المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لقاء الشيخ حازم مع جريدة اليوم السابع



متروي
02-11-2012, 09:58 PM
أعدها للنشر - محمد إسماعيل - رامى نوار

يؤكد الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل المرشح «المحتمل» لرئاسة الجمهورية أنه مرشح لنصرة الدين أولاً.. ويراهن على أنه سيحصل على كل أصوات الإسلاميين والليبراليين والعلمانيين والمسيحيين، يؤيد النظام الرئاسى أكثر من البرلمانى، ويقول إن المبالغة فى فرض ضرائب على الأغنياء تدفع الاستثمارات للهرب.

حازم أبوإسماعيل تحدث عبر ندوة «اليوم السابع»، ضمن لقاءات نعقدها مع المرشحين المحتملين للرئاسة لأكثر من 3 ساعات، خضع لنقاش مطول اتسم خلالها بالصبر الشديد، وتعرض خلالها لبرنامجه الانتخابى ورؤيته للمساحة بين الدين والسياسة. بدأنا حوارنا معه بسؤال مباشر:



◄ لماذا رشحت نفسك لرئاسة الجمهورية؟
◄ كمصرى عادى بعيدًا عن أى تصنيفات سياسية إذا أردت أن أحدد صفة واحدة فقط فى المرشح الذى سيتم انتخابه رئيسًا للجمهورية فسأختار أن يكون المرشح «مضمونًا» وألا يكون لديه جهتان يسعى لإرضائهما حتى لا تضيع البلد.. وبصراحة حاولت فى البداية لدى الفصائل السياسية سواء الإسلامية أو غير الإسلامية بما فى ذلك ائتلافات الثورة، ونبهتهم لما يجرى، لكنى شعرت بأن درجة حساسيتهم لخطورة ما يحدث غير جيدة، وفى النهاية لم أجد سبيلاً سوى الترشح لرئاسة الجمهورية، مع أننى لم أسع لمزاحمة أحد فى المجال السياسى.



◄ ألا ترى أن هذه الدوافع غير كافية لاتخاذ قرار بهذه الأهمية؟
◄ لقد أجريت اختبارات قاسية لأثبت صدقى فى دوافع اتخاذ القرار، فمثلاً حدثت اختلافات فى الرأى بينى وبين التيارات الإسلامية، ومع ذلك تمسكت بموقفى، رغم أنهم كلهم غضبوا منى، ولا يوجد مرشح يفعل ذلك.. الأمر الآخر أنه على الرغم من أننى لم أكن وزيرًا سابقًا أو أمينًا عامّا لجامعة الدول العربية أو رئيسًا لوكالة الطاقة الذرية، مثل باقى المنافسين، كان من المفترض أن أسعى للظهور بمظهر رجل الدولة مثلهم، لكن عندما تفاقمت الأزمات اتخذت قرارًا بأن أترك «الشياكة» وأرتد إلى الخط الثورى، رغم أن هذا قد يضرنى، لكن السبب الذى دفعنى إلى الترشح هو نفسه الذى دفعنى لاتخاذ هذه المواقف، وأحمد الله أننى ضحيت بهذه الأمور.

◄ لماذا تتسبب بعض مواقفك فى غضب بين المواطنين؟
◄ أنا لا أسعى لإرضاء ناخبىّ وأشعر بأننى غير شريف لو كنت أسعى لإرضاء الناخبين، بل أسعى لأن أكون واضحًا فى رسالتى التى أتبناها، فإذا كانت هذه الرسالة مناسبة للناخب فلينتخبنى، وإذا كانت غير ذلك فأتشرف به، وأعتقد من داخلى أنه كما لو كانت الانتخابات انتهت، وأنه إذا لم يكن هناك تزوير فإن مواقفى تعبر عن العينة العشوائية من الشعب المصرى.

.. هناك من المرشحين من يتفق مع العينة العشوائية للشعب المصرى بنسبة %100، وآخر بنسبة %90، وآخر بنسبة %10، أما أنا فأعتبر أن رأسمالى أننى واحد من العينة العشوائية للشعب المصرى، ولكنى لا أفرط فى أننى إسلامى إلى آخر المدى، ومع ذلك لا يوجد اختلاف ولو بنسبة %1 بينى وبين العينة العشوائية للشعب المصرى.

