المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشاهير النساء العُزَّاب



أبو المظفر السناري
02-01-2012, 11:36 PM
مشاهير النساء العُزَّاب
( ... لِيعْلم الواقف على كتابنا هذا أننا إنما جمعناه على سبيل التَّنَدُّر بذِكْر النوادر والمُلَح والاستظراف لغرائب الأخبار التي بَدَت لنا من فوائد المطالعة، ولم نجْمَعه على وجْه الاهتمام والرغبة في رواج «العُزُوبة» بين المسلمين، أو «الرهْبنة» بين طوائف الموحِّدين، لأنه لا يرتاب عاقل في كون الزواج هو سُنَّة الله التي فطر الناس عليها، وأنه السبيل الشرعي الوحيد لبقاء النوع الإنساني.
ومعلوم أنه «لا رهبانية في الإسلام»، وأن التبتُّل والانقطاع والعزوف عن النكاح ليس من سنة المسلمين في شيء، بل قد نهانا الشرع عن ذلك وحثَّنا على التزويج، وأخبرنا أنه من سنن الهدى، وجادَّة الإسلام.
والأصل فيمن نذكرهن من النِّسْوَة المسلمات المشهورات بالعلم والفقه أنهن ما ترَكْنَ الزواج رغبةً عنه، ولا انقطاعًا للعلم والمعرفة دُونَه، ولا تفضيلا منهن لــ «العُزُوبة» على التزويج! بل قد يكون لهن من صُنُوف الأعذار ما يدفع عنهن المَلام.
أمَّا غير المُسْلِمات في هذا الكتاب فإن «الرَّهْبَنة» شائعة في دياناتهن، فلا تثريب عليهن في ذلك! فلهنَّ دينهن ولنا ديننا .... ).
------------------------
هذا الكلام هو كلمتنا على ظهر غلاف كتابنا الجديد: ( مشاهير النساء العُزَّاب ) عمدتُ فيه إلى انتخاب جملة من شهيرات النسوة العَزَبات ممن انقطعتْ دونهن السبل إلى الزواج لأسباب متفاوتة.
وقد رتبته على قسمين.
الأول: خصصته للنساء المُسْلِمات والعربِيات. وعِدَّتهن (27) سبعة وعشرون امرأة.
والثاني: جعلته للنساء الغربيات والأجنبيات. وعِدَّتهن (13) ثلاثة عشرة امرأة.
وسأذكر هنا القسم الأول بأكمله مع منتخبات من مقدمة الكتاب؛ هدية مني إلى ناظرٍ لم يطْلُبْها، ومَهْرًا لِعرُوس حاضرة لمن شاء أن يَخْطُبها.
فدونكم موضوعًا قد مزجْتُه بصافي الأفكار فعذَبتْ مشاربُه وحسُنتْ آدابُه، ورشَفْتُ في ترصيفه سُلاف التحرير فتَلَى لِسانُ مُتذَوِّقِه: هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ.

عبدالرحمن الحنبلي
02-03-2012, 01:57 PM
رواج «العُزُوبة» بين المسلمين، أو «الرهْبنة

المجتمع اغلبه اصبح مترهبنا بسبب غلاء المهور وايجارات السكن وغلاء المعيشه ...لذلك اعتقد انك سوف تجد قصصا كثيره ونماذج كثيره بل حتى في وقتنا الحاضر (ابتسامه)

مشرف 10
02-03-2012, 03:34 PM
موضوع جميل جداً ونرجو من الشيخ أبو المظفر أن يقوم بإكماله إن شاء الله ...

أبو المظفر السناري
02-04-2012, 06:57 AM
موضوع جميل جداً ونرجو من الشيخ أبو المظفر أن يقوم بإكماله إن شاء الله ...

على الرُّحْب والسَّعَة أيها الفاضل. وإن كانت النفس تضطرم ألمًا على تلك الأحداث الجارية الآن في مصر والشام. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

أبو المظفر السناري
02-04-2012, 07:03 AM
منتخبات من مقدمة الكتاب
إهداء
إلى الباحثين عن العلم والمعرفة في كل مكان، والناشدين للحكمة والفائدة في كل وقت وزمان.
وإلى الغائصين في أعماق بحار الآداب لاستخلاص جواهر المعارف، والناهلين من أنهار التاريخ للوقوف على العِبْرَة والتذكرة.
وإلى صاحبنا الباحث الفاضل: د/عبد الباقي السيد عبد الهادي.
وإلى كل فاضل وفاضلة، وطالب علْم وطالبة.....
أهدي هذا الكتاب.

أبو المظفر السِّنَّاري

أبو المظفر السناري
02-04-2012, 07:10 AM
منتخبات من مقدمة الكتاب
الحمد لله كما يُحِبُّ أن يُحْمَد، والصلاة والسلام على النبي مُحَمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّمَ مِنَ اليوم إلى الأبَد. وبعد:
فهذا كتاب لم يسألني أحدٌ تأليفُه، ولا حمَّلْتُ النفْسَ في جمْعِه ما لا تُطيقُه. ولكني رجل مُغْرَمٌ بمطالعة كتب التواريخ والتراجم والمناقب والأخبار الذاتية في التراث العربي خاصة، وفي التراث الإنساني عامة.
فكان يمرُّ بي في تلك الكتب جماعة من المشاهير من العلماء والأدباء والمفكرين والشعراء والمؤرخين والفقهاء وأصحاب العلوم التجريبية كالطِّبِّ والفَلَك والهندسة والرياضيات وغيرها، كلهم لم يتزوج أو مات عَزَبًا. فكنت ربما جمعْتُ أسماء بعضهم في مَضْبَطةٍ عندي من باب تدوين الفوائد.
وقد كنتُ وقفت على كتاب بعنوان: «العلماء العُزَّاب الذين آثروا العلم على الزواج»(1). فإذا هو فريد في بابه، مفيد لمن نظر في فصوله وأبوابه.
ثم وقفتُ على كتاب آخر: بعنوان: «العُزَّاب»(2). فإذا هو قد حَوَى الغاية، وزاد على الذي قبله حتى يكاد يبلغ النهاية.
لكنَّ مادة كلا الكتابين تكاد تكون مقصورة على العُزَّاب من الرجال فقط، فليس فيهما من النساء إلا اثنتين أو ثلاث لمن أراد الإحاطة بالعدد!
ثم الكتابان مَقْصُوران على العُزَّاب في التراث الإسلام خاصة، لا سِيَّما العلماء الشَّرْعِيين منهم أيضًا.
فقَوِيَ العزمُ عندي على الشروع في تأليف كتابٍ يشمل الكتابيْن السابقيْن مع زيادات كثيرة عليهما، تتعلق بإدراج كثير من مشاهير علماء الغرْب في علوم الكيمياء والطبيعة والفلك والنجوم والهندسة والفلسفة وغير ذلك من المعارف، وأيضًا: الملوك والأمراء والوزراء وقادة الجيوش وأصحاب مقاليد الأمور في الحرب والسلام. ولا أزال أجمع في مادة هذا الكتاب حتى الآن.
ثم راودني خاطر لطيف، وهو إفراد مشاهير النساء العُزَّاب(3) بكتاب، وعرضتُ هذا الخاطر على الأستاذ الكريم «وليد ناصيف» صاحب «دار الكتاب العربي» فأعجبتْه الفكرة، فامتزج إعجابُه بسوابق خاطري، فكان هذا الكتاب اللطيف.

أبو الـمظفَّر:
سعيد بن محمد السِّنَّاري.

------ الحاشية --------
(1) هو للشيخ البحاثة العلامة عبد الفتاح أبو غُدَّة الحلبي، والكتاب من إصدار «مكتب المطبوعات الإسلامية/بيروت». وكانت طبعته الأولى ( عام 1402هـ - 1982م ).
وهو كتاب فريد في بابه، لكنه يحتاج إلى تحرير وتقويم. فضلا عما فيه من الإعواز.
(2) هو للشيخ البحاثة المحقق بكر بن عبد الله أبو زيد القضاعي، وكتابه مطبوع ضمن مجموع بعنوان: «النظائر» وهو من إصدارات «دار العاصمة/المملكة العربية السعودية».
وهذا الكتاب جمع فأوعى، مع التحرير والتحقيق والتدقيق، كعادة مؤلفه في سائر تواليفه، وقد عقد فيه فصلا خاصًا لانتقاد كتاب سابقه «أبو غدة» فأجاد وبلغ المراد.
(3) يقال: نساء «عُزَّاب» و«عزَبات»، و«أعْزاب»، وامرأة «عزْباء» و«عَزَبة»، ولا يقال: «عزْبة» بسكون الزاي، فهذا من أخطاء العامَّة، والمرأة العزَبة هي التي لا زوج لها. ويقال: رجل «عازب» و«عزَب» ورجال «عُزَّاب» و«أعزاب». والرجل العزَب هو الذي ليس له زوجة. راجع: «تهذيب اللغة» [2/ 88]، للأزهري، و«القاموس المحيط» [ص/ 650] للفيروزبآدي.

أبو المظفر السناري
02-04-2012, 08:40 AM
منتخبات من مقدمة الكتاب
أولا: لِيعْلم الواقف على كتابنا هذا أننا إنما جمعناه على سبيل التَّنَدُّر بذِكْر النوادر والمُلَح والاستظراف لغرائب الأخبار التي بَدَت لنا من فوائد المطالعة، ولم نجْمَعه على وجْه الاهتمام والرغبة في رواج «العُزُوبة» بين المسلمين، أو «الرهْبنة» بين طوائف الموحِّدين، لأنه لا يرتاب عاقل في كون الزواج هو سُنَّة الله التي فطر الناس عليها، وأنه السبيل الشرعي الوحيد لبقاء النوع الإنساني.
ومعلوم أنه «لا رهبانية في الإسلام»، وأن التبتُّل والانقطاع والعزوف عن النكاح ليس من سنة المسلمين في شيء، بل قد نهانا الشرع عن ذلك وحثَّنا على التزويج، وأخبرنا أنه من سنن الهدى، وجادَّة الإسلام.
وقد قال الإمام أحمد بن حنبل: « ليس العزوبة من أمر الإسلام في شيء، النبي-صلى الله عليه وسلم- تزوج أربع عشرة، ومات عن تِسْع ... ولو ترك الناسُ النكاحَ لم يكنْ غزْوٌ، ولا حَج، ولا كذا، ولا كذا(1)، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُصْبِح وما عندهم شيء(2)، ومات عن تسع(3)، وكان يختار النكاح ويحثًّ عليه، ونهى عن التبتُّل( 4)، فمن رغب عن سنة النبي-صلى الله عليه وسلم- فهو على غير الحق» (5).
والأصل فيمن نذكرهن من النِّسْوَة المسلمات المشهورات بالعلم والفقه أنهن ما ترَكْنَ الزواج رغبةً عنه، ولا انقطاعًا للعلم والمعرفة دُونَه، ولا تفضيلا منهن لــ «العُزُوبة» على التزويج! بل قد يكون لهن من صُنُوف الأعذار ما يدفع عنهن المَلام.
ومعلوم أن الأسباب متكاثرة، والعوارض متواردة:
1- فقد يكون بعضهن لم تجد الزوج المناسب.
2- أو يكون قد أصابها مرضٌ يحول بينها وبين الزواج.
3- أو تكون قد ماتت في أوْج شبابها.
4- أو لم يطْلُبْها الخُطَّاب للزواج.
5- أو أن ولِيَّها كان يتعنَّت في تزويجها.
6- أو أنها كانت تتعزَّز وتَتدَلَّلُ على طالِبِيها حتى فاتها القِطار!
7- وقد يكون المانع لهن من الزواج غير شيء مما يعرض للناس في سائر الأزمان!
وفي أمثالنا الشعبية السائرة: «خطبوها فتعزَّزَتْ»، وفيها أيضَا: «مِنْ كَثْرَةِ خُطَّابِها بارَتْ». وغير ذلك.
أمَّا غير المُسْلِمات في هذا الكتاب فإن «الرَّهْبَنة» شائعة في دياناتهن، فلا تثريب عليهن في ذلك. فلهنَّ دينهن ولنا ديننا.

