المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان لنتعاون لخلع سلطان العادة



هشام بن الزبير
02-06-2012, 09:22 PM
أيها الفضلاء,
إنما يراد من العلم العمل, وإن أشد ما يقعد بالمسلم عن العمل بعلمه غلبة سلطان العادة, فكم من عزيمة يبرمها المرء, ثم سرعان ما تنفك على وقع الحياة الرتيبة التي ينخرها التكرار وتتوالى فيها الأيام متشابهة.
لكن المسلم أحرى الناس بخلع سلطان العادة وبالولوج إلى عالم العبادة, عالم الحياة الكاملة, حياة القلب ويقظته, وإنما كتبت هذه الكلمات لأني جربت شيئا أريد أن أشرككم فيه, فقد وضعت لنفسي عادات حسنة, بل إن بعضها سنن نبوية, أجتهد ألا أتركها, فأجاهد نفسي على تثبيتها حتى تصير عادة راسخة, تجتث العادة السلبية التي تقابلها.
مثلا جعلت بيني وبين نفسي أن أحافظ على الوضوء في كل أحوالي, حتى يصير ذلك أمرا تعتاده النفس ولا تجد فيه كبير مشقة, ولا شك أن أحدنا يحتاج في بداية تعويده نفسه مثل هذا الأمر صبرا ومجاهدة, لكن المثابرة تؤتي أكلها, وبعد مرور الوقت يصبح هذا الهدي النبوي عادة راسخة.
هذا مجرد مثال, لكن الفكرة أنك تستطيع أيها الأخ الكريم أن تكتسب أي سلوك جديد, كأن تحافظ على بعض السنن أو تتخذ لنفسك بعض الأعمال النافعة, بشروط منها:
1 أن يكون الهدف واضحا محددا, فلا تقل سأحافظ على قراءة كتاب رياض الصالحين, أو المواظبة على التمارين الرياضية, بل قل:
- سأجتهد خلال شهر كامل في قراءة صفحة أو باب كامل من كتاب كذا في مكان هادئ مع التمعن والتدبر.
وقل: - سأحافظ كل صباح على بعض التمارين الرياضية وإن كان ذلك لعشر دقائق فقط.

2 لا تحاول أن تبدأ بعشرات الأهداف, واعلم أنها من حيل النفس والشيطان, لا بد من التدرج.
3 حاول أن تجعل من حولك يساعدونك في ترسيخ عاداتك الجديدة, كأن يسألك أهلك: هل قرأت باب اليوم من الكتاب؟
4 اجعل في آخر يومك وقتا تحاسب فيه نفسك, فإن وجدت خيرا فاحمد الله, وإن وجدت تقصيرا جددت العزم للمثابرة في اليوم الموالي.

هذه مجرد أفكار أضعها هنا, لنتعاون على الخير, وأدعوكم إلى وضع أهداف دقيقة لأعمال نافعة ترغبون في المواظبة عليها, ولو شئتم لكتبتم عن تجارب سابقة مماثلة, أو جعلتم هذا الشريط مجالا لبدء أعمال نافعة جديدة في خطوات صغيرة, ثم تتيحون لغيركم أن يتابع ما يعترضكم من عقبات ومن نجاح.
إذن أنتظر منكم أن تكتبوا عن أهداف تريدون تحقيقها, وتحددونها بدقة, ثم تجعلوننا نتابع معكم رحلة كسر سلطان العادة, فما رأيكم؟

وختاما, أدعو إخواني إلى ملاحظة أن هذا من التواصي بالخير, فلا تدعوا الشيطان يصرفكم عنه بدعوى الخوف من الرياء, نسأل الله لنا ولكم الإخلاص في القول والعمل.

أميرة الجلباب
02-06-2012, 10:14 PM
فكرة طيبة جزاكم الله خيرا..
عن نفسي كنت ولازلت والحمد لله أحرص على استخدام السواك قبل كل صلاة منذ أن هداني الله تعالى لهذه السنة النبوية.. لكنني انتبهت ذات مرة أنني أفعل ذلك ما دُمتُ في البيت، فإذا خرجت من البيت وصرت في مكان آخر كالمسجد أو دار تحفيظ القرآن أو المعهد أو زيارة عائلية فإنني أغفل عن هذه السنة.. ولازلتُ أذكر أول ما انتبهتُ لذلك حينما رأيت صديقة لي تستاك قبل الصلاة في مصلى الجامعة.. فأعجبني حرصها على السنة في وسط الضغط الدراسي في الجامعة.. فقررت أن أحمل السواك معي في حقيبتي كلما أردتُ الخروج من البيت.. وبالفعل صرت أحمل السواك معي في حقيبتي.. إلا أنني لازلتُ حتى الآن للأسف أغفل عنه وأنساه أحيانا إذا ما أردتُ الصلاة خارج البيت!.

