المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال..وجوابه, شبهة..وردها, "كلمة ورد غطاها"



أبو القـاسم
01-14-2012, 10:26 AM
الحمد لله أهل الحمد ,والصلاة والسلام على رسوله العبد.. بلغ الذروة في السمو الإنساني على غيره من البشر لكمال عبوديته لله جل ذكره ,صلى الله عليه وعلى أتباعه أهل الريادة والمجد ,وسلم تسليما مزيدا مباركا..أما بعد
فلما نظرت في تزاحم الأمور حتى عز عنها الزمان ,ورأيت أنه لا يليق ترك المكان ,هديت إلى حل وسط: أن أجعل هذه الصفحة موئلا لمن شاء أن يسأل ,..على أن لي مطلبًا أخويا من شقين:
-ألا يعمد السائل بعد الجواب إلى المناقشة فيقلبها جدلا , اللهم إلا أن يستفصل عن معنى غامض لسوء تعبيري ونحوه..ويجعل ما يراه مستحقا للنقاش أو المعارضة في الرسائل الخاصة ..
-وأن يحرص قبل السؤال بقدر الإمكان على أن يبحث عنه في الموقع تحاشيا للتكرار,إلا أن يكون اطلع عليه وينشد مزيد بيان
وأبواب الأسئلة المتاحة :مفتّحة للمسلم وغيره,من جواب شبهة وبيان مشكلة,وغير ذلك ..والله المأمول أن يسددني وإياكم للقول النافع والعمل الصالح..وليس المراد من ذلك إلا أن أربط نفسي بالموقع..راجيا من الإدارة الكريمة أن تعتبر طلبيّ آنفا بحذف من يدخل ليماري..والحمد لله رب العالمين

lightline
01-14-2012, 12:50 PM
السلام عليكم شيخنا أبو القاسم عندي سؤال لو تكرمت
لماذا لا يوجد سحرة في عصرنا يفعلون كما فعلوا سحرة فرعون بسحر عيون الناس وتخيل لهم ان الحبال تتحول الي ثعابين ؟

أبو القـاسم
01-14-2012, 01:15 PM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..مرحبا بك أخي العزيز لايت لاين..وحياك الله عز وجل ,وأشكر لك تواضعك
الواقع.. المشهور : أن السحرة الذين لو حضرهم الناس استرهبوا بما يلقى على أعينهم من سحر عظيم موجودون في عصرنا وعبر التاريخ ,وليس الأمر مقصورا على رؤية حبال يخيل للرائي من سحرهم أنها تسعى, بل ثمّ ما هو أعظم من ذلك بكثير بحسب مبلغ الساحر من الطاغوتية ومدى انغماسه في الأوحال الشيطانية ومقدار تلبسه بالأحوال الكفرية التي تهييء لهم انبعاث الشياطين ومدّهم بالمعونة لسحر أعين الناس..فما ذكرته أخي ليس ممتنعا على السحرة المعاصرين ولاسيما اليهود, ,ومهما يكن من سحر هؤلاء فهو أمام آيات الله عز وجل :هباء..يتلاشى إلى لا شيء "فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون" ..والله أعلم

Maro
01-14-2012, 01:48 PM
اكتحلت عيناى لرؤية مشاركاتك من جديد يا شيخنا الحبيب أبا القاسم... الحمد لله الذى ردّك إلينا سالماً معافاً...
أنا أظنّ -والله أعلم- أن السحر لا يزال موجوداً فى عصرنا وبنفس القوة التى كان عليها بموعدة من الله سبحانه وتعالى...
ولكنه الآن يُمارس بصورة سرية وفى وسط من المجتمعات التحتية التى يتكتم عليها الإعلام العالمى...
ومن يريد قراءة المزيد حول ذلك يمكنه البحث -على سبيل المثال- عن ما يسمى بالكابالا (Cabala)
وهو نفس نوع السحر الذى كان يُمارس فى مصر فى عهد فرعون...
والذى توارثته أجيال بنى إسرائيل من بعد...
وسائل الإعلام تتعمّد التكتم على السحر: دعماً لنشر مذاهب الإلحاد فى ربوع المعمورة...
لأن الناس لو عرفوا أن هناك سحراً... سيؤمنون بعالم الغيب...
وهو مالا يريده لنا إبليس

أدناكم عِلما
01-14-2012, 02:36 PM
بارك الله فيك اخانا ابا القاسم
اعتقد والله اعلم ان لكل عصر ادواته فالسحر في الماضي إستُعمل لاسباب شتّى منها السيطرة والعبادة من دون الله وغير ذلك وهي جزماً من فعل الشياطين وعندما انتشر العلم بعد ظهور الاسلام رغِب النّاس عنه واستبدلوه بغيره حتّى اصبح عندهم من الخُرافات والدّجل لحين وبعد انتشار العلم الحديث لم يعُد السحر يؤثّر في الناس كما سبق واتّخذوه للترفيه والاستكساب فظهور التلفاز والسيّارات والطائرات وراجمات الصواريخ والاقمار الصناعيّة وغيرها التي لم تكن موجودة ومعهودة في العصور الماضية حدّت من تأثير التعجُّب والانبهار عند النّاس مع انكشاف السحر لهم على انّه من الخدع لا اكثر ولا اقل هذا بالنسبة للمفهوم العام للسحر اما السحر الذي يُستعمل لضرِّ النّاس فهو موجود ولكنّه محصور لقوله تعالى ( وما هم بضارّين به من احد إلاّ بإذن الله )
باختصار شديد : السحر القديم والقويّ انحصر بظهور الاسلام ورسوله ( ص ) والقرآن فالله اكبر في الآذآن الذي تنفر منه الشياطين في كل مكان والله اعلم

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
01-14-2012, 02:52 PM
ما شاء الله جميل جداً ...

سعيد أخو مبارك
01-14-2012, 03:17 PM
سؤال:

متى التقى سيدنا موسى عليه السلام بسيدنا هارون. وأين؟ سؤال افكر فيه منذ البارحة؟

أمةُ الله
01-14-2012, 06:34 PM
جزاكم الله خيرا شيخنا أبا القاسم المقدسي
سؤالي هو :
_ هل "الإلحاد " دين ؟
_ وهل مصطلح" لاديني" صواب ؟
والله يجزيك عنا كل خير.

أبو القـاسم
01-14-2012, 07:22 PM
سؤال:

متى التقى سيدنا موسى عليه السلام بسيدنا هارون. وأين؟ سؤال افكر فيه منذ البارحة؟
عفوا أخي لا أدري ما أهمية معرفة هذا عندك؟ على أي حال : هارون أخو موسى عليهما السلام فهما من أسرة واحدة ,فإن كنت تعني متى التقاه لأجل الدعوة فبعد أن كلم اللهُ موسى وقال له"اذهب إلى فرعون إنه طغى" وفي تلك الحادثة قال موسى لله عز وجل: "هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري" وقد روي عن عائشة أم المؤمنين في تفسير ابن أبي حاتم أنه ذكر عندها سؤال :أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه ؟ فأقرت أنه موسى عليه الصلاة والسلام "ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا" ,وإن كنت تعني متى التقاه في قصة معتبة موسى لأخيه هارون عليهما السلام ,فبعد أن نجاهم الله تعالى من فرعون وآله وجاوز الله بهم البحر ,وكان موسى ذهب للقاء ربه فلما رجع غضبان أسفا كان ما كان..كما تجده مفصلا في سورة طه والأعراف وغيرها, وفي كتب بني إسرائيل تحديدات لهذه الأشياء التفصيلية ,ففيه تعيين أن لقاءه كان عند جبل حوريب ومنهج أهل الحق في هذه التعيينات التي لم يرد في الشريعة ما ينافيها ولا ما يثبتها هو إعمال هذه القاعدة:"لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم" كما قال النبي (ص) يعني فيما هو مسكوت عنه فلا جاء به نقل صحيح يعارضه ولا يعاضده.وما سكت الله عن ذكره وسكت عنه نبيه صلى الله عليه وسلم فليس مما ينشد به فائدة ذات بال ,والله أعلم

أدناكم عِلما
01-14-2012, 07:28 PM
يا ابا القاسم هل ترى في الجماعات والفرق والاحزاب خير لهذه الامّة ام هي شرّ ولا اقصد الجماعات او الاحزاب او الفرق الضّالة ولماذا ؟
بارك الله فيك

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
01-14-2012, 07:42 PM
الإخوة الأفاضل وفقهم الله ..
الحوار سيقتصر على الأخ الشيخ أبو القاسم وعلى السائلين فقط ، ونرجو من حضراتكم أن يكون معرض الحديث عن الشبهات وعن الإشكالات ، بارك الله فيكم ..

عبدالرحمن الحنبلي
01-15-2012, 09:45 AM
سررنا بعودتك استاذي الفاضل ...سؤالي نريد كلمه من فضيلتكم بخصوص من يرتادون المواقع الالحاديه والليبراليه ؟؟ والمنتديات الالحاديه ؟؟
فقد صادفت اكثر من حاله قد ضلت عن الصواب بسبب هذه المنتديات ؟؟ والحمدلله الذي من الله علي بتركها ...مثل العضو جوكو الذي زاد ضلاله بسببها ..وكذلك العضو محمد 77 ...فهذه المنتديات ان لم تضلك عن الحق فلااقل من ان تشوش تفكيرك وتزيد بلبلتك ؟؟

حيث ان هذه المنتديات والمواقع ينطبق عليها الوصف القراني ( رب إنهن أضللن كثيرا من الناس) وقوله تعالى (ابتغاء الفتنه ) فمن يطلب الضلال ضل ومن يطلب الشكوك وقع في الشك .

أبو القـاسم
01-16-2012, 12:19 PM
يا ابا القاسم هل ترى في الجماعات والفرق والاحزاب خير لهذه الامّة ام هي شرّ ولا اقصد الجماعات او الاحزاب او الفرق الضّالة ولماذا ؟
بارك الله فيك

حياك الله أخي المكرم "أدناكم علما"..
الأصل في الأحزاب والجماعات القائمة على المناهج الفكرية أنها ظاهرة غير صحية شرعا لأنها خلاف السنن الرباني والهدي النبوي "إن هذه أمتكم أمة واحدة وانا ربكم فاعبدون" ولأنها لن تخلو في الغالب من شائبة عصبية يوالى ويعادى على الاسم العام الذي ينتظم المجموعة,وهذا الذم يطال الفكرة نفسها متى وقعت فقد يزعم اناس انهم ليسوا حزبا ولا جماعة أي لا رابط تنظيمي يجمعهم,ولكن حقيقة الأمر أنهم من أعظم أسباب فرقة الأمة, وأما ما كان من ذلك على سبيل التنوع في المشاريع الخيرية ,كأن ينتدب أناس لمشاكل الزواج ,وأناس لمواجهة المد التنصيري ..وهكذا , فليس من التحزب المذموم, بل من التكامل الدعوي المطلوب..والله أعلم , لكن قد يلجأ داعية أو عالم في ظرف معين لتكوين حزب كل مبادئه شرعية وعلى عقيدة صحيحة,لأنه يجد أن السبيل المتاح لنصرة الدين وفق القانون المسموح به هو هذا أو يرى في وضع ما أن الصحوة التجديدية لابد لها من إطار ينظم الخطى فيريد به تجديد الدين في قلوب الناس وإنكار المنكر ونحو ذلك مع حرصه على السلامة من أن يتسلل مادة من العصبية لأفراد المجموعة الدعوية ..فهذا يقدر بقدره وبحسب ما يفي بالحاجة الشرعية المأمور بها .إن وحدة الأمة فرع عن تحقيق التوحيد لله جل ثناؤه,ولهذا كان من أول ما عمله رسول الله(ص) حين هاجر إلى المدينة:المؤاخاة بين المهاجرين والانصار..والله أعلم

جُنيد الله
01-16-2012, 02:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الفاضل اريد ان اسالم عن حكم الكراك؟
و ما هي كفارته ؟
بارك الله فيك

Maro
01-16-2012, 02:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الفاضل اريد ان اسالم عن حكم الكراك؟
و ما هي كفارته ؟
بارك الله فيك

هل المقصود هو إستخدام البرامج بدون شرائها ؟

أمةُ الله
01-16-2012, 11:47 PM
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل أبو القاسم
وبارك فيك وفي علمك وعملك ونفع بك
كفيت ووفيت.

أبو القـاسم
01-17-2012, 06:39 AM
سررنا بعودتك استاذي الفاضل ...سؤالي نريد كلمه من فضيلتكم بخصوص من يرتادون المواقع الالحاديه والليبراليه ؟؟ والمنتديات الالحاديه ؟؟
فقد صادفت اكثر من حاله قد ضلت عن الصواب بسبب هذه المنتديات ؟؟ والحمدلله الذي من الله علي بتركها ...مثل العضو جوكو الذي زاد ضلاله بسببها ..وكذلك العضو محمد 77 ...فهذه المنتديات ان لم تضلك عن الحق فلااقل من ان تشوش تفكيرك وتزيد بلبلتك ؟؟

حيث ان هذه المنتديات والمواقع ينطبق عليها الوصف القراني ( رب إنهن أضللن كثيرا من الناس) وقوله تعالى (ابتغاء الفتنه ) فمن يطلب الضلال ضل ومن يطلب الشكوك وقع في الشك .
شكر الله لك أسلوبك اللطيف في الترحيب بأخيك ..وهذا جواب سؤالك المهم وهي قضية ينبغي التوكيد عليها على الدوام أنقله مما كتبت قديما مع زيادة يسيرة:
--------
قال العلامة ابن القيم : (قال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه وقد جعلت أورد عليه إيراداً بعد إيراد: لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة، فيتشربها.. فلا ينضح إلا بها ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة، تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها.. فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته )
من تلبيس شياطين الإنس على الناس أن يقولوا لهم:صاحب الحق لا يخشى ,فهلمّ إلينا واقرؤوا ما نكتب واسمعوا ما نقول..ألستم تقولون إن الحق معكم؟ فينخدع الغَرير بهم..على ضحالة علم عنده, ثم يكون أمثلهم طريقة -إذا لطف الله به- أن يُهرَع إلى الموحدين:أغيثوني فإني أصبت بالشك!..وأشقاهم حالاً من يستغني ,تاركاً أمواج الشبهات تلعب به ..حتى يغرق في ظلمات الكفر ..والعياذ بالله تعالى
-وهؤلاء لم يدركوا أن المسألة ليس عقلية مجردة بحيث إن حل مافيها من إعضال متوهم, لا يلزم أن يكون كافياً ولابد في تنقية ما يعلق في القلب من آثار..لأن مسالة الإيمان مركبة من حركة النفس في المعقولات وحركة النفس في القلبيّات..وسُلطة القلب إذا أشرِب معنىً من المعاني :كثيرا ما تقهر سلطةَ العقل!..إذ المشاعر تجيش بنفس صاحبها حتى تطغى على نتائج الفكر, وتحجب عنه ضوء الشمس..ولهذا تجد شخصا مثلاً يحب فتاة بقلبه ,فإذا قيل له: فيها ألف عيب وعيب..قال:ومع هذا أريدها!
-ومن هنا تفهم بعض السر في أن طمس القلوب يكون حاجزاً عن تلقي أي حق..وتدبر أخيّ كيف ربط الله معية قوم لقوم بعقوبة الطبع على القلب في سياق واحد"رضوا بان يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون " وتأمل هذا الربط العجيب بين تنكب المطبوع على قلبه سبيل الحجة البيّنة "ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون*كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون"..ولهذا كان من مقتضى رحمة الله تعالى أن حذر من مجالسة هؤلاء الخائضين "وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره"..ثم اسمع التعقيب "إنكم إذًا مثلهم"! يعني إن رضيتم بمجالستهم وحالهم ما وصفت لكم
-وقد فهم أئمة الإسلام هذا الأمر جيداً ..ومن أوسعهم علماً وأكملهم عقلاً شيخ الإسلام ابن تيمية..فقد جعل تلميذه يورد عليه شبهة إثر شبهة وإيرادا بعد إيراد يطلب تفنيدًا ورداً..فكان أن أهداه هذه الوصية الغالية التي قال عنها ابن القيم: (ما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك!)..فما معنى هذه الوصية؟
-قال له : (لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة، فيتشربها فلا ينضح إلا بها )
يعني لا تكثر من قراءة الشبهات أو سماعها أو إيرادها على نفسك كما لو كانت علماً تدرسه وتنشد منه طلبة الحق..وإن بحجة الرد عليها,فهذا سيؤول بقلبك أن يكون سفنجة مشرَبة بها "وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم" ..والقلب كالإناء بقدر ما يمتليء بشيء بقدر ما يزيح من ضده,,والشبهات تقابل الحقائق المحكمات ,فما هو إلا أيام حتى ينشأ عن ذلك الشك والحيرة..ويصبح قلبك إسفنجياً يقطر بهذه الشكوك حيثما حلّ
-ثم قال : (ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة، تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها.. فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته)
يعني حتى حين تضطر لقراءة شبهة بغرض الرد عليها وأنت مستكملٌ لأدوات العلم المؤهلة للرد عليها..حتى وأنت كذلك,فلا تمرّ عليها إلا مرور الكرام, دون هضم لها كأنك من أربابها, كالصقر الذي يحلق عالياً شامخاً فيرى ما أسفل منه ويدرك كونه سافلاً,لا كالذبابة التي تقع على الكريه فتجمع من كل زبالة رِجسةً ,فتغدو مجتمع أوساخ .. فهذا معنى قوله :ولكن اجعله كالزجاجة..أي اجعل قلبك في حصن حصين من أن تتسلل إليه شائبة شبهة بما فيه من مخزون اليقين الذي به يبصر الحق أبلج من جهة..فهذا صفاؤه فإنك ترى ما خلف الزجاج الصقيل مع كونك معزولا عن هذا الذي هو خلفه, فإن اتفق أن اضطررت للوقوف على الشبهات للرد ونحوه ..دفعها القلب بصلابته الإيمانية المؤسسة على العلم والتقوى كصلابة الزجاجة المصمتة..من جهة أخرى
وكذلك من عنده علم لا ينبغي في الأصل أن يتقحم أوساط البدعيين والكافرين ويطلب النزال على حد قول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين "لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا" من حديث عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه ,وإنما يدرس العلماء مقالات المبتدعة والضالين الذين عُلمت بدعتهم وعمّت وطمت بتصريح أهلها والدعوة إليها..ويردون عليها ردا هو من قبيل الجهاد الداخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم"نت حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في المسند وغيره, وهو من تحقيق سنة الله تعالى "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق " ..ففرق بين الأمرين..وغير خاف على بصير أن الرسوخ في العلم الذي امتدح الله أهله ليس هو المعلومات في الأصل,بل هو قبل التكثر من المسطور :ملكة راسخة في النفس من الخشية لله عز وجل وحالة غامرة من اليقين بالله تعالى لا تهزها ريح من شبهة ولا يفت في قوامها فيح من لظى تشكيك,ولهذا قد تجد طالب علم وهو راسخ في العلم أكثر من شيخه الذي يتلقى عنه,بل تجد شخصا هو بحر عرمرم من المعلومات الشرعية وهو ضال مضل مبين ,يقول الله تعالى "والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب *ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا", تأمل وصف الراسخين هنا بالتسليم والإيمان ,قالوا ذلك تعقيباعلى تأويل المتشابه الذي لم يبتغوا تأويله ولم يدركوه وهو الكلام في حقائق بعض الغيبيات التي هي الكيفيات ,ثم قالوا"ربنا لا تزغ قلوبنا" فهذا يدلك على المعنى من الرسوخ فهم ثابتون على الحق كالراسيات الشامخات بعد أن عاينوا بعض دلائله وغشيتهم السكينة ورحمة الله لمّا صدقوا مع أنفسهم في التجرد للحق فاستقر في وجدانهم حب الله وخوفه ورجاؤه

جُنيد الله
01-17-2012, 09:46 AM
هل المقصود هو إستخدام البرامج بدون شرائها ؟
نعم,استاذ مارو
و ان كنت قد فعلت ذلك..فما هي كفارته؟
بارك الله فيكم

Maro
01-17-2012, 10:03 AM
نعم,استاذ مارو
و ان كنت قد فعلت ذلك..فما هي كفارته؟
بارك الله فيكم

لست بأهلاً للإجابة يا أخى، سامحك الله...
إنما أردت المساعدة على فهم أفضل للسؤال...
ننتظر بيان الشيخ أبى القاسم بإذن الله... لأن هذه المسألة هامة وأظن ما من مسلم أو مسلمة إلا وقد وقع فيها ولو مرة على الأقل

أبو القـاسم
01-18-2012, 02:22 AM
أخي الفاضل رمز ,هذه الصفحة ليست للفتاوى حفظك الله ,ولهذا أحيلك إلى فتاوى أهل العلم وهي كثيرة جدا ,وللمجمع الفقهي قول واضح في هذا ,وعامة المشايخ المعروفين لايخلو واحد منهم إلا سئل عنه..وببحث يسير تجد ذلك كله ,والله يجزيك خيرا ..

اخت مسلمة
01-18-2012, 05:04 PM
جزاكم الله خيراً ياشيخنا الفاضِل

بحب دينى
01-19-2012, 02:41 AM
جزاكم الله خيراً ياشيخ ، نفع الله بك واسأل الله ان ينعم عليك بالعلم والصحه والخير ونفع امة النبى صلى الله عليه وسلم .

الحجاز
01-19-2012, 11:53 PM
السلام عليكم
يقول الله تعالى "الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن"
فاين هي هذه السبع اراضين ؟ وما المقصود بالسماء في الايه ؟

أبو القـاسم
01-20-2012, 04:05 AM
السلام عليكم
يقول الله تعالى "الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن"
فاين هي هذه السبع اراضين ؟ وما المقصود بالسماء في الايه ؟

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
سؤال جيد بارك الله فيك ,فبعد استمداد العون من الله تعالى أقول :
إطلاق السماء في القران لابد فيه من مراعاة السياق فلما كان أصل الكلمة مشتقا من السمو وهو العلو ,كان لها عدة إطلاقات فقد تطلق على السحاب كما في قول الله تعالى "وأنزلنا من السماء ماء طهورا " ,وقد تطلق ويراد بها السماوات العلى التي هي غير مرئية كالتي في حديث الإسراء والمعراج فيقال السماء الدنيا ,والتي تليها حتى سدرة المنتهى, وقد تطلق ويراد بها مطلق العلو "كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ",وقد يراد بها الأجرام العلوية ,فقوله في هذه الآية "سبع سماوات" يحتمل ان المراد بها كواكب المجموعة الشمسية المعروفة , لأن سماء كل شيء بحسبه , , ولو رسمت الارض ثم رسمت حولها دائرة سيقع على محيط هذه الدائرة كوكب من كواكب المجموعة الشمسية , لو رسمت دائرة أوسع ,سيقع على محيطها كوكب اخر ..وهكذا فلك ان تقول:الدائرة الاولى سماء للأرض والثانية سماء لها ..فلو انك اخذت نقطة من الدائرة حيث يقع الكوكب,, صح ان تقول هو سماء بالنسبة للأرض, لأنه على محيط دائرة هي أبعد عن محيط الأرض فذلك كونه سماء لها

http://www.zainup.com/upfiles/lQj24089.jpg (http://www.zainup.com/)

فإذا عددتها باستثناء الأرض كانت سبعة كما في الرسم , ولا يقال هنا اكتشفت كواكب أخرى لأن هذه كوكيبات صغيرة قزمة لا اعتبار لها بالنسبة للبقية وفق تصنيف العلماء الفلكيين ,لأنها بلغت من الصغر بحيث لا سيطرة لها على محيطها, وأما قول الله سبحانه "ومن الأرض مثلهن " فيحتمل في دلالة اللغة أن تكون المثلية مقصودا بها العدد ,وحينئذ يجوز أن يراد بها طبقات الأرض السبع مثلا.وقد يدل عليه حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه عن النبي (ص)( ‏ ‏من ‏ ‏اقتطع ‏ ‏شبرا من الأرض ظلما ‏ ‏طوقه ‏ ‏الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين ‏ )

http://www.zainup.com/upfiles/1E624088.jpg (http://www.zainup.com/)

ويحتمل أن المثلية في التكوير أو ما أشبه ونحوه والتقدير :خلق سبع سماوات وخلق من جنس الأرض مثلهن في كونها على هيأة كروية أو غير ذلك مما يقع فيه المثلية مما ثبت فيكون الحديث هنا عن أرض واحد لا عن سبع..وهذا كله مما يجوز في لسان العرب ,وهناك وجوه أخرى للتفسير ولا تعارض بينها ولله الحمد ..على أن هذا الأمر مما يقتضي بحثا مستفيضا والمقصود أن دلالة القرآن القطعية لا يمكن ان تخالف العقل ولا العلم ,سبحانه عما يشركون ويلحدون .."أفلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"

المُتأمل
01-20-2012, 01:23 PM
كيف نربط الآية (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ )
وموقعه الجمل
والقتل والحروب التي وقعت بينهم
وجزاك الله خير

أبو القـاسم
01-21-2012, 08:27 AM
كيف نربط الآية (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ )
وموقعه الجمل
والقتل والحروب التي وقعت بينهم
وجزاك الله خير
حياك الله أخي المتأمل , جعلني الله وإياك من المتدبرين كتاب ربهم سبحانه وتعالى , والجواب في نقاط موجزة وسأعلم بالأحمر على مختصر لمن شاء ألا يقرأ :
-------------
-أثنى الله عز وجل ثناء جميلا عاطرا على صحابة رسول الله (ص) في مواطن شتى من كتابه العزيز ,فهذا هو الأصل العريض فيهم : أنهم خير الناس بعد النبيين ومامن امريء منهم إلا وهو معظّم لله ورسوله محب لهما كما قال عليه الصلاة والسلام "خير الناس قرني", هذا الأصل لا يفهمه الجهلة.. يتتبعون مواقف جزئية وعثرات من هنا وهناك حتى يستقيم لهم في ظنهم إسقاط عدالة من شاؤوا إسقاطه فينتصروا لبدعتهم ,وحاصل فعلهم : جعلوا هذه المواقف التاريخية حكما على كتاب الله !

- وإذا وصِف شخص بأنه ناجح مثلا فلا يعني أن آحاد مواقفه كلها مكللة بالنجاح , بل هذا حكم أغلبي من استقراء حياته ,فيكون مواقف الفشل قليلة أو نادرة بالنسبة لزخارة نجاحاته ,وكذا إذا قيل عن رجل إنه فقيه إمام ,فلا يعني أن كل ما أفتى به صار صوابا..وهكذا ,فكذلك الصحابة فضلهم وعلو كعبهم لا يعني عصمتهم من الزلل والذنوب المغمورة في بحار حسناتهم, فلا يسوي مسلم يعرف دينه بين تلاميذ الرسول (ص) الذين حازوا شرف الصحبة واصطفاهم الله لنبيه ,وغيرهم
-عندما حدثت هذه الأحداث كان جل الصحابة من المهاجرين والأنصار قد توفوا إلى رحمة الله تعالى ,ولم يكن حيا منهم آنذاك إلا القليل..

-أحداث الفتنة تخللها الكثير من الروايات الضعيفة والمنكرة فلابد من الحذر في التعاطي معها إذ فيها مادة دسمة يلغ من خلالها أعداء الدين في عقائد الإسلام ليدسوا فيها سمومهم فلأجل ذلك كثرت الروايات المكذوبة فيها,فهذه الواقعات مردها في الأصل إلى اجتهادات فقهية ,لا إلى مطامع دنيوية ,ولك أن تعلم أن الذي أخرج أم المؤمنين عائشة آية من كتاب الله ,هي قوله جل ذكره "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس " فإنما خرجت للإصلاح وكانت تتأول بخروجها هذه الآية الشريفة,غير أنه حيكت من كيد السبئية مؤامرات أدت لوقوع مقتلة حتى استيقظ الفريقان وهم لا يعلمون مالذي يجري وظن كل فريق أن الآخر يقاتله لأنه كان من خطة الأوباش أن ينقسموا إلى فريقين ويندس أحدهما مع من علي والآخر مع من عائشة -رضي الله عن الجميع-, فكان مكرا دبر بليل..وكذا موقعة صفين لم تكن من أجل لعاعة من الدنيا بل كان كل واحد من الفريقين يظن نفسه عاملا بمقتضى الكتاب العزيز مجتهدا ,وفريق ثالث من خيار الصحابة اعتزل كل ذلك ..

-حتى في أثناء الحرب وملابساتها التي كانت بسبب خطأ في التقدير واجتهاد ونحو ذلك لم تخل الصورة من مواقف التراحم الكثيرة الدالة على ما تقدم ,ثم حزن كل فريق على ما كان أشد الأسى حتى تمنى علي وأم المؤمنين أن لو كان مات قبل ذلك بكثير,وهذا يفيدك أنهم لم يكونوا جبابرة متناحرين..وقد أجمع أهل السنة والجماعة أن أمير المؤمنين عليا رضوان الله عليه كان أقرب إلى الحق فيما تقاتل مع معاوية من أجله لحديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم ,حيث قال في الخوارج"تقتلها أولى الطائقتين بالحق"فأثبت لكليهما حقا ورجح جانب علي ,فمعاوية كان مجتهدا متأولا..وفي الصحيحين عن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر

-التراحم لا ينافي بالضرورة الخلاف ولا حتى الاقتتال الذي يكون منشؤه اجتهاديا لنصرة الحق ,فالطبيب يرحم الطفل بحقنة مؤلمة تبكيه
"وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما" وقال تعالى عن المؤمنين "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض"

-افترض أن موقعا إسلاميا يشرف عليه مجموعة متراحمة فيما بينها في الأصل ,وكلهم ينشد نصرة الدين ,ثم إن أحد الأعضاء قام بشتم صديق مبجل لأحد المشرفين وانتقصه وظلمه ,فتوجه إلى مدير الموقع بطلب ليطرد هذا المعتدي ,فامتنع وكان له تقدير مصلحي..قال له :هذا سيجر علينا ويلات أو مفاسد وليس وقتا مناسبا إلخ,فقال المشرف :مع كامل توقيري إياك وحفظي لمقامك لست عاملا في الإشراف حتى تفعل وتنتصر للمظلوم فتركه يعيث هكذا مفسدة,فتخاصما واختلفا..هذا وكلاهما مقر بأن هذا الشاتم يستحق العقوبة,وكل منهما محب للآخر ويدعو له..لا حقد ولا ضغينة لا قبل ولا بعد,فذلك تقريب ميسّر لما وقع..وتأمل مدح الله لجميع الصحابة "لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ألئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى "..والله أعلم

سليلة الغرباء
01-21-2012, 10:25 AM
مرحبا بك شيخنا نسال الله أن لا يحرم المسلمين من علمك وإن كان هناك نقاش لرد معين منك فهو أكيد ليس جدلا وإنما هو استفهام لبعض الكلام فقد تجد من يفهم الكلام ويشرحه بغير ما قصد به صاحبه لذلك فأوسع صدرك للسائلين من أجل وصول المعلومة وبلوغ درجة الفهم وبارك الله فيك وزادك علما ونفع بك



السلام عليكم شيخنا أبو القاسم عندي سؤال لو تكرمت
لماذا لا يوجد سحرة في عصرنا يفعلون كما فعلوا سحرة فرعون بسحر عيون الناس وتخيل لهم ان الحبال تتحول الي ثعابين ؟


زيادة على ما قاله صاحب السؤال بارك الله فيه وفيك على جوابك هو التالي :

بعض ما انتشر في عصرنا من خفة يد وألعاب سحرية وغيرها مما يطلقون عليها اليوم ألعاب الخفة السحرية أو غير ذلك من مسميات تجعل عامة المجتمع يتقبلها على أنها مجرد تسلية وفقط .
وقد يحضرني الآن ما شاهدت في أحد البرامج التلفيونية الذي يوحي بأن الضيوف سحرة فعلا ،
فكيف تختفي سارة في طريق عام بعد أن رفعت عليها ستارة أمسكها شخصين من طرفيها ليحجبوا السيارة عن نظر المشاهد وذهب الساحر خلف الستار ولا ندري ماذا قال أو فعل ولا يمكن تخل أنه سيقرطس السيارة ويخفيها في جيبه أو يأتي من يجرها في لحطات لأنها ظاهرة في طريق عام ، وحذفت الستارة ، واختفت السيارة أمام المشاهدين ومن يتفرجون في تلك الساحة ،والساحر يقول هذه العاب سحرية يعني تسلية وليست ، واعتماد أصحاب البرنامج ومقدموه على الضيوف من السحرة فقط دون أن يحضروا شيخا أو مختصا شرعيا ليبين صحة هذا العمل وأيضا يعلموه للناس ، كما سافرت المنشطة لبلد (( في روبورتاج ))واستضافها مختص في هذه الألعاب ،فتح مدسة لتعليم الأطفال هذه الخفة وعلمها بعض الأمور وكشف اسرارها على شرط أن لا يكتشف المشاهد هذه الأسرار على المباشر لأنها سر مهنة كما يقولون.

من هنا نطرح سؤالا

ماهو السحر ؟

وهل هو درجات فيه المحرم وفيه الجائر كالذي يسمونه ألعاب خفة للتسلية؟

هل إخفاء سيارة وإدخال خيط من الفم وإخراجه من العين سحر ؟

كل هذه من أسرار مهن هؤلاء الذين يدعون أنه ليس سحرا أو غير هذا والله أعلم

أبو القـاسم
01-24-2012, 06:19 AM
شكرا لك أختي على الإضافة الكريمة , وهذا سؤال من إحدى الفضليات عن بعض مواطن التشابه بين الإسلام والنصرانية ..وزعم الخصوم أن هذا يدل على كونها صناعة بشرية ,لما في الأديان من خرافة ..إلخ , هذا ملخص السؤال ..
-------
* الخرافة يحاربها الإسلام أشد المحاربة , فيحارب السحر والشعوذة والتبرك بالأضرحة إلخ و الكذب في عرف الإسلام جريمة وإن في الأمور التافهة حتى تقرر هذا في وجدان أي طفل مسلم,, وفي فضاء التوحيد شن الإسلام الغارات على الوسائط الكهنوتية بين الله -جل ثناؤه- والناس حتى تفطن مفكرون غربيون لهذه الخصيصة ..ألفونس دينيه مثلا, الرسام الفرنسي العالمي الذي أسلم وجهه لله وصار اسمه ناصر الدين دينيه,استمع إليه : (الوسيلة هي إحدى كبريات المسائل التي فاق بها الإسلام جميع الأديان، إذ ليس بين الله وعبده وسيط، وليس في الإسلام قساوسة ولا رهبان، إن هؤلاء الوسطاء هم شر البلايا على الأديان) , أما كثرة الديانات فإن الله تعالى يقول"وما أكثر الناس ولو حرصتَ بمؤمنين" ويقول الله سبحانه "وإن تطعْ أكثرَ من في الأرض يُضلّوك عن سبيل الهِ إن يتبعون إلا الظنَّ وإن هم إلا يخرُصون *إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" , ودعني أقول :كثرة الأديان الباطلة تشبه كثرة الأمراض , وكثرة الأمراض =لا يدعي أحد دلالتها على أن الصحة منتفية ولا على أن علم الطب غلط!.., والحق أن بعض الأمور الصحيحة التي قد توجد في بعض الأديان ,دالة على بقايا الحق الذي بسبب دعوة الأنبياء قهي إذن أحق بأن تكون دليلا لأهل الحق لا عليهم ,,ولهذا أسفار اليهود والنصارى مع ما عراها من تحريف ما تزال وثائق شاهدة على صحة الإسلام من وجوه:
-ما اشتملت عليه من يشارات ببعثة نبي آخر الزمان محمد صلى الله عليه وسلم, وهي جلية في دلالتها لاسيما في نظر أهل الاختصاص ,رغم كل ما في كتبهم من تحريف وتخريف
-وما تضمنته من دلائل بيّنة على عبث يد التحريف البشري ,فلو أنصف الباحث المتجرد وقارن ذلك بالقران تميز له الحق كما تميز العين الصحيحة بين الصبح المسفر والليل الحالك..وغير ذلك ..
*ومطلق التشابه في بعض الجزئيات ليس من جنس البراهين على الدعوى , فقد تأتي بكتابين أحدهما لعالم مؤمن تام الإيمان , والآخر لملحد تام الكفر ,فلا يزعم أحد يحترم عقله أن وجود مواضع فيها تشابه من بعض الوجوه ,يعني ولابد: أن الأول نقل عن الثاني ,ذلك أن المبطِل لا يلزم أن يكون كل ما ينطق به محض غلط ..وأهل التحقيق لديهم من البصيرة العلمية ما يدركون به متى يصنف الأمر على أنه سطو علمي , ومتى يكون توافقا علميا ,
*على أن الله تعالى رد على هذه الدعوى القديمة فقال عز وجل"وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون" ,وقال تبارك اسمه "لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين " فالواقف على سيرة الرسول(ص) متتبعا جميع مراحل حياته الشريفة يتحقق بنفسه أنه لم يتأت له (ص) أن ينقل عن أحد ولم يكن بأرض قوم لديهم معرفة بالفلسفات والثقافات الأخرى , بل فوق ذا كان أميا لا يكتب ,وكانت هذه الخصلة من جملة العلامات التي ما تزال باقية في التوراة الحالية المحرفة للدلالة على شخص النبي الموعود في آخر الزمان..ولا يعرف الباحث المتجرد من داعية الهوى صدقَ هذا الوصف إلا عليه ,صلى الله عليه وسلم ,مع جملة النعوت الأخرى التي كان أهل الكتاب على علم بها, فآمن منهم من آمن حين ابتعثه الله جل ذكره بالرسالة العالمية الخاتمة..
*وليس من شأن الناقل عن الآخرين أن تكون لهجته بمثل الخطاب العلوي المهيب "يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين "فهذا من جهة سيستعدي عليه ألئك المعلمين المزعومين الذين سيكون لسان حالهم:
أعلمه الرماية كل يوم ****فلم اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي **فلما قال قافية هجاني !
ومن ناحية اخرى , فإن ما جاء به الكتاب العزيز من تصويب لأخطاء كتب اهل الكتاب وبيان ما أخفوه من حقائق( كما تدل الآية السالفة), لَيدمغ الدعوى وينسفها نسفا ..
*والله يخاطب نبيه بأنك إنما حملت ركائز فحوى الرسالات التي جاء بها من قبلك من الرسل"وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه ",غير أن هذه الرسالة لما كان مقصودا ان تكون آخر لبنة في هذه القصر الجميل لينعم بالسكنى فيه كل العالم ويتفيأ بظلاله كل من شاء :كانت متضمنة لشرائع مفصلة تنتظم حياة الناس , وكانت مصونة بوعد الله من خيانة يد بالزيادة ,كما هي مأمونة بحفظه من أن تمسها يد خؤونة بالنقصان ..فالحمد لله رب العالمين

سليلة الغرباء
01-25-2012, 10:10 AM
شكرا شيخنا الفاضل على الجواب

واسطة العقد
01-27-2012, 12:03 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيخنا ما ردك على من يقول ان الشريعة الاسلامية لم تكن مطبقة بشكل كامل الا في فترات معينة قليلة من التاريخ، و ان العصور التي كانت بها الأمة باقوى عهودها كان حضور الشريعة متواضعًا، مستشهدًا باباحة الخمور و المعازف و افعال بعض الخلفاء؟

أبو القـاسم
01-28-2012, 12:21 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما ردك على من يقول ان الشريعة الاسلامية لم تكن مطبقة بشكل كامل الا في فترات معينة قليلة من التاريخ، و ان العصور التي كانت بها الأمة باقوى عهودها كان حضور الشريعة متواضعًا، مستشهدًا باباحة الخمور و المعازف و افعال بعض الخلفاء؟
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..حقيقة أختي من يقول هذا لا يفرق بين أمرين :
-بين فسق الحاكم في نفسه , وتطبيق الشريعة في الرعية ..
كما أنه لم يفرق بين العصيان وسن قوانين مضادة للدين , أو لم يفرق بين تحقيق المناط في واقعة , وبين تبديل حكم الله تعالى..من يعصي الله تعالى في شيء كأن يعاقر الخمر , مقارف للحرام , لكن من يسن للناس قانونا يبيح بيعها أو تعاطيها فيكون ذلك محميا بالقانون المسنون, فهو مواقع للكفر الأكبر, قال الله تعالى "يا صاحبي السجن أأربابٌ متفرقون خيرٌ أم الله الواحد القهار*ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم",وهذا نظير قوله تعالى "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيحَ بن مريم " وقد أطبق المفسرون على أن المراد بها طاعة العلماء أو الأمراء في محادة أمر الله ويذكرون في هذا حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه ,ومعناه صحيح قطعاً لأن النصارى لايعبدون الأحبار بالمعنى الضيق للعبادة أي بأن يصلّوا لهم مثلاً بل واقع حالهم قديما وحديثاً =طاعتهم في مراسيم التحريم والتحليل التي يصدرونها وإن ورد الشرع بخلاف مضامينها والحاصل أن المرة الأولى في تاريخ الإسلام , التي صُنع فيها ما نراه اليوم من تحكيم القوانين الجاهلية , كانت على يد جنكيز خان المغولي
حين جاء لهم بكتاب الياسا او الياسق وجعله دستورا محكّما فيهم, فكانت سابقة خطيرة انتبه إليها العلماء ونوهوا بها وكفر أهلها ,يقول الحافظ ابن كثير في تفسير قول الله تعالى "أفحكم الجاهلية يبغون" : (ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله ، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم ، وكما يحكم بها التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكز خان الذي وضع لهم الياسق ، وهوعبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها عن شرائع شتى من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيرها ، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه ، فصارت في بنيه شرعا متبعا يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فمن فعل ذلك فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير )
خير ما يجلّيها التمثيل:-
-هذا حاكمٌ سرق أحد أقاربه وتحققت فيه شروط إقامة الحد, فتحيز له وأمر الجهة التنفيذية بتخلية سبيله تعاطفا معه ,وعدم قطع يده المعمول به أصلا في نظام الدولة(تأمل), فهذا يصدق فيه أن يكون مرتكباً لكبيرة من أعظم الكبائر وأشنعها وهي سبب لهلاك الأمم والدول ,وفي مثل هذا الضرب يقال :كفر دون كفر , على ألا يتحول إلى قانون , وإنما نزعة هوى نفس , قد تقع أحيانا
فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها: أن قريشا أهمهم شأن المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله ؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله فكلمه أسامة فقال:أتشفع في حد من حدود الله؟!
ثم قام فخطب، ثم قال: إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ,
-وهذا بخلاف مالو قام هذا الحاكم بإصدر مرسوم أو قرار أو سمه ما شئت فحواه :من سرق يسجن سنة مثلاً مستبدلا بشرع الله هذا القانونَ الجديد سواء كان من بنيات فكره أو استورده من الخارج, فهذا الذي لاشك فيه, إذ قد نازع الله في أحد أجل خصائص ربوبيته سبحانه وتعالى وفعل الكفر البواح ..يقول الإمام إسحاق بن راهويه : (أجمع المسلمون على أن من سب الله، أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم ،أو دفع شيئاً مما أنزل الله عز وجل،أو قتل نبياً من أنبياء الله عز وجل،أنه كافر بذلك،وإن كان مقراً بكل ما أنزل الله) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والإنسان متى حلّل الحرام المجمع عليه أو حرّم الحلال المجمع عليه أو بدّل الشرع المجمع عليه كان كافراً باتّفاق الفقهاء) وقال أيضا : (ومعلوم بالاضطرار من دين المسلمين وباتفاق جميع المسلمين أن من سوغ اتباع غير دين الإسلام ، أو اتباع شريعة غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر وهو ككفر من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض الكتاب ، كما قال تعالى " إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوابين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاأولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا" ) ونقل العلامة ابن حزم في مراتب الإجماع الإجماع على كفر من تحاكم إلى الإنجيل ونحوه , من الشرائع المنسوخة , ولم يتعقبه ابن تيمية في نقده على المراتب ,فكيف بمن تحاكم إلى الطاغوت البشري؟ ومما يدلك أن كبار أهل العلم فرقوا بين النوعين قول الإمام ابن تيمية حيث قال"وإذا حكم بلا عدل ولا علم كان أولى أن يكون من أهل النار وأما إذا حكم حكما عاما في دين المسلمين فجعل الحق باطلا والباطل حقا ..فهذا لون آخر" وقال أيضا "وحكام المسلمين يحكمون في الأمور المعينة ولا يحكمون في الأمور الكلية " ,يعني فلا يتصور أصلا أن يكون حاكم اسمه مسلم وهو يحكم قوانين مغايرة للشريعة, فهذا لا يكون حاكما لمسلمين لأه خلع ربقة الدين من عنقه,وتأمل كلام العلامة الشنقيطي لتقف على جلاء الأمر : (وبهذه النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله صلى الله عليه وسلم ،أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته وأعماه عن نور الوحي مثلهم) وليس المقصود هنا استقصاء أقوال أهل العلم ,..وإنما المقصود يا أختي الفاضلة واسطة العقد أن المقولة التي ذكرتِها , الحق في عكسها , أي ان عصور الانحطاط كانت قرينة ابتعاد الأمة عن طاعة الله ورسوله وكان دركات الانحطاط بقدر ما يكون من بعد عن منهج الله تعالى , على أن أسوأ معالم هذا الانحطاط حين استبدل بشرع الله غيره من قوانين ..كما سلف بيانه ,وكما في العصر الحديث بعد سقوط الخلافة ودراسة أسباب السقوط تنبيك عنها ..تاريخ الإسلام بيننا وبين أصحاب هذه الدعوى شاهد وحكم عدل , فمن استشهده فيما ندعي سيرى هذه القاعدة مطردة جلية كالشمس لا خفاء فيها ولا شوب ولا غبش..والله المستعان

واسطة العقد
01-28-2012, 12:33 PM
شكر الله لك أخانا الفاضل

مجرّد إنسان
01-29-2012, 06:26 PM
أستاذنا الفاضل: أبا القاسم:

يقولون: "المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم"....ماذا لو تناولتم هذه المقولة ووضعتموها تحت مجهر العقيدة لنعلم مكامن الخلل فيها؟؟؟

أبو القـاسم
02-01-2012, 06:35 PM
يقولون: "المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم"....ماذا لو تناولتم هذه المقولة ووضعتموها تحت مجهر العقيدة لنعلم مكامن الخلل فيها؟؟؟
الأستاذ المربي الفاضل "مجرد إنسان" أشكرك على طرح السؤال الذي ألمس منه إرادة تعليم "الغير"....سأجعل تعليقي إن شاء الله تعالى في نقاط محددة ليسهل التقاط الفائدة المرجوة ..
-هذا القانون بصيغته المذكورة له ظلال إلحادية , لأن المراد من التأكيد عليه في المنتديات الفكرية والمناهج الغربية حتى تسربت إلى عالمنا الإسلامي مع الأسف, المراد منه أن يكون حصان طروادة يبقى قي الذاكرة كالمسلّمة التي لا تقبل النقاش , لينفذوا من خلاله عبر تمرير دعوى أزلية الكون أو أزلية المادة ..لتكون نقضا -في زعمهم - للحاجة إلى وجود إله مدبر حكيم
-مع أن قانون حفظ الطاقة الذي هو أساس المقولة السابقة , من الأدلة على وجود الله سبحانه , على عكس زعمهم , ويحضرني هنا مقولة ابن تيمية رحمه الله تعالى أنه ما استدل الضال بشيء على ما عنده من ضلال إلا كان : دليلا عليه عند التأمل , وهذا يعم الكفار والمبتدعة سواء , بيان ذلك , أن الطاقة الكلية =الطاقة الفاعلة المؤثرة (يستفاد منها) +الطاقة المبددة(لا يستفاد منها) ,فكمية الطاقة في نظام معين تبقى ثابتة , ولكن الطاقة الفاعلة تتجه إلى الاضمحلال حسب القانون الثاني للثيرموديناميك أو حسب ظاهرة الانتروبي, فلو كان الكون أو المادة أزلية ..لكان الكون معطلا منذ أمد سحيق عن وجود أي طاقة ذات آثار قاعلة , وهذا خلاف الواقع الذي نعيشه وندركه ,فثبت بطلان الدعوى بالواقع ..وللتقريب :تأمل قطعة معدنية ساخنة , وثم جهاز مشبوك عليها يحول الحرارة إلى تيار كهربائي , وهذا التيار يغذي دائرة فيها محرّك , فمع مرور الزمن ..تتوزع الحرارة في المحيط , وتنخفض تدريجيا , فيضعف التيار بالتبعية , حتى يتوقف المحرك ..وكذلك هو الكون والحياة ..فلو كان الكون أزليا لتوقفت حركة الحياة ,كما هذا المحرك ,والحاصل الملموس يكذّب هذا

http://www.m5zn.com/uploads2/2012/2/3/photo/020312060224u5zfdntmmz0.jpg (http://www.m5zn.com)

-ومن ناحية أخرى , عدم القدرة على توليد طاقة من لا طاقة , (كأن يكون لدينا نظام معين في صندوق مغلق , في مدخلاته طاقة أقل من مخرجاته الناتجة)..هذا يعني أن المادة أو الطاقة ليس من طبيعتها أن تخلق أو تولّد شيئا من لاشيء ,, ومادام أن المادة لا تحدث نفسها , فلم يبق إلا أن يكون شيء خارجي هو المحدث, فتعين أنه الإله سبحانه وتعالى "أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون*أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون"
-وكون المادة تتحول من صورة لاخرى ..كأن تتحول من كتلة إلى طاقة , هذا ينفي الأزلية , لأن الأزلي لا يطرأ على جوهره تغير بناء على ظروف ..بل يكون مستغنيا بنفسه مستقلا بذاته
-ثم إن هذه القوانين الفيزيائية الموصّفة رياضيا كمعادلة ديراك مثلا وغيرها , تشتمل على دلالة القصد الغائي بوضوح لا يخفى حتى على البُله , ومن ناحية أخرى :المحافظة على القوانين ,لابد له من هيمنة خلّاقة وسيطرة نافذة, توجِد العلائق بين الأشياء.. دلالة على قانون السببية
-أما قولهم"لا تفنى" فهو نظير قولهم "لا تخلق من العدم " , وأنت ترى أن صفة الأزلية والأبدية صفتان لله عز وجل , ومن هنا تعرف أن الملحد :مشرك ..لأنه وصف ما حقه أن يختص بالله لغير الله أي المادة ..وقد قال لي أحدهم مرة :لماذا لم يتكلم الله عن الإلحاد في القرآن فأحد أوجه جوابه بيان أن الإلحاد أقتم لون من ألوان الإشراك بالله تعالى
-والخلاصة : أن هذه مقولة أريد بها أن تكون جسرا للإلحاد عبر بوابة مموهة خادعة اسمها: "العلم " , فالمادة تفنى , سواء أريد بالمادة الأجرام الكبيرة أو الجسيمات الصغيرة ,وإنما بقاؤها مرهون بإرادة الحي القيوم, وهي كذلك تستحدث بعد أن لم تك شيئا ,والله خلق آدم من طين ,والطين مركب من عناصر , كل عنصر مخلوق من ذرات, والذرة مشروط وجودها ببقاء بنيتها ,بالعلاقة التجاذبية بين أجزائها إلخ..والله جل ثتاؤه فعال لما يريد يخلق ما يشاء مما يشاء ,إنما امره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ,سبحانه وتعالى عما يشركون

بحب دينى
02-05-2012, 07:52 PM
لو سمحت ياشيخ اود السؤال عن كيفية التفريق بين من يصف نفسه بالسلفى ويكون متبعاً ومن يصف نفسه بذلك ادعاءً !؟وجزاكم الله خيراً.

