نور الدين الدمشقي
02-17-2012, 05:32 PM
دائما يبحث اصحاب الشبهات عن "الحكمة" في بعض التشريعات ثم يطعنون بها من حيث أنها:
1- لا تظهر لديهم الحكمة في ذلك الحكم الشرعي فلا يدركونها. أو
2- أنها لا توافق هواهم...فيغلبهم شيطانهم وتغلبهم نفسهم الامارة بالسوء فيرفضون ذلك الأمر أو النهي الرباني.
ومن أحوال المؤمن أنه اذا غلبته نفسه او شيطانه استغفر وتاب مسلما ومعترفا بأنه قد وقع تحت وطأة الشهوة أسيرا. ثم ما يلبث ان يذوق طعم الحرية بتحرره من عبوديته لهواه..الى فسيح حرية العبودية لله جل في علاه.
لكن الشيطان يأبى ان يترك البشر على مثل ذلك...فينفث من "بهارات" أول معاصيه (الكبر) في روع النفوس حتى تقع في فخه أحد النفوس الضعيفة. فان وقعت تلك النفس, ثار في عقل صاحبها أنه ما وقع أسيرا "ذليلا" لشهوته لأن النفوس لا تقبل "الذل" بطبعها.. فيزين له بأنه "مقتنع" بأن ما يحرم عليه تلك الشهوة هو أمر "غير عقلاني" - وليس حراما اصلا...أو لا حكمة من كونه حراما! فيرد بعقله الأمر الشرعي ويرفضه....وبذلك يكون قد سرق منه الشيطان لذة التوبة والاياب...وهو يبرر لنفسه تبعات ذلك الرفض باقناع عقله بأن هذا ليس شيئا عقلانيا اصلا...يظن بذلك بأنه سيهرب من ضيق الصدر والضنك الذي يجده الأسير الذليل الذي يحاول جاهدا ان يوهم نفسه بأنه في قصر وليس خلف قضبان ذات السجن المحاط بأسياج الهوى! ولكن هيهات...ما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون!
ثم انه يلبس ذلك "الكبر" (الذي ولد عنده الاعتراض على أمر الله...كما اعترض قبله ابليس)...يلبسه اثوابا بمسميات جديدة حتى ينخدع بها الضعفاء....فتارة علمانية تتكبر على حق الله على العباد بالأمر في أمور سياسة العباد...وتارة تحت مسمى الليبرالية..التي تتكبر على حق لله كذلك في الأمر والتشريع في كل ما قد يخالف اهواء وعقول من قصر ادراكهم من البشر!!
أنى يقوم قائم عقلي مقابل الأمر الرباني ليستطيع رده؟ فان المخالفة بحد ذاتها طعن في العقل قبل ان تكون طعنا في الدين! في هذا المقام, يقول احد من احبهم في الله:
أما العقل..فأساسا باقرار كل مؤمن ان العقل حين يؤدي بك الى الاقتناع بوجود معرفة اعلى من معرفتك..و علم اعلى من علمك ووجود اكبر من وجودك..فهو اساسا يؤدي بك الى الاعتراف بحاكميته عليك و على عقلك..بما انك اعترفت بنفسك بانه فوق عقلك دائما..فيلزم حسب عقلك ان لا يعارضه عقلك دائما... و الا كنت مخالفا لعقلك قبل ان تكون مخالفا له...واعترافك هذا هو مضمون شهادتك - التي لم تقدر باعتباطية- بان لا اله الا هو...اي لا معبود و لا مطاغ و لا محبوب يجب ان يكون لديك الا هو ..بما فيه عقلك الذي ارشدك اليه...فحين يأتيك الأمر من امره فما على عقلك الا التأكد من انه امر الله لا امر احد من العباد ممن تانف ان تكون عبدا له و تفقد حريتك لصالحه...فان تاكدت انه امره هو...فلا حجة عقلية لك في عدم طاعته مهما لم يدرك عقلك مغزاه او حكمته...
