المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأهداف الأميركية لحصار العراق



Digital
12-28-2011, 10:23 AM
الأهداف الأميركية لحصار العراق
لقد بدا الأمر أمام صانع القرار الأميركي أن ثمة "ماردا" تحرك في منطقة الشرق الأوسط التي لا تحتمل أي اضطرابات ويجب التخلص منه، فالسلوك العراقي عدا أنه يمثل تهديدا مباشرا للمصالح الغربية في نفط الخليج فقد جاء كأول اختبار للقوة الوحيدة المنتصرة في الحرب الباردة،
ويمكن القول إن قرار التدخل العسكري قد اتخذ في واشنطن في اليوم الثاني لوقوع الغزو مباشرة
وكل ما جرى بعد ذلك وحتى تمام التنفيذ
كان بمثابة تهيئة للمسرح
وتوفير الشرعية الدولية والإقليمية للقرار الأميركي.

كان القرار الأول الذى اتخذه الرئيس بوش (( الأب )) ينصب على تجميد كل الأصول المالية للعراق والكويت في داخل الولايات المتحدة ومطالبة الدول الحليفة باتخاذ نفس الإجراء،
ويبدو أن سلوك الحصار الاقتصادي يشكل جزءا مهما من الثقافة السياسية للغرب عامة والولايات المتحدة بوجه خاص،
ومن ثم فقد تحركت الأخيرة في مجلس الأمن بسرعة وكان القرار 661 تأكيدا لفكرة الحصار وتوسيعا لمحتواه وإكسابه شرعية دولية،
ثم جاء تنفيذ التدخل العسكري
بعد استكمال تهيئة المسرح السياسي من خلال عملية عاصفة الصحراء
وما تلاها من ممارسات تؤكد بكل المقاييس أن الهدف الأميركي لم يكن قاصرا على إخراج العراق من الكويت
أو حتى تدمير آلته العسكرية لكنه تجاوز ذلك إلى أهداف بعيدة من
أهمها:
1 - إظهار العراق "كنموذج" لما يجب أن يكون عليه مصير أى قوة تتحدى النظام الدولي الجديد أو تتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها واشنطن خاصة في منطقة الشرق الأوسط الحافلة بالحساسيات والتعقيدات.

2 - إبطال مفعول القوة العراقية نهائياً ليس في شقها العسكري فقط وإنما في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية، يشهد على ذلك حجم التدمير الذي أصاب البنية الأساسية في كل القطاعات، والسياسات المتعاقبة التي استهدفت الحيلولة دون الخروج من هذا المأزق في السنوات الطويلة.

3 - لقد أراد صدام حسين أن يربط بين قضية الكويت والصراع مع إسرائيل بضرباته الصاروخية التي وجهها للأراضي المحتلة آملا أن تقوم إسرائيل بالرد، لكن الموقف الأميركي حرص على إخراج العراق كلية من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي بعد أن كان يمثل عنصر إزعاج لجهود التسوية وأطرافها، وحرصت على ترجمة ذلك عمليا بجهود مكثفة أوصلت الجميع إلى مؤتمر مدريد فى أكتوبر/ تشرين الأول 1991.

4 - العمل على إفراغ القوات المسلحة العراقية من وظيفتها الأصلية سواء في مجال الدفاع ضد التهديدات الخارجية أو المحافظة على الوحدة الإقليمية في الداخل، والحيلولة دون استعادتها لقدراتها السابقة، وقد كان قرار حظر الطيران جنوب خط عرض 32 (والذى توسع في عام 1996 إلى خط عرض 33) وشمال خط عرض 36 تأكيدا لهذا التوجه، وفرض حماية خارجية إجبارية على شيعة الجنوب وأكراد الشمال واعتبار المنطقة الشمالية منطقة آمنة يمارس داخلها الأكراد حكما ذاتيا بحماية أميركية، وإذا ما تواجدت القوات العراقية في هذه المنطقة لأي سبب فإن ذلك يعد مدعاة لتدخل عسكري حاسم يعيد هذه القوات إلى قواعدها، وهو ما حدث عندما دخلت القوات العراقية مدينة أربيل فى أغسطس/ آب 1996 لنصرة فصيل كردي ضد فصيل آخر، والهدف هو تحجيم سيادة النظام على أراضيه ووضع وحدته الإقليمية موضع التساؤل.


تحولات النظام الدولي والأخطاء العراقية القاتلة جعلت واشنطن لا تواجه صعوبة تذكر في محاصرة العراق في حاضره ومستقبله وبحيث يصبح الخروج من مأزق الحصار عملية بالغة الصعوبة ”
5 - احتكار الهيمنة الكاملة على أمن الخليج وإعادة رسم خريطة جديدة للمنطقة بالإبقاء على صورة التهديد العراقي في الأذهان وإبعاد أي قوة إقليمية أخرى عن المشاركة في الترتيبات الأمنية مع ضرورة إقرار الدول الخليجية بأن الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة التي يمكنها تحمل مسؤولية الأمن في الخليج، وقد طبقت هذه القاعدة على صيغة إعلان دمشق فقضت عليها في المهد.

ولا شك أن تحولات النظام الدولى فى تلك الفترة من جانب، والأخطاء العراقية القاتلة من جانب آخر، شكلت أهم عوامل النجاح للخطة الأميركية حيث لم تواجه واشنطن صعوبة تذكر في إدارة المعركة من خلال مجلس الأمن بما يتفق وأهدافها حتى أمكن الخروج بنظام محكم لمحاصرة العراق في حاضره ومستقبله وبحيث يصبح الخروج من مأزق الحصار عملية بالغة الصعوبة
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/CD513162-B64C-41CF-9D62-DB75AF0B8685.htm
أكمل على الرابط

مواطن
12-28-2011, 06:35 PM
شكرا لك اخي ديجتل على هذه المعلومات
لقد اتحفتمونا بهذه المواضيع التي توضح الازمات والاوضاع الراهنة والاهداف الامريكية في المنطقة
مع اننا في حاجة الى مقالات تحوي حلول وتكتيكات او خطط ,, وحتى من افكار الكاتب