المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإلـــحـــاد ،،، سـلـوك أم عـقـيـدة؟!



شافي
02-22-2012, 11:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على نيبه وصحبه ومن والاه ،،، وبعد....

كيف يلحد الشخص ؟ كيف يصل الى هذه المرحلة النفسية العقلية الإعتقادية المعقدة في تفاهتها؟

إنك إذا شاهدت سيارة فارهة متقنة الصنع وتوسعت في الإطلاع عليها فإنك ما تلبث أن تتوجه بمشاعرك إلى إكبار المصنع الذي أنتجها والإدارة والصانعين القائمين عليه هذا المصنع، فهذا شعور تلقائي القاه في طبع كل مخلوق، وهو اداة تعرف الإنسان على الله.

ولو أن الله خلق الإنسان منذ يوم ولادته بالغا عاقلا يعي ماحوله ، ثم شاهد كومة الريش تطير في السماء ، والماء يسيل على الأرض جاريا بلا قدم ، ويطير سحابا في السماء بلا اجنحة ، ثم ينزل مجزءا الى قطرات مطر ، ثم يعاود السير على الأرض، فما سيتخالج في مشاعره؟
ثم إنه سيتفكر في عينه فيجد أنها شحمة بلونين يرى بها جميع الألوان ، وأذنه غضروف يسمع به جميع الأصوات ، وانفه عظمة يشم بها جميع الروائح ، ولسانه قطعة لحم يتذوق بها كل النكهات وينطق بها كل الكلمات.
ثم أنه يرى النبات والحيوان والتراب والجبال و.... إلخ ، فما عساه يشعر؟
لاشك بأنه سيفكر بمن اوجدها ـ وإن لم يكن يعلم اسمه ـ ويبدأ قلبه تلقائيا بتعظيمه.
ثم إنه يسير في هذا الكون ، فإذا احتاج حاجة ما فسيتوجه قلبه تلقائيا لطلب حاجته ممن اوجد هذا الكون الذي حوله وإن لم يكن يجيد الكلام ، فهذا هو الدعاء.
هذه فطرة الإنسان تعظيم خالق الكون وطلب الحاجة منه ، وهذا باختصار عملي تعريف العبادة {تعظيم الخالق وطلب الحاجة منه}.
فإن من لم تتغير فطرته سيكون متقلبا بين هذه الثلاث ، التأمل في المخلوق ، وتعظيم خالق المخلوق ، وطلب الحوائج منه، حتى ولو لم يسمع بنبوة أو رسالة ،فالرسل دورهم في هذا إرشاد العباد إلى أفضل الطرق لترجمة هذه العبودية في القلب واللسان والجوارح ، وإخبار العباد عن صفات المعبود وغيبيات أخرى لايعلمونها بمجرد النظر العقلي ، وإخبارهم عن امر الله ونهيه.

وإذا كانت هذه فطرة الإنسان فلماذا يلحد فئام من الناس؟
نسألهم: من أوجد هذا الكون؟ فيجيبون إجابات سخيفة ، قائلين: اوجدته الصدفة، وطورت له الطبيعة، وحدثت الطفرة، وأقوال لا ترقى الى مستوى عقلي سليم.
هل الاقرب إلى العقل أن نقول ان من اوجد الخلق خالق متصف بالكمال الذي لايدرك منتهاه ومنزه عن النقص تنزيها لا يعلم مبتداه؟ أم انها الصدفة التي هي لاشيء فاوجدت كل شيء؟ ، فيجيب مختارا الصدفة ، أي عقل هذا ، بل أي استغباء هذا؟ ، وإذا كان هذا غباء او استغباء فلماذا يختار الملحد هذا الجواب؟