أبو القـاسم
02-05-2012, 08:30 PM
لو سمحت ياشيخ اود السؤال عن كيفية التفريق بين من يصف نفسه بالسلفى ويكون متبعاً ومن يصف نفسه بذلك ادعاءً !؟وجزاكم الله خيراً.
هذا سؤال جيد مهم يناسب الظرف ,بارك الله فيك , سأنقل بعض ما كتبت من قبل وأضيف ما يقتضيه المقام ,مستعينا بالله عز وجل ..
مع تلبد الجو الفكري بالأطروحات المتباينة ,لطالما كنت أتشوّف في بواكير العمر لمعرفة الإسلام بثوبه الأصيل السالم من كل شوب ,فلم يمض إلا قليل حتى أسفر الصبح وانقشعت من أمام ناظريّ الغمامة و أظفرني الله ببغيتي,فهذا الذي كنت أنشده ليس غير تعريفٍ مختصر للسلفية,إنها لو تعلم :نسخة الإسلام الأصلية التي ارتضاها الله لتكون رسالة النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يصدر الناس نسخًا أخرى بسوء الفهم للشرع وجهلهم تارة , ,بعد أن وقفت على هذه الحقيقة عمدت إلى لبس هذا الثوب الأصيل ,ولم أعبأ ساعتئذ بما قد يقال:إنما اللائق بالأثواب الحسان أن تلبس بعد تطهير الأجسام من الأدران, لأني وجدت الثوب مفصّلًا عليّ بالتمام وألفيته قد لبسه كل عاميّ باق على فطرته التي زرعها الله فيه فكان على مقاسه شبرا بشبر ,ثم إني صعّدت النظر في الأولين ,فإذا هم على قلب رجل واحد.. لبسوا الثوب نفسه! ,وقد ائتموا بهذا الرجل الذين هم على قلبه واقتفوا أثره فكانوا على سنته مجتمعين, ..أيسرك أن أصدقك القول؟ معنى السلفية كما عرفتها :المنهج الذي مرجعه الكتاب والسنة بصدق أي بفهم تلاميذ الرسول (ص) الذي بلغ الكتاب والسنة ,فبلغه هؤلاء لأتباعهم وهكذا, عرف مفكرو الغرب هذه الحقيقة فأنشبت دولهم أظفارها في تلابيب أهلها,ثم صنعوا دمى تحمل اسم السلفية وهي من فكرهم براء, عبر وكلائهم في المنطقة..السلفية يا صديقي ليست غير استجابة لهذا النداء الإلهي: (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) وأراك تدرك الآن وجه الحكمة في زيادة قيد"بفهم السلف"..إنها زيادة حارسة لثغر الإسلام من أن يتسرّب الإفساد إليه من المنسوبين إليه..أو هي سياج عاصم من أن يعبث بنصوص الكتاب والسنة من هو غريب عن الدين ,فتبقى حصونه عصيّة على الغارات ,ومناعة أهله نافية لخبث المتسللين فلا يكون الإسلام مرتعا يلج فيه من شاء فيلحد بآيات الله عن معانيها أو يصرف الأحاديث الصحاح عن مراميها بسوء فهم أو تقصير في اتباع الرعيل الأول فيخرج بفهمه الخاص عن حقيقة ما أراده الله ورسوله بها .. ومن هنا تعرف السر في أن أحال الله على إيمان السلف فقال "فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق"..وقال في موضع آخر مبينا أن قضية اتباع السلف ليس مما يسع فيه الخلاف "ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا "
نعم ..الكتاب والسنة بفهم السلف,هذا القيد ليس غير امتحان لمدى مصداقية الدعوى باتباع الكتاب والسنة..ثم إني ما تلبثت غير يسير حتى فطنت لكنز معرفي ثمين بفضل الله سبحانه..إنني أدركت حقيقة وظيفة العقل التي خلقه الله عليها.. لقد غلا فيه قوم فجعلوه قاضيا على نصوص الشرع فما وافق عقولهم أمرّوه وما لم يواطيء ظنونهم نبذوه,فلو أنّا أخذناهم بما يلزم من قولهم هذا لكان المعنى قاضيا بإبطال الشرع لأن العقول خرجت بهذا عن إطارها وصار الشرع محكوما لا حاكما ,وأي حاجة للشرع حينئذ ؟ كم كانت فرحتي حين أبصرت حدود عقلي بعقلي ,تكشّف لي سرٌ عظيم أجاب عن سؤال ملح:علام يتخبط الناس وينحون مذاهب شتى وأفكارا متضاربة يغني سردها على ردها ودعواهم المعلنة واحدة؟..أما إني عرفت يومئذ أن ليس للعقل في استمداد المعارف الشرعية من سلطانٍ على النقل ,وأذكرني هذا ببعض قدماء الفلاسفة الذين أصبحوا مثلا للتندر بسخافة الأفكار آنذاك.. كانوا يحسبون العين تدرك المرئيات بأشعة تصدر منها , جهلوا حقيقة وظيفتها وهم ينظرون إلى أعينهم لا تبصر في الليل! وإنما هي آلة للنظر لا لتوليد ضوء ..فإذا ما انبرى ناصح يبين هذه الحقيقة , قالوا لقد غمطت العين حقها حتى أغمضتها ! ..كأني أبصرك تريد البيان بكلمة ؟ خذها إذن بقوة :مثل العين مع الضوء كمثل العقل مع الوحي ..وكن على ذُكر أن الوحي وحيان..وهما في الحجية صنوان:الكتاب والسنة.. وغلا آخرون في مقام القلب فجعلوا منه منهلا للمعارف والكشوف على قاعدة حدثني قلبي عن ربي ! .. .وحذارِ: أن تحفل بالألقاب التي يطيب للكثير جعلها رديفة لأسمائهم فلان السلفي ,الأثري إلخ ..لأن العبرة بالحقائق والمعاني لا بالأسماء والمباني..
وقد تنبأ النبي صلى الله عليه وسلم بما خصه الله من وحي بما يقع في الأمة من افتراق وابتداع وشقاق واتباع الأهواء وسنن الأمم الأخرى,فروى تلميذه النجيب عنه, أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى ؟ قال: فمن؟!) أخرجه الشيخان في أصح تراث نبوي نفاخر به الأمم أعني كتابي البخاري ومسلم
إن رسول لم يقف عند هذا التحذير حتى شحن أمته بأدوية ناجعة للسلامة من هذه الطرق الردية والفتن ,هذا العرباض بن سارية تلميذ آخر من اعلام المدرسة السلفية الأولى من خريجي الإمام الأعظم رسول الله يروي لنا في الحديث الصحيح أنه قال..عليه الصلاة والسلام "قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ" (رواه الإمام أحمد وغيره) وإذا لم يكن الاختلاف الكثير في ظهور هذه الفرق الكثيرة ..فما أدري ما هو!.. قابل هذا الذي قرأت بنحو قوله عليه الصلاة والسلام (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم...) -رواه الإمامان السلفيان البخاري ومسلم-,ليمتاز عندك سبيل الهدى من سبيل الهوى وبضدها تتميز الأشياء ..
..وخلاصة جميع هذه الوصفات النبوية المباركة :مركبة من الفقه في الدين والاتباع للسلف ,فلا يسع العالم أن يتفقه مهملا شان الاتباع ..لأنه لم يكن مع تلاميذ المعلم الأكبر وهو يسقيهم من هديه ولأنه سيفوته ما أجمعوا عليه فيخبط بالشواذ على ما تشتهي نفسه ,فيقع في الأغاليط ولايسلم من التخليط والقول على الله مالا يعلم
ووجه كون إجماع السلف حجة مكون من مقدمتين :
1-أنه إجماع منضبط ,يمكن معرفته والتحقق منه,قال ابن تيمية في الواسطية : (والإجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح , إذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الأمة )
2-وأنه لو ساغ مخالفتهم لكان مفاد ذلك أن يكون الحق خافيا على مجموعهم بحيث انبعث لإظهاره شخص متأخر عن عصرهم! ..وهذا مما يتنزه الحكيم عنه
إذ لا يمكن شرعا أن يخلو زمان من معرفة مراد الله ورسوله ,ووإلا لزم القدح في البلاغ المبين الذي تكفل الله به وجعله من خصائص شريعته الغراء المهيمنة
فإذا علمت هذا عرفت أن السلفية ليست مسالة اختيارية بحيث يسع الإنسان تقديم غيرها, وليست هي من جنس المذاهب الفقهية الاجتهادية , بل تمثلها :تمثلٌ لحقيقة الإسلام "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة "
وكأني بالقاري تحرك فيه باعث ليسأل ,والجواب عن سؤاله المضمر :ملخص الحكاية, انتسب لأهل الإسلام من انحرف عن صراطه المستقيم فنشأ مصطلح أهل السنة والجماعة فلما انتسب لهذا الاسم من تسول ما هو غريب عن الدين من غير أهله وزاحموا بهذا الدخيل ما هو أصيل,لزم امتياز طائفة الحق الموافقة لأهل السنة وهم من قد علمت,عمن انتسب للاسم ولم يحقق الاتباع فهم ما بين جاهل بشمولية الدين أو ظالم لنفسه مبين ,..فلما وقع ذلك وكان هؤلاء تسموا باسم أخص من اسم الإسلام وهو أهل السنة والجماعة ,اقتضى المقام تمييز المنهج باسم أخص: السلفية.. لا للتسمي به على سبيل الفخر والتباهي ,بل للقيام بأمانة بيان الحق بحق, فمن ظن أن انتسابه للسلفية يسوغ له أن يصنف الناس ويقع في أعراضهم وينشغل بتتبع ما يظنه مثالب لإخوانه المسلمين من العلماء الربانيين والمجاهدين في الثغور مع الذب عن الطواغيت كما نراه من أدعياء السلفية التي تسمى المدخلية أو الجامية تحت شعار "ولي الأمر ".. ياله من وليٍ لأمر أمريكا واليهود والغرب! ورموزهم لا تخفى على نبيه مثلك , فقد جنى على ما انتسب إليه ورجع ما عابهم به عليه,فاعلم أن هؤلاء ليسوا سلفية وإن زعموا وإني لك ناصح أمين :إذا رأيت هؤلاء فاحذرهم وحذر منهم وفِرّ منهم كما تفر من قطاع الطريق في البيداء,في كل بلد منهم شرذمة ,ففي الغالية مصر -حرسها الله- : آيتهم فوق ما ذكرت لك أن يطعنوا في الشيخ محمد بن عبد المقصود أو الشيخ فوزي السعيد بل عامة أهل العلم والديانة والنبل ,ولهم من مفردات السفه ما لو جمع في قاموس كان مادة ثرّة بكل مستقبح,فربما قال قائلهم في وصف أحد النبلاء:فلان رأسه مستطيلة ,وأمّه تعسرت به أثناء الحمل! إلخ,,فتصور هذا الانحطاط لتعرف حقيقتهم مع ما وصفت لك من شأنهم قبلُ.. وذلك أن من أعظم خصائص المنهج السلفي الحكم بعلم وعدل ,وتقديم جانب الإحسان والرحمة وحسن الظن , والتآزر مع المسلمين في كل موطن يعز فيه الإسلام وفي كل موطيء يغاظ فيه أعداؤه.. وقبل ذلك :العناية بتصحيح جانب الإيمان الشرعي في عقيدة السلف =قول القلب ,واللسان, وعمل القلب, والجوارح ...دون التعاطي بانحراف إرجائي يخلخل من بنيان هذا الإيمان ويفتّ في أساسه ,ويفضي إلى النكوص عن النهوض بحقيقة توحيد العبادة وتعطيل بعض صفات الله تعالى كالحاكمية وفي أدعياء السلفية هؤلاء"المداخلة" قال الإمام ابن تيمية : (المرجئة وأمثالهم ممن يسلك مسلك طاعة الأمراء مطلقا وإن لم يكونوا أبرارًا)..,فهذا خلاف منهجي في العقيدة مع هؤلاء الأدعياء , وكذلك العناية بمقصد وحدة الأمة الذي هو فرع عن مقصد التوحيد الأعظم "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون",والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنأي عن مبدلي شريعة الله والكفر بهم (الذين استبدلوا القوانين الجاهلية بها) كما هو مقتضى عقيدة الولاء والبراء,- فما ظنك بالركون إليهم والدفاع عنهم وخلع حلل الألقاب الشرعية عليهم؟!- ,والنصح لكل مسلم والتعاون معه على البر والتقوى والتراحم مع استحضار ان هذا لا يعني الانخراط في الباطل بحجة الائتلاف ,كما لا يعني التحزب عن إخوان العقيدة بدعوى الاختلاف ,تأمل في فكر هؤلاء الأدعياء الذين شوهوا الديانة واستطالوا بالكذب والخيانة, ثم تدبر في سيرة مثل الإمام المبارك عبد الله بن المبارك مثالا من المتقدمين ,أو شيخ الإسلام ابن تيمية نموذجا من المتأخرين.
في الإعلام أبواق تعزف سيمفونية مكرورة أن السلفية ليست إلا :لحى مرسلة وأثوابا قصيرة وعقولا جامدة, وأذكر أني لم ألق سلفيًّا يقول لأحد: لست سلفيا حتى ترسل لحيتك(وإن كان مقتضى النصح أن يذكره بوجوب إعفاء اللحية لأنها سمت شرعي مأمور به ) .. استطال علينا هؤلاء ببعض المعارف الغربية في الفلسفة ونظريات الاجتماع وشؤون الحضارة فنبغ في طلبة العلم من أخذ بزمام هذه المعارف بعدما حقق العلم الشرعي وترسخ في معرفة الاعتقاد السلفي وقارعهم الحجة بنفس سلاحهم وكشف اللثام عن القصور في عقولهم وما حوته من مواد فكرية متضاربة,..لست من محبي الإفراط في التفاؤل ,بيد أني ما زلت أرى بشائر الصحوة يبرق وهجها شيئا فشيئا في الآفاق ولو كره المنافقون, فكن واحدا من حملة هذا التراث الخالد الاصيل واعيا بشؤون أمتك يقظا لما يحيكه المتربصون نابها لما يحكيه الإعلاميون مدركا لوظيفة الحاكم في الإسلام أنها حفظ الدين وسياسة الدنيا به.. بالكتاب والسنة ,فإنما أرادوا أن يستفزوك عن رسالة السماء ويقيسوا دين الحق على دين لم يفرق بين الخالق والخلق وهو مع هذا مؤسس على اللادينية في تعاليمه المحرفة فلا يفتنوك بالبهرج عن نور الوحي الأصيل وقد عرفت حقيقة العقل ,فهو في الإسلام مناط الأمر بالعبودية ..آلة التدبر والفهم ,وأداة الإبداع لعمارة الأرض في دائرة المباح والمتاح وما أوسعها ,وهو على عظمة قدره في الإسلام مأطور بحدود ,فإن زيد به عن حده خرج عن المرجو منه إلى ضده ..إنما السلفية نظام الدين وسياجه من أن تناله يد الأغيار فيه بالهوى أو الجهل ..وليست هي مختزلة في بعض المباحث العقدية ..بل هي كالإيمان قول وعمل ,وأهلها الخليقون بها يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله .. ولا يخافون في الله لومة لائم, وكبارهم جمعوا بين فقه الفقه وفقه الواقع..وليس بضارهم أن ينتسب إليهم من بطأ به عمله او قعد به أو خالف قوله فعله او كذب في دعوى الانتساب.."قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"

نور الدين الدمشقي
02-05-2012, 10:21 PM
ما شاء الله! زادك الله!

أسـامة
02-06-2012, 03:14 AM
ما شاء الله.. بارك الله فيك أبا القاسم.
من أجود ما قرأت في هذا الباب. وأرجو أن تسمح لي بنقل المشاركة.

ياسر النقا طي
02-18-2012, 11:54 PM
السلام عليكم
اخي ابو القاسم المقدسي عندي سؤال و هو
كيف نفحم الملحدين باستعمال اعتقادهم بقدرات العقل ؟
اعني ان الإيمان بالعقل كيف نوظفه لإفحام الملحدين
وإقامة الحجة عليهم
و جزاك الله خير

أبو القـاسم
02-19-2012, 02:10 AM
أحسن الله إليك , سؤال مفضال ..وأستعين الله جل ثناؤه في ذكر نبذ عما سألت ,ويمكن أن يستلهم من وحي سؤالك وصية أظنها ناجعة نافعة "ناظروهم-أعني الملحدين-بالعقل" على وزن ما أثر عن الشافعي وغيره من السلف:ناظروهم أو حاجّوهم-يعني القدريّة- بالعلم فإن أقروا به خُصِموا وإن أنكروه كفروا , ومعنى قولهم :ناظروهم بالعلم ,أي ابدؤوا في إقامة الحجة عليهم بصفة العلم التي هي لله تعالى ,وليس المراد ناظروهم وأنتم متصفون بالعلم, فكذلك مع الملحدين يصلح أن يقال:ناظروهم بالعقل -يعني بالمعاني الآتية أو بعضها-فإن أقروا بما يلزمهم خصِموا,وإن لم يلتزموه كفروا بعقولهم فبطلت جدوى المحاجّة معهم..ومن أجود من رأيت هنا يحسن استعمال إقامة هذا النوع من المحاجّة أخي الأستاذ عبد الواحد -حفظه الله تعالى-
-----------
أ-حسب التطور :العقل جزء من المنظومة الخاضعة للتطوير المستمر ,وهذا يقتضي أن نتاجه الاستدلالي ليس محل ثقة ,فلا مسلمات عقلية ولا بدائه ولا حق ولا باطل واليقين مشكوك فيه والشك مستقين منه ,وهذا وحده مبطل لكل ما يقوله الملحدون على اختلاف أطيافهم..

ب-عملية التطور المفترضة ,لو لم تكن واعية لكانت خلايا الدماغ تتجدد وتنقسم كغيرها من أنسجة الجسم ,فلما وجدنا الخلايا مخلوقة بنحو ينقسم,وخلايا الدماغ خاصة تبقى كما هي ,دل ذلك بوضوح على قصد غائي , وهذا ينافي نسبة العناية إلى شيء طبيعي لا يتصف بوعي وتدبير وحكمة وعلم..بل هذا المسمى الانتخاب الطبيعي :شيء ذهني لا كيان له معروف بحيث يسند إليه جهل فضلا عن أن يوصف بعلم ,فإذا سلم المخالف بوعي عملية التطور ,فقد أثبت الإله شاء أو أبى..

جـ-إدراك العقل الفطري لمسألة الصواب والخطأ ,والحق والباطل ,والشك واليقين ,يدل دلالة ظاهره أن هناك شيئا يمثل مرجعية يقينية لا تقبل الشك ,وهذه المرجعية لابد أن تكون فوق العقل مباينة له لأنه لا أحد يملك أن يدعي في عقله الحق المطلق من حيث إن عقله مصنوع بعجينة خاصة ..وحيث أجمعت العقول على وجود الصواب والخطأ ,ثم وقع بينها اختلاف في جملة من الأشياء أصواب هي أم خطأ..دل ذا على حتمية وجود إطار إسنادي يقيني هو الذي وضع فيها هذه الخصيصة ليدلهم عليه ..بحيث يستمد منه الحق الذي لا خطأ فيه "ذلك بأن الله هو الحق "..

د-عملية التفكير والاختيار في عُرف الملحد مجرد تفاعل مادي لا يختلف عن دارات إلكترونية في جهاز روبوت إلا في مقدار التعقيد مثلا..وهذا يقتضي أنه لو أمكن إثبات أن فلانا أذكى من فلان بإجراء اختبار ,فلابد من تقديم كلام الأذكى في كل حال ..كما يلزمهم أن يكون الملحد هو الأذكى دائما ..والواقع يكذب ذلك ..ولو كانت عملية الاختيار مجرد إجراء مادي بالمعنى الإلحادي ,لما وجد من يعرف الصواب والمصلحة والخير ويفعل نقيضه..إلى آخر ما هنالك من لوازم تعود بالإزهاق على مقرراتهم.
فلا تستغرب أن ترى من يقر بصحة الإسلام وهو مقيم على الكفر ,لأن الإيمان منحة إلهية لمن هو أهل " وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ".

هـ-لا مكان لتعقل المعاني الخلُقية النبيلة في فؤاد الملحد , كالصدق والوفاء ,كالكرم والسماحة ..إلخ لأن هذه أمور معنوية لا مادية ..ولهذا لايمكن تصور برمجة روبوت له مشاعر حقيقية من خوف ورجاء وحب وطمع أو له أخلاق تنبع من إرادة حرة سواء أكانت حسنة أم سيئة..كالإخلاص أو الحقد

ز-أصدق الملحدين انسجاما مع نفسه من يعلن عن نفسه لا أدريا , وحينئذ لا يتصور في الملحد أن يتكلم بثقة عن قناعاته فضلا عن أن يكون مستكبرا = وهو قاسم مشترك في جميعهم ,شعروا بذلك أو لم يشعروا..

حـ - لا يستطيع الملحد أن ينفي أن جملة من الحقائق ومنها الرياضية التجريدية :أزلية , مثل حقيقة أن 3*3=9 , فلو زعم أنه يمكن تصور عالم آخر تكون فيه3*3=10 , فقد تنكر للعقل وبطل كلامه في كل شيء لا في الله عز وجل وحده ,لأنه لما جوّز وجود شيء يناقض المسلّمات العقلية ,فهذا التجويز نفسه :حكم عقلي ..فجاز أن يكون هو خطأ أيضا ,فسقط العقل وبطلت أي قيمة لأي حوار, (وهذا بالمناسبة مما يبطل النصرانية التي تقول ثلاثة آلهة وفي نفس الوقت إله واحد , فإما أن يدعوا أنها ثلاثة شخوص متمايزة ,فبطل أن تكون واحدا , وإما أن يقولوا شخص واحد له ثلاث صور –وهو مالا يقولونه-وحينئذ آل إلها واحدا له ثلاث مجموعات من الصفات,مجموعة حال كونه بالهيئة (أ) وأخريان حال كونه بهيئة (ب) وهيئة (ج) فإذا ظهر بأحد هذه الهيئات انتفى غيرها , ولكن أحد المشكلات أنه في اعتقادهم :مات في حالة كونه بهيئة(ب) "المسيح عليه السلام" فلم يعد هناك إله في الكون كله على هذا! ..ولهذا حين ذكر الله شركهم قال "ولا تقولوا ثلاثة " فأطلق سبحانه ولم يقل لا تقولوا ثلاثة آلهة..كأنه يقول :هذه الثلاثة لا تقولها بصرف النظر عن تفلسفكم حولها ..وهذا -لو تأملت- : إبطال لجنس الشرك كله , لأن تفرد الله بالربوبية يقتضي تفرده بالألوهية ..فلا يعبد معه غيره إلا مشرك )

ط-إدراك العقل لمفهوم التناقض وغيره من المفاهيم تدل أنه مركب بطريقة تجعله يرجح في الجملة جانب الحق ,وهذا الترجيح العقلي لا يلزم منه الاتباع ,كالمحشّش الذي يوقن ضر الحشيش ويتعاطاه , , هو دال أن الإنسان صاحب إرادة حرة وحرية الإرادة تنافي انه مجبور بالقانون الطبيعي,

ي-من ناحية ثانية:لو رجح في عامة أموره أن كل حدث لابد له من مسبب ,دخل الدار فوجد الكرسي تحول عن مكانه فعرف أن إلخ ,رأى اللحم ينضج بالطهو ,رأى السفن والطيارات ..كل شيء من حوله ينطق بذا ..ثم جاء عند بدائع صنع الله التي لا يقارن أقلها بأعظم ما سبق فأنكر خالقها! هذا يوقعه في تناقض عظيم مخالف لما ركّب عليه عقله من قانون السببية ويشهد تطبيقاته في اليوم آلاف المرات ,وهذا من الوجوه التي تعلم بها أن من أنكر وجود الله تعالى يلزمه حقا أن ينكر عقله ,,

ك-وإن تعجب فاعجب كيف يستدلون بالعقل وهم يرونه نتاج عملية تراكمية من المصادفات العشوائية , وهذا يقدح في صحة الاستدلال به ,ويطعن في الثقة به ..ويجعل مفهوم المناظرة لا معنى له في الأصل مع هذا الصنف من الكائنات!

وبعد..إن من شدة وضوح حقيقة الإله سبحانه وتعالى : ما سلك الناظر شعبا ولا واديا من طرق المعرفة إلا قاده لله عز وجل لو كان يصدق مع نفسه في تلمس الحق وتطلبه .لو نظر في السنن الكونية ,أو اعتبر من التاريخ , لو خاض في البحر وما حوى ,أو صعد في السما ..في الذرات إلى المجرات ..لو نظر من زاوية حادة أو منفرجة ,لو تأمل في نفسه ..كل ذلك وغيره لو اتبع عقله في آحاده لبلغ الغاية ,فما بالك لو ساح في جميعه ؟ ولهذا "قالت رسلهم أفي الله شك" قال ابن تيمية معلقا:أي كيف يطلب الدليل على من هو دليل على كل شيء؟!..والحمد لله على نعمة الإسلام والعقل !

