت إلى شمعة كبيرة يزيد طولها على متر، كانت تضئ أمام صورة أحد رؤساء محاكم التفتيش السابقين، ولما هممت بالنزول .. وضع راهب يسوعى يده على كتفي متلطفاً، وقال لي : يابني .. لا تحمل هذه الشمعة بيدك الملوثة بدم القتال، إنها شمعة مقدسة !!..

قلت له : يا هذا .. إنه لا يليق بيدي أن تتنجس بلمس شمعتكم الملطخة بدم الأبرياء، وسنرى الآن من النجس فينا، ومن القاتل السفاك ..

وهبطت على درج السلم يتبعني سائر الضباط والجنود، شاهرين سيوفهم حتى وصلنا إلى آخر الدرج، فإذا نحن في غرفة كبيرة مرعبة، وهي عندهم قاعة المحكمة، في وسطها عمود من الرخام، به حلقة حديدية ضخمة، وربطت بها سلاسل من أجل تقييد المحاكمين بها .. وأمام هذا العمود كانت المصطبة التي يجلس عليها رئيس ديوان التفتيش والقضاة لمحاكمة الأبرياء. ثم توجهنا إلى غرف التعذيب وتمزيق الأجسام البشرية التي امتدت على مسافات كبيرة تحت الأرض !!!..
فرأيت فيها ما يستفز نفسي، ويدعوني إلى القشعريرة والتـقزز طوال حياتي ...

رأينا غرفاً صغيرةً في حجم جسم الإنسان، بعضها عمودي وبعضها أفقي، فيبقى سجين الغرف العمودية واقفاً على رجليه مدة سجنه حتى يموت، ويبقى سجين الغرف الأفقية ممداً بها حتى الموت، وتبقى الجثث في السجن الضيق حتى تبلى، ويتساقط اللحم عن العظم، وتأكله الديدان، ولتصريف الروائح الكريهة المنبعثة من جثث الموتى فتحوا نافذة صغيرة إلى الفضاء الخارجي !!!!!...

وقد عثرنا في هذه الغرف على هياكل بشرية ما زالت في أغلالها .. كان السجناء رجالاً ونساءً .. تتراوح أعمارهم ما بين الرابعة عشرة والسبعين، وقد استطعنا إنقاذ عدد من السجناء الأحياء، وتحطيم أغلالهم ، وهم في الرمق الأخير من الحياة .. كان بعضهم قد أصابه الجنون من كثرة ما صبوا عليه من عذاب، وكان السجناء جميعاً عرايا، حتى اضطر جنودنا إلى أن يخلعوا أرديتهم ليستروا بها بعض السجناء .......

صور أرشيفية لما كان عليه التعذيب على أيدي ( زبانية ) محاكم التفتيش بإشراف الكنيسة والملك
بأسبانيا .. على اليمين يظهر لنا ( تمشيط ) الجسد بأمشاط الحديد .. وفي المنتصف يظهر لنا تقطيع الجسد قطعة قطعة وهو حي .. وعلى اليسار يظهر لنا ( نشر ) الجسد كاملا إلى نصفين ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون ..

أخرجنا السجناء إلى النور تدريجياً حتى لا تذهب أبصارهم، كانوا يبكون فرحاً، وهم يُقبّلون أيدي الجنود وأرجلهم الذين أنقذوهم من العذاب الرهيب، وأعادوهم إليهم الحياة .... كان مشهداً يبكي الصخور ...

ثم انتقلنا إلى غرف أخرى، فرأينا فيها ما تقشعر لهوله الأبدان، عثرنا على آلات رهيبة للتعذيب، منها آلات لتكسير العظام، وسحق الجسم البشري، كانوا يبدؤون بسحق عظام الأرجل، ثم عظام الصدر والرأس واليدين تدريجيا، حتى يهشم الجسم كله، ويخرج من الجانب الآخر كتلة من العظام المسحوقة، والدماء الممزوجة باللحم المفروم، هكذا كانوا يفعلون بالسجناء الأبرياء المساكين، ثم عثرنا على صندوقٍ في حجم جسم رأس الإنسان تماماً، يوضع فيه رأس الذي يريدون تعذيبه بعد أن يربطوا يديه ورجليه بالسلاسل والأغلال حتى لا يستطيع الحركة، وفي أعلى الصندوق ثقب تتقاطر منه نقط الماء البارد على رأس المسكين بانتظام، في كل دقيقة نقطة، وقد جُنّ الكثيرون من هذا اللون من العذاب، ويبقى المعذب على حاله تلك حتى يموت ....

وآلة أخرى للتعذيب على شكل تابوت ( كانوا يسمونه السيدة الجميلة ) تثبت فيه سكاكين حادة .. كانوا يلقون الشاب المعذب في هذا التابوت، ثم يطبقون بابه عليه بسكاكينه وخناجره .. فإذا أغلق الباب .. مزق جسم المعذب المسكين، وقطعه إرباً إرباً ..

كما عثرنا على آلات كالكلاليب تغرز في لسان المعذب ثم تشد ليخرج اللسان معها، ليُقص قطعة قطعة، وكلاليب تغرس في أثداء النساء وتسحب بعنفٍ حتى تتقطع الأثداء أو تبتر بالسكاكين !!!... ( والله كلمة شياطين فيهم خسارة !) ..

وعثرنا على سياط من الحديد الشائك يُضرب بها المعذبون وهم عراة حتى تتفتت عظامهم، وتتناثر لحومهم !!!!!..

وصل الخبر إلى مدريد .. فهب الألوف ليروا وسائل التعذيب .. فأمسكوا برئيس اليسوعيين ووضعوه في آلة تكسير العظام .. فدقت عظامه دقاً وسُحقت سحقاً .. وأمسكوا كاتم سره وزفوه إلى ( السيدة الجميلة ) وأطبقوا عليه الأبواب .. فمزقته السكاكين شر ممزق .. ثم أخرجوا الجثتين وفعلوا بسائر العصابة وبقية الرهبان كذلك .. ولم تمض نصف ساعة حتى قضى الشعب على حياة ثلاثة عشر راهباً .. ثم أخذ ينهب ما بالدير " !!..
-------

وأخيرا ًفي هذه المشاركة :
أترحم والله وأنا أذكر لكم هذا الكلام على ديننا الحنيف !!.. ديننا الذي أخبرنا فيه نبينا العظيم في الحديث الصحيح قائلا ً:
" إن الله كتب الإحسان على كل شيء .. فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة .. وإذا ذبحتم (أي الحيوانات لأكلها باسم الله) فأحسنوا الذبحة .. وليُحِد أحدكم شفرته .. وليُرح ذبيحته " ..
رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة والنسائي وصححه الألباني ..

أي أن الله تعالى يأمرنا عند القتل أن نقتل بدون تعذيب ولا تمثيل بجسد المقتول .. وحتى عند ذبح
الحيوان بأن ( نحمي ) السكين حتى نـُسرع بلحظة الذبح .. وأن ( نريح ) الذبيحة برفق على جانبها ..
فهل بعد هذا الكلام كلام يا إخواني ؟!!!!!..

وأختم بهذا الحديث أيضا ًالذي يرويه الإمام مسلم في صحيحه :
عن هشام بن عروة عن أبيه أن هشام بن حكيم مر بالشام على أناس من الأنباط : وقد أ ُقيموا في الشمس : وصُب على رؤوسهم الزيت .. فقال : ما هذا ؟!!.. قيل : يُعذبون في الخراج (أي لم يدفعوا الخراج الذي عليهم) !!.. فقال هشام : أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" إن الله يُعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا " !!!..

ويمكن الاطلاع على الرابط التالي لصورة أقرب عن رحمة الإسلام حتى بالحيوان لكل مَن يجهلها :
النقطة 21 : الرحمة العامة لنبي الإسلام محمد : من الثلث الأخير للصفحة تقريبا ً:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=31313&page=2

ولي مشاركة قريبا ًعن قصة خروج جيش ٍمسلم بأكمله من بلد ٍدانت له : فقط :
لأنه خالف أمرا ًإلهيا ًفي دخولها !!!..
ولنرى بماذا سيُعلق على ذلك المرجفون والمتخرصون الكذابون الجاهلون ؟!!!..
- صفات حقيقية وليست ذم :): -

والحمد لله رب العالمين ..

بهجت الأبصيري
12-23-2011, 10:05 AM
شكراً لتفاعلكم جميعاً مع الموضوع .. وسأعود لتعليقاتكم لاحقاً ..

بهجت الأبصيري
12-23-2011, 10:30 AM
2...
بالنسبة لآية :
{ لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

يمكنك أن تطالع من الصفحة التالية :
http://www.altafsir.com/tafasir.asp?tmadhno=1&ttafsirno=1&tsorano=2&tayahno=256&tdisplay=yes&languageid=1
الآتي :

اختلف أهل التأويـل فـي معنى ذلك، فقال بعضهم: نزلت هذه الآية فـي قوم من الأنصار، أو فـي رجل منهم كان لهم أولاد قد هوّدوهم أو نصروهم؛ فلـما جاء الله بـالإسلام أرادوا إكراههم علـيه، فنهاهم الله عن ذلك، حتـى يكونوا هم يختارون الدخول فـي الإسلام. ذكر من قال ذلك:

حدثنا مـحمد بن بشار، قال: ثنا ابن أبـي عديّ، عن شعبة، عن أبـي بشر، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس قال: كانت الـمرأة تكون مِقْلاتاً، فتـجعل علـى نفسها إن عاش لها ولد أن تهوّده؛ فلـما أجلـيت بنو النضير كان فـيهم من أبناء الأنصار، فقالوا: لا ندع أبناءناٰ فأنزل الله تعالـى ذكره: { لا إِكْرَاهَ فِى ٱلدّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيّ }.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مـحمد بن جعفر، قال: ثنا سعيد، عن أبـي بشر، عن سعيد بن جبـير، قال: كانت الـمرأة تكون مِقْلـى ولا يعيش لها ولد ـ قال شعبة: وإنـما هو مقلات ـ، فتـجعل علـيها إن بقـي لها ولد لتهوّدنه. قال: فلـما أجلـيت بنو النضير كان فـيهم منهم، فقالت الأنصار: كيف نصنع بأبنائنا؟ فنزلت هذه الآية: { لا إِكْرَاهَ فِى ٱلدّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيّ } قال: من شاء أن يقـيـم أقام، ومن شاء أن يذهب ذهب.

حدثنا حميد بن مسعدة، قال: ثنا بشر بن الـمفضل، قال: ثنا داود، وحدثنـي يعقوب، قال: ثنا ابن علـية، عن داود، عن عامر، قال: كانت الـمرأة من الأنصار تكون مقلاتاً لا يعيش لها ولد، فتنذر إن عاش ولدها أن تـجعله مع أهل الكتاب علـى دينهم. فجاء الإسلام وطوائف من أبناء الأنصار علـى دينهم، فقالوا: إنـما جعلناهم علـى دينهم، ونـحن نرى أن دينهم أفضل من ديننا، وإذ جاء الله بـالإسلام فلنكرهنهمٰ فنزلت: { لا إِكْرَاهَ فِى ٱلدّينِ } فكان فصل ما بـين من اختار الـيهودية والإسلام، فمن لـحق بهم اختار الـيهودية، ومن أقام اختار الإسلام. ولفظ الـحديث لـحميد.

حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا معتـمر بن سلـيـمان، قال: سمعت داود، عن عامر، بنـحو معناه، إلا أنه قال: فكان فصل ما بـينهم إجلاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بنـي النضير، فلـحق بهم من كان يهودياً ولـم يسلـم منهم، وبقـي من أسلـم.

حدثنا ابن الـمثنى، قال: ثنا عبد الأعلـى، قال: ثنا داود، عن عامر بنـحوه، إلا أنه قال: إجلاء النضير إلـى خيبر، فمن اختار الإسلام أقام، ومن كره لـحق بخيبر.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن أبـي إسحاق، عن مـحمد بن أبـي مـحمد الـحرشي مولـى زيد بن ثابت عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس قوله: { لا إِكْرَاهَ فِى ٱلدّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيّ } قال: نزلت فـي رجل من الأنصار من بنـي سالـم بن عوف يقال له الـحصين؛ كان له ابنان نصرانـيان، وكان هو رجلاً مسلـماً، فقال للنبـيّ صلى الله عليه وسلم: ألا أستكرههما فإنهما قد أبـيا إلا النصرانـية؟ فأنزل الله فـيه ذلك.

ويمكنك متابعة باقي أقوال التفسير بتقليب رقم صفحة الرابط المذكور من أسفل زميلي ..
كما يمكنك اختيار كتاب التفسير الذي تشاء من أعلى الصفحة - والمنقول هو للطبري - ..

الجواب عن هذا بأمور:

الأول: أنَّ هذه الآية في خصوص أهل الكتاب، وهذا ما رجحه الطبري في تفسيره، قال: (وأولـى هذه الأقوال بالصواب قول من قال: نزلت هذه الآية في خاص من الناس، ... أهل الكتابين والمجوس، وكل من جاء إقراره على دينه المخالف دين الحق، وأخذ الـجزية منه). ويقول القرطبي أيضاً في شرحها: (وقال آخرون ليست منسوخة وإنما نزلت في أهل الكتاب خاصة، وإنهم لا يُكرهون على الإسلام إذا أدوا الجزية، والذين يُكرهون {هم} أهل الأوثان فلا يقبل منهم إلاَّ الإسلام. هذا قول الشعبي وقتادة والحسن والضحاك) انتهى. والمعنى أنهم قبل نزول قتالهم لا يكرهون على الدين مطلقاً, وبعد نزول قتالهم لا يكرهون عليه إذا أعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون. أي أنَّ هذه النقول تدل على خصوصها بأهل الكتاب المعطين الجزية، ومن في حكمهم، ولا يرد على هذا أنَّ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؛ لأن التخصيص فيها عُرف بنقل عن علماء التفسير لا بمطلق خصوص السبب، ومما يدل للخصوص أنه ثبت في الصحيح: "عجب ربك من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل". ومع ذلك يقولون لا إكراه في الدين.

بهجت الأبصيري
12-23-2011, 10:44 AM
3...
تفسير قوله تعالى :
{ وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً }
أنقل لك من الصفحة التالية :
http://www.altafsir.com/tafasir.asp?tmadhno=1&ttafsirno=1&tsorano=18&tayahno=29&tdisplay=yes&languageid=1
الآتي :

يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: وقل يا مـحمد لهؤلاء الذين أغفلنا قلوبهم عن ذكرنا، واتبعوا أهواءهم: الـحقّ أيها الناس من عند ربكم، وإلـيه التوفـيق والـحذلان، وبـيده الهدى والضلال يهدي من يشاء منكم للرشاد، فـيؤمن، ويضلّ من يشاء عن الهدى فـيكفر، لـيس إلـيّ من ذلك شيء، ولست بطارد لهواكم من كان للـحقّ متبعا، وبـالله وبـما أنزل علـيّ مؤمناً، فإن شئتـم فآمنوا، وإن شئتـم فـاكفروا، فإنكم إن كفرتـم فقد أعدّ لكم ربكم علـى كفركم به نار أحاط بكم سرادقها، وإن آمنتـم به وعملتـم بطاعته، فإن لكم ما وصف الله لأهل طاعته. وروي عن ابن عبـاس فـي ذلك ما:

حدثنـي علـيّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: { فَمَنْ شاءَ فَلْـيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْـيَكْفُرْ } يقول: من شاء الله له الإيـمان آمن، ومن شاء الله له الكفر كفر، وهو قوله:
{ وَما تَشاءُونَ إلاَّ أنْ يَشاءَ اللّهُ رَبْ العَالَـمِينَ }
ولـيس هذا بإطلاق من الله الكفر لـمن شاء، والإيـمان لـمن أراد، وإنـما هو تهديد ووعيد.

وقد بـين أن ذلك كذلك قوله: { إنَّا اعْتَدْنا للظَّالِـمينَ ناراً } والآيات بعدها. كما:

حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن عمر بن حبـيب، عن داود، عن مـجاهد، فـي قوله: { فَمَنْ شاءَ فَلْـيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْـيَكْفُرْ }. قال: وعيد من الله، فلـيس بـمعجزي.

حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فـي قوله: { فَمَنْ شاءَ فَلْـيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْـيَكْفُرْ } ، وقوله
{ اعْمَلُوا ما شِئْتُـمْ }
قال: هذا كله وعيد لـيس مصانعة ولا مراشاة ولا تفويضاً. وقوله: { إنَّا أعْتَدْنا للظَّالِـمينَ ناراً } يقول تعالـى ذكره: إنا أعددنا، وهو من العُدّة. للظالـمين: الذين كفروا بربهم. كما:

حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { إنَّا أعْتَدْنا للظَّالِـمِينَ ناراً أحاطَ بِهمْ سُرَادِقُها } قال: للكافرين.

وقوله: { أحاطَ بِهمْ سُرَادِقُها } يقول: أحاط سرادق النار التـي أعدّها الله للكافرين بربهم، وذلك فـيـما قـيـل: حائط من نار يطيف بهم كسرادق الفسطاط، وهي الـحجرة التـي تطيف بـالفسطاط، كما قال رؤبة:
يا حَكَمَ بنَ الـمُنْذِرِ بْنَ الـجارُودْ * * * سُرادِقُ الفَضْلِ عَلَـيْكَ مَـمْدُودْ
وكما قال سلامة بن جندل:
هُوَ الـمُوِلـجُ النُّعْمانَ بـيْتاً سَماؤُهُ * * * صُدُورُ الفُـيُولِ بعدَ بَـيْتٍ مُسَرْدَق
يعنـي: بـيتا له سرادق. ذكر من قال ذلك:

حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عبـاس، فـي قوله: { إنَّا أعْتَدْنا للظَّالِـمِينَ ناراً أحاطَ بِهمْ سُرَادِقُها } قال: هي حائط من نار.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنا أبو سفـيان، عن معمر، عمن أخبره، قال { أحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } قال: دخان يحيط بـالكفـار يوم القـيامة، وهو الذي قال الله ................

يمكنك تكملة الأقوال والتفاسير زميلي بتقليب عدد الصفحات من أسفل الرابط المذكور ..
ويهمني هنا التركيز على ما خططت لك تحته خطوطا ً: ففيه درء جبر العباد على الكفر وإنما :
كل كفر وإيمان هو واقع تحت مشيئة الله عز وجل .. والله يصرف من هذا وهذا لمَن يستحق ..
وإن شئت التوسع في معنى ذلك معك : توسعنا ..


الجواب عن هذا بأمور:

أولاً: هذه الآية لا تمت بصلةٍ لا من قريبٍ ولا من بعيد بعدم الإكراه في الدين وحق الاختيار للفرد بأن يدين بما يشاء.. بل على العكس تماماً.. إنما هي آية تهديد ووعيد وتخويف وليست بأمر أو بترخيص وتخيير كما جاء في التفاسير.. إذ لو كان التخيير على بابه لما توعد فاعل أحد الطرفين المخير بينهما بهذا العذاب الأليم. يقول الطبري في شرحها: (وَلَيْسَ هَذَا بِإِطْلاَقٍ مِنَ اللَّهِ الْكُفْرَ لِمَنْ شَاءَ، وَالإِيمَانَ لِمَنْ أَرَادَ، وَإِنَّمَا هُوَ تَهْدِيدٌ وَوَعِيدٌ وَقَدْ بَيَّنَ أَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ: (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً) وَالآيَاتُ بَعْدَهَا).

ثانياً: على تقدير أنَّ هذه الآية تُفيد عدم الإكراه في الدين وحق الاختيار للفرد بأن يدين بما يشاء.. فإنَّ هذا كان في أول الإسلام عند المهادنة والموادعة والمسالمة والمصالحة وترك الأمر بالقتال؛ ثم نُسخ. أي أنَّ حكمها مَلْغِّيٌ بحكم آخر. والصواب لا نسخ، وإنما هذا تهديد ووعيد وتخويف.

ثالثاً: على من تعود كلمة "شاء"؟.

سؤال: ترى بعد كل ما قيل من شرح أو تفسير للآيات.. فهل لا يزال الزميل يرى أي حرّية عقيدة في هذه الآيات المذكورة؟..

تحياتي.

للحديث بقية ..

هشام بن الزبير
12-23-2011, 10:53 AM
أيها الزميل بهجت:
كما نوقرك ونفتح لك المجال لتبث كل شبهاتك وأسئلتك, فوقر نبينا ولا تذكره باسمه مجردا, فإني أرى أن الملحد يستطيع أن يحتفظ ببعض الأدب. ثم ننظر في كلامك الذي لم يخل كالعادة من التدليس والبتر.

هشام بن الزبير
12-23-2011, 10:58 AM
المشاركة الأصلية لبهجت الإبصيري: الأول: أنَّ هذه الآية في خصوص أهل الكتاب، وهذا ما رجحه الطبري في تفسيره، قال: (وأولـى هذه الأقوال بالصواب قول من قال: نزلت هذه الآية في خاص من الناس، ... أهل الكتابين والمجوس، وكل من جاء إقراره على دينه المخالف دين الحق، وأخذ الـجزية منه). ويقول القرطبي أيضاً في شرحها: (وقال آخرون ليست منسوخة وإنما نزلت في أهل الكتاب خاصة، وإنهم لا يُكرهون على الإسلام إذا أدوا الجزية، والذين يُكرهون {هم} أهل الأوثان فلا يقبل منهم إلاَّ الإسلام. هذا قول الشعبي وقتادة والحسن والضحاك) انتهى. والمعنى أنهم قبل نزول قتالهم لا يكرهون على الدين مطلقاً, وبعد نزول قتالهم لا يكرهون عليه إذا أعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون. أي أنَّ هذه النقول تدل على خصوصها بأهل الكتاب المعطين الجزية، ومن في حكمهم، ولا يرد على هذا أنَّ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؛ لأن التخصيص فيها عُرف بنقل عن علماء التفسير لا بمطلق خصوص السبب، ومما يدل للخصوص أنه ثبت في الصحيح: "عجب ربك من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل". ومع ذلك يقولون لا إكراه في الدين.

أيها الزميل, لقد دلست حين نسبت للإمام القرطبي قولا واحدا في تفسير الآية وهو قد ذكر فيها ستة أقوال:
1 أنها منسوخة.
2 أنها خاصة بأهل الكتاب.
3 أنها نزلت في أبناء الأنصار.
4 أنها نزلت في رجل من الأنصار يقال له أبو حصين.
5 وقيل معناها لا تقولوا لمن أسلم تحت السيف مجبرا مكرها.
6 أنها وردت في سبي أهل الكتاب.
فهل أظلمك حين أقول إنك اجتزأت الكلام الذي يخدم مذهبك؟

أما استدلالك بالحديث:

الحديث أخرجه البخاري ح ( 3010 ) بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول : " عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل " وأخرجه ح ( 4557 ) بلفظ : " كنتم خير أمة أخرجت للناس " ، قال : خير الناس للناس ، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام".

