المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلمة للمصابين بمتلازمة الانبهار الحضاري



أبو القـاسم
02-22-2012, 09:36 AM
لماذا نحن في الشرق نرسف في أغلال التخلف,وهناك في الغرب يرفلون في بحبوحة التقدم؟ سؤال يلاك ليكون من مفرزاته :تسويغ اختيار اللادينية والإلحاد ,..لنا أن نتساءل : هل تضخمت تجاعيد أدمغتكم بعد الإلحاد حتى تفجر من طياتها مواهب الحضارة ؟
المعادلة واضحة : المسلمون كانوا في مواطن الريادة في شتى المجالات حين كان الدين محكّما ، يمشون رويدا ويجيئون في الأول , والغرب النصراني إنما تقدم في الشق الصناعي وحده يوم ترك دينه ، في حين أوغل في التوحّل في ألف شق وشق ..هل وصلت الرسالة ؟ أرجو ذلك..! تخيل أنك أنقذت شخصًا من جحيم كان فيه ,فلما خرج وقد تفحم بعض جسده ,ألقى بنفسه في صقيع الثلج , ..ربما سيهدأ قليلا ..ربما, ثم لن يلبث أن يتلظى في البرد عما قليل كما تلظى في الضد , وفي المسافة الفاصلة بين الحرّ والقرّ سيشعر أنه بلغ الغاية في رغد العيش, نعم كان كالحمار يقاد ,فأضحى كالقرد.. يفعل ما يحلو له ..وما درى عن أناس أحرار يحيون في النعيم المقيم في الخارج لايرون شمسا ولا زمهريرا ..حين كنت أدرس في الهندسة الإلكترونية ,كانت المناهج الدراسية هي هي التي في أمريكا , فلم يقل عقلي لي..اسمع! :في ناصيتك قال الله قال رسوله ,ولا مكان شاغر لعلم التكامل والتفاضل ,لم يكن ثمّ في خزانة الذاكرة حديث صحيح ولا ضعيف ينص على : أن من درس معادلات فوريير ولابلاس أصابه الله بالإفلاس, لم أجد في جوانح نفسي المسلمة وازعًا يقول ,ولا لوحة معلقة في سماء العقل ,كتب فيها :ممنوع دخول العلوم ! لم يصبني إعياء ولا دوخة من ملاحقة مسار التيار الكهربائي يسري في دارة ثيفنن ,,صدقوني لم أشعر بدوار من ركوب موجات ماكسويل وهيرتز ,,ولا أذكر أنه فرّ مني يوما: الأنيق الرشيق ذو الأرجل الثلاثة "الترانزستور" , أنّى له أن يفعل وبيني وبينه علاقة حب !.. إذا كان كتاب الوحي المسطور يحض على النظر في كتاب الكون المنظور ..فأيّ تناغم تراه يكون وأي انسجام في حس قاريء هذا الكتاب ؟
يا جماعة : في الغرب لا يبلغ المرء أن يبلغ ذروة العلم الدنيوي حتى يتنكر للآخرة ,وفي الإسلام يجعل العبد بلوغه المجد في أحد علوم الدنيا أحد فسائله في مزرعة الآخرة , والسر في ذلك يسير : الإسلام أمر الله , والعقل خلق الله , ولا يتعارض أمره مع خلقه ..وغير الإسلام ليس امر الله ,فأي غرابة حين يتعارض مع ما خلق الله ؟ "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " ..هنا قد ينبري محتال في صورة بريء في جعبته سؤال , لا تتعب.. سوف أختصر عليك الطريق :الله تعالى نفسه بين لنا في كتابه أنه لا يحابي أحدا في سننه ,وقد جعل النصر والتمكين منوطا بمعاقد ..وليس يحق لأهل مريض ان يلوموا الطبيب أو يشككوا في اقتداره إذا كان وصف الدواء الناجع لابنهم فتركه هذا الابن..ارتد السهم على صاحبه فقضى عليه ..يقول مارتن كريمر: (حوالي ألف للميلاد أي في القرن الرابع الهجري كان الشرق الأوسط بؤرة الحضارة العالمية ففي ذلك الوقت ما كان الإنسان مثقفاً إن لم يعرف العربية..هذه الحضارة كانت تنجب العباقرة ولو أن جائزة نوبل كانت موجودة في ذلك الزمان لكان الغالبية العظمى ممن ينالها من المسلمين).. ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن أكثر الناس لا يعلمون

