المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان قاعدة عامة لا يراعيها كثير من المخالفين.



عبدالله الشهري
02-06-2012, 01:04 AM
(كل فرض أو تقرير يعود على نفسه بالإبطال فهو ساقط).
لذا ينبغي على كافة المتحاورين التحقق من كون التقرير سالماً من هذه المعارضة قبل التصريح به، فإن هذا سيوفر على نفسه وعلى غيره تطويل النقاش بلا فائدة.
أمثلة:
- قول اللاأدري :"الأصل في كافة المعقولات الشك" ، فيقال: تقريرك هذا من جملة المعقولات.
- قول ديفيد هيوم ومن تابعه أن ما يسمى بالسببية والعلوم الضرورية لا حقيقة لها لأن مصدر ثقتنا بها هو خبرتنا البشرية، فيقال له: تقريرك هذا إما أن تجزم أن "سببه" الخبرة، وهذا يبطل أصلك، وإما أن تقول أن "سببه" مصدرٌ خارج الخبرة، وهذا أيضاً باطل عندك لأنك تنكر أي مصدر للمعرفة من خارج الخبرة/التجربة البشرية، وإما ألا يكون له سبب إطلاقاً، فيكون تقريركم الذي قررتموه - وكل ما ستقررونه في المستقبل - ساقط لا معنى له، وإما ألا يكون للسبيية أية وجود لا داخل ولا خارج الخبرة البشرية، وهذا هو عين تقريركم الأول وهذا التصرّف مغالطة معروفة لا تُقدّم ولا تؤخّر [1].
...وهكــذا.


= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
[1] تُعرف هذه المغالطة بــ argument by assertion أي: الاحتجاج بمجرد طرح القضية على أنها صواب - سواء بلسان الحال أو المقال - وتجاهل ما يترتب على تقريرها من تناقضات أو لوازم خاطئة.

أبو عثمان
02-06-2012, 01:22 AM
"من طوّل الغيبات جاب الغنايم"
بارك الله في شيخنا ابا ضياء ونفع به
اساليب المخالفين في الحوار ومغالطتهم المحشوّه فيه عمدتُ على جمعها , لان فيها سيكون الحسم والفصل في كثيراً من المحاور بلا حاجة للغلط والغلط
وقد بثثتُ شيئاً منها قبل عدة ايام هنا في المنتدى ؛ لرأيي بأهميتها وضرورتها
وكتاباتك ستكون خير مموّن وداعم لمثل هذه الابحاث والأوراق
فاشكر لك تركيزك على القضايا التأصيليل الاستدلالية اذ من فوائدها كما تقول :

فإن هذا سيوفر على نفسه وعلى غيره تطويل النقاش بلا فائدة
اسأل الله لك التوفيق والسداد .

أبو القـاسم
02-06-2012, 01:35 AM
بارك الله في قلمك يا شيخ عبد الله ورفع قدرك ,وبخصوص مثالك عن ديفيد هيوم ,فيه لفتة لطيفة من تفطن إليها :تبين أصالة المنهج السلفي ,خلافا لطريقة المتكلمين

عبدالله الشهري
02-06-2012, 06:57 AM
جزاكم الله خيرا وجعلكم مفاتيح خير للناس كافة.

رياض أبو خندج
02-14-2012, 11:23 AM
يا أخي الكريم / تحية طيبة مباركة ..... وبعد : نحن أمة العدل ، وأورد لك هنا مجرد رأي خاص ..
. هذا التفلسف عن ديفيد هيوم ، اعتقد جازما بأن به خطأ في الترجمة ....ولكني سآتيك بالمفهوم حتى تتضح لك الصورة ... يقول : أن لكل شيء سبب ، هو آت من مجرد اعتياد ذهني ... لما رأينا أن أكثر الأشياء المتحركة لا بد لها من محرك .. فإن هذه الخبرة عممت على كل الأشياء ، بحكم العادة الذهنية في التعميم .. ، وليست خبرة مؤصلة في العقل ، فإنسان تحجر عليه في غرفة طيلة حياته ، لن يكتشف أن لكل سبب مسبب بعقله المجرد ، بل سيتصرف تصرفات المجانين لقلة خبرته .. فالعقل هو مجموع خبراته وخبراته مكونة من مشاهداته وتجاربه وملاحظاته .. والعقل لا يدلك بذاته أو بمبدأ فطري مغروس فيه على أن لكل سبب مسبب دون خبرة سابقة ..فلو حضر أناس بدوان ولمس الأول سلك كهربائي فمات ، ثم لمس الآخر نفس السلك فمات ، فهنا تكونت لديهم الخبرة بحكم الملاحظة وترسخت بحكم العادة !! فإذا التزموا بما تمليه عليهم خبرتهم وملاحظتهم وابتعدوا عن ملامسك السلك الكهربائي فسيكونون عقلاء ..
وأما ما يسمى بالعلم الضروري أو الضرورة العقلية ..فأنا أفسرها بمعنى أن هناك أشياء لا بد أن نسلم بها وإلا فقدنا رشدنا ... فمثلا : لكل سبب مسبب نحن مضطرون للتسليم بهذه القاعدة لأننا لم نلحظ ما ينقضها ... ومن يطلق على رأسه رصاصة فسيموت ، وإذا لم نشرب فسنعطش ..إذا لم نسلم بهذه الخبرات التي لدينا فإننا سننتهي إلى الجنون ... فبضاعة العقل كلها خبرات والخبرات مستقاة من التجارب والمشاهدات ، والضرورة العقلية هي إلزام عقلي بإتباع ما تمليه عليه خبراته وملاحظاته وتجاربه فإن لم يلتزم بها فهو فاقد لعقله أو مجنون ..فالقواعد العقلية كلها مبنية على الخبرة ...

