المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل سُحر النبي صلى الله عليه وسلم ؟



ماكـولا
01-10-2012, 03:47 AM
يقرر زميل من الزملاء قوله في قضية لم يفهمها فيسابق الفهم بقوله

" في حين ينفي القرآن أن يكون الرسول شاعرا أو مجنونا أو كاهنا أو مسحورا يصر كتاب الصحيح أن الرسول مسحور .. افنؤمن بما يتعارض مع القرآن . , لأن بعض المستفيدين قرروا أن هذا الضلال الظني يبين القرآن العربي المبين. "


يرحم الله الامام البخاري , فكم كان له من النقاد والمجريح والمشهوهين له حياً وميتاً !
لما قيل لاحدى امهات المؤمنين على ما اظن ان رجالاً يقعون في الشيخين ابي بكر وعمر , فقالت , هؤلاء اراد الله ان يجري عليهما الحسنات , او كما قالت !

وكذلك القول في البخاري واهل السنن والاثر , اراد الله ان يرفع درجتهما وويحك عنهما بمثل ذلك , بل وليعلي ذكرهما وكتبهما في سائر الامم , مصداقاً لقوله " لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم " فكل محنة في قالبها منحة من الجليل للعبد الذليل , ليعزه الله بها جزاءاً وفاقاً ! فتصير حسناتهما جارية لهما من بعد وفاتهما , بسبب دفع الناس الاطلاع على مافي كتبهم من الخير

والحاصل ان البخاري لم ينفرد بالحديث أصلاً !

فقد اخرجه مسلم , والبيهقي في السنن , وابن سعد في الطبقات , وابن ماجه القزويني , والنسائي , وابن حبان البُستي , والطحاوي في مشكل الاثار , وابو يعلى في مسنده , والامام احمد , والشافعي , والحميدي في مسنده , واسحاق ابن راهويه , واكتفي الى هنا ابن ابي شيبة في مصنفه !!

فكل هؤلاء العلماء الاجلاء رووا الحديث متصل الاسناد الى النبي صلى الله عليه وسلم , وقبلوه وما تمنطقوا فيه ! حتى تخرج علينا نابتة بعده بقرون لتتفذلك بالطعن في مثل هذه الاحاديث !

والى الله المشتكى

فقضية سحر النبي صلى الله عليه وسلم اعترض عليها المعترضون بلا لا اعتراض فيه اصلا

وقد بوب البيهقي في سننه

(باب السحر له حقيقة )


قال الله عز وجل في السحر : (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله)


فالحاصل ان لفظة " أحدٍ " في الاية هل تشمل الانبياء اما لا ؟

فالصحيح انها شاملة , لكون السحر مرض , يعتري الانبياء ايضاً فهم يموتون , ويتعبون ويمرضون , ويشجون في المعارك ويصابون , ويقتلون كما قتل كثير من انبياء بني اسرائيل


روى البخاري ومسلم في صحيحهما في باب السحر
عن عائشة رضي الله عنها قالت : سحر رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله
حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ثم قال ( يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل ؟

فقال مطبوب قال من طبه ؟

قال لبيد بن الأعصم قال في أي شيء ؟

قال في مشط ومشاطة وجف طلع نخلة ذكر .

قال وأين هو ؟ قال في بئر ذروان .

فأتاها رسول الله صلى الله عليه و سلم في ناس من أصحابه فجاء فقال : يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين . قلت يا رسول الله أفلا استخرجته ؟

قال ( قد عافاني الله فكرهت أن أثور على الناس فيه شرا ) .

فأمر بها فدفنت


( رجلان ) أي ملكان في صورة رجلين .
( مطبوب ) مسحور .
( مشاقة ) ما يخرج من الكتان حين يمشق والمشق جذب الشيء ليمتد ويطول . وقيل المشاقة ما يغزل من الكتان . ( جف الطلعة ) وعاء الطلع وغشاؤه إذا جف .

( بئر ذروان ) بئر في المدينة في بستان لأحد اليهود



فهذا الحديث يثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم سُحر , والسحر يتفاوت من شخص الى اخر , وكذا اعراضه , ومنها النسيان , والتعب , والارهاق .., والتخييل .. الخ فدعا النبي صلى الله عليه وسلم حتى كشف الله له حاله , والنبي صلى الله عليه وسلم بشر , يصيبه المرض , والارهاق , والتعب والنصب , ويعترييه ما يعتريه من مستلزمات الفطرة من النسيان , والامراض , والجوع والعطش والموت ... الخ

والله عاصمه في امور الوحي والتبليغ , اي ان نسيان النبي صلى الله عليه وسلم يكون بمشيئة الله , واذا نسي يذكره الله

والذين يقولون ان السحر لا يجوز في حقه لم يفهموا ان الله عاصمه في تبليغ الرسالة واداء الامانة

** واذا قيل , اذاً قد نسي شيئاً من الوحي !
قيل قد قال الله " سنقرؤك فلا تنسى الا ما شاء الله " اي كان ذلك بمشيئة الله وان الشيطان لا حيلة مع ايحاء الله لنبيه صلى الله عليه وسلم

فقد قال الله " عالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا"

فهذه الايات تدل على الحفظ الالهي لانبياءه في ابلاغ رسالات الله , وان الشياطين لا حيلة في تلبيسهم في الوحي , وان حصل فان الله متم نوره , والله ناسخ ما يلقيه الشيطان ومحكم آياته



قال الله " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "


فالخلاصة ان السحر , كالمرض , وما يقتضيه من التعب , والنسيان , والتخييل , سواءاً بسواء , وقد علمت عصمة الانبياء في التبليغ , ومن قال بأن السحر كان على البدن فقط , اصاب بعضاً وتوقف عند بعض , اذ ان في الحديث لفظة يُخيّل , وليس التخيل يكون للبدن قط ! انما هو عارض يعترض المخ والبصر , لسبب او اخر , بسبب كثرة الشواغل , والارهاق والتعب , وهذه اعراض السحر .

وقد نقل ابن القيم " والسحر الذي أصابه كان مرضا من الأمراض عارضا شفاه الله منه ولا نقص في ذلك ولا عيب بوجه ما فإن المرض يجوز على الأنبياء وكذلك الإغماء فقد أغمي عليه في مرضه ووقع حين انفكت قدمه وجحش شقه رواه البخاري ومسلموهذا من البلاء الذي يزيده الله به رفعة في درجاته ونيل كرامته وأشد الناس بلاء الأنبياء فابتلوا من أممهم بما ابتلوا به من القتل والضرب والشتم والحبس فليس ببدع أن يبتلى النبي من بعض أعدائه بنوع من السحر كما ابتلى بالذي رماه فشجه وابتلى بالذي ألقى على ظهره السلا وهو ساجد وغير ذلك فلا نقص عليهم ولا عار في ذلك بل هذا من كمالهم وعلو درجاتهم عند الله قالوا وقد ثبت في الصحيح عن أبي سعيد الخدري أن جبريل أتى النبي فقال يا محمد اشتكيت فقال نعم فقال باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك فعوذه جبريل من شر كل نفس وعين حاسد لما اشتكى فدل على أن هذا التعويذ مزيل لشكايته وإلا فلا يعوذه من شيء وشكايته من غيره ..."



ولا عجب من ذلك فقد فقد قال الله " فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى فأوجس في نفسه خيفة موسى"
فهذه أعراض قد عرضت لكليم الله موسى عليه السلام ومن معه , وبثت في روعه الخوف , حتى ثبته الله سبحانه

وقد تزداد هذه الاعراض الى الاذية الجسدية وهي جائزة على الانبياء أيضاً فقد قال الله " واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب "

فالحاصل ان هذه الاعراض لا مانع منها , وهي كسائر الامراض , التي يبتلي الله بها عباده ليرفع بها درجاتهم , وليمحص بها سيئاتهم .


