المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من دقائق الأخلاق !



كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
01-03-2012, 03:14 AM
(1) ... شرط الجواز عدم قصد التحقير .
قال الإمام السبكي ـ رحمه الله ـ : كنت جالساً بدهليز دارنا فأقبل كلب فقلت : اخسأ كلب ابن كلب
قال : فزجرني والدي من داخل البيت ، قلت : سبحان الله ... أليس هو كلباً ابن كلب !؟ ، فقال : شرط الجواز عدم قصد التحقير ، قلت : وهذه فائدة " أهـ فيض القدير (1/151)

اخت مسلمة
01-03-2012, 03:48 AM
ليست على إطلاقها برأيي المتواضِع , فهاهو القُرآن يقول الله تعالى فيه :( ..وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا..) وغيرها كذلك ..
وفي أهل البدع ومسائِل الجرح وغيرها , فتعميمها لايصِح ...
إنما هي صحيحة ومأمورٌ بها بين أهل التوحيد بعيداً عن غيرهم ممن يستوجب تحقيرهم وذمهم في مواطن معينة ...
بارك الله فيك أخي الفاضل

ابن عبد البر الصغير
01-03-2012, 03:58 AM
بارك الله بك، والله فائدة جليلة .

اسمح لي بالتطفل عليك، فقد استكملتُ اليوم فقط مراجعة كتاب " اعتقادات فرق المسلمين والمشركين" للإمام الرازي رحمه الله تعالى، وانتبهتُ لخاتمة الكتاب وتأثرت بها حيث قال رحمه الله تعالى :

"وجميع الفلاسفة يعتقدون في تلك الكتب اعتقادات عظيمة: وكنا نحن في ابتداء اشتغالنا بتحصيل علم الكلام تشوقنا الى معرفة كتبهم لنرد عليهم فصرفنا شطرا صالحا من العمر في ذلك، حتى وفقنا الله تعالى في تصنيف كتب تتضمن الرد عليهم ،ككتاب "نهاية العقول" وكتاب "المباحث المشرقية" وكتاب "الملخص" وكتاب "شرح الإشارات" وكتاب "جوابات المسائل البخارية" وكتاب "البيان والبرهان في الرد على أهل الزيغ والطغيان" وكتاب "المباحث العمادية في المطالب المعادية" وكتاب "تهذيب الدلائل في عيون المسائل" وكتاب "إشارة النظار الى لطائف الاسرار". وهذه الكتب بأسرها تتضمن شرح أصول الدين وإبطال شبهات الفلاسفة وسائر المخالفين وقد اعترف الموافقون والمخالفون أنه لم يصنف أحد من المتقدمين والمتأخرين مثل هذه المصنفات، وأما المصنفات الأخر التي صنفناها في علم آخر فلم نذكرها هنا ومع هذا فإن الأعداء والحساد لا يزالون يطعنون فينا وفي ديننا مع ما بذلنا من الجد والإجتهاد في نصرة اعتقاد أهل السنة والجماعة ويعتقدون أني لست على مذهب أهل السنة والجماعة، وقد علم العالمون أنه ليس مذهبي ولا مذهب أسلافي إلا مذهب أهل السنة والجماعة ولم تزل تلامذتي ولا تلامذة والدي في سائر أطراف العالم يدعون الخلق الى الدين الحق والمذهب الحق ،وقد أبطلوا جميع البدع وليس العجب من طعن هؤلاء الأضداد الحساد بل العجب من الأصحاب والأحباب كيف قعدوا عن نصري والرد على أعدائي ومن المعلوم أنه لا يتيسر شيء من الأمور إلا بالمعاونة والمساعدة ولو أمكن ذلك من غير مساعدة لما كان كليم الله موسى بن عمران أن مع حججه الباهرة وبراهينه القاهرة يقول مخاطبا للرب سبحانه وتعالى أرسله معي ردءا يصدقني.
يسر الله لنا ولكم التوفيق الى الخيرات وصاننا عما يكون في الدنيا والعقبى سببا لاستحقاق العقوبات بمنه ولطفه والسلام والحمد لله وحده وصلواته على النبي المصطفى محمد وآله وصحبه وسلم تمت الرساله والحمد لله وحده "

وقد ذكرني هذا بقول الإمام ابن العربي المالكي رحمه الله تعالى في "عارضة الأحوذي" : "فإن طائفة من الطلبة عرضوا علي رغبة صادقة في صرف الهمة إلى شرح كتاب أبي عيس الترمذي، فصادف مني تبعاداً عن أمثال ذي، وفي علم علام الغيوب أني أحرص الناس على أن تكون أوقاتي مستغرقة في باب العلم، إلا أني منيت بحسدة لا يفتنون، ومبتدعة لا يفهمون، قد قعدوا مني مزجر الكلب يبصبصون، والله أعلم بما يتربصون:{قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون} (التوبة:52).
بيد أن الامتناع عن التصريح بفوائد الملة، والتبرع بفوائد الرحلة لعدم المنصف، أو مخافة المتعسف، ليس من شأن العالمين، أو لم يسمعن قول رب العالمين لنبيه الكريم: {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين} (الانعام:89)."