أبو القـاسم
02-14-2012, 11:48 AM
الحقيقة : "التفلسف" في كلامك-مع احترامي- ..واعتقادك الجازم :ينم على قلة الخبرة التي أحلت عليها في خلطك عن الضرورة العقلية وزعمك عن السببية, ويكفي أن تعلم أن معرفة الدكتور الشهري حفظه الله بالإنجليزية معرفة خبير بلسان القوم تحدثا وكتابة

عمار سليمان
02-14-2012, 01:25 PM
يا أخي الكريم / تحية طيبة مباركة ..... وبعد : نحن أمة العدل ، وأورد لك هنا مجرد رأي خاص ..
. هذا التفلسف عن ديفيد هيوم ، اعتقد جازما بأن به خطأ في الترجمة ....ولكني سآتيك بالمفهوم حتى تتضح لك الصورة ... يقول : أن لكل شيء سبب ، هو آت من مجرد اعتياد ذهني ... لما رأينا أن أكثر الأشياء المتحركة لا بد لها من محرك .. فإن هذه الخبرة عممت على كل الأشياء ، بحكم العادة الذهنية في التعميم .. ، وليست خبرة مؤصلة في العقل ، فإنسان تحجر عليه في غرفة طيلة حياته ، لن يكتشف أن لكل سبب مسبب بعقله المجرد ، بل سيتصرف تصرفات المجانين لقلة خبرته .. فالعقل هو مجموع خبراته وخبراته مكونة من مشاهداته وتجاربه وملاحظاته .. والعقل لا يدلك بذاته أو بمبدأ فطري مغروس فيه على أن لكل سبب مسبب دون خبرة سابقة ..فلو حضر أناس بدوان ولمس الأول سلك كهربائي فمات ، ثم لمس الآخر نفس السلك فمات ، فهنا تكونت لديهم الخبرة بحكم الملاحظة وترسخت بحكم العادة !! فإذا التزموا بما تمليه عليهم خبرتهم وملاحظتهم وابتعدوا عن ملامسك السلك الكهربائي فسيكونون عقلاء ..
وأما ما يسمى بالعلم الضروري أو الضرورة العقلية ..فأنا أفسرها بمعنى أن هناك أشياء لا بد أن نسلم بها وإلا فقدنا رشدنا ... فمثلا : لكل سبب مسبب نحن مضطرون للتسليم بهذه القاعدة لأننا لم نلحظ ما ينقضها ... ومن يطلق على رأسه رصاصة فسيموت ، وإذا لم نشرب فسنعطش ..إذا لم نسلم بهذه الخبرات التي لدينا فإننا سننتهي إلى الجنون ... فبضاعة العقل كلها خبرات والخبرات مستقاة من التجارب والمشاهدات ، والضرورة العقلية هي إلزام عقلي بإتباع ما تمليه عليه خبراته وملاحظاته وتجاربه فإن لم يلتزم بها فهو فاقد لعقله أو مجنون ..فالقواعد العقلية كلها مبنية على الخبرة ...

هذا الفيديو يقلب كلامك رأس على عقب:
http://www.youtube.com/watch?v=9jN8dk3zPF0

نور الدين الدمشقي
02-14-2012, 06:30 PM
يا أخي الكريم / تحية طيبة مباركة ..... وبعد : نحن أمة العدل ، وأورد لك هنا مجرد رأي خاص ..
. هذا التفلسف عن ديفيد هيوم ، اعتقد جازما بأن به خطأ في الترجمة ....ولكني سآتيك بالمفهوم حتى تتضح لك الصورة ... يقول : أن لكل شيء سبب ، هو آت من مجرد اعتياد ذهني ... لما رأينا أن أكثر الأشياء المتحركة لا بد لها من محرك .. فإن هذه الخبرة عممت على كل الأشياء ، بحكم العادة الذهنية في التعميم .. ، وليست خبرة مؤصلة في العقل ، فإنسان تحجر عليه في غرفة طيلة حياته ، لن يكتشف أن لكل سبب مسبب بعقله المجرد ، بل سيتصرف تصرفات المجانين لقلة خبرته .. فالعقل هو مجموع خبراته وخبراته مكونة من مشاهداته وتجاربه وملاحظاته .. والعقل لا يدلك بذاته أو بمبدأ فطري مغروس فيه على أن لكل سبب مسبب دون خبرة سابقة ..فلو حضر أناس بدوان ولمس الأول سلك كهربائي فمات ، ثم لمس الآخر نفس السلك فمات ، فهنا تكونت لديهم الخبرة بحكم الملاحظة وترسخت بحكم العادة !! فإذا التزموا بما تمليه عليهم خبرتهم وملاحظتهم وابتعدوا عن ملامسك السلك الكهربائي فسيكونون عقلاء ..
وأما ما يسمى بالعلم الضروري أو الضرورة العقلية ..فأنا أفسرها بمعنى أن هناك أشياء لا بد أن نسلم بها وإلا فقدنا رشدنا ... فمثلا : لكل سبب مسبب نحن مضطرون للتسليم بهذه القاعدة لأننا لم نلحظ ما ينقضها ... ومن يطلق على رأسه رصاصة فسيموت ، وإذا لم نشرب فسنعطش ..إذا لم نسلم بهذه الخبرات التي لدينا فإننا سننتهي إلى الجنون ... فبضاعة العقل كلها خبرات والخبرات مستقاة من التجارب والمشاهدات ، والضرورة العقلية هي إلزام عقلي بإتباع ما تمليه عليه خبراته وملاحظاته وتجاربه فإن لم يلتزم بها فهو فاقد لعقله أو مجنون ..فالقواعد العقلية كلها مبنية على الخبرة ...
بل عندما تمس الطفل من خلفه تراه مباشرة يلتفت اليك لاستقراره ان هذا الفعل وراءه من قام به...فيلتفت لينظر الى سببه. السببية اخي الكريم مستقرة بدهية وليست نتاج الخبرة كما اشرت.