فإنه لا حجة لك فيه, بل هو حجة عليك, فإنك لا شك تعلم أن دخول الجنة لا يتم حتى يسلم المرء ظاهرا وباطنا, فهو يدل على أن هؤلاء الذين جيء بهم في السلاسل دخلوا في الإسلام حقا, وهذا لا يحصل بالإكراه كما لا يخفى, فهم صاروا مسلمين ظاهرا وباطنا, ستقول: لكنهم جيء بهم مقيدين, فأجيبك: هذا من رحمة الإسلام, لأن الأسر يكون سببا لهؤلاء لمعرفة الحق, كما حصل لثمامة بن أثال, وأنت لا شك تعلم حال أسرى المسلمين اليوم عند النصارى واليهود, فانظر الفرق العظيم لعل الله أن يهديك, والحمد لله على دين الإسلام.

وإذا عدنا إلى لب المسألة: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال المشركين في جزيرة العرب.
أنت تعلم أن التوحيد وعبادة الأوثان في جزيرة العرب لا يجتمعان, فهما نقيضان, والعرب كانوا على دين إبراهيم قبل أن يطرأ عليهم الشرك, وإنما بعث النبي صلى الله عليه وسلم بالحنيفية ملة إبراهيم, فهل يعني إقرار العرب على الشرك إلا هدم الإسلام؟
وأنت ترى أن لكل أمة دينها أو عقيدتها التي لا تتنازل عن ثوابتها أبدا, فمن ثوابت الغرب اليوم أن اليهود أمة مظلومة لا يجوز انتقادها, وإذا أردت أن ترتد عن الملة الديمقراطية, فما عليك إلا أن تشكك في الهولوكوست أو تنتقد سياسة إسرائيل حتى تصير طريدا منبوذا, أما أهل الإسلام فإن أعظم ثوابتهم حفظ التوحيد والبراءة من الشرك. فهذه رسالة النبي صلى الله عليه وسلم الذي جعل جزيرة العرب تتطهر من أرجاس الجاهلية والشرك.

unsettled
12-23-2011, 12:51 PM
@هشام بن الزبير
ما علاقة الـ"هم" بالموضوع ؟!! هل كون الاخر أسوأ فهذا يجعلك ملاك مثلاً ؟! أنا أعيش في الشرق الأوسط وأتحدث عن الوضع لدينا نحن لكن لماذا قد أهتم بوضع وتاريخ الجهة الأخرى من العالم؟!

وأظنك تعلم أن الحروب الصليبية كانت أيضاً مدفوعة بدوافع دينية , وما تراه اليوم من حقوق إنسان ودعوات للسلم الاجتماعي والتعايش الديني كان نتاج جهود مبنية على أسس علمانية لم يقدمها الدين قط , سواءاً في المسيحية أو الإسلام .. هم فقط خرجوا من السطوة الدينية مبكراً بينما نحن لا نزال نغرق في براثمها ولهذا تجد في الواقع أمامك بكل وضوح كم الطائفية والحقد حتى بين المذهبين ولك أن تشاهد ردود الأخت "أخت مسلمة" على سبيل المثال ..

لماذاً ضربت مثالاً صلاح الدين الأيوبي , رغم أنه على فكر مختلف تماماً عنك , ولم تسأل نفسك ما الدافع العقائدي لأطنان الأمثلة من الارهابيين والطائفيين والعنصريين التي يعج بها عالمنا المعاصر في الرقعة الإسلامية من العالم بدئاً بأسامة بن لادن والجماعات الارهابية وانتهائاً بالنظام البحريني والإيراني مثالاً ومروراً بالمناهج العربية الدراسية التي تربي أبناء الست والسبع على كره وقمع وعدم "مودة" من يخالفهم في الدين أو المذهب !

ببساطة النصوص أمامك تعج بالعنصرية والواقع يؤكدها بامتياز , هل تجرؤ أن تنكر مثلاً هذا الممارسات العنصرية الكثيرة ضد الشيعة في العالم الإسلامي ذو الأغلبية السنية , أو كم التنكيل والتخوين الذي يتعرض له العلمانيين واللادينيين في الشرق الأوسط ؟

unsettled
12-23-2011, 01:02 PM
جهالة أخرى فوق السّابِقات ..!
تقدّم وناقِش الآيات لتعلم مدى جهالتِك ولاتتهرّب ...فقط حاوِل الفهم لن يضرك صدقني..!
صدقيني لم أتي هنا لأسمع صراخك وسبابك , فإما أن تحترمي الاخر في الحوار كما يفعل هو أو اركنوا جانباً..

ونعم بالتأويل والمغالطات أستطيع أن أجعل أي أيديولوجية عنصرية مثالاً يحتذى به في التعايش في نظري ! عدا انه لن يغير هذا شيئاً من واقع النص الواضح جداً , شخصياً لا أحتاج أكثر "من لم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق" لأدرك أن هذا الدين لا يمكن أن يخرج قط بأجيال متعايشة تقدر حق غيرها في الحياة ..
نعم أنتي تحاولي إقناع نفسك أن دينك رائع ودين سلام .. لكن ألا تحاولي على الأقل أن تطبقي ما تحاولي أن تقنعينا به ؟!

إلى حب الله
12-23-2011, 01:56 PM
لي مشاركة بإذن الله تعالى لبيان أخطاء كل من الزميلين بهجت وغيرمستقر ..
وخصوصا ًوأن الزميل غير مستقر لديه من الافتراءات التي تحتاج لتوضيح :
ما يفضح جهله أصلا ًبالإسلام والقرآن !!!..
وكما سأثبت له من كلامه نفسه ..

ولكن قد تتأخر مشاركتي لانشغالات في القسم الخاص وأخرى عائلية ..

والله المستعان ..

مواطن
12-23-2011, 03:02 PM
تسبون الملة وتأكلون الغلة
هؤلاء الغرب الذين تسبهم لماذا تستهلك منهم كلّ شيئ؟ هذا الحاسوب الذي تستعمله صنعه أبناء الرجل الأبيض.
ثانيا:
لا تكذب على أبناء جلدتك وتنسب الى مذهبك قادة وعلماء لا يوافقون في شيئ في أصول مذهبك
صلاح الدين الايوبي اشعري يقدم العقل على النقل وهذا ما ذكره المؤرخون الذين عاصروه ويكفيك فيه قول مؤرخ الاسلام الذهبي فشتان بين جهاد صلاح الدين الأيوبي وجهاد الوهابية الارهابيين.
وأما عن عقيدتي فأنا مسلم أؤمن بوجود خالق وأرى أنّ العلمانية هي الحل لمشاكل العصر وخاصة مشاكل الأمة التي تعاني من الجهل والبطش .

اولا العلمانية لا تنطبق مع فرد ,, العلمانية كلمة موجودة في دستور الدولة ,, تستفيد منها بعض الحكومات لغرض حماية التركيبة التعددية لدى المجتمع ,, وحماية الاستثمار والسياحة

كما تعلم

المهم

من قال لك بان المسلمين يسبون المخترعين والمنتجين ؟؟؟؟
بالعكس هم يتمنون الهداية لهم ولكل ملحد يدعوا للمناظرة
اما المواجهه تكون مع من يعتدي على الدين الاسلامي والمسلمين ومن يشوه سمعة الاسلام


اما العمليات الارهابية فهي اغلبها سياسية تقف ورائها اجندت خارجية
و العمليات الاخرى قد تكون انتقامية وبعضها ضد السلطات المختصة في الاجهزة الامنية او وزارة الداخلية وذلك انتقاما لاعتقال جماعات تابعة لهم

وهذا العمل بعيد كل البعد عن الدين الاسلامي

مواطن
12-23-2011, 03:46 PM
@هشام بن الزبير
ما علاقة الـ"هم" بالموضوع ؟!! هل كون الاخر أسوأ فهذا يجعلك ملاك مثلاً ؟! أنا أعيش في الشرق الأوسط وأتحدث عن الوضع لدينا نحن لكن لماذا قد أهتم بوضع وتاريخ الجهة الأخرى من العالم؟!

وأظنك تعلم أن الحروب الصليبية كانت أيضاً مدفوعة بدوافع دينية , وما تراه اليوم من حقوق إنسان ودعوات للسلم الاجتماعي والتعايش الديني كان نتاج جهود مبنية على أسس علمانية لم يقدمها الدين قط , سواءاً في المسيحية أو الإسلام .. هم فقط خرجوا من السطوة الدينية مبكراً بينما نحن لا نزال نغرق في براثمها ولهذا تجد في الواقع أمامك بكل وضوح كم الطائفية والحقد حتى بين المذهبين ولك أن تشاهد ردود الأخت "أخت مسلمة" على سبيل المثال ..

لماذاً ضربت مثالاً صلاح الدين الأيوبي , رغم أنه على فكر مختلف تماماً عنك , ولم تسأل نفسك ما الدافع العقائدي لأطنان الأمثلة من الارهابيين والطائفيين والعنصريين التي يعج بها عالمنا المعاصر في الرقعة الإسلامية من العالم بدئاً بأسامة بن لادن والجماعات الارهابية وانتهائاً بالنظام البحريني والإيراني مثالاً ومروراً بالمناهج العربية الدراسية التي تربي أبناء الست والسبع على كره وقمع وعدم "مودة" من يخالفهم في الدين أو المذهب !

ببساطة النصوص أمامك تعج بالعنصرية والواقع يؤكدها بامتياز , هل تجرؤ أن تنكر مثلاً هذا الممارسات العنصرية الكثيرة ضد الشيعة في العالم الإسلامي ذو الأغلبية السنية , أو كم التنكيل والتخوين الذي يتعرض له العلمانيين واللادينيين في الشرق الأوسط ؟

اقتباس
(( ولم تسأل نفسك ما الدافع العقائدي لأطنان الأمثلة من الارهابيين والطائفيين والعنصريين التي يعج بها عالمنا المعاصر في الرقعة الإسلامية من العالم بدئاً بأسامة بن لادن والجماعات الارهابية وانتهائاً بالنظام البحريني والإيراني مثالاً ومروراً بالمناهج العربية الدراسية التي تربي أبناء الست والسبع على كره وقمع وعدم "مودة" من يخالفهم في الدين أو المذهب ! ))


وهل الدين الاسلامي السبب ام فكر المجتمع ؟

نعم يوجد في تركيبة المجتمع بعض من جماعات تعرضوا لغسل الادمغة وهم عنصريين و بعضهم طائفيين و بعضهم متخلفين سياسيا واجتماعيا ,, وقد استغلوا من قبل اجندات خارجية
لزعزعة الامن

,,,,,,,,,,,,,,
والغريب تتحدث عن بلاد المسلمين وتستثني انظمة الدول العالم بنظرك كانهم ملائكة

,,,,,,,,,,,,,,

وثانيا لا تخلط بين السياسة او من يستغل الدين لغرض سياسي ,,, وبين الدين الاسلامي

متروي
12-23-2011, 04:10 PM
وما تراه اليوم من حقوق إنسان ودعوات للسلم الاجتماعي والتعايش الديني كان نتاج جهود مبنية على أسس علمانية لم يقدمها الدين قط , سواءاً في المسيحية أو الإسلام .. هم فقط خرجوا من السطوة الدينية مبكراً بينما نحن لا نزال نغرق في براثمها ولهذا تجد في الواقع أمامك بكل وضوح كم الطائفية والحقد حتى بين المذهبين

هذا كلام غير مقبول فالحربين العالمتين لم تحدثا بسبب الدين ولا بسبب الطائفية بل هي حدثت بين دول علمانية عنصرية مادية أنانية لا هم لها سوى الجشع ولا ترى البشر إلا كسلع و تستبيح في سبيل مصالحها الإقتصادية الاخضر و اليابس فالذي لا يرى هذا التعصب و التطرف بين العلمانيين أنفسهم و الذي فاق ضحاياه كل ضحايا البشر على مر التاريخ لا يحق له أن يتكلم أو أن يدافع عن العلمانية .

هشام بن الزبير
12-23-2011, 04:35 PM
الحربان العالميتان تحملان بصمات الفكر الدارويني الإلحادي بامتياز, وقد كتب الدكتور السرداب كثيرا عن ذلك.

إلى حب الله
12-23-2011, 07:18 PM
1...
وسوف أذكر ما وعدت به أولا ًوهو قصة خروج الجيش المسلم بأكمله من مدينة سمرقند بعد أن دانت له : فقط : لأنه خالف أمرا ًإلهيا ًفي ذلك الدخول !!!..
والمشاركة هي رقم 8 من الرابط التالي :
< صور من تاريخنا العظيم : عالم وسلطان (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=28124) >

وأنقلها هنا كما كتبتها هناك ....
-----

نقل أدبي : مع بعض التصرف اليسير ..

خروج - من بعد دخول النصر !!!..

في مدينة (سمرقند) المعروفة .. هناك قصة شهيرة .. وغريبة في نفس الوقت (ولكنها حقيقية) : قد ذكرها غير
المسلمين أنفسهم في كتبهم وتاريخهم : قبل أن يذكرها أهل التفسير والتاريخ من المسلمين مثل : ابن كثير
والطبري والبلازري وغيرهم ...

ففي تلك الحقبة الزمنية التي أضاء العالم فيها : نورُ الإسلام :
وقف القائد الفذ المسلم الفاتح : (قتيبة بن مسلم) : والذي فتح الله على يديه بلاد ما وراء النهر في أقصى شرق
دولة الإسلام : وقف هذه المرة حائرًا لا يدري ما يفعل .. فهو على أبواب سمرقند العظيمة : ذات المراعي الخضر
والجبال الشاهقة والثروات الوافرة .. والتي رغم أنها بلاد تعبد الأوثان : إلا أنه كان لها جيشًا قويًّا يحميها ..
وتاريخها مع الغزاة : حافل ٌبالانتصارات ... وكان قتيبة يعلم ذلك ..
لقد استعصت سمرقند على الغزاة من قبله .. وها هي تقف الآن عقبةً في طريق فتوحاته نحو الصين .............!

غير أن قائدًا فذًّا كقتيبة : ما كانت لتعييه الحيل .. درس الموقع من حوله .. ثم أمر جيوشه أن تتفرق : وتتجه نحو
الجبال الشاهقة المحيطة بالمدينة .. وكـَمـِنَ المسلمون في الجبال : مختفين عن أعين أعدائهم ..
وفي الصباح وكعادتها : فتحت سمرقند أبوابها .. وبدأ الفلاحون والتجار في الخروج لحقولهم وتجارتهم .. فما راعهم
إلا وجيوش المسلمين تنحدر عليهم من الجبال : كالسيل الهادر ... تجرف في طريقها : كل شيء !!.. وحتى التقت
في وسط المدينة في ساعات : دون أن تـُراقَ لهم قطرة دم واحدة !!!...

لم يكن بوسع سمرقند ساعتها إلا الاستسلام في هذه الهجمة المفاجئة !!.. ففـرَّ قادتها وحكامها وكهنتها إلى الجبال ..
ودخل الناس بيوتهم مذعورين من (الغزاة) : حتى سيطرت جيوش المسلمين على المدينة كلها : دون أية مقاومة ..

شيئًا فشيئًا : بدأ أهل سمرقند يخرجون من بيوتهم : ويتعاملون مع الغزاة الجدد في حذر وترقب .. وما هي إلا أيام :
حتى أدركوا أن المسلمين : لا يريدون بهم الشر !!.. بل هم (غزاة : من نوع جديد إذا صح التعبير بالغزاة) !!..
يرحمون الصغير .. ويساعدون الضعيف .. ويدعون لعبادة إله واحد !!.. لا يسرقون .. ولا ينهبون .. ولا يقتلون ..
بل : ويحمون الأمن !!.. وينشرون السلام !!..
عاملهم أهل سمرقند في التجارة : فوجدوهم أمناء !!.. لا غش ولا كذب !!.. لا ظلم ولا خداع !!..
ولم يكن هذا مألوفا ًفي ذلك الزمان .. وخصوصا ًمن منتصر ٍقوي !!..

وفي أحد الأيام في السوق : قامت مشاجرة بين شاب ٍمن أهل سمرقند : وبين جندي من المسلمين (الغزاة) !!!...
فتجمع الناس في خوفٍ وترقب : ولم يشك أحدهم أن جنود المسلمين سيتجمعون من كل صوب ٍ: لـُيلقنوا الشاب
السمرقندي : درسًا لا ينساه : ليكون عبرةً لكل مَن تسول له نفسه : أن يعتدي على جندي من (الغزاة) !!..
وبالفعل :
تجمَّع الجند المسلمون .. وأحاطوا بالمشاجرة .. ووسط دهشة الجميع : اقتادوا المتخاصمين والشهود إلى القاضي !
ولم يمسوا أحدهم بأذى طوال الطريق !!!..

كان ما حدث عند القاضي : يفوق توقعات أو تخيلات جميع البلدة !!..
أوقف القاضي المسلم الجندي المسلم : بجوار الشاب الوثني سواءً بسواء بلا تمييز !!.. ثم بدأ يُحقق في الأمر بكل
نزاهة !!.. ثم أصدر حكمه أخيرا ًبالذنب : على الجندي المسلم !!!..

هل هذه هي القصة العجيبة ؟.. كلا .. إنها فقط البداية !!..

انتشر الخبر في طول المدينة وعرضها .. وهو أن لهؤلاء (الغزاة) : قضاءً عادلاً ..!
وهناك في الجبال البعيدة : وقف الشاب السمرقندي أمام كبير الكهان الوثنيين : يقص عليه القصة التي أثارت
استعجاب الجميع !!!.. وحين تأكَّد الكهان مما حدث : اتخذوا قرارًا بدا (مجنونًا) : لم يسبقهم إليه أحد !!..
لقد قرر الكهان أن :
يرسلوا بشكواهم ضد (قتيبة بن مسلم) إلى أمير المؤمنين !!!..

انطلق الجواد حاملا ًأحد شباب الكهان إلى مدينة (دمشق) : عاصمة الخلافة الإسلامية آنذاك ..
كانت أحلام النجاح تساور الكاهن الشاب في مهمته الـ (شبه مستحيلة) !!.. وأخذ يعد العدة لما قد يلاقيه
من مصاعب أو سخرية !!..

إذ كيف له أن يدخل على (أمير المؤمنين) الذي يحكم دولةً : لم يسمع التاريخ بمثلها !!.. تمتد من حدود الصين
شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا !!.. كيف سيتحدث إلى هذا الملك العظيم : والذي فاق في ملكه كسرى وقيصر؟!
ماذا سيقول له : وهو يشتكي إليه أعظم قواده ؟!..
وأخيرًا : ماذا عساه أن يفعل به : وهو من أعدائه وخصوم دولته ؟!!..

لم يكن الكاهن الشاب يعلم أن (أمير المؤمنين) ذا : هو خامس الخلفاء الراشدين !!.. حفيد الفاروق رضي الله عنه
الذي ملأ الدنيا عدلاً !!.. لم يكن يعلم أنه (عمر بن عبد العزيز) .. ذاك الزاهد العابد .. التقي الورع .. والذي
سارت الركبان بقصص عدله وحكمته .. وفاضت بركات الله في عهده على أمته : حتى ما غدا بها جائعٌ ولا مسكين !
وحتى أ ُخرجت الصدقات في أيامه : فلم تجد مَن يأخذها !!..

انتهت رحلة الكاهن الشاب عند بيتٍ قديم ٍمن طين .. في حي ٍمتواضع من أحياء دمشق !!.. هاهنا قالوا له أنه سيجد :
(أمير المؤمنين) !!.. ولم يكد يصدق ذلك ..! إذ كيف لمن يملك الدنيا : أن يكون بيته في مثل هذا المكان المتواضع من
بلدته ؟!.. اقترب الكاهن الشاب من البيت : فإذا رجلٌ يُصلح جدارًا بالطين : وقد غطى الطين ثوبه ويديه .. وكلما
مر عليه أحدٌ قال : " السلام على أمير المؤمنين " !!..
فصُعق الكاهن الشاب مما رأى !!.. أهذا هو ملك الدنيا الذي خضعت له الرقاب ؟!.. إن هذا لشيءٌ عجاب !!..

وبينما هو مندهشٌ يتأمل من بعيد : إذ جاءت امرأة ٌمع ابن ٍلها : تطلب من أمير المؤمنين أن يزيد عطاءها من بيت مال
المسلمين .. وفي أثناء ذلك : مال ابنها على لعبة في يد ابن أمير المؤمنين فخطفها منه .. فلما حاول ابن الخليفة استرداد
لعبته : لطمه ابن المرأة السائلة : فسال الدم من وجهه !!.. وكأي أم : هرعت زوجة أمير المؤمنين إلى ابنها :
فضمته وضمدته ..! وانفجرت صارخةً في المرأة وطفلها ....

فهل تدرون من هي زوجة الخليفة هذه ؟!.. إنها (فاطمة بنت عبد الملك بن مروان) : ربيبة القصور والمـُلك .. والتي
أبوها وزوجها وإخوانها الأربعة : من أعظم خلفاء المسلمين !!.. فتصدقت بكل ما لديها لبيت مال المسلمين لما تزوجت
عمر !!!.. فماذا فعل (أمير المؤمنين) في هذا الموقف ؟..

نظر عمر إلى وجه المرأة وابنها الذان علاهما الرعب .. فهدأ من روعها !!.. وأخذ اللعبة من ابنه وأعطاها للصغير الفقير !
وأمر لها بزيادة العطاء !!.. ثم أخذ ابنه فقبّله وهدأه !!.. ثم التفت لزوجته التقية وقال :
" حنانيك !.. لقد روعتها وابنها !.. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" مَن روَّع مسلمًا : روَّعه الله يوم القيامة " !!.. ثم شرع (أمير المؤمنين) يُكمل إصلاح الجدار بنفسه !!!..

أحس الكاهن الشاب أنه في حلم !!!..
ولكنه لما رأى الحال هكذا : تجرأ واقترب بنفسه من أمير المؤمنين .. ولما سأله عن شأنه قال :
" سيدي .. إني صاحب مظلمة لأهل سمرقند .. جئت أشكي إليك قتيبة بن مسلم !!.. وقد علمنا عدلكم : فطمعنا أن تنصفنا !
إن قتيبة أخذنا على غـِرَّة .. وقد علمنا أنه من عاداتكم : أن تـُنذروا القوم : ثلاثة أيام : تخيرونهم فيها بين الإسلام أو الجزية
أو القتال " !!!..
فقال عمر : " إنها ليست عاداتنا .. إنه أمر الله : وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم " ..
قال الشاب : " فإن قتيبة لم يفعل ذلك " !!.. فأطرق عمر قليلاً .. ثم أمر الكاتب : فكتب رسالة ً: وختمها بختمه :
ثم دفعها للشاب وقال :
" أعط هذه لوالي سمرقند : يُرفع عنكم الظلم بإذن الله " .. ومرةً أخرى : عاد يُكمل إصلاح الجدار !!!...