◄ كيف يكون الرئيس المصرى هو رأس مؤسسة وليس نصف إله أو «فرعون» أو حاكمًا بأمره؟
◄ برنامجى الانتخابى ينطلق من 3 منطلقات، أحد هذه المنطلقات هو القضاء على بذور الارتداد الدستورى رويدًا رويدًا، وذكرت أنه ما لم يكن النظام الدستورى بداخله شروط تمنع هذا الارتداد فسيعود الطغيان مثلما عاد من قبل، ووضعت اقتراحات، منها أن المحكمة الدستورية العليا يجب ألا تكون محكمة تنتظر القضايا التى ترفع إليها فقط، إنما يجب أن تصدر أحكامًا سنوية تلقائية للتأكيد على أن مؤسسات الدولة تعمل وفق الإطار الصحيح، واقترحت أيضًا منح حصانات للمحكمة الدستورية العليا والجهاز المركزى للمحاسبات وباقى الأجهزة الرقابية، والنص على هذه الحصانة فى الدستور، حتى لا تتلاعب بها أى سلطة، لأن الأصل أن الأجهزة الرقابية لابد أن تكون أعلى من رئيس الجمهورية ومن البرلمان.

أما المنطلق الثانى فى برنامجى فهو مؤسسية الدولة، وذكرت ضرورة تشكيل مجلس أعلى لكل وزارة، وتعود مهنة وكيل الوزارة وتشكيل مكتب للاتصال بكل وزارة يرأسه نائب للوزير، ويضم نحو 60 شخصًا لكل فرد منهم مهمة الاتصال بوزارة محددة وهذه المكاتب بمثابة غرفة عمليات يومية، وسميت هذه المكاتب «وصلات الدولة» واقترحت أن يتم تعيين نائب رئيس وزراء لوصلات الدولة.

◄ ما ضربة البداية التى تراها للانتقال من الثورة إلى الدولة؟
◄ ضربة البداية هى المنهجية.. فأنا مثلاً غير راضٍ مطلقًا عمّا فعله كمال الجنزورى لأنه أضعف المنهجية حين أعلن أنه لابد أن يفعل شيئًا يشعر به المواطن.. هذه ليست منهجية، وإنما تقديم شىء لتهدئة الناس.

وفى رأيى أن الانتقال من الثورة إلى الدولة تاريخيّا يتم دائمًا من خلال رجل دولة وليس رجل ثورة، فدائمًا الثائر يعرض الدولة للخطر، باستثناء بعض التجارب التى لا يمكن القياس عليها.

◄ ماذا تقصد بالمنهجية؟
◄ خطوات تحرك رئيس الدولة مثلاً لابد أن تقسم على عدة مراحل.. أولها يبدأ باستلام بيانات الدولة، لأن الجميع يعلم أن معظم البيانات الحالية كاذبة، وكان يتم وضعها للتدليل على أن البرنامج الانتخابى للرئيس مبارك تم تنفيذه، وبعض الوزراء اعترفوا بأن يوسف بطرس غالى كان يطلب منهم وضع أرقام غير حقيقية بالميزانيات، بينما سيقوم هو بتسويتها من عجز الموازنة، لذلك أنا «مش مخبول عشان اعتمد على البيانات الحالية».

◄ دعنا نبدأ بالتعليم؟
◄ نحن الآن لدينا مناهج ثقيلة وصعبة، ومدرس ضعيف، علمًا بأن المناهج فى مصر أضخم من المناهج فى أوروبا وأمريكا، إذن ما المانع فى تخفيض المناهج إلى نفس المستوى العالمى، وفى المقابل أبدأ فى رفع مستوى المدرس.. وقتها سنبدأ فى القضاء على مشاكل التعليم، وسنصرف أقل بكثير مما نصرفه على الدروس الخصوصية.