عمار سليمان
02-14-2012, 06:35 PM
بل عندما تمس الطفل من خلفه تراه مباشرة يلتفت اليك لاستقراره ان هذا الفعل وراءه من قام به...فيلتفت لينظر الى سببه. السببية اخي الكريم مستقرة بدهية وليست نتاج الخبرة كما اشرت.

سبقتني اجزل الله لك الاجر و الخير بل و الاعظم ضحك الطفل عندما تمازحه و بكائه عندما تألمه فهذه سببيات لا مناص منها ,,,

نور الدين الدمشقي
02-14-2012, 06:57 PM
سبقتني اجزل الله لك الاجر و الخير بل و الاعظم ضحك الطفل عندما تمازحه و بكائه عندما تألمه فهذه سببيات لا مناص منها ,,,
انما السبق الى الفردوس...جعلنا الله من المقربين...وجزاك الله خيرا على المشاركة.

عبدالله الشهري
02-24-2012, 12:34 AM
يا أخي الكريم / تحية طيبة مباركة ..... وبعد : نحن أمة العدل، وأورد لك هنا مجرد رأي خاص ..
. هذا التفلسف عن ديفيد هيوم ، اعتقد جازما بأن به خطأ في الترجمة ....ولكني سآتيك بالمفهوم حتى تتضح لك الصورة ... يقول : أن لكل شيء سبب ، هو آت من مجرد اعتياد ذهني ... لما رأينا أن أكثر الأشياء المتحركة لا بد لها من محرك .. فإن هذه الخبرة عممت على كل الأشياء ، بحكم العادة الذهنية في التعميم .. ، وليست خبرة مؤصلة في العقل ، فإنسان تحجر عليه في غرفة طيلة حياته ، لن يكتشف أن لكل سبب مسبب بعقله المجرد ، بل سيتصرف تصرفات المجانين لقلة خبرته .. فالعقل هو مجموع خبراته وخبراته مكونة من مشاهداته وتجاربه وملاحظاته .. والعقل لا يدلك بذاته أو بمبدأ فطري مغروس فيه على أن لكل سبب مسبب دون خبرة سابقة ..فلو حضر أناس بدوان ولمس الأول سلك كهربائي فمات ، ثم لمس الآخر نفس السلك فمات ، فهنا تكونت لديهم الخبرة بحكم الملاحظة وترسخت بحكم العادة !! فإذا التزموا بما تمليه عليهم خبرتهم وملاحظتهم وابتعدوا عن ملامسك السلك الكهربائي فسيكونون عقلاء ..
وأما ما يسمى بالعلم الضروري أو الضرورة العقلية ..فأنا أفسرها بمعنى أن هناك أشياء لا بد أن نسلم بها وإلا فقدنا رشدنا ... فمثلا : لكل سبب مسبب نحن مضطرون للتسليم بهذه القاعدة لأننا لم نلحظ ما ينقضها ... ومن يطلق على رأسه رصاصة فسيموت ، وإذا لم نشرب فسنعطش ..إذا لم نسلم بهذه الخبرات التي لدينا فإننا سننتهي إلى الجنون ... فبضاعة العقل كلها خبرات والخبرات مستقاة من التجارب والمشاهدات ، والضرورة العقلية هي إلزام عقلي بإتباع ما تمليه عليه خبراته وملاحظاته وتجاربه فإن لم يلتزم بها فهو فاقد لعقله أو مجنون ..فالقواعد العقلية كلها مبنية على الخبرة ...
أحييك أخي رياض وجزاك الله خيرا على هذا الشرح الجميل والتقرير المفيد لرأي هيوم. واشكر إخواني الذين علّقوا تِباعاً عن حسن نية وفهم معاً ولكني أود أن أخالفهم بعض الشيء وأقول أن الأخ رياض قد أحسن العرض والطرح لمذهب هيوم كما صرّح به في مواضع من كتبه. هذا لا غبار عليه. ومع ذلك فالذي يبدو أنه قد فاته وفقه الله أني لا أتحدث عن "منطوق" فلسفته فحسب وإنما عن "مفهومها" أيضاً وما يترتب عليها من لوازم، وهذا شيء أقوله لأني عشت مع أعمال هذا الشكاك أوقاتاً طويلة لدرجة أني لم أعد أجد نفسي أمام أقوال ثابتة ومطّردة لهذا الرجل وإنما قذائف من الشك تأتي من كل مكان لتنسف ما قد بناه تارة أو تعيد بناء ما قد نسفه تارة، وخير مثال على هذا الاتجاه المتقلب هو كتاب الحوارات أو المحاورات الذي نستطيع أن نقول أنه أفرغ فيه ما يعتمل في نفسه من أسئلة وتقريرات وشكوك وأحوال بعضها يمكن أن يلتقي مع بعض وأكثرها جزراً مبددة في محيطات شاسعة لا يربط بينها رابط.

أعيد تقديري وشكري لأخي رياض الذي وضع أولى مشاركاته هنا ولم أره بعد ذلك عسى أن يكون المانع خيرا، كما أرجو أن يجود علينا مستقبلاً بمثل هذه المداخلات المفيدة والإيضاحات الرائقة.

رياض أبو خندج
02-27-2012, 05:13 PM
الحقيقة : "التفلسف" في كلامك-مع احترامي- ..واعتقادك الجازم :ينم على قلة الخبرة التي أحلت عليها في خلطك عن الضرورة العقلية وزعمك عن السببية, ويكفي أن تعلم أن معرفة الدكتور الشهري حفظه الله بالإنجليزية معرفة خبير بلسان القوم تحدثا وكتابة

شكرا لهذا الاستقبال !! الدكتور نقطتين وشرطة ... الشهري ! حفظه الله وأنا أحترمه ، كان له رأي في مداخلتي ... ومداخلتي كانت على رأي مطروح ، ولم أكن لأزيف رأيي لأن حضرته يحمل رخصة علمية أتى بها من وراء البحار ..!!...

