المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كنتُ في جُحر العلمانية .. فخرجتُ لفضاء الإسلام ..



عاتكة
02-03-2005, 05:58 PM
إذا أردنا لأمتنا حقيقة امتلاك جيل النصر المنشود فلا بد من إعداد النخبة المسلحة بسلاح العلم والفكر القادرة على استيعاب المتعمق لسائر الجوانب الفلسفية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية العالية للواقع الذي نعيشة ..
هذه خاطرة تجول قبل البدء في مسطورتي ..

حينما أكون مُتجرِّدة من أي تأثير خارجي، ولم يَدُر في فلك ذهني خاطرة ما تُجاه فكرةٍ ما سأقبل بالإسلام بالطبع فقيَم الفطرة، ونواميس الاستقامة والاعتدال، تتركز فيه، كنتُ أفكر يوماً ما عن أمر حرّمه الإسلام وليس فيه فائدة للبشر، أو العقول السليمة تخالفه، لم أجد مع إدامة نظري حيناً ..

قلّبت قواميس النصوص الشرعية في مكتبتي الصغيرة، ذهبت لأصرح حروف النهي ( لا ) لا تفعل .. أريد تتبع تلك المنهيات والزواجر .. قلبتها دون شكّ أو ريب، فرأيت الحياة الرغيدة والمعيشة السعيدة، لو وقفنا عند حدودها، نظام عجيب من الأخلاق والقيم تأباه القيم الشهوانية، التي تربت على انفلات النزوة .

لم أكن علمانيةً يوماً ما ، ولم أكد أن أكون .. كلا .. ولكنني دخلت في جحرها أبحث عن الحقيقة حتى في الجحور، في ظلام دامس، وليل كالحٍ .

إن رغبت أن ترى قلب الإنسان وقالبه يظهر لك كأشعة الطبيب حينما يخبرك عن شرخ في جمجمة مُخك، وشعر ينفد منه الهواء إلى قلبك، فعليك بالنت، لا تأخذ من أي أحد كان منهجاً أو فكرة، وإن إدعى النزاهة والخُلُق والطيبة والطهارة، حتى ترى صنيعه حينما يختفي خلف حاسبه لينفث ما يمليه عليه قلبه في ظلام النت الدامس .

أقول .. دخلت جحر العلمانية في أحد مواقعها على هذه الشبكة، أريد أمرين لا ثالث لهما، أحاور وأناقش، هذا أولاً .. وثانياً : أبحث عن الحقيقة في ظل هذا الصراع، .. أنا مُسلمة ولا أزال لم أتعلمن في يوما ما ساعة، الذي أعجب منه هو صمود إسلام واحدة قليلة العلم في جحر العلمانية، وتكسر كثير من صخور العلمانيين أمام ساعدها ..

العلمانية في مجتمعاتنا -بحمد الله - مشوّهة لأبعد حد ويصف، حتى لو وَصفتُ امرأة حولي بالزنا أهون من أن أصفها بالعلمانية أو الليبرالية، وهذا ما جعل كثيراً من أبواقها يتلونون في عالم المصطلحات ..

فبعد تشويه العلمانية ظهر ما يسمى بـ (الليبرالية) وإن كان المسمى قديماً لكنه انتشر بعد تشويه سمعة شقيقه وصنوه ( العلمانية ) .. ولم تلبث الليبرالية أن تشوّهت بفعل مجانين الشرق ومهوسي النزوات فاستعاض كثير منهم ذالك الاسم بـ ( الاصلاح )

دخلت موقعاً يُعد عند المعتنين بالفكر العلماني من أشهر المواقع مكثت فيه أشهر طويلة أتصفحه كل يوم ساعات، رأيت كيف أن الانسان بمقدوره أن يجعل من نفسه حيواناً بهيماً، بدل الآدمية والتشريف التي تشرف بها .

لي قصص متنوعه معهم في مواقعهم ومع بعض رموزهم عبر مكاتبات بريديه، أقول وبعد تجربة مريرة -أقول وأقول بمليء فمي- من ظن أن هناك كائنا ليبرالياً أو علمانياً منصفٌ فهو كاذب أو مجنون ..

وأقول .. بعد خوض حمم كثيرة ومراشقات متنوعة يخرج العلماني مكنونه وهو كفره الصريح بالإسلام وردته عن الملة القيمة! وإن زعم في أول الأمر أنه مسلم يصلي فهو في الحقيقة مُلحد، لكنه ينتظر فقط الفرصة السانحة التي تناسبه لكي لا يفقد بريقه الذي يريد ..