-------- حاشية ----------
(1) يعني: لو عزَف المسلمون عن النكاح لانقطع نسلهم، وتعطَّل الحج والجهاد في سبيل الله، وغير ذلك.
(2) يعني: طعام وشراب.
(3) يعني: تسع نساء، فلم تمنعْه قلة ذات يده --صلى الله عليه وسلم- عن سُنَّة الزواج.
(4) التبتُّل: هو الانقطاع والتفرغ للعبادة، وترْكُ النكاح ولذَّات الحياة!
(5) نقله عنه ابن القيم في «روضة المُحِبِّين» [ص/214-215].

نور الدين الدمشقي
02-04-2012, 07:07 PM
عودا حميدا شيخنا> افتقدنا كتابتك الادبية>
هل يمكننا تحميل الكتاب بعد?

أبو المظفر السناري
02-04-2012, 11:30 PM
عودا حميدا شيخنا> افتقدنا كتابتك الادبية>
هل يمكننا تحميل الكتاب بعد?
بارك الله فيكم.
والكتاب حديث العهد بالصدور. وحسبك ما أضعه منه في هذا الموضوع.

أبو المظفر السناري
02-04-2012, 11:41 PM
منتخبات من مقدمة الكتاب
وإذا تأملنا فلسفة النساء العازفات عن الزواج اللائي أوردنا سِيَرهن فسنجد أن:
1– هناك من لم تتزوج قط لغيرتها بأن تكون ضجيعة لأحد من الرجال! مثل الملكة الهندية: «زِيب النساء» لأنها كانت شاعرةً تسحرُ الألبابَ وتفْلقُ القلوبَ، ولا تضاهيها امرأةٌ في الهند في جودة القريحة، وسلامة الفكرة، ولطافة الطبع.
2 – وهناك من كانت عازمة على الزواج؛ فأصبتها مصيبة جعلتْها تترك الزواج إلى الأبد!
مثل الأديبة السورية «ماري عجمي» كان في حياتها قصة حب كبيرة بينها وبين شاب يُسمَّى: «باترو باولي» لكنه قُتِل مع جماعة من الشباب الثائر في حادثة شهيرة في (6 مايو عام 1916م) فأخلَصتْ ماري لذكراه حتى وفاتها.
3 – وهناك من عزفتْ عن الزواج حتى لا تقع في أسْرِ أحدٍ من الرجال يأمرها وينهاها! فهذه «جميلة بنت ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان صاحب الموصل»: إحدى شهيرات النساء في الكرم والعقل والجمال. لم تتزوج أنَفَةْ من أن يتحكَّم بها الزوج.
4 – وهناك من تركت النكاح لكونها تزوجت بالعلم والمعرفة! ورأت فيهما الزوج الصالح! فلم تكن بحاجة إلى زوج من طرازٍ آخر!
فهذه العالمة النووية الشهيرة «سميرة موسى» كانت تقول: «أنا تزوجتُ العلم، ولا يُوجَد رجلٌ ينافِس العِلْم»!
5 – وهناك من كانت ترى الزواج نوعًا من القذارة (1) التي ينبغي عليها التنظُّف منها!
فهذه الكاتبة المعروفة «نبويَّة موسى» كانت -على حد تعبيرها- تكره الزواج وتعتبره قذارة، ولذلك رفضت الزواج وانصرفت عن حياتها الخاصة إلى العمل العام.
6 – وهناك من كانت تكره الزواج لكونه زواجًا! وتراه امتهانًا في حق المرأة! وكانت ترضى لنفسها الذل على تكون في عصمة رجل!
فهذه الملكة «إليزابيث الأولى» كانت دائمًا تقول: «.. إنني أُفَضِّل أنْ أتسوَّل بلا زواج على أن أكون مَلِكة متزوجة»!
7- يقول الحكيم والمُعلِّم الرٌّوحي الهندي الشهير «أوشو» (1931م- 1990م): «أعرف امرأة لم تتزوج قط، وعندما كانت تُحتضر , سألها صديق: «لماذا لم تتزوجي رغم أنك جميلة جدا؟» فأجابتْه: ولماذا أتزوج؟ إذا كانت الغاية أن أُدرِّبَ مخلوقًا ما, فقد كان لي «كلب» أُدَرِّبُه كل يوم, لكنه لم يتعلم شيئا! أُدَرِّبُه يوميا, لكنه دائما يعود إلى البيت في وقت متأخر من الليل.
وعندي بَبَّغاء يقول لي كل ما يفترض أن يقوله الزوج لزوجته! في الصباح يقول لي: «هاي حبيبتي!» ولَدَيَّ خادم يسرِق ويكذب باستمرار.
فما هي حاجتي إلى زوج؟؟ لا ينقصني أي شيء. أهذه فقط هي الحاجة إلى الزوج؟»(2).
8- وهناك من كانت تشترط عدم الزواج لمن تقرأ عليها! فقد جاء في ترجمة الشيخة الحافظة «أم السَّعْد»(3)، أنها بعد أن أتمَّتْ حفظ القرآن الكريم في الخامسة عشرة من عمرها، ذهبت إلى الشيخة «نفيسة بنت أبي العلا» -شيخة أهل زمانها كما تُوصَف- لتطلب منها تَعلُّم القراءات العشْر، فاشترطت عليها شرطًا عجيبًا وهو: ألا تتزوج أبدًا، فقد كانت ترفض بشدة تعليم البنات؛ لأنهن يتزوَّجْن وينشغلن فيهملن القرآن الكريم(4).
والأعجب من الشرط أن «أم السعد» قبِلَتْ شرط شيختها التي كانت معروفة بصرامتها وقسوتها على السيدات، ككل اللواتي لا يصلحن -في رأيها- لهذه المهمة الشريفة!
ومما شجَّعها على ذلك أن «نفيسة» نفسها لم تتزوج رغم كثرة من طلبوها للزواج من الأكابر، وماتت وهي بِكْر في الثمانين، انقطاعًا للقرآن الكريم!.
تقول أم السعد: المفاجأة أنني تزوجت، ولتسامِحْني شيختي! لم أستطع الوفاء بالوعد الذي قطعْتُه لشيختي «نفيسة» بعدم الزواج!(5)
9- وهناك من كملتْ محاسنُها ولم تتزوج! فقد جاء في كتاب: «نَفْح الطِّيب» كان في الأندلس شاعرة من اليهود يُقال لها «قسمونة بنت إسماعيل اليهودي» وكان أبوها شاعرًا واعتنَى بتأديبها .....
نظرتْ «قسمونة» في المرآة يومًا فرأتْ جمالها وقد بلغت أوان التزويج ولم تتزوج! فتنهَّدَتْ وقالت:

أرى رَوْضة قد حانَ منها قِطَافُها *** ولستُ أرى جانٍ يَمدُّ لها يَدا
فوا أسفَا يمضِي الشباب مُضَيَّعَا *** ويَبْقَى الذي ما إنْ أُسَمِّيه مُفْرَدا
فسمعها أبوها فنظر في تزويجها (6).
-------- حاشية ----------
(1) وهذا من انتكاس الفِطرة، كما سنوضِّحه في ترجمة «نبوية موسى».
(2) نقلا عن مقال «Marriage should be exceeded » للمُعلِّم الهندي المشهور: «أوشو» منشور على شبكة المعلومات الدولية.
(3) هي أشهر حافظة ومُحَفِّظة للقرآن بالقرآءت العشر في العصر الحديث. وقد قمنا بالتعريف بها في ترجمة شيختها «نفيسة بنت أبو العلا» كما سيأتي.
(4) لعلها تقصد نوعًا خاصًا من النساء كانت تراهنَّ لا يصلحن لذلك! كما سيأتي في ترجمتها.
(5) قد قمنا بتوثيق هذه الفائدة في ترجمة الشيخة «نفيسة». فانظرها هناك.
(6) انظر: «نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب» [3/ 530]، للمقري.

أبو المظفر السناري
02-04-2012, 11:51 PM
منتخبات من مقدمة الكتاب
ثانيًا: لم نقصد الاستيعاب في هذا المقصد، ولا المقاربة أيضًا، وإنما انتقينا وانتخبنا جملة من المشهورات من العُزَّاب من النساء وقع عليهن الغرض فقط (1).
وقد اشترطنا أن لا نذكر من المشهورات من الأحياء أحدًا وإن كانت لا تزال عذراء! لكوننا لا نعلم بماذا ينتهي حالها؟ فربما تلحق قطارَ الزواج وإن كان متأخرًا.
ثالثًا: اعتمادُنا في الكشف عن «عُزُوبة» اللاتي نذكرهنَّ في هذا الكتاب، إنما كان بما ظهر لنا منهن في عموم أحوالهن، وقاله عنهن الذين ترجموا لهن بعد وفاتهن مِنْ عدم زواجهن.
ولا يعني هذا أن لا يكون بعضهن قد تزوجْن سرًا! فليس لنا إلا الظاهر من أحوالهن وحسب، أما الباطن فيعلمه علام الغيوب.
وبعض النساء قد اختلف المؤرخون في زواجها من عدمه، فمتى ترجَّح لنا زواجها فإنا لا نذكرها في هذا الكتاب، ومتى ترجح لنا عدم زواجها فهي على شرطنا في هذا الكتاب.
ولستُ أترجم لامرأة إلا بعد التأكد-في الظاهر- من أنها ماتت ولم تتزوج، وذلك يكون بأنْ ينصَّ عليه مَنْ نراه يصلح للاعتماد عليه في هذا الأمر.
ومن نشك في قوله، أو لا نتأكد من صحة كلامه، فإنا لا نعتمد عليه في دعواه.
ولهذا الأمر: فإني لم أذكر في هذا الكتاب مثلا: «رابعة العدوية» تلك الزاهدة المشهورة، مع كوني رأيت بعض الناس يذكر أنها لم تتزوج! لكن لم يصح ذلك عندي، كما لم يثبت لدي أنها تزوجت! فلذلك توقفْتُ في شأنها.
وهكذا فعلتُ في حق طائفة أخرى من النِّسْوة كان حالهنَّ معي كحال رابِعة.
-------- حاشية ----------
(1) نقول هذا إعذارًا حتى لا يظن البعض أننا أغفلنا ذِكْرَ جماعة من النسوة العازبات المعروفات! بل تركناهن عمدا لكوننا لم نقصد الاستيعاب كما ذكرنا

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
02-05-2012, 12:42 AM
ماتع جداً ، تسجيل متابعة حتى النهاية

اخت مسلمة
02-05-2012, 04:48 AM
يسّر الله أمركم ورفعَ قدركم
مُتابعـــــة

ريم 1400
02-05-2012, 09:14 PM
جميل ومتابعين 00 في الجامعة كانت المحاضرة دكتورة في الفيزياء النووية قالت لنا أنها لم تتزوج تفرغن لطلب العلم
وأردفت بعدها قائلة لا تفعلن مثلي 00

أبو المظفر السناري
02-05-2012, 11:38 PM
القسم الأول
نــساء عـربـيـات ومسلمات

أبو المظفر السناري
02-05-2012, 11:43 PM
1-
مريم بنت عمران.
هي العذراء البتول، أم المسيح عليه السلام، الزاهدة العابدة. خادمة عِبَاد الله في بيت المقدس، لُقِّبَتْ بذلك لأن أمها نذرت ما في بطنها لله. وقد اختلف العلماء في نبوتها على قولين...
«هي المحفوظة من الشيطان منذ البدء: «وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم». [سورة آل عمران : 36]
وهي المكرّمة بكرامة الله: «كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقًا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب». [سورة آل عمران : 37] .
- وهي الطاهرة المصطفاة على نساء العالمين: «وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين» . [سورة آل عمران : 42].
وهي القانتة الساجدة الراكعة: «يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين». [سورة آل عمران : 43]
- وهي الصديقة: «ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة». [سورة آل عمران : 75].
- وهي المُبشَّرَة بالمولود العظيم الوجيه: «وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشّرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيهًا في الدنيا والآخرة ومن المقربين». [سورة آل عمران : ].
- وهي آية للعالمين:«وجعلناها وابنها آية للعالمين». [سورة الأنبياء : 91] «وجعلنا ابن مريم وأمه آية» [سورة المؤمنون: 50]
- وهي الصديقة: «وأمه صديقة» .[سورة آل عمران : 75].
- وهي العذراء الطاهرة التي لم تتزوج -قط- ولم يمسسها بشر أبدًا: «.. قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيًا ». [سورة مريم : 20]
- وهي المرفوع ذكرها في القرآن: «واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا». [سورة مريم : 16] .
ولما كان القرآن يُصدِّق بعضه بعضًا، فإن مريم قد ذكرت في القرآن: ذِكرًا حَسنًا.
مرة: طاهرة مطهّرة، بريئة مُبرّأة، مصونة معصومة في حمْلها وولادتها، لم يمسسها بشر. وإنما جعل الله حملها وولادتها معجزة من عنده، وهو الغالب على أمره جل ثناؤه. ولقد رفع الله قدر المرأة -كنوع- برفْع قدر مريم بنت عمران».(1)
نشأتها:
«كان نبي الله زكريا وعمران بن ساهم متزوجين بأختين:
إحداهما: عند زكريا وهي «الْيصابات بنت فاقود أم يحيى.
والأخرى: عند عمران وهي حنة بنت فاقود أم مريم.
وكان قد أمسك عن حنة الولد حتى [يَئِسَتْ] وعجزتْ, وكانوا أهل بيت بمكان، فبينما هي في ظل شجرة إذ نظرت طائرًا يُطْعِمُ فَرْخًا(2) فتحركت عند ذلك شهوتها للولد, ودعت الله تعالى أن يهب لها ولدًا وقد نذرت على نفسها إنْ رزقها الله بولد تتصدق به على البيت المقدس, فيكون من خَدَمَته, ورُهبانه, فتقبل الله دعاءها وحملت بمريم، فحرَّرتْ ما في بطنها.
ولكن لم تعلم ما هو؟ فقالت: رب إني نذرت لك ما في بطني محررا عن الدنيا وأشغالها خالصًا لك وخادمًا لبيتك المقدس.
فقال لها زوجها: ويحك, ماذا صنعت إنْ كان في بطنك أنثى لا تصلح لذلك، فلما أتمت مدة حملها وضعت جارية فقالت: ربي إني وضعتها أنثى ـ والله أعلم بما وضعت ـ وليس الذكر كالأنثى في خدمة بيتك المقدس، وإني سميتها مريم.
صفاتـــها
وكانت مريم أجمل النساء وأفضلهن وأحسنهن, وأنبتها الله نباتًا حسنًا. وكانت أخذتها أمها ولفَّتْها في خِرقة وحملتها إلى المسجد ووضعتْها عند الأحبار، كما نذرتْ على نفسها وقالت لهم: دونكم هذه النذيرة. فتنافس فيها الأحبار وكُلٌّ منهم أراد أخْذَها وقال لهم زكريا - وكان أكبرهم -: أنا أحق بها منكم؛ لأن عندي خالتها.
فقالت له الأحبار: لا نفعل ذلك ولا نسلمها إليك، ولكن نقْترع(3) عليها ومن خرج سهمه أخذها، فاقترعوا فطلعت من سهم زكريا, فأخذها وكفَلها وضمها إلى خالتها أم يحيى، واسترضعتْ منها حتى بلغت مبالغ النساء، وبنى لها محرابًا في المسجد، وجعل بابه مرتفعًا لا يُرْتَقَى إليها إلا بسُلَّم فلا يصعد إليها غيره, وكان يأتيها بطعامها وشرابها في كل يوم، وكان إذا خرج من عندها أغلق بابها فإذا دخل عليها وجد عندها رزقًا -أي فاكهة- فيقول لها: من أين أتى لك هذا؟ فتقول: هو من عند الله.
فلما ضعف زكريا عن حِمْلِها خرج إلى قومه وقال لهم: إني كبرت وضعفت عن حِمْل ابنة عمران فأيكم يكفلها بعدي ويقوم بأداء خدمتها كما كنت أفعل بها؟
فقالوا: لقد جهدنا وأصابنا من الجهد ما ترى فلم نجد من يحملها، فتقارعوا عليها بالسهام فخرجت سهم رجل صالح نَجَّار يقال له: يوسف بن يعقوب بن ناثان، وكان ابن عمها، فتكفل بها وحملها، فقالت له مريم: يا يوسف, أحسن الظن بالله سيرزقنا من حيث لا نحتسب، فجعل يوسف يرزقه الله برزق حسن ويأتي كل يوم لها بما بصلحها من كسْبِه فيدخل إليها زكريا فيرى عندها فضْلا من الرزق، فتقول له: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.
بـِشارَتُها بعيسى عليه السلام
فلما بلغتْ من العمر خمس عشرة سنة وهي إذ ذاك في خدمة البيت المقدس, وكان اعتراهم يوم شديد الحر نفد فيه ماؤها، فأخذت قلتها وانطلقت إلى العيْن التي فيها الماء لتملأها منها.
فلما أنْ أتتْ إلى العين وجدتْ عندها جبريل قد مثَّله الله بشرًا سويًا، فقال لها: يا مريم, إن الله بعثني إليك لأهب لك غلامًا زكيًا. قالت: أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيًا. قال لها: إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلامًا زكيًا. قالت: أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيًا؟ قال: كذلك قال ربك هو على هَيِّنٌ.
فلما قال لها ذلك استسلمت لقضاء الله فنفخ جبريل في جَيْبْ دِرْعِها وكانت وضعتْه إليه.
فلما انصرف عنها لبستْ درعها فحملتْ بعيسى بإذن الله, ثم ملأتْ قُلَّتَها وانصرفت إلى مسجدها, فلما ظهر عليها حمْلها كان أول من أنكر عليها ذلك ابنُ عمها يوسف النجار، واستعظم ذلك الأمر، ولم يدْرِ ماذا يصنع, وكلما أراد أن يتهمها ذكر صلاحها وعبادتها وبراءتها وأنها لم تغب عنه ساعة واحدة، فلما اشتد ذلك عليه وأعياه الأمر كلَّمها وقال لها: إنه قد وقع في نفسي مِنْ أمْرِك شيء، وقد حرصتُ على أن أكتمه فغلبني ذلك ورأيت أن الكلام فيه أشفى لصدري. فقالت له: قل قولًا جميلًا.
قال لها: أخبريني يا مريم هل نبَت زرْع من غير بِذْر؟ قالت: نعم. قال: هل نبتت شجرة من غير غَيْث؟ قالت: نعم. قال: فهل يكون ولد من غير ذكر؟
قالت: نعم, ألم تعلم أن الله عز وجل أنبت الزرع يوم خلقه من غير بذر, والبذر يكون من الزرع الذي أنبته من غير بذر، ألم تعلم أن الله عز وجل أنبت الشجر من غير غيث وبالقدرة جعل الغيث حياة الشجر بعدما خلق كل واحد منهما على حِدَته. أوَ تقول: إن الله لا يقدر أن ينبت شجرًا حتى استعان بالماء, ولولا ذلك لم يقدر على إنباته؟ فقال لها يوسف: نعم, إن الله قادر على كل شيء، وقادر على أن يقول للشيء: كن فيكون. فقالت له مريم: ألم تعلم أن الله خلق آدم وامرأته من غير ذكر ولا أنثى؟ قال: بلى.
فلما قالت له ذلك وقع في نفسه أن الذي بها من أمر الله، وأنه لا يسعه أن يسألها عنه وذلك لِمَا رأى من كتمانها لذلك, ثم تولى خدمة المسجد وكفاها كل عمل كانت تعمل فيه لِمَا رأى من رِقة جسمها واصفرار لونها وضعف قوتها.
فلمَّا ثقل حمْلُها ودنتْ ولادتها خرجت من المسجد على بيت خالتها لتلد فيه.
ولما أقامت في بيت خالتها أوحى الله إليها: إنك إنْ ولدتِ بجهة قومك قتلوك أنت وولدك فاخرجي من عندهم. فأخذها يوسف النجار ابنُ عمها وخرج بها هاربًا وقد حملها على حمار حتى أتى قريبًا من أرض مصر أدركها النِّفاس فألجأها إلى أصْل نخلة، وهي في موضع يقال له بيت لحم. قال: فلما اشتد الأمر بمريم تضرعتْ على ربها وقالت: يا ليتني مِتُّ قبل هذا وكنت نسيًا منسيًا، فنُودِيَتْ أن لا تحزني قد جعل ربك تحتك سَريَّا، وهُزِّي إليك بجذع النخلة تسقط عليك رُطَبًا جنيًا.
فلما ولدت ونزل الغلام من بطنها ناداها وكلمها من تحتها بإذن الله تعالى. وقد أجرى الله لها نهرًا من ماء عذب بارد، ولَمَّا يسر الله لها أسباب ولادتها رجعتْ به إلى قومها وكانت قد غابت عنهم أربعين يومًا، فكلمها عيسى في الطريق فقال: يا أماه أبشري فإني عبد الله, فلما دخلتْ على أهلها ومعها الصبي بكوا وحزنوا وقالوا: يا مريم لقد جئت شيئًا فَرِيًّا، يا أخت هارون ما كان أبوك امْرَأ سُوءٍ وما كانت أمك بَغِيًّا. فمن أين لك هذا الولد؟
فأشارت لهم مريم إلى الصبي أنْ كلِّموه. فغضبوا وقالوا: كيف نكلم من كان في المهد صبيًّا؟ فقال عند ذلك الصبي وهو ابن أربعين يومًا: إني عبد الله آتاني الكتب وجعلني نبيًا، وجعلني مباركًا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمتُ حيًا، وبَرًا بوالدتي ولم يجعلني جبارًا شقيًا، والسلام عليَّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيًا.
لجوئها لـمصر:
فلما شاع خبره بين قومه أراد "هيردوس" ملكهم أن يهِمَّ بقتله، فأخذهما يوسف النجار وهرب إلى مصر, فأقامت مريم بمصر اثنتي عشرة سنة تغزل الكتان وتلتقط السنبل في أثَر الحاصدين إلى أن بلغها أن «هيردوس» الملك قد مات، فرجعت هي وابن عمها يوسف النجار إلى أن أتوا إلى جبل يقال له: الناصرة، فسكنوا فيه إلى أن بلغ ولدها من العمر ثلاثين سنة, ثم خرجوا إلى قومهم. وقيل: إن وفاتها قبل رَفْعِ ولدها عيسى -عليه السلام- بست سنين»(4).
-------- حاشية ----------
(1) نقلا عن مقالة: «العلاقات البَيْنِيَّة بين الأنبياء » للأستاذ عبد الله حسن عيسي. وهي منشورة على شبكة المعلومات الدولية.
(2) فرْخًا: يعني صغيرًا له.
(3) نقْترع: أي نعمل قُرْعة.
(4) نقلا عن « الدر المنثور في طبقات ربات الخدور» [ص/ 494- 496] لزينب بنت فواز العاملي.

أبو المظفر السناري
02-06-2012, 12:17 AM
2
هـيـبـاتـيـــــا
أول عالمة وفيلسوفة مصرية عرفها التاريخ. إنها الفيلسوفة المصرية هيباشيا ابنة ثيون أستاذ الرياضيات فى متحف الإسكندرية، وآخر عظيم من عظمائها سُجِّلَ بلوحة الخالدين.
جاء بدائرة المعارف البريطانية عنها: «فيلسوفة مصرية وعالمة في الرياضيات، ولِدَتْ بالإسكندرية عام (380مـ) وماتت بها في مارس(415مـ) وكانت المرأة الأولى التي لمعت في ميدان الرياضيات والفلسفة، وأول عالمة بها».
حــياتــــــــها:
كانت أظرف شخصية في علوم ذلك العصر، ولمعت كفيلسوفة وعالمة في الرياضيات، وكان والدها ثيون Theon هو آخر من سُجِّلَتْ أسماؤهم في سجل أساتذة متحف الإسكندرية الذي كان إما ملاصقًا لمكتبة الإسكندرية أو بداخلها. وقد كتب شرحا لكتاب Syntaxis لبطليموس أقرّ فيه لما كان لابنته من نصيب في تأليفه.
ويقول سويداس: إن هيباتيا كتبتْ شروحًا لكتاب القوانين الفلكية لبطليموس، وكتاب المخروطات لأپولونيوس البرجي، ولكن مؤلفاتها كلها لم يبق منها شيء.
ثم انتقلت من الرياضيات إلى الفلسفة، وسلكت في بحوثها على هَدْي أفلاطون، وتفوقت على جميع فلاسفة زمانها (على حد قول سقراط الدارس المؤرخ المسيحي).
ولمَّا عُيِّنَتْ أستاذة للفلسفة في متحف الإسكندرية هُرع لسماع محاضراتها عدد كبير من الناس من شتى الأقطار النائية. وهامَ بعض الطلاب بحبها، ولكن يبدو أنها لم تتزوج قط.
وقد بلغ من حبها للفلسفة أنها كانت تقف في الشوارع وتشرح لكل من يسألها النُّقَط الصعبة في كتب أفلاطون أو أرسطو، ويقول سقراط المُؤرخ: «إنه قد بلغ من رباطة جأشها ودماثة أخلاقها الناشِئتين من عقلها المهذَّب المثقَّف: أنها كانت في كثير من الأحيان تقف أمام قُضاة المدينة وحُكَّامها دون أن تفقد - وهي في حضرة الرجال - مسلَكها المتواضع المهيب الذي امتازت به عن غيرها، والذي أكسبها احترام الناس جميعًا وإعجابهم بها.
قتيلة العلم:
لكن هذا الإعجاب لم يكن في واقع الأمر يشمل الناس جميعًا، فما من شك في أن مَسيحييِّ الإسكندرية كانوا يضيقون بها، لأنها لم تكن كافرة فاتنة فحسب، بل كانت إلى ذلك صديقة وَفِيَّة لأرستيز حاكم المدينة الوثني.
وما إنْ حرَّض كيرلس الأول (سيريل) بطريرك الكنيسة القبطية بالإسكندرية - أتباعَه الرهبان على طرد اليهود من الإسكندرية أرسل أرستيز إلى ثيودوسيوس الثاني تقريرًا عن الحادث بعيدًا عن النزاهة بُعْدًا استاء منه كبير الأساقفة ورجاله أشد الاستياء. وقذف بعض الرهبان الحاكم بالحجارة، فأمر بالقبض على زعيم الفتنة وتعذيبه حتى مات (415م).
واتَّهم أنصار كيرلس هيباتيا بأنها صاحبة السلطان الأكبر على أرستيز، وقالوا: إنها هي وحدها التي تحول دون الاتفاق بين الحاكم والبطريق.
مقتلها
وفي ذات يوم من شهر مارس سنة 415م هجم عليها جماعة من المتعصبين يتزعمهم «قارئ» أي كاتب صغير من موظفي سيريل، اسمه پيتر، وأنزلوها من عربتها، وجرُّوها إلى إحدى الكنائس، وجردوها من ملابسها، وأخذوا يرجمونها بقطع القرميد(1) حتى قضوا على حياتها، ثم قطعوا جسمها إِرَبًا، ودفنوا ما بقيَ منها في [مكان] وحشي شنيع. ولم يُعاقَب أحدٌ من المجرمين، واكتفى الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني بأن قيَّد حرية الرهبان في الظهور أمام الجماهير، وبذلك كان انتصار كيرلس انتصارًا كاملا »(2).
وكانت هيباتيا هذه أُولى قِتِيلات الحكمة والفلسفة على مدى العصور والدهور، وصاحبة أبشع موتة لم يَسْبِق لها مثيل ...
-------- حاشية ----------
(1) القِرْميدُ: هو حجارة مصنوعة تنضج بالنار ويُبْنَى بها أو يُغَطَّى بها وجْه البناء. انظر: «تكملة المعاجم العربية» [8/ 250].
(2) نقلا عن «قصة الحضارة» [13/ 284- 286]. تأليف: وِلْ ديورانت.

واسطة العقد
02-06-2012, 08:20 PM
متابعة :)

ريم 1400
02-06-2012, 09:38 PM
متابعة رائع جدا00 سياحة فكرية 00 بارك الله فيكم

$&@$$@@
02-06-2012, 10:41 PM
جزاك الله خيرا
متابعة ...بإذن الله

أبو المظفر السناري
02-07-2012, 12:29 AM
3-أم شَرِيك الدوسية (القرن الهجري الأول)
كانت النساء يَصْبِرْنَ على البلاء ..نعم كُنَّ يصبرِنَ على العذاب الشديد ... والكَيِّ بالحديد وفِراق الزوج والأولاد ...يصْبِرْنَ على ذلك كله حبًا للدين ... وتعظيمًا لرب العالمين ...لا تتنازل إحداهن عن شيء من دينها ... ولا تهتك حجابها ... ولا تُدَنِّس شرفها… ولو كان ثمنُ ذلك حياتها … نساء خالدات ... تعيش إحداهن لقضية واحدة ... كيف تخدم الإسلام ... تبذل للدين مالها ... ووقتها ... بل وروحها ... حمَلْنَ هَمَّ الدين ... وحقَّقْنَ اليقين ...
أسلمتْ مع أول من أسلم في مكة البلد الأمين ... فلما رأتْ تمكُّن الكافرين ... وضعْفَ المؤمنين ...حملتْ همَّ الدعوة إلى الدين ... فَقَوِيَ إيمانُها ... وارتفع شأن ربها عندها ... ثم جعلت تدخل على نساء قريش سِرًا فتدعوهن إلى الإسلام ... وتحذرهن من عبادة الأصنام ...حتى ظهر أمرها لكفار مكة ... فاشتد غضبهم عليها ... ولم تكن قرشية يمنعها قومها.
فأخذها الكفار وقالوا: لولا أن قومك حلفاء لنا لفعلنا بك وفعلنا.. لكنا نُخْرِجُكِ من مكة إلى قومك .. ثم حملوها على بعير .. ولم يجعلوها تحتها رَحْلا ... ولا كساءً ... تعذيبًا لها .
ثم ساروا بها ثلاثة أيام... لا يطعمونها ولا يسقونها.. حتى كادت أن تهلك ظمئًا وجوعًا.
وكانوا من حقدهم عليها... إذا نزلوا منزلا أوثقوها، ثم ألقوها تحت حَرِّ الشمس واستظلوا هم تحت الشجر.
وبينما هم في طريقهم ... نزلوا منزلًا ... وأنزلوها من على البعير ... وأوثقوها في الشمس ...فاسْتَسْقتهم فلم يسقوها.
فبينما هي تتلمَّظ عطشًا ... إذا بشيء بارد على صدرها… فتناولته بيدها فإذا هو دِلْو من ماء.
شربت منه قليلا ... ثم نزع منها فرُفع ... ثم عاد فتناولته فشربت منه ثم رُفع ... ثم عاد فتناولته ثم رُفِعَ مرارًا .
فشربت حتى رويَتْ ... ثم أفاضتْ منه على جسدها وثيابها ... فلما استيقظ الكفار ... وأرادوا الارتحال ... أقبلوا إليها ... فإذا هم بأثر الماء على جسدها وثيابها .
ورأوها في هيئة حسنة ... فعجبوا ... كيف وصلت إلى الماء وهي مُقيَّدة ؟
فقالوا لها : حلَلَتِ قيودَك ... فأخَذْتِ سِقائنا فشَرِبتِ منه ؟
فقالت : لا والله ... ولكنه نزل عليَّ دِلْو من السماء فشربتُ حتى رويتُ ... فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا : لئن كانت صادقة لدِينُها خيرٌ من ديننا ... فتفقدوا قِرَبَهم وأسْقِيَتهم ... فوجدوها كما تركوها ... فأسلموا عند ذلك كلهم ... وأطلقوها من عِقالِها وأحسنوا إليها.
أسلموا كلهم بسبب صبرها وثباتها ... وتأتي أم شريك يوم القيامة وفي صحيفتها رجال ونساء ... أسلموا على يدها» ) (1)
قال الواقدي حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَتْ أُمُّ شَرِيكٍ امْرَأَةً مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَإِنَّهَا وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِرَسُولِ اللَّهِ فَلَمْ يَقْبَلْهَا رَسُولُ اللَّهِ فَلَمْ تَتَزَوَّجْ حَتَّى مَاتَتْ»(2)
وقال الإمام الشعبي في تفسير قوله تعالى: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} [الأحزاب: 51] قَالَ: «كُلُّ نِسَاءٍ وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِلنَّبِيِّ -صلّى الله عليه وسلم- فَدَخَلَ بَعْضَهُنَّ وَأَرْجَأَ بَعْضًا فَلَمْ يَنْكِحْنَ بَعْدَهُ، مِنْهُنَّ أُمُّ شَرِيكٍ»(3)
وقال الإمام عِكْرِمَةَ فِي تفسير قوله تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: 50] ، قَالَ: «هِيَ أُمُّ شَرِيكٍ الدَّوْسِيَّةُ»(4)
ورُوِيَ عن ابن عباس أنه قال: « وقع في قلب أم شريك الإسلام وهي بمكة وهي إحدى نساء قريش ثم إحدى بني عامر بن لؤي، فأسلَمَتْ، ثم جعلت تدخل على نساء قريش سِرًّا فتدعوهن وتُرَغِّبهن في الإسلام، حتى ظهر أمرها لأهل مكة فأخذوها وقالوا لها: لولا قومك لفعلنا بك وفعلنا ولكنا سنردك إليهم.
قالت: فحملوني على بعير ليس تحتي شيء مُوطَّأ ولا غيره، ثم تركوني ثلاثا لا يطعموني ولا يسقوني!
قالت: فما أتت عليَّ ثلاث حتى ما في الأرض شيء أسمعه، فنزلوا منزلا وكانوا إذا نزلوا أوثقوني في الشمس واستظلوا وحبَسوا عني الطعام والشراب حتى يرتحلوا. فبينما أنا كذلك إذ أنا بأثر شيء على بَرْد منه، ثم رُفِعَ ثم عاد فتناولتْه فإذا هو دِلْو ماء فشربتُ منه قليلا ثم نزَع مني ثم عاد فتناولتُه فشربتُ منه قليلا، ثم رُفِع ثم عاد أيضا ثم رُفِع.
فصنع ذلك مرارا حتى رويتُ، ثم أفضت سائره على جسدي وثيابي، فلما استيقظوا فإذا هم بأثَر الماء، ورأوني حسنة الهيئة فقالوا لي: انْحللَتِ فأخذتِ سِقاءنا فشربتِ منه؟ فقلت: لا والله ما فعلتُ ذلك. كان من الأمر كذا وكذا.
فقالوا: لئن كنتِ صادقة فدِينُك خير من ديننا، فنظروا إلى الأسقية فوجدوها كما تركوها، وأسلموا بعد ذلك»(5)
-------- حاشية ----------
(1) نقلا عن مقالة بعنوان: « الصحابية التي شربت من ماء السماء» للشيخ محمد بن عبد الرحمن العريفي. وهي منشورة على شبكة المعلومات الدولية.
(2) انظر: «طبقات ابن سعد» [8/ 154].
(3) انظر: «طبقات ابن سعد» [8/ 154]
(4) انظر: «طبقات ابن سعد» [8/ 154]
(5) أخرجه أبو نعيم في «معرفة الصحابة » [6/رقم/ 7967]، وأبو موسى المديني في «الذيل على معرفة الصحابة» كما في «الإصابة» [8/ 238-239] بإسناد ضعيف إلى ابن عباس به نحوه...
وهذه القصة: لها طرق أخرى لا تخلو من ضعف، مع اختلاف فيها أيضًا. لكن: لا بأس من ذكرها في باب الفضائل.