رياض أبو خندج
02-27-2012, 05:17 PM
هذا الفيديو يقلب كلامك رأس على عقب:
http://www.youtube.com/watch?v=9jn8dk3zpf0

كتاب ديفيد هيوم ( في الفاهمة البشرية ) عندي ..ورأيي طرحته بكل ادب . والحمد لله أني لم أكن قريب منك لتقلبني أنا على رأسي ... ياه ... لحرية الرأي والرأي الآخر ...!!

رياض أبو خندج
02-27-2012, 05:20 PM
بل عندما تمس الطفل من خلفه تراه مباشرة يلتفت اليك لاستقراره ان هذا الفعل وراءه من قام به...فيلتفت لينظر الى سببه. السببية اخي الكريم مستقرة بدهية وليست نتاج الخبرة كما اشرت.

ـ لي طفل رضيع ... وكزته في جنبه ، فلم يلتفت !! ربما يلتفت بعد أن يصل سنه لأربعة أشهر !! ( هناك حركات إرادية ولا إرادية ) .. وحديثنا ليس بصددها ...

رياض أبو خندج
02-27-2012, 05:26 PM
أحييك أخي رياض وجزاك الله خيرا على هذا الشرح الجميل والتقرير المفيد لرأي هيوم. واشكر إخواني الذين علّقوا تِباعاً عن حسن نية وفهم معاً ولكني أود أن أخالفهم بعض الشيء وأقول أن الأخ رياض قد أحسن العرض والطرح لمذهب هيوم كما صرّح به في مواضع من كتبه. هذا لا غبار عليه. ومع ذلك فالذي يبدو أنه قد فاته وفقه الله أني لا أتحدث عن "منطوق" فلسفته فحسب وإنما عن "مفهومها" أيضاً وما يترتب عليها من لوازم، وهذا شيء أقوله لأني عشت مع أعمال هذا الشكاك أوقاتاً طويلة لدرجة أني لم أعد أجد نفسي أمام أقوال ثابتة ومطّردة لهذا الرجل وإنما قذائف من الشك تأتي من كل مكان لتنسف ما قد بناه تارة أو تعيد بناء ما قد نسفه تارة، وخير مثال على هذا الاتجاه المتقلب هو كتاب الحوارات أو المحاورات الذي نستطيع أن نقول أنه أفرغ فيه ما يعتمل في نفسه من أسئلة وتقريرات وشكوك وأحوال بعضها يمكن أن يلتقي مع بعض وأكثرها جزراً مبددة في محيطات شاسعة لا يربط بينها رابط.

أعيد تقديري وشكري لأخي رياض الذي وضع أولى مشاركاته هنا ولم أره بعد ذلك عسى أن يكون المانع خيرا، كما أرجو أن يجود علينا مستقبلاً بمثل هذه المداخلات المفيدة والإيضاحات الرائقة.

ـ بل أشكرك أنا على اتساع صدرك ... وأبارك لك كثرة المعجبين !! ولكني أنا عزيزي كنت أتحدث ن مفهومه وما يتبعه من لوازم ... وشيء من طرح ديفيد هيوم أوردته متفرقا في مدونتي الخاصة ... يشرفني أن تطلع عليه ... http://kandoog.maktoobblog.com/?s=%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D9%87%D9% 85%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%A 9+

ابو ذر الغفارى
02-27-2012, 05:27 PM
مهلا يا أخ رياض فأنت لم تبين لنا رأيك أنت وليس رأى هيوم؟
فماذا تقول فى السببية بصرف النظر عن طريق تحصيل العلم بها أهو فطرى أم تجريبى
هل هى حق يقينا
أم بها شك ؟

عمار سليمان
02-27-2012, 05:39 PM
كتاب ديفيد هيوم ( في الفاهمة البشرية ) عندي ..ورأيي طرحته بكل ادب . والحمد لله أني لم أكن قريب منك لتقلبني أنا على رأسي ... ياه ... لحرية الرأي والرأي الآخر ...!!

لو فهمت كلامي عل أنه انتقاص أعتذر منك طبعا لكن هنا محاجة يا صديقي المسلم مرحب به كما الملحد فلم احجر عليك رايك بل الامر من باب المحاجة و هذا في النقاش سائغ على كل حال هذه قبلة عل رأسك و لا تزعل منا ,,,,
.......

ابو ذر الغفارى
02-27-2012, 05:43 PM
هذا الذى قرأته فى مدونتك كلام خطير وخطأ يجب تصحيحه
فأنت تقول
(أحكام العقل فيما ليس له به خبرة مباشرة هي أحكام ظنية ، فالحكم العقلي بوجود الخالق هو احتمال راجح في مجال الخبرة الإنسانية أو العقل .. وليس حكما قطعيا أو يقينيا !! أحكام العقل ليست قطعية فيما ليس لها به خبرة تامة … فمثلا : العقول تقول أن النار تحرق الأجسام التي تقترب منها ..لكن لو لاحظت هذه العقول حادثة رمي إبراهيم عليه السلام في النار ، لتغير موقفها ولحكمت بأنه ليس كل نار تحرق الأجسام ، أو ليس كل جسم يحترق بالنار ، ولو تكررت حادثة إبراهيم عليه السلام عدة مرات مع عدة أشخاص فإن العقل سيميل إلى تصديق الحادثة التي تتكرر بشكل أكبر …هكذا العقل يحكم بالراجح والمرجوح فقط وليس لديه حكم يقيني قطعي إلا فيما تلامسه الحواس مباشرة في واقعة كاملة مشخصة ( رئيس مجلس الشورى يلقي خطابا ) .. فهنا يكون حكم العقل قطعيا … )
أول الايمان هو انتفاء الشك فالحكم الظنى لا يفيد فى الايمان بل يجب اليقين ثم يتفاوت هذا الايمان فى القلب نقصا وزيادة وان كانت السببية ليست بالطبع الدليل الوحيد على الايمان لكنها دليل يقينى وليس ظنى والمثل الذى ذكرته هو قياس فاسد لأنه لا يدل على وجود شيء بدون سبب ولكن وجود شيء بسبب مختلف عن السبب المعتاد