فض والي سمرقند رسالة أمير المؤمنين وقرأها .. ثم قال للكاهن الشاب :
" سمعًا وطاعة لأمير المؤمنين .. لقد أمرني أن أ ُعين قاضيًا : يقضي في مظلمتكم .. وسأفعل من فوري .. وموعدنا بعد يومين ..
فاذهب يا بُني : فائتِ بالكهنة والقادة من قومك : ولهم منا الأمان " ..
ثم أرسل في طلب القائد المسلم المُحنك : قتيبة بن مسلم ...

اجتمع الناس في المسجد : حيث تعقد المحاكمة .. وجاء القاضي المسلم .. ونادى الحاجب على كبير الكهان : فتقدَّم .. ثم نادى
على قتيبة بن مسلم : فأوقفه القاضي بجوار خصمه (كما فـُعل بالجندي المسلم والسمرقندي من قبل) !!.. ثم أمر القاضي الكاهن :
أن يعرض مظلمته بلا خوف !!.. فقال :
" هذا قائدكم قتيبة بن مسلم : دخل بلادنا دون إنذار !!.. كل البلاد أعطاها خياراتٍ ثلاث : الإسلام .. أو الجزية .. أو الحرب :
أما نحن : فأخذنا بالخديعة " !!!...

التفت القاضي إلى قتيبة وقال : " ما تقول في هذه الشكوى ؟ " .. قال قتيبة :
" أصلح الله القاضي .. الحرب خدعة (جزء من حديث صحيح للنبي) .. وهذا بلد : شديد البأس .. قد كان عقبة ً: أمام الفتح ..
وقد علمتُ أننا إن اقتتلنا : سالت دماء الفريقين كالأنهر .. فهداني الله إلى هذه الخطة .. وبهذه المفاجأة : حمينا المسلمين من أذىً
عظيم .. وحقنا دماء أعدائنا !!.. نعم .. لقد فاجأناهم !!.. ولكن : أنقذناهم وعرَّفناهم الإسلام " !..

قال القاضي :
" يا قتيبة .. هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ؟؟ " .. قال قتيبة : " لا .. لم نفعل .. فاجأناهم لما حدثتك به من خطرهم " !
فقال القاضي :
" يا قتيبة : لقد أقررت بنفسك .. وإذا أقرَّ المدعي عليه : انتهت المحاكمة .. يا قتيبة :
ما نصر الله هذه الأمة : إلا بالدين !!.. ومن أعظم الدين : اجتناب الغدر : وإقامة العدل !!.. والله ما خرجنا من بيوتنا : إلا جهادًا
في سبيل الله .. ما خرجنا لنملك الأرض : أو نحتل البلاد : أو نعلو فيها بغير حق " !!!..

ثم أصدر القاضي أعجب حكم ٍ: صدر في تاريخ البشرية وجيوشها وحروبها إن صح القول !!!.. قال :
" حكمتُ أن تخرج جيوش المسلمين : جميعا ًمن سمرقند - خفافا ًكما دخلوها - : خلال ثلاثة أيام !!.. ويردوا البلد إلى أهله !!..
ويعطونهم الفرصة : ليستعدوا للقتال !!.. ثم ينذرونهم ويخيرونهم بين : الإسلام أو الجزية أو الحرب .. فإن اختاروا الحرب : كان
القتال .. وذلك : تطبيقًا لشرع الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم " ...
-----
---------
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...
----------------
--------------------
تملكت الدهشة أهل سمرقند جميعا ً: وبلغت ما لم تبلغه من قبل مع هؤلاء المسلمين وأمورهم العجيبة !!!!..
وهم يسمعون ذلك الحكم : التاريخي الخالد !.. جيشٌ غازٍ ملك البلاد واستتب له الأمر : ثم يأمرهم قاضيهم أن يرحلوا عنها لأنهم
لم يطبقوا شرع الله !!.. عجيبٌ أمر هؤلاء القوم : جـِدُّ عجيب !!..

ثم تجسدت دهشة وعجب القوم أمامهم على أرض الواقع أخيرا ً(وكأنه الحُلم : سواء في ذلك العصر : أو في كل عصر) :
وهم يرون بأعينهم جنود المسلمين : وهم يرحلون بالفعل كما أ ُمروا : خفافًا مسرعين !!.. فما انقضت الأيام الثلاثة : إلا والمدينة
خالية من أي مسلم !!!.....

فاجتمع أهل سمرقند وقادتهم وكهانهم في وسط المدينة : وهم لا يصدقون ما حدث !!.. ثم تحاوروا بينهم قائلين :

" إن قومًا هذا خـُلقهم : لهم خير بني البشر !!!.... وإن قضاءً هذا فعله : لهو العدل المطلق !!!.. وإن دينًا يأمر أتباعه بمثل هذا :
لهو الدين الحق " !!!..

ولم يطل الأمر : حتى أسلمت سمرقند عن بكرة أبيها !!!!!!!!!!!...

إنه الإسلام .. دين الله الخالد .. وهذا تاريخنا الذي سطرناه بالنور والرحمة والعدل.. يوم كنا خير أمة !!...

يوم كان القاضي قاضيا ً: يقضي بحُـكم الله ورسوله ..!
ويوم كان الحاكم حاكما ً: يحكم بشرع الله ورسوله ..!
ويوم كان القائد العسكري قائدا ً: يتصرف ويمتثل لأمر الله ورسوله وأولي الأمر الصالحين ..!

فهل من معتبر ......؟!

يُـتبع إن شاء الله بعد قليل ...

هشام بن الزبير
12-23-2011, 07:35 PM
ولم يطل الأمر : حتى أسلمت سمرقند عن بكرة أبيها !!!!!!!!!!!...

إنه الإسلام .. دين الله الخالد .. وهذا تاريخنا الذي سطرناه بالنور والرحمة والعدل.. يوم كنا خير أمة !!...

أحسنت وصدقت, جعل الله ما كتبت حجابا لك من النار أيها الأخ الحبيب.

إلى حب الله
12-23-2011, 09:36 PM
2...
أما قصص عدل الإسلام مع اليهود والنصارى وعدم جبرهم على الإسلام :
فقد ملأ شذاها كتب المنصفين من المستشرقين والمؤرخين غير المسلمين أنفسهم كما رأينا ..
ويستطيع الباحث العادي الوصول لنصوص قاطعة من القرآن والسنة على تخييرهم :
" لا إكراه في الدين " ..

والسؤال :
لماذا لا يجد ذلك الباحث العادي الكثير من الكتب والتأصيلات التي تتناول أمر الأمم الوثنية في الفتوحات الإسلامية : هل أجبرها المسلمون على الإسلام أم لا ؟!!..
لماذا لا يجدها بنفس الكثرة والفصل مثل ما تعلق باليهود والنصارى والمجوس مثلا ً؟!!..

أقول ..
إن العاقل الأريب : لينظر إلى عظيم التفاوت بين الأديان الإبراهيمية عموما ً: وعلى رأسها الإسلام : وبين سائر الديانات الوضعية الوثنية في مشارق الأرض ومغاربها :
فيعلم أن دخول هؤلاء البشر في الإسلام (الشعوب على الأقل بخلاف الكهنة والملوك) :
كان هو المنطق المتوقع أو القاعدة : وأن رفضهم للإسلام كان هو الشاذ !!!..
والذي كان عادةً لجهلهم بالإسلام أو الصورة المكذوبة التي أفشاها فيهم رؤساؤهم لتنفيرهم منه واستثارة العداوة له ..

حيث أن تناقضات هذه الوثنيات في العقيدة : ومصائبها في العبادات والشعائر والطقوس :
كانت تدفع الناس دفعا ًعند مقارنتها بالإسلام : للدخول فيه أفواجا ًإذا ما عرفوه !!..
وإلا - وبالله عليكم - :

>>
هناك من الديانات الوثنية مثلا ًمن يستبيح كهنته : ذبح البشر رغما ًعنهم وعن أهاليهم : ذبحهم من أهل الملة نفسها (ولن أقول قبائل آكلي لحوم بشر الغرباء) !!!!..
ووصفي بأنه : رغما ًعنهم وعن أهاليهم : تمييزا ًلاختبار الله تعالى لإبراهيم عليه السلام بذبح ولده البكر إسماعيل عليه السلام : ورضا كل ٍمن الاثنين صلوات ربي وسلامه عليهما !!!..
أقول :
تلك الطقوس الوحشية التي ما زالت - حتى اليوم - تمارس في الصين - في يوم رأس السنة البوذية - : حيث يتم اختيار مجموعة من أجمل الشابات وأخذهن عنوة ًمن أهاليهن رغما ًعنهن وعنهم - تخيل أن تؤخذ منك ابنتك الجميلة التي ربيتها قرابة العشرين عاما ًلتـُذبح - :
ليتم تعريتها تماما ًأمام جمع الناس بلا حياء ٍولا أدب ولا حرمة للإنسان الذي كرمه الله :
ثم يتم ذبحها بوخذها بالسكين في رقبتها كما يُفعل بالخنازير والعياذ بالله - يعني حتى الذبح الإسلامي أرحم بالذبيحة وأسرع بالقتل بلا ألم !! - والنتيجة :
صورا ًمؤلمةً لو شاهدتموها على حقيقتها لتركت أثرا ًنفسيا ًغائرا ًسوداويا ًفي نفوسكم !!..
وقد راعيت اختيار موقع : تكون فيه الصور أخف ما يكون ومشوشة لعُري الفتيات للأسف :
http://www.as7apcool.com/vb/showthread.php?t=377155

والصور من عام 2009م .. ولمَن شك في الصور : فليطلب مني الأصل على الخاص :
ولا يلومَن إلا نفسه لبشاعتها والتصاقها بالذاكرة فترة طويلة ..
والسؤال : هل أمثال هؤلاء وأهاليهن رجالا ًونساءً ما كانوا ليدخلوا الإسلام ؟!!..

>>
وهناك من الديانات الأخرى كما بالهند : مَن يحرقون الزوجة حية ً: إذا ما مات عنها زوجها !
والسؤال : هل أمثال هؤلاء وأهاليهن رجالا ًونساءً ما كانوا ليدخلوا الإسلام ؟!!..

>>
وأختم - وحتى لا أتتبع عشرات المصائب للأمم الوثنية - : بعجائب بعض مناطق التبت :
سواء في محياهم أو مناطق أخرى في مماتهم !!!..
ففي محياهم كمثال :
فإن الزوجة للابن الواحد في البيت : تكون مشاعا ًمستباحا ًلجميع إخوته يُجامعونها !!!..
وأما في مماتهم كمثال :
فيؤتى بجثمان الميت منهم : ويتم تعريته تماما ًأيضا ً: ثم تشريح جسده بالسكين - والصقور تلتف قريبا ًمنهم بالعشرات - ثم يبتعدون ويتركونه للصقور لأكل كل مزعة لحم ٍفيه في مشهد ٍأقل ما يوصف به هو :
امتهان ٌلكرامة الإنسان الذي كرمه الله بعد موته !!!..

والخلاصة :
أن دخول الأمم والشعوب الوثنية دين الإسلام : هو المنطق الذي أثبته التاريخ وقائعا ً!!!..
وهو ما جعل الحديث عن إجبارهم على الإسلام أو جعلهم بالتخيير كأهل الكتاب :
ليس منتشرا ًمسرودا ًبنفس ظهور الحكم مع أهل الكتاب بعدم الجبر ..

ومع ذلك ...
ففي المشاركة الهامة التالية : سنجلي حقيقة جبر الأمم الوثنية على الإسلام من عدمه ..
وبعدها : نذكر سقوط استدلالات الزميل غير مستقر عن واقع الإسلام بالسنة والشيعة .. إلخ إلخ
والله المستعان ..

التوحيد غايتي
12-23-2011, 10:22 PM
2...
أما قصص عدل الإسلام مع اليهود والنصارى وعدم جبرهم على الإسلام :
فقد ملأ شذاها كتب المنصفين من المستشرقين والمؤرخين غير المسلمين أنفسهم كما رأينا ..
ويستطيع الباحث العادي الوصول لنصوص قاطعة من القرآن والسنة على تخييرهم :
" لا إكراه في الدين " ..

والسؤال :
لماذا لا يجد ذلك الباحث العادي الكثير من الكتب والتأصيلات التي تتناول أمر الأمم الوثنية في الفتوحات الإسلامية : هل أجبرها المسلمون على الإسلام أم لا ؟!!..
لماذا لا يجدها بنفس الكثرة والفصل مثل ما تعلق باليهود والنصارى والمجوس مثلا ً؟!!..

أقول ..
إن العاقل الأريب : لينظر إلى عظيم التفاوت بين الأديان الإبراهيمية عموما ً: وعلى رأسها الإسلام : وبين سائر الديانات الوضعية الوثنية في مشارق الأرض ومغاربها :
فيعلم أن دخول هؤلاء البشر في الإسلام (الشعوب على الأقل بخلاف الكهنة والملوك) :
كان هو المنطق المتوقع أو القاعدة : وأن رفضهم للإسلام كان هو الشاذ !!!..
والذي كان عادةً لجهلهم بالإسلام أو الصورة المكذوبة التي أفشاها فيهم رؤساؤهم لتنفيرهم منه واستثارة العداوة له ..

حيث أن تناقضات هذه الوثنيات في العقيدة : ومصائبها في العبادات والشعائر والطقوس :
كانت تدفع الناس دفعا ًعند مقارنتها بالإسلام : للدخول فيه أفواجا ًإذا ما عرفوه !!..
وإلا - وبالله عليكم - :

>>
هناك من الديانات الوثنية مثلا ًمن يستبيح كهنته : ذبح البشر رغما ًعنهم وعن أهاليهم : ذبحهم من أهل الملة نفسها (ولن أقول قبائل آكلي لحوم بشر الغرباء) !!!!..
ووصفي بأنه : رغما ًعنهم وعن أهاليهم : تمييزا ًلاختبار الله تعالى لإبراهيم عليه السلام بذبح ولده البكر إسماعيل عليه السلام : ورضا كل ٍمن الاثنين صلوات ربي وسلامه عليهما !!!..
أقول :
تلك الطقوس الوحشية التي ما زالت - حتى اليوم - تمارس في الصين - في يوم رأس السنة البوذية - : حيث يتم اختيار مجموعة من أجمل الشابات وأخذهن عنوة ًمن أهاليهن رغما ًعنهن وعنهم - تخيل أن تؤخذ منك ابنتك الجميلة التي ربيتها قرابة العشرين عاما ًلتـُذبح - :
ليتم تعريتها تماما ًأمام جمع الناس بلا حياء ٍولا أدب ولا حرمة للإنسان الذي كرمه الله :
ثم يتم ذبحها بوخذها بالسكين في رقبتها كما يُفعل بالخنازير والعياذ بالله - يعني حتى الذبح الإسلامي أرحم بالذبيحة وأسرع بالقتل بلا ألم !! - والنتيجة :
صورا ًمؤلمةً لو شاهدتموها على حقيقتها لتركت أثرا ًنفسيا ًغائرا ًسوداويا ًفي نفوسكم !!..
وقد راعيت اختيار موقع : تكون فيه الصور أخف ما يكون ومشوشة لعُري الفتيات للأسف :
http://www.as7apcool.com/vb/showthread.php?t=377155

والصور من عام 2009م .. ولمَن شك في الصور : فليطلب مني الأصل على الخاص :
ولا يلومَن إلا نفسه لبشاعتها والتصاقها بالذاكرة فترة طويلة ..
والسؤال : هل أمثال هؤلاء وأهاليهن رجالا ًونساءً ما كانوا ليدخلوا الإسلام ؟!!..

>>
وهناك من الديانات الأخرى كما بالهند : مَن يحرقون الزوجة حية ً: إذا ما مات عنها زوجها !
والسؤال : هل أمثال هؤلاء وأهاليهن رجالا ًونساءً ما كانوا ليدخلوا الإسلام ؟!!..

>>
وأختم - وحتى لا أتتبع عشرات المصائب للأمم الوثنية - : بعجائب بعض مناطق التبت :
سواء في محياهم أو مناطق أخرى في مماتهم !!!..
ففي محياهم كمثال :
فإن الزوجة للابن الواحد في البيت : تكون مشاعا ًمستباحا ًلجميع إخوته يُجامعونها !!!..
وأما في مماتهم كمثال :
فيؤتى بجثمان الميت منهم : ويتم تعريته تماما ًأيضا ً: ثم تشريح جسده بالسكين - والصقور تلتف قريبا ًمنهم بالعشرات - ثم يبتعدون ويتركونه للصقور لأكل كل مزعة لحم ٍفيه في مشهد ٍأقل ما يوصف به هو :
امتهان ٌلكرامة الإنسان الذي كرمه الله بعد موته !!!..

والخلاصة :
أن دخول الأمم والشعوب الوثنية دين الإسلام : هو المنطق الذي أثبته التاريخ وقائعا ً!!!..
وهو ما جعل الحديث عن إجبارهم على الإسلام أو جعلهم بالتخيير كأهل الكتاب :
ليس منتشرا ًمسرودا ًبنفس ظهور الحكم مع أهل الكتاب بعدم الجبر ..

ومع ذلك ...
ففي المشاركة الهامة التالية : سنجلي حقيقة جبر الأمم الوثنية على الإسلام من عدمه ..
وبعدها : نذكر سقوط استدلالات الزميل غير مستقر عن واقع الإسلام بالسنة والشيعة .. إلخ إلخ
والله المستعان ..


الله المستعان
كاد قلبي أن ينخلع لما رأيت
والله لو ظللنا نحمد الله تعالى ما حيينا على نعمة الإسلام ما شكرنا هته النعمة
نعوذ بالله من الخذلان و من الحور بعد الكور
وجزاكم الله خيرا

إلى حب الله
12-24-2011, 12:06 AM
للأسف الشديد : فقدت كتابة المشاركة نتيجة (خبطة نائم :): )
ولكن :
قدر الله وما شاء فعل ..

ولا يسعني عوضا ًعن ذلك إلا أن أ ُحيل مَن يريد : إلى مطالعة الموضوعين التاليين :
< التعايش مع غير المسلمين في المجتمع المسلم (http://www.assakina.com/politics/6609.html) >
و :
< من أحكام أهل الذمة في الإسلام (http://www.assakina.com/politics/5774.html) >

وقد كنت اخترت مقتطفات ٍمنهما مع التنسيق وبعض التصرف ..
فإذا أمكنني الله تعالى : أعدت الكرة من جديد إن شاء الله ..

ويتبقى لي مشاركة كما قلت للرد على الزميل غير مستقر في ادعاءاته ..

والله الموفق ..

اخت مسلمة
12-24-2011, 12:24 AM
جَزاكُم الله خيراً يا أبا الحب ...
ورزقكُم الفردوس الأعلى بمعيّة نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام أهل الرضوان

إلى حب الله
12-24-2011, 09:14 PM
آمين أختنا الفاضلة .. ولك بالمثل إن شاء الله ..
-------

3...
مقتطفات من رسالة : (التعايش مع غير المسلمين في المجتمع المسلم) ...
الدكتور منقذ محمود السقار - مكة المكرمة – صفر – 1427هـ ..
mongiz@maktoob.com
وأعتذر لعدم تحقيق الكثير من اخبار السير والأحاديث ..
وبسم الله نبدأ (الترقيم من عندي) ..

1)
والموضوع الذي نحن بصدده رسالة نتقدم بها إلى أولئك الذين دأبوا على اتهام الإسلام بالانغلاق، ووصموه بما يكذبه التاريخ ولا تعشى عنه الأبصار.

إنه لمن العجب أن يوسم الإسلام بالصفة ونقيضها، فلئن اتهمه بعضهم بالعنف فإن آخرين عابوا عليه نزعته التسامحية ورأوها سبب أفول الدولة الإسلامية، يقول الكونت هنري دي كاستري في كتابه "الإسلام": "تطرف المسلمون في المحاسنة؛ لأنها سهلت العصيان للعصاة، ومهدت لبعض الأسر المستقلة في المغرب الخروج على الجماعة في بلاد الأندلس وبلاد المغرب، وانتهى الأمر – مع المحاسنة – إلى انحلال عناصر المملكة العربية، ومن المرجح أن المسلمين لو عاملوا الأندلسيين كما عامل المسيحيون الأمم السكسونية والواندية؛ لأخلدت إلى الإسلام واستقرت عليه" !!..
سماحة الإسلام، أحمد الحوفي (209)

2)
الكفر: وصف يشمل كل من كذب الرسول عليه الصلاة والسلام، في شيء مما جاء به، أو صدقه وامتنع عن الدخول في الإسلام، يقول ابن تيمية: " الكفر يكون بتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به، أو الامتناع عن متابعته مع العلم بصدقه، مثل كفر فرعون واليهود ونحوهم" !!..
درء تعارض العقل والنقل (1/242)
فالمقصود به ما سوى المسلمين من أهل الملل والأديان.

والكفار تجاه المجتمع المسلم على أنواع: أولها الحربي، وهو المقيم في بلاد الكفر المحاربة للمسلمين، ولا تعلق له بمبحثنا إلا إذا دخل بلاد المسلمين بهدنة أو أمان، فلا يصير حينذاك حربياً، بل معاهداً أو مستأمناً. قال ابن القيم: "الكفار إما أهل حرب وإما أهل عهد؛ وأهل العهد ثلاثة أصناف: أهل ذمة، وأهل هدنة، وأهل أمان" !!..
أحكام أهل الذمة (2/873)

>>>
فأهل الذمة هم المقيمون تحت ذمَّة المسلمين بدفع الجزيَّة حصراً، قال ابن القيم: "ولفظ الذمة والعهد يتناول هؤلاء [أهل الذمة وأهل الهدنة وأهل الأمان] كلهم في الأصل , وكذلك لفظ الصلح ، فإن الذمة من جنس لفظ العهد والعقد.

وقولهم: هذا في ذمة فلان، أصله من هذا، أي: في عهده وعقده .. ولكن صار في اصطلاح كثير من الفقهاء أهل الذمة عبارة عمن يؤدي الجزية ، وهؤلاء لهم ذمة مؤبدة، وهؤلاء قد عاهدوا المسلمين على أن يجري عليهم حكم الله ورسوله، إذ هم مقيمون في الدار التي يجري فيها حكم الله ورسوله" !!..
أحكام أهل الذمة (2/873-874).
ومقصوده رحمه الله بجريان أحكام الإسلام أي العامة منها، وإلا فإنه لا يعرض لهم في خاصة أمورهم وما تعلق بدينهم من شرائع.