فالنقاش كما قال لك الأخوة يجب ان ينحصر ان كنا عقلانيين فعلا...في المقام الأول تحرير اي الأوامر هو من أمره... لا اي الأوامر اكثر ملائمة للعقل و اقل احراجا له..فهذا مقام ثان يجب ان يبحث بعد المقام الأول..وهذا هو مقتضى كلام ربنا : فَلا وَرَبِّكَ لا يُوَمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا في أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْليماً
1- لا تظهر لديهم الحكمة في ذلك الحكم الشرعي فلا يدركونها. أو
2- أنها لا توافق هواهم...فيغلبهم شيطانهم وتغلبهم نفسهم الامارة بالسوء فيرفضون ذلك الأمر أو النهي الرباني.
ومن أحوال المؤمن أنه اذا غلبته نفسه او شيطانه استغفر وتاب مسلما ومعترفا بأنه قد وقع تحت وطأة الشهوة أسيرا. ثم ما يلبث ان يذوق طعم الحرية بتحرره من عبوديته لهواه..الى فسيح حرية العبودية لله جل في علاه.
لكن الشيطان يأبى ان يترك البشر على مثل ذلك...فينفث من "بهارات" أول معاصيه (الكبر) في روع النفوس حتى تقع في فخه أحد النفوس الضعيفة. فان وقعت تلك النفس, ثار في عقل صاحبها أنه ما وقع أسيرا "ذليلا" لشهوته لأن النفوس لا تقبل "الذل" بطبعها.. فيزين له بأنه "مقتنع" بأن ما يحرم عليه تلك الشهوة هو أمر "غير عقلاني" - وليس حراما اصلا...أو لا حكمة من كونه حراما! فيرد بعقله الأمر الشرعي ويرفضه....وبذلك يكون قد سرق منه الشيطان لذة التوبة والاياب...وهو يبرر لنفسه تبعات ذلك الرفض باقناع عقله بأن هذا ليس شيئا عقلانيا اصلا...يظن بذلك بأنه سيهرب من ضيق الصدر والضنك الذي يجده الأسير الذليل الذي يحاول جاهدا ان يوهم نفسه بأنه في قصر وليس خلف قضبان ذات السجن المحاط بأسياج الهوى! ولكن هيهات...ما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون!
ثم انه يلبس ذلك "الكبر" (الذي ولد عنده الاعتراض على أمر الله...كما اعترض قبله ابليس)...يلبسه اثوابا بمسميات جديدة حتى ينخدع بها الضعفاء....فتارة علمانية تتكبر على حق الله على العباد بالأمر في أمور سياسة العباد...وتارة تحت مسمى الليبرالية..التي تتكبر على حق لله كذلك في الأمر والتشريع في كل ما قد يخالف اهواء وعقول من قصر ادراكهم من البشر!!
أنى يقوم قائم عقلي مقابل الأمر الرباني ليستطيع رده؟ فان المخالفة بحد ذاتها طعن في العقل قبل ان تكون طعنا في الدين! في هذا المقام, يقول احد من احبهم في الله:
أما العقل..فأساسا باقرار كل مؤمن ان العقل حين يؤدي بك الى الاقتناع بوجود معرفة اعلى من معرفتك..و علم اعلى من علمك ووجود اكبر من وجودك..فهو اساسا يؤدي بك الى الاعتراف بحاكميته عليك و على عقلك..بما انك اعترفت بنفسك بانه فوق عقلك دائما..فيلزم حسب عقلك ان لا يعارضه عقلك دائما... و الا كنت مخالفا لعقلك قبل ان تكون مخالفا له...واعترافك هذا هو مضمون شهادتك - التي لم تقدر باعتباطية- بان لا اله الا هو...اي لا معبود و لا مطاغ و لا محبوب يجب ان يكون لديك الا هو ..بما فيه عقلك الذي ارشدك اليه...فحين يأتيك الأمر من امره فما على عقلك الا التأكد من انه امر الله لا امر احد من العباد ممن تانف ان تكون عبدا له و تفقد حريتك لصالحه...فان تاكدت انه امره هو...فلا حجة عقلية لك في عدم طاعته مهما لم يدرك عقلك مغزاه او حكمته...
فالنقاش كما قال لك الأخوة يجب ان ينحصر ان كنا عقلانيين فعلا...في المقام الأول تحرير اي الأوامر هو من أمره... لا اي الأوامر اكثر ملائمة للعقل و اقل احراجا له..فهذا مقام ثان يجب ان يبحث بعد المقام الأول..وهذا هو مقتضى كلام ربنا : فَلا وَرَبِّكَ لا يُوَمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا في أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْليماً