المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



صخر
11-23-2005, 12:29 PM
قال الدكتور الفوزان حفظه الله:
1-من المعلوم بالضرورة أن الحادث لا بد له من محدث:
هذه قضية معلومة بالفطرة,حتى للصبيان,فإن الصبي لو ضربه ضارب,وهو غافل لا يبصره,لقال:من ضربني؟ فلو قيل له :لم يضربك أحد,لم يقبل عقله أن تكون الضربة حدثت من غير محدث,فإن قيل:فلان ضربك,بكى حتى يضرب ضاربه,ولهذا قال تعالى:*أم خلقوا من غير شيء أ/ هم الخالقون*الطور35
وهذا تقسيم حاصر,ذكره الله بصيغة استفهام إنكاري,ليبين أن هذه المقدمات معلومة بالضرورة,لا يمكن جحدها,يقول:*أم خلقوا من غير شيء*أي: من غير خالق خلقهم,أم هم خلقوا أنفسهم؟وكلا الأمرين باطل,فتعين أن لهم خالقا خلقهم,وهو الله سبحانه,ليس هناك خالق غيره,قال تعالى:* هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه*لقمان11 *أروني ماذا خلقوا من الأرض*الأحقاف4 *أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار*الرعد16 *إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولواجتمعوا له *الحج73 *والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون*النحل20 *أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون*النحل17
ومع هذا التحدي المتكرر لم يدع أحد أنه خلق شيئا,ولا مجرد دعوى-فضلا عن إثبات ذلك-,فتعين أن الله سبحانه هو الخالق وحده لا شريك له.
2-انتظام أمر العالم كله و أحكامه:أدل دليل على أن مدبره إله واحد ورب واحد لا شريك له و لا منازع.
قال تعالى*مااتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض*المؤمنون91.
فالإله الحق لا بد أن يكون فاعلا,فلو كان معه سبحانه إله اخر,يشاركه في ملكه-تعالى الله عن ذلك-لكان له خلق وفعل,وحينئذ فلا يرضى شركة الإله الأخر معه, بل إن قدر على قهر شريكه و تفرد بالملك و الإلهية دونه فعل,وإن لم يقدر على ذلك,انفرد بنصيبه في الملك و الخلق,كما ينفرد ملوك الدنيا بعضهم عن بعض بملكه,فيحصل الانقسام. فلا بد من أحد ثلاثة أمور:
أ-إما أن يقهرأحدهما الأخر و ينفرد بالملك دونه.
ب-وإما أن ينفرد كل واحد منهما عن الاخر بملكه وخلقه فيحصل الانقسام.
ج-وإما أن يكونا تحت ملك واحد يتصرف فيهما كيف يشاء فيكون هو الإله الحق وهم عبيده.
وهذا هو الواقع ,فإنه لم يحصل في العالم انقسام ولا خلل,مما يدل على أن مدبره واحد,لا منازع له ,وأن مالكه واحد لاشريك له.
3-تسخير المخلوقات لأداء وظائفها ,والقيام بخصائصها:
فليس هناك مخلوق يستعصي و يمتنع عن أداء مهمته في هذا الكون,وهذا ما استدل به موسى-عليه السلام-حين سأله فرعون:*قال فمن ربكما باموسى*طه49 ,أجاب موسى بجواب شاف كاف فقال*ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى*طه50 أي:ربنا الذي خلق جميع المخلوقات,وأعطى كل مخلوق خلقه ثم هدى كل مخلوق إلى ما خلقه له ,وهذه الهداية هي هداية الدلالة والإلهام وهي الهداية الكاملة المشاهدة في جميع المخلوقات,فكل مخلوق تجده يسعى لما خلق له من المنافع,وفي دفع المضار عنه,حتى أن الله أعطى الحيوان البهيم من الإدراك,ما يتمكن به من فعل ما ينفعه,ودفع ما يضره,وما به يؤدي مهمته في الحياة,وهذا كقوله تعالى:*الدي أحسن كل شيء خلقه*السجدة7.
فالذي خلق جميع المخلوقات,وأعطاها خلقها الحسن-الذي لاتقترح العقول فوق حسنه-وهداها لمصالحها,هو الرب على الحقيقة,فإنكاره إنكار لأعظم الاشياء وجودا,وهو مكابرة ومجاهرة بالكذب,فالله أعطى الخلق كل شيء يحتاجون إليه في الدنيا,ثم هداهم إلى طريق الانتفاع به ,ولا شك أنه أعطى كل ذكر و أنثى الشكل المناسب له من جنسه ,في المناكحة و الألفة و الاجتماع,وأعطى كل عضو شكله الملائم للمنفعة المنوطة به ,وفي هذا براهين قاطعة على أنه جل و علا رب كل شيء,وهو المستحق للعبادة دون سواه....
وفي كل شيء له أية** تدل على أنه الواحد
وممالا شك فيه أن المقصود من إثبات ربوبيته-سبحانه-لخلقه وانفراده لذلك:هو الاستدلال به على وجوب عبادته وحده لا شريك له ,الذي هو توحيد الألوهية.






من كتاب :التوحيد

اخت مسلمة
11-26-2005, 07:46 PM
شكرا اخي صخر
جزاك الله خيرا
تحياتي لعرضك الطيب

أبو تراب النقبي
12-02-2005, 06:16 AM
السلام عليكم
جزاك الله خير أخي صخر على الموضوع

أخوكم فالله
أسد بنشير