◄ هل تفضل الاقتصاد الحر، أم الموجه؟
◄ أنا لدى موقف ضد هذا السؤال منذ سنوات طويلة، لأن المصيبة جاءت من الخلط بين اقتصاد الدولة واقتصاد الفرد، فمثلاً الدولة تبدأ فى فرض ضرائب على الأغنياء للحصول على موارد تمنحها للفقراء، فيهرب الغنى باستثماراته من مصر فيقع الضرر على الفقير، وأنا أعلم شخصيّا أن استثمارات بالمليارات هربت من مصر إلى أواسط أفريقيا لهذه الأسباب.

◄ كيف ستوفر الموارد لتنفيذ هذه المشروعات مع العلم بأن موارد مصر محدودة؟
◄ الاقتصاد المصرى يحتاج إلى إعادة هيكلة، لأن الغالبية العظمى من عناصر الدخل القومى المصرى لا تأتى لمصر إلا عن طريق خصومها، ولذلك أنا طرحت فى برنامجى أن يكون لدينا اقتصاد موازٍ، وأعلنت أننى سأتبنى 10 مشروعات كبرى، وكلها من النوع الذى يأتى بموارد مثل إنشاء هيئة مشتركة بين القطاع العام والخاص لتنظيم معارض دولية لأصحاب الحرف اليدوية فى كل أنحاء العالم، وفى هذه الحالة فإن منتجًا مثل «جلاليب كرداسة» سيدر على أهالى كرداسة دخلاً وفيرًا، ووفقًا لتقديرات حسابية فإن المبالغ التى ستدخل إلى مصر من هذا المشروع قد تفوق دخل قناة السويس، إلى جانب أنها ستقضى على البطالة بدون أن تكلف الدولة شيئًا.

◄ ماذا عن المشاريع الصناعية؟
◄ يمكننا استخدام القوة الاستهلاكية الضخمة لمصر، فإذا صدر قرار من سطر واحد بأن الدولة لن تشترى سيارات مثلاً إلا إذا كانت منتجة داخل مصر، وهذا لا يتعارض مع اتفاقية الجات، فستضطر شركات السيارات لإنشاء مصانع داخل مصر.

◄ كيف سنحقق الاكتفاء الذاتى من الزراعة؟
◄ مصر لديها نحو 6 مناطق زراعية كفيلة بأن تنهى مشكلة مصر الزراعية، فوفقًا لأبحاث أساتذة الزراعة يمكن أن نحقق الاكتفاء الذاتى من الفول والعدس ومحصول آخر بدون إقامة مشاريع للرى إذا قمنا بزراعة سيناء فقط، لكن للأسف مباحث أمن الدولة منعت إخراج هذه الأبحاث، وهناك منطقة الساحل الشمالى التى سبق أن قامت القوات المسلحة بزراعتها، ثم توقفت بدون أسباب، وأيضًا الصحراء الأغلبية، وهذه المنطقة بها خزان مياه يكفى لزراعتها لمدة 175 عامًا وتحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح والخضروات والفاكهة.

◄ هل تميل إلى النظام الرئاسى أم البرلمانى؟
◄ بلا شك أؤيد النظام الرئاسى، وبالمناسبة فإن أمريكا على الرغم من أنها واحدة من أعرق الدول الرئاسية فى العالم لكنها تخضع أى دولة تدخل فيها إلى النظام البرلمانى حتى تضعفها، وإسرائيل تحولت من النظام البرلمانى إلى نظام شبه رئاسى لتلافى مشاكل النظام البرلمانى، وأرى أن أخطر ما فى النظام البرلمانى أنه يجعل نصف البرلمان صاحب مصلحة مع الحكومة، لكن الغريب أن أغلب الذين يتحدثون عن النظام الرئاسى يخلطون بينه وبين وجود سلطات شاذة للرئيس لا علاقة لها بالنظام الرئاسى.

◄ هناك تخوف من أن يأتى النظام الرئاسى بفرعون جديد، فما الحل؟
◄ من الممكن أن يأتى بنيكسون أو بيل كلينتون، إذا تم وضع ضمانات فى الدستور، وكلاهما تمت محاسبته حسابًا عسيرًا عندما أخطأ.

◄ هل ستتراجع عن الترشح لرئاسة الجمهورية إذا أصر البرلمان على النظام البرلمانى؟
◄ إذا وجدت أن رئاسة الجمهورية أصبحت شيئًا لا معنى له فسوف أنزل الشارع وأقاوم مقاومة سياسية وأدعو الناس إلى رفض الدستور الجديد.

◄ ما رؤيتك لإعادة ضبط مؤسسة الرئاسة وصلاحيات رئيس الجمهورية؟
◄ عملية الضبط ستتم من خلال الدستور الجديد، وفى رأيى أن ضبط الدستور ضرورة، لكن انتظار ضبط الدستور جريمة، لأن الصلاحيات التى نخشى أن يحوزها الرئيس المنتخب موجودة حاليًا بالفعل مع المشير غير المنتخب، بالإضافة إلى أن الجمعية التأسيسية التى ستتولى وضع الدستور ليست معينة من رئيس الجمهورية ولا يستطيع أن يتدخل فى عملها.

◄ إذا تم انتخابك، بينما الدستور لم يتم الانتهاء منه، فما حدود تدخلاتك فى عملية وضع الدستور؟
◄ أنا أطالب بوضوح أن يتم انتخاب رئيس الجمهورية قبل وضع الدستور لأنى لا أقبل على كرامتى كمصرى أن يتم وضع الدستور وهناك طرف مسلح - أى المجلس الأعلى للقوات المسلحة - لأن هذا الشىء سيظل ماسّا بكرامة المصرى لعشرات السنين، أما عن حدود تدخلاتى فأود أن أشير إلى أن أحكام الدستور لا تسمح للرئيس بالتدخل فى عمل السلطات الأخرى، لكن يمكنه التدخل عبر القوة الغاشمة، وأدعو الله أن تظل الثورة حاجزًا دون تغول أى رئيس، وبالمناسبة أنا أتمنى من أعماق قلبى أن أظل رئيسًا لفترة رئاسية واحدة فقط أتمكن خلالها من وضع موانع للارتداد الدستورى.

◄ ما رؤيتك للاتفاقيات الدولية لمصر التى تفرض على مصر ضغوطًا؟
◄ لن أتحرر من الضغوط الدولية إلا بقدر موازين القوى التى أتمتع بها، ومصر إقليميّا لديها موازين قوى غير عادية، وهذا ليس فضلاً لأحد، فمثلاً إسرائيل لا يمكنها أن تعيش إلا بالتصدير لأفريقيا، ومن ثم فهى مضطرة لاستخدام ممر خليج العقبة، وإذا لم تفعل فستصاب بالاختناق، وأمريكا ستضطر لأن تمدها بالمعونات، وهو الأمر الذى سيؤثر على دخل المواطن الأمريكى فيلجأ لإسقاط رئيس الجمهورية فى الانتخابات.

◄ كيف ستتعامل مع ملف الاتفاقيات بين مصر وإسرائيل؟
◄ الاتفاقيات بين مصر وإسرائيل مختلفة.. بعضها لا معنى له مثل اتفاقية المعابر، وبعضها لم نحصل من ورائه على مكاسب مناسبة مثل اتفاقية الكويز واتفاقية تصدير الغاز لإسرائيل، وفى المقابل هناك اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام، وبالمناسبة هما شيئان منفصلان، والغريب أن المنشور على الرأى العام هو اتفاقية السلام، وهى أيضًا التى عرضت على البرلمان، أما معاهدة كامب ديفيد فلم أتمكن أو أعرف أحدًا توصل إليها، وهذه مصيبة، أن الشعب حتى الآن لا يعلم شيئًا عن التزام الدولة.

◄ كيف تحل الأزمة الحالية إذا كنت رئيسًا للجمهورية؟
◄ لا يمكن أن تقع هذه المشكلة فى عهدى، لأن دمى حار أكثر من المتظاهرين، وبدلاً من الدروع الأمنية التى أقامتها وزارة الداخلية فى الشارع كان يمكن للنيابة العامة أن تحيل المتهمين فى قضية قتل المتظاهرين مثلاً بطريقة أكثر انضباطًا.

◄ هل ستعيد محاكمة مبارك ورموز النظام إذا توليت منصب رئيس الجمهورية؟
◄ قطعًا، وسأقاتل من أجل هذا الأمر.