نديم
02-21-2012, 01:07 AM
اتفق واختلف

عابرة سبيل2
02-27-2012, 06:42 PM
السلام عليكم شيخنا الفاضل
سؤالي عن الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال : يوم الخميس وما يوم الخميس ، اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال : ائتوني اكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً ، فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبي نزاع ، فقالوا ما شأنه ؟ أهجر ، استفهموه ، فذهبوا يردون عليه فقال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه ، وأوصاهم بثلاث قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم و سكت عن الثالثة أو قال فنسيتها .
تكثر الشبهات حول هذا الحديث .. مثل : اعتراضهم على الصحابة بقولهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ( هجر ) ..
وأيضا : كيف الصحابة تنازعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وثالثا : الشيعة تحتج على إمامة علي رضي الله عنه أنها الوصية الثالثة التي سكت عنها أو نسيها ..

واسطة العقد
02-28-2012, 01:15 AM
كيف الجمع بين أحاديث صفات الدجال، الذي سيولد لابوين يهودين، مع حديث تميم الداري الذي ينص على أن الدجال ولد و حبس، نعوذ بالله من فتنه و نسأله الثبات، ؟

أبو القـاسم
02-28-2012, 03:27 PM
السلام عليكم شيخنا الفاضل
سؤالي عن الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال : يوم الخميس وما يوم الخميس ، اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال : ائتوني اكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً ، فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبي نزاع ، فقالوا ما شأنه ؟ أهجر ، استفهموه ، فذهبوا يردون عليه فقال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه ، وأوصاهم بثلاث قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم و سكت عن الثالثة أو قال فنسيتها .
تكثر الشبهات حول هذا الحديث .. مثل : اعتراضهم على الصحابة بقولهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ( هجر ) ..
وأيضا : كيف الصحابة تنازعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وثالثا : الشيعة تحتج على إمامة علي رضي الله عنه أنها الوصية الثالثة التي سكت عنها أو نسيها ..
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..حياك الله أختي الكريمة , وشكرا على السؤال , وهاك الجواب بعون الله تعالى من وجوه مع الاختصار:
*قد عصم الله نبيه من أن يمنعه أحد عن البلاغ "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس" ,فحاصل كلامهم اتهام الدين بالنقص ..على عكس ما قال الله عز وجل ورسوله (ص)
* بقي النبي (ص) بعد هذا الحديث حيا نحو خمسة أيام (من الخميس إلى يوم وفاته الإثنين) ,ولو كان كلام الشيعة حقا لدعا رسول الله من يكتب في وقت لاحق, فلو كان يريد البلاغ بما يزعمون لقد كانت فرصة كافية أن يفعل ولا سيما علي رضوان الله عليه من كتّابه..
*هذا الحديث حديث سني فإذا كان الرافضة يستدلون به لتصديقهم إياه ,فيلزمهم أن يصدقوا الأحاديث المتواترة الكثيرة جدا في فضل أمير المؤمنين عمر وعلو كعبه في مقام الإيمان حتى لم يكن في الأرض أحد أقضل منه بعد وفاة أبي بكر الصديق وإلا كان تحكما وتناقضا
*الذي قاله عمر رضي الله عنه هو أن النبي (ص) قد غلبه الوجع , وأما لفظة "أهجر"-هكذا بالاستفهام أصح- فلم يثبت أنه قالها , لأن الرواية تقول "قالوا "فلم يسمّ القائل في الحديث ..والشيعة في كتبهم يقرّون أن النبي (ص) كان مريضا وكان يغمى عليه عليه قبل موته ,وفي كتاب الأمالي لعالم الشيعة الملقب بالصدوق أن رسول الله عليه الصلاة والسلام في مرض موته دخل عليه الحسن والحسين رضي الله عنهما فقال :من هذان يا علي ! أي من شدة مابه من مرض لم يعرفهما , والهجر ليس متمحضا في الهذيان , بل له معان أخرى فيحتمل معنى الموت ويحتمل عدم وضوح العبارة من شدة الوجع ..وهذا هو المظنون في الصحابة الكرام
*والنبي (ص) بشر كما وصفه ربه "قل إنما أنا بشر " فيجوز عليه ما يصيب البشر من وجع ومرض ونحوه ,فعمر رضي الله عنه قال ذلك شفقة على النبي (ص) وحبا له , ولو كان غير ذلك لأنكر عليه رسول الله أو الحاضرون -وفيهم علي رضي الله عنه- أو لأنزل الله فيه بيانا كان هو شأن الله تعالى في تصويب الجماعة المسلمة أو فضح المنافقين ,وحيث سكت علي ولم يأتمر بإحضار الدواة -في مسند الإمام أحمد أن المأمور بالكتابة كان عليا رضي الله عنه-, فيلحقه الإقرار على ما يزعمون أنه مذمة لعمر , فتلزمه المذمة أيضا لو صح كلامهم ..كما يلزم أن يكون عاصيا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم
*التنازع عند النبي صلى الله عليه وسلم لا ينبغي لكنه من حرصهم وحبهم ,كما لو تنازع بعض الطلاب أمام معلم كلهم يرى في رأيه نصرة للمعلم فتقع منازعة وارتفاع في الأصوات , ولهذا قال لهم عمر مشفقا على النبي صلى الله عليه وسلم ما قال ..
*من سمى هذه الحادثة رزية هو ابن عباس رضي الله عنهما , وهذا اجتهاد منه , ولكن المهم أن هذا الحبر يبجل عمر أيما تبجيل ويعده كما جميع أئمة الدين :أعظم رجل في التاريخ بعد أبي بكر فلم يفهم من الحديث -وهو روايه- ما يزعمه الرافضة..
* في صحيح الإمام مسلم عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت :قال لي رسول الله (ص) في مرض: "ادعي لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني اخاف ان يتمنى متمنّ ويقول قائل انا اولى ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر " فهذه هي الوصية الثالثة ,وهي القاصمة الكبرى كما ترين ,فالشبهة آلت إلى حجة لأهل السنة عليهم لأن الظاهر حسب الحديث السابق ونصوص أخرى أن الوصية التي لم تذكر في هذا الموقف هي الوصية بأبي بكر رضي الله عنه ..
أرجو أن هذا يكفي ..والله الهادي لسبيل الإسلام الحقيقي=أهل السنة والجماعة وأعاذنا الله من سبيل الزنادقة الشيعة ..

عابرة سبيل2
02-28-2012, 06:46 PM
جزاك الله خيرا شيخنا ونفع الله بك ..


كيف الجمع بين أحاديث صفات الدجال، الذي سيولد لابوين يهودين، مع حديث تميم الداري الذي ينص على أن الدجال ولد و حبس، نعوذ بالله من فتنه و نسأله الثبات، ؟

أختي سؤالك مناسب هنا أكثر ,,
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=27802

واسطة العقد
02-29-2012, 02:31 AM
شكر الله لك إختي، سانقله هناك

عابرة سبيل2
03-04-2012, 09:58 PM
شيخنا - نفعنا الله بك - ما صحة من يقول :
لفظ الجلالة كلما أزلت منه حرف ينتج كلمة لها معنى جديد فيها دلالة على الله ..
مثل : " الله " لو أزلنا الألف أصبحت " لله " , وإن أزلنا اللام أصبحت " له "
وإن أزلنا اللام الثانية أصبحت " هو "
يقولون كل هذه الألفاظ دالة على الله " لله - له - هو "

أبو القـاسم
03-10-2012, 07:17 PM
بارك الله فيك , هذا من تخريفات الصوفية ..لا أصل له

elmorsy
03-10-2012, 09:07 PM
سيد أبو القاسم تحياتى الطيبة لك
ارجوا أن تتقبل سؤالى هذا وتجيبنى عنه مشكوراً
لماذا يطفى البعض منا على الدين بعض التعصب لرأيه الشخصى ويصر على عرض الدين من منظوره الشخصى ومن منظور ما يتبناه من فكر ..مع حجر الرأى الآخر وعدم إظهاره ..لأن صاحب الرأى ومن يعرضه لا يتبنى الرأى الآخر..
ولماذا نحن كمسلمون..نتجه لتسفيه اخواننا المسلمون إن خالفونا فى الرأى ..اليس رأى صواب يحتمل الخطاء ورأى غيرى خطاء يحتمل الصواب !..والعكس..!
أعطيك مثالاً بسيطاً
جميعنا يعلم قضية النقاب كمثال بسيط ..يزعجنى كثيراً من ينتقص منه وينكره كلياً..أو يقول عليه أنه خيمه او ما إلى ذلك
ويزعجنى ايضاً من يحجرون على حرية الآخرين ويلزمون الناس بما لم يلزمهم به الله ..نتيجة للكثير من الفهم المبتور للنصوص ..مع إستشهادات غير منطقية ..تنتهى بالنهاية إلى أن المرأة المحجبة (الحجاب العادى !) = المتبرجة !..لأن النقاب هو الفرض!..فإين الفهم السليم ؟! وإين الموضوعية فى عرض الخلاف الدائر حوله..اليس من يعرض النقاب يعلم يقينا أن الأمر مختلف فيه أختلاف كبير وأن الخلاف فى صالح من يقول بفرضية الحجاب فقط وليس النقاب!
وقس على ذلك فى الكثير من القضايا(كالموسيقى -اللحية إلخ إلخ) .التى نعرض فيها ما نميل إليه من رأى وما نتبناه ..بدلاً من أن نكون موضوعيين فى تعريف الناس بالإسلام ونقله كما نزل دون إلزامات زائدة ودون تشدد أو تفريط..
هل تستطيع أن تقول لى ما سبب هذه الظاهرة ؟؟..وما حلها من منظورك سيدى الكريم
تقبل تحياتى

أبو القـاسم
03-11-2012, 12:39 AM
حياك الله تعالى , أخي الحبيب المرسي, سؤال جميل كجمالك ..وإن كنت لا أضع نفسي في موطن إجابتك (شخصيا ) بقدر ما هو إفادة لمن يفكر بهذا وعلى كل حال شرف لي أن يسال مثلك ويعلم الله أنك جليل القدر عندي..وسأعلق على ما ذكرت بنقاط مختصرة إن شاء الله تعالى ,مستلهما التوفيق من الله سبحانه :

-يوجد في الفقه الإسلامي شيء اسمه مراتب الخلاف , يعرفه أهل العلم , وبعض الناس يظن أن كل ما اختلف فيه العلماء =يجوز لي أن آخذ بأي قول !, والحق ان هذا: فضلا عن كونه لا يقول به أحد من أهل العلم غير أن حقيقته= إهدار للشرع نفسه ..أو لـ"قال الله قال رسوله (ص)" , فهناك خلاف معتبر , وخلاف ضعيف مطّرح , ثمّ خلاف قوي , وخلافُ شذوذ لا اعتبار به, وهذه ظاهرة في عامة العلوم في الجملة ..

-وقد كتب العلماء بعض المصنفات في اسباب الخلاف من أشهرها وأخصرها رسالة الإمام ابن تيمية "رفع الملام عن الأئمة الأعلام " ومعرفة السبب تكشف عن وجه المسألة ,فمن ذلك مثلا أن يأتي ابن حزم ويقول إن حديث المعازف ضعيف ,فإذا بين المحدثون وجه الخطأ في كلامه , وهم أهل الصنعة في علم الحديث وردوا عليه ,لم يجز لأحد أن يقول أنا آخذ بقول ابن حزم ..محتجا بالخلاف,فالحقيقة أن الموسيقا لا تدخل في الخلاف السائغ , ولكن هذا لا يعني التباغض والتهاجر وإنما التبيين والنصح بعلم وحلم..

-ثم إن حقيقة الخلاف يا أستاذ مرسي الفاضل:عدم الاتفاق :فلا يجوز جعل ما هو عدميّ :حجة في أحكام الله الوجودية أي أن الله تعالى له حكم في كذا وكذا وكذا ,فإذا صار اختلاف الناس سببا لأن نأخذ بأي قول على سبيل الانتقاء أو الاشتهاء: أبطلنا ما أمرنا الله به من تحري حكمِه في شتى الأقضية , والعبد مأمور باتباع الكتاب والسنة ,فتأمل كيف صار الترجيح عند قوم معتمده الذوق أو الهوى أو محض ما تستحسنه عقولهم,ولازم قولهم :إهدار الشريعة ,..واعتَبِر في هذا كثيرا مما ورد فيه نصوص ثابتة مثل نكاح المحلل وغير ذلك فقد يخفى هذا على بعض العلماء ويرى أنه لابأس , فلا يجوز ترك ما تعبدنا الله باتباعه لقول احد كائنا من كان ..

-لكن هناك مسائل ,أراد الشارع أن يكون فيها محل للنظر والاجتهاد ,والأدلة تتجاذبها , مثل قضية وجه المرأة الذي تفضلت بالتمثيل به-على تفصيل ليس هذا مجاله- ..وأقول حتى في قضايا الخلاف المعتبر لا يجوز لأحد أن يختار القول بناء على التشهي أو لأنه أسهل بل يعلم أن الله مطلع على قلبه فيراعي موافقة الحق ويستفتي قلبه فيما يسمع وهو رقيب عليه أن قلبه سليم من تقديم نزعات النفس ونزغات الشياطين , فلو أن شخصا سأل المفتي عن معاملات البنوك وأفتاه بالجواز ! لم يجز له أن يعتمد قاعدة الجهل "حطها في رقبة عالم واطلع منها سالم " .العامي مثلا الذي لم يتلق علم الشريعة ولا يفرق بين مناطات الأحكام ومراتب الأدلة :مأمور بالاجتهاد في أمر =وهو اختيار العالم الأوثق في علمه وورعه وتقواه جميعا , وحينئذ لا حرج عليه أن يتبعه فقد أدى ما عليه ,إلا ان يظهر له بعد حين أن ما قاله ضعيف, بسبب دليل أقوى وقع عليه من عالم آخر فيترك قوله دورانا مع الحق حيث دار كما هو شأن المؤمن, ولا يتعصب لأحد ..

-في هذا نصيحة يليغة من الإمام المجدد ابن تيمية , يقول العلامة ابن القيم : (سمعت شيخنا رحمه الله يقول جاءني بعض الفقهاء من الحنفية فقال أستشيرك في أمر،قلت وما هو ؟قال أريد أن انتقل عن مذهبي،قلت له ولم ؟قال :لأني أرى الأحاديث الصحيحة كثيرا تخالفه، واستشرت في هذا بعض أئمة أصحاب الشافعي فقال لي لو رجعت عن مذهبك لم يرتفع ذلك من المذهب، وقد تقررت المذاهب،ورجوعك غير مفيد، وأشار عليّ بعض مشايخ التصوف بالافتقار إلى الله والتضرع إليه وسؤال الهداية لما يحبه ويرضاه
فماذا تشير به أنت عليّ ؟قال فقلت له: اجعل المذهب ثلاثة أقسام:
1-قسم الحق فيه ظاهر بين موافق للكتاب والسنة فاقض به وأفتِ به طيب النفس منشرح الصدر..
2-وقسم مرجوح ومخالفُه معه الدليل فلا تفتِ به ولا تحكم به وادفعه عنك..
3- وقسم من مسائل الاجتهاد التي الأدلة فيها متجاذبة, فإن شئت أن تفتي به وإن شئت أن تدفعه عنك ,فقال جزاك الله خيرا، أو كما قال )

-لكن مع هذا كله , نحن مأمورون بالنصح بالكلمة الطيبة المهذبة , دون التجريح والطعن ,وليس كل خطأ كغيره , فمخالفة الإجماع ينكر على صاحبها بغير ما ينكر على من خالف في مسألة اجتهادية , وما بينهما من مراتب يقدر بقدره , ويبين وجه الحق الذي هو أقوم بالدليل..أما قاعدة لا إنكار في مسائل الخلاف :فليست صحيحة بهذا الإطلاق , لما تقدمت الإشارة إليه ولأن كثيرا من مسائل اختلف فيها ,ورد فيها نصوص ثابتة واضحة ظاهرة..فالصواب :ينكر في كل مسألة يترجح فيها عند العبد جانب الحق ولكن بلزوم ضوابط لهذا الإنكار يتعلق بنوع المسألة والمخاطب , وغير ذلك ..هذا مقتضى التمسك بالدين والأخوة الإيمانية والنصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

-بخصوص التشدد نعم , هناك من يتشدد في غير موضع التشدد , وهو أمارة الجهل , قال بعض السلف : (إنما العلم أن تسمع بالرخصة من ثقة وأما التشديد فيحسنه كل أحد), والمعنى : أن الثقة وهو المستجمع لصفات الرسوخ في العلم :ليس من شأنه التشديد في الأصل بل يدور مع الدليل المعتبر فإذا كان في المسألة رخصة تفسح بها الشريعة ومجال فيه بحبوحة, وجدتَ أهل العلم الراسخين يفتون بها, ولكن في الوقت ذاته لا يسهلون على الناس فيما يعارض النص ,ولهذا جاء قيد"الثقة" في الجملة السالفة ,قوله :التشديد يحسنه كل أحد :إشارة إلى أن هناك من يعمد إلى جانب الحيطة في كل شيء لأنه يعدم الدليل فيميل لما هو أشد ليسلم من تبعة المؤاخذة, مع كون الاحتياط الشرعي قد يكون في بعض المسائل أليق بالقول الأيسر :كالقصر في الصلاة في السفر , هو أحب إلى الله من الإتمام بل لزوم الإتمام في السفر قد يكون بدعة ..ولعلك تعلم حديث أم المؤمنين عائشة :ما خير رسول الله (ص) بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثما , فهذا الحديث يفهمه بعض أهل التمييع على خلاف ما سيق من أجله , ويزعمون أنه إذا كان في المسألة أقوال فخذ بالأيسر مطلقا ! , مع كون نص الحديث مقيد بـ"مالم يكن إثما "..وليت شعري ما الإثم إذا لم يكن مخالفة الدليل من كتاب او سنة ؟"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم " فالمقصود في الحديث في الأصل-سددك الله- ما يكون من أمور الدنيا العامة, لا من أمور الشرع لأن هذه الأصل فيها التماس الحق فيها من مواقع كلمات الله تعالى وهدي نبيه (ص) , وغالب الناس اليوم =من يميع الدين بحجة التسهيل على الناس على حساب النصوص الشرعية ,وهذا أمارة الجهل أيضا ..على أننا نؤمن أن ( هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه) , هو يسر مع ما فيه من فريضة الجهاد مثلا لأنها وإن كان فيها تعريض النفس للإتلاف لكن باعتبار الأمة هو حفظ لها ولدينها فيهون من أجل هذه المصلحة الكبرى ويكون وقعُه يسيرا حتى يبلغ أن يكون محبوبا عند أولياء الله تعالى,, كالعملية الجراحية التي تكون يسرا باعتبار المصلحة في المآل,هذ مع مافي الجهاد من الأجر العظيم جدا..وليس معنى كون الدين يسرا أن يُعبَث في احكام الله فينقلب الحرام حلالا ..من معاني يسره أنه حيثما وقعت المشقة الغالبة ,وقع التيسير بما يناسب المقام..ولهذا قال الفقهاء :المشقة تجلب التيسير , وهي قاعدة مستنبطة من الكتاب والسنة..ولها إطارها وضوابطها ....والدين يسر بمعنى أنه يسير في فهمه أيضا,ليس فيه تعقيد فلسفي , ولا تخريف كهنوتي,وثم معان أخرى لدلالة كون الدين يسرا ..

