المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال استفهام حول الاختلافات في الاسلام



علي الادربسي
01-13-2012, 05:59 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته اخواني الكرام
اولا و قبل اي كلمة و لكي اكون منصف انا ساقوم بشكر كل القائمين على الموقع من الاساتدة الكرام و اللدي شخصيا استفدت منهم لمدة طويلة جدا دون ان اكون مسجل او عضو و لا انكر اني تعلمت الكتيييير و الكتيييير من الاساتدة هنا فلهم الشكر و ان شاء الله توابهم عند الله فهو الاقدر على اعطائهم حقوقهم
صراحة بالنسبة لموضوعي فلقد بحت كتيرا و حاولت ان اكون اقرب بشكل افضل من الموضوع لكي تكون منهجية طرحي للاستفهام واضحة و اوصل الفكرة بشكل افضل.
طبعا الامر لا يتعلق بالاختلافات البسيطة و التي هي اصلا رحمة على المسلمين.
ولكن استفهامي هو على اختلاف الطائفات طبعا فانا هنا اتحدت عن التسميات بالتحديد السنة الشيعة السلفيين الصوفيين القرامطة الباطنية الإباضية الدروز و الكتيير الكتيير
الاختلاف هنا رحمة و لكن في بعض المرات نجد ان الطوائف احداها يكفر الاخرى طبعا قد يكون الامر عادي عندما نجد ان طائفة لا تؤمن متلا باحقية محمد عليه افضل الصلوات و السلام بالنبوة او متلا بان السنة خاطئة و ان الايمان يجب ان يقتصر على القران فقط رغم ان القران نفسه يحت على اتباع السنة فهنا يمكن ان نقول ان الفرق التي تتبنى متل هاته المعتقدات هي ضالة و يجب عليها العودة الى دين الحق و لكن في حالات اخرى نجد ان البعض يقدف طائفى بدون وجه حق و يكفرها و هدا مما يناقض سنة سيد البشرية عليه الصلاة و السلام .
الى هنا يبقى الامر فقط كمحاولة مني لتوضيح الاشكالية التي اريد ان اتشاركها مع اساتدتي في المنتدى .
و لكن ما يحيرني اصلا هو لمادا لا نكتفي لنفسنا باسم المسلمين كما سمانا ابراهيم عليه السلام و اتمنى ان تكون معلومتي صحيحة و ان لا يكون تفسيري للاية الكريمة خاطئ.
فشخصيا متلا عندما اسمع السلفيين و اللدين هم من يمشي على نهج السلف فانا لا افهم لمادا لا يسمون مسلمين و كدالك اهل السنة و الجماعة و غيرها من الطوائف التي لا تعارض دين الخالق و سنة الحبيب صلى الله عليه و سلم .
تم نقطة اخرى هل هدا له علاقة بان هنالك فرقة واحدة ناجية ام ان الفرق التي دكرها الرسول صلى الله عليه و سلم ربما لا تكون هي ما نراه الان و يكون معناها اعمق من دالك.
و اخيرا اتمنى ان اجد اجابة او من يوافقني على انه من الافضل لنا ان نتوحد تحت اسم المسلمين و ان يكون القران نورنا و السنة منهج حياتنا.
و انا بانتضار اراء اساتدتي في الموضوع بالمنهج العلمي الجميل اللدي حببني في هدا المنتدى لا غيره
و السلام عليكم و رحمة الله

هشام بن الزبير
01-13-2012, 06:06 PM
أخي الكريم علي الإدريسي:
مرحبا بك بين إخوانك ويشرفنا أن تلتحق بنا عضوا تفيد وتستفيد بعد أن تابعت المنتدى في الفترة السابقة.
وحتى أحاول إجابة تساؤلك, دعني ألخص ما فهمته من موضوعك:
1 ترى أن بعض الخلاف بين المسلمين رحمة.
2 وأن بعضه الآخر يخرج أصحابه من دائرة الإسلام كالباطنية والقرامطة.
3 وتتساءل لماذا لا نتسمى بالمسلمين؟ ولماذا نزيد على ذلك أوصافا أخرى كأهل السنة وغيرها؟
4 تتساءل عن معنى الفرقة الناجية.
هل يمكن القول أني فهمت كلامك كما عبرت عنه؟

علي الادربسي
01-13-2012, 06:10 PM
أخي الكريم علي الإدريسي:
مرحبا بك بين إخوانك ويشرفنا أن تلتحق بنا عضوا تفيد وتستفيد بعد أن تابعت المنتدى في الفترة السابقة.
وحتى أحاول إجابة تساؤلك, دعني ألخص ما فهمته من موضوعك:
1 ترى أن بعض الخلاف بين المسلمين رحمة.
2 وأن بعضه الآخر يخرج أصحابه من دائرة الإسلام كالباطنية والقرامطة.
3 وتتساءل لماذا لا نتسمى بالمسلمين؟ ولماذا نزيد على ذلك أوصافا أخرى كأهل السنة وغيرها؟
4 تتساءل عن معنى الفرقة الناجية.
هل يمكن القول أني فهمت كلامك كما عبرت عنه؟


تماما استاد هشام هدا ملخص ما اردت السؤال عنه اخي الغالي .

هشام بن الزبير
01-13-2012, 07:13 PM
طيب أيها الأخ الفاضل:
إذا تأملنا قصة آدم في القرآن الكريم, فإنا نجد أن إخراجه من الجنة ارتبط بوعد إلهي نقرأه في سورة البقرة: (قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) البقرة: 38-39
فهذه آية ينبغي للإنسان أن يقف عندها طويلا, فالتاريخ البشري ارتبط منذ بدايته بالوحي الذي هو مصدر الهداية الربانية, ولم يترك الله الخلق سدى, فهو لم يخلقهم عبثا, بل خلقهم ليعبدوه وليوحدوه وليطيعوه في كل أمرهم. وهذا الوعد الإلهي قد تحقق, فنحن نقرأ في القرآن خبر الأنبياء والمرسلين من لدن نوح إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم.
والخلاف الأعظم بين البشر حصل حول القضية نفسها التي خلقهم الله من أجلها, قضية التوحيد, فإذا تتبعنا قصص الأنبياء في القرآن, وجدنا أن أصل الخلاف كان حول التوحيد والشرك. وإنما كان الأنبياء مذكرين لأقوامهم بهذا الأمر العظيم, وكانوا ينذرونهم عاقبة الشرك كما قال ربنا: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا. ) النساء: 165.
فهذا الخلاف العظيم هو الذي جعل إبراهيم يتبرأ من أبيه وقومه, وهو الذي جعل محمدا صلى الله عليه وسلم يصبر على أذى أقرب الناس إليه, بل إنه عانى الغربة وقاسى أشد أنواع البلاء حتى يقيم أمر الله في الأرض.
فهذا الخلاف بيننا وبين اليهود والنصارى والدروز والقرامطة وكل الطوائف التي نقضت أصل التوحيد, ولم تؤمن بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولا بالذي أنزل عليه, هو الفرق بين الإسلام والكفر.
أما ما شاع على ألسنة الناس أن الخلاف رحمة, فهذا خطأ, والحديث الذي احتج به بعض الناس زمانا طويلا, لا أصل له البتة, بل الحق أن الخلاف شر.
فقد كان عثمانُ رضي الله عنه ـ يُصلي في الناس بمنى أربعاً، والسنة أن يُصلي قصراً، مع ذلك ابن مسعود رضي الله عنه كان يقول: سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يصلي ركعتين لا غير.
قيل له: يا عبد الله بن مسعود ! تقول هذا وأنت تصلي مع عثمان بن عفان أربع ركعات ! لماذا؟! قال : يا هذا ! الخلاف شر! الخلاف شر ! الخلاف شر . رواه أبو داود بإسناد قوي.
ولو سردنا النصوص التي تأمر بالإجتماع والألفة ونبذ الفرقة, لوجدناها تناقض هذا القول بأن الخلاف رحمة, بل هو شر وعذاب. والفكر الغربي المعاصر الذي أسسه اليهود, وخلعوا عليه كل الأسماء الرنانة التي نسمعها صباح مساء, من ديمقراطية وتعددية وليبرالية وتلاقح حضاري وغيرها, ليست في الحقيقة إلا حيلة ماكرة لتفتيت الأمم العظيمة, حتى يسهل التحكم فيها والسيطرة عليها.
إذن الخلاف شر, لكن هناك خلافا تتضمنه الشريعة نفسها, وهو في الحقيقة ليس خلافا, بل هو تنوع وسعة. ومثال ذلك تعدد صفات بعض العبادات والأذكار وغيرها. فهذا من سماحة الشريعة.
وهناك الخلاف الذي يكون بين المجتهدين, وهذا خاص بأهل الإجتهاد والفتوى, فمن أخطأ منهم فله أجر ومن أصاب فله أجران, لكن الحق واحد.
يبقى الآن أن نتساءل: لماذا يتسمى بعض المسلمين بالشيعة والآخرون بالسنة أو السلفيين وغيرها من الألقاب والأسماء؟
والحق أن اسم الإسلام يكفي لا ريب في ذلك. لكننا لو تأملنا تطور هذه القضية عبر التاريخ الإسلامي لفهمنا سر حرص كل طائفة على بيان حقيقة ما تعتقده, بتحديد انتمائها منعا للبس والغموض.
في زمان النبوة كان الناس فريقين مسلمين وكفارا, ثم ظهرت بعض المقالات والمذاهب التي خالفت عقائد الإسلام في زمان التابعين, فظهرت القدرية مثلا, وقد رد عليهم ابن عمر رضي الله عنه. إذن من كان في ذلك الوقت يأخذ عن الصحابة, ويتجشم السفر إلى المدينة وغيرها من الأمصار حيث الصحابة متوافرون ليسألهم, يحق له أن يتسمى باسم السنة وأن ينتسب إليها, لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالإعتصام بها حين ظهور الخلاف: "إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ." لكن ماذا نقول عن هؤلاء الذين ابتدعوا بدعة القدر؟ لقد سماهم العلماء قدرية, فهل هم كفار؟ ليس الأمر بهذا الإطلاق, إنهم فرقة من الفرق التي فارقت الجماعة, وكذلك الشيعة والمعتزلة وغيرهم, فهل يبقى المسلمون الذين لم يبدلوا ولم يحرفوا يتسمون بالمسلمين فقط, وبينهم من ينكر القدر, وهو مسلم, أو يسب الصحابة وهو مسلم, ويقول إن الإيمان قول بلا عمل, وهو مسلم, فكان لا بد من التأكيد على الإنتساب للسنة نصرة لها ومفارقة لمن خالفها. أما في زماننا فإن تركيز العلماء على الحرص على لزوم سبيل السلف من لدن الصحابة يعتبر قيدا مهما يفهمه من يرى تشعب الخلاف الذي طرأ بين كثير من أهل الإسلام في الأصول والعقائد, فإن الأحباش مثلا يدعون أنفسهم أهل السنة, وكذلك بعض غلاة الصوفية من أهل الحلول والإتحاد وغيرهم, لكنهم قطعا لا يقرون باتباع سبيل السلف التي هي سبيل المؤمنين كما وصفها القرآن الكريم. إذن ليست القضية قضية تسمية أو لقب, لكنها قضية منهج واعتقاد. فالإصطلاحات لم توضع هكذا عبثا, لكنها تؤدي بالفعل دورا كبيرا في بيان الحق والبراءة من المذاهب الباطلة.
أما الكلام عن الفرقة الناجية, فيكفينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين لنا المراد بها, فقال إنهم من يكونون على ما كان عليه صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم, وهذه منزلة عظيمة, فمن ادعى لنفسه أنه أهل لها, فيلزمه أن يتبع منهج النبي صلى الله عليه وسلم في العلم والعمل, والدعوة والجهاد, والعمل بالقرآن والسنة ظاهرا وباطنا, فمن كان كذلك فهو إن شاء الله من الفرقة الناجية والله أعلى وأعلم.