>>>
وأما أهل العهد من غير المسلمين فهم الذين صالحهم الإمام أو هادنهم، قال ابن القيم: "أهل الهدنة فإنهم صالحوا المسلمين على أن يكونوا في دارهم، سواء كان الصلح على مال أو غير مال، لا تجري عليهم أحكام الإسلام كما تجري على أهل الذمة، ولكن عليهم الكف عن محاربة المسلمين، وهؤلاء يسمون أهل العهد وأهل الصلح وأهل الهدنة" !!!..
أحكام أهل الذمة (2/874).

>>>
وأما المُستأمن فهو من أهل بلاد الحرب يدخل بلاد المسلمين بأمان لغرض ما ، لا على وجه الديمومة، قال النووي: "المستأمن هو الحربي الذي دخل دار الإسلام بأمان" !!..
تحرير ألفاظ التنبيه (325) .

وفصّل ابن القيم فقال: "وأما المستأمن فهو الذي يقدم بلاد المسلمين من غير استيطان لها، وهؤلاء أقسام: رسل وتجار ومستجيرون، وحكم هؤلاء ألا يهاجروا ولا يقتلوا، ولا تؤخذ منهم الجزية" !!..
أحكام أهل الذمة (2/874) .

والأصل في الأمان أن يكون من الوالي، ولو أعطاه أحد المسلمين ثبت له ، فقد أجارت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم أبا العاص بن الربيع , فأمضاه عليه الصلاة والسلام !!..
رواه عبد الرزاق في المصنف (5/224) , والبيهقي في السنن (9/95).

كما أمضى صلى الله عليه وسلم جوار أم هانىء لأحمائها، فقال لها: ((قد أجرنا من أجرتِ يا أم هانىء, إنما يجير على المسلمين أدناهم)) !!..
رواه البخاري ح (6158), ومسلم (336) .

وعليه فأي مسلم أمّن حربياً دخل بلاد المسلمين ثبت أمانه - كائناً من كان - ، لأن ((ذمة المسلمين واحدة, يسعى بها أدناهم, فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين , لا يُقبل منهم صرف ولا عدل)) !!..
رواه البخاري ح (7300) , ومسلم ح (1370)

3)
< وأقول أنا أبو حب الله : والغريب : ليس فقط فيما سبق !!.. ولكن في ميل التشريع الإسلامي لجانب إعطاء الأمان للغريب : بمجرد الشُبهة أو الادعاء : حتى ولو بتكذيب المسلم > !!..
ولنقرأ هذا العجب ....

ويلحق بالمستأمن من كان له شبهة عهد أو ادعاه، قال محمد بن الحسن الشيباني: "لو خرج من دار الحرب كافر مع مسلم، فادعى المسلم أسره، وادعى الآخر الامان؛ فالقول قول الحربي" !!..
شرح السير الكبير (2/551) .

وبمثله لو ادعى أنه رسول، قال ابن قدامة : "إذا دخل حربي دار الإسلام بغير أمان , وادعى أنه رسول : قُـبِل منه, ولم يجز التعرض له؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لرسولي مسيلمة : (( لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكما))" !!..
الكافي في فقه ابن حنبل (4/333)، والحديث رواه أبو داود ح (3762)، وأحمد ح (3752)، واللفظ له.

وكل ما يشتبه على الحربي أنه أمان؛ يصير أماناً له، قال ابن قدامة: "وإن أشار إليه [مسلم] بالأمان فهو آمن .. وإن قال له: قف أو قم أو ألق سلاحك : فقال أصحابنا: هو أمان؛ لأن الكافر يعتقده أماناً، فأشبه قوله: لا تخف" !!..
الكافي في فقه ابن حنبل (4/333) ..

< وأسأل أنا أبو حب الله : هل هذه أخلاق وتشريعات مَن ينتهبون الناس ويستبيحون دماءهم وأموالهم وأعراضهم بغير وجه حق أو : يُجبرون أحدا ًعلى الإسلام مستغلين ضعفه بين أيديهم ؟!!..
ولنواصل > ...

وممَن يأمن بأمان المسلمين في بلادهم؛ التجار. قال أحمد: " إذا ركب القوم في البحر فاستقبلهم فيه تجار مشركون من أرض العدو يريدون بلاد الإسلام لم يعرضوا لهم ولم يقاتلوهم، وكل من دخل بلاد المسلمين من أهل الحرب بتجارة بويع، ولم يسأل عن شيء" !!..
المغني (9/199) .

وهكذا فالكافر إذا دخل بلاد المسلمين بعهد أو امان، أو أقام بينهم؛ فهو في ذمة المسلمين وعهدهم، والله يقول: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً((الإسراء: 34).

4)
ثم يتكلم الكاتب عن إرادة الله الكونية في اختلاف البشر الذي سيُظهر معادنهم وحقيقة الإيمان أو الكفر بداخلهم .. وهي بخلاف الإرادة الشرعية التي بها نود لو كل الناس مسلمون ونعمل على دعوتهم لذلك فيقول :

والإنسانية خلقها الله وفق هذه السنة الكونية، فاختلف البشر إلى أجناس مختلفة وطبائع شتى، وكلّ من تجاهل وتجاوز أو رفض هذه السُّنة الماضية لله في خلقه، فقد ناقض الفطرة وأنكر المحسوس.

واختلاف البشر في شرائعهم هو أيضاً واقع بمشيئة الله تعالى ومرتبط بحكمته، يقول الله: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعاً((المائدة: 48).

(ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدةً ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)( هود : 118– 119).

قال ابن حزم: "وقد نص تعالى على أن الاختلاف ليس من عنده، ومعنى ذلك أنه تعالى لم يرض به، وإنما أراده تعالى إرادة كونٍ، كما أراد الكفر وسائر المعاصي (أقول أنا أبو حب الله : أي سمح بوقوعها) " !!..
الإحكام في أصول الأحكام (2/64).

أدرك المسلمون أن هداية الجميع من المحال، وأن أكثر الناس لا يؤمنون، وأن واجب الدعاة الدأب في دعوتهم وطلب أسباب هدايتهم. فإنما مهمتهم هي البلاغ فحسب، والله يتولى حساب المعرضين في الآخرة، قال الله مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم: (فإن تولوا فإنما عليك البلاغ)(النحل: 82). وقال تعالى: (فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصيرٌ بالعباد)(آل عمران: 20).

قال القرطبي: " فإن تولوا أي أعرضوا عن النظر والاستدلال والإيمان؛ فإنما عليك البلاغ، أي ليس عليك إلا التبليغ، وأما الهداية فإلينا" !!..
الجامع لأحكام القرآن (10/161).

قال الشوكاني في سياق شرحه لقول الله تعالى: (فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب) (الرعد: 40): "أي: فليس عليك إلا تبليغ أحكام الرسالة، ولا يلزمك حصول الإجابة منهم، لما بلّغته إليهم، (وعلينا الحساب) أي: محاسبتهم بأعمالهم ومجازاتهم عليها، وليس ذلك عليك" !!..
فتح القدير (3/90) .
وقال تعالى: (فذكر إنما أنت مذكر *لست عليهم بمسيطر)(الغاشية: 21-22).

5)
وأكد نبينا صلى الله عليه وسلم وصحبه احترام النفس الإنسانية ، ففي الخبر أن سهل بن حنيف وقيس بن سعد كانا قاعدين بالقادسية، فمروا عليهما بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض، أي من أهل الذمة فقالا: إن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام. فقيل له: إنها جنازة يهودي؟! فقال: ((أليست نفساً)) ؟!!..
رواه البخاري ح (1313)، ومسلم ح (961).

< ملحوظة : حرف ح : اختصار لكلمة حديث رقم >

ومن تكريم الله للجنس البشري ما وهبه من العقل الذي يميز به بين الحق والباطل (وهديناه النجدين)(البلد: 10) ، وبموجبه وهبه الحرية والإرادة الحرة لاختيار ما يشاء (إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً)(الإنسان: 3) , (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)(يونس: 99).

وعليه فالإنسان يختار ما يشاء من المعتقد (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)(البقرة: 256) ، والله يتولى في الآخرة حسابه (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها)(الكهف: 29).

قال ابن كثير : "أي لا تُكرِهوا أحدًا على الدخول في دين الإسلام، فإنه بَيِّن واضح، جلي دلائله وبراهينه، لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه، بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته؛ دخل فيه على بينة، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره؛ فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرهاً مقسوراً" !!..
تفسير القرآن العظيم (1/416).

ويقول تعالى: (قل الله أعبد مخلصاً له ديني * فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين) (الزمر: 14- 15)، ويقول: (وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون * الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون)(الحج: 68-69).

وقد امتثل سلفنا هدي الله، فلم يلزموا أحداً بالإسلام إكراهاً، ومن ذلك أن عمر بن الخطاب قال لعجوز نصرانية: أسلمي تسلمي، إن الله بعث محمداً بالحق قالت: أنا عجوز كبيرة، والموت أقرب إليّ! فقال عمر: اللهم اشهد، وتلا: (لا إكراه في الدين)(البقرة: 256).
المحلى (11/196).

6)
والإيمان ابتداء هو عمل قلبي، فليس بمؤمن مَن لم ينطو قلبه على الإيمان، ولو نطق به كرهاً فإنه لا يغير في حقيقة قائله ولا حكمه، وعليه فالمكره على الإسلام لا يصح إسلامه، ولا تلزمه أحكامه في الدنيا، ولا ينفعه في الآخرة.

قال الإمام محمد بن الحسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة: "لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من خلفائه؛ أنه أجبر أحداً من أهل الذمة على الإسلام ... وإذا أكره على الإسلام من لا يجوز إكراهه كالذمي والمستأمن فأسلم؛ لم يثبت له حكم الإسلام حتى يوجد منه ما يدل على إسلامه طوعاً؛ مثل أن يثبت على الإسلام بعد زوال الإكراه عنه، وإن مات قبل ذلك فحكمه حكم الكفار، وإن رجع إلى دين الكفر لم يجز قتله ولا إكراهه على الإسلام .. ولنا أنه أكره على ما لا يجوز إكراهه عليه، فلم يثبت حكمه في حقه، كالمسلم إذا أكره على الكفر والدليل على تحريم الإكراه قول الله تعالى : (لا إكراه في الدين)(البقرة: 256)" !!..
السير الكبير (10/103).

وبمثله قال الفقيه الحنبلي ابن قدامة: "وإذا أكره على الإسلام من لا يجوز إكراهه كالذمي والمستأمن فأسلم؛ لم يثبت له حكم الإسلام حتى يوجد منه ما يدل على إسلامه طوعاً" !!..
المغني (9/29)، وانظر كشاف القناع للبهوتي (6/180).

وهذا ما حصل بالفعل زمن الحاكم بأمر الله الذي يصفه ترتون بالخبل والجنون، وقد كان من خبله أن أكره كثيرين من أهل الذمة على الإسلام، فسمح لهم الخليفة الظاهر بالعودة إلى دينهم، فارتد منهم كثير سنة 418هـ.
أهل الذمة في الإسلام، د. أ س ترتون (214).

ولما أُجبر على التظاهر بالإسلام موسى بن ميمون : فر إلى مصر، وعاد إلى دينه، ولم يعتبره القاضي عبد الرحمن البيساني مرتداً، بل قال: "رجل يُكره على الإسلام، لا يصح إسلامه شرعاً"، وعلق عليها الدكتور ترتون بقوله: "وهذه عبارة تنطوي على التسامح الجميل" !!..
أهل الذمة في الإسلام، د. أ س ترتون (214).

7)
وإذا لم يجبر الإسلام من تحت ولايته على الدخول فيه؛ فإنه يكون بذلك قد ترك الناس على أديانهم، وأول مقتضياته : الإعراض عن ممارسة الآخرين لعباداتهم، وضمان سلامة دور العبادة.

وهذا – بالفعل - ما ضمنه المسلمون في عهودهم التي أعطوها للأمم التي دخلت في ولايتهم أو عهدهم، فقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم لأهل نجران أماناً شمل سلامة كنائسهم وعدم التدخل في شؤونهم وعباداتهم ، وأعطاهم على ذلك ذمة الله ورسوله، يقول ابن سعد: "وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسقف بني الحارث بن كعب وأساقفة نجران وكهنتهم ومن تبعهم ورهبانهم: أن لهم ما تحت أيديهم من قليل وكثير، من بيعهم وصلواتهم ورهبانهم، وجوار الله ورسوله، لا يغير أسقف عن أسقفيته، ولا راهب عن رهبانيته، ولا كاهن عن كهانته" !!!..
الطبقات الكبرى (1/266)، وانظر كتاب الأموال، ابن زنجويه (2/449).

ووفق هذا الهدي السمح سار الخلفاء الراشدون من بعده صلى الله عليه وسلم ، فقد ضمن الخليفة عمر بن الخطاب نحوه في العهدة العمرية التي كتبها لأهل القدس، وفيها: "بسم الله الرحمن الرحيم ؛ هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان ، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ، ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أن لا تُسكن كنائسهم، ولا تُهدم، ولا يُنتقص منها ولا من حيزها ، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم .
ولا يُكرهون على دينهم، ولا يُضار أحد منهم .. وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين " !!..
تاريخ الطبري (4/449).

ويجدر هنا (والكلام للمؤلف) التنبيه إلى أن الصيغة التي أوردها ابن القيم رحمه الله للعهدة العمرية لا تصح، وقد نبه العلماء على ضعف سندها، فقال الألباني: " وإسناده ضعيف جداً من أجل يحيى بن عقبة، فقد قال ابن معين : ليس بشيء. وفي رواية : كذاب خبيث عدو الله. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم : يفتعل الحديث ". إرواء الغليل (5/104).

وبمثله كتب عمر لأهل اللُد.
تاريخ الطبري (4/449).

وبمثله أيضاً كتب عياض بن غنم رضي الله عنه لأهل الرقة، ولأسقف الرها !!..
انظر : فتوح البلدان (239).

وقد خاف عمر من انتقاض عهده من بعده فلم يُصلِّ في كنيسة القمامة !!..
(سُميت كذلك لأن اليهود كانوا يلقون في مكانها القذر قبل أن تطهره هيلانة أم الامبرطور قسطنطين، وتتخذه كنيسة. انظر: تاريخ ابن خلدون (1/435)) وذلك حين أتاها وجلس في صحنها، فلما حان وقت الصلاة قال للبترك: أريد الصلاة. فقال له البترك: صل موضعك. فامتنع عمر رضي الله عنه وصلى على الدرجة التي على باب الكنيسة منفرداً، فلما قضى صلاته قال للبترك: (لو صليتُ داخل الكنيسة أخذها المسلمون بعدي، وقالوا: هنا صلى عمر).
وكتب لهم أن لا يُجمع على الدرجة للصلاة، ولا يُؤذن عليها، ثم قال للبترك: أرني موضعاً أبني فيه مسجداً فقال: على الصخرة التي كلم الله عليها يعقوب، ووجد عليها دماً كثيراً، فشرع في إزالته" !!..
تاريخ ابن خلدون (2/266).

وقد نقل هذه الحادثة بإعجاب المستشرق درمنغم في كتابه "The live of Mohamet" فقال: "وفاض القرآن والحديث بالتوجيهات إلى التسامح، ولقد طبق الفاتحون المسلمون الأولون هذه التوجيهات بدقة، عندما دخل عمر القدس أصدر أمره للمسلمين أن لا يسببوا أي إزعاج للمسيحيين أو لكنائسهم، وعندما دعاه البطريق للصلاة في كنيسة القيامة امتنع، وعلل امتناعه بخشيته أن يتخذ المسلمون من صلاته في الكنيسة سابقة، فيغلبوا النصارى على الكنيسة"، ومثله فعل ب سميث في كتابه: "محمد والمحمدية" !!..
نقلاً عن التسامح والعدوانية، صالح الحصين، ص (120-121).

وحين فتح خالد بن الوليد دمشق كتب لأهلها : "بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق إذا دخلها أماناً على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وسور مدينتهم لا يهدم، ولا يسكن شيء من دورهم ، لهم بذلك عهد الله وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء والمؤمنين" !!..
رواه البلاذري في فتوح البلدان (166)، وانظر كتاب الأموال، ابن زنجويه (2/473).

وتضمن كتابه رضي الله عنه لأهل عانات عدم التعرض لهم في ممارسة شعائرهم وإظهارها: "ولهم أن يضربوا نواقيسهم في أي ساعة شاءوا من ليل أو نهار، إلا في أوقات الصلاة، وأن يخرجوا الصلبان في أيام عيدهم" !!..
رواه أبو يوسف في الخراج (175).

وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عماله: "لا تهدموا كنيسة ولا بيعة ولا بيت نار" !!..
رواه أبو عبيد في الأموال (138).

قال أبو الوليد الباجي: "إن أهل الذمة يُقرون على دينهم ويكونون من دينهم على ما كانوا عليه، لا يمنعون من شيءٍ منه في باطن أمرهم، وإنما يمنعون من إظهاره في المحافل والأسواق" !!..
المنتقى شرح موطأ مالك (2/178).

ويمتد أمان الذمي على ماله ، ولو كان خمراً أو خنزيراً ، وينقل الطحاوي إجماع المسلمين على حرية أهل الذمة في أكل الخنازير والخمر وغيره مما يحل في دينهم، فيقول: "وأجمعوا على أنه ليس للإمام منع أهل الذمة من شرب الخمر وأكل لحم الخنازير واتخاذ المساكن التي صالحوا عليها، إذا كان مِصراً ليس فيه أهل إسلام (أي في بلادهم التي هم فيها الكثرة)" !!..
اختلاف الفقهاء (233).

قال مالك: "إذا زنى أهل الذمة أو شربوا الخمر فلا يعرض لهم الإمام؛ إلا أن يظهروا ذلك في ديار المسلمين ويدخلوا عليهم الضرر؛ فيمنعهم السلطان من الإضرار بالمسلمين" !!..
التمهيد (14/392)، وانظر: أحكام أهل الذمة (1/317)، والمحلى (9/118)

< وأقول أنا أبو حب الله : وأرجو ألا يخلط البعض بفهمه السقيم أو جهله بين ذلك : وبين ما تواطأ عليه عدد ٌمن حكام البلاد الإسلامية وحكوماتها من السماح بالزنا جهارا ًفي شواطيء البلاد الإسلامية وفنادقها وشرب الخمر واكل الخنزير والتعامل بالربا إلخ تحت ستار السياحة وأهمية ذلك في الدخل القومي !!.. والصواب : أن ما حرمه الله تعالى على المسلم : فلا يفعله مع غير المسلم ولا يشاركه فيه ولا يُعينه عليه >

8)
وحين أخل بعض حكام المسلمين بهذه العهود اعتبر المسلمون ذلك ظلماً، وأمر أئمة العدل بإزالته وإبطاله، ومنه أن الوليد بن عبد الملك لما أخذ كنيسة يوحنا من النصارى قهراً، وأدخلها في المسجد، اعتبر المسلمون ذلك من الغصب، فلما ولي عمر بن عبد العزيز شكا إليه النصارى ذلك، فكتب إلى عامله يأمره برد ما زاد في المسجد عليهم، فاسترضاهم المسلمون، وصالحوهم، فرضوا !!..
رواه أبو عبيد في الأموال (223)، وانظره في فتوح البلدان (171-172).

كما شكا النصارى إلى عمر بن عبد العزيز في شأن كنيسة أخرى في دمشق كان بعض أمراء بني أمية أقطعها لبني نصر، فردها إليهم !!..
رواه أبو عبيد في الأموال (223)، وانظر الأموال، ابن زنجويه (1/388)، وفتوح البلدان (169).

9)
ومن أمارات تسامح المسلمين مع غيرهم أنهم لم يتدخلوا في الشؤون التفصيلية لهم ، ولم يجبروهم على التحاكم أمام المسلمين وإن طلبوا منهم الانصياع للأحكام العامة للشريعة المتعلقة بسلامة المجتمع وأمنه.

وينقل العيني عن الزهري قوله: "مضت السُنة أن يرد أهل الذمة في حقوقهم ومعاملاتهم ومواريثهم إلى أهل دينهم؛ إلا أن يأتوا راغبين في حكمنا، فنحكم بينهم بكتاب الله تعالى" !!..
عمدة القاري (16/161).

كما ينقل عن ابن القاسم: " إن تحاكم أهل الذمة إلى حاكم المسلمين ورضي الخصمان به جميعاً؛ فلا يحكم بينهما إلا برضا من أساقفهما، فإن كره ذلك أساقفهم فلا يحكم بينهم، وكذلك إن رضي الأساقفة ولم يرض الخصمان أو أحدهما لم يحكم بينهما" !!..
عمدة القاري (16/161).

وقد بين المرداوي المراد من التزام الأحكام الإسلامية فقال: "لا يجوز عقد الذمة إلا بشرطين : بذل الجزية والتزام أحكام الملة من جريان أحكام المسلمين عليهم .. يلزم أن يأخذوهم بأحكام المسلمين في ضمان النفس والمال والعرض وإقامة الحدود عليهم فيما يعتقدون تحريمه" !!..
الإنصاف (4/222).


وسنرى بعد قليل ٍ: اعترافات المنصفين من غير المسلمين أنفسهم عن دخول الأمم والشعوب من شرق العالم إلى غربه في الإسلام : طواعية ًلكماله ونقائه كونه الحق من لدن رب العالمين !!!..
حيث سنقرأ فيه مثلا ًقول ول ديورانت :
"وعلى الرغم من خطة التسامح الديني التي كان ينتهجها المسلمون الأولون، أو بسبب هذه الخطة اعتنق الدين الجديدَ معظمُ المسيحيين وجميع الزرادشتيين والوثنيين إلا عدداً قليلاً منهم .. واستحوذ الدين الإسلامي على قلوب مئات الشعوب في البلدان الممتدة من الصين وأندنوسيا إلى مراكش والأندلس، وتملك خيالهم، وسيطر على أخلاقهم، وصاغ حياتهم، وبعث آمالاً تخفف عنهم بؤس الحياة ومتاعبها" !!!..
قصة الحضارة (13/133).

يُـتبع بعد قليل ٍإن شاء الله ..

اخت مسلمة
12-24-2011, 09:43 PM
أَينَ صارَ بَهجَت صاحِب الموضوع يَاتَرى ..؟

إلى حب الله
12-24-2011, 09:47 PM
10)
وإن خير شاهد على التزام المسلمين بهذه المبادئ، تلك الشهادات التاريخية المتتابعة التي سجلها مؤرخو الغرب والشرق عن تسامي المسلمين عن إجبار أحد - ممن تحت سلطانهم – في الدخول في الإسلام.

يقول ول ديورانت: "لقد كان أهل الذمة، المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح، لا نجد لها نظيراً في البلاد المسيحية في هذه الأيام، فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائر دينهم، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم" !!..
قصة الحضارة (12/131).