أبو القـاسم
02-27-2012, 06:05 PM
هذا المنقول في السببية مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة , وموافق لطريقة الأشعرية المتكلمين المضطربة
قال صاحب الجوهرة : ومن يقل بالطبع أو بالعلة *** فذاك كفرٌ عند أهل الملة ! فيزعمون أن الإحراق صار عند الاشتعال لا به ! , وبطلانه معلوم بالكتاب والسنة والعقل والفطرة السوية , والله المستعان

هشام بن الزبير
02-27-2012, 06:59 PM
ومبدأ السببية ليس معلومة قبلية مغروسة في ما يسمى العقل ،..فإنسان تحجر عليه في غرفة منذ صغره ، لن يكتشف أن لكل سبب مسبب بعقله المجرد ، بل سيتصرف تصرفات المجانين لقلة خبرته .. فمجموع الخبرات التي يختزنها الإنسان هي العقل ذاته ، وخبراته هي مجموع مشاهداته وتجاربه وملاحظاته .. ..فلو حضر أناس ليس لهم خبرة بتأثير الكهرباء ولمس أحدهم تيار كهربائي فصعق لن يظنوا في باديء الأمر أن سبب صعقه هو هذه الملامسة لعدم حصول الخبرة لديهم في هذا الشأن ، لكن لو لمس الآخر نفس السلك الذي به التيار فصعق فسيحصلون على الخبرة ،
هل لي أن أسألك أخي رياض: هل موقفك للسببية هو ما ذكرته في الاقتباس أعلاه؟ هل تقول إنها مجرد خبرة تراكمية؟
المثال المذكور يتضمن -فيما أرى- خلطا بين أمرين مختلفين: أولهما إدراك قضية السببية نفسها وهذا ما أرى ألا علاقة له بالخبرة, بل هو بالفعل مغروز في عقل كل آدمي. وثانيهما يتعلق باستكشاف تجليات هذه السببية في الواقع.

عبدالله الشهري
02-27-2012, 10:18 PM
أخي الكريم أبا خندج، اشكر لك إحالتي على بعض ما فهمته شخصياً من طرح هيوم، وكلامك في الجملة يعكس فعلاً مذهب هيوم من خلال كتاب "مبحث في الفاهمة البشرية" وقد رأيتك عرضت صورة غلافه وهو نفس الطبعة العربية التي اقتنيتها للأسف وليتني لم اشتريها، ولا أبالغ إذا قلت أنه يحق لي أن أعجب واسأل: كيف استطعت أن تفهم مذهب هيوم بطريقة صحيحة من خلال هذه الترجمة السيئة. مما اضطرني لقراءة أعماله بالإنجليزية والتعليق على ما قرأته بالتفصيل الممل. على أية حال أعود لصلب الموضوع والذي أشعر أن كلامي فيه لم تُفهم حيثياته بما يكفي. عندما قلت أن هيوم يرى أن السببية لا حقيقة لها فهذا باعتبارين:
الأول: باعتبار فهم الآخرين لها، أو قل الفهم السائد لها، والذي يرى أن السببية كعلاقة بين سبب ما ونتيجته هي علاقة حتمية (deterministic) وضرورية (necessary) وهو ما نفاه هيوم، فهو يرى أن هذا في الواقع لا حقيقة له. طبعاً النقاش حول ما إذا كان هذا الإدعاء صحيحاً أم لا هو مسألة أخرى مستقلة، وهي قضية خلافية إلى يومنا هذا. والذي أرجحه شخصياً أن الإيمان بوجود الله - وفق التصور الإسلامي - مؤثر ويجعل العلاقة ضرورية بجعل الله لها كذلك في عالمنا الذي نعيش فيه وإن كان في قدرة الله أن يسلب هذه العلاقة الضرورية فاعليتها في عالم آخر، وهذا الإمكان الأخير هو البوابة التي ولج من خلالها هيوم لأنه أولاً استبعد الإله من معادلة البتّ في هذه مسألة وبدأ بحاكم الخبرة ليُفهم القراء أن أي علم يمكن أن نثق فيه لا بُد أن نبدأ في بناءه وتصديقه بما تفرضه إملاءات الخبرة، وهكذا. ومن المعلوم عند كافة المعنيين بفلسفة هيوم أنه ليس له رأي مستقر حول وجود الإله من عدمه، وطبعاً هذا يؤثر مباشرة في طبيعة الأحكام التي نصدرها على الأشياء من حولنا بما في ذلك تصورنا لحقيقة السببية.
الثاني: باعتبار أن السببية هي أصالة عملية إدراكية وما كان كذلك لا يمكن القطع في حكمنا على السببية ككينونة خارجية، فبهذا الاعتبار لا حقيقة للسببية عنده إلا باعتبار ما تُمليه تلك العملية غير المفهومة في تفاعل الإنطباعات مع الأفكار. طبعاً أيضاً هذه الجزئية ما زالت محل خلاف إلى يومنا هذا وإن كان أكثر فلاسفة العلوم وعلم النفس وكذلك جمعاً من علماء الإسلام يتفقون مع هيوم على هذا الرأي.
بقي تنبيهات ارقمها سريعاً كما يلي:
- هيوم يُفهم من خلال أعماله الأخر مثل "رسالة في الطبيعة البشرية" و "الحوارات" مضمومة إلى "مبحث في الفاهمة البشرية" وليس بالاقتصار على عمل أو كتاب واحد.
- هيوم له أراء تفرّد بها في بداية حياته عن تلك التي جاءت متأخرة لأنه كان موغلاً في الشك في أول الأمر الذي جعل موقفه من السببية متطرفاً جداً - وبالتالي قولي أنه ينكر حقيقة السببية - ثم بعد ذلك أخذ هذا الشك في الخبوت وبدأ "يضبط أعصابه" - كما يُقال - حتى استقر بعد زمن على حالة من الشك أسماها هو "الشك المعتدل" أو "المُلطَّف" (mitigated skepticism)، ومع ذلك لم يسلم من الارتكاس في شيء من جنون الشك القديم بين الفينة والأخرى، مما يفسّر الصعوبة الكبيرة التي يجدها النقّاد اليوم لفهم هيوم على حقيقته.
- تقف فلسفة هيوم حول الخبرة عاجزة عن تفسير مسلمات الهندسة والحساب، وهو بنفسه لم يُفلح في ردّها إلى تراكمات الخبرة من خلال العلاقة بين الانطباعات والأفكار.[1]
- موقف هيوم - أو قل فلسفته عموماً - من وجود الإله يؤثر تأثيراً مباشراً في الطريقة التي انتهجها بخصوص تفسير السببية: هل هي ضرورية أم لا؟ وبأي اعتبار هي غير ضرورية إن رأيناها كذلك؟ وهل هي ضرورية كقضية كلية وليست ضرورية في على مستوى الجزئيات؟ أم هي ليست ضرورية حتى على مستوى القضايا الكلية؟ هل لها حقيقة؟ وما معنى كون الشيء حقيقة أساساً؟ كل هذه أسئلة عميقة أثارها هيوم ولكنه لم يترك جواباً حاسماً، وفي بعضها لم يجب بشيء إطلاقاً، وفي البعض الآخر تردد في الحكم عليها بأي حكم. والذي أراه أن الوحي - بصفته علم يتجاوز مصدره نطاق الخبرة البشرية - هو الذي يحسم هذا كلّه، وهو الخيار الذي صرّح به وارتضاه هيوم في خاتمة كتابه (الحوارات) على لسان الشخصية الافتراضية فايلو (philo)، وأنا أعض بالنواجذ على هذا الاستنتاج، ولذلك كمسلم السببية عندي لها حقيقة خارجية ضرورية تستمد ضرورتها ليس من تلقاء نفسها وإنما بجعل الله لها كذلك في عالم كعالمنا ولها أيضاً حقيقة نفسية أساسها كيفية عمل الإدراك وتولّد المعاني النهائية...هيوم صب جل اهتمامه على الأخيرة وكان له آراء ممتازة ورائعة لم يُسبق إليها على النحو الذي فصّله هو وله تقريرات لم يُوافق عليها وازداد هذا الارتياب تجاه أقواله هذه بعد تطور العلم الطبيعي من حقبته الميكانيكية - حيث تأثر هيوم في معالجته لمسائل عصره - إلى حقبته السيّالة التي نشهدها اليوم.
والله الموفق.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
[1] في هذا قال هيوم:

Propositions of this kind are discoverable by the mere operation of thought, without dependence on what is anywhere existent in the universe
Hume, D. (1912) An Enquiry Concerning Human understanding, p. 23

نور الدين الدمشقي
02-27-2012, 10:46 PM
ـ لي طفل رضيع ... وكزته في جنبه ، فلم يلتفت !! ربما يلتفت بعد أن يصل سنه لأربعة أشهر !! ( هناك حركات إرادية ولا إرادية ) .. وحديثنا ليس بصددها ...
وعندما يصل الى سن الاربعة اشهر...ثم تقوم بأول وكزة يلتفت نحوك فيها...هل هذا من السببية عندك...ام انه قد تعلمه من جراء الخبرة السابقة...وأين هي تلك الخبرة السابقة؟

نور الدين الدمشقي
02-27-2012, 11:37 PM
اخي الفاضل عبد الله. هل ينطبق كلامكم ايضا على من يقول: "لكل قاعدة شواذ" فيقال له...فهل القاعدة هذه التي ذكرتها لها شواذ؟ فالجواب على كل الوجوه يرجع على العبارة بالنقض. ما رأيكم؟

أبو القـاسم
02-28-2012, 12:07 AM
وهي قضية خلافية إلى يومنا هذا.والذي أرجحه شخصياً أن الإيمان بوجود الله - وفق التصور الإسلامي - مؤثر ويجعل العلاقة ضرورية بجعل الله لها كذلك في عالمنا الذي نعيش فيه وإن كان في قدرة الله أن يسلب هذه العلاقة الضرورية فاعليتها في عالم آخر
أحب لو نفخ أخونا الفاضل د الشهري في العبارة روحا تعزز من قوتها حتى لا يتوهم أحد أن الخلاف هنا يسير أو سائغ, لأن استعمال عبارة "قضية خلافية" و "أرجح" قد يوحي بذلك ,فالإيمان بحكمة الله صفة من صفاته الكاملة يكفي في إدراك معنى السببية كما يفهمه أهل السنة وكذلك خلق أفعال العباد وعدله سبحانه وعلمه,ويتفرع عن الزيغ في هذا الباب مسائل القدر والتحسين والتقبيح وخلط المحبة الشرعية بالإرادة الكونية وما يترتب على الخلط من انحراف,وتجلى في هذا الباب أحد أعظم خصائص منهج أهل السنة في التوسط بين المعتزلة الذين نظروا بعين واحدة إلى جانب الحكمة حتى غلوا فيها على حساب المشيئة , وقابلهم الأشعرية بغلو معاكس فنظروا بالعين الأخرى فنفوا الحكمة والتعليل ,ويلزم على هذا القول الفاسد الكثير من اللوزام الباطلة الخطيرة المخالفة كما أسلفت للكتاب والسنة والعقل والفطرة فتطال مثلا المعجزات النبوية فتفرغها من مضمونها الحقيقي القوي الذي تقع به المحاجّة..وغير ذلك حتى لتمسّ أحد أعظم مفاهيم الإيمان والتوحيد وهو التوكل على الله سبحانه ..إلخ من مفاسد متعلقة بنفي السببية التي خلقها الله علائق بين المدخلات والمخرجات أو الآثار والنتائج..
لقد لقن الله عباده معنى السببية في مئات المواضع ,مع كونه جل ثناؤه ركبها في نفوسهم بديهة حاضرة لا تتطلب نظرا , في حين نرى المتكلمين يجهدون أنفسهم في تكلف نفيها وجعلها بنت الإلف المكرور الذي قضت به العادة لا غير حتى جنح ابن مضاء النحوي إلى إنكار لام التعليل بسبب عقيدته الأشعرية في هذا الصدد! ثم أوقعهم هذا في تناقض بين علم الأصول , والكلام ,فأقروا بالعلة في الأول مع محاولة تغيير اسمه فرارا من التناقض المنهجي فسموه باعثا أو أمارة أو علامة ,واعترف أبو إسحاق الشاطبي بتناقضهم فقال في الموافقات : (وزعم الفخر الرازي : أن أحكام الله ليست معللة بعلة ألبتة ، كما أن أفعاله كذلك ، وأن المعتزلة اتفقت على أن أحكامه تعالى معللة برعاية مصالح العباد ، وأنه اختيار أكثر الفقهاء المتأخرين ، ولما اضطر في علم أصول الفقه إلى إثبات العلل للأحكام الشرعية أثبت ذلك على أن العلل بمعنى العلامات المعرفة للأحكام خاصة)

مواطن
02-28-2012, 08:09 AM
يا أخي الكريم / تحية طيبة مباركة ..... وبعد : نحن أمة العدل ، وأورد لك هنا مجرد رأي خاص ..
. هذا التفلسف عن ديفيد هيوم ، اعتقد جازما بأن به خطأ في الترجمة ....ولكني سآتيك بالمفهوم حتى تتضح لك الصورة ... يقول : أن لكل شيء سبب ، هو آت من مجرد اعتياد ذهني ... لما رأينا أن أكثر الأشياء المتحركة لا بد لها من محرك .. فإن هذه الخبرة عممت على كل الأشياء ، بحكم العادة الذهنية في التعميم .. ، وليست خبرة مؤصلة في العقل ، فإنسان تحجر عليه في غرفة طيلة حياته ، لن يكتشف أن لكل سبب مسبب بعقله المجرد ، بل سيتصرف تصرفات المجانين لقلة خبرته .. فالعقل هو مجموع خبراته وخبراته مكونة من مشاهداته وتجاربه وملاحظاته .. والعقل لا يدلك بذاته أو بمبدأ فطري مغروس فيه على أن لكل سبب مسبب دون خبرة سابقة ..فلو حضر أناس بدوان ولمس الأول سلك كهربائي فمات ، ثم لمس الآخر نفس السلك فمات ، فهنا تكونت لديهم الخبرة بحكم الملاحظة وترسخت بحكم العادة !! فإذا التزموا بما تمليه عليهم خبرتهم وملاحظتهم وابتعدوا عن ملامسك السلك الكهربائي فسيكونون عقلاء ..
وأما ما يسمى بالعلم الضروري أو الضرورة العقلية ..فأنا أفسرها بمعنى أن هناك أشياء لا بد أن نسلم بها وإلا فقدنا رشدنا ... فمثلا : لكل سبب مسبب نحن مضطرون للتسليم بهذه القاعدة لأننا لم نلحظ ما ينقضها ... ومن يطلق على رأسه رصاصة فسيموت ، وإذا لم نشرب فسنعطش ..إذا لم نسلم بهذه الخبرات التي لدينا فإننا سننتهي إلى الجنون ... فبضاعة العقل كلها خبرات والخبرات مستقاة من التجارب والمشاهدات ، والضرورة العقلية هي إلزام عقلي بإتباع ما تمليه عليه خبراته وملاحظاته وتجاربه فإن لم يلتزم بها فهو فاقد لعقله أو مجنون ..فالقواعد العقلية كلها مبنية على الخبرة ...

ربما فسر السببية على انها نسبية
رغم ان ذلك غير صحيح
لان السببية كونها مطلقة ,, اذن موجودة في الواقع خارج نطاق الدماغ
والتجربة ( كشفت ) السببية للمجرب وتحولت الفكرة بعد ذلك الى فكرة مفهومة ومنطقية
والعنصر الرئيسي الذي يولد السببية و لا يوجد في الذهن هو الطاقة بجميع اشكالها


في بادئ الامر ,, ونظرا لعدم معرفة العقل بعد عن السببية التي ربما تودي به الى الهلاك او يصاب بالجنون او يستفهم بعد ما شاهد الاحداث الغريبة التي لم يفسرها بعد
فتلك الاحداث تعتبر بالنسبة له احداث غير منطقية و لفترة مؤقتة ,, اي ما قبل التجارب والاكتشاف

هذه الاحداث تختلف عن سلوك الجسيمات دون الذرية
والتي حتى بعد التجربة وتفسيرها لهذه السلوكيات
تظل غير منطقية والى الابد