نسأل الله تعالى الهداية والثبات.

هشام بن الزبير
02-06-2012, 10:27 PM
أختي الفاضلة جزاك الله خيرا على مشاركتك.
وقد ذكرني كلامك بالسواك, ويمكن لمن شاء أن يعود نفسه هذه السنة النبوية أن يصوغها كالتالي:

1 أجتهد أن أستاك لكل وضوء, بحيث يكون السواك في الموضع الذي أتوضأ فيه.
2 أجتهد أن أحمل معي السواك حيثما ذهبت, وأحاول أن أتأكد من ذلك كما أتاكد من أني أحمل المفاتيح أو الجوال.
3 أجتهد أن أحاسب نفسي كل يوم قبل النوم.

وفي الختام أشير إلى أن الحفاظ على عادة لمدة شهر يجعلها ترسخ بإذن الله.
شكرا لك أختي الفاضلة.

نور الدين الدمشقي
02-06-2012, 11:16 PM
إنما يراد من العلم العمل, وإن أشد ما يقعد بالمسلم عن العمل بعلمه غلبة سلطان العادة
صدقت!

"نحو التحرر من أسر العادة"...لا اخفيك اخي هشام انني قد كتبت هذه العبارة في مذكراتي الشخصية منذ يومين فقط...والمضحك ان احد العادات التي يجب ان اضبطها هي (الادمان على هذا المنتدى) :). لكن مما يتعلق بهذا الموضوع ما يلي:

في علوم الادارة يجب ان تحدد اهدافا يسمونها: SMART goals
S = specific
M= measurable
A = Attaintable
R = Relavent
T - Timebound

اي الهدف يجب ان تتحقق فيه خمسة شروط:
1- ان يكون محددا: فلا يمكن ان يكون الهدف مثلا: اريد ان اطور مهاراتي. بل يجب ان يكون: اريد ان اطور مهارة اللغة لدي عن طريق قراءة كتب في الأدب مثلا.

2- ان يكون قابلا للقياس: بحيث أنك عندما تقيم النتائج..تستطيع ان تحدد مدى النجاح (مثال الآن سيتطور الهدف ليصبح: اريد ان اطور مهارة اللغة لدي عن طريق قراء 10 كتب في الأدب)

3- ان يكون الهدف واقعي قابل للتحقق: فمثلا لا تقول: اقرأ 10 كتب في عشرة دقائق!

4- ان يكون الهدف يصب في اهدافك العامة للحياة ويتوافق مع اولوياتك في الحياة: فلا تضح هدفا لا علاقة له بهذه الاولويات مثلا

5- ان يكون محددا بفترة زمنية: وهذا واضح المعنى وبه يتطور الهدف في المثال ليصبح: " اريد ان اطور مهارة اللغة لدي عن طريق قراء 10 كتب في الأدب في مدة شهر تماما).

فاذا اذا حددت هذه الاهداف بهذه الطريقة لعلها تفيد في التركيز وعدم الاكتراث لما يشتت الذهن..والله اعلم

هشام بن الزبير
02-06-2012, 11:26 PM
إذن الأهداف التي يضعها أحدنا يجب أن تكون:
أ محددة
ب قابلة للقياس
ج قابلة للتحقيق
د منسجمة مع منهجك العام
ه محدد بفترة زمنية.

شكرا لك أخي نور الدين, وحبذا لو حدثتنا عن الطريقة التي تحاول بها تنظيم مشاركتك في المنتدى.

نور الدين الدمشقي
02-07-2012, 10:07 PM
شكرا لك أخي نور الدين, وحبذا لو حدثتنا عن الطريقة التي تحاول بها تنظيم مشاركتك في المنتدى
العفو ايها الاخ الكريم. الحقيقة ما زلت اجاهد نفسي في ذلك. لكن كنت اريد تحديد ساعة من اليوم لا اكثر..اجلس فيها على المنتدى في يومين او ثلاثة من الاسبوع. ادع الله لي بالتوفيق
ومن الافكار التي يمكننا القيام بها: ان نتعاهد على بعض الاهداف ونلتقي في وقت معين ونقدم النتائج لبعض حتى يكون هذا مشجعا. مثلا فكرة المحافظة على الوضوء. يمكن ان نتفق لتطبيقها ثم نحدد زمنا بعد اسبوع لنسأل بعضنا عن مدى نجاحنا في ذلك. ثم ننتقل لما بعده ونحافظ على السابق...وبالتدريج نطور عاداتنا. وكلما زاد اعداد المشاركين كلما صار هناك "ضغط اجتماعي" اكبر حتى لا "تحرج" نفسك بأنك قد "فشلت" في تحقيق الهدف الذي نجح فيه غيرك! وارجوا ان يكون هذا من باب التعاون (على ان يراقب الواحد منا نيته حتى تكون لله لا لاجل هذا الشريط!) - والله علم. وان شئت تابعنا في هذا الشريط او بدأنا شريطا جديدا نتعاهد فيه على بعض هذه الاعمال والعادات.

من المقترحات: حفظ من القرآن, المحافظة على الوضوء, المحافظة على الصلاة او وقتها, المحافظة على السنن, المحافظة على صيام بعض الايام, قراءة كتاب نناقشه, حفظ متن علمي, الخ
على ان نقتصر على واحدة او اثنتين فان حققناها انتقلنا الى ما بعدها. ثم يمكن التشجيع على المشاركة بجائزة مثلا لمن يحقق الاهداف كلها في النهاية وستكون هدية مني شخصيا :)

هشام بن الزبير
02-07-2012, 10:17 PM
أخي نور الدين,
لك مني جزيل الشكر على إثرائك للموضوع, فهذا ما قصدته بالفعل: أن نجعل هذا الشريط مجالا للتواصي بالخير, فنتناصح ونتعاون على خلع سلطان العادة من نفوسنا. ومن فوائد مثل هذه المبادرة أن الأخت أميرة الجلباب ذكرتني بالفعل بالسواك, وهو من الأمور التي وفقني الله للمحافظة عليها زمانا طويلا.
ومما عملته بالأمس أني جعلت في كل الأماكن التي أتردد عليها عودا من أراك, فواحد على المكتب وآخر على المنضدة جانب السرير, أما جيب معطفي فلا يخلو من سواك عادة.
لكن هذا هو الجزء الأسهل من مشروع ترسيخ هذه العادة, والأهم هو اتخاذ وسيلة تذكرك بالسواك كل حين, حتى يصير جزءا من حياتك, فإذا استيقظت من النوم بحثت عنه.
ومن النصائح المفيدة أن يقتني المسلم كمية من الأراك ويحفظها في البراد, فإنها تبقى طرية لوقت أطول. ومما تزداد به المحبة فضلا عن نشر السنة أن تهدي السواك لإخوانك, فهذا أيضا يجعلك تزداد تمسكا بهذه السنة النبوية الجليلة.

واسطة العقد
02-07-2012, 10:40 PM
أعينونا اذًا، و لنتدارس كتابًا ما :):

هشام بن الزبير
02-07-2012, 11:25 PM
أختي الكريمة واسطة العقد,
ربما نجد كتابا يتعلق بموضوع الشريط, فنقتطف منه فقرات تعيننا على ما نهدف إليه.

هذه تأملات في مسألة سيطرة العادات على سلوكنا:
العادة هي ما تقوم به باستمرار بطريقة آلية, دون تفكير أو تأمل.
مثلا: تدخل الإنترنت وتبدأ في تصفح مواقعك المفضلة دون هدف واضح, ودون تركيز, هذه عادة.
السبيل لاكتساب عادات نافعة يبدأ من المسألة التالية:
- ينبغي عليك أن تعي سلوكك وتراقبه باستمرار, وهذا ليس سهلا.
وذلك أن تتخذ لك أهدافا يومية وأخرى أسبوعية وهكذا.
فإذا قلت مثلا سأخصص الوقت التالي لتصفح الإنترنت, فهذا في حد ذاته محاولة أولية لتتحكم في سلوكك بشكل واع, لكنك ستبدأ بالتغلب على عادتك الآلية بوضع ضوابط أكثر دقة مثلا:
1 تخصيص الوقت التالي لتصفح الإنترنيت (...)
2 تخصيص الوقت التالي للبريد الإلكتروني (...)
3 تخصيص الوقت التالي لمطالعة مقالة أو المشاركة في موضوع (...)