-والحاصل أن هذه المسألة فيها طرفان ووسط , والعدل واجب , والنصح برفق هو الأصل في مقام الدعوة ,وأما العلاج فهو =التفقه في دين الله والتمسك بما عليه الرسول (ص) وأصحابه كما قال إمام دار الهجرة الإمام مالك : (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها ) ,ومعرفة مراتب الخلاف وأسبابه وفق الأصول التي اختطها أئمة الدين بما وفقهم الله من فهم كتابه وسنة نبيه هو جزء من هذا التفقه,وقبل ذلك إيثار الحق على الخلق بتطهير القلب من آفاته ,ومجاهدة النفس في اطّراح الهوى واستحباب الهدى عليه أي باتباعه "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله "

- واسمح لي أن أختم بهذه الأبيات البديعة التي فيها نظم مقالات الأئمة الأربعة في وجوب اتباع القول المؤيد بالدليل الأقوى ,لا التعصب لشخوصهم ,وهي من نظم محمد بن سعيد المدني الحنفي , أخذ أقوالهم المأثورة عنهم ونظمها كالآتي :
وقول أعلام الهدى :لا يعملُ *** بقولنا بدون نص يقبلُ
فيه دليل الأخذ بالحديثِ *** وذاك في القديم والحديثِ
قال أبو حنيفة الإمامُ: *** لا ينبغي لمن له إسلامُ
أخذ بأقوالي حتى تعرضا *** على الكتاب والحديث المرتضى
ومالكٌ إمام دار الهجرة ِ**** قال وقد أشار نحو الحجرةِ:
كل كلام منه ذو قبولِ *** ومنه مردود سوى الرسولِ
والشافعيُّ قال : إن رأيتمُ *** قولي مخالفًا لما رويتمُ
من الحديث فاضربوا الجدارا *** بقـوليَ المخالف الأخبارا
وأحمد قال لهم: لا تكتبوا *** ما قلته بل أصلَ ذاك فاطلبوا
فانظر مقالاتِ الهداةِ الأربعة *** واعمل بها فإن فيها منفعة

elmorsy
03-11-2012, 09:30 PM
جزاك الله خيراً سيد ابو القاسم..
اجابة وافيه..بالرغم انى اختلف معك فى بعض الجزئيات
تحياتى الطيبه لك سيدى

عابرة سبيل2
03-18-2012, 06:57 PM
شيخنا الفاضل .. ما حكم من يقول أن العرش أقرب لله من الشمس ؟
وبارك الله فيك

أبو القـاسم
03-18-2012, 07:08 PM
أحسن الله إليك :لو زعم القائل أنه لا شيء أقرب إلى الله تعالى من شيء فليس لذا إلا أحد معنيين :
-أن يكون الله غير موجود ...!
- أن يكون حالّا في كل مكان!
وهذان وجهان للإلحاد , فالحق أن الله سبحانه وتعالى فوق عرشه ,والعرش فوق الكون ,فهذا القائل أصاب الحق ومن قال بغيره فقد أبطل

عابرة سبيل2
03-18-2012, 07:24 PM
جزاكم الله خيرا ونفعنا بكم

أبو القـاسم
03-19-2012, 08:33 PM
جاءني اتهام من أحد الناس بأني مشبّه لأجل جوابي الأخير معرّضا بالسلفية مع ذلك , فأحب أن أعقب هنا :
-إما ان يقول ليس الله بأقرب إلى شيء من خلقه من الآخر , فللقائل -على قاعدته- أن يقول: هذا تشبيه بمركز الدائرة! -تعالى الله عز وجل-
-وإما ان يقول بأنه جل ثناؤه أقرب إلى بعض خلقه من بعض,وهذا مقتضى النصوص الشرعية ..فإن الكون له منتهى يصل إليه لأنه محدود ولاشك ,فالله عز وجل فوق هذا المنتهى وليس فوقه شيء ,والحمد لله رب العالمين

أبو القـاسم
03-19-2012, 09:19 PM
وأضيف بأن هذا المتهم لي إنما اتهم أئمة السلف , من ذلك مثلا ما روى الإمام إسحاق بن راهويه ،عن الإمام المبارك الكبير عبد الله بن المبارك نحو هذا المعنى الذي ذكرته ,

بحب دينى
06-08-2012, 01:43 AM
اخوتي الكرام , من كان لديه سؤال يود ان يطرحه على الاخ ابي القاسم يتعلق بالموضوع فليتقضل بإلقائه وانا اوصله للأخ ابي القاسم , فقد اعتذر عن المشاركة المباشرة ..

أبو يحيى الموحد
06-08-2012, 02:34 AM
اخوتي الكرام , من كان لديه سؤال يود ان يطرحه على الاخ ابي القاسم يتعلق بالموضوع فليتقضل بإلقائه وانا اوصله للأخ ابي القاسم , فقد اعتذر عن المشاركة المباشرة ..
و لم يا اخي ؟
ما السبب؟
بقد اشتقنا له كثيرا

بحب دينى
06-08-2012, 02:41 PM
و لم يا اخي ؟
ما السبب؟
بقد اشتقنا له كثيرا

اللهم أعلم بظروفه أخى الحبيب ...

أبو يحيى الموحد
06-09-2012, 01:54 AM
مرحبا بعودة الشيخ ابو القاسم

لقد طالت غيبتك يا اخي

بحب دينى
06-09-2012, 08:04 AM
تعديل : الله اعلم بظروفه

عابرة سبيل2
06-16-2012, 09:25 PM
الأخ الكريم ( بحب ديني ) أرجو أن توصل هذا السؤال للشيخ أبي القاسم ,,
في قوله تعالى :" الحمدلله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور "
ما النكتة في استعمال الخلق مع السموات والأرض والجعل للظلمات والنور ؟

بحب دينى
06-17-2012, 06:31 AM
سأوصله له بإذن الله .....

أبو القـاسم
06-17-2012, 02:40 PM
بارك الله فيك إخوتي الإعزاء : عبد العزيز بن عبد الرحمن , والمتروي , وسلمة بن الأكوع, وبحب ديني , وجزاكم خيرا على مشاعركم الطيبة .أنتم وجميع الإخوة الحارثين في الحقل الإسلامي ..
لم أجده لطيفا أن أرسل الجوابات عبر الأخ بحب ديني نفع الله به وفقهني وإياه في الدين ..

أبو القـاسم
06-17-2012, 02:41 PM
في قوله تعالى :" الحمدلله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور "
ما النكتة في استعمال الخلق مع السموات والأرض والجعل للظلمات والنور ؟
الحمد لله والصلاة على رسول الله والسلام
هذا سؤال جيد لأنه يدل على قراءة تدبّرية من قبل الأخت عابرة سبيل وفقها الله تعالى والتدبر فريضة مهجورة "أفلم يدبروا القول " ؟
الخلق يكون بمعنى الإيجاد والصناعة ونحو ذلك كما يكون بمعنى التقدير,والجعل قد يأتي تارة بمعنى مقارب للصناعة وتارة بمعنى التصيير من شيء إلى شيء وغير ذلك فهو واسع المعاني , فإن اجتمع الخلق والجعل معا دل على إرادة الفرق من جهة أن الجعل مرحلة لاحقة للخلق تنشأ عنها أو تصير إلى شيء بعدها, وتأملي جليا باستقراء آيات القرآن (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك الا بالحق يفصل الايات لقوم يعلمون) جعل الشمس ضياء والقمر نورا , أي صيّر الشمس إلى ضياء والقمر نورًا
ولكن الخلق سابق , وقال الرب جل جلاله ( والله جعل لكم مما خلق ظلالا ) ,فهو سبحانه خلق ثم صنع مما خلق ظلالا, وقال عز وجل : (ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون ).. فخلق الأزواج ثم صير الأصل في العلاقة بين الزوجين المخلوقين إلى مودة ورحمة

وقال عز شأنه (وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم ) خلقهم , لكنهم اتخذوا من هذا المخلوق شركاء فكانوا له جاعلين , وقال تباركت أوصافه (والله خلقكم من تراب ثم من نطفه ثم جعلكم ازواجا) ما آل أمرهم إلى أزواج إلا بعد أن خلقهم , وقال عز وجل : (انا خلقنا الانسان من نطفه امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا )
خلقه أول شيء ثم صيره إلى سميع بصير أو قل إن شئت صرّف خلقه الأول إلى خلق ثان يكون فيه موصوفا بالسميع البصير , وقوله تقدس اسمه (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا)
خلقٌ أوليٌّ من ماء , لحقه وجود علاقات النسب والمصاهرة من هذا الخلق..

وهكذا في جميع الآيات , غير انه قد يظن أنه يشكل عليها قول الله تعالى في مطلع سورة النساء (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) فهنا خالف ما تقرر من التفريق الذي نظيره في قوله تعالى(هو الذي خلقكم من نفس واحدةوجعل منها زوجها ليسكن إليها ..)
---------
ففي الآية الأولى استعمل لفظ الخلق في الموضعين وفي الثانية غاير كبقية الآيات
والسر والله أعلم أو بعض السر في ذلك أن آية النساء في مقام الحديث عن التقوى , مأمورا به الناس كافة فقال في النداء الجليل :يا أيها الناس , وأعقب قضية النداء والخلق بقوله :وبث منهما رجالا كثيرا ونساء , , فوحّد الفعل الذي هو مورد النعمة (الخلق ) ليناسب وحدة المطلوب(التقوى) , كأنه يقول :كما أنعمت على الرجال بخلقهم -وهم شطر الناس- وأمرتهم بالعبودية والتقوى , فكذلك أنعمت على النساء بالخلق - وهن الشطر الآخر- ,وأمرتهن بتحقيق العبودية والتقوى لأن الأصل استواء الذكر والأنثى في العبودية للرحمن , وهذا معنى المساواة من حيث الأصل بين الذكر والأنثى في الشرع إلا ما استثني لمناسبة كل نوع بما هو لائق به ,وذلك نظير قوله تعالى "يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون " والتقدير :اعبدوا ربكم الذي خلقكم وخلق الذين من قبلكم ,وجعل المقصد "لعلكم تتقون" ..

بخلاف آية الأعراف فهي على الأصل ,وكذلك وجه آخر أن الحديث في سورة النساء بيان لأصل الخليقة (أي آدم وحواء عليهما السلام سواء قيل إن حواء مخلوقة من آدم أو قيل بأن المعنى خلقكم من نفسٍ أي اسم جنس يشمل الذكر والأنثى, وخلق من هذا الجنس نوعا من جنسه كما لو قلت :بذرتُ حبا فكان بعضه شعيرا وبعضه قمحا والمعنى إذن :خلقكم من نفس , خلق منها ذكرا وخلق منها أنثى ) ولهذا قال : "وبث منهما رجالا كثيرا ونساء" فناسب أن يثني الخلق في الجملتين إذ الحديث عن الخلق الأول, ولكن آية الأنعام حديث عما يكون بين زوجين يكفران نعمة الله عليهما بالولد ,وهذان من ذرية آدم وحواء ,فجاءت على الأصل من الخلق والجعل على ما سبق بيانه. وأيضا ثم وجه ثالث هو أن الخلق يأتي بمعنى التقدير فعلى هذا المعنى ناسب أن يكون اللفظ واحدا لان تقدير الله شامل للزوجين الذكر والأنثى ولكل الكائنات "إنا كل شيء خلقناه بقدر " والله أعلم..وعلى ما سبق , يكون جواب ما سألت عنه الأخت الموقرة في طليعة سورة الأنعام
"الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون " أن الظلمات والنور تأتي تبعا لخلق للسماوات والأرض , لأنها تبع لخلق الشمس والأرض فلهذا غاير بينهما على القاعدة المطردة في دقة كلام الرحمن على مستوى الحرف , قال ابن عطية رحمه الله : (وكتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن توجد أحسن منها لم توجد )

عابرة سبيل2
06-17-2012, 06:56 PM
زادكم الله علما ونفعنا الله بكم ..

إلى حب الله
06-17-2012, 10:20 PM
ما شاء الله ما شاء الله ....
وأنا أقول المنتدى منور ليه النهارده ؟

عقبال عودة كل الإخوة وأساتذاتنا الأحباب يا رب ..
مَن حضرتهم ومَن لم أحضرهم ولكن سمعت عنهم كل خير ..

والله الموفق ..

أبو القـاسم
06-18-2012, 02:54 AM
بارك الله فيكم ,الموقع منير باهله الكرام ..وأنوه بأني أضفت عدلت على ردي السابق بإضافة شيء

بحب دينى
06-18-2012, 05:34 AM
منوررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر ر:thumbup: المنتدى واحشنا ياشيخ أبو القاسم ....انا كنت بايخ وأنا ساكت أمام الاخ وحزين وهو بيسألنى عنك ...فلا تحرمنا أخى الحبيب من وجودك بيننا ....نسأل الله ان يجزيك خيراً واياى وكل المسلمين فى المنتدى ...اللهم آمين ..

عبدالحق
06-19-2012, 02:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أسمع بعض الملحدين يقولون أن السحر غير حقيقي
ما رأيك يا أستاذنا أبا القاسم

أبو القـاسم
06-19-2012, 03:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أسمع بعض الملحدين يقولون أن السحر غير حقيقي

حياك الله أخي المكرم عبد الحق , السحر له حقيقة ملموسة لا يمكن إنكارها,وإنكار أثر السحر جهل فاحش فهو ثابت بالشرع الحنيف والواقع, ومن آثاره التفريق بين الزوجين بعد أن يكونا في غاية الوفاق والحب كما في قول الله تعالى "فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه " ومنها ما يصيب الأبدان من أمراض قد يموت منها المصاب أو لا تحمل الأنثى .. إلخ, ومنها ما يكون تخييلا بالخوارق التي عن طريق الشياطين "فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى " فهذا تخييل وهو نوع من السحر..

وعادة ما يكون السحر بالتقرب إلى شياطين الجن بأمور كفرية فلهذا كان الساحر كافرا, والواقع المحسوس ان السحر حين يكتشفه ذوو المسحور ثم يتلفونه على طريقة صحيحة يزول الأثر المذكور من فور إتلافه ..والمعتزلة ينكرون السحر لبعض الشبهات المبنية على أصولهم الفاسدة.. وتبعهم عليه بعض المعاصرين المنسوبين للعقلانية ,فهؤلاء إذا دافعوا عن الإسلام كان حقيقة موقفهم الاستسلام ..فأفسدوا من حيث أرادوا الإصلاح وأساؤوا من حيث ارادوا الإحسان , على فرض حسن الظن فيهم , ولاشك أن هذا ضلال مبين .

saqrarab
07-25-2012, 06:36 PM
السلام عليكم عندي مجموعة اسئلة
من هم العلماء الذين يؤخذ منهم في عصرنا هذا
مارايك في فتوى الشيخ ابن باز بجواز الاستعانة بالقوات الامريكية في حرب الخليج اعرف انها قضية قديمة لكني الصراحة لم اقتنع ابدا بمن قال ان هذا جائز ولا بادلته
مارايك في الشيخ القرضاوي واجازته الاستعانة بالناتو في حرب ليبيا
انا عرفت نوعين من السلفية
سفلية خاضعة للحكام وقد بينتها لي مشكوراااا
وسلفية تكفيرية تبيح قتل كل مخالف
فماهي الثالثة ومن هم رموزها
حد الردة في الاسلام هو القتل فاين حرية الاعتقاد التي دعى لها القران ولماذا نقدم الحديث على القران في هذه المسالة
الشخص الذي اقيمت عليه الحجة ولم يقتنع ليس كبرا لكن كل الادلة المقدمة له غير مقنعة هو باحث عن الحق لكن لم يصل له ومات على الكفر هل هو في النار
شخص يعيش في اليابان او في جبال الهملايا لم يسمع بالاسلام في حياته او سمع به مشوها ومات على بوذيته ان كان في جهنم فاين العدل الالهي هنا
اليست كل جريمته انه ولد بوذيا وان كان في الجنة فاين العدل الالهي ايضا فكيف يدخل الى الجنة ولم يركع لله ركعة في حياته ويدخل لجهنم مسلم ارتكب جريرة وكل ذنبه انه ولد مسلم
والسلام عليكم

أبو القـاسم
07-25-2012, 07:26 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
أشكرك على الاهتمام بالسؤال غير أن هذا الموضوع لم يفتح لهذا النوع من الأسئلة ، لكن سأجيبك بجواب يكفي أولي الألباب..
1-التوصيف الذي جاء في وصفك عن نوعين من الناس : ليس هو السلفية ..
2-هناك فرق بين خطأ في فتوى جزئية بناء على اجتهاد ومعطيات لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره..إلخ- فحتى كبار أهل العلم يتصور في آحادهم خطأ اجتهادي - وبين أن يكون المنهج نفسه فاسدًا مبنيا على أصول بدعية وتكون المنطلقات فاسدة مخالفة لإجماع أئمة الدين في القرون الفاضلة..والإجماع معصوم بدلالة الكتاب والسنة والعقل ..
3-بعيدًا عن التسميات ، فإذا جاء امرؤ يقول إنه سلفي ، ولكنه يرد بعض الأحاديث الصحيحة بناء على ذوقه ومزاجه وعقله أو جاء ببدعة شنيعة كسب بعض الصحابة -ولو كان أدنى الصحابة منزلة- أو فسر القرآن بطريقة فلسفية أو كلامية أو اخترع قواعد ليست من الدين أو شرع من الدين مالم يأذن بالله ، أو خالف الإجماع في شيء أو تكلم في الصفات بما ينافي ما وصف الله به نفسه أو تكلم في الولاء والبراء بما يناقض القران ،أو يفتي حسب الطلب لا حسب الشرع..إلخ ، وجاء آخر لا يقول إنه سلفي لكنه متابع للكتاب والسنة حقا ..فالأول بغيض إلي ، والثاني حبيب إلي وهو السلفي حقًا ..وسأعطيك مثالا يسيرًا يقرب الصورة :
1-يقول الله تعالى "وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة "
2-جاءت الأحاديث في رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة متواترة جدًا عن نحو ثلاثين صحابيًا في الصحيحين والسنن والمسانيد..
3-أجمع السلف رضوان الله عليهم على أن المؤمنين يرون ربهم ..
ثم يخرج خارج سواء كان معتزليًا أو إلخ ..وينكر رؤية الرب سبحانه قي الجنة كما أخبر الله ورسوله ..فهذه بدعة غليظة وشعبة كفرية تخرجه على الأقل عن أن يكون من أهل السنة والجماعة التي هي السلفية ..ثم تجد صاحبها يزعم أنه متبع للكتاب والسنة ..وقس على هذا عشرات الضلالات التي وقع فيها عدنان ..وهي أشد وأفظع ..وثم مثال من كلامك :

حد الردة في الاسلام هو القتل فاين حرية الاعتقاد التي دعى لها القران ولماذا نقدم الحديث على القران في هذه المسالة
عارضت السنة الصحيحة بمحض الرأي لمجرد أنك لم تفهم مع أن هذه الشبهة رُدّ عليها مئات المرات ، فهذا مثال عملي وقعت فيه ..أرأيت نتاج عدنان إبراهيم ؟ يخرج نسخا مسخا تتنكر لدينها ..وتعترض دون أدب مع الله ولا مع رسوله ، ثم يظن الواحد منهم نفسه علامة الزمان. ليس من مقصودي الإساءة إليك ، لكن أحب أن تنتبه إلى ما صنع عدنان في عقول متابعيه ممن لم يتحصن بالعلم الشرعي أوغلب عليه الهوى ..