حينما أحاور علمانياً غربياً وأتناقش معه في النت، وأناقش بعده علمانياً شرقياً يتمالكني إحساس قويّ أن ذلك الغربي أقرب للإسلام من ذلك الشرقي المتهافت ..

99% من علمانيي العرب لا يعرفون من العلمانية سوى الشهوة والنزوة، ولو ذكرت عنده دولة لبنان لامتدحها بأنها متحضرة متطورة، ولو ذكرت عنده السعودية لقال متخلفة !

بماذا تحضرت لبنان وبماذا تخلفت السعودية ؟! هناك جانبان للحضارة لا ثالث لهما :

الأخلاقيات .. والتقنية ! فبماذا غلبنا لبنان وبماذا غلبناها ! .. الجواب معروف، فلن أجيب عليه، وبمعرفة الجواب تعرف أي عقل يمتلكه العلماني الشرقي أو العربي بالمعنى الأدق ..

إن ما يمارسه العلمانيون مع الغرب يطيب لي أن أسميه دعارة فكرية، وسفاحاً سلوكياً، حيث لم ينظر هؤلاء العرب إلا لبريق المادة فباعوا عقولهم وباقي الحضارة أخذوا منها كما أخذنا لا فرق ..

العلمانيون ومن تحاورت معهم يعيشون اضطراب غير محدود في تحديد الهوية، ولو شبهتهم على الصعيد السياسي لشبهتهم بتركيا العلمانية !

تمرد الغرب على دينه البشري .. أقول بشري أي أنه من صنع البشر بسبب تحريفه .. لأنهم بدلو ما أنزل الله فتمردو على ما صنعت أيديهم، فأراد بعض السَقَطة من المسلمين أن يحاكوهم في ذلك ليتمردو على دين سماوي محفوظ، فكل ما يقوله الغربي العلماني عن دينه يريد أن يقوله عن الاسلام !

وهو لا يدري الفرق بينهما ..!

فتجده يلحق كل مصيبة بالاسلام، ومع توالي النكبات وتفوق الغرب وتكرار المصائب بشكل يومي تبع من كره دينه وقيمه وتعاليمه .

ومع ذلك تشبعوا كرها لمجتمعاتهم وعاداتهم وتقاليدهم، فهي التخلف والنكسه مهما كانت بلا نظر ولا ترو .. هكذا الحكم مسبقاً .

فأصبح هؤلاء يتكلمون معك وكأنه يتكلم بلسان بوش أو بلير !

اللهم أحشرني مع بوش وبلير .. فمن يكون معنا يكمل العدد لنلعب بلوت في الآخرة !

هذا الدعاء ليس مني بالطبع فأنا مسلمة، لكن قاله لي علماني سعودي (يزعم) ومع ذلك يقول: أنه مسلم، ولو قلت له أنك (كافر) بهذا لأصبحت تكفيرياً -طبعاً في عرف اسلام بوش-

مروق من الإسلام وتمرد عليه منقطع النظير ..

لم أر في حياتي تجمّع آدمي كهؤلاء حينما يجتمعون في موقع حواري على الشبكة، خذ صنوف اللأحاد على أطباق شتى، وصاحبها قرير العين ..

حينما ولجت مواقعهم رأيت الأسماء العربية الأصيلة .. فلانة القحطانية .. فلانة المطيرية .. فلان الشمري .. هذه كلها ترويج وسياسة إعلامية كاذبة للترويج للفكرة العلمانية الساقطة، وأكثر من يتخفى خلف هذه الأسماء هم من أصحاب العقائد المنحرفة مسبقاً كالشيعة والاسماعيلية والصوفية الحجازية خاصة ..

كنتُ مغترة بهذه الأسماء مصدقة لها لأول الأمر، لكن بان لي أن هؤلاء لا يعرفون من ثقافة الاسلام شيء أو من الأصول العربية المعروفة لدى هذه الأسماء العربية العريقة ..

متلازمتان لا تنفكان العلمانية والنزوة الشهوانية .. هكذا رأيت أن الغاية من تغريبنا ليس لأجل القوّة الاقتصادية ولا العسكرية ولا غيرها ... بل يكفينا أن نكون متحضرين إن رمينا الحجاب وبعنا الخمر وأبعدنا كلمة حرام من قاموسنا ..

فبعد ذلك فنحن متحضرون بالطبع .. ليس اقتصادياً وعسكريا وتقنياً لأن هؤلاء لا يعرفون شيئاً من ذلك !

سنكون متحضرون كحضارة لبنان .. فقط

عُذراً على الإطالة ..

شذى قباني

نقلاً عن منتدى الساحات