لكي نجيب على هذا السؤال يجب أن نبحث ممحصين لكلمة {إلحاد} ، حتى نعرف الإجابة.
اطلقت كلمة الإلحاد في التاريخ الإسلامي على فكر يقوم بإنكار صفة من صفات الله او جميع صفاته بأحد هذه الطرق: التفويض، التعطيل، التحريف
وألحق به أيضا: التشبيه والتمثيل.
ويطلق عليه في عصرنا هذا ، إنكار وجود الله وإنكار وجود الغيبيات (الملائكة، الشياطين، الآخرة، النبوة...)
كلمة إلحاد تعني اساسا الميل عن الحق ، فهي تصف سلوكا عاما، وهو أن يعرض للشخص حق ما فيستنكف عنه الى رأي آخر باطل.
فهو إذا سلوك ، والسلوك تبع لسنة الله الكونية أنه يبدأ بسيطا ثم يتطور ويتعقد بالتدريج ، طارقا مجالات اوسع ، مجترئا على افكار وثوابت لم يكن يتطرق إليها سابقا.
فالملحد لا يبدأ ملحدا في عقيدته ، بل يبدأ ملحدا في سلوكه ، بادئ ذي بدء يستنكف عن قبول الحق في أمور جزئية فيتركها ويأخذ بما هو باطل ، ثم تنسحب عليه سنة الله الكونية فيبدأ بطرق ابواب لم يكن يخطر بخلده أنه سيطرقها بمثل هذا الأسلوب، فيعرض له الحق فيها فيميل عنه إلى الباطل ، وهكذا يتدرج حتى يصل إلى مرحلة كبرى وهي الإلحاد في الذات الإلهية وعامة المغيبات، فيبدأ أولا بالإلحاد في صفات الله عن الحق، ثم يتدرج إلى الإلحاد في عظمة الله معتقدا أن الله لا يستحق كل هذا التعظيم الذي يصفه بها الناس، ثم يتدرج به الحال فيرى أن الله ليس له ذات ، بل هو قيمة إفتراضية لشيء ينسب إليه الإيجاد والتحكم ، وهو بالوصول إلى هذه المرحلة قد أزال كل الحواجز والتي ليس بعدها إلا ان يعتقد بعدم وجود إله في آخر المطاف، ثم بعدها ينكر كل ماترتب على هذا من افكار غيبية ، كجنته التي يكافئ بها الصالحين ، وناره التي يعاقب بها المجرمين، وبناء عليها يترك اوامره ويدعو الناس لترك هذه الأوامر.

أول وأكبر ملحد هو إبليس، فقد كان ملحدا في سلوكه ، لكنه لم يلحد في عقيدته ، أي لم ينكر وجود الله ولا جنته ولا ناره ، والسبب في ذلك أن الله ليس غيبا بالنسبة لإبليس كما هو ـ سبحانه وتعالى ـ بالنسبة لنا ، فإبليس كان مع الملائكة ، وكان يسمع كلام الله ويخاطب الله، والآيات القرآنية التي تدل على ذلك كثيرة.

أما أعظم سبب للإلحاد هو التكبر ، والذي يقود إلى عدم الخضوع إلى الحق فالمعاندة والتي بعدها يحدث السلوك الإلحادي منتهيا بالعقيدة الإلحادية.

نسأل الله ان يمن علينا بالإيمان وأن يرحم ضعفنا وهواننا ، وأن يرزقنا الإفتقار إليه.

مواطن
02-23-2012, 08:34 AM
اعتقد ان معظم الملحدين سيعودون الى رشدهم ويتعقلون

لانهم كانوا في السابق يظنون بانهم اقتربوا من نظرية كل شيء خلال المنطق الذي آمنوا به
اما الان اصبحت الشكوك تراودهم خصوصا بعد ما اكتشفوا نظرية الكم التي اقتحمت المنطق


والله أعلم

شافي
02-24-2012, 10:20 PM
والله يا أخي {بالدعوة إلى الله يخرج الله من أصلاب الملحدين موحدين ، وبتركها يخرج الله من اصلاب الموحدين ملحدين}
المشكلة إذا تحولوا فيما بعد إلى عبدة شياطين بعد ان يكونوا قد ملوا من الإلحاد
لا زال الشيطان موجودا ، والإلحاد قديما ياأخي ، فلابد من ان نكون دعاة إلى الله تعالى

اخت مسلمة
02-25-2012, 11:21 PM
بل مرَض نفسي وإنحراف فطري وسُلوكي ويتطوّر بسبب عوامل معينة للبعض منهم إلى إنحطاط إنساني ( ظلماتٌ بعضُها فوقَ بعض ) !

شافي
02-26-2012, 06:35 PM
بل مرَض نفسي وإنحراف فطري وسُلوكي ويتطوّر بسبب عوامل معينة للبعض منهم إلى إنحطاط إنساني ( ظلماتٌ بعضُها فوقَ بعض ) !
اختي المحترمة ، هو ليس مرض نفس بل مرض إيماني عقائدي بسبب شهوات تطورت إلى شبهات ، نتج عنا ما تقولين من انحراف فطري وسلوكي ونفسي
احببت ان اوضح فكرة واحدة ، هي ان الإلحاد يبدأ أولا كسلوك ثم ينتهي الى العقيدة ، وهذا حتى نحذر من الإستنكاف عن امر الله في الأمور الفرعية ، فإنه بذرة شر تنقل إلى الأمور الأصولية