شخص يعيش في اليابان او في جبال الهملايا لم يسمع بالاسلام في حياته او سمع به مشوها ومات على بوذيته ان كان في جهنم فاين العدل الالهي هنا
اليست كل جريمته انه ولد بوذيا وان كان في الجنة فاين العدل الالهي ايضا فكيف يدخل الى الجنة ولم يركع لله ركعة في حياته ويدخل لجهنم مسلم ارتكب جريرة وكل ذنبه انه ولد مسلم
اسأل ولسان حالك أنك تريد التعلم ، أما إن كنت تريد الاعتراض على الله ورسوله والعياذ بالله- وثم فرق بين سؤال الاستفسار وسؤال الاعتراض والاستكبار- ، فابحث عن دين آخر يوافق الأهواء ..جواب السؤال يا أخي أن الله تعالى يقول "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " فمن لم يبلغه شيء من الحق في الدنيا ، دلت النصوص الشرعية أن الله يمتحنه يوم القيامة ولا يظلمه مثقال ذرة، يمتحنه سبحانه بأن يوصّل إليه البلاغ كما لو كان في الدنيا فإن نجح نجا وإلا فلا.."رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل "

أبو القـاسم
07-25-2012, 08:24 PM
أعود فأقول لحظت في كلامك عدم التفريق بين خطأ اجتهادي فقهي جزئي وبين خطأ منهجي أو عقدي ..
مثال : من يقول المعازف الموسيقية حلال ، لأنه لم يصح عنده الحديث بناء على أدواته العلمية التي توفرت له- بشرط ألا يكون متبعا في حكمه للهوى- : فهذا أخطأ
ولكن من يقول :هي حلال ، لأنه يرى أن العقل لا يمنع وأن العقل كذا وكذا (مع كونه يعرف الحديث الصحيح) : فهذا ضال مبين ..
أرجو أن تكون لاحظت الفرق ..بين الخطأ المنهجي ، والاجتهادي الجزئي

بحب دينى
07-31-2012, 12:58 AM
أخى الحبيب ما هو رد أهل السنة والجماعة على أستدلال الشيعة بهذه الأية فى أثبات دعواهم فى مهديهم المزعوم المسردب ، حيث أنهم يستدلون بقول الله جل وعلا :( ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ( 7 ) ) سورة الرعد ...فما هى ردود أهل السنة عليهم فى هذا وخصوصاً نفى بعضهم لأهل الفترة بنص هذه الأية وكذلك نفى أن يخلو عصر من الحجة أو الامام المعصوم كما يزعمون ؟...

أبو القـاسم
07-31-2012, 02:51 AM
أخى الحبيب ما هو رد أهل السنة والجماعة على أستدلال الشيعة بهذه الأية فى أثبات دعواهم فى مهديهم المزعوم المسردب ، حيث أنهم يستدلون بقول الله جل وعلا :( ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ( 7 ) ) سورة الرعد ...فما هى ردود أهل السنة عليهم فى هذا وخصوصاً نفى بعضهم لأهل الفترة بنص هذه الأية وكذلك نفى أن يخلو عصر من الحجة أو الامام المعصوم كما يزعمون ؟...
حياك الله أخي الحبيب ..الرد على هذا باستقصاء الوجوه ، يطول ..ولهذا سأكتفي بتعليقات مختصرة :
-سياق الآية في بيان اعتراض الكافرين "ويقول الذين كفروا لولا انزل عليه آية من ربه إنما انت منذر ولكل قوم هاد " ، فقالة الكافرين المتعنتة بطلب الآية ردها الله بتوجيه نبيه صلى الله عليه وسلم :إنما أنت منذر ..كأنما قال له قل لهم :لستُ إلا رسولا إن أتبع إلا ما يوحي إليّ..فيكون معنى "ولكل قوم هاد " أي لكل قوم نبي..

-وحتى على القول بأن الهادي هنا هو الداعي أو المصلح أو الإمام القائد ..إلخ ، فلا دلالة فيها على ما يقولون ، لأن الإمامة عند الشيعة الرافضة لها مدلول خاص ، ولا يجوز تنزيل المصطلحات الخاصة على ألفاظ القران العظيم ، إنما يفهم القران بالقران والسنة والسلف ولسان العرب ..فيكون المعنى أن الله يقيض لكل أمة من يبين لها الحق ، وهم العلماء ..

-ثم إن التفاسير في معنى الهاد متعددة ، من الأقوال مثلا أن الهاد : الله جل وعلا ، والله هاد لكل قوم هداية دلالة بان يرسل لكل أهل زمان رسولا ، وخاتمهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولما كانت متعددة محتملة في المعنى -وليس بينها تعارض أصلا-، لم يجز القطع بأحدها ،فضلا عن اتخاذ هذا عقيدة كاملة يوالى عليها ويعادى .

-ولو قيل إن المقصود بالهاد هو الإمام بالمعنى الشيعي ، فإن الواقع يكذبه فها نحن أولاء ، ولا هادي لنا بهذا المعنى ..فإن قيل هو موجود ؟ قلنا : وجوده وهو مختبيء مبطل لأن يحق فيه وصف الهداية ..

-كما ان كلمة هاد ، مطلقة ، حتى فسرها بعض السلف بأن لكل قوم هاديا يهديهم إما إلى خير وإما إلى شر ، فتعيينها بأشخاص ثم ترتيب عقائد كاملة عليها لا يسعفه دلالة القران ولا السنة ولا لسان العرب :محض تحكم وهوى

-أخيرا دلت الأدلة القطعية على بطلان دينهم الرافضي وأنه إنما قام على أوهى من بيت العنكبوت ..والوالج على التفسير إذا دخل عليه بعقيدة مسبقة ، لم يمنعه الهوى أن يجعله دالا على أي شيء مهما كان ظاعنا في الاعوجاج ، فالنصارى مثلا يزعمون أن القران يشهد لهم بعقائدهم ..وعليه فقس..والله أعلم

بحب دينى
07-31-2012, 05:31 AM
بارك الله فيك أخى الحبيب ،جعل الله ما أجبت به فى ميزان حسناتك ....اللهم آمين ...

السيف القاطع
08-02-2012, 06:39 PM
السلام عليكم
س) ادعاء توهم وجود تناقض بين قوليّ جل و علا :
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الشورى:11]
وبين اﻵية :
{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [النور:35]
إذ يقول المدعي أن الله يمثل نفسه بمشكاة ومصباح بالرغم من قوله في اﻵية اﻷولى أنه ليس كمثله شيء .
فما الرد بارك الله فيكم..

أبو القـاسم
08-02-2012, 09:13 PM
هذا السؤال أخي الفاضل السيف القاطع مكانه موضوع دفع التعارض الموهوم ، لا هذا الموضوع ..لكن لا بأس ..والجواب حفظك الله ..
أن قول الله تعالى "مثل نوره " يحتمل عود الضمير إلى أحد أمرين :-
1-إلى الله تعالى ، فيكون المعنى نوره : أي هدايته للعبد ..فمثل هذه الهداية كمشكاة فيها مصباح ..الآية ولا إشكال في تشبيه هدايته سبحانه بهذا..لأن الله تعالى يقذف الهدى في قلب العبد ..فينيره كما ينير المصباح الزجاجة ..
2-إلى العبد ، أي مثل نور قلب العبد المؤمن كمصباح ..إلخ ..وهذه لا إشكال فيها كما ترى كسابقها ..

وحتى لو قيل إن المقصود الصفة الإلهية التي هي القرآن مثلا أو كلام الله تعالى ، فلا إشكال في ضرب المثل بها من وجه مقيد بجامع الصفاء وقوة الإنارة ، والتقدير : كما أنتم ترون صفاء نور المصباح على النحو المذكور فهذا يقرّب لكم معنى الصفاء الحاصل بالقران الذي هو أعظم وأجل ، ألاترى أن الله يخبر عنه بأنه موجود ، والمخلوق كذلك موجود وليس وجود الله كوجود غيره..، ولكن ثم قدر مشترك وهو المعنى الكلي الإجمالي الذهني للوجود ، وكذلك قل عن صفة البصر والسمع ..وسائر الصفات التي وصِف بها الله تعالى في الشرع، ووصف بها المخلوق ، وهذا معنى حديث "خلق الله آدم على صورته " ، فيكون هذا مثالا ضربه الله لتقريب المعنى ..وقد روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه سبحانه : لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا غمس في البحر ..

ومعلوم أنه لا ينقص من ملك الله شيء ولكن أراد تقريب المعنى* ..والخلاصة أن نور الله إما أن يراد به ما كان مخلوقًا ، وإما ان يراد به الصفة ..فعلى الأول لا إشكال ، وعلى الثاني :أراد المعنى الكلي المشترك الإجمالي في الذهن بين الصفتين: من الصفاء والقوة ونحوها ، لأن المصباح إذا كان في مشكاة كان مركزًا قويًا وهاجًا، فهنا محل ضرب المثل ..ولما كان وصف الخالق والمخلوق بالسمع والبصر واليد والوجه..إلخ ، ليس مقتضيًا للماثلة ، فكذلك هذا لا يقتضيها ..ولك أن تقول : كما ان المصباح في المشكاة من أثره قوة الإنارة ، فكذلك القرآن في قلب المؤمن يؤثر فيه قوة بصيرة ، فشبه الأثر بالأثر بجامع مطلق القوة والإنارة والصفاء.. والله أعلم
--------
* قد يقول قائل : مادام قال ينقص مما عند الله كما ينقص من البحر لو أدخل فيه مخيط فما المانع أن يقال ينقص من ملك الله شيء قليل جدا؟ فالجواب : أنه لا ينقص أصلا من البحر لو أدخل فيه مخيط ، هذا هو المراد تقريره بلاغيا كأنه قيل : هل ينقص من البحر شيء لو أدخل فيه مخيط ؟ فالجواب المتبادر حسب السياق : لا ..فكذلك لا ينقص من ملك الله شيء ، فلو تعنت القائل الجاهل وقال بلى :ثم قدر ضئيل جدا يعلق في المخيط ! فيقال له : هذا القدر يتبخر ويعود للبحر !

Maro
08-02-2012, 09:51 PM
بخصوص وصف الله بأنه (موجود)
لا أستسيغ أبداً إطلاق صفة ما على الله إذا كانت بصيغة إسم المفعول...
فهل يصحّ ذلك... وأين جاء وصف الله بأنه موجود؟
وجزاك الله خيراً على لطائفك يا أبا القاسم...

أبو القـاسم
08-02-2012, 10:11 PM
بارك الله فيك أخي العزيزالغالي مارو..إذا كان من باب الإخبار لا بأس ، لا من باب الأسماء والصفات ، ليس الإشكال في كونه اسم مفعول فإن الله يقول " وما النصر إلا من عند الله العزيز الحميد " والحميد فعيل بمعنى مفعول :أي محمود ..فالله محمود على صفاته وآلائه ، (ويجوز كذلك بمعنى حامد )..
وحتى أقرب لحضرتك : لو قيل لك : هل تمجّد الله ؟ ستقول : نعم بلا شك ..إذن الله ممجَّد ..ولفظة ممجد :اسم مفعول من مجّد..وذا كما أسلفت من باب الإخبار عن الله وهو واسع لا من باب الصفات الذي هو أضيق ولا الأسماء وهو أضيق وأضيق ..فالأسماء والصفات توقيفية على النصوص الشرعية ، والمقصود بالموجود : ضد المعدوم ، يقول الإمام ابن تيمية : (ويفرق بين دعائه والإخبار عنه فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى، وأما الإخبار عنه: فلا يكون باسم سيئ، لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيئ وإن لم يحكم بحسنه مثل اسم شيء وذات وموجود إذا أريد به الثابت)

السيف القاطع
08-02-2012, 10:47 PM
جواب جميل بارك الله فيك ..

نور الدين الدمشقي
08-02-2012, 11:41 PM
اخي الكريم
اعرف ان كل اسم يحتوي على صفة وليس العكس
فهل هنا ايضا يصح ان يقال كل صفة تشمل خبرا وليس العكس
بارك الله فيكم

أبو القـاسم
08-02-2012, 11:54 PM
فهل هنا ايضا يصح ان يقال كل صفة تشمل خبرا وليس العكس
ليس كذلك بارك الله فيك ، ولكن دعني أضرب لحضرتك مثالًا ..
قد يكون لك أكثر من اسم تدعى به: مثلا نور الدين ، أبو عبد الرحمن ..
ولك جملة من الصفات : مثلا ، مسلم..مبرمج ..دمشقي..شاب ..إلخ

فهذه أشياء ترتضيها لنفسك بلا إشكال ..لكن قد يخبر عنك شخص فيقول : لا شيء عندي من الأصحاب أعز من نور الدين فجعلك شيئا ولكن من باب الإخبار ، ولو أنه سماك بـ"شيء"، أو جعل وصفك اللازم أنك : شيء..لأنِفتَ من ذلك ..ولله المثل الأعلى : تعرف الله إلينا بأسماء حسنى وصفات قدسية ، يدعى بها ويعمل بمقتضاها ..كأن يقال :أسألك برحمتك..والرحمة صفة ..أو أسألك بأنك أنت الحي القيوم (اسمان مباركان لله ) ..ولكن لما احتيج في مقام تقرير الحقائق الشرعية إلى البيان ، جاز من باب الإخبار عن الله أن يقال مثلا : خرّب الله على اليهود صنائعهم ..وليس من أسماء الله :المخرب ، ولا من صفاته الشرعية التخريب ..ولكن يشترط في باب الإخبار وإن كان واسعا الا يتضمن الوصف شيئا سيئا ، كأن يقول قائل : الله فكّر في كذا..أو خطط لأجل كذا..لما فيه من دلالة على صفة نقص ..والله أعلم

مالك بن نبي
08-04-2012, 03:02 AM
بعد اذن الشيخ الكريم ابا القاسم
صفة موجود هي صفة تتصف بها الحوادث
وهي صفة فيها النقص ...وليس الكمال كما يظن البعض
لأن المسلم الباحث تحت ضغط عقله وفهمه المحدود فهو يُفاضل بين صفة العدم و صفة موجود ومن ثم يقع في المحظور ظنا منه ان موجود صفة كمال وهي ليست كذلك
وهي الصفة التي يحبها اهل عقيدة الحلول جدا ومنها شبهتهم المشهورة
ولكن علماء العقيدة وعلماء الكلام تفطنوا لذلك فقسموا الصفات الى -مستحيل وممكن و واجب - فهم يقولون في حق الله سبحانه وتعالى : واجب الوجود
هذا والله اعلم

أبو القـاسم
08-04-2012, 03:18 AM
أخي المكرم الفاضل مالك..أشكرك في البدء بارك الله فيك..لكن إيذن لي أن أقول :بل كلمة واجب الوجود مصطلح فلسفي في الأصل ، ولابأس بإطلاقها في مقام الاحتجاج مع الخصم ونحوه على سبيل الإخبار..وأما "موجود" قليس فيها نقص كما تقول ، ونقلت للإخوة كلمة الإمام ابن تيمية وهو من هو ، وأزيد الآن كلمة العلامة ابن القيم حيث يقول : ( ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم بنفسه فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا ) ، ولا يعلَم أن أحدا من المحققين من علماء الشريعة قال بقولك ..لأن موجود معناها : إثبات الوجود في حقه سبحانه وتعالى ، وهذا لا ينكره إلا الملحدون ..ولعله أشكل على بعض الإخوة ظنهم ان كلمة موجود تفيد ان هناك من أوجده وهذا غلط ..فالذي يفيد هذا المعنى هو موجَد من أوجد ، واما موجود فقد قال بعض السلف : من وجد الله فماذا فقد ؟ وقولهم وجد الله ..يعني هو موجود بل قد قال الله عز وجل"ووجد الله عنده فوفاه حسابه" ..وهذا كما أسلفت من باب الإخبار عنه وهو واسع ..بشرطه السالف/ راجيا ألا يتحول هذا إلى نقاش ..والله يرعاكم

lightline
08-06-2012, 05:45 AM
السلام عليكم

بخصوص يأجوج ومأجوج هل هم من علم الغيب كالجن والملائكة

هل هم ما زالوا محبوسين داخل السد واين هذا السد

نور الدين الدمشقي
08-06-2012, 06:07 AM
ولكن لما احتيج في مقام تقرير الحقائق الشرعية إلى البيان ، جاز من باب الإخبار عن الله أن يقال مثلا : خرّب الله على اليهود صنائعهم ..وليس من أسماء الله :المخرب ، ولا من صفاته الشرعية التخريب ..ولكن يشترط في باب الإخبار وإن كان واسعا الا يتضمن الوصف شيئا سيئا ، كأن يقول قائل : الله فكّر في كذا..أو خطط لأجل كذا..لما فيه من دلالة على صفة نقص ..والله أعلم
بارك الله فيكم اخي الحبيب - ولكن لا ارى كيف يناقض هذا عبارتي هنا:

فهل هنا ايضا يصح ان يقال كل صفة تشمل خبرا وليس العكس
كذلك هل يصح ان يقال: لا شيء احب الي من فلان؟ (الاصل لا احد او لا شخص مثلا)
بارك الله فيك

أبو القـاسم
08-06-2012, 06:15 AM
عليكم السلام ورحمة الله ، حياك الله أخي المكرم لايت لاين
يأجوج ومأجوج من علم الغيب من وجه ، ومن علم الشهادة من وجه آخر أي : حين يخرجون ..
نعم مازالوا ، ولا أحد يعلم مكانه ..