وبقول الإمام الشاطبي في الاعتصام : " وذلك أني ولله الحمد لم أزل منذ فتق للفهم عقلي ، ووجه شطر العلم طلبي أنظر في عقلياته وشرعياته ، وأصوله وفروعه ، لم أقتصر منه على علم دون علم ، ولا أفردت عن أنواعه نوعا دون آخر ، حسبما اقتضاه الزمان والمكان ، وأعطته المنة المخلوقة في أصل فطرتي ، بل خضت في لججه خوض المحسن للسباحة ، وأقدمت في ميادينه إقدام الجريء ، حتى كدت أتلف في بعض أعماقه ، أو أنقطع في رفقتي التي بالأنس بها تجاسرت على ما قدر لي ، غائبا عن مقال القائل وعذل العاذل ، ومعرضا عن صد الصاد ولوم اللائم ، إلى أن من علي الرب الكريم الرءوف الرحيم ، فشرح لي من معاني الشريعة ما لم يكن في حسابي ، وألقى في نفسي القاصرة : أن كتاب الله وسنة نبيه لم يتركا في سبيل الهداية لقائل ما يقول ولا أبقيا لغيرهما مجالا يعتد فيه ، وأن الدين قد كمل ، والسعادة الكبرى فيما وضع ، والطلبة فيما شرع ، وما سوى ذلك فضلال وبهتان وإفك وخسران ......... فتردد النظر بين أن أتبع السنة على شرط مخالفة ما اعتاد الناس ; فلا بد من حصول نحو مما حصل لمخالفي العوائد ، ولا سيما إذا ادعى أهلها أن ما هم عليه هو السنة لا سواها ، إلا أن في ذلك العبء الثقيل ما فيه من الأجر الجزيل ، وبين أن أتبعهم على شرط مخالفة السنة والسلف الصالح ، فأدخل تحت ترجمة الضلال عائذا بالله من ذلك ، إلا أني أوافق المعتاد ، وأعد من المؤالفين لا من المخالفين ، فرأيت أن الهلاك في اتباع السنة هو النجاة ، وأن الناس لن يغنوا عني من الله شيئا ، فأخذت في ذلك على حكم التدريج في بعض الأمور ، فقامت علي القيامة ، وتواترت علي الملامة ، وفوق إلي العتاب سهامه ، ونسبت إلى البدعة والضلالة ، وأنزلت منزلة أهل الغباوة والجهالة ...فتارة نسبت إلى القول بأن الدعاء لا ينفع ولا فائدة فيه... وتارة نسبت إلى الرفض وبغض الصحابة رضي الله عنهم ... وتارة أضيف إلي القول بجواز القيام على الأئمة ... وتارة نسبت إلى معاداة أولياء الله ... وتارة نسبت إلى مخالفة السنة والجماعة ... وكذبوا علي في جميع ذلك ، أو وهموا ، والحمد لله على كل حال . "

ودقائق الأخلاق المستفادة من هذه النصوص عديدة مفهومة تلويحا دون تصريح.

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
01-03-2012, 09:42 AM
بارك الله فيك أختي الفاضلة أخت مسلمة والأمر كما قلتم لمن دخل في الإستحقاقية أما بين أهل التوحيد فيعتبر من الجنايات ، وقد سُئل الإمام مالك : أَرَأَيْتَ إنْ قَالَ : يَا حِمَارُ أَوْ يَا ثَوْرُ أَوْ يَا خِنْزِيرُ ؟ قَالَ : يُنَكِّلُهُ عَلَى قَدْرِ مَا يَرَى الإِمَامُ فِي رَأْيِي ...
وسلمت يدا عمنا ابن عبد البر ونزيدك من نفس ما نقلته بيتاً هو ما حصل للإمام عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله مع معارضيه عند الملك الناصر وكيف عفا عنهم وجعلهم في حل حتى حلم عنهم الملك وأمر بإطلاق سراحهم فرحم الله أولئك الإئمة وجمعنا بهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر ..

متعلم
01-03-2012, 02:12 PM
جزاكم الله خيرًا على الفوائد الماتعة ..