ويقول: "وكان اليهود في بلاد الشرق الأدنى قد رحبوا بالعرب الذين حرروهم من ظلم حكامهم السابقين .. وأصبحوا يتمتعون بكامل الحرية في حياتهم وممارسة شعائر دينهم .. وكان المسيحيون أحراراً في الاحتفال بأعيادهم علناً، والحجاج المسيحيون يأتون أفواجاً آمنين لزيارة الأضرحة المسيحية في فلسطين .. وأصبح المسيحيون الخارجون على كنيسة الدولة البيزنطية، الذين كانوا يلقون صوراً من الاضطهاد على يد بطاركة القسطنطينية وأورشليم والاسكندرية وإنطاكيا، أصبح هؤلاء الآن أحراراً آمنين تحت حكم المسلمين" !!..
قصة الحضارة (12/132).

يقول توماس آرنولد : "لم نسمع عن أية محاولة مدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي" !!..
الدعوة إلى الإسلام (99).

وينقل معرب "حضارة العرب" قول روبرتسن في كتابه "تاريخ شارلكن": "إن المسلمين وحدهم الذين جمعوا بين الغيرة لدينهم وروح التسامح نحو أتباع الأديان الأخرى، وإنهم مع امتشاقهم الحسام نشراً لدينهم، تركوا مَن لم يرغبوا فيه أحراراً في التمسك بتعاليمهم الدينية" !!..
حاشية الصفحة 128 من كتاب "حضارة العرب" لغوستاف لوبون.

وينقل أيضاً عن الراهب ميشود في كتابه "رحلة دينية في الشرق" (ص 29) قوله: "ومن المؤسف أن تقتبس الشعوب النصرانية من المسلمين التسامح ، الذي هو آية الإحسان بين الأمم واحترام عقائد الآخرين وعدم فرض أي معتقد عليهم بالقوة" !!..
حاشية الصفحة 128 من كتاب "حضارة العرب" لغوستاف لوبون.

وينقل ترتون في كتابه "أهل الذمة في الإسلام" شهادة البطريك " عيشو يابه " الذي تولى منصب البابوية حتى عام 657م:" إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم يعاملوننا كما تعرفون. إنهم ليسوا بأعداء للنصرانية ، بل يمتدحون ملتنا ، ويوقرون قديسينا وقسسنا، ويمدون يد العون إلى كنائسنا وأديرتنا " !!..
أهل الذمة في الإسلام (159).

ويقول المفكر الأسباني بلاسكوا أبانيز في كتابه "ظلال الكنيسة"(ص 64) متحدثاً عن الفتح الإسلامي للأندلس: "لقد أحسنت أسبانيا استقبال أولئك الرجال الذين قدموا إليها من القارة الإفريقية، وأسلمتهم القرى أزمتها بغير مقاومة ولا عداء، فما هو إلا أن تقترب كوكبة من فرسان العرب من إحدى القرى؛ حتى تفتح لها الأبواب وتتلقاها بالترحاب .. كانت غزوة تمدين، ولم تكن غزوة فتح وقهر .. ولم يتخل أبناء تلك الحضارة زمناً عن فضيلة حرية الضمير، وهي الدعامة التي تقوم عليها كل عظمة حقة للشعوب، فقبلوا في المدن التي ملكوها كنائس النصارى وبيع اليهود، ولم يخشَ المسجد معابد الأديان التي سبقته، فعرف لها حقها، واستقر إلى جانبها، غير حاسد لها، ولا راغب في السيادة عليها" !!..
فن الحكم في الإسلام، مصطفى أبو زيد فهمي (387).

ويقول المؤرخ الإنجليزي السير توماس أرنولد في كتابه "الدعوة إلى الإسلام": " لقد عامل المسلمون الظافرون العرب المسيحيين بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة ، واستمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة ، ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام قد اعتنقته عن اختيار وإرادة حرة ، وإن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين لشاهد على هذا التسامح " !!..
الدعوة إلى الإسلام (51).

وتقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه : "العرب لم يفرضوا على الشعوب المغلوبة الدخول في الإسلام، فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين لاقوا قبل الإسلام أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها؛ سمح لهم جميعاً دون أي عائق يمنعهم بممارسة شعائر دينهم، وترك المسلمون لهم بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم دون أن يمسوهم بأدنى أذى، أو ليس هذا منتهى التسامح؟ أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال؟ ومتى؟" !!..
شمس العرب تسطع على الغرب (364).

يقول المـؤرخ الإسباني أولاغي: "فخلال النصف الأول من القرن التـاسع كـانت أقـلية مسيحية مهمة تعيش في قرطبة وتمارس عبادتها بحرية كاملة" !!..

يقـول القس إيِلُوج : "نعيش بينهم دون أنْ نتعرض إلى أيّ مضايقات، في ما يتعلق بمعتقدنا" !!..
حوار الثقافات في الغرب الإسلامي، سعد بوفلاقة (14).

بل ينقل المؤرخون الغربيون باستغراب بعض الحوادث الغريبة المشينة في تاريخنا، وهي على كل حال تنقض ما يزعمه الزاعمون المفترون على الإسلام، تقول المؤرخة زيغرد: "لقد عسّر المنتصرون على الشعوب المغلوبة دخول الإسلام حتى لا يقللوا من دخلهم من الضرائب التي كان يدفعها مَن لم يدخل في الإسلام" !!..
شمس العرب تسطع على الغرب (365).

ويقول ول ديورانت في سياق حديثه عن الخليفة عمر بن عبد العزيز في كتابه قصة الحضارة: "وبينما كان أسلافه من خلفاء الأمويين لا يشجعون غير المسلمين في بلاد الدولة على اعتناق الإسلام، حتى لا تقل الضرائب المفروضة عليهم، فإن عمر قد شجع المسيحيين، واليهود، والزرادشتيين على اعتناقه، ولما شكا إليه عماله القائمون على شؤون المال من هذه السياسة ستفقر بيت المال أجابهم بقولهِ: (والله لوددت أن الناس كلهم أسلموا، حتى نكون أنا وأنت حراثين نأكل من كسب أيدينا)" !!..

ويبين لنا توماس أرنولد أن خراج مصر كان على عهد عثمان اثنا عشر مليون دينار، فنقص على عهد معاوية حتى بلغ خمسة ملايين < أقول أنا أبو حب الله : أي أن الزيادة في دخول الإسلام في مدة هذه السنوات القلائل : زادت عن الـ 215 % تقريبا ً!!! > ، ومثله كان في خراسان، فلم يسقط بعض الأمراء الجزية عمن أسلم من أهل الذمة < أقول : وهذا جنس ما حذر منه رسول الله وهو انفتاح زهرة الدنيا على المسلمين > ، ولهذا السبب عزل عمر بن عبد العزيز واليه على خراسان الجراح بن عبد الله الحكمي ، وكتب: "إن الله بعث محمداً هادياً ولم يبعثه جابياً" !!..
طبقات ابن سعد (5/283)، والدعوة إلى الإسلام لأرنولد (93).

11)
فإذا كان الحال كما عرفنا، فما السر في تقبل الشعوب للإسلام وإقبالها عليه؟

ينقل الخربوطلي عن المستشرق دوزي في كتابه "نظرات في تاريخ الإسلام" قوله: "إن تسامح ومعاملة المسلمين الطيبة لأهل الذمة أدى إلى إقبالهم على الإسلام وأنهم رأوا فيه اليسر والبساطة مما لم يألفوه في دياناتهم السابقة " !!!..
الإسلام وأهل الذمة (111)

ويقول غوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب" : " إن القوة لم تكن عاملاً في انتشار القرآن ، فقد ترك العربُ : المغلوبين : أحراراً في أديانهم .. فإذا حدث أن انتحل بعض الشعوب النصرانية الإسلام واتخذ العربية لغة له؛ فذلك لما كان يتصف به العرب الغالبون من ضروب العدل الذي لم يكن للناس عهد بمثله، ولما كان عليه الإسلام من السهولة التي لم تعرفها الأديان الأخرى" !!..
حضارة العرب (127).

ويقول: "وما جهله المؤرخون من حلم العرب الفاتحين وتسامحهم كان من الأسباب السريعة في اتساع فتوحاتهم وفي سهولة اقتناع كثير من الأمم بدينهم ولغتهم .. والحق أن الأمم لم تعرف فاتحين رحماء متسامحين مثل العرب ، ولا ديناً سمحاً مثل دينهم " !!..
حضارة العرب (605).

ويوافقه المؤرخ ول ديورانت فيقول: "وعلى الرغم من خطة التسامح الديني التي كان ينتهجها المسلمون الأولون، أو بسبب هذه الخطة اعتنق الدين الجديدَ معظمُ المسيحيين وجميع الزرادشتيين والوثنيين إلا عدداً قليلاً منهم .. واستحوذ الدين الإسلامي على قلوب مئات الشعوب في البلدان الممتدة من الصين وأندنوسيا إلى مراكش والأندلس، وتملك خيالهم، وسيطر على أخلاقهم، وصاغ حياتهم، وبعث آمالاً تخفف عنهم بؤس الحياة ومتاعبها" !!..
قصة الحضارة (13/133).

ويقول روبرتسون في كتابه "تاريخ شارلكن": "لكنا لا نعلم للإسلام مجمعاً دينياً، ولا رسلاً وراء الجيوش، ولا رهبنة بعد الفتح، فلم يُكره أحد عليه بالسيف ولا باللسان، بل دخل القلوب عن شوق واختيار، وكان نتيجة ما أودع في القرآن من مواهب التأثير والأخذ بالأسباب " !!..
روح الدين، عفيف طبارة (412).

ويقول آدم متز: "ولما كان الشرع الإسلامي خاصاً بالمسلمين، فقد تركت الدولة الإسلامية أهل الملل الأخرى وبين محاكمهم الخاصة بهم، والذي نعلمه من أمر هذه المحاكم أنها كانت محاكم كنسية، وكان رؤساء المحاكم الروحيون يقومون فيها مقام كبار القضاة أيضاً، وقد كتبوا كثيراً من كتب القانون، ولم تقتصر أحكامهم على مسائل الزواج، بل كانت تشمل إلى جانب ذلك مسائل الميراث وأكثر المنازعات التي تخص المسيحيين وحدهم مما لا شأن للدولة به" !!..
الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري (2/93).

ويقول أيضاً: "أما في الأندلس، فعندنا من مصدر جدير بالثقة أن النصارى كانوا يفصلون في خصوماتهم بأنفسهم، وأنهم لم يكونوا يلجؤون للقاضي إلا في مسائل القتل" !!..
الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري (2/95).

لكن الخربوطلي ينقل عن الدكتور فيليب في كتابه "تاريخ العرب" حديثه عن رغبة أهل الذمة في التحاكم إلى التشريع الإسلامي، واستئذانهم للسلطات الدينية في أن تكون مواريثهم حسب ما قرره الإسلام !!..
الإسلام وأهل الذمة، الخربوطلي (119).

12)
أمر الله في القرآن الكريم المسلمين ببر مخالفيهم في الدين، الذين لم يتعرضوا لهم بالأذى والقتال، فقال: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)(الممتحنة: 8).

قال الطبري: "عنى بذلك لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين من جميع أصناف الملل والأديان أن تبروهم وتصلوهم وتقسطوا إليهم .. وقوله: (إن الله يحب المقسطين) يقول : إن الله يحب المنصفين الذين ينصفون الناس ويعطونهم الحق والعدل من أنفسهم، فيبرون من برهم، ويحسنون إلى من أحسن إليهم" !!..
جامع البيان (12/62).

والبر أعلى أنواع المعاملة ، فقد أمر الله به في باب التعامل مع الوالدين ، وقد وضحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ((البر حُسن الخلق)) !!..
رواه مسلم ح (2553).

قال القرافي وهو يُعدد صوراً للبر أ ُمر بها المسلم تجاه أهل الذمة: "ولين القول على سبيل اللطف لهم والرحمة، لا على سبيل الخوف والذلة، واحتمال إذايتهم في الجوار مع القدرة على إزالته، لطفاً منا بهم، لا خوفاً وتعظيماً ، والدعاء لهم بالهداية، وأن يُجعلوا من أهل السعادة، نصيحتهم في جميع أمور دينهم، وحفظ غيبتهم إذا تعرض أحد لأذيتهم .. وكل خير يحسُن من الأعلى مع الأسفل أن يفعله، ومن العدو أن يفعله مع عدوه، فإن ذلك من مكارم الأخلاق .. نعاملهم – بعد ذلك بما تقدم ذكره - امتثالاً لأمر ربنا عز وجل وأمر نبينا صلى الله عليه وسلم" !!..
الفروق (3/21-22).
وقد بين رحمه الله في كلام ٍنفيس ٍله أيضا ً: ضوابط المعاملة مع غير المسلمين، وما يجوز منها وما لا يجوز، فليُرجع إليه.

يُـتبع بعد قليل ٍإن شاء الله ..

إلى حب الله
12-24-2011, 11:19 PM
13)
وقد تجلى حسن الخلق عند المسلمين في تعاملهم مع غيرهم في كثير من تشريعات الإسلام التي أبدعت الكثير من المواقف الفياضة بمشاعر الإنسانية والرفق.

فقد أوجب الإسلام حسن العشرة وصلة الرحم حتى مع الاختلاف في الدين ، فقد أمر الله بحسن الصحبة للوالدين وإن جهدا في رد ابنهما عن التوحيد إلى الشرك، فإن ذلك لا يقطع حقهما في بره وحسن صحبته: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً)(لقمان: 15).

قال ابن كثير: "إن حرصا عليك كل الحرص، على أن تتابعهما على دينهما؛ فلا تقبل منهما ذلك، ولا يمنعك ذلك أن تصاحبهما في الدنيا (معروفاً) أي محسناً إليهما" !!..
تفسير القرآن العظيم (3/446).

وقد جاءت أسماء بنت الصديق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول: يا رسول الله! إن أمي قدمت علي وهي راغبة (وكانت مشركة آنذاك في عهد قريش) أفأصلها ؟ قال: نعم صليها " !!..
رواه البخاري ح (2620)، ومسلم (رقم 1003).

قال الخطابي: "فيه أن الرحم الكافرة توصل من المال ونحوه كما توصل المسلمة، ويستنبط منه وجوب نفقة الأب الكافر والأم الكافرة؛ وإن كان الولد مسلماً" !!..
فتح الباري (5/234).

قال محمد بن الحسن: "يجب على الولد المسلم نفقة أبويه الذميين لقوله تعالى: (وصاحبهما في الدنيا معروفاً)(لقمان: 15)، وليس من المصاحبة بالمعروف أن يتقلب في نعم الله، ويدعهما يموتان جوعاً، والنوازل والأجداد والجدات من قبل الأب والأم بمنزلة الأبوين في ذلك، استحقاقهم باعتبار الولاد بمنزلة استحقاق الأبوين" !!..
المبسوط (4/105).

وفي مثل آخر لصلة الرحم – وإن كانت كافرة - يقول عبد الله بن مروان: قلت لمجاهد: إن لي قرابة مشركة، ولي عليه دين، أفأتركه له (أي أ ُسامحه فيه لوجه الله) ؟ قال: نعم : وصِله !!!..
رواه أبو عبيد في الأموال (804).

ويمتد البر وصلة الرحم بالمسلم حتى تبلغ الرحم البعيدة التي مرت عليها المئات من السنين، فها هو صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بأهل مصر خيراً ، براً وصلة لرحم قديمة تعود إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام، حيث قال صلى الله عليه وسلم : ((إنكم ستفتحون مصر .. فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها؛ فإن لهم ذِمة ورحِماً)) !!..
رواه مسلم ح (2543).

قال النووي تعليقا ًعلى الحديث : " وأما الذمة فهي الحُرمة والحق , وهي هنا بمعنى الذمام ، وأما الرحم فلكون هاجر أم إسماعيل منهم" !!..
شرح النووي على صحيح مسلم (16/97).

ومن البر وصلة الأرحام عيادة المريض ، فقد عاد النبي صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب في مرضه !!..
رواه أحمد ح (2009) ، والترمذي ح (3232).

وعاد أيضاً جاراً له من اليهود في مرضه، فقعد عند رأسه !!..
رواه البخاري ح (1356).

ومن صور البر التي تهدف إلى كسب القلوب واستلال الشحناء؛ الهدية، وقد أهدى النبي صلى الله عليه وسلم إلى مخالفيه في الدين، من ذلك ما رواه ابن زنجويه أن رسول الله أهدى إلى أبي سفيان تمر عجوة، وهو بمكة، وكتب إليه يستهديه أدماً، فأهدى إليه أبو سفيان !!..
رواه ابن زنجويه في كتاب الأموال (2/589).

وقبِل صلى الله عليه وسلم في خيبر هدية زينب بنت الحارث اليهودية، لكنها هدية غدر لا مودة، فقد أهدت له شاة مشوية دست له فيها السم !!..
رواه البخاري ح (2617)، ومسلم (2190).

وفي مرة أخرى دعا يهودي النبي صلى الله عليه وسلم إلى خبز شعير وإهالة سنخة، فأجابه صلى الله عليه وسلم !!..
رواه أحمد ح (12789).

< أقول أنا أبو حب الله : الحديث بهذا اللفظ شاذ كما أخبر الشيخ الألباني رحمه الله في إرواء الغليل 35 - والصواب ما جاء في البخاري وغيره أن النبي أخذ من اليهودي شعيرا ًلأهله ورهنه درعه بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه >

كما قبِل النبي صلى الله عليه وسلم هدايا الملوك إليه، فقِبل هدية المقوقس، وهدية ملك أيلة أكيدر، وهدية كسرى !!..
انظر البخاري ح (1482)، وأحمد ح (749).

قال ابن قدامة : "ويجوز قبول هدية الكفار من أهل الحرب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قبل هدية المقوقس صاحب مصر" !!..
المغني (9/262) وانظر: كتاب الأموال، ابن زنجويه (2/590).

وأهدى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه حُلّةً ثمينة، فأهداها عمر رضي الله عنه أخيه بمكة كان يومئذ مشركاً !!..
البخاري ح (886)، ومسلم ح (2086).

قال النوويّ: "وفي هذا دليل لجواز صلة الأقارب الكفار , والإحسان إليهم, وجواز الهدية إلى الكفار" !!..
شرح النووي على صحيح مسلم (14/39).

ويروي البخاري في الأدب المفرد عن مجاهد أنه سمع عبد الله بن عمرو رضي الله عنه يقول لغلام له يسلخ شاة: يا غلام إذا فرغت فابدأ بجارنا اليهودي. فقال رجل من القوم : اليهودي أصلحك الله!؟ فقال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار، حتى خشينا أنه سيورثه !!..
رواه البخاري في الأدب المفرد ح (95)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد ح (72).

وحين تحدث الفقهاء عن حقوق الضيف رأوا وجوبها لكل ضيف، سواء كان مسلماً أم غير مسلم، قال أبو يعلى: "وتجب الضيافة على المسلمين للمسلمين والكفار لعموم الخبر، وقد نص عليه أحمد في رواية حنبل، وقد سأله إن أضاف الرجل ضيفان من أهل الكفر؟ فقال: قال صلى الله عليه وسلم : ((ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم))، دل على أن المسلم والمشرك مضاف .. يعم المسلم والكافر" !!..
الأحكام السلطانية (158)، والحديث رواه أبو داود ح (3750)، وابن ماجه ح (3677)، وأحمد ح (16720).

ومن حق الضيافة إكرام الضيف على قدر الاستطاعة ، وقد صنعه النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه عدي بن حاتم، يقول عدي: "أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد، فقال القوم: هذا عدي بن حاتم. وجئتُ بغير أمان ولا كتاب، فلما دُفعتُ إليه أخذ بيدي .. حتى أتى بي داره، فألقت له الوليدة وسادة، فجلس عليها" !!!..
رواه الترمذي ح (2954)، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي ح (2353).

ومن أعظم أنواع البر وصوره؛ دعاءُ النبي صلى الله عليه وسلم لغير المسلمين، وهو بعض رحمته صلى الله عليه وسلم للعالمين، ومنه دعاؤه لقبيلة دوس ، وقد قدم عليه الطفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه فقالوا: يا رسول الله إن دوساً قد كفرت وأبت ؛ فادع الله عليها، فقيل : هلكت دوس - أي ستهلك بدعائه عليها - فقال صلى الله عليه وسلم : ((اللهم اهد دوساً، وائت بهم)) !!..
رواه البخاري ح (2937)، ومسلم ح (2524).

ولما قيل له صلى الله عليه وسلم في موطن آخر: يا رسول اللّه، ادع على المشركين .. قال: ((إنّي لم أبعث لعّاناً، وإنّما بعثت رحمةً)) !!!..
رواه مسلم ح (2599).

< أقول أنا أبو حب الله : والأمر ليس بإطلاق : بل دعا رسول الله على مَن بلغ بهم الكفر والفـُحش والغدر مبلغه : وذلك كما دعا في مكة على سبعة نفر بأسمائهم : فقتلوا في بدر !!.. وكما دعا على قتلة السبعين من القراء >

14)
إن من أهم المُثل ومكارم الأخلاق التي جاء الإسلام لحمايتها وتتميمها؛ العدل، والعدل غاية قريبة ميسورة إذا كان الأمر متعلقاً بإخوة الدين أو النسب، وغيرها مما يتعاطف له البشر.

لكن صِدق هذه الخُلة إنما يَظهر إذا تباينت الأديان وتعارضت المصالح، وهو ما يعنينا في هذا المبحث، فما هو حكم الإسلام في العدل مع غير المسلمين، وهل حقق المسلمون ما دعاهم إليه دينهم أم خالفوه؟

لقد أمر القرآن الكريم بالعدل، وخصَّ - بمزيد تأكيده – على العدل مع المخالفين الذين قد يظلمهم المرء بسبب الاختلاف والنفرة، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)(المائدة: 8).

قال القرطبي: "ودلت الآية أيضاً على أن كفر الكافر لا يمنع من العدل عليه، وأن يُقتصر بهم على المستحق من القتال والاسترقاق، وأن المُثلة بهم غير جائزة ، وإن قتلوا نساءنا وأطفالنا، وغمّونا بذلك؛ فليس لنا أن نقتلهم بمثله قصداً لإيصال الغم والحزن إليهم " !!..
الجامع لأحكام القرآن (6/110).

وقال البيضاوي: "لا يحملنكم شدة بغضكم للمشركين على ترك العدل فيهم، فتعتدوا عليهم بارتكاب ما لا يحل، كمُثلة وقذف وقتل نساء وصِبية ونقض عهد، تشفياً مما في قلوبكم (اعدلوا هو أقرب للتقوى) أي: العدل أقرب للتقوى" !!..
مواهب الجليل (137).