**وان قيل ان هذه الايات والاحاديث من السحر وتلبيس الشياطين اذاً !

فيجاب , بأنها نِعمة السحر , ونِعمة الشياطين الذين يأمرون بالمعروف ويأمرون بإفراد العبادة لله , وإقام الصلاة وايتاء الزكاة , وينهون عن المنكر , وعن الشرك , والزنا , والسرقة , وعن كل رذيلة ! فلا اشكال في الحديث , انما الاشكال في الافهام , فلا يتعارض حديث صحيح صريح مع عقلٍ سليم أبداً

وقد ناقش ابن القيم رحمه الله هذه القضية موضحاً قوله " وأما الآيات التي استدللتم بها لا حجة لكم فيها أما قوله تعالي عن الكفار أنهم قالوا "إن تتبعون إلا رجلا مسحورا " وقوله قوم صالح له "إنما أنت من المسحرين " فقيل المراد به من له سحر وهي الرئة أي أنه بشر مثلهم يأكل ويشرب ليس بملك ليس المراد به السحر وهذا جواب غير مرض وهو في غاية البعد فإن الكفار لك يكونوا يعبرون عن البشر بمسحور ولا يعرف هذا في لغة من اللغات وحيث أرادوا هذا المعنى أتوا بصريح لفظ البشر فقالوا "ما أنتم إلا بشر مثلنا" , " أنؤمن لبشر مثلنا", " أبعث الله بشرا رسولا"

وأما المسحور فلم يريدوا به ذا السحر وهي الرئة وأي مناسبة لذكر الرئة في هذا الموضع ثم كيف يقول فرعون لموسى" إني لأظنك يا موسى مسحورا " أفتراه ما علم أنه له سحرا وأنه بشر ثم كيف يجيبه موسى بقوله" وإني لأظنك يا فرعون مثبورا" ولو أراد بالمسحور أنه بشر لصدقه موسى وقال نعم أنا بشر أرسلني الله إليك كما قالت الرسل لقومهم لما قالوا لهم" إن أنتم إلا بشرا مثلنا" فقالوا إن نحن إلا بشرا مثلكم ولم ينكروا ذلك فهذا الجواب في غاية الضعف

وأجابت طائفة منهم ابن جرير وغيره بأن المسحور هنا هو معلم السحر الذي قد علمه إياه غيره فالمسحور عنده بمعنى ساحر أي عالم بالسحر وهذا جيد إن ساعدت عليه اللغة وهو أن من علم السحر يقال له مسحور ولا يكاد هذا يعرف في الإستعمال ولا في اللغة وإنما المسحور من سحره غيره كالمطبوب والمضروب والمقتول وبابه
وأما من علم السحر فإنه يقال له ساحر بمعنى أنه عالم بالسحر وإن لم يسحره غيره كما قال قوم فرعون لموسى" إن هذا لساحر عليم "

ففرعون قذفه بكونه مسحورا وقومه قذفوه بكونه ساحرا فالصواب هو الجواب الثالث وهو جواب صاحب الكشاف وغيره إن المسحور على بابه وهو من سحر حتى جن فقالوا مسحور مثل مجنون زائل العقل لا يعقل ما يقول فإن المسحور الذي لا يتبع هو الذي فسد عقله بحيث لا يدري ما يقول فهو كالمجنون ولهذا قالوا فيه "معلم مجنون " فأما من أصيب في بدنه بمرض من الأمراض يصاب به الناس فإنه لا يمنع ذلك من اتباعه وأعداء الرسل لم يقذفوهم بأمراض الأبدان وإنما قذفوهم بما يحذرون به سفهاءهم من اتباعهم وهو أنهم قد سحروا حتى صاروا لا يعلمون ما يقولون بمنزلة المجانين ولهذا قال تعالى" انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا " مثلوك بالشاعر مرة والساحر أخرى والمجنون مرة والمسحور أخرى فضلوا في جميع ذلك ضلال من يطلب في تيهه وتحيره طريقا يسلكه فلا يقدر عليه فإن أي طريق أخذها فهي طريق ضلال وحيرة فهو متحير في أمره لا يهتدي سبيلا ولا يقدر على سلوكها فهكذا حال أعداء رسول الله معه حتى ضربوا له أمثالا برأه الله منها وهو أبعد خلق الله منها وقد علم كل عاقل أنها كذب وافتراء وبهتان