وفائدة "السبكي" ترد ما شاع لدى كثيرين، لا سيما على الإنترنت، فإذا عوتب أحدهم على "السب"، قال العبارة الممهوكة: "هذا ليس سبًا بل هو مجرد وصف"! .. وكأن الوصف والسب لا يجتمعان .. والصحيح أنهما قد يجتمعان وقد لا .. والعبرة بالسياق .. كما أن الوصف والمدح قد يجتمعان وقد لا .. وكذا باقي الأغراض البلاغية .. والعبرة بالسياق.

ومن مبادئ الإلحاد التي شاعت في عصرنا: تقبيح السب مطلقـًا، مع قطع النظر عن استحقاق من صُرف إليه السب .. وقد دخل على المسلمين من ذلك الكثير، حتى صار الكثيرون منهم يعتذرون عما في القرآن والسنة من نصوص تسب المخالفين - أنواعًا وأعيانًا - وتحقرهم، بأنها "وصف" وليست سبًا !

وهذا تفويت لمراد الله ورسوله .. وإخفاء لبعض الحق .. ولا يصلح الناس إلا الحق.

ابن عبد البر الصغير
01-03-2012, 06:39 PM
جزاكم الله خيرًا على الفوائد الماتعة ..

وفائدة "السبكي" ترد ما شاع لدى كثيرين، لا سيما على الإنترنت، فإذا عوتب أحدهم على "السب"، قال العبارة الممهوكة: "هذا ليس سبًا بل هو مجرد وصف"! .. وكأن الوصف والسب لا يجتمعان .. والصحيح أنهما قد يجتمعان وقد لا .. والعبرة بالسياق .. كما أن الوصف والمدح قد يجتمعان وقد لا .. وكذا باقي الأغراض البلاغية .. والعبرة بالسياق.

ومن مبادئ الإلحاد التي شاعت في عصرنا: تقبيح السب مطلقـًا، مع قطع النظر عن استحقاق من صُرف إليه السب .. وقد دخل على المسلمين من ذلك الكثير، حتى صار الكثيرون منهم يعتذرون عما في القرآن والسنة من نصوص تسب المخالفين - أنواعًا وأعيانًا - وتحقرهم، بأنها "وصف" وليست سبًا !

وهذا تفويت لمراد الله ورسوله .. وإخفاء لبعض الحق .. ولا يصلح الناس إلا الحق.

صدقتَ أخانا الفاضل أبقاك الله ويسَّر أمورك.

وعلى يقين أن أخانا البرازيلي رعاه الله سينقل لنا من مقالات السلف ما سيفضحنا .

أبو عثمان
01-03-2012, 09:13 PM
اتّعضت منها فعلاً
بوركت .

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
01-03-2012, 10:42 PM
بارك الله فيكم أجمعين ونسأل الله أن يثبتنا على الإيمان وأن يميتنا عليه ..
وعمنا ابن عبد البر نقول له كما قال الفضيل رحمه الله (( اللهم إن بلوتنا فلا تفضحنا )) ونقول كما قال إمام أهل السنة الإمام أحمد (( نحن قوم مساكين لولا ستر الله لافتضحنا )) ...

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
01-03-2012, 10:49 PM
(2)....
رحم الله الإمام النووي
خطف سارق عمامة الإمام النووي - رحمه الله - :
وهرب فجعل الشيخ يعدو خلفه ويقول ملكتك إياها قل : قبلت والسارق لا يفهم !
( المنهل العذب ص 111)

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
01-03-2012, 10:54 PM
رحمة ابن تيمية بالمعارضين وشفقته عليهم

قال ابن القيم - رحمه الله - : ومارأيت أحد أجمع لهذه الخصال من شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - ، وكان بعض أصحابه الأكابر يقول :[ وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه ] .وما رأيته يدعو على أحد منهم قط ، وكان يدعو لهم ، وجئت يوما مبشرا له بموت أكبر أعدائه وأشدهم عداوة وأذى له ، فنهرني وتنكر لي واسترجع ، ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم ، وقال :[ إني لكم مكانه ، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه ] ، - ونحو هذا من الكلام - ، فسروا به ودعوا له وعظموا له هذه الحال منه ، فرحمه الله ورضي عنه مدارج السالكين

عَرَبِيّة
01-03-2012, 11:23 PM
دقائقٌ وَ رقائق يستحِي منْها المرءُ ,
بوركتُم وجَعَلَنَا اللهُ وإيَاكُم مِمّنْ يرْتَوِي ويَرْوِي منْ هَذَا النَبْعِ الطَهُورِ .
عنهُ (ص) : " ما مِنْ شىءٍ فِي الميزانِ أثقلُ منْ حُسْنِ الخلق " , رواهُ البخاري .
وقال عليه السلام : " أكمَلُ المؤمنينَ إيماناً أحْسَنُهُم أَخْلاقا " , رواهُ أبو داوود .

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
01-03-2012, 11:43 PM
وإياكم أختنا الفاضلة عربية ...