وأعلم الله تعالى المؤمنين بمحبته للذين يعدلون في معاملتهم مع مخالفيهم في الدين الذين لم يتعرضوا لهم بالأذى والقتال، فقال: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) (الممتحنة: 8). فالعدل مع الآخرين مُوجب لمحبة الله.

وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من ظلم أهل الذمة وانتقاص حقوقهم، وجعل نفسه الشريفة خصماً للمعتدي عليهم، فقال: ((مَن ظلم معاهداً أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس؛ فأنا حجيجه يوم القيامة)) !!..
رواه أبو داود ح (3052)، و نحوه في سنن النسائي ح (2749)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود ح (2626).

وأكد أن ظلم غير المسلم مُوجب لانتقام الله الذي يقبل شكاته ودعوته على ظالمه المسلم ، فقال صلى الله عليه وسلم ((اتقوا دعوة المظلوم - وإن كان كافرًا - فإنه ليس دونها حجاب)) !!..
رواه أحمد ح (12140).

15)
أما منتهى الظلم وأشنعه، فهو قتل النفس بغير حق، لهذا جاء فيه أشد الوعيد وأعظمه، يقول صلى الله عليه وسلم : ((مَن قتل معاهَداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً)) !!..
رواه البخاري ح (3166).

قال ابن حجر: "المراد به مَن له عهد مع المسلمين، سواء كان بعقد جزية أو هدنة من سلطان أو أمان من مسلم" !!..
فتح الباري (12/259).

ومن الطريف أن الخوارج الذين استباحوا دماء المسلمين وأوغلوا فيها توقفوا عن قتل أهل الذمة خشية نقض عهدهم !!!.. قال ابن حجر: "الخوارج لما حكموا بكفر من خالفهم : استباحوا دماءهم، وتركوا أهل الذمة فقالوا: نفي لهم بعهدهم" !!!!!!..
فتح الباري (12/302).

وقال صلى الله عليه وسلم : ((أيما رجل أمّن رجلاً على دمه، ثم قتله، فأنا من القاتل بريء، وإن كان المقتول كافراً)) !!..
رواه ابن حبان ح (5982)، والبيهقي في السنن ح (9/142)، والطبراني في معجمه الأوسط (4252).

قال ابن القيم: " المُستأمن يحرُم قتله، وتـُضمن نفسه، ويُقطع بسرقة ماله (أي تـُقطع يد سارقه كالمسلم " !!!..
أحكام أهل الذمة (2/ 737).

ويقول القرطبي: "الذمي مَحقون الدم على التأبيد، والمسلم كذلك، وكلاهما قد صار من أهل دار الإسلام، والذي يحقِق ذلك: أنّ المسلم يقطع بسرقة مال الذمي، وهذا يدل على أنّ مال الذمي قد ساوى مال المسلم، فدل على مساواته لدمه، إذ المال إنّما يحرم بحرمة مالكه" !!..
الجامع لأحكام القرآن (2/246).

ويروي عبد الرزاق عن إبراهيم النخعي أن رجلاً مسلماً قتل رجلاً من أهل الذمة من أهل الحيرة على عهد عمر، فأقاد منه عمر !!..
رواه عبد الرزاق في مصنفه (10/101).

ويروي الشافعي في مسنده أن رجلاً من المسلمين أُخذ على عهد عليّ رضي الله عنه وقد قتل رجلاً من أهل الذمة، فحكم عليه بالقصاص، فجاء أخو المقتول، واختار الدية بدلاً عن القود، فقال له علي: "لعلهم فرقوك أو فزّعوك أو هددوك؟" فقال: لا ، بل قد أخذت الدية، ولا أظن أخي يعود إليّ بقتل هذا الرجل، فأطلق عليّ القاتل، وقال: "أنت أعلم، من كانت له ذمتنا، فدمه كدمنا، وديته كديتنا" !!..
رواه الشافعي في مسنده (1/344)، والبيهقي في السنن (8/34).

ويُحدث ميمون بن مهران أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى بعض أمرائه في مسلم قتل ذميّاً، فأمره أن يدفعه إلى وليه، فإن شاء قتله، وإن شاء عفا عنه. يقول ميمون: فدفع إليه، فضرب عنقه، وأنا أنظر !!..
رواه عبد الرزاق في مصنفه (10/101).

ولئن اختلف الفقهاء في مسألة قتل المسلم بالذمي؛ فإنهم لم يختلفوا في عظم الجناية وشناعة الفعل، كما لم يختلفوا في وجوب العدل مع مخالفيهم في الدين ووجوب كف الأذى والظلم عنهم.
قال صلى الله عليه وسلم : ((إن الله عز وجل لم يُحِلَّ لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا بإذن ، ولا ضَرْبَ نسائهم ، ولا أكلَ ثمارهم : إذا أعطوكم الذي عليهم)) !!..
رواه أبو داود ح (3050)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ح (882).

قال القرافي: "عقد الذمة يوجب حقوقاً علينا لهم، لأنهم في جوارنا وفي خفارتنا وذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم ودين الإسلام، فمن اعتدى عليهم ولو بكلمة سوء أو غيبة في عِرْض أحدهم، أو نوع من أنواع الأذية، أو أعان على ذلك؛ فقد ضيع ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم وذمة دين الإسلام" !!!..
الفروق (3/20).

16)
وشواهد عدل المسلمين مع أهل ذمتهم كثيرة، منها العدل معهم في خصومتهم مع الخلفاء والأمراء، ومنه خصومة الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع يهودي في درعه التي فقدها ثم وجدها عند يهودي، فاحتكما إلى شريح القاضي، فحكم بها لليهودي، فأسلم اليهودي وقال: "أما إني أشهد أن هذه أحكام أنبياء! أمير المؤمنين يدينني إلى قاضيه، فيقضي لي عليه! أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، الدرع درعك يا أمير المؤمنين، اتبعت الجيش وأنت منطلق من صفين، فخرجت من بعيرك الأورق". فقال علي رضي الله عنه: أما إذ أسلمت فهي لك !!..
حلية الأولياء (4/141)، والبداية والنهاية (8/4 - 5).

ومن عجيب الأخبار، أخبار عدل الخلفاء مع أهل ذمة الله ورسوله والمؤمنين ؛ أن عمير بن سعد رضي الله عنه ترك ولاية حمص لإساءته إلى ذمي !!.. فقد قال للخليفة مستعتباً عن الرجوع إلى الإمارة: (إن ذلك لسيء، لا عملت لك، ولا لأحد بعدك، والله ما سلِمت، بل لم أسلم، قلت لنصراني: أخزاك الله، فهذا ما عرضتني به يا عمر، وإن أشقى أيامي يوماً خلفت معك يا عمر)، ولم يجد الخليفة بُداً من قبول هذه الاستقالة، فتقبلها على مضض وهو يقول: (وددت أن لي رجلاً مثل عمير بن سعد استعين به على أعمال المسلمين) !!!..
القصة رواها الطبراني في معجمه الكبير (17/52)، وأبو نعيم في الحلية (1/248)، قال الهيثمي: " رواه الطبراني، وفيه عبد الملك بن إبراهيم بن عنترة، وهو متروك ". مجمع الزوائد (9/383)، ويشهد له خبر ابن عساكر الآتي.

وفي تاريخ دمشق أن عميراً رضي الله عنه قال للخليفة عمر: "فما يؤمنني أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم خصمي يوم القيامة، ومَن خاصمه (أي النبي يوم القيامة :) خصمه " !!!..
ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق (46/493)، والمتقي الهندي في كنز العمال ح (37446)

ولما ولي أمير العدل عمر بن عبد العزيز أمر مناديه أن ينادي: ألا من كانت له مظلمة فليرفعها، فقام إليه رجل ذمي يشكو الأمير العباس بن الوليد بن عبد الملك في ضيعة له أقطعها الوليد لحفيده العباس، فحكم له الخليفة بالضيعة، فردها عليه !!!..
انظر: صفة الصفوة (2/115- 116)، والبداية والنهاية (9/213-214).

بل :
وفي أحيان أخرى لم يأخذ المسلمون العدل من خصومهم، بل عفوا وتجاوزوا كما جرى زمن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حين نقض أهل بعلبك عهدهم مع المسلمين، وفي أيدي المسلمين رهائن من الروم، فامتنع المسلمون من قتلهم، ورأوا جميعاً تخلية سبيلهم، وقالوا:
"وفاء بغدر : خير من غدر بغدر" !!.. قال هشام: وهو قول العلماء، الأوزاعي وغيره !!..
رواه أبو عبيد في الأموال (236)، والبلاذري في فتوح البلدان (217).

يُـتبع إن شاء الله :
ومع بعض صور الظلم التي وقعت من جانب بعض حكام المسلمين لغير المسلمين : فاستشنعها العامة والعلماء والفقهاء ودونوها حتى جاء الله بإصلاحها ..
يرويها لنا الكاتب بحيادية وواقعية طرح جزاه الله خيرا ً...

إلى حب الله
12-25-2011, 01:05 AM
17)
ولم يخلُ تاريخنا - على وضاءته - من بعض المظالم التي وقعت للمسلمين ولغيرهم، وقد استنكرها فقهاء الإسلام، ورأوا فيها جوراً وخروجاً عن رسوم الشريعة، ومنه أن هشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنه مرّ على أناس من الأنباط بالشام قد أقيموا في الشمس، فقال: ما شأنهم؟ قالوا: حبسوا في الجزية، فقال هشام: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا)). قال: وأميرهم يومئذ عمير بن سعد على فلسطين، فدخل عليه، فحدثه، فأمر بهم فخُلوا !!!..
رواه مسلم ح (2613).

ولما خاف الخليفة الوليد بن يزيد من نصارى قبرص أجلاهم منها، فاستفظع المسلمون ذلك، واعتبروه من الظلم ، يقول إسماعيل بن عياش : "فاستفظع ذلك المسلمون، واستعظمه الفقهاء، فلما ولي يزيد بن الوليد ردهم إلى قبرص ، فاستحسن المسلمون ذلك من فعله، ورأوه عدلاً" !!..
فتوح البلدان (213-214)، وانظر الأموال، ابن زنجويه (1/425).

كما حطَّ عمر بن عبد العزيز عن أهل قبرص ألف دينار كان قد زادها عبد الملك عما في عهد معاوية رضي الله عنه لهم، ثم ردها عليهم هشام بن عبد الملك، فلما كانت خلافة أبي جعفر المنصور أسقطها عنهم، وقال: "نحن أحق من أنصفهم، ولم نتكثر بظلمهم" !!!..
فتوح البلدان (211).

ومثله صنع الأوزاعي فقيه الشام حين أجلى الأمير صالح بن عليٍّ بن عبد الله بن عباس أهل ذمة من جبل لبنان، فكتب إليه الأوزاعي: "فكيف تؤخذ عامة بذنوب خاصة، حتى يُخرَجوا من ديارهم وأموالهم؟ وحكم الله تعالى: (ألا تزر وازرة وزر أخرى)(النجم: 38)، وهو أحق ما وقف عنده واقتدي به ، وأحق الوصايا أن تحفظ وترعى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قال: ((من ظلم ذميًا أو كلَّفه فوق طاقته فأنا حجيجه)) ... فإنهم ليسوا بعبيد، فتكونَ في حِلٍ من تحويلهم من بلد إلى بلد، ولكنهم أحرار أهلُ ذمة" !!!..
رواه أبو عبيد في الأموال )247-248)، انظر: فتوح البلدان للبلاذري (222).

وما زال العلماء والخلفاء يتواصون بحقوق الذمة، كل ٌيحذر أن تخفر ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم وهو شاهد، لأجل ذلك حرصوا على تفقد أحوالهم ومعرفة أمورهم، ومن ذلك أن وفداً من أهل الذمة جاء إلى عمر، قال عمر للوفد: (لعل المسلمين يفضون إلى أهل الذمة بأذى وبأمور لها ما ينتقضون بكم؟) فقالوا: ما نعلم إلا وفاء وحُسن ملكة" !!..
تاريخ الطبري (2/503).

ويُرسل عمر كتاباً إلى عامله أبي عبيدة، فيقول موصياً بأهل الذمة: "وامنع المسلمين من ظلمهم والإضرار بهم، وأكل أموالهم إلا بحلها، ووف لهم بشرطهم الذي شرطت لهم في جميع ما أعطيتهم" !!..
رواه البلاذري في فتوح البلدان (144).

ولما جاءه مال الجباية سأل رضي الله عنه عن مصدره مخافة العنت والمشقة على أهل الذمة، ففي الأثر عنه رضي الله عنه "أنه أتي بمال كثير، أحسبه قال: من الجزية. فقال: إني لأظنكم قد أهلكتم الناس؟ قالوا: لا، والله ما أخذنا إلا عفواً صفواً. < حيث الذي يؤخذ من الجزية يجب أن يكون عفوا ًأي : من الزائد عن حاجتهم : بعكس جباة الضرائب في كل زمان ٍومكان : لا يعنيهم إن كان المأخوذ هو العفو أم هو قوت الناس الضروري ! > قال: بلا سوط ولا نوط؟ قالوا: نعم. قال: الحمد لله الذي لم يجعل ذلك على يدي ولا في سلطاني " !!!..
رواه أبو عبيد في الأموال (91).

ولما جاء عمر رضي الله عنه إلى الشام تلقاه المقلسون من أهل أذرعات بالسيوف والريحان‏ يلعبون بين يديه.‏ فكره عمر لعبهم، وأمر بمنعهم‏.‏ فقال له أبو عبيدة‏:‏ يا أمير المؤمنين هذه سُنتهم، وإنك إن منعتهم منها : يروا أن في نفسك نقضاً لعهدهم‏.‏ فقال عمر‏:‏ دعوهم‏.
وفي رواية ابن زنجويه أنه قال: (دعوهم ، عمر وآل عمر في طاعة أبي عبيدة) !!!..
رواه أبو عبيد في الأموال (223)، وابن زنجويه في الأموال (1/386). والبلاذري في فتوح البلدان (179).

فقد كره رضي الله عنه مساءتهم، وأن يظنوا به النقض، فأذعن لقول أبي عبيدة.

ولما تدانى الأجل به رضي الله عنه : لم يفُته أن يوصي المسلمين برعاية أهل الذمة فقال: (أوصي الخليفة من بعدي بأهل الذمة خيراً، وأن يوفي لهم بعهدهم ، وأن يقاتلوا من ورائهم ، وألا يكلفوا فوق طاقتهم) !!!..
رواه البخاري ح (1392).

وأكتفي بهذا القدر الليلة من النقل من هذه الرسالة الكبيرة القيمة ..
---------
-------------
-----------------

وأما بالنسبة للرد على الزميل غير مستقر ..
ومحاولته تصوير رفض أهل السنة للشيعة وغيرهم من الفرق الضالة : على أنه من التعنت والتعصب والتشدد إلخ إلخ إلخ !!..
أقول :

1...
دل هذا الكلام أولا ًعلى أنك لا تعرف أصلا ًوصف كل فرقة ممَن ذكرت وإلا :
فبعضهم لا يمكن اجتماعه بحال ٍبالفعل في بلد ٍواحد !!!!..
لا قديما ً: ولا حديثا ًلو كنت تفقه شيئا ًفي الإسلام أو حتى تقرأ تاريخه !!!..

2...
فإذا أخذنا السنة والشيعة كمثال :
فبالله عليك ..
بأي عقل ٍتتخيل أن يعيش مجتمع بشقين :
>>
أحدهما هم صناعة القرآن والسنة ومدرسة النبي وجماعة الإسلام :
والآخر : صناعة الحقد اليهودي التحريفي : والكره المجوسي الانتقامي ؟!!!..
>>
أحدهما يُعظم زوجات النبي محمد : ويصفهمها بانهما أمهات المؤمنين بنص القرآن :
والآخر : يلعن بعضهن ويصفهن بالزنا وخيانة الرسول ... إلى آخر قذارات الشيعة والروافض ؟!
>>
أحدهما يعرف لله قدرا ًولا يُشرك فيما اختص به ذاته أحدا ً:
والآخر : يُعظم الأموات وخاصةً ءأمته الاثني عشر الذين هم منهم براء : وينسب لهم التحكم في مقادير الكون والعالم !!.. والمعرفة التامة بالغيب والاطلاع على اللوح المحفوظ !!.. والإحياء والإماتة !!.. إلى آخر كل هذه الكفريات والشركيات ؟!!!..
>>
أحدهما يُعظم صحابة النبي : والذي حفظ الله بهم القرآن " إنا نحن نزلنا الذكر : وإنا له لحافظون " .. والذين حفظ الله بهم سنة نبيه العدنان !!.. والذين جاهدوا لنشر هذا الدين في الشرق والغرب !!.. والذين ضحوا بالغالي والنفيس قبل الهجرة وبعدها !!.. والذين شهد الله تعالى لهم بالصلاح والرضا عنهم في القرآن :
والآخر : يسبهم ويلعن أكابرهم أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وأرضاهم !!!..
ويُكفرهم وسائر الصحابة ما عدا العدد القليل منهم بزعمه !!!..
>>
أحدهما يؤمن بالقرآن ويوقره ويوقر السنة ويرفع قدر علم الحديث الذي أسس لها وحفظها :
والآخر : يدعي نقص القرآن لخلوه من آيات الولاية المزعومة لعليّ رضي الله عنه وآله !!.. أو يدعي تحريفه أو زيادته .. إلى آخر هذا العته الذي أول ما يطعن : يطعن في تعهد حفظ الله للقرآن الذي بين أيدي ملايين البشر عبر القرون !!!..
ناهيك عن سفاهة علم الحديث لديهم وفتح باب الأكاذيب فيه على مصراعيها حتىزادت خرافاتهم حدا ًتضاءلت بجواره خرافات النصارى أنفسهم !!!..
>>
أحدهما يُعظم حُرمات الله وشرف المسلمات العفيفات وطهارة نسب المسلمين وحفظ أولادهم بتربيتهم في بيوت أهاليهم آباء ًوأمهاتٍ :
والآخر : يُبيح زواج المتعة الذي صار بتحريفاتهم على تحريفاتهم أشنع من الزنا نفسه !!!..
إذ الزنا معلوم ٌحرمته .. وأما هذا الزواج المزعوم : فيستحلونه بعدما جردوه من الإشهار والشهود وحتى العدة بين كل زنا وزنا أو طلاق أو موت زوج !!!..
حتى صاروا في بلادهم في إيران : يئنون من بلايا أبناء الزنا التي صارت تضاهي في بعض المدن لديهم : مدن أمريكا وأوروبا في الأعداد والأحوال المؤسفات !!!..
>>
أحدهما يُشنع على الكذب .. ويُحرمه ولا يستبيحه إلا في أضيق الحدود التي نص عليها الدين :
والآخر : اتخذ الكذب مطية لنشر مذهبه الباطل بين العوام والغافلين والمخدوعين وأسموه تقية !!!..
واعتبروه من لوازم وواجبات الدين عندهم !!!.. مَن لم يفعله يأثم !!!..
وبهذه المداراة والتلون والنفاق : خدعوا ما خدعوا حتى من الشيوخ والدعاة الذين سبقت حسن نيتهم أو جهلهم : قراءتهم لتحذيرات علماء الإسلام منهم ومن تاريخهم البغيض !!!..

والسؤال :
هل يتخيل عاقل أن يحيى مثل هذين النقيضين : معا ً؟!!!..
فبأي منطق يتخيل هذا المفتون المخدوع صحة هذا الكلام ؟!!!..

نعم ....
هناك درجات من الشيعة ..
بدءا ًممَن يؤلهون علي أو يدعون خطأ الرسالة أو حلول الله فيه !!!..
ومرورا ًبالاثنا عشرية والروافض الغلاة ...
ومعهم الكثير من الملل الكفرية الباطنية التي نبعها وأصلها هم الشيعة الروافض ..
وانتهاءً بأخفهم وطاة ًكالشيعة الزيدية أو حتى :
عوام الشيعة أو عوام الروافض الذين لا يدرون شيئا ًعن شيئ !!!..
وربما انتسبوا لتلك الفرق اسما ًفقط ...
وهؤلاء الأخيرين :
هم مَن لا يصنع وجودهم بين المسلمين السُـنة حزازيات ..

وإلى كل جاهل ببعض تاريخ القوم قديما ًوحديثا ً:
فهذه رسالة كنت ذكرتها هنا في المنتدى منذ فترة تفضح حقيقتهم :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=32287

نقرأ فيها بالوثائق كيف أن الشيعة الروافض دوما ًكانوا يكيدون للإسلام !
ولأهل السنة على الخصوص !!!.. بل :
ويوالون أهل الكفر من النصارى وغيرهم : لمحاربة المسلمين السُنة !!!!..

وقد كشف شيخ الإسلام (ابن تيمية) رحمه الله عن موقفهم هذا في أكثر من كتاب ٍوفتوى .. وذلك مثل ما جاء عنه في (مجموع الفتاوى – جـ 28، ص 336 – 337) بقوله :
" ... فالرافضة : يوالون من حارب أهل السنة والجماعة .. ويوالون التتار !!!.. ويوالون النصارى !!!.. وقد كان بالساحل بين الرافضة وبين الفرنج : مُهادنة !!!.. (وذلك وقت الحملات الصليبية في الشام) .. حتى صارت الرافضة : تحمل (أي بالسرقة) إلى قبرص : خيل المسلمين وسلاحهم !!!..
وغلمانَ السلطان !!!.. وغيرَهم من الجند والصبيان !!!.. وإذا انتصر المسلمون على التتار :
أقاموا المآتم والحزن !!!... وإذا انتصر التتار على المسلمين : أقاموا الفرح والسرور " !!..

أقول :
وما مساعدة إيران حاليا ًللنصارى (الأرمن) على احتلالهم لـ
20 % من جمهورية (أذربيجان) المسلمة : إلا دليلا ًجديدا ًعلى هذه الموالاة والمؤازرة !!!...

فالمليون مسلم الأذربيجاني الذين تشردوا ....
وملايين القتلى والمصابين من الأفغانستانيين والعراقيين وغيرهم ... وعمليات الإبادة المنظمة لأهل السنة والفلسطينيين في العراق :
كل ذلك يدل على صدق الحق الذي يعلمه أهل التاريخ والحق :
والذي لن يتغير أبدا ً: مهما حاول إخفاؤه أهل الباطل علينا !!!..

وأما في المقابل :
فأهل السنة : هم الوحيدون الذين يتقبلون الشيعة فقط : إذا سالموا المسلمين ولم يُثيروا القلائل بتلونهم وتقيتهم الذميمة : ولم يُجاهروا بكفرياتهم وبدعهم وسط المسلمين ..
وعلى هذا جرى الحال في البلاد الإسلامية قديما ًوحديثا ً:
لدرجة تعجب أكابر الروافض أنفسهم من تلك السماحة رغم ما لاقاه ويلاقيه أهل السنة منهم على مر العصور - ولي سلسلة كاملة في فضحهم باطلهم .. والنت ملآن بمخازيهم - !!!..

