أين العصا .. ؟!

[وعد الآخرة]

بسم الله الرحمن الرحيم

أين العصا .. ؟!
إن الناظر لحياة الأنبياء عليهم السلام يعجب من ذلك النصر العجيب الذي يحظى به أنبياء الله وأولياؤه على أعدائهم من الطغاة والمجرمين والمفسدين في الأرض في شتى الأماكن والأزمان ...
والمتأمل في حياة ومسيرة موسى عليه السلام مع الطاغية فرعون، وكيف نصر الله نبيه موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم ليرى أشد العجب ...

لماذا العصا ... ؟!

عندما أجمعوا أمرهم وصنعوا كيد ساحر ... وسحروا أعين الناس ... واسترهبوهم .. وأوجس في نفسه خيفة موسى ..
جاء الأمر الإلهي ...
﴿٦٨﴾ وَأَلْقِ مَا فِى يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوٓا۟ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا۟ كَيْدُ سَـٰحِرٍۢۖ وَلَا يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ ﴿٦٩﴾ طه

إن الله جلت قدرته .. يستطيع بأمر – كن – تلقف ماصنعوا ...
ولكن لماذا أمره بأن ألق مافي يمينك ... نعم يمينك أنت ..

وعندما أدرك جنود فرعون ... موسى عليه السلام وأتباعه على حافة البحر وأيقنوا أنهم مدركون لا محالة ..
جاءه الأمر الإلهي .. أيضاً ...
﴿٦٢﴾ فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ ۖ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍۢ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ ﴿٦٣﴾ الشعراء

فالله جلت قدرته يستطيع أن يأمر البحر- كن – فينفلق كل فرق كالطود العظيم ...
لماذا أمره باستخدام العصا .. اضرب بعصاك .. نعم عصاك أنت ..

وعندما شارف موسى عليه السلام وأتباعه على الموت عطشاً ....
جاءه الأمر الإلهي مرة أخرى ..
﴿٥٩﴾ ۞ وَإِذِ ٱسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِۦ فَقُلْنَا ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ ۖ فَٱنفَجَرَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًۭا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍۢ مَّشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا۟ وَٱشْرَبُوا۟ مِن رِّزْقِ ٱللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا۟ فِى ٱلْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴿٦٠﴾ البقرة

الله جل وعلا يستطيع بأمره – كن – فتتفجر الأرض ينابيع ...
لماذا أمره اضرب بعصاك .. نعم عصاك أنت ...

تأملت حالنا ...
مائة عام ... من الفراعنة والظالمين والطغاة ...
مائة عام .... من المظلومين والمستضعفين ....
مائة عام ... والداعون ليل نهار من أتباع موسى وعيسى وخاتم الأنبياء محمد عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام ...
مائة عام ... والله لا تأخذه سنة ولا نوم ...

ما هو الشيء المفقود .. لتكتمل المعادلة .. ؟
لماذا لا ينصرنا الله كما نصر أولئك الأنبياء عليهم السلام ... ؟
رغم دعاوينا العريضة باتباع سنتهم ومنهجهم ..

هل يحتاج الأمر إلى عصا ... ؟


والحمد لله رب العالمين ..

[مواطن]

(( لماذا لا ينصرنا الله كما نصر أولئك الأنبياء عليهم السلام ... ؟ ))


ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم



ثانيا نحتاج الى ان نتوكل على الله
وهذا لن يتحقق الا لو ضحينا بمصلحتنا الفردية
وركزنا على المصلحة المشتركة

[أمَة الرحمن]

الجواب ببساطة هو: (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

و نحن للأسف اما أن نرفض التغيير أو نتغيّر للأسوأ!

فلابد من اخلاص النية لله و الإستعانة به و التوكل عليه ثم الصبر و الصبر و الصبر.