المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صوت التخليق الثاني من سبعينات القرن الفائت الممهد لقاعدة الثورة في مصر



طارق منينة
01-15-2012, 10:33 AM
لن يختلف معك احد من الاخوان او المدرسة السلفية الوليدة للتو-في سبعينات القرن الفائت- او الجماعة الاسلامية العامة الحاوية لكل اطرافها ان صوت عبد الرحمن عبد الخالق هو الافتتاحية لهذا الجيل الجديد الذي تولد وتخلق وتصنع في سبعينات القرن الماضي
كان الشيخ عبد الرحمن حاضرا في خلفية كل معرض للكتاب سواء في المعارض الثابتة كمعرض جمعية الشبان المسلمين في الشاطبي في مدينة الاسكندرية او معارض الجامعات او المعارض امام المساجد كمسجد القائد ابراهيم والمكتبة الرابضة امامه، امام محطة ترام الرمل
مادخل احد المعرض ليلتقط درة من كتيب او جوهرة مخطوطة او خط عقل سطر علما، مادلف احد الى المعرض الاسلامي الا وسمع اول ماسمع صوت عبد الرحمن عبد الخالق يتلو القرآن.
هل هو منشد ثورة أم منشئ رجالاتها العتيقة العريقة والتأسيس الثاني او الثالث الذي صارت تلامذته هم حماة الثورة وكتلتها القاذفة بالطاغوت الى نهايته الاليمة!
هل هل صوت القاعدة المصنعة حديثا-في سبعينات القرن الماضي- والتي ستنتشر في ربوع البلاد يحدوها صوت عبد الرحمن عبد الخالق بالقرآن المجيد والتي تمترست في تصنيع لحمة ثورة في الغيب تقديرها وقدرها!
هل هو صوت زرع فينا آيات الحق بحيث ماان تتذكره فان ذاكرتك تعود للنشئة الاولى ووجدانك يعود لفترة الشباب الاولى وشعورك يسرح في البدايات الاولى المنشئة بقرآن الرحمن لا موسيقى الشيطان
كنا ندخل المعارض التي يعملها الاخوان في الاسكندرية في كل مكان فلانسمع الا صوتا واحدا هو صوت الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، انك لتستنشق عبير فواح بمجرد الدخول من باب المعرض والصوت صوت عبد الرحمن عبد الخالق والقرآن قرآن الرحمن
ياالله مااحلى هذا الصوت بالقرآن ومااطيب تلك الرائحة الفواحة المنتشرة في كل مكان
هؤلاء الشباب ممن حمل الدعوة من الاخوان والسلفيين والجماعات الاخرى تربوا على هذا الصوت وبهذا الصوت
وهم اليوم من حمل الثورة لانقاذها، وحمى الامة من السقوط امام عسكر النظام الفاسد
من هنا يمكنني ان اقول ان صوت الثورة فيما وراء السطوح التي هي اعماق اجيال الثورة كلها انما هو صوت تربت عليه هذه الاجيال وكان هو القاعدة النفسية التي دفعت بالدعوة الى الامام،فبدلا من صوت مزمار يشكل نفسا خائرة كانت الدعاة تتربى على صوت الشيخ فلاتسمع في المعارض المصنعة لقراء الاسلام الا وفي الغالب صوت الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
لقد اشهده الله الثورة وارجعه الى حملتها الذين اوصل لهم القرآن وهم يبحثون في معارض الاسلام على منفستو التغيير
رجع الشيخ ورجع معه الحنين الى صوته، ورجع معه نفح طيب المعارض المعطرة بقراءته، إنها رقية القرآن العظيمة، والسماع القرآني الرحماني، فكان يغذينا بالاغذية المناسبة بصوت رقيق، فكنا لانشبع من صوته ولا من الغذاء الذي ينسل الى قلوبنا واجسادنا، فكانت اشجانا ومواجيد عند أول نفحة من صوت الشيخ،بخلاف ماكانت الاذاعات تعرضه وتبثه مما هو من نغم الباطل ومزامير الشياطين وهو السماع الشيطاني المضاد للسماع الرحماني والاول يثقلك عن سماع الحقائق من القرآن ويهيج اشجانك الى ضلالات مخيفة من العمل الزور والكلام الزور والحياة الزور، فالاشجان المهيجة تؤدي الى الزور والكلام الباطل والعمل الباطل والحياة الباطل، هكذا هو الزور.
