نقد
01-11-2012, 08:35 PM
بتجوال غير مقصود عبر بعض صفحات الانترنت ، وبانتقال من رابط إلى غيره صادفت موقعا قبطيا متخصصا في التهجم على الإسلام ونبينا الكريم عليه الصلاة والسلام. ومن أسخف ما لقيته في هذا الموقع المتهافت مقالة ترتكز على مسرحية فولتير " محمد " لتتهجم بها على شخصية نبي الاسلام الخاتم . والذي يبدو من صيغة الطرح أن القائمين على هذا الموقع يحسبون أن مجرد ذكر اسم فولتير كاف لتوكيد مصداقية ما قاله في مسرحيته في حق الإسلام! وإيغالا في الجهل والجهالة ذهبوا إلى حد الإعلان عن بدء الإعداد في تمثيل المسرحية!
لكن قبل أن أبين الخلل الفادح في تصور هؤلاء، الدال بحد ذاته على عدم فهمهم لعمل فولتير ومنظوره الفلسفي إلى الأديان ، أشير أيضا إلى أنني تتبعت بعض الروابط فانتهيت إلى موقع الحادي وجدته هو كذلك يستثمر نفس المسرحية بذات الفهم المغلوط لنقد الإسلام؛ الأمر الذي يطرح اكثر من علامة استفهام حول سر هذا الاتفاق في الموضوع والطرح بين مواقع مسيحية وأخرى تزعم أنها بلا دين!!
ثم إنه تجاوز، بل تجوز كبير أن أسمي ما قرأت في هذه المواقع نقدا ، إذ يكفي الباحث أن يطلع على هذه المقالات الردئية في أسلوبها ، والفارغة في مضمونها، والهابطة في قيمها، ليدرك أن القائمين على هذه المواقع ، والكاتبين فيها مجموعة من الجماجم لا تفرق بين النقد والنباح، فتحسب الثاني عديل الأول وشبيهه! وهكذا تجدها تسطر عشرات الصفحات كلها سب مذقع للاسلام ورموزه!
والذي يكتب مستثمرا مسرحية فولتير على هذا النحو الخاطئ هو واحد من اثنين :
1- إما جاهل لا يدرك دلالة المسرحية ، والأساس القصدي المحرك لها؛
2- أو أنه يدرك ذلك جيدا ، لكن أعماه التعصب، وافتقار الأمانة العلمية ، فاستثمر فقرات ونصوص المسرحية في عكس مقصود مؤلفها. مع الحرص على عدم الإشارة ولو بكلمة إلى اعتذار فولتير لاحقا عما قاله في حق ديانة محمد عليه الصلاة والسلام.
ومن المعلوم أن في عام 1739 فاجأ فولتير القراء والمهتمين بشأن الأدب بمسرحية عنونها ب"محمد أو التعصب". ووجه المفاجأة هو أن هذا الكاتب اللوذعي كانت عادته أن يتقصد بالنقد الدين المسيحي. فلماذا انتقل إلى نقد دين هو أصلا ليس محل وجود داخل فرنسا وقتئذ؟
لكن هذه المفاجأة الأولية لم تلبث أن تبددت ، إذ اتضح بعد الاطلاع على المسرحية أن فولتير في تهجمه على الرسول محمد (ص) كان في الحقيقة يتقصد بها مهاجمة الدين المسيحي وأنبياء العهد القديم. فقد كان فولتير وقتئذ يظن أن رسالة الاسلام شبيهة في عقيدتها وقيمها بالرسالة المسيحية واليهودية. ومن ثم حسب أن انتقاد نبوة محمد يصلح كانتقاد لظاهرة النبوة على اطلاقها!
غير أن استمرار اطلاعه على الاسلام فاجأه بأنه الدين الأكثر انسجاما مع ما كان يسميه هو شخصيا بالدين الطبيعي.فدفعه ذلك إلى تلطيف نظرته إلى الشخصية المحمدية، بل و تغيير تقييه تماما للاسلام كما سنبين.
إذن فالقصد الكامن في المسرحية لم يكن نقدا لرسول الإسلام عليه الصلاة والسلام ، بل نقدا للدين المسيحي. وهذا ما وعاه معاصرو فولتير؛ والدليل على ذلك أن الحركة المسيحية الجانسينية هاجمت بشدة المسرحية بعد عرضها في لاكوميدي فرنسيز سنة 1742م؛ لأنها أدركت أنها تتقصد الدين المسيحي.
إذن القضية ليست بهذه السطحية في الفهم التي تتبدى في هذه الكتابات القبطية السوقية، التي تريد أن توحي للقارئ أن فولتير كان يقصد التهجم على نبي الإسلام؛ بل الحقيقة هو أنه كان يقصد التهجم على المسيحية واليهودية فأخذ شخصية محمد عليه الصلاة والسلام ذريعة لذلك.