إسحاق
02-22-2012, 10:35 AM
للماذا نحن في الشرق نرسف في أغلال التخلف,وهناك في الغرب يرفلون في بحبوحة التقدم؟ سؤال يلاك ليكون من مفرزاته :تسويغ اختيار اللادينية والإلحاد ,..لنا أن نتساءل : هل تضخمت تجاعيد أدمغتكم بعد الإلحاد حتى تفجر من طياتها مواهب الحضارة ؟
المعادلة واضحة : المسلمون كانوا في مواطن الريادة في شتى المجالات حين كان الدين محكّما ، يمشون رويدا ويجيئون في الأول , والغرب النصراني إنما تقدم في الشق الصناعي وحده يوم ترك دينه ، في حين أوغل في التوحّل في ألف شق وشق ..هل وصلت الرسالة ؟ أرجو ذلك..! تخيل أنك أنقذت شخصًا من جحيم كان فيه ,فلما خرج وقد تفحم بعض جسده ,ألقى بنفسه في صقيع الثلج , ..ربما سيهدأ قليلا ..ربما, ثم لن يلبث أن يتلظى في البرد عما قليل كما تلظى في الضد , وفي المسافة الفاصلة بين الحرّ والقرّ سيشعر أنه بلغ الغاية في رغد العيش, نعم كان كالحمار يقاد ,فأضحى كالقرد.. يفعل ما يحلو له ..وما درى عن أناس أحرار يحيون في النعيم المقيم في الخارج لايرون شمسا ولا زمهريرا ..حين كنت أدرس في الهندسة الإلكترونية ,كانت المناهج الدراسية هي هي التي في أمريكا , فلم يقل عقلي لي..اسمع! :في ناصيتك قال الله قال رسوله ,ولا مكان شاغر لعلم التكامل والتفاضل ,لم يكن ثمّ في خزانة الذاكرة حديث صحيح ولا ضعيف ينص على : أن من درس معادلات فوريير ولابلاس أصابه الله بالإفلاس, لم أجد في جوانح نفسي المسلمة وازعًا يقول ,ولا لوحة معلقة في سماء العقل ,كتب فيها :ممنوع دخول العلوم ! لم يصبني إعياء ولا دوخة من ملاحقة مسار التيار الكهربائي يسري في دارة ثيفنن ,,صدقوني لم أشعر بدوار من ركوب موجات ماكسويل وهيرتز ,,ولا أذكر أنه فرّ مني يوما: الأنيق الرشيق ذو الأرجل الثلاثة "الترانزستور" , أنّى له أن يفعل وبيني وبينه علاقة حب !.. إذا كان كتاب الوحي المسطور يحض على النظر في كتاب الكون المنظور ..فأيّ تناغم تراه يكون وأي انسجام في حس قاريء هذا الكتاب ؟
يا جماعة : في الغرب لا يبلغ المرء أن يبلغ ذروة العلم الدنيوي حتى يتنكر للآخرة ,وفي الإسلام يجعل العبد بلوغه المجد في أحد علوم الدنيا أحد فسائله في مزرعة الآخرة , والسر في ذلك يسير : الإسلام أمر الله , والعقل خلق الله , ولا يتعارض أمره مع خلقه ..وغير الإسلام ليس امر الله ,فأي غرابة حين يتعارض مع ما خلق الله ؟ "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " ..هنا قد ينبري محتال في صورة بريء في جعبته سؤال , لا تتعب.. سوف أختصر عليك الطريق :الله تعالى نفسه بين لنا في كتابه أنه لا يحابي أحدا في سننه ,وقد جعل النصر والتمكين منوطا بمعاقد ..وليس يحق لأهل مريض ان يلوموا الطبيب أو يشككوا في اقتداره إذا كان وصف الدواء الناجع لابنهم فتركه هذا الابن..ارتد السهم على صاحبه فقضى عليه ..يقول مارتن كريمر: (حوالي ألف للميلاد أي في القرن الرابع الهجري كان الشرق الأوسط بؤرة الحضارة العالمية ففي ذلك الوقت ما كان الإنسان مثقفاً إن لم يعرف العربية..هذه الحضارة كانت تنجب العباقرة ولو أن جائزة نوبل كانت موجودة في ذلك الزمان لكان الغالبية العظمى ممن ينالها من المسلمين).. ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن أكثر الناس لا يعلمون

مقاله رائعه ابا القاسم

لكن من فضلك توضيح فقط ولو بسيط لما اقتبس بالاحمر لاني استصعب علي ادراكه...

هشام بن الزبير
02-22-2012, 10:54 AM
أخي الحبيب أبا القاسم,
لقد شخصت الداء الذي ينخر قلوب كثير من إخواننا, وأشرت إلى الدواء القرآني, لكن المشكلة لا تزول من عقل أحد حتى يقر أولا بوجودها, والعجيب أن المنبهر بالسبق المادي لأمم الكفر لا يكلف نفسه أن ينظر إلى الأمر في شموله, بل يصر ألا يرى إلا تقنية موجودة هناك مفقودة هنا, لكنه لا يكلف نفسه أن يسأل الأسئلة العميقة, فإنه لو فعل, فسيتوقف عن اتهام دينه ويشرع في تسديد سهام اللوم إلى نفسه:

- هل التقدم التقني يكفل وحده للمجتمع الإنساني بلوغ الكمال الحضاري الممكن؟
- هل يصح شرعا أن ينبهر مسلم بحضارة تؤله الحجر أو البقر أو الإنسان دون أن يرى مناقضتها لأصل دينه؟
- لماذا استطاع الغرب في بداية نهضته المادية أن يفرق بين علوم المسلمين الدنيوية وبين عقائدهم وشعائرهم الدينية؟
- لماذا نربط التقدم المادي بنموذج الغرب بحذافيره وننسى أن حضارات عديدة فاقته في كثير من النواحي دون أن تطبق نفس مناهجه؟
- لماذا يراد للمسلمين أن يربطوا بين التقدم المادي وبين التحلل من بعض الضوابط الشرعية, وذلك بالترويج لضرورة الرقي في الميدان الفني مثلا؟
- هل يلاحظ المسلم أن السبق المادي لا يرتبط بتشجيع الفكر الإلحادي ولا الفلسفي ولا الدنيوي؟ بل إننا نعرف الكثير عن حضارات رائدة لم تعرف شيئا من ذلك.
- هل يتناسى المسلم أن بناء حضارة مادية وتحقيق السبق في ميادين العلوم المادية ليس من أركان الإسلام ولا الإيمان, بل إن قوام دوحة الحضارة الإسلامية على إقامة التوحيد ونصرة الشريعة, ثم يكون العمران البشري والبحث العلمي والإنتاج الدنيوي كالفروع لها بعد ذلك؟
- هل يتصور المسلم أن تحقيق رقي مادي على النمط الغربي مع الحفاظ على اسم الإسلام دون حقيقته سيجنبنا الشقاء المستطير الذي يحياه الملايين في نيويورك ولندن وباريس وبرلين وموسكو وطوكيو؟
- هلا تأمل المسلم جواب النبي صلى الله عليه وسلم لعمر في الحديث الذي رواه البخاري في الأدب المفرد:
حدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ , قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ مَرْمُولٍ بِشَرِيطٍ ، تَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ ، مَا بَيْنَ جِلْدِهِ وَبَيْنَ السَّرِيرِ ثَوْبٌ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ فَبَكَى ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ ؟ " ، قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ مَا أَبْكِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّكَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ كِسْرَى وَقَيْصَرَ ، فَهُمَا يَعِيثَانِ فِيمَا يَعِيثَانِ فِيهِ مِنَ الدُّنْيَا ، وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بِالْمَكَانِ الَّذِي أَرَى ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَا تَرْضَى يَا عُمَرُ أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الآخِرَةُ ؟ " ، قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " فَإِنَّهُ كَذَلِكَ " .
- هل يقبل المسلم أن يكون الرقي المادي ثمنا لدينه؟

ابو ذر الغفارى
02-22-2012, 02:15 PM
بارك الله فيك أخى ابا القاسم وجزاك الله خيرا أخى هشام على الاضافة الرائعة

اخت مسلمة
02-22-2012, 08:49 PM
جزاك الله خيراً
رائِع جداً هذا التشريح الفاضِح لحالِ هؤلاء !
أتمنى أن يقرأه كل من يهمه الأمر فلرُبما !