وأصل اللفظة من الميل-يقول ابن القيم- ومنه الزور بالفتح، ومنه: زرت فلانا، إذا ملت إليه، وعدلت إليه، فالزور: ميل عن الحق الثابت إلى الباطل الذى لا حقيقة له قولاً وفعلاً.
يقول ابن القيم في اغاثة اللهفان عن هذه الاشجان الزور وتوابعها في النفس.
:"هلا كانت هذه الأشجان، عند سماع القرآن؟ وهذه الأذواق والمواجيد، عند قراءة القرآن المجيد؟ وهذه الأحوال السنيات، عند تلاوة السور والآيات؟ ولكن كل امرئ يصبو إلى ما يناسبه، ويميل إلى ما يشاكله، والجنسية علة الضم قدراً وشرعاً، والمشاكلة سبب الميل عقلاً وطبعاً، فمن هذا أين الإخاء والنسب؟ لولا التعلق من الشيطان بأقوى سبب، ومن أين هذه المصالحة التى أوقعت فى عقد الإيمان وعهد الرحمن خللاً؟
{أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُريتَهُ أَوْلِياَءَ مِنْ دُونِى وَهُمْ لكُمْ عَدُو بِئْسَ لِلظّالمِينَ بَدَلا} [الكهف: 50].
ولقد أحسن القائل:
تُلِىَ الكتَابُ، فأطْرَقُوا، لا خِيفَةً لكِنَّهُ إِطْرَاقُ سْاهٍ لاهِى
وأتَى الغِنَاءُ، فكالحَميرِتَنَاهَقُوا وَاللهِ مَا رَقَصُوا لأجْلِ اللهِ
دُفِ وَمِزْمَارٌ، وَنغْمَةُ شَاذِنٍ فمتَى رَأَيتَ عِبَادَةً بملاهى؟
ثَقُلَ الكِتَابُ عليهمُ لَمَّا رَأوْا تَقْيِيدَهُ بأَوَامِرٍ وَنَوَاهِى
سَمِعُوا له رَعْدًا وبَرْقاً، إِذْحَوَى زَجْرًا وتخْوِيفاً مَنَاهِى
وَرَأَوْهُ أَعْظمْ قاطعٍ لِلنَّفسِ عَنْ شهَوَاتِها، ياذبحها المُتَناهِى
وَأتى السماعُ مُوافِقاًأَغْرَاضَها فَلأَجْلَ ذاكَ غَدَا عَظِيمَ الجاهِ
أيْنَ المُسَاعِدُلِلْهَوَىِ مِنْ قاطعٍ أَسْبَابَهُ، عِنْدَ الجَهُولِ السّاهى؟
إنْ لَمْ يَكُنْ خَمَر الجُسُومِ، فإنَّهُ خَمْرُ العُقولِ مُمَاثِلٌ وَمُضَاهِى"
وصدق حينما قال رحمه الله في اغاثة اللهفان
وأغنانا عن سماع الأبيات وقرآن الشيطان بسماع الآيات وكلام الرحمن. وأغنانا عن الاستقسام بالأزلام، طلبا لما هو خير وأنفع لنا باستخارته التى هى توحيد وتفويض واستعانة وتوكل. وأغنانا عن طلب التنافس فى الدنيا وعاجلها بما أحبه لنا وندبنا إليه من التنافس فى الآخرة، وما أعد لنا فيها، وأباح الحسد فى ذلك. وأغنانا به عن الحسد على الدنيا وشهواتها. وأغنانا بالفرح بفضله ورحمته، وهما القرآن والإيمان، عن الفرح بما يجمعه أهل الدنيا من المتاع، والعقار، والأثمان، فقال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].
وأغنانا بالتكبر على أعداء الله تعالى، وإظهار الفخر والخيلاء لهم، عن التكبر على أولياء الله تعالى والفخر والخيلاء عليهم، فقال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لمن رآه يتبختر بين الصفين: "إِنّهَا لَمِشْيَةٌ يَبْغَضُهَا اللهُ إِلا فى مِثْلِ هذَا المَوْطِنِ".
وأغنانا بالفروسية الإيمانية والشجاعة الإسلامية التى تأثيرها فى الغضب على أعدائه ونصرة دينه، عن الفروسية الشيطانية التى يبعث عليها الهوى وحمية الجاهلية.، انتهي كلام ابن القيم
فمرحبا بروحنا التي حملت الثورة من خلال التاريخ مرحبا بروح الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق،تعود الى الوطن ومرحبا بصوت ثورتنا الاولى والاخيرة ومصنع الرجال بالقرآن ،من وراء السطوح وفي اعماق السنين.
مرحبا بك في مصر المحروسة