ومن ثم فإنها سخافة ومفارقة مضحكة أن نجد هذه المواقع القبطية المتخصصة – ليس في التبشير بدينها – بل بالتهجم على الدين الإسلامي ، تذيع مسرحية فولتير ظنا منها أنها هجوم على الإسلام، بينما هي هجوم على دينها المسيحي!ولو كان للقائمين على هذا الموقع قليل من الإدراك لا أقول للإسلام، فهذا مما لا سبيل لهم إلى تحصيله ؛لأنهم معاقون ذهنيا بفعل التعصب، إنما أقصد لو أن لديهم قليلا من الإدراك لحقل بحثي استشراقي يسمى الاسلامولوجيا ، لتنبهوا إلى أمر صادم لشعورهم ، وهو أن علماء الإسلامولوجيا الغربيين ، لم يعيروا ، عند دراستهم لموقف فولتير من الإسلام، كثير اهتمام ولا قليله لمسرحيته؛ لأنهم أدركوا أنها مجرد نص هجائي مفرغ من القيمة المعرفية. ويمكن أن نستدل على قولنا هذا بأكثر من شاهد ، إنما لضيق المقام نشير إلى موقف جورج هنري بوسكي الذي يقول في مقاله "فولتير والإسلام" المنشور بمجلة "ستاديا إسلاميكا"(عدد 28، 1968):"
"إن مسرحية "محمد"... لا مكان لها إلا في التاريخ الأدبي لأوربا... وإذا أردنا ، لها مكانا أيضا ينبغي أن تُدرج في تاريخ بروباغاندا الفلاسفة. وكل هذا لا يهم الاسلامولوجي ". مضيفا : لقد استغل فولتير"الإسلام ... مبررا للتهجم على الأديان، و المسيحية بشكل عام، والكاثوليكية بشكل خاص." ص 112. كما يقول خوان غويتيسلو في مقالته الموسومة بنفس العنوان(فولتير والإسلام) معلقا على المسرحية :"إذا نحن قرأنا النص بعناية، سنكتشف بأن الهجوم علي محمد يغطي هجوما آخر موجه إلي مسيح النصارى وإلي الأنبياء التوراتيين."
ويكفي هذا فضحا لحقيقة هذه المواقع القبطية التي لا تعرف لأمانة الكلمة معنى، ولا لمنهجية البحث العلمي مدلولا ، فتأخذ نصا أجمع المتخصصون على اعتباره هجوما على المسيحية ، لتقلبه على رأسه قصد بيعه للسذج بوصفه هجوما على الإسلام!!!
وإنني إذ أفضح الموقف القبطي المسيحي في موقع كهذا متخصص في محاورة الالحاد ، لسبب آخر وهو أن كثيرا من اللادينيين يستقون معلوماتهم النقدية لديننا من هذه المواقع الحاقدة، بل ربما يأتي المسيحي المتعصب ويدخل هذا المنتدى تحت غطاء ديني قصد إلقاء ما حمله من بهتان تجود به عليه تلك المنتديات القبطية المتخصصة في الكذب على الاسلام ونبيه الكريم.
لكن قبل أن أبين الخلل الفادح في تصور هؤلاء، الدال بحد ذاته على عدم فهمهم لعمل فولتير ومنظوره الفلسفي إلى الأديان ، أشير أيضا إلى أنني تتبعت بعض الروابط فانتهيت إلى موقع الحادي وجدته هو كذلك يستثمر نفس المسرحية بذات الفهم المغلوط لنقد الإسلام؛ الأمر الذي يطرح اكثر من علامة استفهام حول سر هذا الاتفاق في الموضوع والطرح بين مواقع مسيحية وأخرى تزعم أنها بلا دين!!
ثم إنه تجاوز، بل تجوز كبير أن أسمي ما قرأت في هذه المواقع نقدا ، إذ يكفي الباحث أن يطلع على هذه المقالات الردئية في أسلوبها ، والفارغة في مضمونها، والهابطة في قيمها، ليدرك أن القائمين على هذه المواقع ، والكاتبين فيها مجموعة من الجماجم لا تفرق بين النقد والنباح، فتحسب الثاني عديل الأول وشبيهه! وهكذا تجدها تسطر عشرات الصفحات كلها سب مذقع للاسلام ورموزه!
والذي يكتب مستثمرا مسرحية فولتير على هذا النحو الخاطئ هو واحد من اثنين :
1- إما جاهل لا يدرك دلالة المسرحية ، والأساس القصدي المحرك لها؛
2- أو أنه يدرك ذلك جيدا ، لكن أعماه التعصب، وافتقار الأمانة العلمية ، فاستثمر فقرات ونصوص المسرحية في عكس مقصود مؤلفها. مع الحرص على عدم الإشارة ولو بكلمة إلى اعتذار فولتير لاحقا عما قاله في حق ديانة محمد عليه الصلاة والسلام.
