مجرّد إنسان
06-08-2011, 07:26 PM
أخي الكريم:
بداية أحيي فيك هذه الهمّة العالية والرغبة الصادقة في الدعوة إلى الله تعالى والسعي في توصيل أنوار الهداية إلى الغارقين في الظلام، فأنت بذلك تسلك طريق الأنبياء عليهم السلام والصالحين من بعدهم، الذين أفنوا أعمارهم في نشر راية التوحيد والحق، فجزاك الله خير الجزاء.
إن هذه الرغبة، وذلك القصد، بالرغم من سموّ مطلبه وشرف مقصده، لم يكن منضبطاً أو مدروساً، غير نابع من العلم بما لديك – حقيقة – من الملكات والمؤهلات، وما تحمله من الرصيد الفعلي من العلم الشرعيّ.
وماذا كانت النتيجة؟ لقد قطعت مفازة من غير زاد، ودخلت معركة بغير سلاح، وخضت حربا دون أن تلبس لها درعا واقيا، فلا عجب أن تتساقط عليك سهام الأعداء فتثخن فيك جراح الأسئلة، فلا أنت بالذي كسرت شوكة الأعداء، ولا أنت بالذي سلمت من جراحاتك.
مدفوعاً أنت بحسن النيّة، تذهب للنقاش مع من لا تعرف حقائقهم ولا مكنوناتهم، كل ما تراه أمامك هو (معرّف) لشخصيّة مجهولة في عالم عنكبوتي، لا تدري حقيقةً : أهو مستشرق يتستّر تحت عباءة الإلحاد، أم مرتزق يتقاضى راتبه مقابل ما يبثّه من الشكوك والطعون حول ثوابتنا وقيمنا، سعياً منه لزعزعة قلوب ضعاف المسلمين، أم هو شخص باحث عن الحقيقة، لم يدرِ كيف يبحث عن الإسلام؟؟
ثم نسيت في غمرة ذلك تحريم الله على نبيه فضلا عن غيره مجالسة الخائضين في دينه بالباطل ، قال ربنا تبارك وتعالى : { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }
ولعلك لا تعلم أن ديدن هؤلاء الكذب، ولهم أساليبهم في يحترفونها في صناعة الباطل، فمن ذلك : الكذب والتدليس، وسوء فهم النص، والاحتجاج بنصوص لم تثبت، أو التشغيب بخاص جاءت الشبهة من التعامل معه على أنه عام، أو الاحتجاج بالنصوص المنسوخة، والإتيان باستدلالات لا علاقة لها بالمقدمات، وإلقاء أحكام بناء على تصرفات فردية لأشخاص، والاستدلال بالشاذ من الآراء، والتلاعب والمغالطات، إلى غير ذلك مما يعرفه من قطع شوطاً كبيرا في محاوراته معهم.
وستجد التفصيل كاملا في موضوع (جولة سياحية في جزيرة اللادينيين) والموجود في توقيعي.
أخي.. أما تدري أن شبهات القوم قد ذُكِرَت منذ القدم، و أن من يرد نادرًا ما يأتي بمستجد، فترى في كتب الأوائل ما يجتره هؤلاء الأراذل، غير أنهم يرددون – خلف أسيادهم – الشبهات و يتعامون – كما أسيادهم - عن جوابها في كتب العلماء الأفاضل.
وإن أحوج الأمر إلى أذان بالحق يقرع أسماعهم ويخرق آذانهم، فذلك بقدر محدود، ولنفر معدود، من المحصنين بالعلم، المدرعين باليقين، غير عاكفين على أصنام قولهم، ولا قاعدين في مجالس خوضهم، وإنما هي شهب راجمة، وحجج هاجمة، ورماح تدق صدورهم، وسيوف تحطم رقابهم، فلا أخذ ولا رد، ولا قول ولا قيل، وليس إلا إلقاء الحجج الإسلامية والروابط الذهبية وتأكيدها بين حين وحين.