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة النبوية 4/ 121 وأيضا ً2/342:
" فما من طائفة من طوائف أهل السنة على تنوعهم : إلا إذا اعتبرتها : وجدتها أعلم وأعدل : وأبعد عن الجهل والظلم : من طائفة الرافضة !!!..
وهذا أمر يشهد به العيان والسماع : لمَن له اعتبار ونظر !!.. ولا يوجد في جميع الطوائف :
لا أكذب منهم !!.. ولا أظلم منهم !!..
وشيوخهم يُقرون بألسنتهم يقولون:
يا أهل السنة : أنتم فيكم فُتّوة : لو قدرنا عليكم :
لما عاملناكم بما تعاملونا به عند القدرة علينا " !!!..

وأما باقي الفرق الضالة كالمعتزلة وغيرهم :
فهي تتدرج هي الأخرى في نسبة ضلالها ولا نضعهم كلهم في سلة واحدة ..
لا من حيث الفرقة أو المذهب نفسه .. ولا من حيث الأفراد ..
ورُب شخص ٍقد صنفه الناس ونسبوه لأحد الفرق الضالة : بسبب قول ٍوحيد ٍأو اجتهاد ٍقاله : وهو في الأصل لا يمت لتلك الفرقة أو المذهب الذي نسبوه إليه بصلة !!!..
ولكن مع هذا التدرج للأسف :
فقد يصل الأمر لاستحالة قبول بعضهم في المجتمع المسلم : وذلك إذا غالى في مذهبه الباطل حتى ينخرم دينه !!!.. أو يحث على باطله العوام فتتسع فتنته ..!

فحينئذ ٍلولي الأمر أو العالم أو القاضي أن يحكم بقتله : ليس ردة ولكن : حدا ًلكف شره وفتنته عن الناس ..
أما غير ذلك :
فما زالت أفراد هذه الفرق الضالة والمذاهب تعيش وسط المجتمع المسلم السني جنبا ًلجنب ..

وكلمة أخيرة لمَن أراد الغمز باستخدام صلاح الدين رحمه الله فأقول له :

أولا ً:
اذكر لنا أقوالا ًمغالية ًلصلاح الدين ؟!!.. فالأشعرية علمناها درجات ..
كما للصوفية درجات ...
وقد يُنسب الفرد لطائفة : وهو غير موافق ٍلكل ما فيها من ضلالات ..

ثانيا ً:
ما الذي تأخذه علينا إذا تحاجينا بصلاح الدين كرمز لقائد مسلم ؟!!!..
والسؤال بصيغة أخرى لمَن لا يفهم :
هل ثبتت لديكم أفعالا ًلصلاح الدين :
تنافى عموم أخلاق أو تشريعات الإسلام في شيء حتى تستنكروه علينا ؟!!!..

هل هناك خـُلق مما تلبس به الرجل رحمه الله : لم يأمر به الإسلام ؟!!!..
أم أنه - وبعد قراءة كل ما نقلته لكم حتى الآن - قد تاكدت لدينا صورة سماحة وعدل الإسلام في تشريعاته نفسها : قبل أن تكون مزايا خاصة لأشخاص ٍمُعينين ؟!!!..

وأما أنا :
فأشهد أن الرجل كان شوكة في حلق غلاة المتصوفة الحلوليين وغيرهم وقتل من مشاهيرهم أيضا ً !!..
وأشهد أنه لم يتحرك خطوة ًلتحرير بيت المقدس :
إلا بعد أن طهر مصر أولا ًمن دنس الروافض الباطنية العبيديين (والمتسمين زورا ًبالفاطميين) : وأجلاهم عن بلاده (وبقاياهم الآن الدروز في الشام) ..

والحمد لله رب العالمين ...

ويُتبع بعد راحة للتفرغ للكتابة في مواضيع أ ُخر بإذن الله ...

mussab
12-25-2011, 01:24 AM
للأسف الشديد : فقدت كتابة المشاركة نتيجة (خبطة نائم :): )
ولكن :
قدر الله وما شاء فعل ..


إن كنت تستخدم متصفح فايرفوكس أو كروم، فهناك إضافات خاصة تحفظ لك كل ما تكتبه تحسبا لمثل هذه الخبطات :)

مثل إضافة Textarea Cache (لمتصفح فايرفوكس)

وأيضا إضافة Lazarus (متوفرة لمتصفحات فايرفوكس وكروم)

بارك الله فيك وأعانك وثبتك، وجعل ما تكتب في ميزان حسناتك

ابن النبلاء
12-25-2011, 05:42 AM
والله اكره الحوارات التي يتدخل فيها ملحدلا ادري وعلماني وصليبي والعودة في نفس الاتحاه
لو كل واحد من هؤلاء نوقش في صلب عقيدته لوفر علينا الوقت بدلا من الضال يسأل والمسلم يجيب واسالة لاتنتهي ولايعني الجواب ايضا عليه انه يسلم هناك امور هي اهم صلب عقيدته
يعني لماذا انت ملحد لمماذا انت لا ادري ليش انت علماني وهكذا

إلى حب الله
12-25-2011, 09:56 AM
إن كنت تستخدم متصفح فايرفوكس أو كروم، فهناك إضافات خاصة تحفظ لك كل ما تكتبه تحسبا لمثل هذه الخبطات :)

مثل إضافة textarea cache (لمتصفح فايرفوكس)

وأيضا إضافة lazarus (متوفرة لمتصفحات فايرفوكس وكروم)

بارك الله فيك وأعانك وثبتك، وجعل ما تكتب في ميزان حسناتك
رد باقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة

أرجو بتزويدي بمعلومات أكثر تفصيلا ًأخي الكريم .. ولو على بريدي الخاص .. أو تجعله
في موضوعا ًعاما ًفي قسم الاستراحة والمقترحات مثلا ًلكي تعم الفائدة ..
وربما بحثت عما ذكرته لي أخي بنفسي حين فراغي من العمل ..
فوالله : لا يعلم إلا الله أهمية هذه المسألة لدي ..
وخصوصا ًأني لست من النوع الذي يُحب تقسيم المشاركات الطويلة إن كانت مترابطة ..
لدرجة أن معظم مواضيعي أو مشاركاتي أثناء الكتابة أو التنقيح :
أقوم غالبا ًبحفظ نسخ منها إما في ملفات وورد خارجية : أو أرسل بها لنفسي إيميل :)):
فإذا نـُسّيت ذلك وحدث ما حدث :
تضيع عليّ الكتابة والوقت .. ولا يُعزيني في ذلك إلا أني عندما أ ُعيد الكتابة :
كثيرا ًما أتدارك أخطاءً أو أ ُضيف تحسينات وشروحات : كان الموضوع يحتاجها بالفعل !
ولذلك تجدني متقبلا ًلمثل هذه الصدمات برضا ًوثقة واحتساب والحمد لله .. :):

وجزاك الله خيرا ً..
--------

وأما أخي الحبيب فارس جموح ...

كل واحد من هؤلاء نوقش في صلب عقيدته لوفر علينا الوقت بدلا من الضال يسأل والمسلم يجيب واسالة لاتنتهي ولايعني الجواب ايضا عليه انه يسلم

فأقول :
وكيف نكسب نحن حسنات أخي من وراء المعاندين ؟!!!.. :):

إن في كل كلمة : أجرا ًنحتسبه عند اله على المجهود ووقت التجميع والكتابة والتنسيق !!!..
وإن في كل كلمة : نشرا ًأكثر لأماكن الحق على النت وإلا : فكان يكفيني مثلا ًالإشارة لمكان المواضيع في مواقع أخرى ولكن :
بروز منتدى التوحيد في أول بحث جوجل : هذا يجعل الأولوية لظهور المواضيع فيه ميزة كبرى لكل باحث عن الحق أو تائه حيران !
فأما طالب الحق : فينتفع ..
وأما المتحير وفيه حق : سينتفع بعد حين بإذن الله إذا لم يباغته الموت : وبعد أن يهدأ عناد نفسه ورغبتها في الظهور ..
وأما المعاند المكابر : فيكفي أننا أفحمناه بالحق وبالصدق وبالحقائق ..

والحمد لله رب العالمين ..

بهجت الأبصيري
12-25-2011, 12:34 PM
أما بالنسبة لتفسير الآيتين :
1...
آيات القرآن الخاصة بالأحكام : يؤخذ منها العموم وعدم القصر على سبب نزولها عند انتفاء المانع (كخصوصية الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجاته في بعض الأحكام .. إلخ) ..

2...
بالنسبة لآية :
{ لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

يمكنك أن تطالع من الصفحة التالية :
http://www.altafsir.com/tafasir.asp?tmadhno=1&ttafsirno=1&tsorano=2&tayahno=256&tdisplay=yes&languageid=1
الآتي :

اختلف أهل التأويـل فـي معنى ذلك، فقال بعضهم: نزلت هذه الآية فـي قوم من الأنصار، أو فـي رجل منهم كان لهم أولاد قد هوّدوهم أو نصروهم؛ فلـما جاء الله بـالإسلام أرادوا إكراههم علـيه، فنهاهم الله عن ذلك، حتـى يكونوا هم يختارون الدخول فـي الإسلام. ذكر من قال ذلك:

حدثنا مـحمد بن بشار، قال: ثنا ابن أبـي عديّ، عن شعبة، عن أبـي بشر، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس قال: كانت الـمرأة تكون مِقْلاتاً، فتـجعل علـى نفسها إن عاش لها ولد أن تهوّده؛ فلـما أجلـيت بنو النضير كان فـيهم من أبناء الأنصار، فقالوا: لا ندع أبناءناٰ فأنزل الله تعالـى ذكره: { لا إِكْرَاهَ فِى ٱلدّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيّ }.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مـحمد بن جعفر، قال: ثنا سعيد، عن أبـي بشر، عن سعيد بن جبـير، قال: كانت الـمرأة تكون مِقْلـى ولا يعيش لها ولد ـ قال شعبة: وإنـما هو مقلات ـ، فتـجعل علـيها إن بقـي لها ولد لتهوّدنه. قال: فلـما أجلـيت بنو النضير كان فـيهم منهم، فقالت الأنصار: كيف نصنع بأبنائنا؟ فنزلت هذه الآية: { لا إِكْرَاهَ فِى ٱلدّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيّ } قال: من شاء أن يقـيـم أقام، ومن شاء أن يذهب ذهب.

حدثنا حميد بن مسعدة، قال: ثنا بشر بن الـمفضل، قال: ثنا داود، وحدثنـي يعقوب، قال: ثنا ابن علـية، عن داود، عن عامر، قال: كانت الـمرأة من الأنصار تكون مقلاتاً لا يعيش لها ولد، فتنذر إن عاش ولدها أن تـجعله مع أهل الكتاب علـى دينهم. فجاء الإسلام وطوائف من أبناء الأنصار علـى دينهم، فقالوا: إنـما جعلناهم علـى دينهم، ونـحن نرى أن دينهم أفضل من ديننا، وإذ جاء الله بـالإسلام فلنكرهنهمٰ فنزلت: { لا إِكْرَاهَ فِى ٱلدّينِ } فكان فصل ما بـين من اختار الـيهودية والإسلام، فمن لـحق بهم اختار الـيهودية، ومن أقام اختار الإسلام. ولفظ الـحديث لـحميد.

حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا معتـمر بن سلـيـمان، قال: سمعت داود، عن عامر، بنـحو معناه، إلا أنه قال: فكان فصل ما بـينهم إجلاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بنـي النضير، فلـحق بهم من كان يهودياً ولـم يسلـم منهم، وبقـي من أسلـم.

حدثنا ابن الـمثنى، قال: ثنا عبد الأعلـى، قال: ثنا داود، عن عامر بنـحوه، إلا أنه قال: إجلاء النضير إلـى خيبر، فمن اختار الإسلام أقام، ومن كره لـحق بخيبر.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن أبـي إسحاق، عن مـحمد بن أبـي مـحمد الـحرشي مولـى زيد بن ثابت عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس قوله: { لا إِكْرَاهَ فِى ٱلدّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيّ } قال: نزلت فـي رجل من الأنصار من بنـي سالـم بن عوف يقال له الـحصين؛ كان له ابنان نصرانـيان، وكان هو رجلاً مسلـماً، فقال للنبـيّ صلى الله عليه وسلم: ألا أستكرههما فإنهما قد أبـيا إلا النصرانـية؟ فأنزل الله فـيه ذلك.

ويمكنك متابعة باقي أقوال التفسير بتقليب رقم صفحة الرابط المذكور من أسفل زميلي ..
كما يمكنك اختيار كتاب التفسير الذي تشاء من أعلى الصفحة - والمنقول هو للطبري - ..


الجواب عن هذا بأمور:

الأمر الثاني: أنَّ هذه الآيةُ منسوخةٌ، وإنمَّا نزَلتْ قبلَ أن يُفْرَضَ القتالُ. أي أنها منسوخة بآيات القتال فأمر بقتال أهل الكتاب فـي سورة براءة كقوله: (فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ) الآية, يقول القرطبي في شرحها: (اختلف العلماء في معنى هذه الآية، فقيل إنها منسوخة لأن النبي (ص) قد أكره العرب على دين الإسلام وقاتلهم ولم يرض منهم إلاَّ بالإسلام، رُوي هذا عن ابن مسعود وكثيرٍ من المفسرين). ومعلوم أنَّ سورة البقرة من أول ما نزل بالمدينة, وسورة براءة من آخر ما نزل بها, والقول بالنسخ مروي عن ابن مسعود, وزيد بن أسلم, وكثيرٍ من المفسرين, وعلى كل حال فآيات السيف نزلت بعد نزول السورة التي فيها (لا إِكْرَاهَ) الآية, والمتأخر أولى من المتقدم. فأين ادعاءات المسلمين بأنَّ إسلامهم لم ينتشر بحد السيف؟ وما أصدق أبا العلاء المعرّي حينما عبّر عن هذا الإكراه بقوله:
جلوا صارماً وتلوا باطلاً *** وقالوا صدقنا، فقلنا نعم

بهجت الأبصيري
12-25-2011, 12:37 PM
أقول : لم ولا ولن : يجد العالم أمة ًكانت لها تشريعاتها الرحيمة العادلة : حتى في الحروب : وطبقتها بالفعل على أرض الواقع : إلا الأمة الإسلامية السُـنية !!..


ما الجديد هنا؟!..
هل هناك في كل ديانات ومذاهب وعقائد وفلسفات السماء والأرض لا تدّعي هذا الإدعاء؟
إذاً فهذا قول في العموم لا يفيد معنى في تمييز وتخصيص الخصوص.
تحياتي.
للحديث بقية ..

مواطن
12-25-2011, 12:53 PM
اقتباس
(( هل هناك في كل ديانات ومذاهب وعقائد وفلسفات السماء والأرض لا تدّعي هذا الإدعاء؟ ))

لماذا يتعمد اي خليفة المسلمين في نشر اخلاق المسلمين وطيبتهم وتواضعهم الى الدول التي فتحها لطالما الدولة الاسلامية كانت امبراطورية واقوى دولة ولا تحتاج الى عطف واستغلال الشعوب كي يسهل دخول جيوش المسلمين الى البلدان التي فتحوها
الا ان ايمانهم بالله عز وجل جعلهم يطبقون العدالة ويؤدون الامانة وينشرون رسالة الاسلام في بقاع الارض
على عكس جبروت امريكا العظمى واسرائيل العظمى ,, وتستطيع ان تقارن اخلاق الساسة الامريكيين والاسرائليين باخلاق المسلمين الاوائل في عصرهم الذهبي

Omar Saad
12-25-2011, 01:09 PM
يا سلام!!

فعلا.. قوانين حقوق الإنسان الدولية العصرية العظيمة!
..التي أفلتت من قبضتها أقوى دول العالم (و على رأسهم أمريكا والكيان الصهيوني).

يا ترى أين هي قوانين حقوق الإنسان الدولية "العصرية" من جريمتي هيروشيما وناجاساكي.. وجرائم فيتنام.. وجرائم العراق وأفغانستان.. وجرائم صبرا وشاتيلا وقانا ودير ياسين وغزة وجنين (و غيرها الكثيييييير)..

سبحان الله.. يأتي المغفل أوكامبو ليلاحق الرئيس السوداني على بعض الجرائم التي يدعي أنه ارتكبها في دارفور (بغض النظر عن إن كان ارتكبها فعلا أم لا) ولا يلقي بالا لجرائم أقوى دولة في العالم (أمريكا) التي لا تعد ولا تحصى منذ هيروشيما وناجاساكي وحتى يومنا هذا.. ولم تحاسبها لا قوانين حقوق الإنسان ولا غيرها عن شيء من ذلك كله على الإطلاق!!

بل إن سياسة الدول الاستعمارية كلها وعلى رأسها أمريكا يخلصها جورج كينان "George Kennan" في مقولة له (عام 1948) في إحدى مذكراته يقول فيما يقول فيها:


"...We should stop putting ourselves in the position of being our brothers' keeper and refrain from offering moral and ideological advice. We should cease to talk about vague — and for the Far East — unreal objectives such as human rights, the raising of the living standards, and democratization. The day is not far off when we are going to have to deal in straight power concepts. The less we are hampered by idealistic slogans, the better. "

و الخلاصة ببساطة أنه ينبغي علينا (أي على الإدارة الأمريكية على وجه الخصوص), أن تكف عن لعب دور الأخ الكبير الحنون مع دول العالم الثالث, والبدء بتبني لهجة القوة المطلقة, والتخلي عن شعارات الأخلاقيات والمثاليات البراقة مثل حقوق الإنسان ورفع مستوى المعيشة في تلك الدول.

و بالفعل.. هذا ما يحدث تماما.. كل ما نراه أو نسمع به من شعارات الإنسانية وحقوق الإنسان لا ينخدع فيها أو يرددها كالببغاوات إلا المساكين والبسطاء من الناس فقط.

mussab
12-25-2011, 01:57 PM
أرجو بتزويدي بمعلومات أكثر تفصيلا ًأخي الكريم .. ولو على بريدي الخاص .. أو تجعله
في موضوعا ًعاما ًفي قسم الاستراحة والمقترحات مثلا ًلكي تعم الفائدة ..
وربما بحثت عما ذكرته لي أخي بنفسي حين فراغي من العمل ..
فوالله : لا يعلم إلا الله أهمية هذه المسألة لدي ..
وخصوصا ًأني لست من النوع الذي يُحب تقسيم المشاركات الطويلة إن كانت مترابطة ..
لدرجة أن معظم مواضيعي أو مشاركاتي أثناء الكتابة أو التنقيح :
أقوم غالبا ًبحفظ نسخ منها إما في ملفات وورد خارجية : أو أرسل بها لنفسي إيميل :)):
فإذا نـُسّيت ذلك وحدث ما حدث :
تضيع عليّ الكتابة والوقت .. ولا يُعزيني في ذلك إلا أني عندما أ ُعيد الكتابة :
كثيرا ًما أتدارك أخطاءً أو أ ُضيف تحسينات وشروحات : كان الموضوع يحتاجها بالفعل !
ولذلك تجدني متقبلا ًلمثل هذه الصدمات برضا ًوثقة واحتساب والحمد لله .. :):

وجزاك الله خيرا ً..


تفضل في هذا الموضوع، لعلك تجد فيه مرادك:

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=265791

unsettled
12-25-2011, 05:52 PM
(... خارج الموضوع ...)

مشرف 9
12-25-2011, 06:07 PM
أرسلت رسالة للأستاذ أبو حب الله أطلب منه عدم تقديم المزيد
فوالله وقت الإخوة المحاورين أغلى من تضييعه مع المعاندين المتكبرين

لقد أسمعت لو ناديت حياً ××× ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو ناراً نفخت بها أضاءت ××× ولكن أنت تنفخ في رمادي

الزميل بهجت والزميل unsettled ينتهجان نهجا ًقديما ًعفى عليه الدهر عند إفلاس الحجة وهو:
الانتظار لحين مرور قطار الحق ودهسه للباطل - بالوقائع والحقائق ومن فم غير المسلمين أنفسهم -
ثم بكل سطحية - وكأنهم يكتبون لأطفال - يأتون ليُعيدوا نفس الشبهة من جديد وكأن شيئا ًلم يكن!
فهل من المفترض أن يعود كل مسلم لكتابة مشاركاته من جديد بدوره ؟!
أخشى أنه لن يفيدكم بشيء أيضا ً!

الزميل بهجت يقول ان كل الأديان تدعي التسامح والعدل إلخ والسؤال:
أليس الفيصل في ذلك هو ما أثبته الواقع والتاريخ؟ فأين تعليقك على ما ذُكر ؟!!!
والزميل بهجت ينتقي من الستة أقوال في التفسير , الوحيد الذي يلائم شبهته الساقطة :
ويترك لن أقول الخمسة أقوال الباقية ولكن يترك - عشرات - الأدلة - الواقعية - العملية - التي تبين لكل طالب حق ماذا فعل المسلمون حقا في البلاد التي فتحوها !
حقا ً
يندم الواحد أن يتوسم في أمثال بهجت أو unsettled أن لديهم فهما ًكالبشر !
فالكفر أول ناف ٍللعقل عن صاحبه فعلا ً( ! )

يتركان أقوال المستشرقين والمؤرخين - الغير مسلمين ولا غير عرب - والتي تصف سماحة الإسلام وعدله وحرية المعتقد التي كفلها للأمم وهي التي دخلت فيه طواعية - باعترافهم -
ويُقدمون بكل سذاجة أقوالا ًبغير سند ولا توثيق !

إذا أراد الزميلان أن يرتقيا بالحوار قليلا ًكعقلاء: فلن نسمح بإلقاء ادعاءات عريضة بغير توثيق ولا أدلة
وشكرا ًللتفهم ,,,

وهذا الرابط للدكتور السرداب للرد على ادعاءات unsettled ونفخه في العلمانية والدول المدنية الحضارية الحالية في غير المسلمين
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=31613

إلى حب الله
12-25-2011, 09:30 PM
شكرا ًأخانا الفاضل مشرف 12 ..


ما الجديد هنا؟!..
هل هناك في كل ديانات ومذاهب وعقائد وفلسفات السماء والأرض لا تدّعي هذا الإدعاء؟
إذاً فهذا قول في العموم لا يفيد معنى في تمييز وتخصيص الخصوص.
تحياتي.


فعلا ً.. من أغرب ما قرأت بعد كل ما تم كتابته !!!..
وكأنه لم يقرأ شيئا ًالبتة !!!..
" فإنها لا تعمى الأبصار ولكن : تعمى القلوب التي في الصدور " !!..


للحديث بقية ..