◄ كيف سيكون موقفك كرئيس للجمهورية إذا تم الاعتداء على المنشآت العامة، أو قطع المتظاهرون السكة الحديدية؟
◄ لا تسألنى عن صراخ شخص يجلد بالكرباج، وإذا كان الناس لديهم قلق من منشأة لأن هناك من خرج إليهم منها بالسلاح وقتلهم فلا يمكننى أن ألومهم على هذا القلق.

◄ ما رأيك فى تعامل البرلمان مع أزمة المظاهرات التى صاحبت أحداث بورسعيد؟
◄ البرلمان قطعًا مخطئ، لكنه معذور لأنه مازال جديدًا ولم يخضرم بعد.

◄ لماذا لم تحاول بذل جهود فى تهدئة المتظاهرين؟
◄ أنا أهدئ بمطالبتى لحسين طنطاوى بفتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية، وبأن أطالبه بنشر تحريات المباحث عن البلطجية خلال العام الماضى، لكن لا يجوز أن أنزل لتهدئة الناس وهناك من يختبئ خلفى بالسلاح ليقتل المتظاهرين، وقتها سأشعر بأننى فرطت فى شرفى.

◄ جيمس كاميرون رئيس وزراء بريطانيا قال: فلتذهب حقوق الإنسان إلى الجحيم حفاظًا على هيبة الدولة؟
◄ عندما تفعل السلطة فى مصر مثلما تفعل السلطة فى بريطانيا سأقول نفس الكلام. هناك السلطة تفعل ما عليها وتوفر للمواطنين الأمن والحرية.

◄ كيف ستؤسس لهيبة الدولة فى مصر؟
◄ لا يمكن أن أؤسس لهيبة الطغيان، والدولة لابد أن تلتزم بأن تكون دولة عادلة حتى يكون لها هيبة، أما أن تكون دولة طاغية ولها هيبة فلا أقبل بذلك.

◄ لماذا لا يرفع المتظاهرون مطالبهم إلى مجلس الشعب المنتخب بدلاً من التظاهر؟
◄ وجود مجلس الشعب لا يلغى الشعب.

◄ هناك شعور بين عدد من الثوار بأن البرلمان الحالى لا يعبر عن الثورة نظرًا لأن الإسلاميين حصلوا على الأغلبية البرلمانية لأنهم الأكثر قدرة على اصطياد الأصوات، فما رأيك؟
◄ هذا خطأ.. الإسلاميون يستحقون عن جدارة الحصول على الأغلبية، لأنهم كانوا الفئة الوحيدة الصامدة أثناء عصر مبارك، والآن يحصدون نتاج صمودهم، أما أن البرلمان يعبر عن الثورة فهذا أمر يحتاج بعض الوقت تمامًا كما احتاج صمودهم كثيرًا من الوقت.

◄ هل تتفق مع من يرى أن الإسلاميين حصلوا على الأغلبية بسبب قدراتهم التنظيمية أو بسبب استغلال الدين؟
◄ غير صحيح، وهذه العوامل لا تؤدى إلى الأغلبية، ولو لم يكن الشعب رأى أنهم صمدوا لما صوت لصالحهم، وربما يرفض قطاع الشعب التصويت لهم إذا أجريت الانتخابات اليوم.

◄ ما رأيك فى تعامل التيارات الإسلامية داخل مجلس الشعب مع الأحداث الأخيرة؟
◄ لست متفقًا معهم، وأرى أن مجلس الشعب اشتغل بما كان، وليس بما يتوقع أن يكون، حيث اهتم بالمحاسبة على الواقعة ولم يدرك أن الوضع الحالى ينذر بوجود مخاطر، وأرى أن المجلس كان أمامه فرصة لقيادة الشارع إذا تبنى مطالبه لكن الشارع شعر بشرخ تجاه البرلمان نتيجة لأنهم لم يتبنوا مطالبه، ولأن المجلس يدافع عن المكتسبات التى تمت، بينما يسعى الشارع إلى المكتسبات التى لم تتم بعد.