أخي.. ألهمك الله الحق:
إن التاجر الحاذق.. يعرف ما بين يديه من البضاعة (1)
ويعرف العميل الذي يستحقّ أن يسوّق له بضاعته (2)
ويعرف كيف يستغلّ المواسم التجاريّة لزيادة نسبة أرباحه (3)
ويحرص أن يبذلّ أقلّ وقت من الجهد الذي يتوقّع منه أكبر قدر من الأرباح (4)
ويقوم بتجديد بضاعته موسميّاً...لضمان استهداف شرائح جديدة (5)
طبّق ذلك فينا (الذين رفعنا لواء الإسلام)..
ستجد أن من المفترض أن :
نعرف ملكاتنا وحدود ما لدينا من طاقات ومعارف.. حتى نسلك الطريق الدعوي الذي يتناسب وما لدينا من مؤهّلات (1)
نعرف من نخاطب...والجذور الأيديولوجيّة له... وهذا يحتاج إلى نوع من الممارسة خصوصا أن قناع (الأسماء الوهميّة) قد يبدي لنا ما هو خلاف الحقيقة...وهذا يحدّد ما (يفيد) كلّ مدعوّ من (المادة الدعوية) (2)
يعرف ما هي المواطن التي يجد فيها صدى أكبر لكلامه...ففرق بين حديث (ماسنجريّ) ورسالة بريديّة ترسل لألف شخص (3)
يعرف التفاوت بين طبائع الناس المخاطبين...فمن خلال الاستقراء نعرف -مثلا- أن الملحد البريطاني....أقل جدوى وأصعب حديثا...من النصراني الفلبيني...لذلك قد تجد داعية متخصصا في دعوة الفئة الثانية قد تجاوب معه العشرات...بينما لم ينجح من خاطب الفئة الأولى...سوى مع نزر يسير منهم (4)
يحرص على عدم الانقطاع عن تعلّم العلم الشرعي المؤصّل...ولا أعني بذلك المقالات المنثورة في فضاء المنتديات -على فائدتها-...بل أعني العلم المؤصّل الممنهج...الذي يثمر في القلب خشية وفي الجسد عملاً (5)
تلك عشرة كاملة...لو تأمّلناها...لتغيّر واقعنا الدعوي...ولما ضاعت الكثير من الجهود في غير موضعها...
بداية أحيي فيك هذه الهمّة العالية والرغبة الصادقة في الدعوة إلى الله تعالى والسعي في توصيل أنوار الهداية إلى الغارقين في الظلام، فأنت بذلك تسلك طريق الأنبياء عليهم السلام والصالحين من بعدهم، الذين أفنوا أعمارهم في نشر راية التوحيد والحق، فجزاك الله خير الجزاء.
إن هذه الرغبة، وذلك القصد، بالرغم من سموّ مطلبه وشرف مقصده، لم يكن منضبطاً أو مدروساً، غير نابع من العلم بما لديك – حقيقة – من الملكات والمؤهلات، وما تحمله من الرصيد الفعلي من العلم الشرعيّ.
وماذا كانت النتيجة؟ لقد قطعت مفازة من غير زاد، ودخلت معركة بغير سلاح، وخضت حربا دون أن تلبس لها درعا واقيا، فلا عجب أن تتساقط عليك سهام الأعداء فتثخن فيك جراح الأسئلة، فلا أنت بالذي كسرت شوكة الأعداء، ولا أنت بالذي سلمت من جراحاتك.
مدفوعاً أنت بحسن النيّة، تذهب للنقاش مع من لا تعرف حقائقهم ولا مكنوناتهم، كل ما تراه أمامك هو (معرّف) لشخصيّة مجهولة في عالم عنكبوتي، لا تدري حقيقةً : أهو مستشرق يتستّر تحت عباءة الإلحاد، أم مرتزق يتقاضى راتبه مقابل ما يبثّه من الشكوك والطعون حول ثوابتنا وقيمنا، سعياً منه لزعزعة قلوب ضعاف المسلمين، أم هو شخص باحث عن الحقيقة، لم يدرِ كيف يبحث عن الإسلام؟؟
ثم نسيت في غمرة ذلك تحريم الله على نبيه فضلا عن غيره مجالسة الخائضين في دينه بالباطل ، قال ربنا تبارك وتعالى : { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }
ولعلك لا تعلم أن ديدن هؤلاء الكذب، ولهم أساليبهم في يحترفونها في صناعة الباطل، فمن ذلك : الكذب والتدليس، وسوء فهم النص، والاحتجاج بنصوص لم تثبت، أو التشغيب بخاص جاءت الشبهة من التعامل معه على أنه عام، أو الاحتجاج بالنصوص المنسوخة، والإتيان باستدلالات لا علاقة لها بالمقدمات، وإلقاء أحكام بناء على تصرفات فردية لأشخاص، والاستدلال بالشاذ من الآراء، والتلاعب والمغالطات، إلى غير ذلك مما يعرفه من قطع شوطاً كبيرا في محاوراته معهم.