وخلال محاولتك الإلتزام ببرنامجك ستشعر بنفسك تقاومك بشدة, فحين تبدأ بقراءة المقالة مثلا, فإنك قد تجد نفسك تضغط على صفحة صندوق رسائلك للمرة العاشرة لمجرد أنك اعتدت ذلك, والعلاج أن تعود إلى مراقبة سلوكك, لا بد أن تعي ما تفعله وهذا هو بيت القصيد, إذا كنت حاضر البال في ما تفعله, فإنك ستكتسب عادات نافعة وتتغلب على سلوكك الآلي, والله الهادي.

هشام بن الزبير
02-27-2012, 08:20 PM
الإثنين 5 ربيع الثاني 1433


خطر لي أن لدى كثير منا عادة ينبغي تغييرها, وذلك أن أكثر بلاد المسلمين اليوم تستعمل التقويم الميلادي وتهمل الهجري. والنتيجة تعرفونها جميعا.
إن كثيرا من المسلمين لا يعلمون في أي سنة هجرية نحن, ومن باب أولى فإنهم لا يعلمون شيئا عن الشهر واليوم. ومن الأمور الطريفة التي تستطيعون تجربتها مع من تعرفونهم جيدا, أن تسألوهم أن يذكروا الشهور القمرية بالترتيب.
وقبل أن أتحدث عن تصوري لطريقة عملية لاكتساب هذه العادة الحسنة التي تربط المسلم بتقويم المسلمين سأحاول ذكر بعض الفوائد العملية التي يستفيدها المرء منها:
- تربي المسلم على الحرص على التميز والعودة إلى إحياء شعائر الإسلام الظاهرة والباطنة.
- تسهل الاستعداد لمواسم الخير كالأشهر الحرم ورمضان.
- تجعل المسلم حريصا على صيام الأيام البيض, لأن الاقتصار على التقويم الافرنجي من أكبر أسباب الغفلة عنها.

والآن كيف لنا أن نكتسب هذه العادة الحميدة بطرق عملية؟

1 حاول أن تصدر مواضيعك في المنتدى بالتاريخ الهجري وحده, فالميلادي صار منقوشا في عقولنا.
2 حاول أن تفتتح يومك بكتابة أهدافك اليومية وتجعل أول شيء تكتبه تاريخ اليوم.
3 حاول أن تركز دائما عند آخر كل شهر حتى تتثبت من دخول الشهر الجديد.

وما هي الفائدة التي نخرج بها من هذا كله الآن؟
صحيح, إنها أيام ثمانية فقط تفصلنا عن الموعد المهم القادم.
هذا ما عندي فليتكم تذكرون وسائل عملية أخرى تساعد على ترسيخ عادة استعمال التقويم الهجري في النفوس والقلوب.

shahid
02-27-2012, 08:40 PM
الإثنين 5 ربيع الثاني 1433


خطر لي أن لدى كثير منا عادة ينبغي تغييرها, وذلك أن أكثر بلاد المسلمين اليوم تستعمل التقويم الميلادي وتهمل الهجري. والنتيجة تعرفونها جميعا.
إن كثيرا من المسلمين لا يعلمون في أي سنة هجرية نحن, ومن باب أولى فإنهم لا يعلمون شيئا عن الشهر واليوم. ومن الأمور الطريفة التي تستطيعون تجربتها مع من تعرفونهم جيدا, أن تسألوهم أن يذكروا الشهور القمرية بالترتيب.
وقبل أن أتحدث عن تصوري لطريقة عملية لاكتساب هذه العادة الحسنة التي تربط المسلم بتقويم المسلمين سأحاول ذكر بعض الفوائد العملية التي يستفيدها المرء منها:
- تربي المسلم على الحرص على التميز والعودة إلى إحياء شعائر الإسلام الظاهرة والباطنة.
- تسهل الاستعداد لمواسم الخير كالأشهر الحرم ورمضان.
- تجعل المسلم حريصا على صيام الأيام البيض, لأن الاقتصار على التقويم الافرنجي من أكبر أسباب الغفلة عنها.



جزاك الله خيرا
فعلا هذه النقطة شغلت ذهني في الايام الماضية وفكرت ان اكتب موضوعا عنها ، لاني لاحظت اني لا اعبأ بأي شهر نحن فيه، وهل هو من الاشهر الحرم ام لا . و عندما اقرأ قوله تعالى ( ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم ..الاية ) اشعر بوخز الضمير ، الله المستعان.

نور الدين الدمشقي
02-27-2012, 10:39 PM
كم انا بحاجة الى هذا الموضوع. بارك الله فيك اخي هشام. نعم تماما كما ذكرتم:

- ينبغي عليك أن تعي سلوكك وتراقبه باستمرار, وهذا ليس سهلا.