علي الادربسي
01-13-2012, 07:27 PM
اخي الغالي هشام
شكرا جزيلا لك على الوقت اللدي خصصته لي للرد على سؤالي و جازاك الله خيرا عني و عن كل من سيقرأ و يستفيد من ردك هدا
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعاً لسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْء)
- الأنعام / 159
صدق الله العظيم .
ردك شافي و كافي لي بدرجة كبيرة و صراحة اخر جملة تحمل كل المعنى اللدي ابحت عنه و اللدي كان يشغل بالي نحن مسلمين و الفرقة الناجية ستكون هي التي عاشت بالقران و على هدي حبيبنا عليه افضل الصلوات و التسليم فلا اخفيك اخي ان الاستفهام من اوله ظهر عندي لاني ارى شخصيا و حسب رايي ان سبب ضعفنا و ضعف الامة بعد الابتعاد عن دين الله و سنة رسوله و كترة الربا و المعاصي و الى اخره من الامور التي تحل غضب الله علينا هو تفرقنا و اختلافاتنا التي و كما قلت تكون شر عظيم في مجملها و خاصة اننا في وقت تكالبت فيه جميع القوى على الاسلام كدين لتحطيمه و لكن للاسف لا عزاء للحاقدين.
اكرر شكري اخي هشام على الفائدة التي اكتسبت من كلامك
جازاك ربي الجنة :emrose: