المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شكرا لقد أحرجتنا



عبدالعزيز الباروني
11-22-2005, 05:40 AM
أربعائيات .. درس في الخير..!

الملياردير الأميركي بيل غيتس تبرع بمبلغ ثمان وعشرين بليون دولار من ثروته لأعمال الخير..! أي ما يقرب من نصف ثروته..!

لو كان بيدي لعلقت هذا الخبر على بوابات المدن العربية، الممتدة من البحر إلى البحر، ولأرسلت الخبر بالبريد المسجل إلى كل رجال الأعمال العرب الذين يملكون ثروات لا تأكلها النيران..! ولوزعته مع دفاتر الأطفال في المدارس، ووضعته على طاولات الإفطار في كل بيت، ولأرسلته لكل الذين يخطبون في المساجد والذين يعلمون في المدارس..!

هذه الأمة التي تمتلئ منابر مساجدها، وشاشات تلفزيوناتها بالخطب والوعظ عن الخير، وعن التكافل وعن مساعدة المحتاج، هي أمة يضرب بها رجال الاعمال المثل بالجشع وحب الذات وغياب الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين وتكرار مقولات أخلاقية ووطنية انتهت صلاحيتها وتأكد كذبها، وبعضهم بطنه مثل جهنم يصرخ إناء الليل وأطراف النهار «هل من مزيد»..!

مدن عربية كبيرة تمتلئ بالشحاذين، وأطفال عرب كثيرون لا يجدون مكانا في مدرسة، ومرضى كثيرون لا يجدون سريرا في مستشفى، ومع ذلك يراكم الأغنياء العرب اموالهم ويتعاملون مع المجتمعات التي يراكمون أموالهم فيها معاملة عدم الشعور بالمسؤولية، وموت الإحساس الإنساني..!

أعظم جامعات أميركا وأوروبا اليوم، وأكبر مستشفياتها بنيت بأموال وقفية من المقتدرين، وما زالت لعشرات السنين تمثل نموذج الريادة والتفوق والنجاح. ونحن الأمة التي اخترعت مفهوم «الوقف» وقدمت نماذج لمستشفيات ومدارس ودور ترجمة بأموال الوقف قبل أكثر من ألف عام، تتلفت في مدنها الكبرى ذات اليمين وذات الشمال لتجد مدرسة أو مستشفى او مكتبة يمولها رجل أعمال فلا تجد سوى الخيبة، ولا نشاهد سوى غياب الشعور بالمسؤولية.

بيل غيتس.. شكرا لقد أحرجتنا..!

مقال للدكتور الربعي يؤسفني الا استطيع التعليق بالقول الا نعم انت محق فنحن عبارة عن طبول تدق فقط وافواه تجعجع

سيف الكلمة
11-22-2005, 07:40 AM
أخى عبد العزيز
هذه الثروة الضخمة 28 مليار دولار يمكن أن تحل عشر مشكلة الغذاء فى العالم
1) ولكن أعمال الخير عندنا قد لا تكون هى أعمال الخير لديهم
فقد يعتبرون أن من أعمال الخير القضاء على الإرهاب والإرهاب لديهم هو الإسلام
فيدعمون فرض حصار على سوريا وربما إيران وغير ذلك مما يطمحون إليه لإضعاف المسلمين
فالكلمة متسعة ولم يحدد ما هية أعمال الخير
والله أعلم بما ستئول إليه هذه الأموال
وكلنا نعلم كيف وظف اليهود وقف نوبل لأعمال الخير وكيف تم توظيف جائزته لتكريس الفكر المعادى للإسلام

2) ما لا تأكله النيران من أموال الأثرياء العرب أكل أكثره تمويل الحروب فى المنطقة ودعم الغزاة لبلادنا
فما كان من حرام أو ما لم يتم إخراج حقه أو ما تم إرباؤه بالفوائد الربوية فى بنوك الغرب بديلا عن استثماره لصالح العباد يمحقه الله
وإذا غضب الله على عبد رزقه من حرام وإذا اشتد غضبه عليه بارك له فيه
ولكن ليس دون حساب فهو رب عادل

3) لم تعد نظرة المسلمين للأوقاف هى نظرتهم القديمة فلم يعودوا واثقين من توظيف أموالهم الموقوفة لوجه الله بأمانة بعد أن استولت نظم الحكم على أموال الأوقاف ومدارسها ومساجدها ووظفت لنظم تعليمية وإعلامية مناهضة للدين
وذلك بسبب تدخل النظم الشمولية فى توظيف الثروات الموقوفة ففقدت مجتمعاتنا الكثير
وصارت مساجد الأوقاف فى بلادنا وسيلة لتحديد ما يقال فى المساجد فعزلوا الخطباء عن الأحداث الجارية الجسيمة التى تواجه الأمة المسلمة

4) الخير ما زال موجودا فى هذه الأمة وما زال العطاء موجودا من أغنياء وغير أغنياء

5) لو لم يكن هناك جشع سيكتفى الفقراء بما لهم من حق معلوم وهو الزكاة وغير معلوم وهو الصدقات من أموال المسلمين
وأهل الجشع والنهب يعلمون أن الله لا يقبل الصدقة إلا من حلال فحجبوها لتلوث أموالهم
والله هو الغنى عنهم وعن أموالهم التى أصابها الدخن وتلوثت بالربا وبالدماء وبالكثير من مصادر الربح المحرمة

6) قد يكون فى الفقر اختبار يريده الله للعباد لتمييز الغث من الثمين منهم فهو سبحانه وتعالى يقدر كل شيء ورضينا بقضائه وقدره وكرهنا ما يفعله المبطلون مما كرهه الله
وتأكد أن كل ذلك يجرى بتقدير العزيز الحكيم الغنى القادر ملك الملك لا إله إلا هو
وهو أيضا الرحمن الرحيم
لا نبتئس مما يفعلون
فهو سبحانه وتعالى يقدر كل شيء ويعلم ما يفعلون