رائد الخير
05-07-2012, 04:46 AM
يا أخي الكريم / تحية طيبة مباركة ..... وبعد : نحن أمة العدل ، وأورد لك هنا مجرد رأي خاص ..
. هذا التفلسف عن ديفيد هيوم ، اعتقد جازما بأن به خطأ في الترجمة ....ولكني سآتيك بالمفهوم حتى تتضح لك الصورة ... يقول : أن لكل شيء سبب ، هو آت من مجرد اعتياد ذهني ... لما رأينا أن أكثر الأشياء المتحركة لا بد لها من محرك .. فإن هذه الخبرة عممت على كل الأشياء ، بحكم العادة الذهنية في التعميم .. ، وليست خبرة مؤصلة في العقل ، فإنسان تحجر عليه في غرفة طيلة حياته ، لن يكتشف أن لكل سبب مسبب بعقله المجرد ، بل سيتصرف تصرفات المجانين لقلة خبرته .. فالعقل هو مجموع خبراته وخبراته مكونة من مشاهداته وتجاربه وملاحظاته .. والعقل لا يدلك بذاته أو بمبدأ فطري مغروس فيه على أن لكل سبب مسبب دون خبرة سابقة ..فلو حضر أناس بدوان ولمس الأول سلك كهربائي فمات ، ثم لمس الآخر نفس السلك فمات ، فهنا تكونت لديهم الخبرة بحكم الملاحظة وترسخت بحكم العادة !! فإذا التزموا بما تمليه عليهم خبرتهم وملاحظتهم وابتعدوا عن ملامسك السلك الكهربائي فسيكونون عقلاء ..
وأما ما يسمى بالعلم الضروري أو الضرورة العقلية ..فأنا أفسرها بمعنى أن هناك أشياء لا بد أن نسلم بها وإلا فقدنا رشدنا ... فمثلا : لكل سبب مسبب نحن مضطرون للتسليم بهذه القاعدة لأننا لم نلحظ ما ينقضها ... ومن يطلق على رأسه رصاصة فسيموت ، وإذا لم نشرب فسنعطش ..إذا لم نسلم بهذه الخبرات التي لدينا فإننا سننتهي إلى الجنون ... فبضاعة العقل كلها خبرات والخبرات مستقاة من التجارب والمشاهدات ، والضرورة العقلية هي إلزام عقلي بإتباع ما تمليه عليه خبراته وملاحظاته وتجاربه فإن لم يلتزم بها فهو فاقد لعقله أو مجنون ..فالقواعد العقلية كلها مبنية على الخبرة ...

قاب قوسين أو أدنى أن تدنو من كلام أكثر معقولية من التجويزية (أشعرية، قدرية، الهيومية و ميكانيكا الكم) و من السببية (الضرورة، الطبعيانية، الحتمية، الجبرية، الميكانيكية و النسبية) بشرط أن تجمع بين العادة و الغريزة.

السببية عموما باب دخل منه الفلاسفة قديما للالحاد في كثير من صفات الإله كما دخل منه الميكانيكيون للالحاد و دخل منه الدراونة و هذا أمر معروف.
في نفس الوقت وجدنا من دخل من باب الميكانيكية لإثبات ما يسمى السبب الأول إلى جانب الصف الذي دخل من باب الغائية لإثبات المحرك الأول.
قصة معروفة، صحيح؟ في عالم الحجاج و الاستدلال رأينا توظيف السببية في إتجاهين معاكسين وهذا ما يفسر مثلا وجود دراونة لاوهتيين و دراونة الحاديين مقتنعين قناعة معرفية.
تاريخ الالحاد الاوروبي يخبرنا وجود ملاحدة فرحوا بالفيزياء الميكانكية. أنت تعرف أحسن مني هذا.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/2/20/Newtons_cradle_animation_new.gif
لأنهم رأوا فيها ما ينفي أو على الأقل ما لا يبرر التشبت بفكر أرسطو إذن إن هي إلا حتمية تسير عمياء بدون هدف.
و هذا ما يفسر إختلاف متناقض بين الدارونة في فهم حقيقة الطفرة أصدفة عشوائية هي أم ميكانزمية بيئية خاضعة للحتمية الطبعانية.

لو كنت تريد أن تقترب من الأكثر معقولية لقلت عادة و فطرة (الذات) و سلطة (خارج الذات).
فطرة لأن الله خلقك لتسكن هذا العالم، لا لأنها نوع مما قد يسمى حقيقة مطلقة، و داخل هذا العالم تعيش و تجرب أشياء تتحول عندك إلى عادة ذهنية.
هكذا تكون قد جمعت و لكن ما زالت هناك خطوة أخرى يجب أن تخطوها لتصل إلى الصورة كاملة و هذه الخطوة هي السلطة.
السلطة أنك تفعل أشياء و لا تفعل أشياء أخرى لأنك إعتمدت على سلطة خارجة عن ذاتك كالذي يخبرك مثلا أن إطلاق رصاصة في رأسك ستقتلك.

ضرب لك عزيزنا مثلا بالطفل الذي تكزه أو توكزه لا أدرى :sm_smile:
كذبت مقاله بتجربة مع رضيعك و هو نقد مقبول لكن لماذا تغير الأمر بعد بضعة أشهر؟
الجواب في معجزة المخ لأن الرضيع يجرب أيضا أي أن مخه يتفاعل مع محيطه بشكل تلقائي إلا أن هذا المخ مثل جميع أعضاءه تنمو و ما حصده هذا المخ خلال مده زمنية لم يكن فيها يشعر من عادات بدأت تأتي أكلها شيئا فشيئا مع نموه لترتكز في نفسه و هو بعد لم يبني أي بنيوية ذات قيمة معرفية في نفسه.

بمعزل عن هذا الرد، ما قاله الاخ العزيز الشهري كلام لا غبار عليه و ظهور التناقض في كلام هيوم واضح جلي لانه لم يهتدي الى الجمع بين العادة و الفطرة، فكان كلامه يؤدي الى تناقض و تجريبية هيوم من اغرب التجريبيات لان غيره من التجريبيين يؤمنون أن التجربة الطريق الوحيد للمعرفة أما هيوم فيقول بشيء آخر يقول أن المشاهدة هي الطريق الوحيد و هذا أثناء حدوثها فقط أما بعد مرور الحادثة فلا قيمة لما حدث في ميزان المعرفة، و هناك نوع آخر يجمع التجربة بقواعد التفكير المنطقية، و هناك نوع آخر و هم الصوفية لكن تجربتهم خاصة تحدث في الباطن اما تجارب الخارج لا قيمة لها. المهم أنهم كلهم متناقضين بحكم تحديد المفاهيم أو بحكم العمل في الحياة كيف تعيش و تتواصل مع ذاتك و محيطك.