◄ هل تعتقد أن هناك مؤامرة وراء أحداث بورسعيد؟
◄ أنا لا أتكلم فيما وراء الحدث إذا كان الحدث واضحًا، والمجلس العسكرى مسؤول عما حدث بلا أدنى شك سواء كان متورطًا أو غير متورط.

◄ مسؤولية سياسية أم مسؤولية جنائية؟
◄ نتائج التحقيقات هى التى ستحدد نوع المسؤولية، وأرى ضرورة إجراء تحقيق فى كل الأحداث التى وقعت خلال الفترة الانتقالية، لاسيما أن التراث المصرى يثبت أن الحكام كانوا يرتكبون هذا النوع من الجرائم.

◄ هل أنت مرشح السلفيين؟
◄ أنا مرشح رسالتى وما أعتقده، والإعلام، ربما لأنه لا يعلم، وصفنى تارة بأننى المرشح الإخوانى، وتارة أخرى بأننى المرشح السلفى، وفى الحالتين الوصف غير دقيق، ولكن مع ذلك فإن كل إسلامى هو لحمى ودمى، وعلاقتى بالإخوان لم تنقطع أبدًا منذ ميلادى وحتى هذه اللحظة.

◄ ألم يغضبك إعلان مرشد الإخوان أن الجماعة لن تدعم مرشحًا إسلاميّا لرئاسة الجمهورية؟
◄ لم أغضب لأنى أعلم أنه فى حالة إكراه سياسى، وأن هناك ضغوطًا أمريكية على المجلس العسكرى يترجمها بدوره إلى الداخل، أما لو ترك لنفسه فبالتأكيد سيدعم المرشح الإسلامى.

◄ ولماذا يخضع الإسلاميون لهذا النوع من الضغوط؟
◄ هذا هو الخلاف فى وجهات النظر بينى وبينهم، أنا أرى أن مواجهة هذه الضغوط ستأتى بنتائج أفضل بكثير.

◄ هل تعتقد أن الإخوان سيصوتون لصالحك؟
◄ القرار المؤسسى للإخوان أنهم لن يدعموا مرشحًا إسلاميّا، لكن الأفراد سيصوتون لصالحى أو لصالح أى مرشح إسلامى، لأنها جماعة دينية، وفى اللحظة التى سيدخل فيها أعضاء الجماعة لمقار التصويت «هيترعبوا» وسيسألون أنفسهم «هنودى ربنا فين؟» وبعضهم لن تساعدهم أياديهم على التصويت لمرشح غير إسلامى.

◄ كيف نربط مشاعر مقدسة مرتبطة بالسماء بالمفاضلة بين مرشحين لرئاسة الجمهورية؟
◄ عندما أجد مرشحًا لا يساند المنهج الإسلامى أدعو لعدم انتخابه، لأنه ضد «الإسلامية» كما يدعو البعض لعدم اختيار أى مرشح تصدر عنه تصرفات أو تصريحات غير وطنية.

◄ لكن لا يوجد أى مرشح أعلن أنه ضد المنهج الإسلامى..
◄ أعلم ذلك، لكن برنامجه قد يكون متفقًا مع الشريعة أو لا، وفى حالة إذا كان المرشح لا يساند تطبيق الشريعة فلا شك أن من ينتخبه يرتكب إثمًا.

◄ لماذا اتهمت أحزاب الكتلة المصرية بأن برنامجهم ليس له علاقة بربنا؟
◄ اقرأ البرنامج وحاول أن تجد فيه أى شىء إسلامى فلن تجد، وإذا كان لديهم رد فليقولوا لى أين الإسلام فى برنامجهم؟ وإذا لم يجدوا فهذا معناه أن الكتلة لا ترى ضرورة لإعمال شرع الله.

◄ وإذا كان البرنامج يطالب بالعدل مثلاً.. أليس هذا جزءًا من الإسلام؟
◄ هذا نوع من النصب وعدم الوضوح واستخدام الحيل اللفظية، لأن هذه المبادئ مشتركة بين المناهج المختلفة، والإسلام هو أحكام الشريعة الإسلامية.

