حكم الردّة للمسلم غير المختار لإسلامه.

[امتنان]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .


إذا وجد إنسان مُسلم بالوراثة ..كان هذا خلال مرحلة طفولته فلمّا شبّ و بدأ يقرأ و يطّلع و يخالط .. اختار أن يكون غير مُسلماً
سؤالي: هل يُطّبق عليه حد الردّة - و هو في الأساس لم يختار الإسلام و لم يرضى بحدّ الردّة -؟ و الأهم لديّ : ما الدليل ؟

[امتنان]

إن شاء الله يكون الموضوع في المكان المناسب .

[أبو القـاسم]

بسم الله الرحمن الرحيم ..
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الإشكال يا أختي في قولك "مسلم بالوراثة " مع كون الإسلام دين الفطرة "فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم " , والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "ما من مولود إلا يولد على الفطرة " أي على الإسلام ,لأنه قال بعده "فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه", إذن : سؤالك نفسه ليس صحيحا لأنه مبني على تصور غير سديد , والحكم فيمن تربى على الإسلام ثم كفر أنه يستتاب ويجاب عن شبهاته بحسب نوعها وقدرها ,ويبين له الحق فإن أصر , فالقتل لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من بدل دينه فاقتلوه"

[امتنان]

جزاك الله خير , كفاني هذا لجواب ..

سؤال آخر .. هل إذا تاب تكون عليه كفّارة .. أو يُعزّر " لو كان هُناك تعزير إلى أي حد يصل ؟" ؟

[امتنان]

3- إذا أعلن ردته " عند جماعة من المسلمين /وسيلة إعلامية " بغير قصد الإساءة أو السب قبل أن يستتاب_ هل يُعزّر بعد التوبة ؟ "و التعزير لو وُجد إلى أي حد يصل "؟

[أبو القـاسم]

حياك الله أختي ..توبته تسقط عنه القتل مادام حقق التوبة الحقّة , وأما التعزير فبحسب ما يقتضيه حاله كأن تتكرر منه الردة فقد يرى القاضي الشرعي مصلحة حبسه أو غير ذلك بحسب ما يترجح له من وسائل تردعه وتفيد في ثبوت توبته
والسؤال الأخير :الردة :تمرد على الله تعالى وخيانة له , فسواء قصد الإساءة أو لم يقصدها فهو مرتد له حكم المرتدين, وهو مسيء ولو زعم أنه لم يقصد ..ألا ترين أن الله عز وجل شنع على النصارى وكفرهم ولعنهم لأنهم يقولون عيسى ابن الله ,مع كونهم قصدوا بذلك تمجيد الله !

[أبو القـاسم]

وهذا الذي تقولين إنه لم يقصد الإساءة , لو أنه كان في غرفة دراسية وكان وسط مجموعة من العباقرة فقال له الدكتور : (أنت غبي ..وهؤلاء أذكياء , وأنا لا أقصد الإساءة ,ولكن أقول رأيي بحسب الواقع فأنت غبي بصراحة ) فسيغضب ولن يقبل منه قوله أنه لم يقصد الإساءة ..حتى لو كان الدكتور لم يقصد الإساءة ,فقد أساء شاء أو أبى ,فما ظنك بالخدش في مقام الربوبية ؟

[امتنان]

وَضَح , عظّم الله أجركم ...

4- من يهدر دم التائب عن الردّة ..غير القاضي الشرعي و يُحرّض العوام عليه بقصد أو بغير قصد ما حكمه و الواجب تجاهه ؟
5- في القضية الأخيرة و التطاول على مقام النبوة_ قرأت البعض يكتب كالتالي "توبة الرجل بينه و بين ربّه لكن حق الرسول لا بد من أخذه " هل لهذا تأصيل شرعي ؟

أعتذر على إكثار الأسئلة ..و شكراً لكم .

[امتنان]

حضرني سؤال و هو الأخير :
6- ما الدليل على أن التوبة تُسقط القتل عن المرتد ؟ و هل هناك خلاف بين كبار العلماء في هذا ؟

[أبو القـاسم]

وإياك ..
4-هذا سؤال مجمل يحتاج لمزيد استفصال ..
5-أود أن أشير أن هناك الكثير من أمثال هؤلاء ,فالحالة الأخيرة ثارت لها ضجة لأسباب معينة ,وإلا فهناك من هو أعمق منه كفرا بكثير ,ويكتب في الصحف ولا احد يمسه يسوء مثل تركي الحمد وغيره بل في جاه ومنصب ! وبخصوص هذا السؤال فأكثر أهل العلم أنه يقتل وإن تاب ,وحكاه بعضهم إجماعا ,فالتوبة تمحو كفره ولكن يبقى حق النبي (ص) ..والله الموفق

[أبو القـاسم]

حضرني سؤال و هو الأخير :
6- ما الدليل على أن التوبة تُسقط القتل عن المرتد ؟ و هل هناك خلاف بين كبار العلماء في هذا ؟

نعم هذا محل خلاف ,ومما استدل به القائلون بالاستتابة قول الله عز وجل "قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف" وبما اخرجه الإمام مالك في الموطأ من طريق عبد الرحمن بن محمد عن أبيه : ( قدم على عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه في زمن خلافته رجل من اليمن، من قبل أبي موسى الأشعري، وكان عاملا له، فسأله عمر عن الناس؟ ثم قال: هل كان فيكم من مغربة خبر؟[يعني هل من خبر جديد] قال: نعم، رجل كفر بعد إسلامه، قال: فما فعلتم به؟ قال: قرّبناه فضربنا عنقه، قال: فهلا حبستموه ثلاثا، وأطعمتموه كل يوم رغيفا، واستتبتموه، لعله يتوب، ويراجع أمر الله؟ اللهم إني لم أحضر، ولم آمر، ولم أرض إذ بلغني ) فهذا قول خليفة راشد عالم ,قالوا ولم يعترض أحد من الصحابة فكان إجماعا سكوتيا , وبغير ذلك من الأدلة ..لكن هناك حالات حتى من يقول بالاستتابة ,قد يقول فيها بالقتل العاجل دون استتابة ,