أرجو أن تكون تلك البقية على مستوى الحوار وليست كلاما ًفي الهواء كالعادة !!..
يعني من الغريب جدا ًأن آتيك بأقوال واعترافات غير مسلمين مستشرقين ومؤرخين :
تنفي أن الإسلام أجبر أحدا ًعليه : بل :
وتـُثبت فرحة واستقبال عدد من الشعوب للفاتحين المسلمين وربما هم مَن استدعوهم لإزالة الظلم عنهم !!!..

غريبٌ جدا ًأن أفعل هذا :
ثم لا تأتيني أنت بقول واحد موثق معتبر - وبعيدا ًعن تخرصات النصارى والملاحدة هي الأخرى - :
تقول فيه :
لا .. الإسلام دخل بلد كذا وكذا : وأجبرهم على الإسلام !!!!..
------

وأما بالنسبة لطلب الأخ المشرف :
فإني والله أحتسب كل ما أكتبه هنا .. واعتقد أنه تبقى لي بعض النقولات حتى أروي ظمأ الباحث عن الحق في مثل تلك المسائل ..
إذ الهدف لم يعد محاورة (س) و(ص) من المعاندين .. فقد بانت بضاعتهم ..
ولكن الهدف هو نشر الحقائق التاريخية والدينية التي لا يعرفها الكثير من عوام المسلمين للأسف :
ومن أبوابها تدخل عليهم الشبهات الساقطة ..

والله المستعان ..
-----

كلمة أخيرة في هذه المشاركة ...
وهي أني تفكرت اليوم في حديث أبي ذر رضي الله عنه وهو في الربذة :
وإلباسه غلامه بُردة ًكما عليه بردة .... إلى آخر الحديث الذي ذكرته لكم من قبل ..
أقول :
تساءلت في نفسي :
إذا كانت مثل هذه الأحاديث تـُروى اليوم : فتـُقابَل بالتعظيم والثناء !!!!..
فهل تخيل أحدنا مدى وقع هذه الأحاديث النبوية والعمل بها :
منذ أكثر من 1400 عام ؟!!!..

هل تخيل أحدنا حجم النقلة الإنسانية والرحمة التي أرسلها الله عز وجل برسوله الخاتم ؟!
هل تخيل أحدنا زلزلة تلك الأخلاق الساميات في عصر ٍ:
كان يُعامل فيه العبيد بكل امتهانٍ ومذلة : لا حمىً لهم ولكن كلأ ًمستباح ؟!!!..
لا حق لهم ولا شفيع ولا نصير وربما استراحت الحيوانات وهم لا يستريحون ؟!!!..

والله إنه لدينٌ عظيم ...!

وأعظم ما فيه هو أنه < الوحيد > الذي تحول فيه الكلام من صورة ادعاءات كما اتهمه زميلنا بهجت :
إلى صورة وقائع يُطبقها المسلمون حية ًفي دنيا الناس !!!..

وصلّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ًكبيرا ً..

طاليس
12-26-2011, 01:19 AM
اذا فصلاح الدين الأيوبي الأشعري الصوفي يعد من القبوريين والجهمية عند الوهابية الفرقة النّاجية؟

يمكنك أن تفتح موضوعا مستقلا لنرى كيف بفهمك الراقي الفذ استنتجت مما نقلت أن صلاح الدين كان قبوري جهمي!
وخاصة ًقبوري هذه! أعتقد أننا على موعد مع صيد ثمين!


فكيف يفتخر هؤلاء الوهابية بمبتدع يؤمن بـأنّ الله لا داخل العالم ولا خارجه ويحرف الصفات ؟
الحكم على الأفراد يختلف عن الحكم على الجماعات - فأتنا من أقوال صلاح الدين ما يؤكد لنا دعواك عليه!
علما بأن أبو الحسن الأشعري نفسه - وكمثال - تراجع عن مذهبه ! وكثير مما زيد على مذهبه من ضلالات أتت من بعده !
يمكنك فتح موضوع لهذا أيضا

طاليس
12-26-2011, 01:27 AM
اولا العلمانية لا تنطبق مع فرد ,, العلمانية كلمة موجودة في دستور الدولة ,, تستفيد منها بعض الحكومات لغرض حماية التركيبة التعددية لدى المجتمع ,, وحماية الاستثمار والسياحة

كما تعلم

المهم

من قال لك بان المسلمين يسبون المخترعين والمنتجين ؟؟؟؟
بالعكس هم يتمنون الهداية لهم ولكل ملحد يدعوا للمناظرة
اما المواجهه تكون مع من يعتدي على الدين الاسلامي والمسلمين ومن يشوه سمعة الاسلام


اما العمليات الارهابية فهي اغلبها سياسية تقف ورائها اجندت خارجية
و العمليات الاخرى قد تكون انتقامية وبعضها ضد السلطات المختصة في الاجهزة الامنية او وزارة الداخلية وذلك انتقاما لاعتقال جماعات تابعة لهم

وهذا العمل بعيد كل البعد عن الدين الاسلامي

عندما نتعامل مع المفاهيم من المهم أن نفهم السياق التاريخي الذي تطورت فيه و التفرعات التي يمكن أن تمس المفهوم الواحد . العلمانية المتطرفة هي علمانية معادية للدين . و العلمانية المعتدلة هي علمانية لا تعادي الدين , و العلمانية في معناها العام تعني فصل الدين عن الدولة و لا تعني فصل الدين عن الحياة و المقصود بفصل الدين عن الدولة هو عدم احتكار الفئة الحاكمة للخطاب الديني و استغلاله لخدمة مصالحها . و العلمانية بهذا المعنى هي حماية الدين من التوظيف السياسي الضيق التي تمارسه الحكومات الثيوقراطية و الشبه ثيوقراطية كما كان الحال في أوروبا في القرون الوسطى و كما هو الحال في إيران و السعودية اليوم .

وأمّا كلامك عن العمليات الارهابية فهناك من المسلمين من يخالف يا زميلي وربما لو سمعوا كلامك لكفّروك فهم يقدسون مجاهديهم وأبطال تلك العمليات الانتحارية.

عبدالله الشهري
12-26-2011, 02:17 AM
عندما نتعامل مع المفاهيم من المهم أن نفهم السياق التاريخي الذي تطورت فيه و التفرعات التي يمكن أن تمس المفهوم الواحد . العلمانية المتطرفة هي علمانية معادية للدين . و العلمانية المعتدلة هي علمانية لا تعادي الدين , و العلمانية في معناها العام تعني فصل الدين عن الدولة و لا تعني فصل الدين عن الحياة و المقصود بفصل الدين عن الدولة هو عدم احتكار الفئة الحاكمة للخطاب الديني و استغلاله لخدمة مصالحها . و العلمانية بهذا المعنى هي حماية الدين من التوظيف السياسي الضيق التي تمارسه الحكومات الثيوقراطية و الشبه ثيوقراطية كما كان الحال في أوروبا في القرون الوسطى و كما هو الحال في إيران و السعودية اليوم .

وأمّا كلامك عن العمليات الارهابية فهناك من المسلمين من يخالف يا زميلي وربما لو سمعوا كلامك لكفّروك فهم يقدسون مجاهديهم وأبطال تلك العمليات الانتحارية.


في عالم الواقع لا عالم الكلام والتنظير: لا يوجد علمانية لم تُعاد الدين بصورة أو بأخرى (فرنسا على سبيل المثال)، كما أنه لا يوجد نظام ديني لم يُعاد العلمانية، هذا هو الواقع وسيبقى كذلك. من القلائل الذين كتبوا بتجرّد قليل النظير في هذه المسألة نعوم تشومسكي وهو غني عن التعريف وبسبب شفافيته النادرة تعرض لكثير من المضايقات وعودي وهذا معلوم للقاصي والداني، وكذلك مايكل مان والذي يعتبر أول من تتبع تطور القوة والسلطة وبيان صورها وممارساتها عبر التاريخ. المسألة مسألة تدافع وصراع وستبقى كذلك إلى ما شاء الله. الكتب والأدبيات فيها ما تريد أو ما نشتهي ولكن الواقع الاجتماعي للبشر يأتي على هذا كلّه محمّلاً بالتناقضات التي تحول تلك المثاليات إلى أحلام وردية أو في أحسن الأحوال إلى أشياء مرغوب فيها لم و لايتحقق منها إلا القليل.

اخت مسلمة
12-26-2011, 04:19 AM
أَرى بَهجَت أتانَا هَنا لِيَلهو ..!
وإلّا فَمامعنى هذه العِبارات القليلَة التي كتبَها ولاعَلاقة لها بِكل ما ذُكر ( جزى الله الأستاذ أبا الحب عما كتب خير الجزاء)..؟

بهجت الأبصيري
12-26-2011, 07:17 AM
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=34444

متابعة إشرافية!

هشام بن الزبير
12-26-2011, 11:29 AM
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=34444



أستاذ بهجت: لماذا قرأت موضوعي ولم تجب بشيء وقد دعوتك باسمك؟
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=34399

طاليس
12-26-2011, 12:32 PM
في عالم الواقع لا عالم الكلام والتنظير: لا يوجد علمانية لم تُعاد الدين بصورة أو بأخرى (فرنسا على سبيل المثال)، كما أنه لا يوجد نظام ديني لم يُعاد العلمانية، هذا هو الواقع وسيبقى كذلك. من القلائل الذين كتبوا بتجرّد قليل النظير في هذه المسألة نعوم تشومسكي وهو غني عن التعريف وبسبب شفافيته النادرة تعرض لكثير من المضايقات وعودي وهذا معلوم للقاصي والداني، وكذلك مايكل مان والذي يعتبر أول من تتبع تطور القوة والسلطة وبيان صورها وممارساتها عبر التاريخ. المسألة مسألة تدافع وصراع وستبقى كذلك إلى ما شاء الله. الكتب والأدبيات فيها ما تريد أو ما نشتهي ولكن الواقع الاجتماعي للبشر يأتي على هذا كلّه محمّلاً بالتناقضات التي تحول تلك المثاليات إلى أحلام وردية أو في أحسن الأحوال إلى أشياء مرغوب فيها لم و لايتحقق منها إلا القليل.

وبالمقابل هناك دول علمانية معتدلة لا تعادي الدين كبريطانيا وماليزيا وهي متطورة ومتقدمة في شتى المجالات عكس التي تزعم أنها تطبق الشريعة
وتفضل شهادة أحد علماء الدين
http://www.youtube.com/watch?v=cwxDblFrl3I

وهناك دول علمانية متطرفة كتونس وتركيا وفرنسا وهي دول تفصل الدين عن الحياة أما الأخرى فهي لا تقوم باحتكار الخطاب الديني لخدمة مصالحها

وهكذا عند المسلمين يوجد من يدعي أنه يطبق الشريعة ولكنّه يستغلها في خدمة مصالحه كالسعودية وايران ومعلوم عدد العلماء والدعاة والمفكرين الذين تم سجنهم في السعودية فقط لأتفه

الأسباب والاسلام يرفض الكهنوت.

والعلمانية المعتدلة هي الحل لمشاكل العصر فحتى السلفيون الذين كانوا يكفرونها صاروا يلجؤون اليها .

Omar Saad
12-26-2011, 03:48 PM
وبالمقابل هناك دول علمانية معتدلة لا تعادي الدين كبريطانيا وماليزيا وهي متطورة ومتقدمة في شتى المجالات عكس التي تزعم أنها تطبق الشريعة
وتفضل شهادة أحد علماء الدين
http://www.youtube.com/watch?v=cwxdblfrl3i


يبدو أنك لم تكلف نفسك بمتابعة لا أقول أول نصف ساعة, ولكن أول عشر دقائق من المحاضرة.
و إذا كنت حضرتها فواضح تماما أنك لم تفقه شيئا مما قاله فضيلة الشيخ عائض القرني حفظه الله.

فكونه يمتدح بعض ما رآه في بريطانيا لا يعني أبدا أنه يوافق على النظام العلماني فيها. إنما هو فهمك السقيم المبني على منطق أعوج, مع فائق احترامي لشخصك الكريم.

ثم ما لنا وللذين يسيؤون تطبيق شرع الله ويوظفون الدين توظيفا خاطئا؟؟! لماذا تخلط الحابل بالنابل؟!

الإسلام هو منهج دين وحضارة على حد سواء. هو منهج دين لأتباعه, وهو منهج حضارة لغير المسلمين الذين يعيشون في كنف الدولة الإسلامية.

انظر إلى الكيان الصهيوني واعتدائه ليس فقط على حرمات المسلمين (المسجد الأقصى) بل أيضا على كنائس النصارى (و إن كان بدرجة أقل قليلا).

عبدالله الشهري
12-26-2011, 04:03 PM
والعلمانية المعتدلة هي الحل لمشاكل العصر فحتى السلفيون الذين كانوا يكفرونها صاروا يلجؤون اليها .
تجاوزت كثيراً من كلامك لأنه عندي يعتمد على توضيحك للآتي:
أخبرني: ما هي "العلمانية المعتدلة" وما موقع الإسلام - كمنهج حياة لا كشعائر وطقوس ورسوم كهنوتية - منها؟
وأرجو الإلتزام بقيود السؤال لأفهم مرادك جيّداً.

unsettled
12-26-2011, 06:25 PM
بأي حق قام المشرف هذا بحذف مشاركتي الأخيرة -كالعادة- لمجرد أنها لا تروق له ؟! ولا تكذب المرة القادمة حين تقرر حذف مشاركات من يخالفك فقد كانت من صلب الموضوع وردود الأخوة ! هل تعتقد أني أصيغ هذه الردود لتأتي أنت بكل عنجهية وتقوم بحذفها حين لا تجدها توافق مذهبك ؟!!

ابن السنة
12-26-2011, 06:36 PM
وبالمقابل هناك دول علمانية معتدلة لا تعادي الدين كبريطانيا وماليزيا وهي متطورة ومتقدمة في شتى المجالات عكس التي تزعم أنها تطبق الشريعة

تصحيح:
لا تعادى الدين مادام لا يتعارض مع العلمانية. بمعنى انها لا تعادى الشعائر و الايمان الشخصى لكن تعادى ما يخالف ذلك كتطبيق الشريعة على المسلمين مثلاً.

عبدالله الشهري
12-26-2011, 07:11 PM
تصحيح:
لا تعادى الدين مادام لا يتعارض مع العلمانية. بمعنى انها لا تعادى الشعائر و الايمان الشخصى لكن تعادى ما يخالف ذلك كتطبيق الشريعة على المسلمين مثلاً.
أحسنتم. من أجل ذلك قيّدت سؤالي الموجّه إليه:

أخبرني: ما هي "العلمانية المعتدلة" وما موقع الإسلام - كمنهج حياة لا كشعائر وطقوس ورسوم كهنوتية - منها؟
ونحن في انتظار الجواب..

مواطن
12-26-2011, 07:33 PM
تصحيح:
لا تعادى الدين مادام لا يتعارض مع العلمانية. بمعنى انها لا تعادى الشعائر و الايمان الشخصى لكن تعادى ما يخالف ذلك كتطبيق الشريعة على المسلمين مثلاً.

زميل الفاضل لنكن واقعيين

لماذا بريطانيا تعادي الشريعة
بل حتى بعض الدول الاسلامية والعربية تعادي تطبيق الشريعة

لان توجد مادة من هذه الشريعة
وهي لكونها تتعارض مع الحرية الشخصية للفرد
وحتى لو الحكومة البريطانية طبقت الشريعة ستتعرض لاحتجاجات شعبية تناهض فكرة تبطيق هذه الشريعة
وغير ان اقتصاد الدولة يتأثر

متروي
12-26-2011, 07:41 PM
لان توجد مادة من هذه الشريعة
وهي لكونها تتعارض مع الحرية الشخصية للفرد

لم نفهم فهل لك أن تفصل ...

أبو عثمان
12-26-2011, 07:42 PM
1-لِمَ جُعِلت العلمانية هي الحكم المهيمن على الكل , بحيث تنهى الشريعة عن تجاوز الفرد وتنهى الديكاتورية عن تجاوز الحقوق وتنهى وتنهى .. الخ ولم يجعل الدين ؟
2-لماذا اذا كان الدين هو المهيمن كان قمعيَّة , لأنه يمنع العلمانية من وضع شروطها وايدولوجياتها , ولكن لا تكون العلمانية قمعية حينما تمنع الشريعة من وضع شروطها وايدولوجياتها ؟
هذا مجرّد استفسار , انا هنا سأمثّل الوسط المحايد ,
فأقول : ما هو المعيار الذي من خلاله نقرّر أيُّ الأيدولوجيّات تحكم وتهيمن ؟
في الانتظار .

مواطن
12-26-2011, 07:46 PM
لم نفهم فهل لك أن تفصل ...

مثل شرب المسكرات

متروي
12-26-2011, 07:51 PM
مثل شرب المسكرات
لكنهم يحرمون المخدرات الخفيفة التي لا يختلف تأثيرها عن تأثير الخمر ؟؟؟

مواطن
12-26-2011, 08:03 PM
لكنهم يحرمون المخدرات الخفيفة التي لا يختلف تأثيرها عن تأثير الخمر ؟؟؟

هذا هو الواقع يا عزيزي

وما يريد الشعب
والسؤال
هل يتجرأ رئيس دولة اوروبية وبرلمانه في ان يعدلوا في الدستور ويضيفوا مادة تجرم الزنا والخمر ؟

متروي
12-26-2011, 08:09 PM
هل يتجرأ رئيس دولة اوروبية وبرلمانه في ان يعدلوا في الدستور ويضيفوا مادة تجرم الزنا والخمر ؟

نعم يجرؤون فقد سبق لأمريكا في العشرينيات من القرن الماضي أن حرمت الخمر تماما لكنها تراجعت عنه بعد مدة نتيجة الضغوط من الشركات الكبرى المتحكمة في الإقتصاد فالمسألة ليست مسألة قناعة لكنها قضية تغول لأرباب المال و هذا غير موجود و غير معتبر في الدولة الإسلامية فمثلا في أوروبا و أمريكا يبيعون التبغ مع اعترافهم بأنه يسبب الأمراض و التلوث ولا فائدة له لكن نتيجة الشركات المنتجة له و ضغوطها لا يستطيعون منعه و كذلك بيع السلاح و كذلك الدعارة و هلم سحبا..

مواطن
12-26-2011, 08:19 PM
نعم يجرؤون فقد سبق لأمريكا في العشرينيات من القرن الماضي أن حرمت الخمر تماما لكنها تراجعت عنه بعد مدة نتيجة الضغوط من الشركات الكبرى المتحكمة في الإقتصاد فالمسألة ليست مسألة قناعة لكنها قضية تغول لأرباب المال و هذا غير موجود و غير معتبر في الدولة الإسلامية فمثلا في أوروبا و أمريكا يبيعون التبغ مع اعترافهم بأنه يسبب الأمراض و التلوث ولا فائدة له لكن نتيجة الشركات المنتجة له و ضغوطها لا يستطيعون منعه و كذلك بيع السلاح و كذلك الدعارة و هلم سحبا..

في اوقاتنا الحالية تختلف عن قبل
الشعب اغلبه مسيحيون وبعضهم مدمنون
فان تجرأ رئيس الدولة
الشركات تتدخل والشعب ويتدخل وتنتشر اسواق السوداء والعصابات والمخدرات
غير ان الاقتصاد يتأثر كما ذكرت
لكن لاحظ
متى تكون اسهل طريقة لتطبيق الشريعة
لو اقتنع اغلب الشعوب بالاسلام واصبحوا محافظين وملتزمين

متروي
12-26-2011, 08:29 PM
يا أخي مواطن أنت في الأول ذكرت أن سبب رفض الشريعة هو تعارضها مع الحرية الفردية فبينت لك أن ذلك ليس هو السبب بل السبب هو الذي ذكرته أنت الآن و هو :
الشركات تتدخل والشعب ويتدخل وتنتشر اسواق السوداء والعصابات والمخدرات
غير ان الاقتصاد يتأثر كما ذكرت
مع إختلافي معك بإقحام كلمة الشعب فالأمر إذن ليس كما تصورت فالشريعة عندما تعرض على الناس في حرية تامة و بوسائل إعلامية كبرى تصل إلى الجميع سيتقبلها الجميع لكن المشكلة في التشويه و الترويع و لا أحد يقول بتطبيقها مرة واحدة على الأمة الكافرة فهؤلاء يحتاجون أولا لدعوة و إعلام فإن لم يقبلوا الشريعة من أجل المصلحة الأخروية قبلوها من أجل المصلحة الدنيوية ..
و هذا ذكرني بكلام الشيخ حازم عن البنوك الإسلامية فقد قال أنه عندما تكلم مع أوروبيين عنها إستمعوا لها بشغف و إنتباه و هذا لأنهم لا يحملون أفكار مسبقة تغلق عقولهم فهم يرحبون بأية فكرة توافق مصلحتهم الدنيوية و لا عبرة عندهم لو وافقت شريعة هذا الدين أو ذاك و هذا عكس العلمانيين العرب الذين يرفضون المصلحة الحقيقية لمجرد كونها جاءت من الشريعة.

unsettled
12-26-2011, 08:55 PM
البعض هنا يطرح أسئلة من منطق "هل توجد الحرية في الغرب التي تجعلك تضع قانون يحد من حريات الاخرين" .. لا وهذا لن يوجد ولا يوجد إلا في العالم العربي .. حيث عدم السماح لمواطن الدرجة الأولى عقائدياً بتهميش غيره من الطوائف هي طعن في حريته !!

أبو عثمان
12-26-2011, 09:02 PM
يا اللي فوق
انت الآن تجاهلت لفقرات الحوار والاسئلة المدرجة فيها , وبدأت بانشاه كلام مقالي ممجوج كعادتكم
اذا لم تستطتع ان تجيب على الاسئلة ولا ان تحاور فقرات الشريط بموضوعية
رجاءا لا تدخل لتوغل صدر الحليم !
فهنا حوار علمي .

unsettled
12-26-2011, 09:32 PM
@حفيد
الرد الذي قبل ذاك كان رد مفصل وأجبت فيه عن كثير من الأسئلة التي وجهها لي بعض الأخوة .. وبعد كل الوقت الذي قضيته في كتابة ذاك الرد وصياغته قام المشرف بكل استفزاز بحذفه ووضع مكانه "خارج الموضوع" !

عبدالله الشهري
12-29-2011, 08:10 PM
تجاوزت كثيراً من كلامك لأنه عندي يعتمد على توضيحك للآتي:
أخبرني: ما هي "العلمانية المعتدلة" وما موقع الإسلام - كمنهج حياة لا كشعائر وطقوس ورسوم كهنوتية - منها؟
وأرجو الإلتزام بقيود السؤال لأفهم مرادك جيّداً.

طاليس:
لازلتُ مُهتمّاً جداً لمعرفـة الجواب.