أبو المظفر السناري
02-07-2012, 12:43 AM
4- خديجة بنت الإمام سحنون
(تُوفـِّـيَت فـي حدود سنة 270 هـ )
خلال فترة ازدهارها العلمي ونبوغ حضارتها أنجبتِ «القيروان» جهابذة من العلماء الفقهاء والشعراء والأدباء بلغوا مراتب سامية وشأْوًا بعيدًا.
هؤلاء الأعلام لم يكونوا من الرجال «الذكور» فحسب بل إن المرأة بلغت علمها وأدبها مراتب عُلْيَا.
ومن بين ما تذكرهن المراجع التاريخية والقصص «خديجة بن الإمام عبد السلام سَحْنون بن سعيد التنُّوخي» (160 هـ ـ 240 هـ)، صاحب «المُدوَّنة» [في مذهب الإمام مالك] ورائد المدرسة المالكية في افريقية والغرب الإسلامي.
اسمها ونسبها
هي العالمة الجليلة السيدة خديجة بنت الإمام عبد السلام سحنون –بفتح السين المهملة وضمها مع سكون الحاء وضم النون– بن سعيد التنّوخي (160هـ – 240هـ)، صاحب «المُدَوَّنة» ورائد المدرسة المالكية في إفريقية والغرب الإسلامي.
صفاتها وشمائلها:
قال عنها الإمام القاضي عياض في كتابه «ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك»:
« كانت خديجة عاقلة عالمة ذات صيانة ودِين، وكان نساء زمانها يستفتيْنَها في مسائل الدين ويقتَدِين بها في معضلات الأمور».
وذلك لِمَا منحها الخالق جلّ ثناؤه من كمال العقل والمدارك العالية.
وكان أبوها يحبّها حبّا شديدا ويستشيرها في مهمّات أموره حتّى أنه لما عُرِضَ عليه القضاء، لم يقبله إلا بعد أخْذِ رأيها.
وكانت في بيت سحنون مكتبة عظيمة تغذَّتْ منها خديجة وأخوها، تحتوي على ما سمعه سحنون في مصر والمدينة من الحديث والمسائل الفقهية، وكان سحنون يتباهى بما دوّنه من كتب وما اقتناه منهما كما يظهر في تراجمه.
ولم تأخذ خديجة من أبيها علمه وفقهه فقط، بل تحلَّتْ أيضًا بأخلاقه وخصاله التي قلما اجتمعت في غيره، كما ذكر القاضي عياض. منها: الورع والكرامة والزهد في الدنيا والملاحة مع رقة القلب وغزارة الدمعة والخشوع الظاهر والتواضع وسلامة الصدر وكرم الأخلاق.
يقول القاضي عياض في «ترتيب المدارك»:
«فسار - يعني الإمام سحنون - حتى دخل على ابنته خديجة، وكانت من خيار الناس، فقال لها اليوم ذبح أبوك بغير سكين». وكذا كان يفعل أخوها محمّد بعد وفاة أبيها.
اتصفت خديجة بالعلم كما ذكر القاضي عياض، وطبيعة أنها استمدَّت معارفها من والدها.
تَرْكُــــها الزواج
قال أبو داود العطار: «أرسلني أبو جعفر أحمد بن لبدة ابن أخي القاضي سحنون لأخطُب له خديجة من أبيها، وكانت من أحسن النساء وأعقلهنّ.
فذكرتُ ذلك لسحنون فقال لي: همَمْتُ بذلك، وسكت، ثم أتاه ابنه محمد فاستشاره ولم يجب الخطبة [يعني لم يوافق] ثم تُوفِّي سحنون فأرسلني ابن لبدة إلى محمد [يعني ابن سحنون] فذكرت ذلك له فقال: كيف أتجاسر على ما لم يصنعه أبي؟ فسكت عنه حتى تُوفِّيَ محمد، فأرسلني إليها فقالت لي: «ما لم يصنع أبي وأخي أنا أصنعه؟ لا أفعل أبدا».
وإنما منع خديجة من الزواج بقريبها العالم: الحياءُ والحِشْمة التي فُطِرَتْ عليها، وكأنها أرادت احترام نيّة والدها وأخيها، ولو أدّى ذلك الانقباض إلى تضحية شبابها والاقتصار على إشغال حياتها بما يرضي الربّ من صلاة وعبادة ونصيحة وإفادة.
ويبدوا أن سحنون وابنه قد رفضا يد أحمد بن لبدة بعد استشارة خديجة، ولم يكن لها الإباء دون موافقتها كما تنص عليه الشريعة الاسلامي، وهما الإمامان الكبيران.
ولعل خديجة كانت مُتبتِّلة مثل رابعة العدوية(1) التي خطبها كثيرون لورعها ونقاها وصباحة وجهها والنور المشع من شخصها، لكنها ردتهم خائبين.
وفــاتــها
ماتت وهي بِكْر في حدود سنـة 270 هـ، ودُفِنتْ حَذْوَ أبيها وأخيها بمقبرتهم المشهورة بهم قُرْبَ فَسْقية «الأغالبة» ومقام الصحابي أبي زمعة البلوي خارج مدينة القيروان(2).
-------- حاشية ----------
(1) لم أذكر «رابعة العدوية » في هذا الكتاب لكوني لم أقف على مصدر أعتمد عليه في كونها لم تتزوج! ولم يصلْنا من أخبارها الموثَّقة إلا القليل من زهدها ووعظها وحسب، ولم أجد فيما صحَّ لي من أخبارها ما يصلح لإدراجها هنا.
وإنما أقول ذلك حتى لا يظن البعض أننا غفَوْنا عن ذكرها وهي على شرطنا.
(2) نقلا عن مقالة: «نساء ملأن الدنيا: خديجة بنت الإمام سحنون رائدة زمانها» للأستاذ ناجح الزغدودي. وهي منشورة في «جريدة الشروق التونسية ». على شبكة المعلومات الدولية.
وكذا عن مقالة: « خديجة بنت الإمام سحنون ». بقلم : الدكتور أحمد الطويلي. وهي منشورة شبكة المعلومات. ويراجع للمزيد: « «شهيرات التونسيات» [ص47] حسن حسني عبد الوهاب، و« ترتيب المدارك وتقريب المسالك» [4/ 222] للقاضي عياض.

ريم 1400
02-07-2012, 10:11 PM
متابعة 00
ام شريك الدوسية 00 قبيلة دوس من اكبر قبائل زهران في جنوب المملكة00

loulou ranim
02-07-2012, 10:19 PM
رائع ..بارك الله فيكم

واسطة العقد
02-07-2012, 10:44 PM
يقول القاضي عياض في «ترتيب المدارك»:
«فسار - يعني الإمام سحنون - حتى دخل على ابنته خديجة، وكانت من خيار الناس، فقال لها اليوم ذبح أبوك بغير سكين»
ما فهمت,
يعني القصد أنها صارت اكثر علم من ابوها؟

ريم 1400
02-07-2012, 10:54 PM
ما فهمت,
يعني القصد أنها صارت اكثر علم من ابوها؟

اظن معناه كأنه وقع مثلا في مشكلة 00

واسطة العقد
02-08-2012, 12:12 AM
وقع بمشكلة انها صارت اعلم منه :\ ؟

أبو المظفر السناري
02-08-2012, 01:26 AM
ما فهمت,
يعني القصد أنها صارت اكثر علم من ابوها؟
لا يلزم هذا، وإنما كان يرجع إليها أبوها لكونه

كان يحبّها حبّا شديدا ويستشيرها في مهمّات أموره حتّى أنه لما عُرِضَ عليه القضاء، لم يقبله إلا بعد أخْذِ رأيها
وسبب ذلك:

أنها لم تكن فقيهة عالمة وحسب، بل كانت معروفة أيضًا: بالورع والكرامة والزهد في الدنيا والملاحة مع رقة القلب وغزارة الدمعة والخشوع الظاهر والتواضع وسلامة الصدر وكرَم الأخلاق.
فابنةٌ كهذه الفتاة كيف لا يرجع إليها مثل سحنون يبتغي عندها الرأي والمشورة؟!
وقد صح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رجع إلى زوجته أم سلمة يبتغي عندها الرأي والمشورة كما وقع في حادثة الحديبية الشهيرة.
ولا يلزم من ذلك أن تكون أم سلمة أعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم أصلا.

ابن عبد البر الصغير
02-08-2012, 01:35 AM
بارك الله في أخينا المظفر على هذه الهدية الماتعة الجليلة، وشكر الله لك اقتطاعك لهذا الجزء من كتابك، زادك الله من فضله ورزقك من خزائنه وجعلك آية من آيات كرمه


ما فهمت,
يعني القصد أنها صارت اكثر علم من ابوها؟

القصد أن الإمام سحنون رحمه الله حين توليته القضاء بأفريقية دخل على ابنته ليخبرها بذلك، وكان إماما ورعا تقيا، والقضاء أمر عظيم جليل شاق، فكان أن قال كلمته تلك، لأنه رأى في هذا المنصب ابتلاءا كبيرا جدا.