وأما قولكم إن سحر الأنبياء ينافي حماية الله تعالى لهم فإنه سبحانه كما يحميهم ويصونهم ويحفظهم ويتولاهم فيبتليهم بما شاء من أذى الكفار لهم ليستوجبوا كمال كرامته وليتسلى بهم من بعدهم من أممهم وخلفائهم إذا أوذوا من الناس فرأوا ما جرى على الرسل والأنبياء صبروا ورضوا وتأسوا بهم ولتمتليء صاع الكفار فيستوجبون ما أعد لهم من النكال العاجل والعقوبة الآجلة فيمحقهم بسبب بغيهم وعداوتهم فيعجل تطهير الأرض منهم فهذا من بعض حكمته تعالى في ابتلاء أنبيائه ورسله بإيذاء قومهم وله الحكمة البالغة والنعمة السابغة لا إله غيره ولا رب سواه فصل تأثيرات السحر


وقد دل قوله" ومن شر النفاثات في العقد "وحديث عائشة المذكور على تأثير السحر وأن له حقيقة وقد أنكر ذلك طائفة من أهل الكلام من المعتزلة وغيرهم وقالوا إنه لا تأثير للسحر البتة لا في مرض ولا قتل ولا حل ولا عقد قالوا وإنما ذلك تخيل لأعين الناظرين لا حقيقة له سوى ذلك وهذا خلاف ما تواترت به الآثار عن الصحابة والسلف واتفق عليه الفقهاء وأهل التفسير والحديث وأرباب القلوب من أهل التصوف وما يعرفه عامة العقلاء والسحر الذي يؤثر مرضا وثقلا وحلا وعقدا وحبا وبغضا وتزينا وغير ذلك من الآثار موجود تعرفه عامة الناس وكثير منهم قد علمه ذوقا بما أصيب به منه

وقوله تعالى" من شر النفاثات في العقد" دليل على أن هذا النفث يضر المسحور في حال غيبته عنه ولو كان الضرر لا يحصل إلا بمباشرة البدن ظاهرا كما يقوله هؤلاء لم يكن للنفث ولا للنفاثات شر يستعاذ منه ..."

والله الهادي

نور الدين الدمشقي
01-10-2012, 04:08 AM
وان قيل ان هذه الايات والاحاديث من السحر وتلبيس الشياطين اذاً !
فيجاب , بأنها نِعمة السحر , ونِعمة الشياطين الذين يأمرون بالمعروف ويأمرون بإفراد العبادة لله , وإقام الصلاة وايتاء الزكاة , وينهون عن المنكر , وعن الشرك , والزنا , والسرقة , وعن كل رذيلة ! فلا اشكال في الحديث , انما الاشكال في الافهام , فلا يتعارض حديث صحيح صريح مع عقلٍ سليم أبداً
اضحك الله سنك وفتح عليك.
وينوه الى ان النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يكن صادقا وواضحا في كل ما ينقله من اخبار...لما كان حديث بمثل هذا الحديث الذي قد يساء فهمه على هذا النحو ! صلى الله عليه وسلم