ومن المعلوم أن في عام 1739 فاجأ فولتير القراء والمهتمين بشأن الأدب بمسرحية عنونها ب"محمد أو التعصب". ووجه المفاجأة هو أن هذا الكاتب اللوذعي كانت عادته أن يتقصد بالنقد الدين المسيحي. فلماذا انتقل إلى نقد دين هو أصلا ليس محل وجود داخل فرنسا وقتئذ؟
لكن هذه المفاجأة الأولية لم تلبث أن تبددت ، إذ اتضح بعد الاطلاع على المسرحية أن فولتير في تهجمه على الرسول محمد (ص) كان في الحقيقة يتقصد بها مهاجمة الدين المسيحي وأنبياء العهد القديم. فقد كان فولتير وقتئذ يظن أن رسالة الاسلام شبيهة في عقيدتها وقيمها بالرسالة المسيحية واليهودية. ومن ثم حسب أن انتقاد نبوة محمد يصلح كانتقاد لظاهرة النبوة على اطلاقها!
غير أن استمرار اطلاعه على الاسلام فاجأه بأنه الدين الأكثر انسجاما مع ما كان يسميه هو شخصيا بالدين الطبيعي.فدفعه ذلك إلى تلطيف نظرته إلى الشخصية المحمدية، بل و تغيير تقييه تماما للاسلام كما سنبين.
إذن فالقصد الكامن في المسرحية لم يكن نقدا لرسول الإسلام عليه الصلاة والسلام ، بل نقدا للدين المسيحي. وهذا ما وعاه معاصرو فولتير؛ والدليل على ذلك أن الحركة المسيحية الجانسينية هاجمت بشدة المسرحية بعد عرضها في لاكوميدي فرنسيز سنة 1742م؛ لأنها أدركت أنها تتقصد الدين المسيحي.
إذن القضية ليست بهذه السطحية في الفهم التي تتبدى في هذه الكتابات القبطية السوقية، التي تريد أن توحي للقارئ أن فولتير كان يقصد التهجم على نبي الإسلام؛ بل الحقيقة هو أنه كان يقصد التهجم على المسيحية واليهودية فأخذ شخصية محمد عليه الصلاة والسلام ذريعة لذلك.
ومن ثم فإنها سخافة ومفارقة مضحكة أن نجد هذه المواقع القبطية المتخصصة – ليس في التبشير بدينها – بل بالتهجم على الدين الإسلامي ، تذيع مسرحية فولتير ظنا منها أنها هجوم على الإسلام، بينما هي هجوم على دينها المسيحي!ولو كان للقائمين على هذا الموقع قليل من الإدراك لا أقول للإسلام، فهذا مما لا سبيل لهم إلى تحصيله ؛لأنهم معاقون ذهنيا بفعل التعصب، إنما أقصد لو أن لديهم قليلا من الإدراك لحقل بحثي استشراقي يسمى الاسلامولوجيا ، لتنبهوا إلى أمر صادم لشعورهم ، وهو أن علماء الإسلامولوجيا الغربيين ، لم يعيروا ، عند دراستهم لموقف فولتير من الإسلام، كثير اهتمام ولا قليله لمسرحيته؛ لأنهم أدركوا أنها مجرد نص هجائي مفرغ من القيمة المعرفية. ويمكن أن نستدل على قولنا هذا بأكثر من شاهد ، إنما لضيق المقام نشير إلى موقف جورج هنري بوسكي الذي يقول في مقاله "فولتير والإسلام" المنشور بمجلة "ستاديا إسلاميكا"(عدد 28، 1968):"
"إن مسرحية "محمد"... لا مكان لها إلا في التاريخ الأدبي لأوربا... وإذا أردنا ، لها مكانا أيضا ينبغي أن تُدرج في تاريخ بروباغاندا الفلاسفة. وكل هذا لا يهم الاسلامولوجي ". مضيفا : لقد استغل فولتير"الإسلام ... مبررا للتهجم على الأديان، و المسيحية بشكل عام، والكاثوليكية بشكل خاص." ص 112. كما يقول خوان غويتيسلو في مقالته الموسومة بنفس العنوان(فولتير والإسلام) معلقا على المسرحية :"إذا نحن قرأنا النص بعناية، سنكتشف بأن الهجوم علي محمد يغطي هجوما آخر موجه إلي مسيح النصارى وإلي الأنبياء التوراتيين."
ويكفي هذا فضحا لحقيقة هذه المواقع القبطية التي لا تعرف لأمانة الكلمة معنى، ولا لمنهجية البحث العلمي مدلولا ، فتأخذ نصا أجمع المتخصصون على اعتباره هجوما على المسيحية ، لتقلبه على رأسه قصد بيعه للسذج بوصفه هجوما على الإسلام!!!
وإنني إذ أفضح الموقف القبطي المسيحي في موقع كهذا متخصص في محاورة الالحاد ، لسبب آخر وهو أن كثيرا من اللادينيين يستقون معلوماتهم النقدية لديننا من هذه المواقع الحاقدة، بل ربما يأتي المسيحي المتعصب ويدخل هذا المنتدى تحت غطاء ديني قصد إلقاء ما حمله من بهتان تجود به عليه تلك المنتديات القبطية المتخصصة في الكذب على الاسلام ونبيه الكريم.