أبو المظفر السناري
02-08-2012, 02:00 AM
5-جَمِيلة الحَمْدانية
(000 - 371 هـ = 000 - 981 م)
هي امرأة فاضلة، وسيدة عاقلة، عُرفت بالزهد والعبادة والتعفف، وأفعال البِّرِّ والخيرات.
وكانت آية في الكَرَم والجُود والسخاء. حتى ضرب الناس بها الأمثال في ذلك.
ثم جار عليها الزمان فيمن جار، ودارتْ عليها نوائب الأيام بكئوس المَرَار!
اسمها ونسبها
هي جميلة بنت ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان صاحب الموصل: إحدى شهيرات النساء في الكرم والعقل والجمال. لم تتزوج أنَفَة مِنْ أن يتحكم بها الزوج.
كانت من أزهد الناس وأعبدهم وأجراهم دمعة؛ فكانت تقوم نافلة الليل، وتسمع العظات وتكثر الصدقات. كما قال بعض من ترجمها من المؤرخين(1)
و«كانت جميلة من أشرف نساء زمانها، تُكرِّم العلماء وتُعظِّم الفضلاء»(2)
مآثرها في البِرِّ والسخاء
كانت هذه المرأة في الكرم والجود والسخاء منعدمة النظير، حتى كان يُضْرَب بها المثل في أفعال البر.
فـــ «في سنة ثلاثمائة وست وستين حجَّتْ جميلة بنت ناصر الدولة، وكانت معها أربعمائة مَحْمَل على لون واحد، ولما رأت البيت الحرام نثرتْ عليه عشرة آلاف دينار، وكسَتْ المجاورين بالحرميْن.
وأنفقت أموالا عظيمة، والذي أنفقته في حجها ألف ألف وخمسمائة ألف دينار، وزوَّجَتْ كل عَلَوي وعَلَوية بالحرميْن، وسَقتْ أهل عرفة كلهم السُّوَيْق(3) والسُّكَّر حملتْه معها، وحملت معها البُقول مزروعة في مراكن(4) الخشب، وأعدت للفقراء خمسمائة بعير، تحملهم عليها في الطريق، ولم تُوقِد في الحرم مدة إقامتها إلا بشمْع العنْبر وأعتقت بمكة ثلاثمائة عبد ومائتي جارية، وأغْنَتْ جميع الفقراء المجاورين. »(5)
« وكان معها عشرة آلاف جمل وألف عجول، ويقال: إن الذي أنفقته في هذه الحجة ألف ألف دينار ومائة وخمسون ألف دينار»(6)
نهايتها الـمُفْجِعة
قال أبو منصور الثعالبي:
«خَلَعتْ على طبقات الناس خمسين ألف ثوب، ثم ضرب الدهر ضَرَباته(7)، واستولى عَضُدُ الدولة على أموالها وحصونها وممالك أهل بيتها، حتى أفضتْ بها الحال إلى كلّ قِلّة وذِلّة، وتكشّفت عن فقر مُدْقِع(8).
وقد كان السلطان البويهي عَضُد الدولة خطبها، فامتنعت ترفُّعًا عليه، فحقد عليها، وما زال يعتسَّف بها حتى عَرَّاها وهتكها(9)، ثم ألزمها أنْ تختلف إلى دار القُحَاب (10)، فتتكسَّب ما تؤدّيه في المصادرة(11)، فلما ضاق بها الأمر غَرَّقَتّ نفسها في دِجْلَة(12) فلا قوة إلا بالله»(13) .
وقال الحافظ الذهبي:
« ولقد خطبها السلطان عضد الدولة، فأبَتْ فحنق لذلك، ثم تمكن منها، فأفقرها وعذبها، ثم ألزمها أن تقعد في الحانة لتحصل من الفاحشة ما تُؤدي، فمرَّتْ مع الأعوان، فقذفت نفسها في دجلة، فغرقت، عفا الله عنها»(14).
قلت: لكن ذكر صاحب: « الروضة الفيحاء في تواريخ النساء» أن عضد الدولة هو الذي ألقاها في نهر دجلة حتى لفظت فيه أنفاسها!
وهذا هو الأقرب إلى حالها إن شاء الله، فيبعد على تلك العابدة أن تقتل نفسها بيديها وهي تعلم ما أعدَّه الله لقاتل نفسه!
وكيف تموت منتحرة وهي التي ذكروا عنها أنها كانت من أزهد الناس وأعبدهم وأجْراهم دمعة؛ فكانت تقوم نافلة الليل، وتسمع العِظات وتُكْثِر الصدقات؟!
وقد تألَّمتُ لخاتمة تلك المرأة الشريفة، وما انتهى إليه حالها بعد العزِّ والمَنَعَة والوقار!
فيا سبحان الله، بعد ما كانت فيه تلك الفاضلة من النعيم وألوان اللذات المباحة ينتكس بها الزمان لتعيش مُشرَّدة فقيرة تتسكَّع الطرقات والأزِّقَّة بحثًا عن لقمة تسد بها جوْعتها، ودرهمٍ تؤديه لسيدها؟
أبعد تدَلُّلِها عن الخُطَّاب وراغبي وِصالها من الأشراف والملوك والأمراء يكون عاقبة أمرها أن تَبِيتَ في الحانات ومواخير الفجور بين جماعة من النسوة ممن يأكلن من بَيْع أجسادهن لمن يرغب ويطلب؟
أبعد تَقَلُّبها على الدِّيباج والحرير يكون مصيرها التقلبَ غَرقًا بين أمواج نهر دجلة!؟
غفر الله لها وجزاها بالإحسان إحسانًا، وبالإساءة عفوًا ومغفرة ورضوانًا.
-------- حاشية ----------
(1) انظر: « شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام» [2/ 267].
(2) انظر: « الروضة الفيحاء في تواريخ النساء» [ص/ 193].
(3) السويق: هو طَعَام يُتَّخَذ من مدقوق الْحِنْطَة وَالشعِير، وسُمِّيَ بذلك لانسياقه فِي الْحلْق. انظر: «المعجم الوسيط» [1/465].
(4) المركن: هو وعَاء كانت تُغْسَل فِيهِ الثِّيَاب. جمع مراكن. . انظر: «المعجم الوسيط» [1/371].
(5) نقلا عن « إفادة الأنام بذ كر أخبار بلد الله الحرام» [1/ 635] لعبد الله بن محمد الغازي المكي الحنفي.
(6) نقلا عن «إتحاف الورى بأخبار أم القرى» [2/414-415].
(7) هذا كناية عن تغيُّر أحوال الزمان!
(8) مدقع: يعني شديد.
(9) يعني: أهانها وذلَّها، وألجأها إلى ما فيه هتْكُ ستْرها!
(10) القُحَاب: مفرد قَحْبة، وهي المرأة سيئة السُّمْعة.
(11) يعني: فيما يأمرها بإعطائه له رغمًا عنها.
(12) دِجْلَة: هو النهر المشهور ببغداد.
(13) نقله عنه الذهبي في «تاريخ الإسلام » [8/ 187].
(14) انظر: «سير أعلام النبلاء » [15/ 170].

ابن عبد البر الصغير
02-08-2012, 03:23 AM
بارك الله بكم أيضا تألمتُ لهذه القصة، فقد كانت سليلة أمراء، وأخوها كان أمير الموصل، وقد ذكر الزركلي في موسوعته أنها أُخذت أسيرة إلى عضد الدولة حينما تمكن ابن المفرج أمير طيئ من تعقبهما وقتل أخيها وسباها وأهداها إليه فاحتجزها ونكل بها ثم رماها في النهر . وهذا يتوافق مع ما جاء في الروضة الفيحاء.

mind
02-08-2012, 07:52 PM
أعجبني حقاً ., متابعه.

أبو المظفر السناري
02-08-2012, 10:20 PM
6- عائشة بنت أحمد القُرْطُبِيَّة
(توفيت 400 هـ - 1009 م )
هي الأديبة الأندلسية النابغة، والشاعرة الفصيحة النابهة، كان لها في العلوم والمعارف صولات وجولات، واطلاع ومدارِك غايات. زيادة عن كونها كان شغوفة بالقراءة والمؤانسة بالكتب والأسفار.
وقد أحاطها الخليفة الأندلسي عبد الرحمن الثالث الملقب بالناصر بكل احترام واعترف بسمو مكانتها العلمية، إذ كانت تملك مكتبة خاصة بها مؤلفة من أندر المخطوطات التي نقلت جزءًا كبيرًا منها بخطها. وقد كانت تهدي العديد منها الى مكتبة قرطبة.
صـفاتــــــها
قال عنها ابن حيان المؤرخ الأديب في كتابه « المقتبس»: « لم يكن في جزائر الأندلس في زمانها من يعدلها فهما وعلما، وأدبا، وشعرا، وفصاحة، وعفة وجزالة وحصافة.
وكانت تمدح ملوك زمانها وتخاطبهم فيما يعرض لها من حاجتها، فتبلغ ببيانها حيث لا يبلغه كثير من أدباء وقتها، ولا تُرد شفاعتها.
وكانت حسنة الخط تكتب المصاحف والدفاتر وتجمع الكتب، وتُعْنَى بالعلم، ولها خزانة علم كبيرة حسنة، ولها غنى وثروة تعينها على المروءة. وماتت عذراء لم تُنْكَح قط، ومحاسنها كثيرة »(1).
وقال صاحب «المُغرِب»: «إنها من عجائب زمانها وغرائب أوانها.... »(2).
قلت: فهذه امرأة نبيلة جميلة الشمائل، مرغوب فيها عند عقلاء الرجال، فيا تُرَى أيُّ شيء كان سبب امتناعها عن الزواج!؟
هل لعدم وجود كُفء (الزوج المناسب) أو لزُهْدها في ذلك! أو لانشغالها بالعلم والتعلم! أو لكونها آثرتْ المطالعة في بطون الدفاتر على مطالعة وجوه الخُطَّاب؟
أم أن لذة المعرفة أغْنَتْها عن لذة الزواج والارتباط! أم أن أمرها كما يقول المثل المصري السائر: ( مِنْ كثرة خُطَّابِها بارتْ )!
أم أنها كانت ربما تشكو مرضًا عاقها عما ترغب فيه كل فتاة؟ أو أصابتْها علة لا يتفق معها أن تكون زوجة أو أُمًّا؟
أم أنها كان لها فلسفة في ترك النكاح من جنس فلسفة الملكة زِيب النساء بنت السلطان محيي الدين أورنك زيب! كما سيأتي في ترجمتها!
أم عزفتْ عن ذلك لذلك الأمر الذي أصاب الكاتبة ماري عجمي من بعدها! كما سيأتي في ترجمتها؟
أم أن لها من الأعذار غير ذلك؟ الله أعلم بحقيقة الحال.
-------- حاشية ----------
(1) نقله عنه: ابن بشكوال في « الصلة في تاريخ أئمة الأندلس» [ص/ 654]. والذهبي في «تاريخ الإسلام» [8/ 816] وصاحب: « شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام» [1/ 220]. وغيرهم.
(2) نقله عنه صاحب: « نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب» [4/ 290].