ماكـولا
01-10-2012, 04:12 AM
حفظك الرحمن يا اخي الطيب , ورفع قدرك
بوركت

الوعد الصادق
01-10-2012, 05:35 PM
السلام عليكم
لا بأس ولا ضير في القول بأن الرسول قد حاول أعدائه أن يسحروه ولكن لا يليق بمسلم أن يقول رسولي مسحور !
فربما "على فرضية صحة الرواية" أن أحدا ممن يكذبه قد حاول أن يسحره ليكيد دعوته والكل يعلم بأنه يجوز في حق الأنبياء الضعف والتعب والمرض الجسدي وحتى النسيان "الطبيعي وليس لمرض في العقل" و التخيل الذي يصيب الجوارح و لا يؤثر على رجاحة العقل , ولكن هل نقبل أن نقول "حاشا لله" جن الرسول ؟ بالطبع لا و ليس سبب نفي ذلك مقتصر على عدم ورود رواية في ذلك بل لأنها عقيدة ثابته فلو جائت رواية بهذا لرمينا بها في وجه صاحبها ولكانت لوحدها دليلا جارحا في راويها لا أن تكون تزكية البعض من المشايخ له دليلا على صحة ما جاء به من الباطل , إذا فكيف نقول بأن الرسول مسحور ؟ حاول أعدائه أن يسحروه ؟ نعم فهو وارد بل ووارد جدا , مسحور ؟ لا , ولو حاول أحدهم أن يسحر النبي ص "وهذا ما أرجحه بشدة" فلا شك بأن الله أبطل السحر معه كما أبطله مع موسى ص من دون أن يذهب ذلك برشده ولا ينقص منه ولا يؤثر عليه بل يزيد , وإلا لما كان للعصمة من معنى , فقد يؤثر السحر على النبي ص في الجوارح والجسد والتفكير الظاهري والخيال أما العقل المميز والذي هو مناط التكليف فلا وقطعا لا " نحن قد يصيبنا هذا الأخير وخصوصا ضعاف الإيمان والغير مؤمنين أما الأنبياء فلا " ومثال على ذلك : أن لو جاء أحد الشياطين في يومنا هذا بصورة مركبة على التلفزيون أو الإنترنت ومفبركة بحيث تتهم بريئا بتقويله ما لا يقول أو تصويره بما لم يفعل ثم لو جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى زماننا هذا وعرضها عليه هل سيخدع جوارحه عليه السلام أم لا ؟ سيخدع بصره وسمعه وربما تفكيره الظاهري حتى ,,صلى الله عليه وسلم ,, ولكن الله لن يسمح بهذا أن يستمر وسيصوبه سريعا على عجل وهذا ما ورد في نهاية روايتكم , والنسيان والتخيل الطبيعي الذي له علاقة بعضو العين وعضو الأذن وعضو الدماغ المجرد بسبب فعل إنس أو جن وارد وقوعه على الأنبياء جميعا لأنهم بشر , فحتى الأنبياء ليسوا بمعصومين إلا في التبليغ عن الله وحياة الأنبياء مرتبطة بتبليغ رسالات الله , أما النسيان والتخيل كمرض عقلي مثل مرض الناس الغير معصومين بسبب السحر أو الجن فلا يجوز قوله في حق أي نبي من أنبياء الله عليهم صلواة الله وسلامه , والله أعلم .

ماكـولا
01-12-2012, 01:34 AM
وعليكم السلام . أهلاً بك

اذا تبين ان السحر هو مرض من الامراض التي تكون اما بفعل انسي , او جني , او عضوي , او نفسي , ولكل سبب من هذه الاسباب التي تقدمها مقدمات , فحصل المرض باذن الله , ولحكمة ما .

وهذه الامراض يشترك فيها الانبياء وغيرهم , فلا يقال لمن تعرض لعارض من هذه الاعراض بأنه سقيم , او مسحور , وبه جنة , ولا يقال لمن مرض مرضاً مدة انه به علة ومريض
بل الاصل ان الانبياء هم افضل الخلق , فاذا ما اعترض لهم عارض زائل , فلا يلحق به هذا العارض لكون غير ملازم , فلا اشكال فيما مضى اذا قرأه القارئ وفهمه
بالتوفيق