المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المادة والكون .



مجدي
12-30-2011, 11:48 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وعلى اله وصحبه أجمعين بعد: يحث أحيانا أن تختلط المصطلحات بإختلاف مستخدمي الإصطلاح في الحوار مع غير المسلمين , ولبيان الفارق بين أمرين وهما :المادة ,والكون اردت أن أضع الفرق بينهما بإيجاز شديد :
المادة :المادة يطلقها أغلب الناس على المحسوس المشاهد بالعين أو المدرك الذي له أثر مشاهد في غيره ,كالهواء والماء والتراب وما يكون كلا منهم ,لذلك يطلق على من لا يؤمنون بوجود من هم بخلاف معنى المدرك المشاهد أو المحسوس ب"الماديين" أو "الطبيعيين" لأن الطبيعة هي نطاق المادة وجودا وتغيرا .
وبذلك " الكون " يكون عند الماديين الطبيعيين هو مجموع الماة عندهم ,فلو قالوا الكون أزلي أو الماة أزلية فلا فارق وفق إصطلاحهم بين اللفظين لعدم إيمانهم بوجود خلاف الطبيعة المشاهدة المحسوسة .
وهذا الأمر يبين ضعف المذاهب المادية ,لأن الإنسان مازال يكتشف ما لم يكن مدركه من نفس المادة أو الطبيعة ,فقبل اكتشاف هذه الأمور لم تكن من ضمن الكون لجهل الناس بهم وفق اصطلاحهم أن المادة هي المحسوس وأصبحت من الكون بعد اكتشافها ,وهذا لا يقبل به عاقل لان وجود الشيء لا يرتبط بعلمنا بوجوده بل بذاته ووجوه .
أما ما ليس ماديا : فيطلق على كل وجود لا يمكن إدراكه بالعادة بل يمكن ادراك وجوه عقلا ولا يرتبط بقوانين الطبيعة ,وقدماء الفلاسفة سموه "ما وراء الطبيعة" وهو عننا نحن المسلمين هو جزء من الغيب الذي ارتبط علمه بالعقل أوالوحي أو كليهما ,فلا يمكنا إردراك حقيقة وجود الجن ولا الملائكة الا بالوحي ,وحقيقة لا يمكن اطلاق اسم لا مادي على شيء موجود إلا على من أوجد كل شيء سبحانه وتعالى لأن كل شيء سواه خلقه عز وجل وبعضها خلقت من مخلوق آخر كالملائكة خلقت من النور والجن خلقت من النار .وكل ما هو مكون من أشياء أخرى أو هو أصل الأشياء يسمى مادة .
فالكون يطلق على ما هو موجود سواء أكان مدركا محكوما بقوانين الطبيعة التي أوجدها الله عز وجل وجعل فيها هذا الميزان أو ما خلقه الله عز وجل وجعل له قوانين أخرى تحكمه بأمره عز وجل .كالجنة والنار والجن والملائكة وما لا ندركه مما على هذه الأرض أو في السماء كالروح وتعلقها بالجسد .
لذا فان قول الملحد المادة أزلية يساوي قوله الكون أزلي وهنا أحب أن أنبه على نقطة مهمة وهي أن الفلاسفة الذين قالوا بأزلية المادة لم يقولوا بأن المادة أزلية وأثبتوا سلسلة غير متناهية من الأحداث بشكل لا باية له ,بل قالوا المادة أزلية ولكن الذي حولها من شكل لآخر هو الله عز وجل ,وهذا هو الفارق بين الفلاسفة وملحدي هذه الايام ,لأن الفلاسفة اضطروا عقلا أن يكون هناك من غير هذه الماة من شكلها الأول الأزلي الى شكلها الثاني الى أن وصلت لحالتها الحالية , فاثبتوا خالقا بإبطال كل من السلسلة والترجيح بلا مرجح ووجود المعلول دون وجود العلة وغيرها من العقليات التي يسلم بها العقلاء إلا أن ملاحدة العصر في أغلبهم وضعوا عقولهم وتبلدوا عند هذه النقطة . والأغرب أن الفلاسفة كان يسعهم التسليم بأن الخالق أوجد المادة الأولى من عدم ,لأنه ليس شيئا من هذه المخلوقات وهو شكلها ولا فارق بين تشكيلها أو إيجادها بعد التسليم بوجوه وقدرته عز وجل .
الخلط بين مفهوم المسلمين للكون ومفهوم الفلاسفة أدخل على المسلمين الكثير من الجدل الذي ضل بسببه الكثير من الناس بعلم الكلام .ولم يكن العقل هو سبب هذا الخلاف والتشتت بل كان ما يسميه كل انسان عقلا وهو حقيقة يعبر عن فهمه يسميه العقل .

مجدي
02-09-2012, 08:07 AM
خلاصة الكلام لا يجوز الخلط بين مصطلح الفلاسفة والماديين مع الألفاظ الشرعية , ويجب دائما بيان المصطلح ومعناه قبل الخوض في اي نقاش مع هؤلاء.