◄ هل أخطأ الإخوان عندما تخلوا عن شعار الإسلام هو الحل؟
◄ أذكر أننى ذهبت للإخوان فى انتخابات 2010، وقلت لهم «إوعوا تتنازلوا عن شعار (الإسلام هو الحل)»، فقالوا «سنتعرض للشطب والمنع من خوض الانتخابات البرلمانية»، وعرضت عليهم أن يكتبوا «.. هو الحل».

◄ إلى من ستذهب أصوات الإسلاميين.. لعبدالمنعم أبوالفتوح أم لحازم صلاح؟
◄ أنا «هاخد» كل أصوات الليبراليين والعلمانيين والإسلاميين معى فى الانتخابات، والشعب كله «هيدينى» صوته.

◄ ما رأيك فى ترشح الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء المخلوع لرئاسة مصر بعد الثورة؟
◄ أحمد شفيق هو أركان حرب إجهاض الثورة المصرية، والشعب المصرى ليس عنده انفصام فى الشخصية حتى يقوم بثورة وبعدها ينتخب أركان حرب إجهاض ثورته، ولو كانت النظم القانونية استقامت بعد الثورة لطبق عليه العزل السياسى.

◄ ما رأيك فى عمرو موسى؟
◄ عمر موسى رجل لطيف جدّا، ولا شك أنه كان جزءًا من النظام السابق، وجلس 10 سنوات على منضدة الوزراء فى مصر، وتحمل.

◄ تقصد صمت؟
◄ أفضل أن أقول تحمل.

◄ ما رأيك فى عبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحى؟
◄ ناس «محترمون» جدّا لكنَّ هناك فارقًا بين صفات الشخص ومدى صلاحيته للترشح لرئاسة الجمهورية، والحقيقة أن الكثير من مرشحى الرئاسة إحاطتهم بمعنى كلمة دولة «ضعيفة جدّا»، ولا أريد أن أقول أسماء المرشحين.

◄ كنت أول من تحدث عن الخروج الآمن للمجلس العسكرى من السلطة، وقلت نمنحكم الحصانة.. هل ما زال رأيك كما هو؟
◄ الموقف تعقد كثيرًا بعد يوم 19 نوفمبر وأحداث محمد محمود، وأصبح مرهونًا بالتجاذب بين وجهتى النظر الشعبيتين.

◄ إلى ماذا تميل؟
◄ بدافع المسؤولية كنت الوحيد الذى قال اخرجوا ولكم الأمان، وقد ذكرت أنه إذا شخص قتل ابنى وكان بقية أولادى معه قد اضطر إلى شىء أكرهه لأنى خايف على باقى الأبناء، لكن، بعد 19 نوفمبر لم يعد هناك شخص يستطيع اتخاذ قرار بالنيابة عن المجتمع، والمسألة الآن فى يد أولياء من أصيبوا وقتلوا.

◄ هناك أنباء عن اتفاق بين المجلس العسكرى وبعض رجال الأعمال لدعم ترشيح أحمد شفيق لرئاسة الجمهورية.. هل تخشى من وجود المؤامرة؟
◄ شىء طبيعى أن يتآمر الفلول ورجال الأعمال.. هذا تعاون طبيعى، وأتوقع أن تديره جهات أمنية.

◄ هل رصدت ميزانية لدعم ترشيحك فى الانتخابات؟
◄ كل ما تم حتى الآن فى الجولات والمؤتمرات أمران، هما أن أقوم أنا بتمويل الفعاليات، أو يقوم أحد الأشخاص بتجهيز مؤتمر تبلغ تكاليفه 50 ألف جنيه، وأرفض تمويل حملتى من أى دولة خليجية.

◄ هل ستجمع 30 ألف توكيل من الشعب أم ستعتمد على 30 نائبًا من المجلس؟
◄ أفضل أن أجمع التوكيلات من الشعب، رغم أن أكثر من 60 نائبًا يرغبون فى دعمى، وبالمناسبة بينهم 6 نواب غير إسلاميين.

◄ لماذا لا تخوض الانتخابات من خلال حزب النور؟
◄ أنا مرشح مستقل، ولا أريد أن أحمل نفسى ما لم أقله بنفسى.

◄ ما أكثر ما يشغلك فى معركة الانتخابات؟
أخشى التصويت النظامى الموجه الفئوى الجمعى، والتزوير، وهما ما أخاف منهما فى الانتخابات.