أبو القـاسم
08-06-2012, 06:19 AM
-لم أقل يناقضها يا أستاذ نور الدين(أحبك الله ) ..ولكنك صغت قاعدة ، فليست مسألة الإخبار مرتبطة بالضرورة بصفة معينة بحيث يقال إن الصفة تتضمنها مثلما ان الاسم يتضمن الصفة ..
-نعم يصح ، قال الله تعالى "قل أي شيء أكبر شهادة ؟ قل الله " قال الإمام البخاري معقبًا:فسمى الله تعالى نفسه شيئا

نور الدين الدمشقي
08-06-2012, 07:05 AM
قلت نتابع على الخاص ايها الحبيب لكي لا نشوش اصل الموضوع - لكن صندوق رسائلك امتلأ فهلا افرغته :)

-لم أقل يناقضها يا أستاذ نور الدين(أحبك الله ) ..ولكنك صغت قاعدة ، فليست مسألة الإخبار مرتبطة بالضرورة بصفة معينة بحيث يقال إن الصفة تتضمنها مثلما ان الاسم يتضمن الصفة ..
حسبت ان كل صفة تتضمن اخبارا - يعني مثلا صفة الرحمة الا تتضمن اخبارا بان الله رحيم - وصفة العفو فيها اخبار بأنه عفو -
فهذه ما قصدته بأن كل صفة تتضمن خبرا - وليس العكس
فهل اخطأت؟

-نعم يصح ، قال الله تعالى "قل أي شيء أكبر شهادة ؟ قل الله " قال الإمام البخاري معقبًا:فسمى الله تعالى نفسه شيئا
احسن الله اليك - لعل في هذا السؤال ظاهرية شديدة - ولكن هل مقصد قول الامام البخاري من كلمة "سمى" هو الاخبار في هذه العبارة (لانه لا يستشهد بكلامه هذا طبعا بأن "شيء" من اسماء الله)

lightline
08-06-2012, 06:54 PM
السلام عليكم
ماصحة هذا الحديث

ويؤكد أن تحتنا خلق ما ذكر السيوطي مما أخرج ابن مردويه .عن جابر بن عبد الله أنه قال: كنت مع رسول الله علية السلام في غزوة تبوك إذ عارضنا رجل مترجب - يعني طويلاً- فدنا من النبي علية الصلاة والسلام فأخذ بخطام، راحلته فقال: ( أنت محمد؟ قال: نعم قال: إني أُريد أن أسألك عن خصال لا يعلمها أحد من أهل الأرض إلا رجل أو رجلان فقال: سل عما شئت قال: يا محمد ما تحت هذه- يعني الأرض -؟ قال خلق قال: فما تحتهم؟ قال:أرض قال فما تحتها ؟قال:خلق قال فما تحتهم ؟ قال أرض حتى انتهى إلى السابعة،(أي عد سبع أراضين)

أبو القـاسم
08-06-2012, 08:14 PM
السلام عليكم
ماصحة هذا الحديث

ويؤكد أن تحتنا خلق ما ذكر السيوطي مما أخرج ابن مردويه .عن جابر بن عبد الله أنه قال: كنت مع رسول الله علية السلام في غزوة تبوك إذ عارضنا رجل مترجب - يعني طويلاً- فدنا من النبي علية الصلاة والسلام فأخذ بخطام، راحلته فقال: ( أنت محمد؟ قال: نعم قال: إني أُريد أن أسألك عن خصال لا يعلمها أحد من أهل الأرض إلا رجل أو رجلان فقال: سل عما شئت قال: يا محمد ما تحت هذه- يعني الأرض -؟ قال خلق قال: فما تحتهم؟ قال:أرض قال فما تحتها ؟قال:خلق قال فما تحتهم ؟ قال أرض حتى انتهى إلى السابعة،(أي عد سبع أراضين)
عليكم السلام ورحمة الله ..بل هو باطل ..ووقد روي عن كعب الأحبار رضي الله عنه كلام شبيه به ، وقد كان حبرًا يهوديا فأسلم فكان يحدث بالإسرائيليات

أبو القـاسم
08-06-2012, 08:26 PM
قلت نتابع على الخاص ايها الحبيب لكي لا نشوش اصل الموضوع - لكن صندوق رسائلك امتلأ فهلا افرغته :)

حسبت ان كل صفة تتضمن اخبارا - يعني مثلا صفة الرحمة الا تتضمن اخبارا بان الله رحيم - وصفة العفو فيها اخبار بأنه عفو -
فهذه ما قصدته بأن كل صفة تتضمن خبرا - وليس العكس
فهل اخطأت؟

احسن الله اليك - لعل في هذا السؤال ظاهرية شديدة - ولكن هل مقصد قول الامام البخاري من كلمة "سمى" هو الاخبار في هذه العبارة (لانه لا يستشهد بكلامه هذا طبعا بأن "شيء" من اسماء الله)
أخي الحبيب من البيّن أن حضرتك لم تقع على المقصود من كلمة :الإخبار ..
1-أما ان كل اسم يتضمن صفة فهذا واضح : الرحيم ..يتضمن صفة الرحمة ، والعليم يتضمن صفة العلم ..إلخ
2-وأما قولك إن الرحمة تتضمن إخبارا بأن الله رحيم / فهذا المعنى الذي ذكرته لا إشكال فيه لكن ليس هو الإخبار المراد ، لأن كل اسم من أسماء الله تعالى فيه ثلاث دلالات :-
-دلالة المطابقة :وهو دلالة اللفظ على كل معناه ..فالعليم : تدل على ذات الله ، وتدل على صفة العلم
-دلالة التضمن : وهي دلالة اللفظ على بعض معناه ، كدلالة العليم على العلم وحده أو على الذات وحدها
-ودلالة اللزوم: دلالة اللفظ على معنى خارج عن مسماه ::كدلالة اسم العليم ..على صفة الحياة مثلا ..
حين يقال إن العفْو يتضمن إخبارا أن الله عفوٌّ..فهذا ليس غير بيان للمعنى بصورة أخرى ..لكن الإخبار المقصود بأنه أوسع ..يتجلى أوضح ما يكون في كلام الأدباء مثلا (دون شطحات ) كأن يقال : أكسبني الله نعما كثيرة ، وشملني بكرمه ، وسلك لي سبيلا في الحياة ..إلخ ، فانت ترى أن الله ليس من أسمائه أو صفاته مثلا :الكسب أو الاشتمال أو السلوك ..لكن جاز التعبير بهذا لأنه من باب الإخبار ..مادام لم يتضمن اللفظ نقصا

lightline
08-06-2012, 08:47 PM
عليكم السلام ورحمة الله ..بل هو باطل ..ووقد روي عن كعب الأحبار رضي الله عنه كلام شبيه به ، وقد كان حبرًا يهوديا فأسلم فكان يحدث بالإسرائيليات

لكن الا يثبت هذا ان نظرية الارض مجوفة وان فيها يأجوج ومأجوج

أبو القـاسم
08-08-2012, 07:06 PM
..هل تعني انها مثل كرة القدم؟ الأرض ليست مجوفة أخي المكرم ..والجهالة بتحديد موقع يأجوج ومأجوج لا ينفي وجودهم ..فلعلهم محجوزون في مكان ما تحت سطح القشرة الأرضية مثلا ..هناك اليوم قصور كاملة مبنية تحت الأرض لبعض الملوك وإذا أطلق على مكانها صاروخ لم تتأثر ..

أبو القـاسم
08-08-2012, 09:06 PM
سأل أحدهم : كيف يكون الله أرحم الراحمين في حين نرى الأم مثلا لا تطيق أن ترى ولدها يقع له مكروه ما ، والله يرى الكوارث هنا وهناك ..إلخ..فأجبته بعون الله ..باختصار (مع إضافة يسيرة ):
-----------------
-ليست صفة الله الوحيدة :الرحمة ، هناك الحكمة ..والعلم ..إلخ ومن لا يفهم تفاعل آثار هذه الصفات ويركز على زاوية واحدة سيقع في وهم التناقض ، وللتقريب :مبضع الطبيب لعملية جراحية ، كان جريئا على شق البطن ، ومع أن العاقبة حميدة فإن الأم قد لا تستطيع هذا مع أنها تحب ولدها أكثر بآلاف المرات ، ولكن الطبيب استطاع لأنه مثلا حكيم ورحيم معا ..(هذا مجرد تقريب للفهم فلا تقل :ولكن كذا وكذا..)

-صفات الله تعالى ليست كصفات المخلوقين "ليس كمثله شيء" فالمقايسة على رقة القلب عند الرحماء : غلط ..

-متعلقات الرحمة :ليست منحصرة في الجانب الذي أشرت إليه ، حاصل نظرة الملاحدة الاختزالية ،يأتي أحدهم الى بلد فيه مجاعة أو كارثة ويقول أين رحمة الله ..الخ ، فهذه نظرة جزئية قاصرة جدا أدت لنتيجة حسابية غلط ،فالله رحيم ولكنه ليس إلها على مقاسك! وحتى تدرك حجم الغلط فيها يكفي أن أبين لك زاوية واحدة :

كل الرحمات التي يتراحم بها الخلائق والدواب مقبوسة من الرحمة التي خلقها الله كما في حديث أبي هريرة في الصحيحين (إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مئة رحمة فأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة ) وفي الرواية الأخرى في الصحيحين أيضا (فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ) فهذه الرحمة المخلوقة وليست الرحمة التي هي صفة من صفاته سبحانه وتعالى ..والآن احسب مجموع الرحمات (افرض أن هناك مقياسا للرحمة ) :
رحمة زيد مثلا =50
رحمة عمرو =69
رحمة سعاد=111
.
.
.
إلى آخر مخلوق في الدنيا = ؟
رحمة من خلق هذه الرحمة في جميعهم > رحمة آحادهم..

-وما يكون من اختلال يراه الناظر كما في الظلم والعذابات هنا وهناك ، يجبره الله تعالى بأقداره الحكيمة في الدنيا ويوم القيامة والتأمل في حال الدنيا وما فيه من شقاء يحدو العاقل ان يقطع بأنه لابد من يوم تنتصف فيه الحقوق لأن الذي خلق الكون على هذا النظام البديع من الحكمة يتنزه عن أن لايكون في حسبانه مشهد آخر يكون فيه الحساب بالموازين الإلهية التي لا تهمل الذرة ولا أصغر منها (لا ظلم اليوم )

أبو القـاسم
11-26-2012, 06:21 PM
سائل في الخاص اشتبه في كون سيدنا النبي (ص) يحب النساء -الحب المشروع بطبيعة الحال - وجعل هذا من المشككات ..فكان هذا الجواب بعون الله تعالى ، ورأيت نقله لتكرر أمثال هذه الطعون ..
------------

1-الأصل الذي زرعه الله تعالى في نفوس الرجال هو حب النساء ، وهو الغريزة نحوهن ..وما كان كذلك فيكون الكمال فيه هو وقوعه لا عدمه ..أي انه لو وجد رجل عزف عن النساء بحجة التعفف لكان عيبا وذما لأن الاكمل في حقه أن يصرف الملكات التي زرعها الله فيه وشرعها في وجوهها المشروعة فهذا معنى الوسطية بين مادية اليهود التي لا ترعى مسألة المشروعي ، وبين رهبنة النصارى التي تخالف الفِطَر ، ولهذا عاب الإمام أحمد :إمام الزهد بشرا الحافي -على جلالة قدره وإمامته في الورع -، لأنه لم يتزوج ولم يعمل بسنة المرسلين

2-وقد أوتي النبي صلى الله عليه وسلم قوة بدنية تفوق غيره قطعا ليكون أهلا لمهمة الرسالة العظيمة بكل مافيها من تفاصيل وأعباء ..كما أنه أوتي كمال العقل بشهادة الجميع ، ومما يدل على الأول قول أنس رضي الله عنه :كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين ، والحديث في البخاري ، وحقيقة الكمال : تَناسُب الملكات المركوزة في النفس مع العطاء ..مادام مشروعًا ، ولهذا ما ينتظر من رئيس الدولة ليس هو الذي يطلب من بواب العمارة ..والنبي أوتي قوة ثلاثين أو أكثر ولم يكن معه إلا تسع أزواج ، وكان من كمال قوته وعفته أنه أملك الناس لأربه كما قالت أم المؤمنين ، ويتحكم في طاقته ..لا يندفع بمقتضاها كما يزعم المهووسون ..

3-ومادمت تنقل أحاديث فهذا يفيد انك تصدق بها ، وحتى تكون منصفا ينبغي أن تنظر إلى جميع ما يتعلق باخلاق النبي في نظام متكامل حتى لا تقع في الاجتزاء الجائر الذي يشبه قول القائل إن الله يتوعد المصلين بدليل قوله "فويل للمصلين " ..ولهذا نقول نعم النبي كان يحب النساء وهذا من كمال عقله ورجولته وفطرته إذ لو لم يكن يحبهن لاقتضى كراهيتهن !لأن المحل القابل للصفة لا يخلو منها أو من ضدها .. وهذا الأخير هو النقص بعينه ..

4-ولكن الفرق بين حب النبي للنساء وغيره أنه لم يؤثر بشعرة على رسالته و جهاده في سبيل الله تعالى ودعوته وعبادته في جوف الليل حتى تتفطر قدماه الشريفتان ..بل كما تقول أم المؤمنين عائشة حين سألها الأسود: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في أهله قالت: كان في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.والحديث في البخاري وغيره.. وفي بعض الروايات :قام كأنه لا يعرفنا ..أي تعظيما لأمر ربه ..ومن العوَر العلمي أن يذهل الواقف على سيرة الشخص عن كل ذلك ثم يريد أن يلوي عنق نص ظفر به من مواقع ملعونة يظن فيه مدعاة لتسويغ كفره ..بعد ان أساء الظن بالله رب العالمين

5-والحديث نفسه فيه ما يشفي ويكفي : لأن النبي قال : من دنياكم ..فنسبها إليهم : زهدا فيها ، ثم جاء بحرف "من " الدال على التبعيض ..يعني من كل دنياكم إنما حبب إلي هذا..ثم جاء بصيغة مالم يسم فاعله فقال :حُبّب أي أن الله هو من حبب إليه ذلك ..فهو صلوات الله وسلامه عليه منسجم مع فطرته..غير متكلف .. أمره ربه أن يقول "وما أنا من المتكلفين " هو ليس دعيّا حتى يلبس غير ثوبه ويتمثل في سلوكه غير طبيعته ..بل يتصرف بطبعه البشري السوي الذي لم ينكره يومًا بل يؤكد عليه دوما حتى لا يغلو الناس فيه فيرفعوه فوق مرتبة البشرية إلى الألوهية ..ثم قال وجعلت قرة عيني في الصلاة فهذه القاصمة التي تنفي الخبث عن الفهم ..لأن واقع سيرته يشهد بمعنى ذلك ..ومن يكون غارقا في الشهوات ..لايمكن أن يكون على حال من الإخبات والخشوع والتذلل والبكاء والقيام معظم الليل حتى تتعجب ام المؤمنين بانه غفر له فعلام يفعل ذلك ؟ فيقول:أفلا أكون عبدا شكورا ..مع كونه في النهار سراجا منيرا بدعوته ونصحه وجهاده في الله حق جهاده وإغاثة الملهوف والسعاية وراء الأرملة والمسكين والضعيف ..ولا ادل على زهده في الدنيا مما يبطل مزاعمهم :أنه مات يوم مات ولم يترك دينارا ولا درهما ..بل مات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي ..ولا ورّث الخلافة لأقاربه ..لا علي بن أبي طالب ولا غيره ..رضي الله عنهم أجمعين ، ولكن هؤلاء الطاعنون : لما كانت نفوسهم منطوية على خبث ظنوا في الشرفاء ما يلمسونه من نفوسهم

6-وحقيقة الكمال فيما يتعلق بموضوعنا :القدرة على الجمع بين الحب المشروع ، وبين القيام بأمر الله وعبادته ..ولهذا حين دمعت عينا النبي صلى الله عليه وسلم على ابنه وتعجب بعض الصحابة ، مفترضا أن النبي ربما ينبغي ان يتنزه عن ذلك ، أجاب شيخ الاسلام ابن تيمية :أن هذا كمال لأنه جمع بين الرحمة التي في قلبه وبين الصبر على المصيبة والرضا بقضاء الله سبحانه ، فهذا أكمل مما لو مات شخص فصار أبوه يتبسم ! أو مات فصار يتشكى ويعترض أو ينوح ..حقيقة الكمال أن تجمع بين قول الله "وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة " وبين قوله "ولا تنس نصيبك من الدنيا " ..فالأول هو الأصل ..والثاني وسيلة إليه ..

7-اعتراض المعترض على ألا نقول في أسباب زواجه كذا وكذا..وكأننا جلسنا في مؤامرة وجعلنا نخترع الأسباب !؟ وكأنه لم يرد في أخبار السيرة ما يدل على ذلك صراحة ..وفي اعراضه عما قيل له من أن النبي أول زواج له كان بامرأة تكبره وهي أرملة ..ولم يجمع معها غيرها حتى كبر ..وهذا مخالف لقانون الشهوة الذي يفترضه أهل الخبث كلهم ..وعامة من تزوجهن أرامل ..وكلهن لهن مناسبة ..حتى أم المؤمنين عائشة ..واجتماع أكثر من سبب على شيء واحد أمر لا ينكر ..فأنا قد أتزوج فلانة تحقيقا لمصلحة الدعوة ..ولحبي لأبيها مثلا ..الحافظ ابن كثير مثلا تزوج بنت الحافظ المزي شيخه : لانه يحب النساء كأي رجل ..ولأنه يريد التقرب من شيخه ..إلخ ..

8-إنما تكون الشهوة معيبة حين تصرف في غير ما احل الله أو حين تؤدي للانصراف عن طاعة الله ..وماعدا هذين يكون تعيير الشخص بشهوته متوجها لله عز وجل! لانه سبحانه هو الذي خلق هذه الشهوة في بني آدم ..وبه تعلم أن جميع من يحاول القدح في النبي في هذه لأمور إنما هم مرضى نفسيون ..وهم أكثر الناس شهوانية بالمعنى المذموم ..وأبعد الناس عن العفة وحسن الخلق والادب والدين

9-وإذا درس المنصف حياة النبي بتجرد بعيدا عن أغاليط المتهوكين يعلم أن التعدد في حقه أمر لابد منه.. من أجل مصلحة الرسالة نفسها ، فكان من حكمة الله تعالى أن خلقه بهذه الملكات البدنية التي تخوله أن يتزوج دون ان يقع في حرج مع أزواجه وكان من أدبه وشعوره المرهف ان حرم على نفسه العسل حين قالت له بعض أزواجه ، أكلت مغافير ؟ فهو صلوات ربي سلامه عليه لا يحب أن يؤذي مشاعرهن-رضي الله عنهن- فلهذا الصحيح أنه فطن لعملتهن بدافع الغيرة ولكن قدر غيرتهن واستجاب لمقتضاها فعاتبه الله تعالى (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك )..وفي طوافه عليهن في ليلة واحدة من كمال عدله وكمال قوته ..وهو أقرب للمعجزة التي لا تتأتى إلا لنبي ..صلى الله عليه وسلم

10-مدار كل هذه الشبهات يصب في الطعن في أصل نبوته ..فيقال قد ثبت أن المشركين عرضوا عليه أن يتوجوه ملكا عليهم وأن يزوجوه من النساء ما شاء ..إلى غير ذلك من مغريات الدنيا فأباها كلها ..وهذا لايسقيم معه في عقل عاقل أن تفسر الأحداث على معنى سيء ..فلهذا كان كثير من المستشرقين أعقل بكثير من بعض المتمسلمين الأدعياء حين عرفوا امتناع هذه المعايب على شخص النبي الطاهر ..ثم لو كان الأمر على ما زعموا لما كان من جملة ما يؤلفه بزعمهم "لا يحل لك النساء من بعد "...، وصل اللهم على سيدنا محمد . وسلم تسليما كثيرا .والحمد لله رب العالمين

وصايا شهيدة بإذن الله
12-01-2012, 06:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله
شيخنا جزاكم الله خير .. أود أن أسأل :: ما رأيك فيمن يقول :أفتخر أني قاعد ؟!

أبو القـاسم
12-01-2012, 07:06 PM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..حياكم الله يا أختي
إن كان هذا القائل يعني الافتخار بقعوده عن الجهاد في سبيل الله تعالى، فهذا قول قبيح ظاهره يستلزم الكفر والنفاق ..أرأيت لو قال قائل :أفتخر باني لا أصلي سنة المغرب مثلا ، وكان يعني ما يقول ، ولم يكن مراده شيئا آخر (كأن يكون مراده أن موضع الافتخار منصبٌّ على فعل ما هو أولى من سنة المغرب بسبب تزاحم الفضائل عليه في وقت واحد ..مثل ان يتزامن وقت السنة مع نجدة ملهوف فساعتها يقر على معنى فعل الأَوْلى ولا يقر على اللفظ )، فهذا يكون موقِعا فخَاره على تنكب أمر الله ورسوله ..وإنما يفعل ذلك الكفرة والمنافقون ..فإذا علمت أن هذا هو الشأن في سنة من السنن ، فكيف بمن يقول أفتخر اني قاعد عن الجهاد ؟! وأيا كان مراد القائل فيبقى أنه قول قبيح ينبغي أن يؤدب عليه وأن يتوب إلى الله تعالى منه

وصايا شهيدة بإذن الله
12-01-2012, 09:15 PM
جزاكم الله خير .. نسأل الله أن يصلح رجال ونساء المسلمين ويردهم إلى دينهم رداً جميلا .