وستجد التفصيل كاملا في موضوع (جولة سياحية في جزيرة اللادينيين) والموجود في توقيعي.
أخي.. أما تدري أن شبهات القوم قد ذُكِرَت منذ القدم، و أن من يرد نادرًا ما يأتي بمستجد، فترى في كتب الأوائل ما يجتره هؤلاء الأراذل، غير أنهم يرددون – خلف أسيادهم – الشبهات و يتعامون – كما أسيادهم - عن جوابها في كتب العلماء الأفاضل.
وإن أحوج الأمر إلى أذان بالحق يقرع أسماعهم ويخرق آذانهم، فذلك بقدر محدود، ولنفر معدود، من المحصنين بالعلم، المدرعين باليقين، غير عاكفين على أصنام قولهم، ولا قاعدين في مجالس خوضهم، وإنما هي شهب راجمة، وحجج هاجمة، ورماح تدق صدورهم، وسيوف تحطم رقابهم، فلا أخذ ولا رد، ولا قول ولا قيل، وليس إلا إلقاء الحجج الإسلامية والروابط الذهبية وتأكيدها بين حين وحين.
أخي.. ألهمك الله الحق:
إن التاجر الحاذق.. يعرف ما بين يديه من البضاعة (1)
ويعرف العميل الذي يستحقّ أن يسوّق له بضاعته (2)
ويعرف كيف يستغلّ المواسم التجاريّة لزيادة نسبة أرباحه (3)
ويحرص أن يبذلّ أقلّ وقت من الجهد الذي يتوقّع منه أكبر قدر من الأرباح (4)
ويقوم بتجديد بضاعته موسميّاً...لضمان استهداف شرائح جديدة (5)
طبّق ذلك فينا (الذين رفعنا لواء الإسلام)..
ستجد أن من المفترض أن :
نعرف ملكاتنا وحدود ما لدينا من طاقات ومعارف.. حتى نسلك الطريق الدعوي الذي يتناسب وما لدينا من مؤهّلات (1)
نعرف من نخاطب...والجذور الأيديولوجيّة له... وهذا يحتاج إلى نوع من الممارسة خصوصا أن قناع (الأسماء الوهميّة) قد يبدي لنا ما هو خلاف الحقيقة...وهذا يحدّد ما (يفيد) كلّ مدعوّ من (المادة الدعوية) (2)
يعرف ما هي المواطن التي يجد فيها صدى أكبر لكلامه...ففرق بين حديث (ماسنجريّ) ورسالة بريديّة ترسل لألف شخص (3)
يعرف التفاوت بين طبائع الناس المخاطبين...فمن خلال الاستقراء نعرف -مثلا- أن الملحد البريطاني....أقل جدوى وأصعب حديثا...من النصراني الفلبيني...لذلك قد تجد داعية متخصصا في دعوة الفئة الثانية قد تجاوب معه العشرات...بينما لم ينجح من خاطب الفئة الأولى...سوى مع نزر يسير منهم (4)
يحرص على عدم الانقطاع عن تعلّم العلم الشرعي المؤصّل...ولا أعني بذلك المقالات المنثورة في فضاء المنتديات -على فائدتها-...بل أعني العلم المؤصّل الممنهج...الذي يثمر في القلب خشية وفي الجسد عملاً (5)
تلك عشرة كاملة...لو تأمّلناها...لتغيّر واقعنا الدعوي...ولما ضاعت الكثير من الجهود في غير موضعها...