مستفيد..
02-23-2012, 01:34 PM
تشخيص رائع أستاذي الفاضل..
أيضا من سنة الله عز وجل أن ربط تقدم المسلمين في شتى الميادين بمدى تحقق شرط الإيمان..يقول الله عز وجل : "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"..إذا فسبحانه وتعالى جعل تحقق تقدم هذه الأمة وعلوها على باقي الأمم متى استقرت حقيقة الإيمان في النفوس وتمثلت في واقع حياتهم منهجا للحياة ونظاما للحكم..يقول سيد قطب رحمه الله :
"كذلك حين يُقرِّر النصُّ القرآني أنَّ الله لن يجعَلَ للكافرين على المؤمنين سبيلاً، فإنما يُشِير إلى أنَّ الرُّوح المؤمِنَة هي التي تنتَصِر، والفكرة المؤمنة هي التي تَسُود، وإنما يدعو الجماعة المُسلِمة إلى استِكمال حقيقة الإيمان في قلوبها تصوُّرًا وشُعُورًا، وفي حياتها واقعًا وعملاً، وألاَّ يكون اعتِمادُها كلُّه على عنوانها، فالنصر ليس للعُنوانات، إنما هو للحقيقة التي وراءَها، وليس بيننا وبين النصر في أيِّ زمانٍ وفي أيِّ مكانٍ إلاَّ أنْ نَستَكمِل حقيقةَ الإيمان، ونستَكمِل مُقتَضَيات هذه الحقيقة في حياتنا وواقعنا كذلك، ومن حقيقة الإيمان أنْ نأخُذ العُدَّة ونستَكمِل القوَّة، ومن حقيقة الإيمان ألاَّ نَركَن إلى الأعداء، وألاَّ نَطلُب العِزَّة إلاَّ من الله.
إنَّ الإيمان صلةٌ بالقوَّة الكبرى التي لا تَضعُف ولا تَفنَى، وإنَّ الكفر انقطاعٌ عن تلك القوَّة وانعزالٌ عنها، ولن تملك قوَّة محدودة مقطوعة منعزِلة فانية أنْ تغلب قوَّةً موصولة بمصدر القوَّة في هذا الكون جميعًا"

أبو القـاسم
02-23-2012, 03:06 PM
شكر الله لكم إخوتي أجمعين ,وبارك الله في أخوي ّ هشام والمتوكل , فمشاركة هشام ثرية بما يحيط بالموضوع من جوانبه الرئيسة, ومشاركة المتوكل فيها لمسة من قلم الفذ الأديب الشهيد سيد قطب رحمه الله تعالى

يا جماعة : في الغرب لا يبلغ المرء أن يبلغ ذروة العلم الدنيوي حتى يتنكر للآخرة ,وفي الإسلام يجعل العبد بلوغه المجد في أحد علوم الدنيا أحد فسائله في مزرعة الآخرة , والسر في ذلك يسير : الإسلام أمر الله , والعقل خلق الله , ولا يتعارض أمره مع خلقه ..وغير الإسلام ليس امر الله ,فأي غرابة حين يتعارض مع ما خلق الله ؟ "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا "
المعنى أن الدين النصراني مكتظ بالمخالفات الصارخة للغة العلم الحديث , فإذا ضممت هذا إلى ما افرزته الثورة على الكنيسة في أوروبا بعد أحقاب الاستبداد الرهيبة , كانت الجفوة أو العداء للدين -أي النصرانية-تؤهل ان يكون المرء محادّا لهذا الدين كلما تدرج في سلم العلم ,فأنت هنا امام حالة نفسية وعقلية معا ..كلاهما مما يؤدي لشيوع فكرة الإلحاد في الغرب ,بخلاف الإسلام فليس فيه هذه الإشكالات الحقيقية ,بل على العكس ,وعلى حد ما قال الله تعالى "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد "

د. هشام عزمي
02-23-2012, 05:00 PM
جميل تعبير (متلازمة الانبهار الحضاري) ..