أبو المظفر السناري
02-08-2012, 10:28 PM
7-كـريـمة المـروزيــة
( 365 - 463 هـ = 975 - 1070م )هي الشَّيْخَةُ، العَالِمَةُ، الفَاضِلَةُ، المُسْنِدَةُ، أُمُّ الكِرَامِ كَرِيْمَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَاتِم المَرْوَزِيَّةُ ، المُجَاوِرَةُ بِحَرَمِ اللهِ(1).
وكانت تضبط كتابها، وَإِذَا حدَّثَت قابَلتْ بنسختها، ولها فهم ومعرفة، حدثت «بالصحيح » مرات كثيرة، وكانت بِكْرًا لم تتزوَّج. وطال عمرها، وأقامت بمكّة دهرًا، وحمل عَنْهَا خلْقٌ من المغاربة والمجاورين، وعلا إسنادها(2)
رحلتها والآخذين عنها
رحلت فى طلب العمل مع والدها, وعاشت تحفظ وتروي وتُعلِّم, فروت صحيح البخاري, وإليها انتهى علو إسناده, وكانت تضبط كتابتها, وتقابل نسختها, وعُرفتْ نسختها من نسخ صحيح البخاري بنسخة كريمة « ونسخة كريمة إحدى النسخ المعتمدة لصحيح البخاري».
وقد روى عنها جماعة من أعلام الحديث, على رأسهم الحافظ الخطيب البغدادي، صاحب كتاب تاريخ بغداد، وأبو المحاسن المصري، المؤرخ المعروف، والحافظ السمعاني، المحدِّث والنسّابة المشهور، والحافظ أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي، وغيرهم كثير.
كان لها مجلس بمكة المكرمة تجتمع فيه الطلبة والأفاضل من رجال كل علم وهي تلقي على كل نوع مما يطلبه، فصيحة المأخذ مفهومة المعنى, وكان أكثر ميلها إلى عم الحديث حتى بلغت فيه حدًا لم يبلغه غيرها ولم تتزوج قط وبلغ عمرها 100 سنة, وتوفيت بمكة المكرمة(3).
الفوائد المستفادة من حياتها
تقول الباحثة رقية المحارب: «أم الكرام «كريمة المروزية » امرأة غرقت بطلب العلم والأخلاق العالية، كنتُ أقرأ اسمها مرتبطا بصحيح البخاري «نسخة كريمة» حيث ينقل منها أحيانا ابن حجر- رحمه الله تعالى ـ
كنت لا أتصور أن تكون كريمة هذه امرأة ! حتى شاء الله أن أبحث عنها في نُسَخ البخاري وتراجم رواتها، فوافيتُ في ترجمتها ما أعجبني.
جاورتْ أم الكرام «كريمة بنت احمد المرزوية » المسجد الحرام، ورحلتْ في طلب العلم مع والدها، وعاشت تحفظ وتروي وتُعلِّم، وتتلمذ على يدها كبار الفقهاء في عصرها.
وُصِفَتْ بأنها كانت محدثة فاضلة ذات فهم ونباهة ، بل إليها انتهى علو الإسناد لصحيح البخاري، ولم تُفَرَّط في منهجها، لذا لم تقبل أن ينتسب إليها الخطيب [البغدادي الحافظ المشهور] في روايته للصحيح [يعني صحيح البخاري] دون أن يقابل معها نسختها بنسخته، وذلك بأن تقرأ عليه، ثم يقرأ عليها، وهي في خِدْرها من وراء حِجاب، ولك أن تتصور الجهد الذي بذلتْه في سماعها للخطيب، فقد قرأ عليها في خمسة أيام!
هل تتعجب من أمرها ؟! كيف استطاعت أن تُوفَّ هذا الوقت للعلم ؟..
ينتهي عجبك حين تعلم أنها عاشت قُرْبَ مائة سنة وماتت عام 63 هـ ولم تتزوج .
ذلك النموذج يتكرر في زماننا لنساء لم يُكْتَب لهن الزواج لسبب ما ، ربما لعدم توفر الرجل ذي الدين والخلق ، أو لا تجد رغبة في الزواج ! وتستيقن أنها لو تزوجت لم تقم بالحق المطلوب منها، أو لوقوعها ضحية وليٍّ لا يخاف الله -عز وجل- فيمنعها، ولا تملك وسائل الخلاص بالرغم من محاولاتها أحيانا ! لكنها لم تقف على أعتاب الحسرة ولم تَنْطوِ بِدِثار الندامة لعدم تيسُّر الزواج لها» (4)
-------- حاشية ----------
(1) انظر: « سير أعلام النبلاء » [18/ 233].
(2) انظر: «تاريخ الإسلام » [10/ 223]
(3) نقلا – ببعض التصرُّف - عن « الدر المنثور في طبقات ربات الخدور» [ص/ 494- 496] لزينب بنت فواز العاملي.
(4) نقلا –ببعض التصرُّف- عن مقالة: « أم الكرام: كريمة المروزية» للفاضلة / د . رقية المحارب، وهي منشورة على شبكة المعلومات الدولية. وما بين المعقوفتين فهو من قولنا دون كاتبة المقال.

إلى حب الله
02-09-2012, 01:08 AM
عودا ًحميدا ًأخي ...
وموضوع فريد في بابه ..

وقد طالعت فيه في يومين على سبيل الاسترواح بين الفينة والفينة ..
ومن باب اتقان العمل : ولأن الموضوع يتعلق بكتاب ..
فهناك بعض الملاحظات البسيطات علها تفيد إن لم يكن قد طـُبع الكتاب بعد :

** مريم عليها السلام :

- وهي الصديقة: «وأمه صديقة» .[سورة آل عمران : 75].
تكرار لجملة سبقتها بسطور ..

** خديجة بنت الإمام سحنون :

ومن بين ما تذكرهن المراجع التاريخية والقصص «خديجة بن الإمام عبد السلام سَحْنون
والصواب : بنت ..

** كريمة المروزية :

وكان أكثر ميلها إلى عم الحديث حتى

والصواب : علم ..


وماتت عام 63 هـ ولم تتزوج .
والصواب : 463 هـ

والله الموفق ...

أبو المظفر السناري
02-09-2012, 01:18 AM
عودا ًحميدا ًأخي ...
وموضوع فريد في بابه ..
وقد طالعت فيه في يومين على سبيل الاسترواح بين الفينة والفينة ..
ومن باب اتقان العمل : ولأن الموضوع يتعلق بكتاب ..
فهناك بعض الملاحظات البسيطات علها تفيد إن لم يكن قد طـُبع الكتاب بعد :
** مريم عليها السلام :
تكرار لجملة سبقتها بسطور ..
** خديجة بنت الإمام سحنون :
والصواب : بنت ..
** كريمة المروزية :
والصواب : علم ..
والصواب : 463 هـ
والله الموفق ...
أحسن الله إليكم على تلك الفوائد التي نأمل أن لا تحرمونا منها في كل مرة.
ولا بأس إن جازيناكم ببعضها فنقول:

بعض الملاحظات البسيطات
هنا خطأ لغوي شائع، وهو استعمال لفظ: ( البسيط ) في التعبير عن القِلَّة في الكلام والأشياء!
والصواب أن البسيط هو الواسع والممتد. فيُسْتعاض عن ذلك التعبير بالاختصار والإيجاز والاقتضاب ونحو ذلك. بارك الله فيكم.

إلى حب الله
02-09-2012, 08:25 AM
جزاك الله خيرا ًعلى الملحوظة الطيبة ...

أبو المظفر السناري
02-15-2012, 06:33 PM
8- ولََّادة بنت المستكفي
(توفيت 484 هـ - 1091 م)
عاشت ولادة في الفترة ما بين عامي ( 994- 1091) أي قبل نحو ألف عام، وقد اشتهرت بالشعر وبجزالة الألفاظ والجُرْأة، وكانت عفيفة ذات شَرَف، ولم يُذْكَر عنها الفسوق أو ما شابهه، رغم جرأتها وعاطفتها التي كانت تظهر جلية في شعرها.
وهي من الشاعرات الأندلسيات القلائل اللاتي نظمْنَ الشعر وأجَدْن فيه، وحَفَرْن أسماءهن على صفحة التاريخ.
اتهمها البعض بأنها كانت لَعُوبًا، فقد وصِفَتْ بالحُسْن بالإضافة للجرأة في الحديث وفي نَظْم الشعر، وبعض ما كتَبتْه لا يرقى أن يكون قصائد من حيث عدد الأبيات، لكنه قصيد مكتمل من حيث المعنى.
وأكثر ما ميَّزها مجلسها الشِّعْرِي الذي كان يؤمُّه الشعراء والأدباء والأعيان يتداولون فيه الأمور الأدبية والشعرية ، وكانت معروفة بالكرم وحُسْن المعشر، واحترام الشعر والشعرا،ء وهذا ما دفع بعض الرواة لتناول سيرتها على أنها مثيرة للجدل، حيث كانت تبوح بما لديها بشكل واضح وصارخ» (1) .
قال عنها العلامة الصفدي:
«هي ذات أدبٍ ولُطْفٍ ونادرةٍ وعشرةٍ وبَذْل حِجابٍ لمن يتعشُّقها، تُجالِس الأكابر وتُحاضِر الشعراء، على ما هي فيه من الجمال البارع.
وكان ابن زيدون قد شغفه حُبُّها، وله فيها القصائد الطنانة، وفي الوزير ابن عبدون هذا أنشأ ابن زيدون الرسالة التي جعلها على لسان ولادة لَمَّا بلغه أنه يَهواها، وأوَّلُها: «أما بعد: أيها المُصاب بعقله، المُوَرَّط بِجهْله... » أتى فيها بكل مَثَلٍ وكل غريبة» ( 2).
اسمها ونسبها
هي ولادة بنت المستكفي بالله محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن الناصر لدين الله الأموي، شاعرة وأميرة أندلسية، من بيت الخلافة، فأبوها هو الخليفة المستكفي بالله، محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الناصري الذي تولى الخلافة في قرطبة عام 414هـ وقد كان خليفة ضعيفًا، وقع في عصره قلاقل ومِحَن.
اشتهرت بثقافتها واتصالها بذوي الأدب، ومعظم ما يذكره المؤرخون عنها يتصل بمجلسها الأدبي الذي كان يحضره الكثيرون من أهل الأدب ووجهاء القوم بقرطبة. ويقول عنها ابن بسام في الذخيرة: «وكان مجلسها بقرطبة منتدى لأحرار أهل المصر، وفناؤها ملعبًا لجِياد النظْم والنثْر، يعْشو أهل الأدب إلى ضوء غُرَّتها، ويتهالك أفراد الشعراء والكتاب على حلاوة عشرتها ».
وقد وصفها ابن بسام بكرم أنساب وطهارة أثواب. ولكنه ذكر أن قلة مبالاتها بما يقوله الناس عنها، دفعت الرواة إلى إضافة أشياء إليها لم تقلها ولم تفعلها.
ويُبْدي ابن بسام شكَّه في أنها كانت تقْرِض الشعر، كما يُبْدِي شكه فيما نسبه الرواة إليها من أنها كانت تكتب على عاتِقيْ ثوبها بيتيْن قالتْهما في المُجُون.
غرام الأدباء بها:
ارتبطت سيرة ولادة بالشاعر الأندلسي ابن زيدون، في قصة من أشهر قصص الحب والمعاناة والهجر في الأدب العربي. وقد حكت أشعار ابن زيدون مأساته مع ولادة. ومن أشهر قصائده فيها نونيته التي مطلعها:

أضحى التنائي بديلا عن تدانينا ... وناب عن طِيب لُقْيانا تَجَافينا
وقد نافس الوزيرُ ابنُ عبدوس ابنَ زيدون على قلب ولادة، فهجاه ابن زيدون برسالة ساخرة عُرِفَتْ في تاريخ الرسائل الأدبية باسم "الرسالة الهزَلية"، سخر فيها منه سخرية مريرة. والرسالة مكتوبة على لسان ولادة تصدُّ فيها ابن عبدوس وتتهكم به.
وقد كتب ابن زيدون في الرسالة أشياء لا تتناسب مع ما يصوره شعره في ولادة من العواطف النبيلة. وبدا شخصها في الرسالة لا يحمل تلك السِّمَة المثالية العذْبة والمتسمة بالمهابة التي يُوحي بها شعره فيها، وقد بدت وكأنها غانية يحيط بها العُشاق، وتُفاضِل بينهم حسب ميزاتهم.
وقد حُكِيَ أن ولادة لما اجتازت بالوزير أبي عامر بن عبدوس وهو جالس على باب داره، وأمامه بِرْكة تتولَّد مِنْ مراحِيض وأقذار، وحوله جماعة من أصحابه. فوقفتْ عليه وقالت: يا أبا عامر:

أنت الخَصِيب وهذه مِصْرُ *** فتدفَّقا فَكِلاكُما بَحْرُ! (3)

مِنْ أدَبِها وشِعْرِها
كانت ولادة تحب الشعر، وكانت مع ذلك مشهودة بالصيانة والعفاف، حيث كانت شاعرة وأديبة من شعراء الأندلس، وكانت في قولها حسنة وجزلة الألفاظ، كما كانت تناضل الشعراء، وتُساجل الأدباء وتفوق البرعاة، فكان مجلسها في قرطبة ملعبا بجِياد النظم والنثر .
وقد نُسبَتْ إلى ولادة أبيات شعر في الهجاء المقذع لابن زيدون، مثلما نُسبتْ إليها أبيات في المُجُون. وإن صحت نسبة هذه الأبيات لها، فإنه يبدو محتملًا إلى حد بعيد ما رآه بعض الباحثين من أن إقحام ابن زيدون لها في الرسالة الهزلية، بصورة لا ترضاها لنفسها ربما كان هو السبب وراء هجائها له.
يقول الأستاذ عبد الله بن عفيفي الباجوري في كتابه النفيس «المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها» وهو يشرح حال المرأة في العصور الأولى للأندلس:
«بدأت المرأة الأندلسية في هذا العصر تنكشف وتأخذ فيما أخذ الناس فيه مِنْ لهْو ونعيم، وجاذبت الرجل فنون المرَح، وقالت ما لم يكن يقوله غيره مِنْ تغَزُّل وتَخالُع وتفرُّق وتواصُل، ومناقصة ومماجَنة، ومُناقلة ومُداعبة، ولكن الأخلاق بقيتْ في جملتها مستمسكة في هذا الجيل من النساء.
وأوَّل مَنْ سنَّتْ للنساء سُنَّة الانكشاف والاستخفاف: وَلاّدة بنت المستكفي سليلة بيت المُلْك الأُموي في الأندلس.
وكان أبوها المستكفي بقية ملوك أمية، ولم يُمْهِلْه الزمنُ حتى غُلِبُ على أمْره، وقُتِل، ومِنْ بعدَهَ حَسَرتْ(4 ) ولادةُ حجابَها، واتخذت قصرها مهْبطًا ومنتدى خصيبًا يأوِي إليه كل مُبْدِع مُنقَطِع النظير من الكُتَّاب والشعراء.
ومن هؤلاء: الوزراء والعلماء والقضاة والولاة، فيتجاذبون الأدب، ويتساجلون الشعر، ويتناولون النقد ويتناقلون الحديث، وما كانت ولَّادة بِمُقصِّرة عن السابقين الُمجَلّين مِنْ هؤلاء، بل إنها لتُعَدُّ مِنْ مُبْتكِرات الشعر الأندلسي الحديث.
وكم من الشعراء من يُحْسِن أنْ يقول قولَ ولادة:

ودَّعَ الصبْر مُحبُّ ودَّعَك *** ذائعٌ مِنْ سِرِّه ما استودَعَك
يقرع السِّنَّ على أنْ لم يكن *** زاد في تلك الخُطَى إذْ شَيَّعَك
يا أخا البدر سَنا وسَنا *** حفظه الله زمانًا أطلعك
إنْ يَطُل بعدك ليْلِي فلكم *** بِتُّ أشكو قِصَر الليل معك
بل كم منهم مُن يُحْسِن أن يقول قولَها للوزير الكاتب الشاعر ابن زيدون:

ترقَّب إذا جَنّ الظلام زيارتي *** فإني رأيتُ الليل أكْتَمَ للسِّرِّ
وبي منك ما لو كان بالشمس لم تلُحْ *** وبالبدر لم يطلع، وبالنجم لم يَسْرِ
وعلى رغم ما أقدمت عليه وَلاّدة من هَتْك حِجابِها وتسْنِية أبوابها( 5).
يقول المؤرخون: إنها لم تَنْزَع إلى رِيبَة، أو تنْزَلِق إلى مأثَمة(6)، وأقامت حياتها لم تتزوج، وعُمَّرَت طويلًا، وتوفيت في العام الرابع والثمانين من المائة الخامسة بعد أن بلغتْ الثمانين من العمر.
ولولادة صواحب نشأن على أدبها، وانكشفن على سُنَّتها، وأخذْن في الدُّعابة مثل مأخذها.
ومن هؤلاء: «مُهْجة القرطبية» وكانت أشد اندفاعا في مَجانة الشعر من أُسْتاذتها، وقد حاولنا أن نرى لها شعرًا بريئًا لِنُثْبِتَه فلم نجد، على أن شِعْر ولادة لم يكن في متناول النساء؛ لأن فيه فحولة وجزالة، وهو بشعر الرجال أشبه» (7).
قال السيوطي في « نزهة الجلساء في أشعار النساء» في مَدْح ولادة:
«كانت مشهورة بالصيانة والعفاف، وفيها خلع ابن زيدون عِذَارَه(8)، وله فيها القصائد والمُقطَّعات. وكانت له جارية سوداء بديعة القَوَام، وقد ظهر لولادة من ابن زيدون مَيْلٌ إليها فكتبتْ إليه:

لو كنت تُنْصِف في الهوى ما بيننا *** لم تَهْوَ جاريتي ولم تتَخَيَّرِ
وتركتَ غُصْنًا مُثْمرًا بجماله *** وجنَحْتْ للغصن الذي لم يُثْمِرِ
ولقد علمتَ بأنني بدرُ السماء *** لكنْ وَلعْتُ لشقوتي بالـمُشَترِي(9)
يقول الأستاذ عبد الرحمن البرقوقي في مقالته: « ابن زيدون »: «كانت ولاّدة بنت المستكفي -الخليفة الأموي بالأندلس- أديبة، شاعرة، جزلة القول، حسنة الشعر. تناضل الشعراء وتُساجِل الأدباء. وعُمِّرتْ عمرًا طويلًا ولم تتزوج قط. جاءت على خلاف أبيها في كل أوصافها، فكانت مصداقًا لقوله تعالى: {يخرج الحيّ من الميت} [سورة الأنعام الآية: 95 ].وقد ابْتُذِلَ حِجَابُها بعد نكبة أبيها وقتْلِه، فصارت تجلس للشعراء والكتاب وتعاشرهم وتحاضرهم، ويتعشَّقها الكبراء منهم.
وكانت على خلق جميل، وأدب غضِّ. وكان لابن زيدون معها أخبار تطْرِفُ القلوب، وتشْغِفُ المسامع. لأنه خلع في هواها العُذْرِي عِذَارَه (10). وقد شهد المؤرخون كلهم لها بالعفة والصيانة »( 11).
وفاتها
وقد عُمِّرَتْ عمرًا طويلا، ولم تتزوج، وماتت لليلتين خلتا من صفر سنة ثمانين، وقيل أربع وثمانين وأربعمائة.
قلتُ: قد حيَّرني أمر هذه الأديبة النابغة في تنكِّبِها عن الزواج مع كثرة الخُطَّاب والمُعْجَبين! أم أن الأمر كما يقول الناس في أمثالهم: ( خطبوها فتعَزَّزَت! ).
نعم: ربما يكون لها بعض تلك الأعذار التي ذكرناها في ترجمة «عائشة بنت أحمد القرطبية ». فانْظرْها هناك- غير مأمور.
-------- حاشية ----------
(1) نقلا عن مقال بعنوان: «بين زمن ولادة بنت المستكفي وزمننا : دعوة للتأمل ». للكاتبة رائدة زقوت. وهو منشور بتاريخ: 8 نيسان. عام 2011م. على «المدَوَّنة الإلكترونية» للأستاذة رائدة زقوت. وما بين قوسين فهو من قولنا.
(2) انظر:«الغيث المسجم شرح لامية العجم» [1/ 786-787] للصلاح الصفدي.
(3) البيت لأبي نُواس الشاعر.
(4) حَسَرتْ: يعني كشفتْ.
(5) تسْنِية أبوابها: يعني فتْحَها وتسهيلها.
(6) يعني لم تقع في الآثام الظاهرة والرِّيَب المكشوفة بمخالطتها الرجال! ولا ريب أن مجرد المخالطة المصحوبة بإهمال الضوابط الشرعية في المعاملة معصية ظاهرة، وإِثْم لا شك فيه. فكيف إذا كان هذا الإهمال لتحقيق الضوابط الشرعية عند مخالطة الرجال قد بلغ ببعضهم أن يتغزَّل في امرأة عن طريق الشعر والنثْر! ولو لم يفهم هذا المُغْرَم العاشق أن محبوبتَه لا تُبادِلْه هذا الشعور ما دعاه ذلك إلى الاسترسال في التعَشٌّق ومطارحة الغرام فيمن يهوَى ويُحِب!
نسأل الله العفو والسلامة والمسامَحة.
(7) انظر: « المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها» [3/ 130-131] لعبد الله بن عفيفي الباجوري (المتوفى: 1364هـ).
(8) خلع عذاره: أي: أَلقَى عنه جِلْبَابَ الحَيَاءِ. وهو مثل يضربُ للشَّابِّ المُنْهَمِكِ في غَيِّه. انظر: « تاج العروس من جواهر القاموس» [12/ 548] للزبيدي.
(9) نقلا عن «الموسوعة العربية العالمية » مادة: «ولد».
(10) خلع عذاره: أي: أَلقَى عنه جِلْبَابَ الحَيَاءِ. وهو مثل يضربُ للشَّابِّ المُنْهَمِكِ في غَيِّه. انظر: « تاج العروس من جواهر القاموس» [12/ 548] للزبيدي.
(11) انظر: «مجلة البيان الأدبية » العدد [رقم/13] لصاحبها عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن سيد بن أحمد البرقوقي الأديب المصري (المتوفى: 1363هـ).

محدقون
04-11-2012, 04:29 AM
وقد كان السلطان البويهي عَضُد الدولة خطبها، فامتنعت ترفُّعًا عليه، فحقد عليها، وما زال يعتسَّف بها حتى عَرَّاها وهتكها(9)، ثم ألزمها أنْ تختلف إلى دار القُحَاب (10)، فتتكسَّب ما تؤدّيه في المصادرة(11)، فلما ضاق بها الأمر غَرَّقَتّ نفسها في دِجْلَة(12) فلا قوة إلا بالله»(13) .
هل كانت هذه الدور رسمية و معترف بها تحت الحكم الإسلامي في العراق ؟
تعجبت عند هذه النقطة
رحمها الله

إلى حب الله
04-11-2012, 07:13 PM
هل كانت هذه الدور رسمية و معترف بها تحت الحكم الإسلامي في العراق ؟
تعجبت عند هذه النقطة

أكره أن يستمر هذا القول بلا رد مع غياب الأخ أبي المظفر السناري :
فيظنن ظان ٌسوءا ًبالإسلام وهو لا يعرف مَن هي الدولة البويهية ..!
فأقول باختصار :
الدولة البويهية هي دولة شيعية : ظهر فيها العديد من البدع والمنكرات العقدية والأخلاقية إلخ
وكان يُؤمر فيها بسب أكابر الصحابة من الخلفاء الراشدين الثلاثة على المنابر !!!..
وأنقل من الرابط التالي للدكتور السرجاني عن الدولة البويهية ما لها وما عليها :
http://islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84% D8%A8%D9%88%D9%8A%D9%87%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D 8%B4%D9%8A%D8%B9%D9%8A%D8%A9

ويمكنك معرفة وجهها القبيح من الربع الأخير من الصفحة تحت عنوان :
< الدولة البويهية في عيون المؤرخين > ..
والله الموفق ..
وعذرا ًلأخينا أبي المظفر على التشتيت ..

عبد التواب
11-10-2012, 09:28 AM
جزاك الله خير