◄ ما رأيك فى عقد مناظرات بين المرشحين لرئاسة الجمهورية؟
◄ لا تستطيع رفضها حتى لا يقال إنك تخشى المواجهة، والمناظرات فى المجتمع المصرى ستكون غير ناضجة سياسيّا، وسيتم التركيز فيها على أشياء بعيدة عن الجوهر، وبالمناسبة أنا ذهبت لأمريكا أكثر من 4 مرات للتعرف على المناظرات، وأذكر أن أحد المرشحين فاز فى أمريكا نتيجة أنه طرح عمل رصف الطرق السريعة من الخرسانة.

◄ الفترة الحالية شهدت الكثير من هذه الحوادث.. ماذا ستفعل مع أهالى الشهداء؟
◄ سأسير إلى كل أم مصابة، لأنها صاحبة القرار، وأنا خادم لقرارها، ولكن إذا ما أراد الجناة إرضاءهم فهذا هو حقهم فى النهاية، لكنى لا أظن أن الشعب المصرى سيقبل، أما حق الدولة فذكرته قبل 19 نوفمبر، وما لم تكن رجلاً تستشعر المسؤولية فستصبح إنسانًا هائجًا، وفى النهاية أنت مضطر للفصل بين حق الأفراد وحق الدولة.

◄ هل إذا أراد حسنى مبارك استرضاء الأفراد فستعفو عنه؟
◄ حسنى مبارك ارتكب جرائم لم يحاكم عليها حتى الآن، كان المفترض أن تكون هناك محاكمة سياسية إلى جانب المحاكمة الجنائية.

◄ إلى أى مدى كرئيس تشعر بالخطر على بنيان القوات المسلحة والجيش المصرى بعد أدوار المجلس العسكرى؟
◄ لدى رغبة داخلية فى خدمة القوات المسلحة وقوتها وتماسكها وإعادة الهيبة الكاملة لها، وإعادة حقوقها، القوات المسلحة صاحبة فضل كبير على المصريين لأنها منعت العدوان على الشعب، ومن حمى الثورة، هم بنيان الجيش المصرى وليس أعضاء المجلس العسكرى، الجيش المصرى لا يمكن أن يستجيب إذا وجهت له أوامر قتل المصريين، المجلس العسكرى لم يكن لديه اختيار أبدًا يوم 11 فبراير.

◄ هل يمكن أن تنشئ حزبًا سياسيّا بعد نجاحك فى الانتخابات الرئاسية؟
◄ هذه فكرة، ولا مانع فى أن أفكر فيها.

◄ هل تقبل بإعلان ذمتك المالية؟
◄ أقبل إعلان الذمة المالية أمام الجهات المختصة، لكنى أرفض إعلانها على صفحات الجرائد، لأنه ليس كل شخص مطالبًا بالكشف عن مدى فقره أو غناه.

◄ هل أنت مرشح لنصرة الدين أم لعزة الوطن؟
◄ أنا مرشح لنصرة الدين أولاً، وبرنامجى الانتخابى عبارة عن 4 كلمات «الحكمة - العزة - المصلحة - الصواب»، بلا جدل، الدين عقيدة والبلد وطن، أنتم جعلتم الوطن عقيدة، إن من يقولون إن الدين مرجعية أسال الله أن يغفر لهم، الدين منهج وليس مرجعية.. الدين طريق وعقيدة، والوطن وطن، أحب أبى وأحب الوطن ولكنهما ليسا الدين.

◄ ألا ترى أن هذا الطرح يستبعد الأقباط من دائرة أولوياتك؟
◄ المسيحيون سينتخبوننى وهم يسمون أنفسهم شعب الكنيسة، لا يوجد خلاف بين الإسلامى والمسيحى حول الدين، وفى النهاية أنا لا أستبعد المسيحيين من برنامجى الانتخابى، وأنا أعرف جيدًا أن العقيدة حين تهدر يضيع الوطن، والعقيدة حين أهدرت فى الهند وأروبا سقطت دولهم، الشريعة الإسلامية تحاسبنى حين أظلم مسيحيّا.